انتحاري من نوع خاص!

قال لي إطار سام في الدولة: إنه يريد أن يحك أنفه على أنف مصاب بأنفلونزا الخنازير، ثم يذهب إلى إقامة الدولة ويدق على أبواب كل الوزراء ويسلم عليهم الواحد تلو الآخر! ضحكت وقلت له تريد أن تسجل عملية انتحارية أو ''استشهادية'' ضد الوزراء بأنفلونزا الخنازير، وليس بالمتفجرات كما يفعل الإرهابيون! لماذا تفعل ذلك وأنت من الإطارات التي عيّنتها الحكومة بمرسوم! قال لي: تصوّر أن الحكومة تستخدم السكن بالمجان لكل الوزراء والأكل أيضا ••• وتدفع أجور الخدم والحشم••• وكل وزير يستخدم السيارات الفخمة والعديدة في أغراضه الخاصة ولا يدفع حتى ثمن البنزين أوأجرة السائق! وسيارات الدولة معفاة من إتاوة الضريبة السنوية على السيارات! ومع ذلك قامت الحكومة وخارج القانون المالي بزيادة الإتاوات على السيارات••• ثم قامت بإلغاء القرض الذي تقدمه الدولة للإطارات مثلي لاقتناء سيارة كل خمس سنوات! وها هي اليوم تعمد الحكومة إلى إصدار تعليمات للبنوك لمنع المواطن من شراء سيارة بالتقسيط! هل هذه الحكومة تحب الخير للشعب؟! ألا يحق لأمثالي أن يمارس ضدها الهجوم بأنفلونزا الخنازير! هذه السلطة لا تحب إلا الشر للشعب! وتتلذذ كلما غرق الشعب في الوحل! الحكومة تحسد المعلم على اقتناء سيارة ''ماروتي'' بقرض من البنوك الأجنبية! وليس الجزائرية! المصيبة أن البنوك الأجنبية تقوم باقتراض الأموال التي تزيد عن حاجة السراق الكبار في البنوك العمومية، ثم تقرضها هي بدورها إلى المواطنين بنسبة أكبر! ومعنى هذا الكلام أن البنوك الخاصة تقوم بقلي المواطن بزيت المال العمومي الذي تتصرف فيه الحكومة ببله ولا أحد يسألها! ومع ذلك تلاحق الحكومة المواطن في هذه المحنة أيضا.
هل فهمتهم الآن لماذا يقال على هذه الحكومة بأنها حكومة تتلذذ بإفقار الناس ثم تتصدق عليهم بقفة رمضان !
سعد بوعقبة