انظركيف يعلم رجل ابنه الأدب مع الناس

ذات يوم أراد رجل وهو ذو مكانة و شهرة في قبيلته، ان يمتحن إبنه وهو في سنٌ الرشد فلمّا بلغ معه السعي و كانت بالمناسبة وليمة عزاء في القرية٠ فقال لإبنه إذهب في مكاني (واستر الواجبة كما يقال عندنا)
وإذا سألوك عني و خاصة صاحب العزاء، ردْ إليهم بأني مريض و تعبان و انا اعتذر على كل حال على المجيء و لكن أصيك في جلوسك مع الناس ألا تقل كلمة واحدة إلا إذا تأكدت ثمنها بقدر دينار واحد بمعنى ان يقول الا الكلام الذي فيه خير و الكلام الطيب المأدب٠
أجل يا اباه و ذهب الولد الى الوليمة فوجد الناس هناك وهم يأتون من كل فج عميق و لما سألوه عن أبيه قال إنه مريض٠
طيب
جلس الولد و هو ينصت لكل متحدّث و كل واحد يتناول الكلام
فبقي الطفل يتردد خاشيا من نفسه و ما قال له أبوه كل ما يريد أن يتكلم و هولا يعرف كيف يزن كلامه حتى يستطيع البحث عن الكلمة و مقدارها دينار واحد (امتحان صعب اصاب الفتى) المهم انتهت الوليمة و ذهب كل الناس٠
و هكذا رجع الولد الى البيت و لم يتلفظ بكلمة واحدة، سأله ابوه هل سألك الناس عني؟ قال نعم وهل قلت اني مريض؟ قال نعم وهل و هل٠٠٠
ثمّ قال له ابوه وهل تكلمت مع الناس في جلوسك معهم قال كلا! و لماذا قال الأب؟ قال الولد: يا أبي كل ما بحثت عن كلمة ثمنها دينار واحد الا ووجدت الصمت بدينارين اثنين٠

صدقت
شكرا