اسبانيا تراهن على الغاز الروسي للإفلات من الضغوط الجزائرية

وجدت اسبانيا في زيارة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف إلى مدريد خلال هذا الأسبوع الفرصة المناسبة للتوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجال الطاقة وأبرزها واحدة تخص الرفع من واردات اسبانيا من الغاز الروسي للتقليل من التوظيف السياسي للجزائر لهذه المادة خاصة للتأثير على العلاقات المغربية - الإسبانية وبالضبط في ملف الصحراء الغربية. ووقع رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث سبتيرو والرئيس الروسي ميدفيدف على اتفاقيات متعددة تجعل العلاقة بين البلدين تأخذ طابعا استراتيجيا. وقال المحلل ميلشور سايس باردو في مقال بصحيفة «لفيرداد» الخميس انه «بغض النظر عن الأهمية الدبلوماسية للاتفاقيات يبقى الأساسي هو الطابع الاقتصادي وخاصة الطاقة في هذه الاتفاقيات». يذكر أن اسبانيا وقعت اتفاقيات استراتيجية مع دول قليلة منها المغرب والبرازيل وكولومبيا والمكسيك وتركيا علاوة على دول الاتحاد الأوروبي بحكم عضويتها في هذا التجمع. وتتجلى العلاقات الجديدة مع روسيا في رهان مدريد على الرفع من وارداتها من النفط والغاز الروسي، وبهذا ستعوض نسبيا وارداتها من النفط العربي لكن الأساسي يبقى أن الرفع من واردات الغاز الروسي سيتم على حساب الغاز الجزائري. وكتبت سايس باردو أن الهدف هو التقليل من الاعتماد على الغاز المستورد من الجزائر الذي يشكل قرابة النصف من واردات اسبانيا من هذه المادة. وكانت تقارير صادرة عن بعض معاهد الدراسات الاستراتيجية مثل ريال إلكانو قد نصحت في الماضي مدريد بضرورة التقليل من الغاز الجزائري والبحث عن مصادر أخرى للتزود بهذه المادة بسبب توظيف الجزائر للغاز للتأثير على بعض القرارات في السياسة الخارجية لمدريد وبحكم أن التحكم في الطاقة أصبح يدخل ضمن الأمن الطاقوي الذي لا يجب على الدول أن تفرط فيه. وكانت صحيفة «إكيونمستا» قد نشرت في بداية 2007 أن المخابرات الإسبانية قدمت إلى حكومة سبتيرو تقريرا تنبه إلى السلبيات التي يحملها الارتهان إلى الغاز الجزائري ومن ضمنها توظيف ورقة الطاقة ضد مدريد في حالة تبنيها أو تأييدها مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لحل نزاع الصحراء الغربية. ومن الصدف السياسية أن سبتيرو عندما أعرب عن تفهمه لمشروع الحكم الذاتي في ندوة صحافية في الرباط يوم 6 اذار/مارس 2007 أعلنت الجزائر في اليوم الموالي عن رفع تسعيرة الغاز المصدر إلى اسبانيا. وربط المراقبون وقتها بين الحدثين. وكانت اسبانيا قد أعربت عن قلق شديد عندما جرى الحديث عن احتمال انشاء أوبك خاص بالدول المصدرة للغاز لأنها تخوفت من تحالف روسي جزائري قطري يرهن بعض المواقف الدولية بورقة الطاقة.