شخصية جحا بين الحقيقه والخيال

شخصية جحا بين الحقيقه والخيال

شخصية جحا بين الحقيقه والخيال ...
ان الادب الشعبي هو جزء اساس من الحياة الاجتماعيه في أي بلد بل لعله يرمز له بدقه متناهيه فربما يقرأ تاريخ أي بلد من ادبه الشعبي خصوصا وانه يمس الواقع بدون أي تصنع فألادب الشعبي يتعرض الى نمط الناس وواقعهم المعاش دون المرور الى السلاطين او الجلاوزه فهو يكتب بصدق وعفويه كبيره ولذلك فقد ركز عليه من قبل البعض ودرس بعمق وقد أثرت شخصيه جحا في الواقع العربي تأثيرا كبيرا فجحا موجود في كل المجتمعات العربيه والكل يتندر بنكاته او حماقاته مع ان المصادر التي تؤكد وجوده تقول انه مولود في الكوفه أي انه شخصيه عاشت لفتره من الزمن ولكن اثرت في الواقع العربي تاثيرا كبيرا وربما اضيفت الى شخصيته الكثير من المقالب حتى وان كان برئ منها فهو يرمز لحاله معينه ولذلك فهو يتحمل ما يحمل على كاهله من امور وربما لتشابه المجتمعات وطرق تفكيرها فهو مقبول في كل ارض .تعتبر شخصية جحا جزءا من الموروث الشعبي الذي كثيرا ما يستدل به البعض او يأخذه على سبيل النكته فهل هذه الشخصيه هي شخصية واقعيه عاشت بين الناس او أنها مجرد تعبير مجازي اتخذه البعض للدلاله عن الحمقى في التاريخ أي انها شخصية اسطوريه ترمز لحاله معينه ولايوجد لها أي اساس في الواقع أن الشخصيه الرمزيه تدل وتعبر عن واقع المجتمع بل انها تصفه وتنتقد اليته بشى من السخريه وهو نقد ربما يكون مقبولا خصوصا وان البعض يأخذه على سبيل او اساس المزحه لاأكثر وقد اثارت شخصية جحا لغطا كبيرا بين الدارسين حيث اكثرت عليه المقالب وحملته ثقلا كبيرا فربما تكون شخصيه مصطنعه مع اني اميل الى الرأي على انها شخصيه لها وجود ولكنها حملت فوق طاقتها من المقالب او النوادر وهو رأي اكثر الدارسين لهذه الشخصيه المضحكه او التي تثير الضحك بمعنى ادق .بعض المؤرخين اكدوا ان جحا هو شخصيه عاشت في القرن السادس الهجري وقد امتازت بتصنع الكثير من المقالب خصوصا مع السلاطين او الامراء وكانوا يكرمون جحا كل الكرم ارضاءا لنوادره فهي كانت تثير مجالسهم وتكثر فيه القهقهات فقد امتاز جحا بسرعة البديهيه في اصعب الحالات ارباكا ..وقد ذكرت هذه الشخصيه في الكثير من المصادر التاريخيه وقد ذكرها كتاب كبار امثال الجاحظ او ابن الجوزي وقد جمعت نوارده في كتاب خاص سمي نوادر جحا وفيه الكثير من المقالب التي اثارها جحا في مجالسه او حياته في الاسواق.وربما اعتبر جحا نموذجا للمغفلين او الحمقى او ممن امتاز بتصنع ذلك أي ان جحا هو ربما كان شخصيه حقيقيه ولكن اصبح دلاله عن هذا النموذج أي الحق بكل من امتاز بألحمقى او تصنع المقالب او ممن امتاز بسرعة البديهيه في الاحكام أي ان جحا هو رمز ودلاله فقط يمكن ان يصاب بها كل من يحمل هذه الميزه او هذا الخط في الحياه وما اكثرهم في مجتمعنا ومن نوادر جحا انه سأل يوما هل تعلمت الحساب يا جحا فقال نعم فقيل له كيف تقسم اربعة دراهم على ثلاثة رجال فقال على الفور اعطي الأول والثاني كل واحد درهمان والثالث لا نصيب له ومن نوادره ايضا ان جحا تسلم القضاء فجاءه جزار يشتكي من ان هذا الرجل قد سرق منه بعض الدراهم فأخذ جحا الدراهم ووضعها في وعاء فيه ماء حار فلاحظ خروج بعض الدهون من القطع النقديه فأعادها الى الجزاء وحاكم اللص ...في هذا الموقف يثبت جحا دهاءه في الحكم واختيار الطريقه المثلى لبيان الحقيقه ومن نوادر جحا ايضا ان رجلا ذبح دجاجه ونتف ريشها فأعطاها الى الخباز ليشويها فلما نضجت اكلها الخباز فجاء الرجل ليأخذ دجاجته فقال له الخباز ان الدجاجه بعد نضجت اصبح لها جناحان وطارت فأخذ الرجل الخباز وجاء الى جحا ليفصل بينهما وبعد ان سمع القصه كامله طلب منهما الحضور في اليوم الثاني وبعد ان وقفا امام القاضي قال جحا للخباز ان ارغفة الخبز التي ارسلتها لي بألامس مسحوره فطارت فلن اعطيك ثمنها فقال له الخباز كيف تطير الارغفه يا جحا فقال جحا على الفور ان الذي يطير الدجاجه قادر على ان يطير الارغفه يا رجل .. ومن نوادره ايضا انه بينما كان جالسا عند الوالي جاء رجلان وقد اختلفا على ازالة الاوساخ الموجوده في الشارع الذي يفصل بين دارهما فقال الوالي لجحا افصل بين الاثنان يا جحا فقال بما ان الشارع هو شارع عام فيجب على الوالي بأن يزيل الاوساخ .أذن أرتبطت هذه الشخصيه احيانا بألغباء المطبق وأحيانا أخرى بألفطنه والدهاء وشخصية بهذه المواصفات ليست بألشخصيه العاديه بل ربما تمثل الازدواجيه على نطاقها الواسع وأغلب الظن ان هذه الشخصيه ان وجدت فهي شخصيه تصطنع الغباء والدهاء احيانا من باب التندر فكيف يتم التوفيق بين شخصيه لاتستطيع ان تحصي عشرة حمير احيانا وبين شخصيه تفصل بقضايا الناس المعقده بأسلوب ذكي وطريف ايضا .اذن يبقى جحا رمزا لهذه الصوره التي تضحك الناس في كل وقت ومكا