انطلاق عملية تعويض الهوائيات المقعرة بتقنية الألياف البصرية

شرعت الحكومة في خطتها الرامية إلى القضاء على الهوائيات المقعرة العشوائية التي شوهت واجهات العمارات في مدن البلاد الكبرى، وذلك ببداية تجريبها لتكنولوجيا جديدة في قطاع الاتصالات اللاسلكية، على عينتين من أحياء العاصمة، وهما الحي الجديد بعين البنيان، وحي مختار زرهوني بالديار الخمس بالمحمدية.
وكشف حميد بصالح، وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، أن الحكومة قررت تعميم استعمال الألياف البصرية، أو ما يعرف بخدمة "المكون الثلاثي" أو ما يعرف بالنظام التماثلي، الذي يضمن الاستفادة من الهاتف والانترنت والتلفزيون.
وقال بصالح في تصريح للصحافة خلال زيارة قادته إلى كل من حي مختار زرهوني بالمحمدية وحي 1000 مسكن بعين البنيان غرب العاصمة، إن هذين الحيين سيكونان محور عملية نموذجية لتجريب الليف البصري "آف تي تي إيكس"، الذي تسعى الحكومة لتعميمه على بقية مدن البلاد في سياق سعيها للقضاء على الهوائيات المقعرة الفردية.
وذكر وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال أن اختيار النوع السالف ذكره من الألياف البصرية، إضافة إلى نوع آخر هو "أف تي تي أش"، جاء بناء على دراسة أثبتت قدرتهما على التكيف الفعال مع التجمعات السكانية الجديدة، كونها تسمح بتزويد السكنات الفردية بأجهزة التقاط القنوات التلفزيونية، إضافة إلى الاستفادة من شبكة الانترنت والهاتف في آن واحد.
ومن شأن هذه العملية النموذجية، حسب الوزير بصالح، أن ترتسم لدى الجهات المعنية بهذه القضية تقييم نوع التنظيم الواجب وضعه والوسائل التقنية الواجب استعمالها، وكذا التكلفة الإجمالية التي على الحكومة توفيرها لتعميم هذه التكنولوجيا على بقية المدن الجزائرية، وهو المشروع الذي قال الوزير إنه سيعرض على الحكومة في الأسابيع المقبلة للشروع في تجسيده.
وفي انتظار تحقيق هذا الهدف، أكد حميد بصالح أن الحكومة تدرس إمكانية استبدال الهوائيات المقعرة الفردية بهوائيات جماعية كبيرة، يجب ألا يتعدى عددها ثلاثة على مستوى كل عمارة، وهو ما من شأنه أن يضمن توفير خيارات كثيرة للمعنيين، على أن يتم توجيهها حسب اختيار المشتركين.
وتحوز الجزائر في الوقت الراهن على شبكة وطنية للألياف البصرية يبلغ طولها 37 ألف كلم، وهي واحدة من الشبكات المعتبرة في العالم، غير أنها تبقى غير مستغلة بالشكل المرغوب.