انسداد طال أمده

لأول مرة تستمر عطلة العيد أسبوعا كاملا، فالمحلات ما تزال مغلقة والمطاعم، والفلاحون وتجار الخضر والفواكه ما زالوا ''يحتفلون'' بالعيد على طريقتهم، ما زاد في ارتفاع أسعار الخضر والفواكه إلى سقف غير مسبوق· لا أدري إن كان الوضع سيستمر على هذا المنوال في الأيام المقبلة، لكن الأكيد أن الفوضى عمت كل أوجه الحياة، وكأن البلاد استقالت كلها·
ثم أين هي الحكومة مما يحصل في البلاد من تجاوزات في حق المواطنين؟ ولم تعد المخابز وحدها التي تعرقل حياة العاصميين بعد العيد، مثلما كان شائعا في السنوات السابقة، بل عمت الفوضى وعدم الوعي بالمسؤولية الاجتماعية كل أوجه الحياة في هذا الدخول المدرسي الصعب· الغريب أن هذه الفوضى تصادف الذكرى الرابعة للمصالحة الوطنية، التي كان من المفروض أنها قضت على كل المآسي التي لحقت بالمجتمع الجزائري، فالمصالحة ليست العفو فقط على من قتلوا وسبوا ونكلوا··· كنا نظن أنها تعني احترام الآخر، والعمل سوية على بناء مجتمع عصري يتآزر أفراده ويتكافلون بينهم أمام المحن·
لكن محن الجزائريين اليوم ليست المجازر فقط، بل ومعها التسيب الذي عم كل جهات الوطن، والتفكك الذي لا تكفي مصالحة أخرى أو مصالحات لرأب الصدع الذي خلفه· كنت أتمنى أن تتحرك جهات مسؤولة لتعمل على تحريك الحياة، لا أقول السياسية فهذه ألفنا سباتها، وشطحاتها المناسباتية، وإنما لإجبار الموظفين والعمال والتجار على التزامهم جميعا بالمهام الموكلة إليهم، لتسهيل حياة المواطنين، لكن لا أحد حرك ساكنا، ربما لأن الحكومة هي نفسها مستقيلة وغائبة عن الحياة السياسية، ولم يغير الدخول الاجتماعي في أمرها شيئا· ربما نحن بحاجة الآن إلى مشروع انتخابات أخرى لتحريك الوضع، ليكون مرجعية وحجة للمسؤولين يتوارون خلفها، بقولهم ''خليها لما بعد الانتخابات''!!!
حدة حزام