حوادث المرور كبدت الجزائر خسارة بـ258 مليار عام 2008

كشفت إحصائيات مصالح الدرك الوطني، أن 90 بالمائة من السائقين المخالفين لم يقوموا بتسديد الغرامات الجزافية، حيث تكبدت الخزينة العمومية على خلفية ذلك خسارة بلغت أكثر من 258 مليار دج خلال سنة 2008 التي شهدت مقتل 3662 شخص في حوادث المرور، وهو عدد يتجاوز بأضعاف عدد ضحايا التفجيرات الانتحارية والاعتداءات الإرهابية في نفس الفترة إضافة الى حوالي 4 آلاف معاق حركيا.

90 بالمائة من السائقين خارج القانون منهم 8 آلاف شاب
وتسعى قيادة الدرك الوطني لرفع عدد أفراد سرايا أمن الطرقات إلى 20 ألف دركي عام 2025 لضمان التغطية الأمنية لمشاريع الطرقات الكبرى منها الطريق السيار شرق غرب والطريق السيار للهضاب العليا، إضافة الى تكثيف المراقبة الإلكترونية برفع عدد أجهزة الرادار من 100 جهاز الى 400 رادار ثابث ومتحرك، ويندرج ذلك أيضا في مكافحة الجريمة بأشكالها منها الإرهاب من خلال مراقبة حركة الأشخاص والسيارات وضبط المشبوهة والمسروقة.
وتدعمت قيادة الدرك الوطني نهاية العام الجاري، بمركز للإعلام والتنسيق المروري يصبح عملياتيا قريبا.
المطلوب لجنة خاصة بحوادث المرور تحت إشراف الوزير الأول
شدد، أمس، العقيد جبار قدور جبار الطيب، رئيس قسم أمن الطرقات بقيادة الدرك الوطني، على أهمية إنشاء لجنة وزارية مشتركة خاصة بأمن الطرقات تكون تحت إشراف الوزير الأول، لإيجاد حلول لارتفاع حوادث المرور في الجزائر التي أصبحت السبب الأول لوفيات الجزائريين وتقتل الطرقات أكثر من الإرهاب بأضعاف.
وقال العقيد جبار، في لقاء صحفي نشطه أمس لعرض حصيلة حوادث المرور سنة 2008، إن قيادة الدرك الوطني رفعت جملة من الإقترحات لمواجهة اللاأمن على الطرقات وتقليص حوادث المرور المميتة باعتبار "الدرك يشرف على أمن 80 بالمائة من شبكة الطرقات عبر الوطن".
وحرص رئيس قسم أمن الطرقات على القول إن "مسألة حوادث المرور في الجزائر هي قضية الجميع"، ليعرض جملة من الاقتراحات أهمها أهمية إنشاء ملاحق على مستوى المحاكم مكلفة بمعالجة المخالفات المرورية، إدراج تعليم قانون المرور في البرامج التربوية، ومراقبة عملية استيراد قطع الغيار المغشوشة وتعزيز المراقبة التقنية للسيارات. وشدد على ضرورة تجهيز حافلات نقل المسافرين ومركبات الوزن الثقيل بأجهزة تحديد السرعة على خلفية أن أغلب الحوادث المميتة كان وراءها هذا النوع من المركبات.
ولفت العقيد قدور الانتباه الى أن العامل البشري وراء أغلب حوادث المرور المميتة استنادا الى الإحصائيات التي تشير الى أنه من مجموع 38675 سائق متورط في حوادث المرور، توصلت التحقيقات الى أن 26879 منهم حاصلون على رخصة سياقة أقل من 5 سنوات بنسبة 69.50 بالمائة، كما أن أغلب السائقين المتورطين تتراوح أعمارهم بين 25 و29 عاما بـ7322 حالة ما يعادل 18.93 بالمائة من مجموع السائقين المخالفين عام 2008، وتم في هذه الفترة سحب 221.496 رخصة بارتفاع بنسبة 63 بالمائة مقارنة بعام 2007، وتم تحرير 1.874.575 غرامة جزافية ولم يتم تسديد منها إلا 8.94 بالمائة، بينما كانت نسبة الغرامات التي تم تسديدها عام 2007، 12.51 بالمائة، مما يؤكد أن عديدا من السائقين لا يحترمون هذا الإجراء وهو ما يتطلب برأي مختصين إجراءات ردعية 2007.