- gramoعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 2387
البلد :
نقاط : 4450
السٌّمعَة : 37
تاريخ التسجيل : 19/03/2009
أحسن القول وطيّب الكلام
الجمعة 30 أكتوبر 2009, 16:34
لا تتكلم فيما لا يعنيك، واعرف عدوك واحذر صديقك إلا الأمين ولا أمين إلا من يخشى الله، ولا تمش مع الفاجر فيعلمك من فجوره، ولا تطلعه على سرك، ولا تشاور في أمرك إلا الذين يخشون الله عز وجل"، تلك هي وصية عمر بن الخطاب، مضيفا "من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه".
فالكلام الطيب يستسيغه السامع والتعبير الحسن تميل إليه النفوس، واللهجة اللينة تحرك العواطف، وتشرح الصدر، والكلام الحسن أساس نجاح الفرد والمجتمع وسبب في تكوين أمة راقية، ولا يكون الكلام حسنا إلا إذا صدر عن الإنسان بعد رويّة وتؤدة وتفكير عميق وسليم، بينما الكلام السيئ كثيرا ما يولد الخصام والنزاع، ويكون سببا في نشر الفوضى والحقد، لأنه يقع عند سامعه موقع الاستهجان. مما جعل العلماء والمصلحين يهتمون بأسلوب الكلام ومدى بلاغته وأثره على السامع، فدعوا جميعا إلى التحلي بآداب المخاطبة واختيار اللهجة اللطيفة ليكسب المتكلم حب السامع له مهما كان مكان الكلام وزمانه ومناسبته. وهذا ما دعا إليه خالقنا رب العالمين وأمر رسوله عليه الصلاة والسلام بتبلغيه "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا" "الإسراء 53".
إنه أمر واضح من رب العالمين لعباده المؤمنين أن يحسنوا الكلام الذي تطيب إليه النفوس أثناء مخاطبتهم لغيرهم وكذلك أثناء محاورتهم، لأنهم إذا لم يفعلوا ذلك، ويختارون الكلام السيئ والخبيث فإن الشيطان يفسد بينهم ويشعل نار الفتنة بينهم، فيحصل الشر وتقع الخصومة الخطيرة. فالقرآن يأمر بحسن القول "وقولوا للناس حسنا" "البقرة 82" ويأمر بخفض الصوت باعتباره من أمارات الكلام الحسن "واغضض من صوتك" "لقمان 18"، ويدعو إلى معاملة الناس ببشاشة ومخاطبتهم بهدوء ورحابة صدر، وينفر من الغلظة والصلابة، فيقول الله تعالى متوجها إلى رسوله عليه الصلاة والسلام "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" "آل عمران 159".
فلا غرابة في ذلك لأن الكلام الرقيق برفق، الذي تألفه القلوب هو المعبر عما يكنه المتكلم من صدق وإخلاص ورحمة إلى غيره. لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لن تؤمنوا حتى ترحموا؛ قالوا يا رسول الله كلنا رحيم؛ قال: إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكنها رحمة عامة".
فالإنسان قد يهش لأصدقائه حين يلقاهم، وقد يرقّ لأولاده حتى يراهم، وهذا أمر يشيع بين الكثير بيد أن المفروض في المؤمن أن تكون دائرة رحمته أوسع فهو يبدي بشاشته ويظهر مودّته ورحمته لعامة من يلقى ويتخاطب معهم، ويتعامل بحب وتسامح وهدوء. فالدين الاسلامي دين الاجتهاد والتفتح والانفتاح والتسامح والتآخي والتضامن والتآزر أكد على لطف الكلام وأطيبه حتى مع الأعداء لأنه يطفئ خصومته ويوقف على الأقل تطور الشر وتفاقم العداء. فقد قال الله تعالى "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" "فصلت 34".
وفي تعويد الناس على حسن التعبير مهما اختلفت أحوالهم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق" فالكلام الطيب خصلة تسلك مع ضروب البر ومظاهر الفضل التي ترشح صاحبها لرضوان الله، والإسلام يرى أن الحرمان مع الأدب أفضل من العطاء مع البذاءة "قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم" "البقرة 263"، فمصالحة الإنسان مع نفسه وذاته، ومصالحته مع غيره خير سبيل لنشر السلم والسلام وزرع الثقة بين الفرد والمجتمع.
والكلام الحسن والطيب أفضل منهج لبناء مجتمع متطور متكافل فاضل آمن أمين تسوده روح الوفاق، وينصرف فيه الجميع إلى العمل الجاد من أجل المصلحة الوطنية، وبما أننا ننتمي إلى الحضارة العربية الإسلامية التي هي في جوهرها حضارة الأخلاق والاجتهاد والإصلاح لا تريد إلا خير الإنسان، وكرامة الإنسان ونبذ الانغلاق والتعصب والتحجر والعنف والحقد والحسد، وغيرها من الصفات المذمومة، فإن الواجب يحتّم علينا جميعا- معشر العرب والمسلمين- أن نقبل النقد الرفيع والنافع الذي يحفزنا إلى العمل بجد وإخلاص للرفع من شأن أمتهنا في كنف السلم والوئام، وأن ينهج غيرنا نفس المنهج الأخلاقي الرفيع، فالله ربنا جميعا وخالقنا، وسوف يحاسبنا على أعمالنا؛ فقد قال الله تعالى "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون" "النحل 97"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تبسمك في وجه أخيك لك صدقة".
وإذا كان الله تعالى قد قال "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" "الحجرات آية 13"، فإن الرسول عليه والصلاة والسلام زاد توضيحا في قوله "الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف". وقال صلى الله عليه وسلم "حببوا الله إلى عباده يحبكم الله"، وقال تعالى "إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه" "فاطر آية 10"، فيا ابن آدم أحسن القول وطيب الكلم.
فالكلام الطيب يستسيغه السامع والتعبير الحسن تميل إليه النفوس، واللهجة اللينة تحرك العواطف، وتشرح الصدر، والكلام الحسن أساس نجاح الفرد والمجتمع وسبب في تكوين أمة راقية، ولا يكون الكلام حسنا إلا إذا صدر عن الإنسان بعد رويّة وتؤدة وتفكير عميق وسليم، بينما الكلام السيئ كثيرا ما يولد الخصام والنزاع، ويكون سببا في نشر الفوضى والحقد، لأنه يقع عند سامعه موقع الاستهجان. مما جعل العلماء والمصلحين يهتمون بأسلوب الكلام ومدى بلاغته وأثره على السامع، فدعوا جميعا إلى التحلي بآداب المخاطبة واختيار اللهجة اللطيفة ليكسب المتكلم حب السامع له مهما كان مكان الكلام وزمانه ومناسبته. وهذا ما دعا إليه خالقنا رب العالمين وأمر رسوله عليه الصلاة والسلام بتبلغيه "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا" "الإسراء 53".
إنه أمر واضح من رب العالمين لعباده المؤمنين أن يحسنوا الكلام الذي تطيب إليه النفوس أثناء مخاطبتهم لغيرهم وكذلك أثناء محاورتهم، لأنهم إذا لم يفعلوا ذلك، ويختارون الكلام السيئ والخبيث فإن الشيطان يفسد بينهم ويشعل نار الفتنة بينهم، فيحصل الشر وتقع الخصومة الخطيرة. فالقرآن يأمر بحسن القول "وقولوا للناس حسنا" "البقرة 82" ويأمر بخفض الصوت باعتباره من أمارات الكلام الحسن "واغضض من صوتك" "لقمان 18"، ويدعو إلى معاملة الناس ببشاشة ومخاطبتهم بهدوء ورحابة صدر، وينفر من الغلظة والصلابة، فيقول الله تعالى متوجها إلى رسوله عليه الصلاة والسلام "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" "آل عمران 159".
فلا غرابة في ذلك لأن الكلام الرقيق برفق، الذي تألفه القلوب هو المعبر عما يكنه المتكلم من صدق وإخلاص ورحمة إلى غيره. لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لن تؤمنوا حتى ترحموا؛ قالوا يا رسول الله كلنا رحيم؛ قال: إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكنها رحمة عامة".
فالإنسان قد يهش لأصدقائه حين يلقاهم، وقد يرقّ لأولاده حتى يراهم، وهذا أمر يشيع بين الكثير بيد أن المفروض في المؤمن أن تكون دائرة رحمته أوسع فهو يبدي بشاشته ويظهر مودّته ورحمته لعامة من يلقى ويتخاطب معهم، ويتعامل بحب وتسامح وهدوء. فالدين الاسلامي دين الاجتهاد والتفتح والانفتاح والتسامح والتآخي والتضامن والتآزر أكد على لطف الكلام وأطيبه حتى مع الأعداء لأنه يطفئ خصومته ويوقف على الأقل تطور الشر وتفاقم العداء. فقد قال الله تعالى "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" "فصلت 34".
وفي تعويد الناس على حسن التعبير مهما اختلفت أحوالهم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق" فالكلام الطيب خصلة تسلك مع ضروب البر ومظاهر الفضل التي ترشح صاحبها لرضوان الله، والإسلام يرى أن الحرمان مع الأدب أفضل من العطاء مع البذاءة "قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم" "البقرة 263"، فمصالحة الإنسان مع نفسه وذاته، ومصالحته مع غيره خير سبيل لنشر السلم والسلام وزرع الثقة بين الفرد والمجتمع.
والكلام الحسن والطيب أفضل منهج لبناء مجتمع متطور متكافل فاضل آمن أمين تسوده روح الوفاق، وينصرف فيه الجميع إلى العمل الجاد من أجل المصلحة الوطنية، وبما أننا ننتمي إلى الحضارة العربية الإسلامية التي هي في جوهرها حضارة الأخلاق والاجتهاد والإصلاح لا تريد إلا خير الإنسان، وكرامة الإنسان ونبذ الانغلاق والتعصب والتحجر والعنف والحقد والحسد، وغيرها من الصفات المذمومة، فإن الواجب يحتّم علينا جميعا- معشر العرب والمسلمين- أن نقبل النقد الرفيع والنافع الذي يحفزنا إلى العمل بجد وإخلاص للرفع من شأن أمتهنا في كنف السلم والوئام، وأن ينهج غيرنا نفس المنهج الأخلاقي الرفيع، فالله ربنا جميعا وخالقنا، وسوف يحاسبنا على أعمالنا؛ فقد قال الله تعالى "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون" "النحل 97"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تبسمك في وجه أخيك لك صدقة".
وإذا كان الله تعالى قد قال "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" "الحجرات آية 13"، فإن الرسول عليه والصلاة والسلام زاد توضيحا في قوله "الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف". وقال صلى الله عليه وسلم "حببوا الله إلى عباده يحبكم الله"، وقال تعالى "إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه" "فاطر آية 10"، فيا ابن آدم أحسن القول وطيب الكلم.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى