عمي طاهر يودع الجاحظية في ذكرى تأسيسها العشرين ويصرح ''السلطة الباغية إذا أقحمت أنفها في جمعية أفسدتها''

الطاهر وطار عام 1936 وفي بيئة ريفية وأسرة بربرية تنتمي إلى عرش الحراكتة الذي يتمركز في إقليم يمتدّ من باتنة غربا (حركتة المعذر) إلى خنشلة جنوبا إلى ما وراء سدراتة شمالا وتتوسّطه مدينة الحراكتة : عين البيضاء ولد الطاهر وطار بعد أن فقدت أمه ثلاثة بطون قبله, فكان الابن المدلل للأسرة الكبيرة التي يشرف عليها الجد المتزوج بأربع نساء أنجبت كل واحدة منهن عدة رجال لهم نساء وأولاد أيضا.
بعث الروائي طاهر وطار برسالة إلى أعضاء ومحبي جمعية الجاحظية بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيسها، تلقفها الحاضرون أول أمس، بكثير من التأثر، خاصة أن الرسالة حملت حنينا واشتياقا كبيرين إلى الجمعية ومحبيها، ناهيك عن الرسائل الضمنية الكثيرة التي تضمنتها والتي وجهت أساسا إلى وزارة الثقافة ومختلف المؤسسات الاقتصادية الفاعلة في الجزائر.
جاء في نص الرسالة أن الذكرى العشرين لتأسيس الجمعية، صادفت ''عمي طاهر'' في برزخ الحياة والموت، كما حملت فقرات الرسالة التي لم تتعد الصفحة الواحدة، في طياتها معاتبة شديدة لوزارة الثقافة في قول الروائي وطار ''الجزائر لا تعرف بعد ما يمكن تسميته بالأسرة الثقافية وإننا لا نزال قطيعا تؤكل ثيراننا البيضاء ثورا بعد آخر.
مضيفا ''إن السلطة الباغية إذا أقحمت أنفها في جمعية أفسدتها''. ويشير عمي طاهر أن بقاء الجمعية مدة عشرين سنة في بلد فرانكفوني يهتم بكل ما هو ناطق بغير العربية، ليس بالأمر الهين وانه لجهاد كبير تحمل ثقله كل المنتمين إلى الجمعية في مختلف المراحل، خاصة أن الجمعية، يقول الروائي الكبير، حملت على عاتقها قضيتين أساسيتين هما الذود عن الهوية وبسط العقل، رافعا نداء إلى كل الغيورين على الجمعية بالحفاظ عليها من بعده كونه ليس متأكد أن اللقاء سيتكرر مع أعضائها.