مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
علاء الدين
علاء الدين
مشرف منتدى كورة
مشرف منتدى كورة
عدد الرسائل : 4847
العمر : 29
الأوسمة : يوم في بيت الرسول صلى الله عليه و سلم Aw110
البلد : يوم في بيت الرسول صلى الله عليه و سلم Male_a11
نقاط : 2776
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/06/2008

يوم في بيت الرسول صلى الله عليه و سلم Empty يوم في بيت الرسول صلى الله عليه و سلم

الإثنين 16 يونيو 2008, 14:31
يوم في بيت الرسول صلى الله عليه و سلم


بيت الإنسان هو محكه الحقيقي الذي يبين حُسن خُلُقه ، و كمال أدبه ، و طيب معشره ، و صفاء معدنه ، فهو خلف الغرف و الجدران لا يراه أحدٌ من البشر و هو مع مملوكه أو خادمه أو زوجه يتصرف على السجية دون رتوش و لا مجاملات و هو السيد الآمر الناهي في هذا البيت ... و كل ما تحت يده ضعفاء .


قالت السيدة عائشة عنه صلى الله عليه وسلم : { لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم فاحشاً و لا متفحشاً ، ولا صخاباً في الأسواق ، و لا يجزي بالسيئة السيئةو لكن يعفو و يصفح } .
لنتأمل في حال رسول هذه الأمة و قائدها و معلمها صلى الله عليه و سلم كيف و هو في بيته مع هذه المنزلة العظيمة و الدرجة الرفيعة ..!


" قيل لعائشة : ماذا كان يعمل رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيته ؟ قالت : ( كان بشراً من البشر ، يفلي ثوبه و يحلب شاته ، و يخدم نفسه ) .


إنه نموذج للتواضع و عدم الكبر و تكليف الغير ، و صفوة ولد آدم يقوم بكل ذلك .. و لم يكن هناك ما يشغل النبي صلى الله عليه و سلم عن العبادة و الطاعة ..
فإذا سمع حي على الصلاة .. حي على الفلاح .. لبى النداء مسرعاً و ترك الدنيا خلفه !
عن الأسود بن يزيد قال : سألت عائشة رضي الله عنها : ما كان النبي صلى الله عليه و سلم يصنع في البيت ؟ قالت : " كان يكون في مهن أهله ، فإذا سمع بالآذان خرج " .


إنه بيت أساسه التواضع و رأس ماله الإيمان .. ألا ترى أن جدرانه تخلو من صور ذوات الأرواح التي يعلقها كثير من الناس اليوم !! فقد قال عليه الصلاة و السلام : { لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب و لا تصاوير } رواه البخاري .


ثم أطلق بصرك لترى بعضاً مما كان الرسول صلى الله عليه و سلم يستعمله في حياته اليومية ..


عن ثابت قال : أخرج إلينا أنس بن مالك قدح خشب ، غليظاً مضبباً بحديد ( أي مشدوداً بحديد ) ، فقال : يا ثابت ، هذا قدح الرسول صلى الله عليه و سلم .


و كان يشرب فيه الماء و النبيذ ( و هو ماء نُبذت فيه تمرات أي نقعت فيه لاستعذاب الماء ) و العسل و اللبن .


و عن أنس رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يتنفس في الشراب ثلاثاً ( اي خارج الإناء ) و نهى عليه الصلاة و السلام " أن يُتنفس في الإناء ، أو ينفخ فيه " .


أما ذلك الدرع الذي كان يلبسه رسول الله صلى الله عليه و سلم في جهاده و معاركه الحربية و أيام البأس و الشدة فلربما أنه غير موجود الآن في المنزل ...فقد رهنه الرسول صلى الله عليه و سلم عند يهودي في ثلاثين صاعاً من شعير كما قالت ذلك عائشة، و مات و الدرع عند اليهودي.


و عند دخوله بيته لم يكن ليفجأ أهله بغتة يتخونهم ، و لكن كان يدخل على أهله على علم منهم بدخوله ، و كان يُسلم عليهم .


و تأمل بعين فاحصة و قلب واع حديث الرسول صلى الله عليه و سلم : { طوبى لمن هُدي إلى الإسلام ، و كان عيشه كفافاً و قنع } . و الق سمعك نحو الحديث الآخر العظيم : { من أصبح آمناً في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حُيزت له الدنيا بحذافيرها } .


هذا البيت العامر بالإيمان .. المليء بالعبادة و الذكر .. يوصي النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون لبيوتنا مثل لك ..فيقول صلى الله عليه و سلم : { اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم و لا تتخذوها قبوراً } ( قال ابن القيم : يصلي عامة السنن و التطوع الذي لا سبب له في بيته ، لا سيما سنة المغرب ، فإنه لم ينقل عنه أنه فعلها في المسجد البتة )
و لم يؤثر عنه أنه صلى الفريضة في منزل البتة ، إلا عندما مرض و اشتدت عليه وطأة الحمى و صَعُبْ عليه الخروج و ذلك في مرض موته صلى الله عليه و سلم . فمع رحمته لأمته و شفقته عليهم إلا أنه أغلظ على من ترك صلاة الجماعة فقال : { لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً أن يصلي بالناس ، ثم انطلق معي برجال معهم حُزَمٌ من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم } . و ما ذاك إلا من أهمية الصلاة في الجماعة و عظم أمرها ..


ثم تأمل في خادم يروي عن سيده كلاماً عجيباً و شهادة مقبولة و ثناءً عطراً !! و هل رأيت خادماً يثني على سيده مثل ما قال خادم رسول الله صلى الله عليه و سلم !! عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( خدمت رسول الله صلى الله عليه و سلم عشر سنين فما قال لي أفٍّ قطُّ ، و ما قال لي لشيء صنعته " لمَ صنعته " ، ولا لشيء تركته ) .
ثم انظر إلى رحمته عليه السلام بالأطفال و كيف كان يقبل ابنه إبراهيم و أبناء ابنته فاطمة رضي الله عنهم أجمعين ، ثم كيف ذرفت عيناه عندما رأى أبناء جعفر بعد أن بلغه مقتله في معركة مؤتة ، و لما كانت عيناه تفيض لموتهم سأله سعد بن عبادة رضي الله عنه : " يا رسول الله ، ما هذا ؟ " فيقول صلى الله عليه و سلم : { هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، و إنما يرحم الله من عباده الرحماء } .


و كما أن للأطفال مشقتهم و تعبهم و كثرة حركتهم .. إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغضب و لا ينهر الصغير و لا يعاتبه ، كان يأخذ صلى الله عليه و سلم بمجامع الرفق و بخطام و زمام السكينة ..


عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان النبي صلى الله عليه و سلم يؤتي بالصبيان فيدعو لهم فأتي بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه و لم يغسله ".



أما خطر في بالك أيها القارئ و أنت تتشرف بالجلوس في بيت النبوة أن تداعب صغارك و تمازح أبناءك و تسمع ضحكاتهم و جميل عباراتهم ! كان نبي هذه الأمة يفعل ذلك كله بأبي هو و أمي صلى الله عليه و سلم .


ثم انظر إليه صلى الله عليه وسلم و هو تحت يده البلاد و العباد ، و ترد إليه الإبل محملة بالأرزاق و يفيض بين يديه الذهب و الفضة !!! يا ترى كيف مطعمه و مشربه !!! ؟ عن أنس رضي الله عنه قال : " إن النبي صلى الله عليه و سلم لم يجتمع عن ده غذاء و لا عشاء من خبز و لحم غلى على ضفف " و المعنى أنه لم يشبع إلا بضيق و شدة .. و عن عائشة رضي الله عنها قالت : " ما سبع آل محمد من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم " .


و ذكرت عائشة أنه كان يأتيها فيقول : " أعندكِ غداء ؟ فتقول : لا فيقول : إني صائم " .
و ليس الأمر من قلة و ندرة ، بل كانت تفيض الأموال من تحت يده .. و لكنه الله عز و جل اختار لنبيه الأكمل و الأقوم ..


أخيراً أحب أن أذكر أنه للنبي صلى الله عليه و سلم حقوقاً يجب أن تؤدى له حتى نكون أتممنا الخير و أخذنا الطريق السوي ، و من حقوقه على أمته :


الإيمان الصادق به قولاً و فعلاً و تصديقه في كل ما جاء به صلى الله عليه و سلم ، و وجوب طاعته و الحذر من معصيته صلى الله عليه و سلم ، و إنزاله منزلته بلا غلو و لا تقصير ، و إتباعه و اتخاذه قدوة و أسوة في جميع الأمور ، و محبته أكثر من الناس و الأهل و الولد و المال ، و احترامه و توقيره و نصر دينه


و الذب عن سنته صلى الله عليه و سلم ، و إحياءها بين المسلمين ، و محبة أصحابه الكرام و التراضي لهم و الذب عنهم و قراءة سيرتهم ، و من محبته صلى الله عليه و سلم الصلاة عليه قال تعالى : { إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليماً } .


و نحن إن فاتنا في هذه الدنيا رؤية الحبيب صلى الله عليه و سلم و تباعدت بيننا الأيام .. فأدعو الله عز و جل أن نكون ممن قال فيهم الرسول صلى الله عليه و سلم : { وددتُ أنا قد رأينا إخواننا ، قالوا : ألسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : أنتم أصحابي ، و إخواننا الذين لم يأتوا بعد ، فقالوا : كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال : أرأيت لو أن رجلاً له خيلٌ غرٌ محجلةٌ بين ظهري خيل دُهم بُهم الا يعرف خيله ؟ قالوا : بلى


يا رسول الله ، قال : " فإنهم يأتون غُراً محجلين من الوضوء ، و أنا فرطهم على الحوض "


أدعو الله عز و جل أن يجعلنا ممن يتلمس أثره صلى الله عليه و سلم و يقتفي سيرته و ينهل من سنته ، و أن يجمعنا به في جنات عدن و أن يجزيه الجزاء الأوفى جزاء ما قدم ..
اللهم ارزقنا حب نبيك صلى الله عليه و سلم و موافقته على الطريق المستقيم ، غير ضالين و لا مضلين ، الله صل على محمد ما تعاقب الليل و النهار ، اللهم
صل على محمد ما ذكره الذاكرون الأبرار ، اللهم اجمعنا مع نبينا محمد صلى الله عليه و سلم في الفردوس الأعلى و أقر أعيننا برؤيته و الشرب من حوضه شربة لا نظمأ بعدها أبداً ..
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى