- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
خالد بن تونس:إثارة قضية الرسوم محاولة لتشويه حقائق الكتاب
السبت 08 أغسطس 2009, 07:51
*على الأزهر أن يقول رأيه في كتاب الصوفية بالحجج والبراهين وإلا فلن أقبله
*رفضت نشر صور تظهر ملامح الرسول في كتاب الصوفية تكريما لشخصه
*هناك الآلاف من المنمنمات عن الرسول وكل الآثار الإسلامية موجودة في متاحف الغرب
*لم أشكك في مشروعية الحجاب وإنما أعطيت رخصة للمغتربات بأوربا
*النجمة السداسية هي إرث للمسلمين قبل أن يتبناها اليهود رافع شيخ الطريقة العلوية خالد بن تونس عن كتابه الأخير »الصوفية..الإرث المشترك« ،وفي حديث خص به »صوت الأحرار« كشف عن عديد التفاصيل المتعلقة بإعداد هذا الكتاب الذي أثار ضجة إعلامية كبيرة وجدلا واسعا على مستوى علماء وفقهاء الأمة الإسلامية، بن تونس استنكر التهم التي وجهت له حول بعض القضايا كالحجاب واصفة، ورفض كل أنواع الهجومات التي طالت كتابه وقال إن ما حدث هو التهويل الهدف منه طمس الحقائق التي تضمنها كتابه عن الصوفية بعد تلك التساؤلات التي طرحها الباحث والمفكر حول قبور الصحابة وغيرها من الأماكن المقدسة التي لا تجد لها اليوم مكان، هذا الانجاز تضمن أكثر من 800 صورة ومخطوطة نادرة تعبر عن ثراء الإرث الإسلامي، بالإضافة إلى كثير من التفاصيل التاريخية.
حاوره: عزيز طواهر
تصوير: محمد حمدي
*في البداية هل لكم أن تعرفوا لنا الطريقة العلوية؟
الطريقة العلوية هي من الطرق الصوفية المعروفة عن طريق الشاذلية الدرقوية العلوية للشيخ العلوي الذي ورث هذه الأمانة سنة 1909 تاريخ إنشاء الطريقة العلوية عن شيخه سيدي محمد البوزيدي المعروف بسيدي حمو الشيخ في مدنية مستغانم، هي من المدارس الروحية الموجودة في العالم الإسلامي وفي جميع أنحاء العالم، ولعل أهم ما يميز هذه الطريقة هو أن الشيخ العلوي رحمه الله كان من المجددين وكان من أهل التجديد، حيث أنه قاوم وجاهد بقلمه وكان أول شيخ صوفي يصدر مجلات وهي »مجلة لسان الدين« ثم من بعدها »مجلة البلاغ«.
الشيخ العلوي كانت له كتب عديدة في الفقه، التفسير، علم التصوف، الشريعة وكان من أذكى رجال ومفكري عصره في العالم الإسلامي إن لم نقل العالم، كما أنه كان من الأوائل في تبليغ رسالة الإسلام إلى أوربا، فقد ذهب إلى باريس في سنة 1926 بمناسبة افتتاح مسجد باريس الذي كان من الشخصيات المساهمة في تأسيسه كانت له أول صلاة في باريس سنة 1920 بنهج »سان جرمان« وأول من أدخل الإسلام عن طريق الجمعيات التي اعترفت بها السلطات الانجليزية آنذاك، وقد اهتدى عديد من الناس بل الآلاف على يده إلى الإسلام وبفضل هذا الرجل وفكره لازالت إلى يومنا هذا الطريقة العلوية موجودة في أسيا، أمريكا اللاتينية وتقريبا كل القارات، وخير دليل على ذلك هو الأجانب الذين حضروا إلى المؤتمر الخاص بمئوية الطريقة العلوية والذي انقضى منذ أسبوع تقريبا.
شيخ الطريقة هو جدي الثالث، لقد قدم الكثير وترك لنا هذا الإرث الذي يعتبر بمثابة الأمانة التي يجب أن نعمل من أجل التعريف بها، فحاليا كل كتبه تدرس في أشهر الجامعات في العالم، مثل الجامعة الإسلامية بجاكرتا وفي جامعات انجلترا وبجامعة التصوف بمصر وفي جميع أنحاء العالم وللأسف هي لا تدرس في الجزائر التي تعد البلد الأم الذي شهد ميلاد هذه الطريقة.
*وماذا عن شيخ الطريقة العلوية خالد بن تونس؟
خالد بن تونس هو باحث وشيخ طريقة، قمت بإصدار حوالي 20 كتاب، كونت الكشافة الإسلامية الأوربية ومنها الكشافة الفرنسية منذ 20 سنة، ثم كنت من مؤسسي المجلس الفرنسي للدين الإسلامي بفرنسا، وحاليا نسعى إلى إنشاء مسجد جديد بباريس وهو مسجد القرن الواحد والعشرين، كما أنشأنا مؤسسة جنة العارف في البيئة في مستغانم، ونسعى إلى إنجاز عديد المشاريع مثل تشجيع إعادة غرس شجرة الأرقان التي كانت موجودة عندنا ولم يبق منها إلا القليل وذلك في إطار التعاون مع وزارة البيئة، هذا كله من الأعمال التي نسعى إلى تحقيقها حسب اجتهادنا وطاقتنا من أجل مساعدة الآخرين وحتى لا تكون صلتنا مع الغير عدائية.
*أثار كتابكم الأخير حول الصوفية جدلا كبيرا حول المنمنمات التي تم نشرها والخاصة برسول الأمة الإسلامية محمد صلى الله عليه وسلم، ما رأيكم في ذلك؟
إن الحديث عن نشر المنمنمات الخاصة برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وجعلها حجر الأساس في كتابي الصادر تحت عنوان » الصوفية..الإرث المشترك« أمر غير معقول، ففي الوقت الذي تلقيت فيه انتقادات واسعة من عديد الشخصيات بالجزائر وكذا المؤسسات الإسلامية وغيرها من الأحزاب السياسية، هناك عديد من الجهات التي جاءت للمشاركة في مؤتمر الطريقة العلوية مثل البعثة لدينية مغربية المتكونة من 360 شخص، مشايخ من فلسطين ومن جامع الأزهر وهم أصحاب علم وفقه، لم يعترضوا ما نشر في الكتاب، كما أن علماء من الزيتونة ومن جامعة دمشق وجامعة حمص ومن الأردن ومن العراق بكركوك ومن الفلوجة اطلعوا على مضمون الكتاب ولم ينتقدوه، ففي رأيكم هل أخطأ كل هؤلاء وغيرهم على صواب.
*ما هو الهدف من وراء نشر منمنمات عن رسول الله في كتاب الصوفية؟
الإنسان يجب أن يبحث في هذه المنمنمات وأنا لم أخترع أي شيئ، لقد أخذت هذا من الميراث من الذاكرة الثقافية للمسلمين وأعدت نشره في كتاب الصوفية، هذا الكتاب الذي تضمن 842 وثيقة وصورة تطلب مني سنوات من البحث والعمل الشاق لأخرج بهذا المنتوج الفكري للعالم الإسلامي، وبالتالي فمن غير المعقول أن تقام الدنيا على صورة أو صورتين على أساس أن هناك اعتداء على الرسول الكريم، بل بالعكس أنا أرى أن هذه الصور إرث للمسلمين يجب أن يعود إلى أصحابه وأهله لأنه سلب منهم، فأغلب هذه المنمنمات موجودة حاليا في متاحف برلين، نيويورك.
ومن هنا لا يفوتني أن أشير إلى قضية جد مهمة وهو أن الأشخاص الذين اتهموني بنشر صور عن الرسول لم يقصدوا حقيقة الدفاع عن الرسول كما يزعمون، لأن ما حدث هو محاولة لطمس حقائق تاريخية ظهرت في هذا الكتاب وكشفت عنها من خلال التساؤلات التي طرحتها والصور النادرة التي نشرتها.
ومن بين هذه التساؤلات، أين هو ضريح أم المسلمين السيدة خديجة، أين هو مسجد وضريح شهداء أحد، أين هي مقابر شهداء بدر، أين هو المكان الذي التقى فيه الرسول مع البعثة التي جاءت من المدينة المنورة في بيعة العقبة المشهورة مع سيدنا عباس، أين هي العقبة وأين هو المكان الذي ألقى فيه الرسول خطبة حجة الوداع؟ أين هو منزل الرسول في مكة المكرمة؟ صورة لبيعة العقبة مأخوذة منذ أكثر من قرن، لا وجود لها الآن ومن ينتقدونني لم يروها قط في حياتهم.
هذه الإشكاليات طرحتها، هناك صور لها أكثر من قرن تحصلت عليها بعد عناء كبير، ومن ثم نتساءل لماذا هذه الأماكن غير موجودة اليوم ومن قام بهدمها، يجب أن نعلم أن هناك صور يظهر فيها جدي الشيخ عدة بن تونس في سنة 1939 لما حج وهو يضع يده أمام مسجد سيدنا حمزة والمسجد كله مهدوم، هذه هي الأمور التي لا يريدونها أن تظهر ومن ثم يسعون إلى مداراة الحقائق من خلال حديثهم عن الصور بهدف تحويل الأنظار وحتى لا نعيد النظر في التاريخ، يجب أن نعلم كذلك أن هذه الأماكن المقدسة هي من تراث جميع المسلمين وكل من يحج أو يعتمر اليوم لا يجد لها أثرا.
الشواهد الخاصة بقبور أهل بدر أين هي، بصعوبة كبيرة تحصلت على صورة لها، اليوم تجد الزائر للمدينة المنورة لا يكاد يلمح إلا من بعيد تلك الأماكن التي لا يعرف حقيقة ما هو موجود بداخلها، عند أهل بدر لا يتركوك تصل، هناك محو مقصود للآثار. في رأيي يجب علينا أن نفهم الماضي لنفرض وجودنا الآن ومن أراد غير ذلك فعليه أن يمحو ذاكرة المسلمين إن استطاع بطبيعة الحال، من غير المعقول أن نطرح الإشكال حول الصور في القرن الواحد ونمنع إحياء الذاكرة الشعبية الأصيلة.
*ما هي نوعية الصور والمخطوطات التي تضمنها الكتاب والتي تقولون أنها مميزة وغير موجودة الآن؟
الكتاب تضمن عدد كبير من الصور الخاصة بالأماكن المقدسة فعليه بالحجة والبيان لأن قولي قول يغني، لقد وضعت في كتابي صورة الحجر الأسود في 1816، هذه الصورة لا يريدون لها أن تظهر، صورها انكليزي خفية، هناك صور لغار حراء وغيرها من الصور. عندما تكلمت عن الرسول الكريم وعن مولده كان لا بد من الحديث عن الجزيرة العربية والخوض في تاريخ سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام، وغيرهم من الأنبياء والرسل، بالإضافة على الحديث عن ما جاء في الكتب الأولى، مثل التوراة والإنجيل، هو عمل ارتكز على البحث، كان ولا بد من التطرق إلى قضية إسماعيل وهاجر وذهابهم إلى مكة المكرمة وكيف كان المكان، كل هذه المسائل التاريخية مهمة لأنها تشير إلى سياق عام يحدثنا عن الجزيرة العربية ومن ثم ميلاد الرسول الكريم وفي أي ظروف ولد الرسول وغيرها من المعطيات.
تضمن الكتاب صورة للسيدة أمينة أم الرسول وهي تقدمه لعائلته، كما تضمن صورة لأبراهم عندما جاء بالفيل لهدم الكعبة وكيف كيف سجد الفيل للكعبة، كما أتيت بصور فريدة من نوعها مثل صورة للاحتفالات بالمولد النبوي الشريف الذي يرى المتشددون أنه بدعة، فهناك صورة لخليفة المسلمين في اسطنبول في القرن الثامن عشر توضح كيف كانت تجري الاحتفالات، في رأيكم هل كان الخليفة يقترف حراما؟
كيف سيعرف غير المسلمين الرسول، من الصين إلى باريس وإلى كل أنحاء العالم، يجب التعريف بالرسول، أنا شخصيا حضرت لاحتفالات بالمولد النبوي الشريف بباريس والذي تحول فيما بعد إلى مهرجان سنوي الهدف منه التعريف بالرسول الكريم لشبابنا والأجيال القادمة والجالية الإسلامية الموجودة في الخارج.
وقد تكلمت في كتابي هذا عن قضية الفتوة، أي الفروسية التي كانت موجودة قبل الإسلام وجئت بصورة لعنتر بن شداد الذي يعد رمزا من رموز الفتوة في العصر الجاهلي، هذه الصورة بدورها انتقدت من طرف عديد الجهات، لكن هدفي الرئيسي هو توضيح أن الرسول لم يولد في صحراء خاوية بل كانت صحراء تحمل حضارة بأتم معنى الكلمة، ومن ثم تكلمت عن سيرة الرسول وهو شاب وكيف قدمه عمه إلى الفتوة باعتبار أنه فتى فاضل ومن خيرة شباب مكة المكرمة.
*هناك من العلماء من يحرمون رسم الرسول ونشر صور خاصة به تكريما له وتشريفا لجسده الطاهر؟
أنا أولا لم أرسم رسول الله وكل ما فعلته هو أنني نشرت ثلاث صور عن النبي الكريم كانت موجودة فيما سبق، فهي تنتمي إلى الثقافة الشعبية للأمة الإسلامية وهي إرث مشترك لجميع المسلمين أما الحديث عن الصور فكما قلت سابقا فهو تضليل بهدف ترك الأمة دون معرفة وطمس تاريخها، في رأيكم كيف سنواجه اليوم المجتمع الإسلامي ثقافيا وأدبيا ودينيا إذا لم نعرف التاريخ، وهذا دليل أن المقصود ليس الصور وإنما الحقائق التاريخية.
وأؤكد لكم أنني كنت لأملك صور ومنمنمات تظهر وجه الرسول لكنني تفاديت ورفضت نشرها تشريف وتكريما للرسول، فهل إظهار صورة الرسول دون ملامح الوجه تعد معصية، هناك صور للحريري والنووي موجودة منذ القرن 13 وتظهر فيها ملامح الوجه وهي الآن على مستوى متحف باريس في »اللوفر« ولم أكن لأنشرها تكريما للرسول كما قلت، هي صور من رسم الخيال تبين كيف كان مجلسه وكيف كانت العيون تنظر إليه خاشعة ولو نظروا لكتابي عن الصوفية لما وجدوا ذلك.
من المؤسف أن كان التركيز على صورة الرسول، في رأيكم هل ظهر وصفا للوجه أو ظهر هناك وصف بطريقة مخلة للأدب أو الاحترام، الصور موجودة في قصص الأطفال يتناقلونها، كل ما قمنا به هو جمع شتات لوثائق موجودة في العالم حتى تكون وسيلة للدعوة إلى الله ولتحسين صورة الإسلام في أذهان غير المسلمين. أما إذا كان هناك نقدا فيجب أن يكون بناء والأولى أن يكون هناك لقاء وديا يناقش من خلاله الوضع وجها لوجه بدل التشهير والهجوم ، احترموا اللقاء والجنسيات المتعددة التي جاءت للجزائر وجاءوا لقول لا إله إلا الله على أرض الجزائر، واعلموا أن الانتقادات خدمت الكتاب ليس إلا.
*إلى أي عهد يعود تاريخ المنمنمات الخاصة بالرسول الكريم وكيف تم التعامل معها عبر مختلف العصور؟
تاريخ المنمنمات يعود إلى عهد الأمويين، فالحريري رسمها في سنة 1054 أي منذ 10 قرون ، الواسطي من العراق وكما سبق وأن أشرت فإن أول تصميم للصور قام به الأمويون وأكبر دليل على ذلك الجامع الأموي المعروف بدمشق الذي يتضمن مئات الصور.
ويبقى أن هناك من رفض تصميم هذه المنمنمات ونشرها حتى في تلك الفترات، واليوم هناك من يعترض نشرها لكنه يبقى مجرد رأي ولماذا نفرضه على غيرنا، بالله عليكم في ماذا تؤذي هذه الصور الرسول؟ ولماذا لم يحدث للمسلمين قبلنا تحديات العصر نحن في عصر العلم، لماذا في عهد العباسيين والأمويين كانت الصور مسألة عادية عند المسلمين، في وقت يجب أن نعلم فيه أن الإسلام دخل إلى أسيا الوسطى والهند عن طريق هذه الصور التي لعبت دورا أساسيا في ذلك العصر لتبليغ الرسالة لأهل تلك المنطقة.
كيف نغير صورة المسلمين اليوم إذا لم نفتح الباب للحوار ونظهر هذا التراث لأبنائنا ولغير المسلمين حتى يعرفوه، هو تراث غني من الهندسة وكل ما أتى به الإسلام من حضارة، ويجب أن نعلم أن أكبر مدرسة للرسوم الإسلامية هي مدرسة أفغانستان وليس الفرس، لأنها بدأت مع الأمويين، العراق، أفغانستان، الفرس ثم الأتراك.
ولا نرى من العلماء من رفضوا تلك الصور عبر مختلف العصور، إلا المتشددين الذين كانوا في ذلك العصر ورفضوا بطبيعة الحال رسم الرسول، هي صور موجودة في ساحة مسجد الأمويين، في الأندلس، الحمراء في غرناطة وغيرها من بقاع الأرض، ماذا حل بنا حتى وصلنا إلى هذا الفكر الضيق في الدين والأسلوب الذي نتحاور به والذي لا يتطابق مع عاداتنا ولا مع إسلامنا، العجيب في الأمر هو أنه يوم كان المسلمون يرسمون هذه المنمنمات كان المسيحيون والبيزنطينيون في القسطنطينية اسطنبول يمنعونها واليوم انقلبت الآية، والنتيجة أنني أصبحت أشبه بسلمان رشدي ويقولون إن كتابي عن الصوفية كتاب شيطاني أساء إلى الرسول.
*نشرتم صورا عن الملك جبريل عليه السلام وانتقدوكم على ذلك، ما هو موقفكم من هذا؟
ما يجب أن نعلمه هو أن هذه المنمنمات والصور التي ينتقدها الجميع هي صور شعبية موجودة في الأسواق، صحيح أنني نشرت صورة لجبريل وهو بجناحين في الوقت الذي يقول الرسول أنه بست مئة جناح، لكن هل هناك من رأى جبريل بغير الرسول ، أكيد لا أحد، في رأيي هي معنويات تكلم عنها الرسول لتقريب المعنى لأناس معينين في تلك الفترة التاريخية التي كانت تتميز ببساطة الفكر، فكما يقول الرسول خاطبوا الناس على حسب عقولهم، فمعرفتهم كانت محدودة، والذي ينتقدوننا اليوم يريدون العودة بنا إلى عصر الجاهلية.
مثال ذلك البراق، هل كان حقيقة نصفه حيوان والنصف الآخر ملك، في اعتقادي هذا غير ممكن لأنها كانت صفات لتقريب المعنى، ليس أكثر، لأن الحديث عن البراق هو إشارة إلى سرعة البرق وهي سرعة الضوء التي اكتشفها العلم في عصرنا الحالي بعد أن تكلم عنها الرسول الكريم منذ 15 قرن.
أنا نقلت الصورة المتعلقة بجبريل والرسول محمد صلى الله عليه وسلم كذكرى للإسراء والمعراج، هي رسومات نابعة من الثقافة الشعبية للمسلمين، تذكرنا بتاريخنا وبأهم الأحداث ، فالإنسان له حاسة وعاطفة وعامة الناس بحاجة إلى رموز تذكرهم بما كان، لتبقى دائما تلك الصلة مع الرسالة المحمدية ملموسة ومحسوسة، لذلك فإن هذه الصور الشعبية تم رسمها بهذا الهدف وليس من أجل عبادتها، فمن منا سيسجد لسيدنا جبرائيل في رأيكم؟
الرسوم تقاليد إنسانية، فالإنسان الحجري ترك لنا رسوما ولولاها لما عرفنا كيف عاش، لقد ترك لنا أثرا على وجوده، هل سنقول إنها حرام ونهدمها ، لماذا المصريين لم يهدموا الأهرامات؟
صورة غار ثور مثلا توضح كيف أن العنكبوت غطت مدخل الغار وكيف نجا الرسول من مطاردة قريش له، هذه كذلك صورة شعبية تذكر بهجرة الرسول الكريم من مكة إلى المدينة بعد أن حاولت قريش قتله.
للأسف لا توجد أي متاحف في الجزائر أو حتى في العالم الإسلامي باستثناء بعض الدول تحمل هذه الآثار، يجب أن نبحث عنها في الدول الغربية التي تحافظ على كل حجرة وكل ما له صلة بذاكرة الشعوب، أما نحن فقد طمسنا الأثر وبذلك طمست الذاكرة ومن هنا تصاب ثقافة الإنسان وأصالته بالوهن وإذا نزعنا منه ثقافته يبقى جسدا بلا روح يساق كما تساق الإبل، هل هذا هو ذنب الشيخ بن تونس الذي أحيا الذاكرة الشعبية؟
*وماذا عن ظهور النجمة السداسية في كتابكم عن الصوفية..الإرث المشترك؟
النجمة السداسية كانت خاتما لجميع ملوك المسلمين منذ قديم الزمان وبقيت خاتما في الصرف المغربي والعرش العلوي حتى سنة 1958، ولعل نشرها راجع إلى رغبة مؤلف الكتاب الخاص بحياة الأمير عبد القادر وعلاقته بالماسونية وذلك بهدف التعريف بكتابه الذي صدر منذ سنتين وهو يحمل صورة الأمير محاطا بالنجمة السداسية، هو كتاب يهدى من طرف الرئاسة لجميع الملوك والزوار والأمراء الذين يحلون بالجزائر وهو موجود في متحف الأمير عبد القادر في مقام الشهيد، فلماذا لم يتكلم عليه أحد في السابق؟
النجمة السداسية أخذها الإسرائيليون وجعلوها رمزا من رموزهم في حين هي موجودة في خاتم سليمان وتعبر عن الملك الدنيوي والملك الرباني لأن سليمان كان ملكا ونبيا واقتدى به الملوك والأمراء وحتى طابع الأمير عبد القادر شخصيا فيه النجمة السداسية.
هذه النجمة هي من ثقافتنا نحن المسلمون فإسرائيل لم توجد إلا فبعد سنة 1948، ستجدون النجمة السداسية في القصبة العتيقة وفي المساجد الإسلامية بالجزائر وخارجها، في دمشق وفي حلب هي موجودة في كل بقاع الدول المسلمة، حتى صلاح الدين الأيوبي كانت موجودة في طابعه، من ينتقدونني هدفهم أن نبقى الأمة في جهل الذي هو أمر فظيع.
*رفضت نشر صور تظهر ملامح الرسول في كتاب الصوفية تكريما لشخصه
*هناك الآلاف من المنمنمات عن الرسول وكل الآثار الإسلامية موجودة في متاحف الغرب
*لم أشكك في مشروعية الحجاب وإنما أعطيت رخصة للمغتربات بأوربا
*النجمة السداسية هي إرث للمسلمين قبل أن يتبناها اليهود رافع شيخ الطريقة العلوية خالد بن تونس عن كتابه الأخير »الصوفية..الإرث المشترك« ،وفي حديث خص به »صوت الأحرار« كشف عن عديد التفاصيل المتعلقة بإعداد هذا الكتاب الذي أثار ضجة إعلامية كبيرة وجدلا واسعا على مستوى علماء وفقهاء الأمة الإسلامية، بن تونس استنكر التهم التي وجهت له حول بعض القضايا كالحجاب واصفة، ورفض كل أنواع الهجومات التي طالت كتابه وقال إن ما حدث هو التهويل الهدف منه طمس الحقائق التي تضمنها كتابه عن الصوفية بعد تلك التساؤلات التي طرحها الباحث والمفكر حول قبور الصحابة وغيرها من الأماكن المقدسة التي لا تجد لها اليوم مكان، هذا الانجاز تضمن أكثر من 800 صورة ومخطوطة نادرة تعبر عن ثراء الإرث الإسلامي، بالإضافة إلى كثير من التفاصيل التاريخية.
حاوره: عزيز طواهر
تصوير: محمد حمدي
*في البداية هل لكم أن تعرفوا لنا الطريقة العلوية؟
الطريقة العلوية هي من الطرق الصوفية المعروفة عن طريق الشاذلية الدرقوية العلوية للشيخ العلوي الذي ورث هذه الأمانة سنة 1909 تاريخ إنشاء الطريقة العلوية عن شيخه سيدي محمد البوزيدي المعروف بسيدي حمو الشيخ في مدنية مستغانم، هي من المدارس الروحية الموجودة في العالم الإسلامي وفي جميع أنحاء العالم، ولعل أهم ما يميز هذه الطريقة هو أن الشيخ العلوي رحمه الله كان من المجددين وكان من أهل التجديد، حيث أنه قاوم وجاهد بقلمه وكان أول شيخ صوفي يصدر مجلات وهي »مجلة لسان الدين« ثم من بعدها »مجلة البلاغ«.
الشيخ العلوي كانت له كتب عديدة في الفقه، التفسير، علم التصوف، الشريعة وكان من أذكى رجال ومفكري عصره في العالم الإسلامي إن لم نقل العالم، كما أنه كان من الأوائل في تبليغ رسالة الإسلام إلى أوربا، فقد ذهب إلى باريس في سنة 1926 بمناسبة افتتاح مسجد باريس الذي كان من الشخصيات المساهمة في تأسيسه كانت له أول صلاة في باريس سنة 1920 بنهج »سان جرمان« وأول من أدخل الإسلام عن طريق الجمعيات التي اعترفت بها السلطات الانجليزية آنذاك، وقد اهتدى عديد من الناس بل الآلاف على يده إلى الإسلام وبفضل هذا الرجل وفكره لازالت إلى يومنا هذا الطريقة العلوية موجودة في أسيا، أمريكا اللاتينية وتقريبا كل القارات، وخير دليل على ذلك هو الأجانب الذين حضروا إلى المؤتمر الخاص بمئوية الطريقة العلوية والذي انقضى منذ أسبوع تقريبا.
شيخ الطريقة هو جدي الثالث، لقد قدم الكثير وترك لنا هذا الإرث الذي يعتبر بمثابة الأمانة التي يجب أن نعمل من أجل التعريف بها، فحاليا كل كتبه تدرس في أشهر الجامعات في العالم، مثل الجامعة الإسلامية بجاكرتا وفي جامعات انجلترا وبجامعة التصوف بمصر وفي جميع أنحاء العالم وللأسف هي لا تدرس في الجزائر التي تعد البلد الأم الذي شهد ميلاد هذه الطريقة.
*وماذا عن شيخ الطريقة العلوية خالد بن تونس؟
خالد بن تونس هو باحث وشيخ طريقة، قمت بإصدار حوالي 20 كتاب، كونت الكشافة الإسلامية الأوربية ومنها الكشافة الفرنسية منذ 20 سنة، ثم كنت من مؤسسي المجلس الفرنسي للدين الإسلامي بفرنسا، وحاليا نسعى إلى إنشاء مسجد جديد بباريس وهو مسجد القرن الواحد والعشرين، كما أنشأنا مؤسسة جنة العارف في البيئة في مستغانم، ونسعى إلى إنجاز عديد المشاريع مثل تشجيع إعادة غرس شجرة الأرقان التي كانت موجودة عندنا ولم يبق منها إلا القليل وذلك في إطار التعاون مع وزارة البيئة، هذا كله من الأعمال التي نسعى إلى تحقيقها حسب اجتهادنا وطاقتنا من أجل مساعدة الآخرين وحتى لا تكون صلتنا مع الغير عدائية.
*أثار كتابكم الأخير حول الصوفية جدلا كبيرا حول المنمنمات التي تم نشرها والخاصة برسول الأمة الإسلامية محمد صلى الله عليه وسلم، ما رأيكم في ذلك؟
إن الحديث عن نشر المنمنمات الخاصة برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وجعلها حجر الأساس في كتابي الصادر تحت عنوان » الصوفية..الإرث المشترك« أمر غير معقول، ففي الوقت الذي تلقيت فيه انتقادات واسعة من عديد الشخصيات بالجزائر وكذا المؤسسات الإسلامية وغيرها من الأحزاب السياسية، هناك عديد من الجهات التي جاءت للمشاركة في مؤتمر الطريقة العلوية مثل البعثة لدينية مغربية المتكونة من 360 شخص، مشايخ من فلسطين ومن جامع الأزهر وهم أصحاب علم وفقه، لم يعترضوا ما نشر في الكتاب، كما أن علماء من الزيتونة ومن جامعة دمشق وجامعة حمص ومن الأردن ومن العراق بكركوك ومن الفلوجة اطلعوا على مضمون الكتاب ولم ينتقدوه، ففي رأيكم هل أخطأ كل هؤلاء وغيرهم على صواب.
*ما هو الهدف من وراء نشر منمنمات عن رسول الله في كتاب الصوفية؟
الإنسان يجب أن يبحث في هذه المنمنمات وأنا لم أخترع أي شيئ، لقد أخذت هذا من الميراث من الذاكرة الثقافية للمسلمين وأعدت نشره في كتاب الصوفية، هذا الكتاب الذي تضمن 842 وثيقة وصورة تطلب مني سنوات من البحث والعمل الشاق لأخرج بهذا المنتوج الفكري للعالم الإسلامي، وبالتالي فمن غير المعقول أن تقام الدنيا على صورة أو صورتين على أساس أن هناك اعتداء على الرسول الكريم، بل بالعكس أنا أرى أن هذه الصور إرث للمسلمين يجب أن يعود إلى أصحابه وأهله لأنه سلب منهم، فأغلب هذه المنمنمات موجودة حاليا في متاحف برلين، نيويورك.
ومن هنا لا يفوتني أن أشير إلى قضية جد مهمة وهو أن الأشخاص الذين اتهموني بنشر صور عن الرسول لم يقصدوا حقيقة الدفاع عن الرسول كما يزعمون، لأن ما حدث هو محاولة لطمس حقائق تاريخية ظهرت في هذا الكتاب وكشفت عنها من خلال التساؤلات التي طرحتها والصور النادرة التي نشرتها.
ومن بين هذه التساؤلات، أين هو ضريح أم المسلمين السيدة خديجة، أين هو مسجد وضريح شهداء أحد، أين هي مقابر شهداء بدر، أين هو المكان الذي التقى فيه الرسول مع البعثة التي جاءت من المدينة المنورة في بيعة العقبة المشهورة مع سيدنا عباس، أين هي العقبة وأين هو المكان الذي ألقى فيه الرسول خطبة حجة الوداع؟ أين هو منزل الرسول في مكة المكرمة؟ صورة لبيعة العقبة مأخوذة منذ أكثر من قرن، لا وجود لها الآن ومن ينتقدونني لم يروها قط في حياتهم.
هذه الإشكاليات طرحتها، هناك صور لها أكثر من قرن تحصلت عليها بعد عناء كبير، ومن ثم نتساءل لماذا هذه الأماكن غير موجودة اليوم ومن قام بهدمها، يجب أن نعلم أن هناك صور يظهر فيها جدي الشيخ عدة بن تونس في سنة 1939 لما حج وهو يضع يده أمام مسجد سيدنا حمزة والمسجد كله مهدوم، هذه هي الأمور التي لا يريدونها أن تظهر ومن ثم يسعون إلى مداراة الحقائق من خلال حديثهم عن الصور بهدف تحويل الأنظار وحتى لا نعيد النظر في التاريخ، يجب أن نعلم كذلك أن هذه الأماكن المقدسة هي من تراث جميع المسلمين وكل من يحج أو يعتمر اليوم لا يجد لها أثرا.
الشواهد الخاصة بقبور أهل بدر أين هي، بصعوبة كبيرة تحصلت على صورة لها، اليوم تجد الزائر للمدينة المنورة لا يكاد يلمح إلا من بعيد تلك الأماكن التي لا يعرف حقيقة ما هو موجود بداخلها، عند أهل بدر لا يتركوك تصل، هناك محو مقصود للآثار. في رأيي يجب علينا أن نفهم الماضي لنفرض وجودنا الآن ومن أراد غير ذلك فعليه أن يمحو ذاكرة المسلمين إن استطاع بطبيعة الحال، من غير المعقول أن نطرح الإشكال حول الصور في القرن الواحد ونمنع إحياء الذاكرة الشعبية الأصيلة.
*ما هي نوعية الصور والمخطوطات التي تضمنها الكتاب والتي تقولون أنها مميزة وغير موجودة الآن؟
الكتاب تضمن عدد كبير من الصور الخاصة بالأماكن المقدسة فعليه بالحجة والبيان لأن قولي قول يغني، لقد وضعت في كتابي صورة الحجر الأسود في 1816، هذه الصورة لا يريدون لها أن تظهر، صورها انكليزي خفية، هناك صور لغار حراء وغيرها من الصور. عندما تكلمت عن الرسول الكريم وعن مولده كان لا بد من الحديث عن الجزيرة العربية والخوض في تاريخ سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام، وغيرهم من الأنبياء والرسل، بالإضافة على الحديث عن ما جاء في الكتب الأولى، مثل التوراة والإنجيل، هو عمل ارتكز على البحث، كان ولا بد من التطرق إلى قضية إسماعيل وهاجر وذهابهم إلى مكة المكرمة وكيف كان المكان، كل هذه المسائل التاريخية مهمة لأنها تشير إلى سياق عام يحدثنا عن الجزيرة العربية ومن ثم ميلاد الرسول الكريم وفي أي ظروف ولد الرسول وغيرها من المعطيات.
تضمن الكتاب صورة للسيدة أمينة أم الرسول وهي تقدمه لعائلته، كما تضمن صورة لأبراهم عندما جاء بالفيل لهدم الكعبة وكيف كيف سجد الفيل للكعبة، كما أتيت بصور فريدة من نوعها مثل صورة للاحتفالات بالمولد النبوي الشريف الذي يرى المتشددون أنه بدعة، فهناك صورة لخليفة المسلمين في اسطنبول في القرن الثامن عشر توضح كيف كانت تجري الاحتفالات، في رأيكم هل كان الخليفة يقترف حراما؟
كيف سيعرف غير المسلمين الرسول، من الصين إلى باريس وإلى كل أنحاء العالم، يجب التعريف بالرسول، أنا شخصيا حضرت لاحتفالات بالمولد النبوي الشريف بباريس والذي تحول فيما بعد إلى مهرجان سنوي الهدف منه التعريف بالرسول الكريم لشبابنا والأجيال القادمة والجالية الإسلامية الموجودة في الخارج.
وقد تكلمت في كتابي هذا عن قضية الفتوة، أي الفروسية التي كانت موجودة قبل الإسلام وجئت بصورة لعنتر بن شداد الذي يعد رمزا من رموز الفتوة في العصر الجاهلي، هذه الصورة بدورها انتقدت من طرف عديد الجهات، لكن هدفي الرئيسي هو توضيح أن الرسول لم يولد في صحراء خاوية بل كانت صحراء تحمل حضارة بأتم معنى الكلمة، ومن ثم تكلمت عن سيرة الرسول وهو شاب وكيف قدمه عمه إلى الفتوة باعتبار أنه فتى فاضل ومن خيرة شباب مكة المكرمة.
*هناك من العلماء من يحرمون رسم الرسول ونشر صور خاصة به تكريما له وتشريفا لجسده الطاهر؟
أنا أولا لم أرسم رسول الله وكل ما فعلته هو أنني نشرت ثلاث صور عن النبي الكريم كانت موجودة فيما سبق، فهي تنتمي إلى الثقافة الشعبية للأمة الإسلامية وهي إرث مشترك لجميع المسلمين أما الحديث عن الصور فكما قلت سابقا فهو تضليل بهدف ترك الأمة دون معرفة وطمس تاريخها، في رأيكم كيف سنواجه اليوم المجتمع الإسلامي ثقافيا وأدبيا ودينيا إذا لم نعرف التاريخ، وهذا دليل أن المقصود ليس الصور وإنما الحقائق التاريخية.
وأؤكد لكم أنني كنت لأملك صور ومنمنمات تظهر وجه الرسول لكنني تفاديت ورفضت نشرها تشريف وتكريما للرسول، فهل إظهار صورة الرسول دون ملامح الوجه تعد معصية، هناك صور للحريري والنووي موجودة منذ القرن 13 وتظهر فيها ملامح الوجه وهي الآن على مستوى متحف باريس في »اللوفر« ولم أكن لأنشرها تكريما للرسول كما قلت، هي صور من رسم الخيال تبين كيف كان مجلسه وكيف كانت العيون تنظر إليه خاشعة ولو نظروا لكتابي عن الصوفية لما وجدوا ذلك.
من المؤسف أن كان التركيز على صورة الرسول، في رأيكم هل ظهر وصفا للوجه أو ظهر هناك وصف بطريقة مخلة للأدب أو الاحترام، الصور موجودة في قصص الأطفال يتناقلونها، كل ما قمنا به هو جمع شتات لوثائق موجودة في العالم حتى تكون وسيلة للدعوة إلى الله ولتحسين صورة الإسلام في أذهان غير المسلمين. أما إذا كان هناك نقدا فيجب أن يكون بناء والأولى أن يكون هناك لقاء وديا يناقش من خلاله الوضع وجها لوجه بدل التشهير والهجوم ، احترموا اللقاء والجنسيات المتعددة التي جاءت للجزائر وجاءوا لقول لا إله إلا الله على أرض الجزائر، واعلموا أن الانتقادات خدمت الكتاب ليس إلا.
*إلى أي عهد يعود تاريخ المنمنمات الخاصة بالرسول الكريم وكيف تم التعامل معها عبر مختلف العصور؟
تاريخ المنمنمات يعود إلى عهد الأمويين، فالحريري رسمها في سنة 1054 أي منذ 10 قرون ، الواسطي من العراق وكما سبق وأن أشرت فإن أول تصميم للصور قام به الأمويون وأكبر دليل على ذلك الجامع الأموي المعروف بدمشق الذي يتضمن مئات الصور.
ويبقى أن هناك من رفض تصميم هذه المنمنمات ونشرها حتى في تلك الفترات، واليوم هناك من يعترض نشرها لكنه يبقى مجرد رأي ولماذا نفرضه على غيرنا، بالله عليكم في ماذا تؤذي هذه الصور الرسول؟ ولماذا لم يحدث للمسلمين قبلنا تحديات العصر نحن في عصر العلم، لماذا في عهد العباسيين والأمويين كانت الصور مسألة عادية عند المسلمين، في وقت يجب أن نعلم فيه أن الإسلام دخل إلى أسيا الوسطى والهند عن طريق هذه الصور التي لعبت دورا أساسيا في ذلك العصر لتبليغ الرسالة لأهل تلك المنطقة.
كيف نغير صورة المسلمين اليوم إذا لم نفتح الباب للحوار ونظهر هذا التراث لأبنائنا ولغير المسلمين حتى يعرفوه، هو تراث غني من الهندسة وكل ما أتى به الإسلام من حضارة، ويجب أن نعلم أن أكبر مدرسة للرسوم الإسلامية هي مدرسة أفغانستان وليس الفرس، لأنها بدأت مع الأمويين، العراق، أفغانستان، الفرس ثم الأتراك.
ولا نرى من العلماء من رفضوا تلك الصور عبر مختلف العصور، إلا المتشددين الذين كانوا في ذلك العصر ورفضوا بطبيعة الحال رسم الرسول، هي صور موجودة في ساحة مسجد الأمويين، في الأندلس، الحمراء في غرناطة وغيرها من بقاع الأرض، ماذا حل بنا حتى وصلنا إلى هذا الفكر الضيق في الدين والأسلوب الذي نتحاور به والذي لا يتطابق مع عاداتنا ولا مع إسلامنا، العجيب في الأمر هو أنه يوم كان المسلمون يرسمون هذه المنمنمات كان المسيحيون والبيزنطينيون في القسطنطينية اسطنبول يمنعونها واليوم انقلبت الآية، والنتيجة أنني أصبحت أشبه بسلمان رشدي ويقولون إن كتابي عن الصوفية كتاب شيطاني أساء إلى الرسول.
*نشرتم صورا عن الملك جبريل عليه السلام وانتقدوكم على ذلك، ما هو موقفكم من هذا؟
ما يجب أن نعلمه هو أن هذه المنمنمات والصور التي ينتقدها الجميع هي صور شعبية موجودة في الأسواق، صحيح أنني نشرت صورة لجبريل وهو بجناحين في الوقت الذي يقول الرسول أنه بست مئة جناح، لكن هل هناك من رأى جبريل بغير الرسول ، أكيد لا أحد، في رأيي هي معنويات تكلم عنها الرسول لتقريب المعنى لأناس معينين في تلك الفترة التاريخية التي كانت تتميز ببساطة الفكر، فكما يقول الرسول خاطبوا الناس على حسب عقولهم، فمعرفتهم كانت محدودة، والذي ينتقدوننا اليوم يريدون العودة بنا إلى عصر الجاهلية.
مثال ذلك البراق، هل كان حقيقة نصفه حيوان والنصف الآخر ملك، في اعتقادي هذا غير ممكن لأنها كانت صفات لتقريب المعنى، ليس أكثر، لأن الحديث عن البراق هو إشارة إلى سرعة البرق وهي سرعة الضوء التي اكتشفها العلم في عصرنا الحالي بعد أن تكلم عنها الرسول الكريم منذ 15 قرن.
أنا نقلت الصورة المتعلقة بجبريل والرسول محمد صلى الله عليه وسلم كذكرى للإسراء والمعراج، هي رسومات نابعة من الثقافة الشعبية للمسلمين، تذكرنا بتاريخنا وبأهم الأحداث ، فالإنسان له حاسة وعاطفة وعامة الناس بحاجة إلى رموز تذكرهم بما كان، لتبقى دائما تلك الصلة مع الرسالة المحمدية ملموسة ومحسوسة، لذلك فإن هذه الصور الشعبية تم رسمها بهذا الهدف وليس من أجل عبادتها، فمن منا سيسجد لسيدنا جبرائيل في رأيكم؟
الرسوم تقاليد إنسانية، فالإنسان الحجري ترك لنا رسوما ولولاها لما عرفنا كيف عاش، لقد ترك لنا أثرا على وجوده، هل سنقول إنها حرام ونهدمها ، لماذا المصريين لم يهدموا الأهرامات؟
صورة غار ثور مثلا توضح كيف أن العنكبوت غطت مدخل الغار وكيف نجا الرسول من مطاردة قريش له، هذه كذلك صورة شعبية تذكر بهجرة الرسول الكريم من مكة إلى المدينة بعد أن حاولت قريش قتله.
للأسف لا توجد أي متاحف في الجزائر أو حتى في العالم الإسلامي باستثناء بعض الدول تحمل هذه الآثار، يجب أن نبحث عنها في الدول الغربية التي تحافظ على كل حجرة وكل ما له صلة بذاكرة الشعوب، أما نحن فقد طمسنا الأثر وبذلك طمست الذاكرة ومن هنا تصاب ثقافة الإنسان وأصالته بالوهن وإذا نزعنا منه ثقافته يبقى جسدا بلا روح يساق كما تساق الإبل، هل هذا هو ذنب الشيخ بن تونس الذي أحيا الذاكرة الشعبية؟
*وماذا عن ظهور النجمة السداسية في كتابكم عن الصوفية..الإرث المشترك؟
النجمة السداسية كانت خاتما لجميع ملوك المسلمين منذ قديم الزمان وبقيت خاتما في الصرف المغربي والعرش العلوي حتى سنة 1958، ولعل نشرها راجع إلى رغبة مؤلف الكتاب الخاص بحياة الأمير عبد القادر وعلاقته بالماسونية وذلك بهدف التعريف بكتابه الذي صدر منذ سنتين وهو يحمل صورة الأمير محاطا بالنجمة السداسية، هو كتاب يهدى من طرف الرئاسة لجميع الملوك والزوار والأمراء الذين يحلون بالجزائر وهو موجود في متحف الأمير عبد القادر في مقام الشهيد، فلماذا لم يتكلم عليه أحد في السابق؟
النجمة السداسية أخذها الإسرائيليون وجعلوها رمزا من رموزهم في حين هي موجودة في خاتم سليمان وتعبر عن الملك الدنيوي والملك الرباني لأن سليمان كان ملكا ونبيا واقتدى به الملوك والأمراء وحتى طابع الأمير عبد القادر شخصيا فيه النجمة السداسية.
هذه النجمة هي من ثقافتنا نحن المسلمون فإسرائيل لم توجد إلا فبعد سنة 1948، ستجدون النجمة السداسية في القصبة العتيقة وفي المساجد الإسلامية بالجزائر وخارجها، في دمشق وفي حلب هي موجودة في كل بقاع الدول المسلمة، حتى صلاح الدين الأيوبي كانت موجودة في طابعه، من ينتقدونني هدفهم أن نبقى الأمة في جهل الذي هو أمر فظيع.
- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
رد: خالد بن تونس:إثارة قضية الرسوم محاولة لتشويه حقائق الكتاب
السبت 08 أغسطس 2009, 07:53
*تضمن كتاب الصوفية عددا من رجال الأمة الإسلامية، ما هو القصد من إبراز هذه الشخصيات؟
إن الكتاب يسعى إلى إعادة النظر في التاريخ من أدم عليه السلام إلى يومنا هذا ولعل أهم إشكالية طرحت في الكتاب تتعلق بهؤلاء الرجال، حسن البصري، جعفر الصادق، المحاسبي، الجني من هم هؤلاء الرجال، أهل الأندلس، أبو حامد الغزالي، في المغرب مولاي إدريس،لقد عرضت صور عن أضرحتهم، صور عن تعذيب الحلاج وتصليبه، هذه الصورة التي لا تقاس بمال، فكلهم من أهل الله، كما تطرقت إلى مختلف المدارس الصوفية في التاريخ الإسلامي، من أسس مدرسة المدينة المنورة، مدرسة مكة، مدرسة البصرة، من أسس مدرسة خرسان، مدرسة مصر، مدرسة شمال إفريقيا، مدرسة الأندلس وغيرها من المدارس.
كما خصصت جزء من الكتاب للحديث عن الطرق والزوايا، ولم أغفل في كتابي الشخصيات النسائية مثل، رابعة العدوية ، بنت طلحة ، نفيسة بنت الحسن وكل من لعبوا دور في التاريخ، والدليل أني وضعت الصورة الخاصة بمكان حجة الوداع في الجزء الخاص بهؤلاء النسوة لأن أخر ما جاء في خطبة الوداع هو وصية الرسول بالنساء.
تكلمت كذلك عن معروف الخذقي، ضريح بن تشفين، الأطلس، وعرضت صورا لبغداد عندما كانت تسمى دار السلام توضح كيف كانت مبنية وكيف أن أحد الصالحين الذي هو من أهل الله قال لإمامها ضع عصاك هنا وابني عاصمة المسلمين وكان أول ما بني بها هو المسجد.
في كتابي ستجد التاريخ من أدم عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثم الخلفاء الراشدين، علماء الأمة الإسلامية، تاريخ الأمير عبد القادر ، لالة زينب التي هي من مشايخ الطرق في الجزائر، لالة فاطمة نسومر مجاهدة في الطريقة الرحمانية، الشيخ بلقاسم وغيرهم.
*ما هي أهم المراجع التي اعتمدتم عليها لإنجاز بحثكم هذا عن الصوفية؟
اعتمدت في بحثي هذا على 120 مرجع، انطلاقا من الإرث القديم، كما استندت إلى القرآن الكريم، العطار، البصري، البساتني، البخاري، الدرقاوي، ابن العربي، ابن عطاء الله، ابن عشير وغيرهم من الكتاب، في رأيكم ألا يستحق هذا الكتاب عن الصوفية بعد كل هذا العناء أن يدخل يدرس في المدارس والجامعات أم سيقتصرون على تحريض الناس رجمي بالحجر.
والأدهى والأمر هو أن هناك بعض الوسائل الإعلامية التي تساعدهم على حمل رسالة الضلالة، من خرج عن الطريق في رأيكم؟ أنا من يسعى إلى نصرة هذه الأمة ودعمها ضد هذا الغزو الفكري الغربي بمناهج أم هؤلاء الأشخاص الذين غلقوا باب الحوار واكتفوا بانتقادات لاذعة لا تستند للحجة والبيان، يقولون أن كتابي عن الصوفية يباع بـ 700 أورو، هل هذا معقول وهو البحث الذي سعيت من ورائه إلى كشف كل الحقائق للأمة الإسلامية؟
*قلتم أن الصوفية وحدت الديانات، كيف ذلك وما هو مفهوم الصوفية في تصوركم؟
الصوفية لم توحد الديانات وإنما سعت إلى تحقيق معادلة التعايش بين الديانات انطلاقا من الآية الكريمة التي يقول فيها المولى تعالى »وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا« وذلك عن طريق تكريس لغة الحوار، فالمسيحيون يعيشون في مصر منذ سنين وهناك تعايش عادي بين مختلف الديانات في لبنان، سوريا.
في كتابي هذا قدمت معلومات والقارئ هو من يحكم ويأخذ ما ينفعه لأن الهدف الأول والأخير مما ورد في كتاب الصوفية هو فتح مجال البحث والمعرفة، فأنا لا أقول هذا أفضل من هذا، صحيح أنني قلت أن الصوفية حافظوا على الذاكرة الإسلامية وأن التصوف مرتبط بالإسلام ارتباطا وثيقا، فالذين كانوا محيطين بالرسول كانوا متصوفين، ويجب أن نعرف كذلك أن التصوف ليس مذهبا، الرجال الذين أحاطوا بالرسول كان منهم المالكيين، الحنفيين، فالتصوف مدرسة روحية والشيخ العلوي كان مالكي المذهب، سني وأشعاري العقيدة، والأمير عبد القادر كان صوفي.
هناك مذاهب نسبت إليها الصوفية وانحرفت، لكن هذا لا يعني أن الصوفية هي طريق للضلالة، فأبو حامد الغزالي كان صوفيا وقدم كتاب »إحياء علوم الدين«، الشيخ عبد الحميد محمود، ابن تيمية عند السلفيين مقدس وهو قادري وكان صوفيا وكتب كتابا عن التصوف، لقد أتيت بكل العلماء وأعظم العلماء والشخصيات التي شرفت الحضارة الإسلامية كانت تنتسب إلى التصوف.
الماديات لعامة الناس أما الخاصة فهي تسعى نحو الزهد ومن هذا المنطلق يتكرس مفهوم التصوف الذي هو زهد ورقي روحي، فالصوفية يقولون إن الرسالة المحمدية جاءت من جهتين، جهة شرعية معروفة لعامة الناس حتى يعبدوا الله عن طريق شرائع إلهية اختارها الله لعبادته والمعاملة بين الناس ثم خص أناس من أهل الله بقربهم إليه وجعلهم أولياءه وهم مذكورين في القرآن الكريم، فلماذا اليوم ننقع اليوم في هذا الجدال الذي لا ترجى منه فائدة؟
*ما هو سر تعارض الصوفية مع السلفية؟
تكلمت عن المدارس الإسلامية والمذاهب التي لم تكن أربعة وغنما اثنان وخمسون مذهبا، حينها لم تكن السلفية والوهابية كرؤية واحدة ضيقة تحرم كل شيئ، لقد منعوا الهاتف النقال في البداية، منعت السيارة، لكن الحضارة الإنسانية فرضت عليهم هذا التطور وأثبتت في الحقيقة وربما ما يجهله العديد هو أن السلفية ولدت سنة 1886 في باريس ولم تولد في القاهرة ولا في الرياض ولا في الجزائر وهناك أي بباريس تكونت جمعية » العروة الوثقى« وذكر فيها لأول مرة اسم السلفية والرجوع إلى السلف وبدأت منذ تلك اللحظة جريدة »المنار« تحت إدارة رشيد رضا توجه هذا الخطاب السلفي من باريس وكان معهم جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.
هذين الرجلين الذين كان يعملان بهدف تحقيق نهضة في العالم الإسلامي وبالمقابل استغل رشيد رضا الموقف بعد وفاة الشيخ محمد عبده سنة 1903 في الإسكندرية واستولى على ارثه واتصل بالملك سعود ونظموا في سنة 1923 ملتقى في مكة المكرمة وكان أول ملتقى إسلامي ومنذ ذلك الحين بدأ الفكر السلفي المعروف حاليا، لا أحد ينكر أن له ايجابيات باعتبار أنه تصدى للاستعمار لكن تبقى سلبياته قائمة بالنظر إلى التشدد وتضييق رؤية الدين، في وقت نجد فيه أن كل شيئ قابل للنقاش إلا ثوابت الإسلام ومن غيرها هناك مسائل أخرى يمكن طرحها للنقاش بالمقارنة مع تطور الاحتياجات والفكر الإنساني.
*احتكمتم إلى الأزهر حول كتابكم عن الصوفية، هل ستلتزمون بقرار الأزهر؟
صحيح أنني احتكمت إلى الأزهر والقروين والزيتونة، فأنا باحث وشيخ طريقة، لكن ما يجب أن يعلمه الناس هو أن هذا الكتاب جاء على لسان باحث وإذا أتيت بحجة وبيان على أني أخطئت في صورة من الصور أو نص من النصوص، فأنا مستعد لأتراجع ومن لا يتراجع في هذه الرحالة فهو غير منصف، فرأينا خطأ يحتمل الصواب ورأي غيرنا صواب يحتمل الخطأ.
فأعطني حجتك وخذ دليلي، هذا هو منطق البشر وهذه هي قاعدة الإمام مالك، لا أحد يملك كل الحقائق، الأزهر لحد الآن لم يعترض على أي صورة ولم يصلني أي رد مكتوب، فهذه الصور كما قلت موجودة وهي إرث شعبي ولن أرضى بتوقيف الكتاب دون حجة أو دليل حتى لو كان ذلك من طرف الأزهر.
هدفي من الكتاب هو رفع المستوى العلمي والثقافي وكفانا من هذه الدائرة الضيقة في الفهم وفي حال إذا لم يقبل الكتاب فأوربا مفتوحة أمامي وهناك مسلمين في الغرب، في أسيا، أندونيسيا، سأوجه لهم هذا الكتاب الذي سيترجم إلى سبع لغات.
قد لا تملك الدول العربية الجرأة والشجاعة الكافية لنشر الكتاب، لكنه سيكون بداية في البحث في ارثنا وتراثنا وروحانياتنا، فإما أن نعود إلى الوراء خوفا من هؤلاء المغرضين الذين يريدون أن تبقى هذه الأمة في جهل وتحت السيطرة الإيديولوجية والتسلط والفكري والجمود رافضين كل حركة وإما أن نقتحم كل الأبواب ونفتح فسحة للأمل وللمستقبل.
*كيف هي مسؤوليتكم كشيخ طريقة؟
نحن حاولنا أن نجعل من هذا الاحتفال بالذكرى المئوية للطريقة العلوية مناسبة لطرح مشروع مجتمع مركز على الأمل وتقديس الحياة لأمتنا وخاصة منها الشباب وما طرح لمدة 7 أيام من مواضيع مختلفة تتعلق بالبيئة، العولمة، الاتصالات، حديث عن الوحي والروحيات الهدف منه طرح مشروع أمام المجتمع الجزائري والإسلامي لأن الإسلام لا يزال بقوته وروحه ومعنوياته والدليل هو حضور أكثر من 40 دولة و6500 مشارك في بلدة صغيرة كمستغانم.
كل فعاليات المؤتمر جرت بسلام ونجاح كبير، كانت هناك مشاركة للمسلمين ولغير المسلمين وهناك أناس أسلموا خلال هذا الملتقى، وربما السؤال الذي أوجهه لكل من انتقدونا، هذا العمل الذي قمنا به هو لأهل الله للفقراء والضعفاء فأين هو البديل الذي تطرحونه؟ يجب أن تعلموا أن قافلة الأمل طافت بأرض الوطن طيلة ستة أشهر ونزلت بأكثر من 55 مدينة للتحسيس بالمئوية ولعرض مشروع مجتمع وكان هناك خلال المؤتمر معارض لتاريخ الأمير عبد القادر، معارض للقرآن الكريم وأخرى حول التراث الجزائري والإسلامي عامة.
يد المساعدة يجب أن تكون بوحدة الأمة، لقد حضر في الملتقى رئيس مؤسسة عبد الحميد بن باديس وجاء بتصريح من عائلة بن باديس لتشجيع هذا الملتقى ولازمنا لأكثر من 3 أيام، ألقى محاضرته وتكلم باسم المؤسسة وباسم عائلة الشيخ بن باديس رحمه الله.
المؤتمر نجح والدليل أن القضية لم تعد محصورة في مستغانم أو الجزائر، الصحافة الآن من الشرق إلى الغرب تتكلم عن هذا كتاب الصوفية والحوار خرج إلى الميدان الفكري في أوربا وأمريكا وكل دول العالم، إن الهدف من كل ما سبق هو خلق حالة حوار ونقاش في العالم الإسلامي، حوار بين الإنسانية حتى نقول نعم نحن قادرين على حمل هذه المسؤولية لتبليغ هذه الرسالة المحمدية حسب العصر، في معادلة تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
*هل ترون أن تعدد الزوايا والطرق سبيل لتكريس الشقاق والاختلاف؟
حاشا لله أن يكون تعدد الزوايا والطرق سبيلا لتكريس الشقاق والنزاع بين أفراد الأمة الإسلامية، بل هو ثراء وغنى، الأمير عبد القادر، الشيخ المقراني، أولاد شيدي الشيخ وكل أهل النضال كانوا من أهل الزوايا وأصحاب الطرق، وما حدث هو أن تزوير التاريخ منذ الاستقلال إلى يومنا جعل الزوايا في قفص الاتهام بالنظر على الصفات القبيحة التي ألصقت بها من شعوذة وزندقة وهرطقة وغيرها من الممارسات.
*هل صحيح أنكم لا تقرون بشرعية حجاب المرأة؟
كل ما قلته هو أنني ضد حجاب الفكر الموجود عند كل الناس أما الحجاب العادي فالمرأة حرة اتركوا لها حرية الاختيار، فنصف الأمة الإسلامية نساء، لا إكراه في الدين والدعوة تكون دائما بالتي هي أحسن لأن الحجاب الحقيقي هو الحياء، ثم قلت أن الحجاب ليس زي معين يفرض عبر كل العصور وإنما هو مقاييس تتكيف مع التراث الثقافي لكل شعب ولكل حضارة.
المجلس الفرنسي للدين الإسلامي الذي أعتبر من أحد مؤسسيه أصدر فتوى منذ أربع سنوات بعد البلبلة التي أصيرت حول الحجاب في فرنسا وأصدرنا رخصة بعد أن استشرنا إخواننا في انكلترا بإمكانية نزع الحجاب في الدول الغربية وما حدث هو أن هؤلاء المنتقدين لم يتركوا لي المجال لتوضيح الأمور، ولا يفوتني أن أذكركم بأن من أثار البلبلة حول الحجاب في تلك الفترة هما بنتان يهوديتان اعتنقتا الإسلام منذ شهرين.
أنا داعية ولست قاضيا ولا أريدكم أن تعطوني أكثر من قدري، أنا داعية لغير الملمسين ويجب في هذه الحالة أن نأخذ بأسلوب التدرج في الدعوة فنقول لمن تريد أن تدخل الإسلام نحن يهمنا ما في رأسك وليس أن تغطي رأسك، نحن لا ننكر مشروعية الحجاب ولكن إذا كان الحجاب يحول دون دخول المرأة إلى الإسلام فنقول لها دعيه جانبا وقولي لا إله إلا الله محمد رسول الله.
*ما رأيكم في إنشاء مرجعية دينية وطنية بالجزائر، درءا للفتنة والاختلاف؟
من توصيات المؤتمر الخاص بمئوية الطريقة العلوية كانت هناك دعوة إلى بناء أكاديمية صوفية في العالم سيكون مركزها إن شاء الله في الجزائر، فنحن بحاجة إلى العودة إلى أهل العلم وستكون مرؤوسة بعلماء من أعلى المستوى، يجب أن نخرج من قوقعة الماضي ونفتح الباب أمام الحركة النسوية، حيث ستجمع الأكاديمية باحثات وتحقق لهم المساواة فهن كما قال الرسول الكريم شقائق الرجال والمرأة هي أساس بناء المجتمع.
*ما رأيكم في المصالحة الوطنية؟
لا بد من تشجيع هذا الإنسان الذي سمي بعبد العزيز وبالفعل جاء بالعز إلى هذا الوطن، حيث فك هذه الأمة من مصائب عظيمة بعد سنوات من الدم، فالفتنة أشد من القتل، فبعد أن أهدرت الدماء وانتهك عرض ومال ونفس الإنسان، عاد الأمن وعادت الطمأنينة للقلوب والسكينة للنفوس، وأمام هذا لا يمكن لنا إلا أن نقف مع مشروع المصالحة الوطنية ونعمل على بناء مجتمع إنساني فكري واقتصادي والابتعاد من القيل والقال والاهتمام بالقضايا الجوهرية بهدف الرقي بالأمة إلى أعلى المستويات.
علينا أن نزرع الأمل في قلوب الشباب ونتصدى إلى الحراقة ليعلم الجزائريون أن مستقبلهم ليس وراء البحار، بالجزائر تحتل مكانة مهمة في حوض البحر المتوسط الذي هو مهد للحضارات ، علينا كذلك أن نتعايش فيما بيننا ونتجاوز حالة نفور الآخر، فها هو رسول الله يصلي صلاة الغائب على النجاشي ويسمح لـ 62 مسيحي بأداء طقوسهم داخل المسجد، فكيف يعاب علينا اليوم أن نستضيف غير المسلمين أو نتعامل معهم. -----------------------------
من هو خالد بن يونس شيخ الطريقة العلوية؟
هو الشيخ خالد عدلان بن تونس بن محمد المهدي ولد بمستغانم سنة 1949 وبها نشأ، ينتسب إلى عائلة عريقة في النسب من أكبر العائلات المستغـانمية، ضمت علماء و صلحاء وفقهاء من أبرزهم جده الأقرب الشيخ عدة بن تونس وجده الأكبر مؤسس الطريقة العلوية الشيخ أحمد بن مصطفى العلوي.
ترعرع الشيخ عدلان بين أحضان الزاوية العلوية الكبرى بمستغانم حيث تلقى دروسه الابتدائية والقرآن الكريم وعلوم الدين من فقه وحديث وتصوف، هذا الأخير الذي تلقاه على يد شـيخه وأبيه الشيخ محمد المهدي، وكانت دروسه بالزاوية موازاة مع دروسه في المدارس العمومية.
في شبابه المبكر توجه إلى أوربا بإشارة من أبيه، فانتقل إلى فرنسا و منها إلى انكلترا لينخرط في كلية الحقوق بجامعة أكسفورد، ولما لم يتأقلم مع الجو هناك عاد أدراجه إلى فرنسا، ليدخل ميدان التجارة فكانت هذه الممارسة سببا في احتكاكه بعالم أوربا المادي والذي كان على النقيض مما تعلمه من القيم الروحية في رحاب الزاوية العلوية، تلك القيم التي كانت سندا له في اجتياز ذلك الاختبار الصعب، وصقلت تجربته في عالم الدنيا المليء بالمتناقضات.
في سنة 1975 انتقل والده الشيخ محمد المهدي إلى جوار ربه، فعاد إلى مستغانم ليحضر مراسيم الدفن لكن عناية الله شاءت أن يُجْمِع مجلس الحكماء و كافة المريدين بمستغانم على مبايعته خلفا لوالده، وألزموه بذلك لما كان يظهر عليه من الأهلية، ومن حينها أصبح الخليفة الرابع على رأس الطريقة العلوية.
شرع بعد تصدره للمشيخة في تجديد هياكل الطريقة العلوية عبر مختلف الدول، ابتداءً من الزاوية الأم بمستغانم، فشيد الزوايا بداخل الجزائر وخارجها، وأضاف إليها عددا من أقسام الدراسة ومكتبات المطالعة وأحيى العمل الجمعوي، فأسس عددا من الجمعيات كجمعية أحباب الإسلام بباريس و بروكسل، و جمعية الشيخ العلاوي للتربية والثقافة الصوفية بالجزائر، والكشافة الإسلامية بفرنسا، وأخيرا جمعية أراضي أوربا بباريس.
إضافة إلى ذلك، أسس معهد ألف للإعلام الآلي كان الغرض منه إدخال تراث الحضارة الإسلامية في الحاسوب الآلـي (علوم القرآن، علوم الحديث، تاريخ الأعلام، و الفقه الإسلامي).
للشيخ خالد بن تونس عددا من الأعمال الفكرية من مقالات ومحاضرات ولقاءات، إلى جانب كتابه التصوف قلب الإسلام، و كتاب الإنسان الباطني على ضوء القرآن، وتحقيقه لكتابي عيسى روح الله، و "هكذا حدثني الشيخ عدة بن تونس صدرا تحت عنوان نغمة الأنبياء.
إن الكتاب يسعى إلى إعادة النظر في التاريخ من أدم عليه السلام إلى يومنا هذا ولعل أهم إشكالية طرحت في الكتاب تتعلق بهؤلاء الرجال، حسن البصري، جعفر الصادق، المحاسبي، الجني من هم هؤلاء الرجال، أهل الأندلس، أبو حامد الغزالي، في المغرب مولاي إدريس،لقد عرضت صور عن أضرحتهم، صور عن تعذيب الحلاج وتصليبه، هذه الصورة التي لا تقاس بمال، فكلهم من أهل الله، كما تطرقت إلى مختلف المدارس الصوفية في التاريخ الإسلامي، من أسس مدرسة المدينة المنورة، مدرسة مكة، مدرسة البصرة، من أسس مدرسة خرسان، مدرسة مصر، مدرسة شمال إفريقيا، مدرسة الأندلس وغيرها من المدارس.
كما خصصت جزء من الكتاب للحديث عن الطرق والزوايا، ولم أغفل في كتابي الشخصيات النسائية مثل، رابعة العدوية ، بنت طلحة ، نفيسة بنت الحسن وكل من لعبوا دور في التاريخ، والدليل أني وضعت الصورة الخاصة بمكان حجة الوداع في الجزء الخاص بهؤلاء النسوة لأن أخر ما جاء في خطبة الوداع هو وصية الرسول بالنساء.
تكلمت كذلك عن معروف الخذقي، ضريح بن تشفين، الأطلس، وعرضت صورا لبغداد عندما كانت تسمى دار السلام توضح كيف كانت مبنية وكيف أن أحد الصالحين الذي هو من أهل الله قال لإمامها ضع عصاك هنا وابني عاصمة المسلمين وكان أول ما بني بها هو المسجد.
في كتابي ستجد التاريخ من أدم عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثم الخلفاء الراشدين، علماء الأمة الإسلامية، تاريخ الأمير عبد القادر ، لالة زينب التي هي من مشايخ الطرق في الجزائر، لالة فاطمة نسومر مجاهدة في الطريقة الرحمانية، الشيخ بلقاسم وغيرهم.
*ما هي أهم المراجع التي اعتمدتم عليها لإنجاز بحثكم هذا عن الصوفية؟
اعتمدت في بحثي هذا على 120 مرجع، انطلاقا من الإرث القديم، كما استندت إلى القرآن الكريم، العطار، البصري، البساتني، البخاري، الدرقاوي، ابن العربي، ابن عطاء الله، ابن عشير وغيرهم من الكتاب، في رأيكم ألا يستحق هذا الكتاب عن الصوفية بعد كل هذا العناء أن يدخل يدرس في المدارس والجامعات أم سيقتصرون على تحريض الناس رجمي بالحجر.
والأدهى والأمر هو أن هناك بعض الوسائل الإعلامية التي تساعدهم على حمل رسالة الضلالة، من خرج عن الطريق في رأيكم؟ أنا من يسعى إلى نصرة هذه الأمة ودعمها ضد هذا الغزو الفكري الغربي بمناهج أم هؤلاء الأشخاص الذين غلقوا باب الحوار واكتفوا بانتقادات لاذعة لا تستند للحجة والبيان، يقولون أن كتابي عن الصوفية يباع بـ 700 أورو، هل هذا معقول وهو البحث الذي سعيت من ورائه إلى كشف كل الحقائق للأمة الإسلامية؟
*قلتم أن الصوفية وحدت الديانات، كيف ذلك وما هو مفهوم الصوفية في تصوركم؟
الصوفية لم توحد الديانات وإنما سعت إلى تحقيق معادلة التعايش بين الديانات انطلاقا من الآية الكريمة التي يقول فيها المولى تعالى »وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا« وذلك عن طريق تكريس لغة الحوار، فالمسيحيون يعيشون في مصر منذ سنين وهناك تعايش عادي بين مختلف الديانات في لبنان، سوريا.
في كتابي هذا قدمت معلومات والقارئ هو من يحكم ويأخذ ما ينفعه لأن الهدف الأول والأخير مما ورد في كتاب الصوفية هو فتح مجال البحث والمعرفة، فأنا لا أقول هذا أفضل من هذا، صحيح أنني قلت أن الصوفية حافظوا على الذاكرة الإسلامية وأن التصوف مرتبط بالإسلام ارتباطا وثيقا، فالذين كانوا محيطين بالرسول كانوا متصوفين، ويجب أن نعرف كذلك أن التصوف ليس مذهبا، الرجال الذين أحاطوا بالرسول كان منهم المالكيين، الحنفيين، فالتصوف مدرسة روحية والشيخ العلوي كان مالكي المذهب، سني وأشعاري العقيدة، والأمير عبد القادر كان صوفي.
هناك مذاهب نسبت إليها الصوفية وانحرفت، لكن هذا لا يعني أن الصوفية هي طريق للضلالة، فأبو حامد الغزالي كان صوفيا وقدم كتاب »إحياء علوم الدين«، الشيخ عبد الحميد محمود، ابن تيمية عند السلفيين مقدس وهو قادري وكان صوفيا وكتب كتابا عن التصوف، لقد أتيت بكل العلماء وأعظم العلماء والشخصيات التي شرفت الحضارة الإسلامية كانت تنتسب إلى التصوف.
الماديات لعامة الناس أما الخاصة فهي تسعى نحو الزهد ومن هذا المنطلق يتكرس مفهوم التصوف الذي هو زهد ورقي روحي، فالصوفية يقولون إن الرسالة المحمدية جاءت من جهتين، جهة شرعية معروفة لعامة الناس حتى يعبدوا الله عن طريق شرائع إلهية اختارها الله لعبادته والمعاملة بين الناس ثم خص أناس من أهل الله بقربهم إليه وجعلهم أولياءه وهم مذكورين في القرآن الكريم، فلماذا اليوم ننقع اليوم في هذا الجدال الذي لا ترجى منه فائدة؟
*ما هو سر تعارض الصوفية مع السلفية؟
تكلمت عن المدارس الإسلامية والمذاهب التي لم تكن أربعة وغنما اثنان وخمسون مذهبا، حينها لم تكن السلفية والوهابية كرؤية واحدة ضيقة تحرم كل شيئ، لقد منعوا الهاتف النقال في البداية، منعت السيارة، لكن الحضارة الإنسانية فرضت عليهم هذا التطور وأثبتت في الحقيقة وربما ما يجهله العديد هو أن السلفية ولدت سنة 1886 في باريس ولم تولد في القاهرة ولا في الرياض ولا في الجزائر وهناك أي بباريس تكونت جمعية » العروة الوثقى« وذكر فيها لأول مرة اسم السلفية والرجوع إلى السلف وبدأت منذ تلك اللحظة جريدة »المنار« تحت إدارة رشيد رضا توجه هذا الخطاب السلفي من باريس وكان معهم جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.
هذين الرجلين الذين كان يعملان بهدف تحقيق نهضة في العالم الإسلامي وبالمقابل استغل رشيد رضا الموقف بعد وفاة الشيخ محمد عبده سنة 1903 في الإسكندرية واستولى على ارثه واتصل بالملك سعود ونظموا في سنة 1923 ملتقى في مكة المكرمة وكان أول ملتقى إسلامي ومنذ ذلك الحين بدأ الفكر السلفي المعروف حاليا، لا أحد ينكر أن له ايجابيات باعتبار أنه تصدى للاستعمار لكن تبقى سلبياته قائمة بالنظر إلى التشدد وتضييق رؤية الدين، في وقت نجد فيه أن كل شيئ قابل للنقاش إلا ثوابت الإسلام ومن غيرها هناك مسائل أخرى يمكن طرحها للنقاش بالمقارنة مع تطور الاحتياجات والفكر الإنساني.
*احتكمتم إلى الأزهر حول كتابكم عن الصوفية، هل ستلتزمون بقرار الأزهر؟
صحيح أنني احتكمت إلى الأزهر والقروين والزيتونة، فأنا باحث وشيخ طريقة، لكن ما يجب أن يعلمه الناس هو أن هذا الكتاب جاء على لسان باحث وإذا أتيت بحجة وبيان على أني أخطئت في صورة من الصور أو نص من النصوص، فأنا مستعد لأتراجع ومن لا يتراجع في هذه الرحالة فهو غير منصف، فرأينا خطأ يحتمل الصواب ورأي غيرنا صواب يحتمل الخطأ.
فأعطني حجتك وخذ دليلي، هذا هو منطق البشر وهذه هي قاعدة الإمام مالك، لا أحد يملك كل الحقائق، الأزهر لحد الآن لم يعترض على أي صورة ولم يصلني أي رد مكتوب، فهذه الصور كما قلت موجودة وهي إرث شعبي ولن أرضى بتوقيف الكتاب دون حجة أو دليل حتى لو كان ذلك من طرف الأزهر.
هدفي من الكتاب هو رفع المستوى العلمي والثقافي وكفانا من هذه الدائرة الضيقة في الفهم وفي حال إذا لم يقبل الكتاب فأوربا مفتوحة أمامي وهناك مسلمين في الغرب، في أسيا، أندونيسيا، سأوجه لهم هذا الكتاب الذي سيترجم إلى سبع لغات.
قد لا تملك الدول العربية الجرأة والشجاعة الكافية لنشر الكتاب، لكنه سيكون بداية في البحث في ارثنا وتراثنا وروحانياتنا، فإما أن نعود إلى الوراء خوفا من هؤلاء المغرضين الذين يريدون أن تبقى هذه الأمة في جهل وتحت السيطرة الإيديولوجية والتسلط والفكري والجمود رافضين كل حركة وإما أن نقتحم كل الأبواب ونفتح فسحة للأمل وللمستقبل.
*كيف هي مسؤوليتكم كشيخ طريقة؟
نحن حاولنا أن نجعل من هذا الاحتفال بالذكرى المئوية للطريقة العلوية مناسبة لطرح مشروع مجتمع مركز على الأمل وتقديس الحياة لأمتنا وخاصة منها الشباب وما طرح لمدة 7 أيام من مواضيع مختلفة تتعلق بالبيئة، العولمة، الاتصالات، حديث عن الوحي والروحيات الهدف منه طرح مشروع أمام المجتمع الجزائري والإسلامي لأن الإسلام لا يزال بقوته وروحه ومعنوياته والدليل هو حضور أكثر من 40 دولة و6500 مشارك في بلدة صغيرة كمستغانم.
كل فعاليات المؤتمر جرت بسلام ونجاح كبير، كانت هناك مشاركة للمسلمين ولغير المسلمين وهناك أناس أسلموا خلال هذا الملتقى، وربما السؤال الذي أوجهه لكل من انتقدونا، هذا العمل الذي قمنا به هو لأهل الله للفقراء والضعفاء فأين هو البديل الذي تطرحونه؟ يجب أن تعلموا أن قافلة الأمل طافت بأرض الوطن طيلة ستة أشهر ونزلت بأكثر من 55 مدينة للتحسيس بالمئوية ولعرض مشروع مجتمع وكان هناك خلال المؤتمر معارض لتاريخ الأمير عبد القادر، معارض للقرآن الكريم وأخرى حول التراث الجزائري والإسلامي عامة.
يد المساعدة يجب أن تكون بوحدة الأمة، لقد حضر في الملتقى رئيس مؤسسة عبد الحميد بن باديس وجاء بتصريح من عائلة بن باديس لتشجيع هذا الملتقى ولازمنا لأكثر من 3 أيام، ألقى محاضرته وتكلم باسم المؤسسة وباسم عائلة الشيخ بن باديس رحمه الله.
المؤتمر نجح والدليل أن القضية لم تعد محصورة في مستغانم أو الجزائر، الصحافة الآن من الشرق إلى الغرب تتكلم عن هذا كتاب الصوفية والحوار خرج إلى الميدان الفكري في أوربا وأمريكا وكل دول العالم، إن الهدف من كل ما سبق هو خلق حالة حوار ونقاش في العالم الإسلامي، حوار بين الإنسانية حتى نقول نعم نحن قادرين على حمل هذه المسؤولية لتبليغ هذه الرسالة المحمدية حسب العصر، في معادلة تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
*هل ترون أن تعدد الزوايا والطرق سبيل لتكريس الشقاق والاختلاف؟
حاشا لله أن يكون تعدد الزوايا والطرق سبيلا لتكريس الشقاق والنزاع بين أفراد الأمة الإسلامية، بل هو ثراء وغنى، الأمير عبد القادر، الشيخ المقراني، أولاد شيدي الشيخ وكل أهل النضال كانوا من أهل الزوايا وأصحاب الطرق، وما حدث هو أن تزوير التاريخ منذ الاستقلال إلى يومنا جعل الزوايا في قفص الاتهام بالنظر على الصفات القبيحة التي ألصقت بها من شعوذة وزندقة وهرطقة وغيرها من الممارسات.
*هل صحيح أنكم لا تقرون بشرعية حجاب المرأة؟
كل ما قلته هو أنني ضد حجاب الفكر الموجود عند كل الناس أما الحجاب العادي فالمرأة حرة اتركوا لها حرية الاختيار، فنصف الأمة الإسلامية نساء، لا إكراه في الدين والدعوة تكون دائما بالتي هي أحسن لأن الحجاب الحقيقي هو الحياء، ثم قلت أن الحجاب ليس زي معين يفرض عبر كل العصور وإنما هو مقاييس تتكيف مع التراث الثقافي لكل شعب ولكل حضارة.
المجلس الفرنسي للدين الإسلامي الذي أعتبر من أحد مؤسسيه أصدر فتوى منذ أربع سنوات بعد البلبلة التي أصيرت حول الحجاب في فرنسا وأصدرنا رخصة بعد أن استشرنا إخواننا في انكلترا بإمكانية نزع الحجاب في الدول الغربية وما حدث هو أن هؤلاء المنتقدين لم يتركوا لي المجال لتوضيح الأمور، ولا يفوتني أن أذكركم بأن من أثار البلبلة حول الحجاب في تلك الفترة هما بنتان يهوديتان اعتنقتا الإسلام منذ شهرين.
أنا داعية ولست قاضيا ولا أريدكم أن تعطوني أكثر من قدري، أنا داعية لغير الملمسين ويجب في هذه الحالة أن نأخذ بأسلوب التدرج في الدعوة فنقول لمن تريد أن تدخل الإسلام نحن يهمنا ما في رأسك وليس أن تغطي رأسك، نحن لا ننكر مشروعية الحجاب ولكن إذا كان الحجاب يحول دون دخول المرأة إلى الإسلام فنقول لها دعيه جانبا وقولي لا إله إلا الله محمد رسول الله.
*ما رأيكم في إنشاء مرجعية دينية وطنية بالجزائر، درءا للفتنة والاختلاف؟
من توصيات المؤتمر الخاص بمئوية الطريقة العلوية كانت هناك دعوة إلى بناء أكاديمية صوفية في العالم سيكون مركزها إن شاء الله في الجزائر، فنحن بحاجة إلى العودة إلى أهل العلم وستكون مرؤوسة بعلماء من أعلى المستوى، يجب أن نخرج من قوقعة الماضي ونفتح الباب أمام الحركة النسوية، حيث ستجمع الأكاديمية باحثات وتحقق لهم المساواة فهن كما قال الرسول الكريم شقائق الرجال والمرأة هي أساس بناء المجتمع.
*ما رأيكم في المصالحة الوطنية؟
لا بد من تشجيع هذا الإنسان الذي سمي بعبد العزيز وبالفعل جاء بالعز إلى هذا الوطن، حيث فك هذه الأمة من مصائب عظيمة بعد سنوات من الدم، فالفتنة أشد من القتل، فبعد أن أهدرت الدماء وانتهك عرض ومال ونفس الإنسان، عاد الأمن وعادت الطمأنينة للقلوب والسكينة للنفوس، وأمام هذا لا يمكن لنا إلا أن نقف مع مشروع المصالحة الوطنية ونعمل على بناء مجتمع إنساني فكري واقتصادي والابتعاد من القيل والقال والاهتمام بالقضايا الجوهرية بهدف الرقي بالأمة إلى أعلى المستويات.
علينا أن نزرع الأمل في قلوب الشباب ونتصدى إلى الحراقة ليعلم الجزائريون أن مستقبلهم ليس وراء البحار، بالجزائر تحتل مكانة مهمة في حوض البحر المتوسط الذي هو مهد للحضارات ، علينا كذلك أن نتعايش فيما بيننا ونتجاوز حالة نفور الآخر، فها هو رسول الله يصلي صلاة الغائب على النجاشي ويسمح لـ 62 مسيحي بأداء طقوسهم داخل المسجد، فكيف يعاب علينا اليوم أن نستضيف غير المسلمين أو نتعامل معهم. -----------------------------
من هو خالد بن يونس شيخ الطريقة العلوية؟
هو الشيخ خالد عدلان بن تونس بن محمد المهدي ولد بمستغانم سنة 1949 وبها نشأ، ينتسب إلى عائلة عريقة في النسب من أكبر العائلات المستغـانمية، ضمت علماء و صلحاء وفقهاء من أبرزهم جده الأقرب الشيخ عدة بن تونس وجده الأكبر مؤسس الطريقة العلوية الشيخ أحمد بن مصطفى العلوي.
ترعرع الشيخ عدلان بين أحضان الزاوية العلوية الكبرى بمستغانم حيث تلقى دروسه الابتدائية والقرآن الكريم وعلوم الدين من فقه وحديث وتصوف، هذا الأخير الذي تلقاه على يد شـيخه وأبيه الشيخ محمد المهدي، وكانت دروسه بالزاوية موازاة مع دروسه في المدارس العمومية.
في شبابه المبكر توجه إلى أوربا بإشارة من أبيه، فانتقل إلى فرنسا و منها إلى انكلترا لينخرط في كلية الحقوق بجامعة أكسفورد، ولما لم يتأقلم مع الجو هناك عاد أدراجه إلى فرنسا، ليدخل ميدان التجارة فكانت هذه الممارسة سببا في احتكاكه بعالم أوربا المادي والذي كان على النقيض مما تعلمه من القيم الروحية في رحاب الزاوية العلوية، تلك القيم التي كانت سندا له في اجتياز ذلك الاختبار الصعب، وصقلت تجربته في عالم الدنيا المليء بالمتناقضات.
في سنة 1975 انتقل والده الشيخ محمد المهدي إلى جوار ربه، فعاد إلى مستغانم ليحضر مراسيم الدفن لكن عناية الله شاءت أن يُجْمِع مجلس الحكماء و كافة المريدين بمستغانم على مبايعته خلفا لوالده، وألزموه بذلك لما كان يظهر عليه من الأهلية، ومن حينها أصبح الخليفة الرابع على رأس الطريقة العلوية.
شرع بعد تصدره للمشيخة في تجديد هياكل الطريقة العلوية عبر مختلف الدول، ابتداءً من الزاوية الأم بمستغانم، فشيد الزوايا بداخل الجزائر وخارجها، وأضاف إليها عددا من أقسام الدراسة ومكتبات المطالعة وأحيى العمل الجمعوي، فأسس عددا من الجمعيات كجمعية أحباب الإسلام بباريس و بروكسل، و جمعية الشيخ العلاوي للتربية والثقافة الصوفية بالجزائر، والكشافة الإسلامية بفرنسا، وأخيرا جمعية أراضي أوربا بباريس.
إضافة إلى ذلك، أسس معهد ألف للإعلام الآلي كان الغرض منه إدخال تراث الحضارة الإسلامية في الحاسوب الآلـي (علوم القرآن، علوم الحديث، تاريخ الأعلام، و الفقه الإسلامي).
للشيخ خالد بن تونس عددا من الأعمال الفكرية من مقالات ومحاضرات ولقاءات، إلى جانب كتابه التصوف قلب الإسلام، و كتاب الإنسان الباطني على ضوء القرآن، وتحقيقه لكتابي عيسى روح الله، و "هكذا حدثني الشيخ عدة بن تونس صدرا تحت عنوان نغمة الأنبياء.
- esperenceعضو مبتدئ
- عدد الرسائل : 14
البلد :
نقاط : 16
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/08/2009
قالى الله تعالى "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"
الأحد 16 أغسطس 2009, 16:29
قال الله تعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر". فالمسلمون مطالبون اليوم أكثرمن أي وقت مضى، لتوحيد الكلمة و تجاوز الكلام الفارغ الذي لا فائدة منه والإجتهاد لتقديم الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين و الإرتقاء إلى العمل والدعوة بالحكمة الحسنةو لنكون قادرين على حمل هذه المسؤولية لتبليغ هذه الرسالة المحمدية حسب العصر، في معادلة تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
قالى الله تعالى في حق رسول الله صلى الله عليه و سلم "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" صدق الله العظيم.
وفقنا الله و إياكم لما فيه الخير و الصلاح للأمة الإسلامية و للإنسانية جمعاء.
قالى الله تعالى في حق رسول الله صلى الله عليه و سلم "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" صدق الله العظيم.
وفقنا الله و إياكم لما فيه الخير و الصلاح للأمة الإسلامية و للإنسانية جمعاء.
رد: خالد بن تونس:إثارة قضية الرسوم محاولة لتشويه حقائق الكتاب
الأحد 16 أغسطس 2009, 16:37
أدعوا الجميع لفتح نقاش جاد وبناء من أجل الإلمام بكل حيثيات الموضوع
- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
إساءات للمقدسات والرموز الإسلامية والوطنية،
الأربعاء 19 أغسطس 2009, 19:25
إساءات للمقدسات والرموز الإسلامية والوطنية، الحديث عن حقيقة الجهة الوصية الممثلة لقطاع الشؤون الدينية في الجزائر، وعن دور الهيئات ذات الطابع الديني الموجودة وعلاقتها ببعضها، كما فتح هذا المؤلف المجال للحديث عن الطرق الصوفية في الجزائر التي تلقت الكثيرة من الرعاية من الرجل الأول في البلاد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مند اعتلائه كرسي الحكم، بعد إعادة إخراجها من حالة الجمود الذي عاشته لسنوات طويلة، خاصة أن بن تونس واحد من مقربي رئيس الجمهورية. يعيد كذلك هذا الكاتب المثير للفتنة الحديث عن غياب مفتي الجمهورية الذي ربما لو كان منصبا، لفصل دون شك في موضوع هذا المؤلف المريب للإسلام. فإذا كان ممثل الطريقة العلوية وصاحب الكتاب ''خالد عدلان بن تونس'' متمسكا بما نشره من رسومات للرسول، صلى الله عليه وسلم، وللأنبياء والملائكة، وعددها 840 صورة، ومقتنع أنها حقائق تاريخية معروفة، فهذا الموقف يحيلنا إلى التشكيك في هوية ممثلي الطرق الصوفية، أو على الأقل في شخص ممثل الطريقة العلوية في درجة أولى. وهنا، نتساءل: هل الرئيس أخطأ في دعمه للطرق الصوفية، ومن هم الأشخاص المنتمون إلى الطرق الصوفية في الجزائر، خاصة بعد الاستقطاب ''الشباني'' الكبير الذي تلقاه مند إعادة إحيائها من قبل الرئيس؟ كما أن الصمت الذي قابل به ممثلو بقية الطرق الصوفية الأربعة وشيوخ الزوايا هذا الإصدار المثير للجدل، يطرح بدوره علامات الاستفهام، فمن غير المعقول أنهم لم يتفوهوا بأي موقف بشأنه، فلا يعني اختلاف الطرق السكوت على ما جاء به الشيخ بن تونس، مادام التصوف يستمد أصوله وتعاليمه وتوجيهاته من الشريعة الإسلامية، فإما أن يكون هناك اختلاف حول ما ورد في الكتاب، وإما أن يحصل اتفاق، أو على الأقل وجهة نظر تبين موقف الطرق الصوفية الأخرى. وكان بالإمكان أن تتضح الرؤى عندما يتحدث أهل الاختصاص، وأين هم في غياب المختصين في علوم الشريعة الإسلامية على اختلاف تخصصاتها؟ من يمكنه أن يشرح ما حملته صفحات الكتاب ليقول هل هي مسيئة للإسلام أم لا؟ هل هي مبنية على أسس علمية أم لا؟ ولا يكون صمت ممثلي الطرق الصوفية ومشايخ الزوايا التي يرعاها بوتفليقة، وحده الخطير، بل الأخطر هو صمت وزارة الشؤون الدينية التي لم تتحرك إلى اليوم، وسبقتها جمعية العلماء المسلمين والمجلس الإسلامي الأعلى، فباعتبارها الممثل الرسمي الأول في البلاد للقطاع الديني، لا يمكن تبرير صمتها بأي مبرر كان. فماذا يعني أن يطالب المجلس الإسلامي الأعلى، وهو هيئة تابعة مباشرة لرئاسة الجمهورية وجمعية العلماء المستقلة، بحذف الكتاب من السوق ورفض كل ما جاء فيه، وتثار ضجة إعلامية كبيرة وصل صداها إلى الكثير من البلدان الإسلامية والغربية، تحركت من الجزائر، دون أن يتفوه وزير الشؤون الدينية عبد الله غلام الله ببنت كلمة؟ كما أن الطبقة السياسية بدورها تحركت وأجمعت على رفض الكتاب، ولو أن تحركها كان محتشما وجاء عن طريق بعض وسائل الإعلام فقط. تحدث كل هذه الضجة دون أن يصدر موقف رسمي واضح. فهل ينتظر غلام الله تدخل بوتفليقة؟ فربما لا يحق له أن يتدخل في أمر يخص أحد مقربي الرئيس المتمسك بما دونه. ففي آخر تصريح أدلى به بن تونس أمس، اعتبر الصور الموجودة في كتابه والمتعلقة بالأماكن المقدسة صورا طمست وحطمت من طرف جهات لم يشاء ذكرها، ولهذا وجب كشف المسؤول عن طمسها، فهو من خلال مؤلفه الجديد يبحث عن الحقيقة، ولا يهم كيف تنشر هده الحقيقة، حتى وإن تم ذلك بطريقة منافية تماما للدين الإسلامي. وترجعنا هذه القضية إلى قضية لا تقل أهمية، وهي الرسوم المسيئة للرسول المنشورة بالدانمارك، والتي كانت ربما فاتحة حملة الإساءات الحديثة للدين الإسلامي في السنوات الأخيرة، ولن نغوص فيها فخلفياتها معروفة، لكن ما نريد لفت الانتباه إليه هو تعامل السلطات الجزائرية معها، والعقاب الذي أنزلته على صحفيين من التلفزيون أعادوا إظهار هده الصور، فضلا عن تعليق جريدتي ''السفير'' و''بانوراما'' و''إقرأ'' لأنها أعادت كذلك نشر الصور، وكذلك لم نر تحركا لوزارة الشؤون الدينية في هذه القضية، فكما اعتاد الوزير غلام الله القول ''هناك سلطات معنية تتكفل بالأمر'' في كل مرة، يسأل عن أمور تخص وزارته كظاهرة التنصير أو الكتب الدينية المشبوهة، فمن هي السلطات التي ستتكفل بكتاب ''الصوفية.. الإرث المشترك''؟ وماذا ستقدم على فعله؟ وماذا سيكون مصير هذا الكتاب المثير؟
يذكر أن جمعية الشيخ العلاوي للتربية والثقافة كانت قد انتقدت بشدة ردود الفعل التي تركها صدور كتاب خالد بن تونس الموسوم ''الصوفية.. الإرث المشترك''، وعلقت على كل ما صدر من الجهات التي هاجمت الجمعية بأنها بمثابة بلبلة من أناس لا يفرقون بين الكاريكاتور والمينياتور (مجسّمات)، كما نفت في المقابل وجود أي خروقات أو تجاوزات أو حتى إساءة للإسلام ورموزه، وبخاصة المساس بالرسول الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم. واعتبرت ما نشر من صور ليس بالجديد لأنه مقتبس من التراث الإسلامي، بحيث يعود عمرها إلى ثمانية قرون مضت، وأنها كانت موجودة في أفغانستان وبلاد الفرس وحتى في العهد العثماني، نافية مجدّدا على لسان رئيس الجمعية الحاج عدة بن تونس وجود إساءة لرموز الإسلام، حيث تحدث عن صورتين في الكتاب للرسول الكريم بها حاجب، ليؤكد أن الغرض من إبرازها هو ضرورة إعادة الاعتبار لأضرحة الصحابة وعائلة الرسول، صلى الله عليه وسلم، المحطمة في المملكة العربية السعودية بدل مهاجمة الطريقة العلاوية على هذا الكتاب. أما بشأن صورة الأمير عبد القادر وسط نجمة داوود، فقد علّق عليها رئيس الجمعية العلاوية موضحا بأنها لا تمثّل أي إساءة، من منطلق أن النجمة من التراث الإسلامي، وهي على علاقة بالدين الإسلامي وبرسولين بعثهما الله ويتعلق الأمر بسيدنا سليمان وسيدنا داوود، لكن اليهود
يذكر أن جمعية الشيخ العلاوي للتربية والثقافة كانت قد انتقدت بشدة ردود الفعل التي تركها صدور كتاب خالد بن تونس الموسوم ''الصوفية.. الإرث المشترك''، وعلقت على كل ما صدر من الجهات التي هاجمت الجمعية بأنها بمثابة بلبلة من أناس لا يفرقون بين الكاريكاتور والمينياتور (مجسّمات)، كما نفت في المقابل وجود أي خروقات أو تجاوزات أو حتى إساءة للإسلام ورموزه، وبخاصة المساس بالرسول الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم. واعتبرت ما نشر من صور ليس بالجديد لأنه مقتبس من التراث الإسلامي، بحيث يعود عمرها إلى ثمانية قرون مضت، وأنها كانت موجودة في أفغانستان وبلاد الفرس وحتى في العهد العثماني، نافية مجدّدا على لسان رئيس الجمعية الحاج عدة بن تونس وجود إساءة لرموز الإسلام، حيث تحدث عن صورتين في الكتاب للرسول الكريم بها حاجب، ليؤكد أن الغرض من إبرازها هو ضرورة إعادة الاعتبار لأضرحة الصحابة وعائلة الرسول، صلى الله عليه وسلم، المحطمة في المملكة العربية السعودية بدل مهاجمة الطريقة العلاوية على هذا الكتاب. أما بشأن صورة الأمير عبد القادر وسط نجمة داوود، فقد علّق عليها رئيس الجمعية العلاوية موضحا بأنها لا تمثّل أي إساءة، من منطلق أن النجمة من التراث الإسلامي، وهي على علاقة بالدين الإسلامي وبرسولين بعثهما الله ويتعلق الأمر بسيدنا سليمان وسيدنا داوود، لكن اليهود
- esperenceعضو مبتدئ
- عدد الرسائل : 14
البلد :
نقاط : 16
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/08/2009
من طمس كل هذه الآثار الإسلامية؟؟؟؟؟؟؟؟
الأربعاء 19 أغسطس 2009, 21:47
إن كتاب الشيخ خالد بن تونس "التصوف، الإرث المشترك" هو حماية للذاكرة و التراث الإسلامي. فأما بالنسبة للمنمنمات الخاصة برسول الله عليه الصلاة و السلام و التي يتضمنها الكتاب ، ليس هو من رسمها و لا هو من اخترعها. إنما أخذها من التراث و الذاكرة الثقافية للمسلمين. فكل ما فعله الشيخ خالد بن تونس هو أنه نشر ثلاث صورعن النبي الكريم (دون ملامح الوجه مع أنه كانت لديه منمنمات تظهر ملامح و لم يشأ نشرها تشريفا و تكريما للرسول)، كانت موجودة فيما سبق، فهي تنتمي إلى الثقافة الشعبية للأمة الإسلامية. فهل إظهار صورة الرسول دون ملامح الوجه، يعد معصية، هناك صور للحريري و النووي موجودة منذ القرن 13 و تظهر فيها ملامح الوجه و هي الآن على مستوى متحف باريس في ""اللوفر"
إن هذه المنمنمات هي صور من رسم الخيال تبين كيف كان مجلسه و كيف كانت العيون تنظر إليه خاشعة
إنه من المؤسف أن يكون التركيز على صورة الرسول لم يظهر فيها وصف للوجه و ليس فيها وصف بطريقة مخلة للآداب أو الاحترام. فهذه المنمنمات أو الصور موجودة في قصص الأطفال يتناقلونها وكل ما فعله الشيخ خالد بن تونس هو جمع شتات لوثائق موجودة في العالم حتى تكون وسيلة للدعوة إلى الله و لتحسين صورة الإسلام في أذهان غير المسلمين
ولايفوتني أن أشير إلى أن لابد من التمييز بين المنمنمات و الكاريكاتير.
فالمنمنمات يعود تاريخها إلى عهد الأمويين. فهي فن راقي من التراث الإسلامي كان المسلمون منذ قديم الزمان يعبرون بها (بالمنمنمات) عن جميع الأحداث التي وقعت للرسول الكريم و كل ما يتعلق بالتراث الإسلامي.
فالحريري رسمها في سنة 1054 أي منذ 10 قرون و الواسطي من العراق. و أول تصميم للصور قام به الأمويون و أكبر دليل على ذلك الجامع الأموي المشهور بدمشق الذي يتضمن المئات من الصور. و يبقى أن هناك من رفض تصميم هذه المنمنمات و نشرها حتى في تلك الفترات، و اليوم هناك من يعترض على نشرها لكنه يبقى مجرد رأي و لماذا نفرضه على غيرنا؟ لماذا كانت الصور مسألة عادية عند المسلمين في عهد الأمويين و العباسيين؟ ولماذا لم يحدث للمسلمين تحديات العصر في ذلك العهد؟ فهل كان المسلمون في ضلالة من قبل؟ و في وقت يجب أن نعلم أن الإسلام دخل إلى آسيا الوسطى و الهند عن طريق هذه الصور التي لعبت دورا أساسيا في ذلك العصر لتبليغ الرسالة المحمدية لأهل تلك المنطقة.... فهل كان المسلمون في ضلالة من قبل؟
و لا نرى من العلماء من رفضوا تلك الصور عبر مختلف العصور إلا المتشددين الذين كانوا في ذلك العصر و رفضوا بطبيعة الحال رسم الرسول. هي صور موجودة في ساحة مسجد الأمويين، في الأندلس،الحمراء في غرناطة و غيرها من بقاع الأرض..... ماذا حل بنا حتى وصلنا إلى هذا الفكر الضيق في الدين و الأسلوب الذي نتحاور به و الذي لا يتطابق مع عاداتنا و لا مع إسلامنا؟ العجيب في الأمر هو أنه يوم كان المسلمون يرسمون هذه المنمنمات، كان المسيحيون و البزنطيون في القسطنطينية، يمنعونها واليوم انقلبت الآية و النتيجة أنه أصبح الشيخ خالد بن تونس، بكتابه "التصوف، الإرث المشترك" مسيئا للرسول في نظر جهلة التارخ الإسلامي
أما إثارة قضية الرسوم الخاصة برسول الله صلى الله عليه و سلم من طرف أولائك الذين انتقدوا الكتاب و جعلها حجر الأساس في كتاب الشيخ خالد بن تونس “التصوف الإرث المشترك” ما هي إلا محاولة تشويه حقائق الكتاب ومحاولة لطمس حقائق تاريخية ظهرت في هذا الكتاب و كشف عنها المؤلف من خلال التساؤلات التي طرحها و الصور النادرة التي نشرها.
و من بين هذه التساؤلات, أين هو ضريح أم المسلمين السيدة خديجة و السيدة فاطمة, أين هو مسجد و ضريح شهداء أحد, أين هي مقابر شهداء بدر, أين هو المكان الذي التقى فيه الرسول(ص) مع البعثة التي جاءت من المدينة المنورة في بعثة العقبة المشهورة مع سيدنا عباس, أين هي العقبة و أين هو المكان الذي ألقى فيه الرسول خطبة حجة الوداع و أين هو منزل الرسول في مكة المكرمة
صورة لبيعة العقبة مأخوذة منذ أكثر من قرن, لا وجود لها الآن…… صور لها أكثر من قرن لأماكن لا وجود لها الآن و السؤال المطروح لماذا هذه الأماكن غير موجودة اليوم و من قام بهدمها؟؟؟؟. أين أضرحة الصحابة و أين الأماكن المقدسة التي لا يجد لها أثرا من حج في أيامنا هذه؟؟؟؟.. من طمس كل هذه الآثار الإسلامية؟؟؟؟؟؟؟
هذه هي الأمور التي لا يريدونها أن تظهر و من ثم يسعون إلى مداراة الحقائق من خلال حديثهم عن الصور بهدف تحويل الأنظار و حتى لا يعاد النظر في التاريخ.
إن هذه المنمنمات هي صور من رسم الخيال تبين كيف كان مجلسه و كيف كانت العيون تنظر إليه خاشعة
إنه من المؤسف أن يكون التركيز على صورة الرسول لم يظهر فيها وصف للوجه و ليس فيها وصف بطريقة مخلة للآداب أو الاحترام. فهذه المنمنمات أو الصور موجودة في قصص الأطفال يتناقلونها وكل ما فعله الشيخ خالد بن تونس هو جمع شتات لوثائق موجودة في العالم حتى تكون وسيلة للدعوة إلى الله و لتحسين صورة الإسلام في أذهان غير المسلمين
ولايفوتني أن أشير إلى أن لابد من التمييز بين المنمنمات و الكاريكاتير.
فالمنمنمات يعود تاريخها إلى عهد الأمويين. فهي فن راقي من التراث الإسلامي كان المسلمون منذ قديم الزمان يعبرون بها (بالمنمنمات) عن جميع الأحداث التي وقعت للرسول الكريم و كل ما يتعلق بالتراث الإسلامي.
فالحريري رسمها في سنة 1054 أي منذ 10 قرون و الواسطي من العراق. و أول تصميم للصور قام به الأمويون و أكبر دليل على ذلك الجامع الأموي المشهور بدمشق الذي يتضمن المئات من الصور. و يبقى أن هناك من رفض تصميم هذه المنمنمات و نشرها حتى في تلك الفترات، و اليوم هناك من يعترض على نشرها لكنه يبقى مجرد رأي و لماذا نفرضه على غيرنا؟ لماذا كانت الصور مسألة عادية عند المسلمين في عهد الأمويين و العباسيين؟ ولماذا لم يحدث للمسلمين تحديات العصر في ذلك العهد؟ فهل كان المسلمون في ضلالة من قبل؟ و في وقت يجب أن نعلم أن الإسلام دخل إلى آسيا الوسطى و الهند عن طريق هذه الصور التي لعبت دورا أساسيا في ذلك العصر لتبليغ الرسالة المحمدية لأهل تلك المنطقة.... فهل كان المسلمون في ضلالة من قبل؟
و لا نرى من العلماء من رفضوا تلك الصور عبر مختلف العصور إلا المتشددين الذين كانوا في ذلك العصر و رفضوا بطبيعة الحال رسم الرسول. هي صور موجودة في ساحة مسجد الأمويين، في الأندلس،الحمراء في غرناطة و غيرها من بقاع الأرض..... ماذا حل بنا حتى وصلنا إلى هذا الفكر الضيق في الدين و الأسلوب الذي نتحاور به و الذي لا يتطابق مع عاداتنا و لا مع إسلامنا؟ العجيب في الأمر هو أنه يوم كان المسلمون يرسمون هذه المنمنمات، كان المسيحيون و البزنطيون في القسطنطينية، يمنعونها واليوم انقلبت الآية و النتيجة أنه أصبح الشيخ خالد بن تونس، بكتابه "التصوف، الإرث المشترك" مسيئا للرسول في نظر جهلة التارخ الإسلامي
أما إثارة قضية الرسوم الخاصة برسول الله صلى الله عليه و سلم من طرف أولائك الذين انتقدوا الكتاب و جعلها حجر الأساس في كتاب الشيخ خالد بن تونس “التصوف الإرث المشترك” ما هي إلا محاولة تشويه حقائق الكتاب ومحاولة لطمس حقائق تاريخية ظهرت في هذا الكتاب و كشف عنها المؤلف من خلال التساؤلات التي طرحها و الصور النادرة التي نشرها.
و من بين هذه التساؤلات, أين هو ضريح أم المسلمين السيدة خديجة و السيدة فاطمة, أين هو مسجد و ضريح شهداء أحد, أين هي مقابر شهداء بدر, أين هو المكان الذي التقى فيه الرسول(ص) مع البعثة التي جاءت من المدينة المنورة في بعثة العقبة المشهورة مع سيدنا عباس, أين هي العقبة و أين هو المكان الذي ألقى فيه الرسول خطبة حجة الوداع و أين هو منزل الرسول في مكة المكرمة
صورة لبيعة العقبة مأخوذة منذ أكثر من قرن, لا وجود لها الآن…… صور لها أكثر من قرن لأماكن لا وجود لها الآن و السؤال المطروح لماذا هذه الأماكن غير موجودة اليوم و من قام بهدمها؟؟؟؟. أين أضرحة الصحابة و أين الأماكن المقدسة التي لا يجد لها أثرا من حج في أيامنا هذه؟؟؟؟.. من طمس كل هذه الآثار الإسلامية؟؟؟؟؟؟؟
هذه هي الأمور التي لا يريدونها أن تظهر و من ثم يسعون إلى مداراة الحقائق من خلال حديثهم عن الصور بهدف تحويل الأنظار و حتى لا يعاد النظر في التاريخ.
- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
مبارك الميلي والعمودي وأحمد حماني يتهمون المتطرفين من الزاوية العليوية
الجمعة 21 أغسطس 2009, 09:14
مبارك الميلي والعمودي وأحمد حماني يتهمون المتطرفين من الزاوية العليوية
تمرّ هذه الأيام، ثلاثة وثمانون سنة عن محاولة اغتيال الشيخ عبد الحميد بن باديس، في مدينة قسنطينة، وبرغم أن الشيخ صفح عن الفاعل وأكمل مساره العلمي دون الالتفات إلى الجهة التي حاولت إطفاء نور أهم قنديل في تاريخ الجزائر، إلا أن الغموض مازال يلف هاته الحادثة التي نحاول الرجوع إليها، حسب رواية علمين من أعلام الجزائر، وهما الأستاذ الأمين العمودي والشيخ أحمد حماني، مفتي الجزائر، ولكن أهم مرجع هو بالتأكيد جريدة الشهاب الصادرة عام 1926، حيث دون الحادث الصحفي والعلامة مبارك الميلي، كما نقلت الحادثة باللغة الفرنسية جريدة لاديباش دي كونستونتين الصادرة في 30 جويلية 1927 بقلم صحفي رمز لاسمه بالحرفين (ن. ل)، وأجمعت كل التقارير الصحفية من هؤلاء العلماء على اتهام الطرقيين والمتطرفين منهم بالخصوص، الذين كانوا في حرب معلنة مع شيوخ جمعية العلماء المسلمين، رغم أن هذه الحرب وضعت أوزارها حسب بعض الروايات بعد لقاء جمع الشيخ بن عليوة الذي اتهمت زاويته بمحاولة الاغتيال والشيخ بن باديس.
ورأى هذا الأخير، أن يطوي صفحة محاولة اغتياله ويهتم بالأعداء الحقيقيين وهما الجهل والإستعمار.
الحادثة وقعت في إحدى الليالي القاتمة السواد من سنة 1926 عندما كان الشيخ بن باديس وكان حينها في السابعة والثلاثين من العمر، عائدا إلى بيته بعد أن أتحف تلاميذته كعادته بدرس في المسجد بعد صلاة العشاء، وكانت عقارب الساعة قد أعلنت التاسعة ليلا، وفي منحدر "مايو" بنهج "السود" بقسنطينة تفاجأ بهجوم من رجل شديد يحمل هراوة ويضرب الشيخ على رأسه، وبينما ظن الجاني أنه قتل الشيخ، ثم سلّ خنجرا "بوسعاديا" وحاول أن يزرعه في قلب بن باديس، ولكن العناية الإلهية أنجته فتدخل بعض المارة، ورغم محاولة المجرم الفرار، إلا أنهم قبضوا عليه واقتادوه إلى مركز الشرطة، فاعترف بجريمته وأثناء الاستجواب قال أنه أراد قتل رجل يحارب الدين الإسلامي لأنه يحارب الدين الحنيف، بعدم اعترافه بكرامات أولياء الله الصالحين. واتضح أن الجاني من سكان برج بوعريرج، وقال أثناء التحقيق أنه مبعوث من الزاوية العليوية التي كان مقرّها بمدينة مستغانم. وحسب الشيخ مبارك الميلي، فإن قاضي الاستنطاق كان فرنسيا يدعى "أودواندو" العامل بمحكمة قسنطينة الذي أمر بتحويل الجاني إلى محكمة الجنايات التي كانت تسمى "محكمة الجرائم".
وحسب تقرير الشرطة دائما، فإن الجاني عاش لمدة ثلاث سنوات بمدينة مستغانم، ثم عاد إلى برج بوعريريج ليقيم ملحقا للطريقة العليوية، وكان يقوم بإجبار متبعي الطريقة في برج بوعريريج بذكر اسم الجلالة "الله" ألف مرة، ثم يركزوا نظرهم في نقطة معينة حتى ينزل الله في ذواتهم، وتحول إلى شبه نبي في برج بوعريريج. أما عن شيخ الطريقة الأول فيقول الأستاذ الأمين العمودي، أنه المسمى بن عليوة الذي كان يشتغل في إصلاح الأحذية وكتب ذلك في الشهاب ويقول متبعوه حاليا أنه كان صيادا ومن أهل البيت، وبعد محاولة اغتيال بن باديس، تحدثت عدّة أقلام في الشهاب عن الشيخ بن عليوة، وقالت بعضها أنه اشترى قصرا بالعاصمة بحي "سانت أوجين" به حمام وتليفون وحديقة، ويطل على البحر، ومع ذلك توقفت المعركة منذ أن التقى الشيخ بن باديس بالشيخ بن عليوة، وحتى الطرقيون الذين أعلنوا حربا على الشيخ بن باديس منذ بداية العشرينات من العمر الماضي وضعوا أسلحتهم تماما كما فعل شيوخ جمعية العلماء المسلمين الذين كانوا وظلوا يرفضون "الزردات" وادعاء العصمة والخوارق باسم الدين الإسلامي.
المراجع:
La Depêche de constantine
كتاب البدعة والسنة لأحمد حماني
الشهاب
كتابات مبارك الميلي
كتابات الأمين العمودي
تمرّ هذه الأيام، ثلاثة وثمانون سنة عن محاولة اغتيال الشيخ عبد الحميد بن باديس، في مدينة قسنطينة، وبرغم أن الشيخ صفح عن الفاعل وأكمل مساره العلمي دون الالتفات إلى الجهة التي حاولت إطفاء نور أهم قنديل في تاريخ الجزائر، إلا أن الغموض مازال يلف هاته الحادثة التي نحاول الرجوع إليها، حسب رواية علمين من أعلام الجزائر، وهما الأستاذ الأمين العمودي والشيخ أحمد حماني، مفتي الجزائر، ولكن أهم مرجع هو بالتأكيد جريدة الشهاب الصادرة عام 1926، حيث دون الحادث الصحفي والعلامة مبارك الميلي، كما نقلت الحادثة باللغة الفرنسية جريدة لاديباش دي كونستونتين الصادرة في 30 جويلية 1927 بقلم صحفي رمز لاسمه بالحرفين (ن. ل)، وأجمعت كل التقارير الصحفية من هؤلاء العلماء على اتهام الطرقيين والمتطرفين منهم بالخصوص، الذين كانوا في حرب معلنة مع شيوخ جمعية العلماء المسلمين، رغم أن هذه الحرب وضعت أوزارها حسب بعض الروايات بعد لقاء جمع الشيخ بن عليوة الذي اتهمت زاويته بمحاولة الاغتيال والشيخ بن باديس.
ورأى هذا الأخير، أن يطوي صفحة محاولة اغتياله ويهتم بالأعداء الحقيقيين وهما الجهل والإستعمار.
الحادثة وقعت في إحدى الليالي القاتمة السواد من سنة 1926 عندما كان الشيخ بن باديس وكان حينها في السابعة والثلاثين من العمر، عائدا إلى بيته بعد أن أتحف تلاميذته كعادته بدرس في المسجد بعد صلاة العشاء، وكانت عقارب الساعة قد أعلنت التاسعة ليلا، وفي منحدر "مايو" بنهج "السود" بقسنطينة تفاجأ بهجوم من رجل شديد يحمل هراوة ويضرب الشيخ على رأسه، وبينما ظن الجاني أنه قتل الشيخ، ثم سلّ خنجرا "بوسعاديا" وحاول أن يزرعه في قلب بن باديس، ولكن العناية الإلهية أنجته فتدخل بعض المارة، ورغم محاولة المجرم الفرار، إلا أنهم قبضوا عليه واقتادوه إلى مركز الشرطة، فاعترف بجريمته وأثناء الاستجواب قال أنه أراد قتل رجل يحارب الدين الإسلامي لأنه يحارب الدين الحنيف، بعدم اعترافه بكرامات أولياء الله الصالحين. واتضح أن الجاني من سكان برج بوعريرج، وقال أثناء التحقيق أنه مبعوث من الزاوية العليوية التي كان مقرّها بمدينة مستغانم. وحسب الشيخ مبارك الميلي، فإن قاضي الاستنطاق كان فرنسيا يدعى "أودواندو" العامل بمحكمة قسنطينة الذي أمر بتحويل الجاني إلى محكمة الجنايات التي كانت تسمى "محكمة الجرائم".
وحسب تقرير الشرطة دائما، فإن الجاني عاش لمدة ثلاث سنوات بمدينة مستغانم، ثم عاد إلى برج بوعريريج ليقيم ملحقا للطريقة العليوية، وكان يقوم بإجبار متبعي الطريقة في برج بوعريريج بذكر اسم الجلالة "الله" ألف مرة، ثم يركزوا نظرهم في نقطة معينة حتى ينزل الله في ذواتهم، وتحول إلى شبه نبي في برج بوعريريج. أما عن شيخ الطريقة الأول فيقول الأستاذ الأمين العمودي، أنه المسمى بن عليوة الذي كان يشتغل في إصلاح الأحذية وكتب ذلك في الشهاب ويقول متبعوه حاليا أنه كان صيادا ومن أهل البيت، وبعد محاولة اغتيال بن باديس، تحدثت عدّة أقلام في الشهاب عن الشيخ بن عليوة، وقالت بعضها أنه اشترى قصرا بالعاصمة بحي "سانت أوجين" به حمام وتليفون وحديقة، ويطل على البحر، ومع ذلك توقفت المعركة منذ أن التقى الشيخ بن باديس بالشيخ بن عليوة، وحتى الطرقيون الذين أعلنوا حربا على الشيخ بن باديس منذ بداية العشرينات من العمر الماضي وضعوا أسلحتهم تماما كما فعل شيوخ جمعية العلماء المسلمين الذين كانوا وظلوا يرفضون "الزردات" وادعاء العصمة والخوارق باسم الدين الإسلامي.
المراجع:
La Depêche de constantine
كتاب البدعة والسنة لأحمد حماني
الشهاب
كتابات مبارك الميلي
كتابات الأمين العمودي
- العجيسيعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 1595
البلد :
نقاط : 1727
السٌّمعَة : 27
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
رد: خالد بن تونس:إثارة قضية الرسوم محاولة لتشويه حقائق الكتاب
الخميس 03 ديسمبر 2009, 15:40
تحياتي
شيخ خالد بن تونس و النقاش العميق للمرجعية الفكرية في زمن التعدد
لا ترمي الناس بالحجر وبيتك من زجاج
كلام فيه الكثير من الاختزال والتعميم,ونقد الاخر بوصفه داتا.
تسييس وتقديس الصورة,الاضرحة,الامكنة بأسم الداكرة الشعبية الاصيلة لأهداف غير معلنة.
(بقولون ان كتابى عن الصوفية كتاب شيطاني)كتاب يؤسس لتسلط ,غير باريء يرمى لاهداف سياسية .
( يريدون العودة بنا الى العصر الجاهلي,الرسول ولد في صحراء تحمل حضارة)الكاتب لا يفرق بين معنى الجاهلية والحضارة.
(لمادا المصريين لم يهدموا الاهرامات)لأنهم ولدوا في المغرب.
(فأعطينى حجتك وخد دليلى) ولدت مكة ولم اولد في باريس ايها المروغ !!!!
(اوروبا مفتوحة امامى) ملقى في قلب باروخ سبينوزا (وحدة الوجود)
(التصوف اسلامى) افلوطينى وبودى دخيل على الاسلام ولد في البصرةهدا تشويه ولعب باللغة .
(ابن تيمية قادري) اعتقد ان ابوه كان كدلك, لكن (عبدالحليم)عقيدته عقيدة اهل السنة والجماعة (واعماله حجة)
(السلفية ولدت في باريس) هدا اجتهاد وليس ولادة,وهل ولد ابوبكروعمر في باريس؟
وهل ولدت فلسفة الشيخ خالد بن تونس حول تراث جده في باريس ؟ اعتقد بأنها ولدت بعيون وتحريض فرنسي ومباركة مغربية. :pirat:
شيخ خالد بن تونس و النقاش العميق للمرجعية الفكرية في زمن التعدد
لا ترمي الناس بالحجر وبيتك من زجاج
كلام فيه الكثير من الاختزال والتعميم,ونقد الاخر بوصفه داتا.
تسييس وتقديس الصورة,الاضرحة,الامكنة بأسم الداكرة الشعبية الاصيلة لأهداف غير معلنة.
(بقولون ان كتابى عن الصوفية كتاب شيطاني)كتاب يؤسس لتسلط ,غير باريء يرمى لاهداف سياسية .
( يريدون العودة بنا الى العصر الجاهلي,الرسول ولد في صحراء تحمل حضارة)الكاتب لا يفرق بين معنى الجاهلية والحضارة.
(لمادا المصريين لم يهدموا الاهرامات)لأنهم ولدوا في المغرب.
(فأعطينى حجتك وخد دليلى) ولدت مكة ولم اولد في باريس ايها المروغ !!!!
(اوروبا مفتوحة امامى) ملقى في قلب باروخ سبينوزا (وحدة الوجود)
(التصوف اسلامى) افلوطينى وبودى دخيل على الاسلام ولد في البصرةهدا تشويه ولعب باللغة .
(ابن تيمية قادري) اعتقد ان ابوه كان كدلك, لكن (عبدالحليم)عقيدته عقيدة اهل السنة والجماعة (واعماله حجة)
(السلفية ولدت في باريس) هدا اجتهاد وليس ولادة,وهل ولد ابوبكروعمر في باريس؟
وهل ولدت فلسفة الشيخ خالد بن تونس حول تراث جده في باريس ؟ اعتقد بأنها ولدت بعيون وتحريض فرنسي ومباركة مغربية. :pirat:
- شيخ زاوية الهامل يدعو إلى منع كتاب خالد بن تونس من التداول
- مستغانم تحتفل بالذكرى المئوية الأولى للزاوية العلوية الدرقاوية الشاذلية من 25 إلى 31 جويلية 2009 وسط اتهامات من جمعية العلماء لزعيمها الروحي بالإساءة لرموز الإسلام لنشره صور الرسول وجبريل
- ''الخبر'' تنشر تفاصيل حادثة خالد لموشية قضية انتقاله إلى مونبوليي وعدم توظيفه ضد مالاوي ومرض شقيقته هي السبب
- سحب الرسوم المسيئة للرسول من كتاب ''الرسوم التي هزت العالم''
- تونس "الحرة" بطلة لأول مرة /تونس بطل افريقيا للمحليين/
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى