من هم الأطفال المشردون

من هم الأطفال المشردون ؟
تشير أغلب الدراسات التي عالجت الموضوع إلى أن سن هؤلاء الأطفال يتراوح بين الرابعة والثامنة عشرة، وأن أغلبهم من جنس الذكور، وأن الخاصية المميزة لهم أنهم دائمو التسكع والترحال، لا يستقرون في مكان واحد، الأمر الذي يجعل ضبط أعدادهم صعباً، كما أنهم يحملون غالباً أسماء مستعارة.
ومن خصائص الأطفال المشردين، نوع اللباس المثير للانتباه، وكذلك أنــماط "الحرف والمهن" التي يقبلون عليها، ومنها:
ـ مسح الأحذية
ـ بيع الأكياس البلاستيكية
ـ بيع السجائر بالتقسيط
ـ مساعدة المتسوقين في حمل مشترياتهم
ـ غسل زجاج السيارات

ـ جمع بقايا القمامات وإعادة بيعها
ـ احتراف التسول ... إلخ.
وصحياً، يعرف الأطفال المشردون، بضعف البنية الناتج عن سوء التغذية، وعن أنواع من الأمراض الظاهرة والخفية، مثل الجروح والندوب والحروق، والأمراض المعدية جنسياً، والاختلالات العقلية والهلوسات.
وأما المستوى التعليمي لهؤلاء الأطفال فإنه عموماً متدن بالرغم من حصول بعض التفاوت بينهم، فهناك من قضى بعض الوقت في مؤسسات النظام المدرسي، وهناك أيضاً من لم يلتحق نهائيا بمقعد للدراسة.
وقد حاول أحد الباحثينJ Beaumaux 1995 تقديم تصنيف للأطفال المشردين يشمل الفئات التالية:
* الأطفال المتخلى عنهم كلياً ( بدون أهل ولا والدين)
* الأطفال المتخلى عنهم جزئياً ( لهم آباء أو أمهات)
* الأطفال المتسكعون نهاراً، والذين يعودون إلى المنازل ليلاً ( لهم آباء)
* الأطفال المشتغلون ( لهم آباء وأهل).
ويصدق هذا التصنيف، الذي وضع لدراسة ظاهرة أطفال الشوارع في دول أمريكا اللاتينية، إلى حد كبير، على مجتمعات أخرى، تنتمي إلى أفريقيا وآسيا وأوروبا الوسطى (روسيا) وكندا وأستراليا.
وماهو ملحوظ في التصنيف السابق، أن الفئات الأولى والثانية والثالثة لاتشتغل، ومعنى ذلك أنها مضطرة للبحث عن وسيلة للعيش. فلذلك نجدها غالباً ماتلجأ إلى بقايا القمامات أو إلى السرقة أو الدعارة وبخاصة لدى البنات أو التسول.

كما يلحظ أن هذه الفئات تتعاطى أيضاًً أنواعا من المخدرات الرخيصة، ومنها:
* تدخين الحشيش
* تناول العقاقير الصيدلية
شرب كحول الحريق والإنارة
* شرب الخمور الرخيصة أو المصنعة محلياً
* أكل الصموغ الصناعية، ولاصق الإطارات.
وغالباً ما ينتظم الأطفال المشردون في شكل جماعات صغيرة، من ثلاثة إلى ستة أو سبعة أفراد، إنها نوع من الأسرة البديلة، ولكنها في نفس الوقت أقرب إلى العصابة، يتزعمها"قائد" يتميز بعنفه وقوته البدنية وكبر سنه، ويعمد إلى استغلال الآخرين مادياًً وجنسياً، ويلعب دور" الوسيط؟ بتعامله مع المنحرفين والمجرمين الكبار، يسهل عليهم مأمورية استغلال الأطفال الأصغر سناً في ترويج المواد الممنوعة أو المهربة وفي بيع المخدرات، وفي القيام بعمليات السطو على المحلات التجارية، والسرقة في الأماكن العمومية، وحافلات النقل الجماعي... إلخ.
وإذا كان بعض هؤلاء المشردين يقضي النهار وجزءاً من الليل في الشارع يلتجيء بعد ذلك إلى الأماكن المهجورة، فإن البعض الآخر يعود إلى منزل أبويه أو أقربائه، وهو ما يمكنه احياناً من "العثور" على نوع من الرعاية في شكل تغذية أو نظافة أو أمن، ولكن مقابل أجر، يدفعه من المحصول اليومي.
وتدفعنا هذه الملاحظة إلى التساؤل عن طبيعة الوسط الأسري والاجتماعي الذي ينتمي إليه الأطفال المشردون، وقد تبين من بعض الدراسات التي تعرضت إلى هذا الجانب، أن الأغلبية من هؤلاء الأطفال تنحدر من أصل حضري، ونسبة قليلة منهم تنتسب إلى الوسط القروي، وأن عائلات هؤلاء الأطفال تجهل القراءة والكتابة، وأن حوالي% 60منهم ينحدر من أسر مفككة بسبب الطلاق أو الترمل أو هروب أحد الأبوين.
وحتى حين توجد أسرة، فإنها تعيش في ظروف مادية صعبة، فأغلب أفرادها عاطل عن العمل، أو يعيش عن طريق التسول، أو يمتهن حرفاً ذات دخل