أكورسي : “سأشجّع الجزائر أمام المغرب لأن فوزها يخدمنا كثيرًا

لم نطأ أرض إفريقيا الوسطى لتغطية مباراة كأس
إفريقيا بين ريال بانقي ومولودية الجزائر دون أن نستغل الفرصة لمحاورة مدرب
إفريقيا الوسطى “جيل أكورسي”.

أكورسي

المدرب الفرنسي الذي سبق له تدريب بجاية زار المولودية في الفندق وكان
منفتحا معنا وقبل أن نجري معه حوارا عن المنتخب الوطني على وجه الخصوص بما
أن منتخبه في مجموعة واحدة مع منتخبنا الوطني ويحتل المرتبة الأولى فيها.
أكورسي، هل يمكن أن نعلم سبب زيارتك المفاجئة لوفد المولودية؟
لقد
تنقلت من فرنسا خصيصا من أجل متابعة مباراة المولودية أمام ريال بانغي حتى
أقف على مستوى لاعبينا الدوليين قبل أن أعلن عن القائمة التي سنوجه لها
الدعوة للمباراة الودية أمام منتخب غينيا يوم التاسع فيفري المقبل، وبما أن
مواطني ميشال وأصدقائي الجزائريين هنا في بانغي فقد قررت أن أزورهم وأطمئن
عليهم، فهذا أقل شيء أقوم به.
نفهم من كلامك أنك مهتم جدا بمباراة المولودية أمام ريال بانغي، أليس كذلك ؟
أجل
فهذا أكيد، المدرب الوطني عليه أن يكون دائما حاضرا في مثل هذه المواعيد
حتى أقف على مستوى لاعبينا، هذا امتحان حقيقي لهم حتى يؤكدوا أحقيتهم بتقمص
ألوان المنتخب، صحيح أنني أعطي الأولوية للاعبينا الذين ينشطون خارج
جمهورية إفريقيا الوسطى لكننا لا نملك الكثير من اللاعبين المحترفين، ومن
الممكن جدًا أن يصبح لاعبو الريال أساسيين مستقبلا إذا أقنعوني.
كيف ترى المباراة بين ريال بانغي ومولودية الجزائر ؟
يجب
أن نكون صرحاء ونضع العواطف جانبا المولودية أفضل من ريال بانغي في كل شيء
وهي مرشّح فوق العادة للفوز والتأهل على الورق، لكن تجاربي كمدرب علمتني
أن الحسم لا يكون إلا فوق أرضية الميدان لذلك على لاعبي المولودية أن لا
ينتابهم الغرور ويضعوا أرجلهم على الأرض، لأن لاعبي الريال سيقاتلون فوق
الميدان لأجل الفوز وتأكيد صحوة الكرة في بلدهم في الآونة الأخيرة.
لاعبو المولودية لا يخشون إلا الحرارة والرطوبة، فهل تعتقد أن هذين العاملين سيؤثران في النتيجة النهائية للمباراة ؟
اللاعب
الذي يكون مقبلا على المشاركة في المنافسة الإفريقية يجب أن يكون مهيئا
لكل شيء، الحرارة، الرطوبة، الملاعب وكل شيء، هذا فقط ما أخشاه على فريقكم
وأحذّره من أن يقع في نفس الفخ الذي وقع فيه منتخبكم الذي احتقرنا نوعا ما
وكان يعتقد أن النقاط الثلاث لا نقاش فيها.
على ذكر فوزكم على المنتخب الجزائري، سمعنا أن أسهمك ارتفعت كثيرا بعد ذلك، أليس كذلك ؟
لا
أخفي عليك أن أكبر انتصار بالنسبة لي كان إدخال الفرحة إلى قلوب شعب
بأكمله يعاني من مختلف الظواهر الاجتماعية السلبية، لقد جعلتهم ينسون لعدة
أيام مشاكلهم وفرحوا كثيرا بفوزهم على منتخب مونديالي لأول مرة في تاريخهم،
لقد صاروا يحترمونني أكثر من أي وقت مضى لكن يجب أن لا أكتفي بذلك ويجب أن
نرد جميل هذا المنتخب بتأهيله إلى كان 2012 في الغابون وغينيا بيساو.
هل نفهم من كلامك أنك ما زلت مصرًا على خطف تأشيرة المرور في مجموعة تضم كلا من المنتخبين الجزائري والمغرب ؟
أعلم
أنه لا أحد كان يرشحنا للعب على ورقة التأهل بعدما أوقعتنا القرعة إلى
جانب المنتخبين الجزائري والمغربي، لكننا أكدنا في الجولتين السابقتين أن
كرة القدم ليست علما دقيقا، من كان يتوقع أننا سنعود بنقطة التعادل من
المغرب أو أننا سنفوز على الجزائر، لا يجب أن نعود الآن إلى الوراء، لا بد
أن نؤمن بإمكانياتنا حتى النهاية، وحتى إذا ضيّعنا المرتبة الأولى فيجب أن
نتشبث بالمركز الثاني حتى نشارك في تصفيات كأس إفريقيا 2013.
كيف ترى المباراة القادمة بين المنتخب الجزائري وجاره المغربي لحساب الجولة الثالثة ؟
هذه
المباراة ستحدد بنسبة كبيرة هوية المنتخب الذي سيتأهل إلى الدورة
النهائية، أنا شخصيا أتمنى أن يفوز المنتخب الجزائري في الذهاب وتنتهي
مباراة العودة في المغرب بنتيجة التعادل لأن هذه النتيجة هي التي تعزز
حظوظنا أكثر فأكثر في التأهل خاصة إذا فزنا على تنزانيا ذهابا وإيابا،
لأننا في هذه الحالة سنبقى دائما في الصدارة بـ 10 نقاط، ويأتي بعدنا
المنتخب الجزائري بـ 5 نقاط، وفي هذه الحالة يكفينا فقط الفوز على المغرب
في بانغي لنتأهل حتى لو تفوز الجزائر علينا وعلى تنزانيا، لأنها لن تجمع
إلا 11 نقطة بينما يكون رصيدنا نحن 13 نقطة.
ألا ترى أنك تعطي نوعا من الأفضلية لفريقك بهذه الحسابات ؟
أنا
مدرب إفريقيا الوسطى ومن حقي أن أحسب بالطريقة التي تساعدني، فلو تتحدث مع
مدرب منتخب تنزانيا مثلا سيقول لك كلاما مغايرا وربما هو الذي يريد الفوز
علينا ذهابا وإيابا ثم يستقبل الجزائر أيضًا، وكذلك لمدرب منتخبكم والمدرب
المغربي حسابات خاصة.
هل تتابع أخبار المنتخب الجزائري ؟
أنا
أتابع أخبار كل الفرق التي نحن موجودون معها في مجموعة واحدة، وأعد تقريرا
مفصلا عنهم، أنا أتابع أخبار محترفيكم في مختلف الدوريات ولكنني لاحظت أن
الأغلبية لا يلعبون مع نواديهم بانتظام باستثناء يبدة الذي أبهرني مع
نابولي أو بوڤرة الذي يبقى قيمة ثابتة في المنتخب أو حتى مع فريقه غلاسغو.
لك الحرية في قول كلمة الختام السيد أكورسي.
أشكر
جريدتي “الهداف” و”لوبيتور” اللتين ما زالتا محترفتين مثلما عهدتهما في
أيام شبيبة بجاية، وأتمنى أن تبلّغوا تحياتي إلى صديقي محمد معوش الذي لعب
معي في باستيا والرئيس البجاوي بوعلام طياب الذي أعتز بصدقته كثيرا