الانتخابات اللبنانية :اسرائيل تلوح بضرب لبنان اذا فاز حزب الله

دقّت ساعة التغيير في لبنان في معركة انتخابية صاخبة تمّ فيها تجييش غير مسبوق للناخبين الذين اجتاز بعضهم الحدود اللبنانية السورية للاقتراع لقوى 8 آذار، فيما إجتاز مغتربون لبنانيون البحار للتصويت لقوى 14 آذار وكذلك لحزب الطاشناق المتحالف مع رئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' العماد ميشال عون، وبلغ عدد المغتربين الذين وصلوا الى مطار بيروت في الايام العشرة الاخيرة 19 الف مغترب.
وعلم أن حزب الطاشناق الارمني جيّر حوالى ثمانية آلاف صوت في معركة بيروت الاولى في مواجهة مسيحيي 14 آذار و11 الف صوت في المتن في وجه تحالف الرئيس امين الجميّل والنائب ميشال المر والقوات اللبنانية. وقد دخل موضوع سلاح حزب الله عنصراً اساسياً في الحملات الانتخابية بين داع الى التمسك به دفاعاً عن المقاومة وقوة لبنان في وجه اسرائيل وبين داع الى تسليمه للدولة خوفاً على السلم الاهلي ووجه لبنان. وبناء عليه سجّل اصطفاف سياسي وطائفي ومذهبي في انتخابات وصفت بأنها أم المعارك منذ سنوات طويلة.
وهددت إسرائيل بأنها سترفع كافة القيود عن توجيه ضربات شديدة إلى لبنان، ردا على أي هجوم ضد إسرائيل من الأراضي اللبنانية، في حال فوز حزب الله في الانتخابات النيابية اللبنانية.
ونقلت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' امس عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إنه رغم التخوف من فوز حزب الله إلا أنه تكمن في احتمال كهذا 'أفضلية معينة بالنسبة لإسرائيل، وفي حال حدوث أزمة أمنية سيتم رفع كافة القيود عن إسرائيل وستصبح جميع الأماكن هدفا شرعيا' لاستهدافها.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي للصحيفة ان 'لبنان قد يتغير بين ليلة وضحاها، وقد يسقط بأيدي حزب الله وعندها سنجد إيران في الشمال، أي في لبنان، وفي الجنوب، أي في غزة'.
كذلك نقلت صحيفة 'هآرتس' امس عن مسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي قولهم إنه 'في حال حصل حزب الله على أغلبية في البرلمان فإن إسرائيل ستعتبر أي استفزاز من جانبه على أنه هجوم ينفذه لبنان الرسمي'.
وأضافوا 'في هذه الحالة فإن إسرائيل لن تفرق بين حزب الله وبين لبنان وستعمل بشدة ضد البينة التحتية اللبنانية مثل الموانئ البحرية والجوية ومحطات توليد الكهرباء ومخازن الوقود'.
وتابع المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون أن 'إسرائيل تعارض بشدة أيضا تسليم الولايات المتحدة أسلحة ثقيلة إلى لبنان تحسبا من وصولها إلى أيدي حزب الله أو ان يستخدمه الجيش اللبناني بموجب توجيهات حزب الله في حال فاز في الانتخابات وسيطر على أجهزة الدولة'.
يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد هدد خلال لقائه مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لدى زيارته واشنطن الشهر الماضي بأنه سيكون هناك تأثير لنتائج الانتخابات اللبنانية على قرار حكومة إسرائيل بخصوص الانسحاب من القسم الشمالي لقرية الغجر المفتوح على الأراضي اللبنانية.
واذا كانت نتائج انتخابات الجنوب والشمال السني ودائرة بعلبك الهرمل محسومة ومعروفة مسبقاً، فإن النتائج في الدوائر المتبقية من زحلة الى الاشرفية والمتن وكسروان وجبيل والبترون والكورة وبعبدا هي التي ستحدّد لمن الاكثرية في برلمان 2009. وهذه النتائج الرسمية ستظهر اعتباراً من منتصف ليل الاحد الاثنين. وأوضح وزير الداخلية زياد بارود مساء امس 'أن الاصطفاف السياسي الحاد واكب العملية الانتخابية'، وقال 'بقيت مرحلة الفرز والقبول بالنتائج'، وأعلن 'أن نسبة المشاركة تخطت المتوقع وبلغت عند اقفال صناديق الاقتراع 52.53 في المئة وتشكل زيادة 20 في المئة عن العام 2005 التي قيل يومها إنها شهدت مشاركة واسعة'. وقال 'المنطقة الاكثر مشاركة كانت في كسروان 70 في المئة، 65 في المئة في المتن وجبيل، 60 في البترون (وكل هذه الدوائر مارونية)، 63 في المئة في عكار وأدنى نسبة كانت في بيروت الثانية بمعدل 29 في المئة بسبب تزكية بعض النواب والتفاهم الضمني بين المستقبل وقوى 8 آذار'.
ولوحظ مشاركة عجائز ومسنين ومرضى تم نقلهم من المستشفيات للتصويت.
وكان توجّه امس ثلاثة ملايين و257 الف ناخب لبناني مسجلون على القوائم الانتخابية لانتخاب 125 نائباً من اصل 128 بعدما فاز ثلاثة نواب بالتزكية. وتوزّع هؤلاء الناخبون على 26 دائرة انتخابية وتولى332 11 موظفا إدارة 5181 قلماً في 1753 مركز إقتراع بحسب بيان صادر عن وزارة الداخلية.
ودارت الانتخابات في ظل تبدل التحالفات التي كانت سائدة في انتخابات 2005، فالتحالف الرباعي لم يعد قائماً بين كل من حزب الله وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل بل حلّ مكانه تحالف بين حزب الله وأمل مع التيارالوطني الحر برئاسة العماد ميشال عون اضافة الى بعض حلفاء سورية، وفي المقابل خاض تيار المستقبل الانتخابات بالتحالف مع الحزب الاشتراكي والقوات اللبنانية والكتائب والكتلة الوطنية والاحرار وبعض المستقلين.
أبرز الدوائر التي إتجهت اليها الانظار هي صيدا التي ترشّح فيها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في مواجهة رئيس التنظيم الشعبي الناصري اسامة سعد. وقد سيطر الهدوء على المعركة الانتخابية في صيدا وبلغت نسبة المشاركة 59' من قبل'السّنة و55' من قبل'الشيعة أما المسيحيون فـ17.44 '. واسفرت حماوة المعركة عن توتر في صيدا بين أنصار السنيورة وسعد تدخّل الجيش لتطويقه.