الاحتلال بأفغانستان واستراتيجية الفرار
السبت 01 أغسطس 2009, 16:48
كشفت مصادر صحافية بريطانية أن الأمر في لندن وواشنطن تطور، فيما يتعلق بالشأن الأفغاني، ووصل إلى حد الحديث عن إستراتيجية للانسحاب من أفغانستان.
التعليق:
علي صلاح
بعد الانسحاب الأمريكي المهين من المدن العراقية خوفا من سقوط المزيد من القتلى والجرحى في صفوفه وبعد تنامي ظهور الأمراض النفسية على جنوده وتسجيل معدلات انتحار غير مسبوقة بينهم, ظنت الإدارة الأمريكية أن بإمكانها مداواة جروحها وإلهاء الشعب الأمريكي عن خسائر العراق بانتصار ما في أفغانستان فشحذ أوباما جهوده وأمر بإرسال المزيد من الجنود إلى هناك, وضغط على حلفائه لدعمه بالجنود والعتاد, وصرح بأن اهتمامه الحقيقي سيكون بالوضع في أفغانستان وباكستان لأنهما "الخطر الحقيقي على الغرب بعد تزايد نفوذ الإسلاميين فيهما", إلا أنه ومع مرور الوقت جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن وغاصت الأقدام الأمريكية والبريطانية في المستنقع الأفغاني وطالب أوباما وبراون الدول الأخرى المشاركة في الاحتلال بتقاسم العبء معهما.
هجوم فاشل:
وكان الاحتلال قد شن منذ فترة ثلاث عمليات عسكرية بولاية هلمند جنوب أفغانستان, التي تعد أحد المعاقل الرئيسة لحركة طالبان, واحدة من هذه العمليات قادتها الولايات المتحدة, والأخرى تقودها بريطانيا أما الثالثة فيقوم عليها الجيش الأفغاني الموالي للاحتلال, وبمرور الوقت تزايدت خسائر الاحتلال خصوصا في صفوف الجيش البريطاني الذي حذر مسئول عسكري بارز فيه بمخاوفه من سقوط 1000 جندي خلال معارك هلمند, وأشارت صحيفة الجارديان إلى أن الأمر في لندن وواشنطن تطور، فيما يتعلق بالشأن الأفغاني، ووصل إلى حد الحديث عن استراتيجية للانسحاب من أفغانستان, وأضافت الصحيفة: إن هناك توجهًا جديدًا لاستراتيجية التعامل مع أفغانستان, وأن جهودًا مكثفة تبذل من جانب الولايات المتحدة وبريطانيا لبدء محادثات مع ممثلي حركة طالبان. وذكرت الصحيفة أن عددًا من الوزراء البريطانيين وكبار القادة العسكريين الميدانيين يعتقدون أنه تم إرساء الظروف الملائمة لفتح حوار مع قادة طالبان.
مطالبات بالانسحاب الفوري
بعد ظهور حقيقة الأوضاع في أفغانستان بدأ الضغط الشعبي يزداد على حكومات الدول المشاركة في الاحتلال خصوصا التي تخوض معارك حقيقية على الأرض ضد المقاومة مثل القوات البريطانية؛ ففي استطلاع أخير للرأي ذهب أكثر من نصف البريطانيين إلى عدم إمكانية تحقيق الانتصار في الحرب في أفغانستان، وطالبوا بسحب القوات على الفور من هذا البلد، وقالت نتائج الاستطلاع الذي أعده معهد "كوريس": "58% من الأشخاص الذين سئلوا رأيهم يعتبرون أن الهجوم على طالبان في أفغانستان لن ينجح في حين اعتبر 31% العكس".
وأظهرت نتائج الاستطلاع أن 52% من البريطانيين يريدون رحيل قوات الاحتلال البريطانية من هذا البلد مقابل 43%. وقال حوالي 75% من المستطلعين: إن العسكريين ليسوا مجهزين بالمعدات المناسبة للقيام بمهمتهم بشكل جيد في أفغانستان، في مقابل 16% فقط لهم رأي معارض. واعتبر 60% من الأشخاص الذين سئلوا رأيهم أنهم ضد إرسال تعزيزات ومعدات إضافية إلى أفغانستان.
رهان الاحتلال
كان الاحتلال يراهن على الانتخابات القادمة لتكريس الأمر الواقع في أفغانستان إلا أن فشل عملياته في الجنوب أثار قلقه بشأن نجاح العملية الانتخابية والأهم من ذلك تأثير نتائجها على الأوضاع الميدانية... لقد سعى الاحتلال لتكثيف هجماته على المقاومة في أفغانستان في نفس الوقت الذي يشن الجيش الباكستاني هجوما عنيفا على المسلحين الإسلاميين في منطقة القبائل والمقربين من طالبان حتى يصل إلى مبتغاه في أسرع وقت ممكن, لكن كما فشلت هجماته في هلمند اتضح له أيضا أن الجيش الباكستاني لم يصل إلى هدفه في وادي سوات, وبدأنا نستمع عن مساعي لتهدئة الوضع والدخول في مفاوضات هنا وهناك.
مستقبل مظلم:
التجارب السابقة أكدت أن الحكومات الغربية لا تستطيع تحمل الضغط الشعبي لفترة طويلة كما أن التعتيم الإعلامي الكامل كما حدث في حرب فيتنام لم يعد ينفع في عصر السماوات المفتوحة والإنترنت والتنافس المحموم على السبق الصحفي بين وسائل الإعلام المختلفة لذا من المتوقع أن يسعى الاحتلال للهرب من أفغانستان لكنه يبحث الآن عن الطريقة التي لا تكبده المزيد من الخسائر خصوصا على الصعيد السياسي, ومن المرجح أن يركز على فتح أبواب الحوار مع أطراف في المقاومة في محاولة لتفتيتها والوصول إلى أفضل الخيارات, وهو ما يجعل المرحلة القادمة من أخطر مراحل المقاومة ضد الاحتلال, حيث تحتاج للثبات والاتحاد في مواجهة ألاعيب الاحتلال وإغراءاته, ولعل ما يحدث في الصومال الآن خير شاهد على مثل هذه الألاعيب.
التعليق:
علي صلاح
بعد الانسحاب الأمريكي المهين من المدن العراقية خوفا من سقوط المزيد من القتلى والجرحى في صفوفه وبعد تنامي ظهور الأمراض النفسية على جنوده وتسجيل معدلات انتحار غير مسبوقة بينهم, ظنت الإدارة الأمريكية أن بإمكانها مداواة جروحها وإلهاء الشعب الأمريكي عن خسائر العراق بانتصار ما في أفغانستان فشحذ أوباما جهوده وأمر بإرسال المزيد من الجنود إلى هناك, وضغط على حلفائه لدعمه بالجنود والعتاد, وصرح بأن اهتمامه الحقيقي سيكون بالوضع في أفغانستان وباكستان لأنهما "الخطر الحقيقي على الغرب بعد تزايد نفوذ الإسلاميين فيهما", إلا أنه ومع مرور الوقت جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن وغاصت الأقدام الأمريكية والبريطانية في المستنقع الأفغاني وطالب أوباما وبراون الدول الأخرى المشاركة في الاحتلال بتقاسم العبء معهما.
هجوم فاشل:
وكان الاحتلال قد شن منذ فترة ثلاث عمليات عسكرية بولاية هلمند جنوب أفغانستان, التي تعد أحد المعاقل الرئيسة لحركة طالبان, واحدة من هذه العمليات قادتها الولايات المتحدة, والأخرى تقودها بريطانيا أما الثالثة فيقوم عليها الجيش الأفغاني الموالي للاحتلال, وبمرور الوقت تزايدت خسائر الاحتلال خصوصا في صفوف الجيش البريطاني الذي حذر مسئول عسكري بارز فيه بمخاوفه من سقوط 1000 جندي خلال معارك هلمند, وأشارت صحيفة الجارديان إلى أن الأمر في لندن وواشنطن تطور، فيما يتعلق بالشأن الأفغاني، ووصل إلى حد الحديث عن استراتيجية للانسحاب من أفغانستان, وأضافت الصحيفة: إن هناك توجهًا جديدًا لاستراتيجية التعامل مع أفغانستان, وأن جهودًا مكثفة تبذل من جانب الولايات المتحدة وبريطانيا لبدء محادثات مع ممثلي حركة طالبان. وذكرت الصحيفة أن عددًا من الوزراء البريطانيين وكبار القادة العسكريين الميدانيين يعتقدون أنه تم إرساء الظروف الملائمة لفتح حوار مع قادة طالبان.
مطالبات بالانسحاب الفوري
بعد ظهور حقيقة الأوضاع في أفغانستان بدأ الضغط الشعبي يزداد على حكومات الدول المشاركة في الاحتلال خصوصا التي تخوض معارك حقيقية على الأرض ضد المقاومة مثل القوات البريطانية؛ ففي استطلاع أخير للرأي ذهب أكثر من نصف البريطانيين إلى عدم إمكانية تحقيق الانتصار في الحرب في أفغانستان، وطالبوا بسحب القوات على الفور من هذا البلد، وقالت نتائج الاستطلاع الذي أعده معهد "كوريس": "58% من الأشخاص الذين سئلوا رأيهم يعتبرون أن الهجوم على طالبان في أفغانستان لن ينجح في حين اعتبر 31% العكس".
وأظهرت نتائج الاستطلاع أن 52% من البريطانيين يريدون رحيل قوات الاحتلال البريطانية من هذا البلد مقابل 43%. وقال حوالي 75% من المستطلعين: إن العسكريين ليسوا مجهزين بالمعدات المناسبة للقيام بمهمتهم بشكل جيد في أفغانستان، في مقابل 16% فقط لهم رأي معارض. واعتبر 60% من الأشخاص الذين سئلوا رأيهم أنهم ضد إرسال تعزيزات ومعدات إضافية إلى أفغانستان.
رهان الاحتلال
كان الاحتلال يراهن على الانتخابات القادمة لتكريس الأمر الواقع في أفغانستان إلا أن فشل عملياته في الجنوب أثار قلقه بشأن نجاح العملية الانتخابية والأهم من ذلك تأثير نتائجها على الأوضاع الميدانية... لقد سعى الاحتلال لتكثيف هجماته على المقاومة في أفغانستان في نفس الوقت الذي يشن الجيش الباكستاني هجوما عنيفا على المسلحين الإسلاميين في منطقة القبائل والمقربين من طالبان حتى يصل إلى مبتغاه في أسرع وقت ممكن, لكن كما فشلت هجماته في هلمند اتضح له أيضا أن الجيش الباكستاني لم يصل إلى هدفه في وادي سوات, وبدأنا نستمع عن مساعي لتهدئة الوضع والدخول في مفاوضات هنا وهناك.
مستقبل مظلم:
التجارب السابقة أكدت أن الحكومات الغربية لا تستطيع تحمل الضغط الشعبي لفترة طويلة كما أن التعتيم الإعلامي الكامل كما حدث في حرب فيتنام لم يعد ينفع في عصر السماوات المفتوحة والإنترنت والتنافس المحموم على السبق الصحفي بين وسائل الإعلام المختلفة لذا من المتوقع أن يسعى الاحتلال للهرب من أفغانستان لكنه يبحث الآن عن الطريقة التي لا تكبده المزيد من الخسائر خصوصا على الصعيد السياسي, ومن المرجح أن يركز على فتح أبواب الحوار مع أطراف في المقاومة في محاولة لتفتيتها والوصول إلى أفضل الخيارات, وهو ما يجعل المرحلة القادمة من أخطر مراحل المقاومة ضد الاحتلال, حيث تحتاج للثبات والاتحاد في مواجهة ألاعيب الاحتلال وإغراءاته, ولعل ما يحدث في الصومال الآن خير شاهد على مثل هذه الألاعيب.
بعد تزايد خسائر الحلف.. الأمين العام للناتو يدعو لحوار مع "معتدلي طالبان"
السبت 01 أغسطس 2009, 17:15
أعرب الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي الدنماركي أندرس فوغ راسموسن اليوم السبت عن استعداده للتحاور مع من أسماهم "المعتدلين" من حركة طالبان في محاولة استدراك ارتفاع خسائر الحلف التي بلغت معدلات قياسية.
وزعم راسموسن الذي يتولى مهامه رسميًا الاثنين المقبل "أن هناك مجموعة متصلبة يستحيل التوصل إلى توافق معها, لكن هناك أيضًا مجموعات يمكن التحاور معها". وفق قوله.
وقد دعا راسموسن لمثل هذا الحوار في أكتوبر 2008 عندما كان رئيس وزراء الدنمارك زاعمًا حينها أنه "منفتح على حوار مع القوى المعتدلة والديموقراطية في طالبان".
وفي حديث نشرته صحيفية "بوليتيكن"، أضاف راسموسن أن "الشرط الأول لفتح الحوار مع الخصم هو أن يقبل المبادئ الديموقراطية الأساسية لدولة القانون وحقوق الإنسان, وإلا فلا جدوى من الانتشار الدولي في أفغانستان".
وجدد راسموسن هذا الموقف اليوم السبت, مؤكدًا أنه لا يريد البتة "التضحية بتلك المبادئ" عبر التفاوض مع من أسماهم "المتطرفين" في تنظيم "القاعدة".
وصرح: "لا يمكنني أن أتصور التوصل إلى اتفاق مع الذين يقتلون جنودنا"، موضحًا أن الحوار الذي يبحث عنه "سيتم مع بعض المجموعات الأخرى التي تدور من حول ما يسمى بطالبان".
وخلص إلى القول: "نريد بطبيعة الحال التعاون مع الذين يريدون المساهمة في توفير أمن أفغانستان وظروف إعماره وتنميته اقتصاديًا واجتماعيًا".
ميليباند يجدد الدعوة نفسها:
وقد دعا إلى هذه الدعوة نفسها وزير الخارجية البريطاني ديفيد مليباند الأسبوع الماضي.
وقال ميليباند: إن "القوة العسكرية وحدها لن تهزم طالبان وحلفاءها"، مؤكدًا ضرورة وجود عملية سياسية نشطة إلى جانب العمليات العسكرية لتأمين مستقبل أفغانستان.
وأضاف أن الحكومة الأفغانية الجديدة التي ستشكل في ضوء انتخابات الشهر المقبل يجب أن تشرك "العناصر المعتدلة من طالبان التي نبذت العنف" في العملية السياسية.
ورفضت حركة طالبان في السابق عروضًا من الحكومة الأفغانية وقوات الاحتلال للتفاوض، رافضةً هذا التقسيم لمقاتلي الحركة إلى معتدلين وغير معتدلين.
رفض جماهيري كبير لحرب أفغانستان بعد تزايد الخسائر:
وقد رصد المحللون حالة تضاؤل في التأييد الجماهيري لاستمرار احتلال أفغانستان على جانبي الأطلسي بسبب ارتفاع الخسائر البشرية، لاسيما بعد افتضاح الآثار المدمرة للحرب في العراق.
ويشعر الناخبون في الدول الغربية بالقلق إزاء تطورات الأوضاع في أفغانستان وتتفاقم حالة السخط على نطاق واسع بسبب عدم تحقيق قوات الاحتلال الأجنبية لأي تقدم ملحوظ على صعيد الحرب الدائرة مع حركة طالبان الإسلامية.
صعوبة تحقيق النصر:
وقال كيث هيكيتس وهو ضابط متقاعد بالشرطة من منطقة بالقرب من بلدة ايمزبيري على مشارف سهل سالسبري في إنجلترا: "الأمريكيون موجودون هناك بقوة لكن الدول الأخرى تبدو محجمة عن التواجد هناك، وليس هناك سوى نحن والأمريكيين ولا أظن أنهم يستطيعون الفوز حقًا".
أما لويس هوكينز وهو قس في مدينة كليفلاند بوسط أمريكا فقد قال: "لماذا نخوض حربًا يفصلنا عنها نصف العالم في حين أن الحرب الحقيقية هنا في أمريكا ويجب أن نحارب التشرد والبطالة وليس عدوا ما في دولة أجنبية".
ويزداد الخوف الغربي من ارتفاع الخسائر البشرية في أفغانستان وإصرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما على مواصلة الحرب ضد حركة طالبان من خلال زيادة أعداد القوات إلى 68 الف فرد بحلول نهاية العام مع الانسحاب تدريجيًا من العراق.
أعلى حصيلة قتلى:
وشهد شهر يوليو أكبر عدد من القتلى في أفغانستان لقوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية على حد سواء منذ غزو عام 2001 حيث يتجاوز عدد القتلى من الجنود البريطانيين هناك الآن عددهم في العراق.
وفيما يتعلق بتوجهات الناخبين في الولايات المتحدة قالت رويترز: إنه في أوهايو التي هي تقليديًا ولاية حاسمة في الانتخابات الأمريكية تتزايد المخاوف من أن أفغانستان يمكن أن تصبح فيتنام التالية.
أفغانستان نقطة ضعف أوباما:
ويقول كارتي فينكباينر رئيس بلدية توليدو: "لا نسمع الكثير عن أفغانستان لكننا لم نكن نسمع الكثير عن فيتنام في وقت مبكر، ويساورني القلق من أن هذه ستكون نقطة ضعف أوباما، ويساورني القلق من أن هذه حرب لا يمكن كسبها وفي نهاية المطاف سيعاقب الناخبون أوباما عليها". من جهته قال جون كيرتيس أستاذ السياسة بجامعة ستراتكلايد في جلاسجو: "بالنسبة لأفغانستان فقد أصبحت حربًا حقيقية في عيون الجماهير منذ وقت بسيط، ولو كان ينظر إليها على أنها حرب ثم ينظر إليها على أنها حرب لا نستطيع الانتصار فيها فمن الواضح أن هذا لن يكون جيدًا للحكومة وتستطيعون أن تروا الآن حتى كيف تحاول الحكومة تجنب أن يؤول الوضع إلى هذا".
وزعم راسموسن الذي يتولى مهامه رسميًا الاثنين المقبل "أن هناك مجموعة متصلبة يستحيل التوصل إلى توافق معها, لكن هناك أيضًا مجموعات يمكن التحاور معها". وفق قوله.
وقد دعا راسموسن لمثل هذا الحوار في أكتوبر 2008 عندما كان رئيس وزراء الدنمارك زاعمًا حينها أنه "منفتح على حوار مع القوى المعتدلة والديموقراطية في طالبان".
وفي حديث نشرته صحيفية "بوليتيكن"، أضاف راسموسن أن "الشرط الأول لفتح الحوار مع الخصم هو أن يقبل المبادئ الديموقراطية الأساسية لدولة القانون وحقوق الإنسان, وإلا فلا جدوى من الانتشار الدولي في أفغانستان".
وجدد راسموسن هذا الموقف اليوم السبت, مؤكدًا أنه لا يريد البتة "التضحية بتلك المبادئ" عبر التفاوض مع من أسماهم "المتطرفين" في تنظيم "القاعدة".
وصرح: "لا يمكنني أن أتصور التوصل إلى اتفاق مع الذين يقتلون جنودنا"، موضحًا أن الحوار الذي يبحث عنه "سيتم مع بعض المجموعات الأخرى التي تدور من حول ما يسمى بطالبان".
وخلص إلى القول: "نريد بطبيعة الحال التعاون مع الذين يريدون المساهمة في توفير أمن أفغانستان وظروف إعماره وتنميته اقتصاديًا واجتماعيًا".
ميليباند يجدد الدعوة نفسها:
وقد دعا إلى هذه الدعوة نفسها وزير الخارجية البريطاني ديفيد مليباند الأسبوع الماضي.
وقال ميليباند: إن "القوة العسكرية وحدها لن تهزم طالبان وحلفاءها"، مؤكدًا ضرورة وجود عملية سياسية نشطة إلى جانب العمليات العسكرية لتأمين مستقبل أفغانستان.
وأضاف أن الحكومة الأفغانية الجديدة التي ستشكل في ضوء انتخابات الشهر المقبل يجب أن تشرك "العناصر المعتدلة من طالبان التي نبذت العنف" في العملية السياسية.
ورفضت حركة طالبان في السابق عروضًا من الحكومة الأفغانية وقوات الاحتلال للتفاوض، رافضةً هذا التقسيم لمقاتلي الحركة إلى معتدلين وغير معتدلين.
رفض جماهيري كبير لحرب أفغانستان بعد تزايد الخسائر:
وقد رصد المحللون حالة تضاؤل في التأييد الجماهيري لاستمرار احتلال أفغانستان على جانبي الأطلسي بسبب ارتفاع الخسائر البشرية، لاسيما بعد افتضاح الآثار المدمرة للحرب في العراق.
ويشعر الناخبون في الدول الغربية بالقلق إزاء تطورات الأوضاع في أفغانستان وتتفاقم حالة السخط على نطاق واسع بسبب عدم تحقيق قوات الاحتلال الأجنبية لأي تقدم ملحوظ على صعيد الحرب الدائرة مع حركة طالبان الإسلامية.
صعوبة تحقيق النصر:
وقال كيث هيكيتس وهو ضابط متقاعد بالشرطة من منطقة بالقرب من بلدة ايمزبيري على مشارف سهل سالسبري في إنجلترا: "الأمريكيون موجودون هناك بقوة لكن الدول الأخرى تبدو محجمة عن التواجد هناك، وليس هناك سوى نحن والأمريكيين ولا أظن أنهم يستطيعون الفوز حقًا".
أما لويس هوكينز وهو قس في مدينة كليفلاند بوسط أمريكا فقد قال: "لماذا نخوض حربًا يفصلنا عنها نصف العالم في حين أن الحرب الحقيقية هنا في أمريكا ويجب أن نحارب التشرد والبطالة وليس عدوا ما في دولة أجنبية".
ويزداد الخوف الغربي من ارتفاع الخسائر البشرية في أفغانستان وإصرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما على مواصلة الحرب ضد حركة طالبان من خلال زيادة أعداد القوات إلى 68 الف فرد بحلول نهاية العام مع الانسحاب تدريجيًا من العراق.
أعلى حصيلة قتلى:
وشهد شهر يوليو أكبر عدد من القتلى في أفغانستان لقوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية على حد سواء منذ غزو عام 2001 حيث يتجاوز عدد القتلى من الجنود البريطانيين هناك الآن عددهم في العراق.
وفيما يتعلق بتوجهات الناخبين في الولايات المتحدة قالت رويترز: إنه في أوهايو التي هي تقليديًا ولاية حاسمة في الانتخابات الأمريكية تتزايد المخاوف من أن أفغانستان يمكن أن تصبح فيتنام التالية.
أفغانستان نقطة ضعف أوباما:
ويقول كارتي فينكباينر رئيس بلدية توليدو: "لا نسمع الكثير عن أفغانستان لكننا لم نكن نسمع الكثير عن فيتنام في وقت مبكر، ويساورني القلق من أن هذه ستكون نقطة ضعف أوباما، ويساورني القلق من أن هذه حرب لا يمكن كسبها وفي نهاية المطاف سيعاقب الناخبون أوباما عليها". من جهته قال جون كيرتيس أستاذ السياسة بجامعة ستراتكلايد في جلاسجو: "بالنسبة لأفغانستان فقد أصبحت حربًا حقيقية في عيون الجماهير منذ وقت بسيط، ولو كان ينظر إليها على أنها حرب ثم ينظر إليها على أنها حرب لا نستطيع الانتصار فيها فمن الواضح أن هذا لن يكون جيدًا للحكومة وتستطيعون أن تروا الآن حتى كيف تحاول الحكومة تجنب أن يؤول الوضع إلى هذا".
- الاحتلال يتكبد 30 جنديًا بأفغانستان خلال أسبوع
- إيداع مستشار بوزارة الخارجية الجزائرية الحبس بعد ثلاثة أشهر من الفرار
- تضاعف الخسائر الأمريكية بأفغانستان في 2009
- أسماء خالدة..... الشهيد بن دولة العربي سقط رميا بالرصاص في مركز التعذيب لا.دي .أس .تي بمستغانم عندما حاول الفرار
- مصرع 4 جنود كنديين في انفجارين منفصلين بأفغانستان
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى