سائقو القطارات في إضراب مفتوح ..خطوط وهران والعاصمة وعنابة مشلولة

شل، أمس، سائقو القطارات بالعاصمة مجددا خطوط الضواحي وبعض الولايات بإعلانهم إضرابا لم تحدد مدته بعد، احتجاجا على تأخر الفصل في مطالب مهنية كانت محور احتجاجات سابقة كان آخرها إضراب لمدة 11 يوما الشهر الماضي.
اضطر المسافرون القاصدون لمحطات النقل بالسكك الحديدية بالعاصمة، أمس، إلى العودة من حيث أتوا بفعل الإضراب الذي شنه سائقو القطارات، حيث بدت محطات النقل طيلة نهار أمس مشلولة، وتم تكليف أعوان الأمن بإبلاغ قاصدي المحطات بذلك. وقد استغرب المسافرون مثل هذا الإجراء الذي لم يتم الإعلان عنه مسبقا، وهو ما برره سائقون مضربون بالإشارة إلى تفضيلهم عامل المفاجأة في التعامل مع إدارتهم كونهم شككوا في نواياها في إجهاض الحركة قبل شنها.
وقد فضل سائقو الشركة التجمع أمس بمحطة سوفيتال، موقع ركن عشرات القطارات، وكلفوا بالمناسبة خلية تتكون من عدة أفراد متابعة ردود فعل إدارة الشركة وحتى وزارة النقل، غير أن هؤلاء أبلغونا أنه ولا جهة اتصلت بهم إلى غاية الواحدة من زوال أمس ''وكأن الأمر لا يعنيهم، كما أن معاناة المسافرين لا تهمهم''.
وفي هذا الشأن قال ممثل عن هؤلاء السائقين البالغ عددهم على المستوى الوطني 2000 عامل وقرابة 230 على مستوى العاصمة لوحدها، أنهم فضلوا الانتظار لما ستسفر عنه ردود إدارة الشركة للفصل في مدة الإضراب، كما أن رد الفعل هذا من شأنه تصعيد الحركة.
وفي الشق المتعلق بدوافع العودة للاحتجاج، أضاف محدثنا أن تدخلات الإدارة خلال الإضرابات السابقة والتي وظفت خلالها وعود كبيرة لم يتحقق أي شيء منها، وهو الأمر الذي دفع هذه الفئة المهمشة إلى إثبات وجودها من خلال هذه الحركات.
وقد كان في مقدمة مطالب سائقي القطارات الإسراع في استصدار تصنيف خاص بفئة السائقين يعالج كل الانشغالات بما فيها الرواتب التي لا تزال جد ضئيلة (14 ألف دينار)، وهو الحد الذي يبقى بعيدا جدا حتى بباقي الفئات العاملة كأعوان الأمن والمراقبين. كما أثار المحتجون قضية الأخطار التي يتعرضون لها من حين لآخر وتسببت في وفاة العديد منهم لكنهم لا يتلقون لقاءها إلا منحة زهيدة لا تتعدى 700 دينار، حيث طالبوا برفعها إلى المستويات المقبولة.
من جهة أخرى اشتكى هؤلاء من الجهد الكبير الذي يلاقونه خلال أداء مهامهم، سيما في الفترات الأخيرة عند بدء العمل بالعتاد الجديد الذي تطلب فصل السائق عن مساعده، وهو ما يضطره في أحيان كثيرة المبيت لأيام خارج محيطه الأسري ولا يتلقى عنه إلا أيام راحة قالوا إنها لا تكفي.
للإشارة فإن سائقي القطارات تلقوا تضامنا كبيرا من قبل نظرائهم في باقي الولايات، الذين عرضوا عليهم فكرة توسيع الحركة، لكن هؤلاء أخروا تنفيذ الإجراء إلى غاية دراسة مقترحات وردود فعل الإدارة، وهو ما هدد بتنفيذه السائقون بتأكيد أن الأيام المقبلة مفتوحة على كل الاحتمالات.