السعيد عبادو يصرح : لم يخطر ببالنا أن الفرنسيين لديهم الجرأة لتمجيد الخونة

انتقدت المنظمة الوطنية للمجاهدين التدابير التي تستعد فرنسا لاتخاذها لمصلحة الحركى، بعد إعلان وزير الدولة المنتدب للدفاع وقدامى المحاربين عن إنشاء مؤسسة في فرنسا لذاكرة حرب الجزائر، حيث رد الأمين العام، سعيد عبادو، على ذلك الإعلان بأن تمجيد التعامل من قبل أعداء الأمس يشكل موقفا غير لائق·
صرح الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، سعيد عبادو، أن ''تمجيد الخونة من طرف استعمار الأمس موقف يدعو للاشمئزاز''، وقال خلال ندوة تاريخية أقيمت بمناسبة إحياء الذكرى الـ53 لمعركة تغاسرة أورشماضس التي وقعت خريف عام 1956 بمنطقة عين زعطوط بأقصى شمال الزيبان ''لم يخطر على بالنا أن الفرنسيين كانت لديهم الجرأة لتمجيد الخونة''، مستطردا بالقول ''نحن كمجاهدين نشمئز من هذا الموقف''·
وتساءل في ذات السياق ''متى كانت الخيانة لها قيمة سواء من هذا الشعب الجزائري؟'' مشددا على عدم قبول ''تكوين مؤسسات للخيانة وتشجيع الخيانة وتسرب الخونة هنا وهناك''·
وبعد أن أبرز أن الاستعمار لا يتوانى في تمجيد ذاته بالادعاء أنه مصدر للتحضر والتقدم، ذكر الأمين العام لمنظمة المجاهدين أن الجزائر عاشت حملات خطيرة مماثلة إبان فترة الكفاح ونجحت في إجهاضها، مشيرا إلى أن الهجمات المغرضة اليوم يمكن مواجهتها من خلال عدة وسائل كانتهاج أسلوب التوعية في أوساط المواطنين وتوظيف الإعلام الوطني·
للتذكير، فإن ردة فعل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين جاءت على إثر إعلان فرنسا رسميا مع مطلع الأسبوع الجاري إنشاء مؤسسة لذاكرة حرب الجزائر تتكفل بسلسلة من الإجراءات لصالح الحركى طبقا لقانون اعتمد في 2005 وبقي من حينها حبرا على ورق، حيث سبق لوزير الدولة المنتدب للدفاع وقدامى المحاربين، أوبير فالكو، أن أعلن بمناسبة اليوم الوطني للحركى ''أنه يجري حاليا إنشاء مؤسسة لذاكرة حرب الجزائر، وأن ذلك أمر إيجابي''، حيث من المتوقع أن تساهم عدة جمعيات منها الذكرى الفرنسية والوجوه المشوهة والاتحادية الوطنية، أندري ماجينوه، ماليا في هذه المؤسسة، شأنها في ذلك شأن الدولة التي ستخصص لها ميزانية بدائية قيمتها سبعة ملايين أورو، حسب ما أكده فالكو· كما أفادت وزارة الدولة المنتدبة للدفاع وقدامى المحاربين أن من بين أهداف مؤسسة ذاكرة حرب الجزائر إنشاء ذاكرة تاريخية مشتركة تستند إلى أعمال تاريخية جدية· تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأسبق، جاك شيراك، هو من بادر بفكرة إنشاء مؤسسة ذاكرة حرب الجزائر، حيث أدرجها في قانون 2005 كاعتراف من فرنسا ومساهمة وطنية لصالح الفرنسيين العائدين، حيث أثار النص الذي يتحدث عن الدور الإيجابي للاستعمار والذي حذفه شيراك بعد تبنيه توترا في العلاقات الفرنسية -الجزائرية· وكانت الجزائر قد طلبت من فرنسا الاعتراف بارتكابها جرائم خلال حقبة الاستعمار التي دامت 132 سنة، لكن الرئيس نيكولا ساركوزي رفض أي اعتراف بالندم، معتبرا أنه شكل من أشكال كره الذات والتنكيل ببلاده·
لتتجدد بذلك قضية الحركى مع إعلان فالكو عن إجراءات لصالح الحركى يؤكد فيها أنه علاوة على اعتراف الأمة المعنوي يجب عليها اعترافا ملموسا، أي اجتماعيا واقتصاديا·