- فاطمة ليندةعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 3216
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 3912
السٌّمعَة : 29
تاريخ التسجيل : 08/07/2008
ما الحكمة من مشروعية الصيام ؟
الأحد 23 أغسطس 2009, 13:34
[size=21]الإجابة
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله
و على آله و صحبه و من والاه أما بعد :
لا بد أولا أن نعلم أن الله تعالى من أسمائه الحسنى ( الحكيم ) والحكيم مشتق من الحكم ومن الحكمة . فالله تعالى له الحكم وحده وأحكامه سبحانه في غاية الحكمة والكمال والإتقان .
ثانيا :أن الله تعالى لم يشرع حكما من الأحكام إلا وله فيه حكم عظيمة قد نعلمها وقد لا تهتدي عقولنا إليها وقد نعلم بعضها ويخفى علينا الكثير منها .
ثالثا : قد ذكر الله تعالى الحكمة من مشروعية الصيام وفرضه علينا في قوله سبحانه و تعالى :
( يا أيّها الّذين آمنوا كتب عليكم الصّيام كما كتب على الّذين من قبلكم لعلّكم تتّقون ) البقرة / 183 .
فالصيام وسيلة لتحقيق التقوى والتقوى هي فعل ما أمر الله تعالى به وترك ما نهى عنه .
فالصيام من أعظم الأسباب التي تعين العبد على القيام بأوامر الدين .
وقد ذكر العلماء رحمهم الله بعض الحكم من مشروعية الصيام وكلها من خصال التقوى ولكن لا بأس من ذكرها ليتنبه الصائم لها و يحرص على تحقيقها .
[size=25]فمن حكم الصوم :
1- أنّ الصّوم وسيلة إلى شكر النّعم , فالصيام هو كفّ النّفس عن الأكل والشّرب والجماع , وهذه من أجلّ النّعم وأعلاها , والامتناع عنها زمانا معتبرا يعرّف قدرها , إذ النّعم مجهولة , فإذا فقدت عرفت, فيحمله ذلك على قضاء حقّها بالشّكر .
2- أنّ الصّوم وسيلة إلى ترك المحرمات , لأنّه إذا انقادت النفس للامتناع عن الحلال طمعا في مرضاة اللّه تعالى , وخوفا من أليم عقابه , فأولى أن تنقاد للامتناع عن الحرام , فكان الصّوم سببا لاتّقاء محارم اللّه تعالى .
3- أنّ في الصّوم التغلب على الشّهوة , لأنّ النّفس إذا شبعت تمنّت الشّهوات , وإذا جاعت امتنعت عمّا تهوى , ولذا قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر الشّباب : من استطاع منكم الباءة فليتزوّج ; فإنّه أغضّ للبصر , وأحصن للفرج , ومن لم يستطع فعليه بالصّوم , فإنّه له وجاء ) .
4- أنّ الصّوم موجب للرّحمة والعطف على المساكين , فإنّ الصّائم إذا ذاق ألم الجوع في بعض الأوقات , ذكر من هذا حاله في جميع الأوقات , فتسارع إليه الرّقّة عليه , والرّحمة به , بالإحسان إليه , فكان الصوم سببا للعطف على المساكين .
5- في الصّوم قهر للشّيطان وإضعاف له , فتضعف وسوسته للإنسان فتقل منه المعاصي وذلك لأن ( الشّيطان يجري من ابن آدم مجرى الدّم
6- أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه لعلمه باطلاع الله عليه .
7- وفي الصيام التزهيد في الدنيا وشهواتها والترغيب فيما عند الله تعالى .
8- تعويد المؤمن على الإكثار من الطاعات وذلك لأن الصائم في الغالب تكثر طاعته فيعتاد ذلك .
فهذه بعض الحكم من مشروعية الصيام نسأل الله تعالى أن يوفقنا لتحقيقها ويعيننا على حسن عبادته.
والله أعلم .
انظر : تفسير السعدي (ص 116)
حاشية ابن قاسم على الروض المربع (3/344)
الموسوعة الفقهية (28/9) .
المصدر : --
الإسلام سؤال وجواب[/size][/size]
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله
و على آله و صحبه و من والاه أما بعد :
لا بد أولا أن نعلم أن الله تعالى من أسمائه الحسنى ( الحكيم ) والحكيم مشتق من الحكم ومن الحكمة . فالله تعالى له الحكم وحده وأحكامه سبحانه في غاية الحكمة والكمال والإتقان .
ثانيا :أن الله تعالى لم يشرع حكما من الأحكام إلا وله فيه حكم عظيمة قد نعلمها وقد لا تهتدي عقولنا إليها وقد نعلم بعضها ويخفى علينا الكثير منها .
ثالثا : قد ذكر الله تعالى الحكمة من مشروعية الصيام وفرضه علينا في قوله سبحانه و تعالى :
( يا أيّها الّذين آمنوا كتب عليكم الصّيام كما كتب على الّذين من قبلكم لعلّكم تتّقون ) البقرة / 183 .
فالصيام وسيلة لتحقيق التقوى والتقوى هي فعل ما أمر الله تعالى به وترك ما نهى عنه .
فالصيام من أعظم الأسباب التي تعين العبد على القيام بأوامر الدين .
وقد ذكر العلماء رحمهم الله بعض الحكم من مشروعية الصيام وكلها من خصال التقوى ولكن لا بأس من ذكرها ليتنبه الصائم لها و يحرص على تحقيقها .
[size=25]فمن حكم الصوم :
1- أنّ الصّوم وسيلة إلى شكر النّعم , فالصيام هو كفّ النّفس عن الأكل والشّرب والجماع , وهذه من أجلّ النّعم وأعلاها , والامتناع عنها زمانا معتبرا يعرّف قدرها , إذ النّعم مجهولة , فإذا فقدت عرفت, فيحمله ذلك على قضاء حقّها بالشّكر .
2- أنّ الصّوم وسيلة إلى ترك المحرمات , لأنّه إذا انقادت النفس للامتناع عن الحلال طمعا في مرضاة اللّه تعالى , وخوفا من أليم عقابه , فأولى أن تنقاد للامتناع عن الحرام , فكان الصّوم سببا لاتّقاء محارم اللّه تعالى .
3- أنّ في الصّوم التغلب على الشّهوة , لأنّ النّفس إذا شبعت تمنّت الشّهوات , وإذا جاعت امتنعت عمّا تهوى , ولذا قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر الشّباب : من استطاع منكم الباءة فليتزوّج ; فإنّه أغضّ للبصر , وأحصن للفرج , ومن لم يستطع فعليه بالصّوم , فإنّه له وجاء ) .
4- أنّ الصّوم موجب للرّحمة والعطف على المساكين , فإنّ الصّائم إذا ذاق ألم الجوع في بعض الأوقات , ذكر من هذا حاله في جميع الأوقات , فتسارع إليه الرّقّة عليه , والرّحمة به , بالإحسان إليه , فكان الصوم سببا للعطف على المساكين .
5- في الصّوم قهر للشّيطان وإضعاف له , فتضعف وسوسته للإنسان فتقل منه المعاصي وذلك لأن ( الشّيطان يجري من ابن آدم مجرى الدّم
6- أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه لعلمه باطلاع الله عليه .
7- وفي الصيام التزهيد في الدنيا وشهواتها والترغيب فيما عند الله تعالى .
8- تعويد المؤمن على الإكثار من الطاعات وذلك لأن الصائم في الغالب تكثر طاعته فيعتاد ذلك .
فهذه بعض الحكم من مشروعية الصيام نسأل الله تعالى أن يوفقنا لتحقيقها ويعيننا على حسن عبادته.
والله أعلم .
انظر : تفسير السعدي (ص 116)
حاشية ابن قاسم على الروض المربع (3/344)
الموسوعة الفقهية (28/9) .
المصدر : --
الإسلام سؤال وجواب[/size][/size]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى