الجدية في تربية الأبناء

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد . .

أما بعد فإن من الواجب اللازم على أولياء الأمور اتخاذ أسلوب الجدية في تربية الأبناء لكي ينشأ جيلاً قوياً متحملاً للمسئولية ولديه إحساس بواجبه نحو إخوانه المسلمين في الداخل والخارج من أمر بمعرف ونهي عن منكر وتقديم يد العون لهم بالمساعدات الحسية والمعنوية إما بالمال أو الجهد في تبليغ هذا الدين والحرص كل الحرص في تنمية الشعور لدى أبنائنا أنهم جزء من الأمة الإسلامية وعضو منها ويلزمهم واجبات اتجاه هذه الأمة لكي تنهض وتستعد لمواجهة الأعداء الذين يتربصون بنا فإن أبناءنا هم عماد الأمة والطاقة الشابة التي نرجو أن تكون هممهم عالية في السعي لردع أعدائنا وحماية ديننا والنهوض بأمتنا وأن يجعل الله على أيديهم النصرة لهذا الدين .



ولكن الذي نراه في هذا الوقت هو التساهل والتهاون من المربين في توجيه الأبناء الوجهة السليمة وإحياء الشعور لديهم بواجبهم ليكون بهم عز الإسلام ورفعة شأنه. فلا نجد من الأولياء إلا محاولة إشباع رغبات أبنائهم من الأكل والشرب والملبس وغير ذلك من الحاجات الدنيوية والمبالغة في صرف الأموال . ولا نقول إن ذلك محرم ولكن المبالغة فيه تخرج جيلاً لا يحس ولا يهتم بنفسه وتلبية رغباتها فيصير عبداً لشهواته لا يشعر بمسئولية ولا بواجب اتجاه إخوانه .



عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :"تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع" ( رواه البخاري :2887).



قال الخليل : التعس أن يعثر فلا يفيق من عثرته.



و الشاهد من الحديث هو دعاء النبي صلى الله عليه و سلم على عبد الدينار و الدرهم بالخيبة، و إذا أصابته شوكة لم يقدر على إخراجها.

فالحذر كل الحذر من تربية عبدة الدينار و الدرهم ، فلا بد أن يجدوا أثر دعوات الرسول صلى الله عليه و سلم في الوقوع فيما يضرهم في عاجل دنياهم و اّجل أخراهم.



والجدية في التربية تشمل الأبناء والبنات كل حسب ما جبل عليه فللأبناء القوة الصامدة لمواجهة الأعداء وهم العتاد الذي تعتمد عليه الأمة بعد اعتمادها على الله تعالى فيجب تربيتهم على القيام بحقوق الله تعالى عليهم وعدم التهاون فيها وأول ذلك الصلاة التي هي عماد الدين وجعلها أكبر همهم والحرص على أدائها على أكمل وجه من الصغر وتعظيم شأنها في نفوسهم،قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع "(سنن أبي داوود) قال الشيخ الألباني : حسن صحيح.

والبنات هن مربياتٍ ومحاضن للأجيال القادمة وهن عماد الأسرة المسلمة فالواجب تربية الشعور لديهن بأهمية موقعهن في الحياة ومسئولتيهن في قيادة المجتمع وحمايته من الفساد وبحرصهن على الستر والعفاف وعدم الاهتمام بتوافه الأمور والاهتمام بالحياة الأسرية والشعور بتحمل المسئولية .



وهذا يبدأ منذ الصغر حيث ننمي هذا الجانب في حياة الطفل على حسب عمره حتى تُخرج نساءً ورجالاً أقوياء يتحملون المسئولية ويكونون صرحاً شامخاً صامداً أمام أعداء الدين