نجاد: اسرائيل الاكثر عنصرية وقمعا..وفود غربية تغادر مؤتمر العنصرية احتجاجا.. أمريكا: خطابه كريه. وفرنسا: لا يمكن التهاون معه

انسحب عدد من المندوبين من مؤتمر تعقده الأمم المتحدة عن العنصرية امس الإثنين عندما اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إسرائيل بانها تفرض 'حكما قاسيا وقمعيا وعنصريا' على الفلسطينيين.
واضيرت القمة بشدة بسبب مقاطعة الولايات المتحدة وبعض حلفائها الرئيسيين للاجتماع بسبب مخاوف من انتقاد إسرائيل.
وجعلت المقاطعة من احمدي نجاد الذي القى بشكوك في الماضي حول المحرقة النازية رئيس الدولة الوحيد الموجود.
وقال احمدي نجاد للمؤتمر في اليوم الذي تحيي فيه الطوائف اليهودية ذكرى المحرقة 'بعد الحرب العالمية الثانية لجأوا الى الاعتداءات العسكرية لكي يجعلوا أمة بأكملها بلا مأوى تحت ذريعة المعاناة اليهودية'.
واضاف 'وارسلوا بمهاجرين من اوروبا والولايات المتحدة واجزاء اخرى من العالم من اجل اقامة حكومة عنصرية تماما في فلسطين المحتلة'.
وتابع 'وفي الحقيقة فإنه تعويضا عن العواقب الوخيمة للعنصرية في اوروبا ساعدوا في ان يأتي الى السلطة اكثر النظم العنصرية قسوة وقمعا في فلسطين'.
ونهض عشرات الدبلوماسيين من بين الحضور في الحال وغادروا القاعة طوال كلمة احمدي نجاد.
وقال نائب مندوب الولايات المتحدة الدائم في الأمم المتحدة إن خطاب الرئيس الإيراني وضيع وكريه.
وقال أليخاندرو وولف نائب مندوب الولايات المتحدة 'لا أجد كلمة للوصف غير مخز.. الخطاب يسيء إلى الأمة الإيرانية والشعب الإيراني ونطالب القيادة الإيرانية بتقديم خطاب إيجابي أكثر وعيا واعتدالا وأمانة للتعامل مع شؤون المنطقة'.
وانتقد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بشدة كلمة الرئيس الإيراني ووصفها بأنها 'مناشدة لإثارة الحقد العنصري لا يمكن التهاون معها'.
وقال مكتبه في بيان صحافي إن 'الرئيس الفرنسي يدين بشدة كلمته التي تدعو للحقد' مضيفا أن ساركوزي يدعو لاتخاذ رد فعل حازم من جانب الاتحاد الأوروبي.
وشجب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخطاب الذي ألقاه الرئيس نجاد. وقال بان في بيان 'إنني استنكر استخدام هذه المنصة من قبل الرئيس الإيراني لتوجيه الاتهام وإثارة الخلافات وحتى التحريض. وهذا يأتي على عكس ما يسعى هذا المؤتمر لتحقيقه'.
ولم تحضر ثماني دول غربية من بينها الولايات المتحدة الاجتماع خشية ان يهيمن عليه ما وصفه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه عداء لاسرائيل ينطوي على 'نفاق وسيأتي بأثر عكسي'.
غير ان عددا من الوفود التي لم تغادر القاعة صفقت لكلمة احمدي نجاد.
وافاد مصدر مطلع في الفاتيكان الاثنين ان وفد الفاتيكان المشارك في المؤتمر بقي في القاعة خلال خطاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد.
وقال الاب فيديريكو لومباردي المتحدث باسم الفاتيكان لوكالة فرانس برس ان وفد الفاتيكان الذي يقوده المونسينيور سيلفانو تومازي المراقب الدائم للفاتيكان لدى الامم المتحدة 'لم يغادر القاعة'.
ولم ينجح خروج دول الاتحاد الاوروبي المشاركة في المؤتمر كتلة واحدة من القاعة خلال خطاب الرئيس الايراني في طي صفحة الانقسامات بين الدول الاوروبية الـ27 حول جدوى حضور المؤتمر.
وبحسب مصادر دبلوماسية عدة، فان الامر الوحيد الذي اتفق عليه السفراء قبل بدء المؤتمر كان مغادرة القاعة في حال هاجم الرئيس الايراني اسرائيل مجددا.
وازدادت الهوة بعد تصريحات الرئيس الايراني وبعد ان اعلنت الرئاسة التشيكية للاتحاد الاوروبي انسحابها نهائيا من الاجتماع.
وقالت الخارجية التشيكية في بيان 'لا يمكننا تماما كشركائنا الديمقراطيين الاعضاء وغير الاعضاء في الاتحاد الاوروبي ان نسمح من خلال وجودنا بتشريع هجمات ضد اسرائيل غير مقبولة اطلاقا'.
الا ان بلجيكا التي دانت 'دون تحفظ التصريحات الحاقدة والمعادية للسامية' للرئيس الايراني، لم تنسحب من المؤتمر.
وقالت وزارة الخارجية البلجيكية 'لا يجوز ان نترك الامم المتحدة في قبضة المتطرفين. لهذا السبب قررت بلجيكا المشاركة فعليا في مؤتمر دوربان واسماع صوتها'.
ودانت الدول الاربع التي تقاطع المؤتمر منذ البداية، مسودة البيان الختامي الذي لا يحترم بما فيه الكفاية 'الخطوط الحمر' التي حددها الاتحاد الاوروبي بشأن مهاجمة اسرائيل والاساءة الى الديانات.
وحاولت المفوضية الاوروبية الاثنين التقليل من شأن هذه الخلافات.
وقالت المتحدثة كريسيتان هومان ان 'غالبية الدول 23 من اصل 27 لا تزال تشارك في مؤتمر جنيف' مؤكدة ان 'الخطوط الحمر' الاوروبية 'لا تزال قائمة'.
وطرد ما لا يقل عن ثلاثة متظاهرين متنكرين بشعر مستعار ملون وانف احمر كانوا يرددون 'عنصري، عنصري' في اتجاه الرئيس نجاد، من القاعة التي ينعقد فيها مؤتمر دوربان الثاني.