من وراء تهريب المآزر....المآزر تدخل أجندة المهرّبين

واجه أولياء التلاميذ بولايات الشرق الجزائري، عشية الدخول المدرسي، صعوبات في اقتناء المآزر بالألوان التي حددتها وزارة التربية وحسب مقاسات أبنائهم، مع تسجيل ارتفاع كبير في الأسعار. وأمام الندرة، دخلت المآزر والقماش بلونيه الوردي والأزرق أجندة المهربين على الحدود التونسية الذين وعدوا بإغراق السوق. وقف الأولياء بتبسة في حيرة أمام ندرة حادة في اللون المطلوب والمقاسات اللازمة لأبنائهم، مما فسح المجال لدخول الزي المدرسي الموحد أجندة المهربين؛ حيث تمكنت عصابات التهريب من إدخال الآلاف من المآزر الوردية الخاصة بالبنات انطلاقا من الأراضي التونسية، وتراوحت أسعارها بين 900 إلى 1200 دج. وتستمر معاناة أولياء تلاميذ المرحلة الابتدائية ذكورا، بعد أن اختلط عليهم الأزرق الفاتح بالأزرق الداكن. وحتى العائلات الميسورة الحال باتت تنتظر القدر المحتوم في انتظار ما تجود به سيارات المهربين الذين وعدوا بإغراق السوق المحلية بالقماش الأزرق ''سماوي'' كما يسمى باللسان الدارج. وقد تنوع حجم نشاط بعض محترفي مهنة الخياطة الذين يسهرون منذ أكثر من أسبوع بمحلاتهم للقضاء على ندرة المآزر الموحدة اللون، بعدما تمكنوا من توفير كمية قليلة من القماش حتى وإن كان من النوعية الرديئة. هذا الوضع جعل العائلات بين مطرقة الاستدانة وسندان المهربين، في ظل تغاضي وزارة التربية الوطنية عن التكفل بمآزر نموذجية تفرض لأول مرة في جزائر الاستقلال، وفي ظل ارتفاع سعر البترول والغاز. لتكرّس مرة ثانية ربما، عملية استيراد تغني الأغنياء ببيع القماش، مثلما باعوا خلال السنوات السابقة دهن السيارات الأصفر المخصص لسيارات الأجرة. ويلتحق، نهار اليوم، العشرات من التلاميذ بمقاعد الدراسة بمختلف الأطوار بولاية سكيكدة دون مآزر، لعدم توفر الألوان المحددة من قبل وزارة التربية الوطنية في الكثير من الأسواق والمحلات. وقد لوحظ ازدحام كبير على الباعة الذين رفعوا من الأسعار التي بلغت حد الـ800 دينار جزائري للمئزر الواحد، السبب الذي جعل عشرات المواطنين يعجزون عن شراء أكثر من مئزر واحد في حالة توفر اللون المطلوب من قبل وزارة التربية. وبرر بعض الباعة ارتفاع أسعار المآزر، بالنقص في اللون المطلوب وعدم توفر القماش في سوق الجملة.