- rababعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 1096
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 367
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/06/2008
القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد
الخميس 17 يوليو 2008, 17:45
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما بعد:
لا يزال الحديث موصولا مع قرائنا الأعزاء حول الرد على هذه البدعة المنكرة، وهي إنكار تقسيم التوحيد إلى أقسامه الثلاثة المعهودة خلفًا عن سلف الأمة، والتي دل عليها الاستقراء التام لنصوص الشرع، وإليك أخي المسلم:
دلالة كلمة التوحيد على هذا التقسيم
بل إن كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" التي هي أصل الدين وأساسه قد دلت على أقسام التوحيد الثلاثة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وشهادة أن لا إله إلا الله فيها الإلهيات، وهي الأصول الثلاثة توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، وهذه الأصول الثلاثة تدور عليها أديان الرسل وما أُنزل إليهم، وهي الأصول الكبار التي دلت عليها وشهدت بها العقول والفطر".
وأما وجه دلالة هذه الكلمة العظيمة على أقسام التوحيد الثلاثة فظاهرة تمامًا لمن تأملها، فقد دلت على إثبات العبادة لله ونفيها عمن سواه، كما دلت أيضًا على توحيد الربوبية، فإن العاجز لا يصلح أن يكون إلهًا، ودلت على توحيد الأسماء والصفات، فإن مسلوب الأسماء والصفات ليس بشيء، بل هو عدم محض، كما قال بعض العلماء: المشبه يعبد صنمًا، والمعطل يعبد عدمًا، والموحد يعبد إله الأرض والسماء.
ذكر بعض أقوال السلف في تقرير هذه الأقسام
كُتب السلف الصالح مليئة بالتصريح تارة والإشارة تارة إلى هذه الأقسام، ولو ذهبتُ أنقل كلَّ ما أعلمه من أقوالهم في ذلك لطال المقام، لكن حسبي أن أورد هنا بعض النقول عن سلف هذه الأمة، من النصوص المشتملة على ذكر أقسام التوحيد الثلاثة.
1- قال الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت المتوفى سنة 150ه في كتابه الفقه الأوسط يدُعى من أعلى لا من أسفل؛ لأنَّ الأسفل ليس الأوسط وصف الربوبية والألوهية في شيء.
فقوله: "يُدعى من أعلى لا من أسفل" إثبات العلو لله، وهو من توحيد الأسماء والصفات، وفيه رد على الجهمية والمعتزلة والأشاعرة والماتريدية وغيرهم من نفاة العلو.
وقوله: "من وصف الربوبية" فيه إثبات توحيد الربوبية.
وقوله: "والألوهية": فيه إثبات توحيد الألوهية.
2- قال ابن منده في كتابه "التوحيد": أخبرنا محمد بن أبي جعفر السرخسي ثنا محمد بن سلمة البلخي ثنا بشر بن الوليد القاضي عن أبي يوسف القاضي (يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الكوفي صاحب أبي حنيفة المتوفى سنة 182ه) أنه قال: ليس التوحيد بالقياس، ألم تسمع إلى قول الله عز وجل في الآيات التي يصف بها نفسه أنه عالم قادر، مالك، ولم يقل: إني عالم قادر، لعلة كذا أقدر، بسبب كذا أعلم، وبهذا المعنى أملك، فلذلك لا يجوز القياس في التوحيد، ولا يعرف إلا بأسمائه، ولا يوصف إلا بصفاته، وقد قال الله تعالى في كتابه: يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الآية، وقال: أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء، وقال: إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر الآية.
قال أبو يوسف: لم يقل الله: انظر كيف أنا... وكيف أنا القادر وكيف أنا الخالق، ولكن قال: انظر كيف خلقت، ثم قال: والله خلقكم ثم يتوفاكم، وقال: وفي أنفسكم أفلا تبصرون أي تعلم هذه الأشياء، لها رب يقلّبها ويبديها ويعيدها،... مُكوَّنٌ ولك مَن كونك، وإنما دلَّ الله عز وجل خلقه بخلقه ليعرفوا أن لهم ربا يعبدونه ويطيعونه ويوحدونه، ليعلموا أنه مكونهم، لا هم كانوا، ثم تسمَّى، فقال: أنا الرحمن، وأنا الرحيم وأنا الخالق وأنا القادر وأنا المالك،... هذا الذي كونكم يُسمى المالك القادر الله الرحمن الرحيم، بها يوصف.
ثم قال أبو يوسف: يُعرف الله بآياته وبخلقه، يُوصف بصفاته، ويُسمى بأسمائه كما وصف في كتابه، وبما أدَّى إلى الخلق رسوله.
ثم قال أبو يوسف: إن الله عز وجل خلقك وجعل فيك آلات وجوارح، عجز بعض جوارحك عن بعض، وهو ينقلك من حال إلى حال، لتعرف أن لك ربا، وجعل فيك نفسك عليك حجة بمعرفته تعرف بخلقه، ثم وصف نفسه فقال: أنا الرب وأنا الرحمن، وأنا الله وأنا القادر، وأنا المالك، فهو يوصف بصفاته ويُسمى بأسمائه، قال الله تعالى: قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى، وقال: ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه، وقال: ((لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ << ، فقد أمر الله أن نوحده، وليس التوحيد بالقياس ؛ لأن القياس يكون في شيء له شبه ومثل، فالله تعالى وتقدس لا شبه له ولا مثيل له تبارك الله أحسن الخالقين.
ثم قال: وكيف يُدرك التوحيد بالقياس، وهو خالق الخلق بخلاف الخلق، ليس كمثله شيء تبارك وتعالى وقد أمرك الله عز وجل أن تؤمن بكل ما أتى به نبيه صلى الله عليه وسلم ، فقال: قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون، فقد أمرك الله عز وجل بأن تكون تابعًا سامعًا مطيعًا، ولو يوسَّع على الأمة التماس التوحيد وابتغاء الإيمان برأيهم وقياسهم وأهوائهم إذًا لضلوا، ألم تسمع إلى قول الله عز وجل: ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن، فافهم ما فسر به ذلك.
ورواه أيضًا الإمام الحافظ قوام السنة أبو القاسم إسماعيل التيمي الأصبهاني المتوفى سنة 535ه في كتابه "الحجة في بيان المحجة وشرح التوحيد ومذهب أهل السنة"، ولأهميته عنده خصَّه بفصل مستقل فقال: "فصل في النهي عن طلب كيفية صفات الله عز وجل"، وذكره بإسناده من طريق السرخسي به.
(وأثر أبي يوسف) هذا الذي رواه هذان الإمامان عظيما القدر، مشتمل على أقسام التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.
قال شيخنا الدكتور علي فقيهي في التعليق على هذا الأثر: وقد ذكر أبو يوسف كلامًا نفيسًا في باب التوحيد، هو ظاهر في توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، فذكر أنَّ التوحيد لا يكون بالقياس، مبينًا أن القياس لا يكون إلا إذا وُجدت علة، حيث قال: ألم تسمع إلى قول الله عز وجل في الآيات التي يصف بها نفسه أنه عالم قادر قوي ولم يقل إني قادر عالم لعلة كذا، أو أقدر بسبب كذا، قال: ولذلك لا يجوز القياس في التوحيد، ولا يُعرف الله إلا بأسمائه، ولا يوصف إلا بصفاته، ثم ذكر أدلة ذلك، ثم قال: لم يقل الله انظر كيف أنا العالم وكيف أنا القادر، وإنما قال: انظر كيف خلقت... إلخ. إن ما ذكره رحمه الله لا يحتاج لبيان، فراجعه تجد فيه الردِّ على الملحدين في الربوبية وفي الأسماء والصفات مستدلاً بذلك على توحيد العبادة والطاعة لله وحده.
3- قال ابن جرير الطبري المتوفى سنة 310ه في تفسير قوله تعالى: فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك: "فاعلم يا محمد أنه لا معبود تنبغي أو تصلح له الألوهية، ويجوز لك وللخلق عبادته إلا الله الذي هو خالق الخلق، ومالك كلّ شيء يدين له بالربوبية كلّ ما دونه".
4- قال الإمام أبو جعفر الطحاوي المتوفى سنة 321ه في مقدمة متنه في العقيدة المشهور بالطحاوية: "نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله: إن الله واحد لا شريك له، ولا شيء مثله، ولا شيء يعجزه، ولا إله غيره".
فقوله: "إن الله واحد لا شريك له" شامل لأقسام التوحيد الثلاثة، فهو سبحانه واحد لا شريك له في ربوبيته، وواحد لا شريك له في ألوهيته، وواحد لا شريك له في أسمائه وصفاته.
وقوله: "ولا شيء مثله"، هذا من توحيد الأسماء والصفات.
وقوله: "ولا شيء يعجزه" هذا من توحيد الربوبية.
والحمد لله رب العالمين
لا يزال الحديث موصولا مع قرائنا الأعزاء حول الرد على هذه البدعة المنكرة، وهي إنكار تقسيم التوحيد إلى أقسامه الثلاثة المعهودة خلفًا عن سلف الأمة، والتي دل عليها الاستقراء التام لنصوص الشرع، وإليك أخي المسلم:
دلالة كلمة التوحيد على هذا التقسيم
بل إن كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" التي هي أصل الدين وأساسه قد دلت على أقسام التوحيد الثلاثة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وشهادة أن لا إله إلا الله فيها الإلهيات، وهي الأصول الثلاثة توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، وهذه الأصول الثلاثة تدور عليها أديان الرسل وما أُنزل إليهم، وهي الأصول الكبار التي دلت عليها وشهدت بها العقول والفطر".
وأما وجه دلالة هذه الكلمة العظيمة على أقسام التوحيد الثلاثة فظاهرة تمامًا لمن تأملها، فقد دلت على إثبات العبادة لله ونفيها عمن سواه، كما دلت أيضًا على توحيد الربوبية، فإن العاجز لا يصلح أن يكون إلهًا، ودلت على توحيد الأسماء والصفات، فإن مسلوب الأسماء والصفات ليس بشيء، بل هو عدم محض، كما قال بعض العلماء: المشبه يعبد صنمًا، والمعطل يعبد عدمًا، والموحد يعبد إله الأرض والسماء.
ذكر بعض أقوال السلف في تقرير هذه الأقسام
كُتب السلف الصالح مليئة بالتصريح تارة والإشارة تارة إلى هذه الأقسام، ولو ذهبتُ أنقل كلَّ ما أعلمه من أقوالهم في ذلك لطال المقام، لكن حسبي أن أورد هنا بعض النقول عن سلف هذه الأمة، من النصوص المشتملة على ذكر أقسام التوحيد الثلاثة.
1- قال الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت المتوفى سنة 150ه في كتابه الفقه الأوسط يدُعى من أعلى لا من أسفل؛ لأنَّ الأسفل ليس الأوسط وصف الربوبية والألوهية في شيء.
فقوله: "يُدعى من أعلى لا من أسفل" إثبات العلو لله، وهو من توحيد الأسماء والصفات، وفيه رد على الجهمية والمعتزلة والأشاعرة والماتريدية وغيرهم من نفاة العلو.
وقوله: "من وصف الربوبية" فيه إثبات توحيد الربوبية.
وقوله: "والألوهية": فيه إثبات توحيد الألوهية.
2- قال ابن منده في كتابه "التوحيد": أخبرنا محمد بن أبي جعفر السرخسي ثنا محمد بن سلمة البلخي ثنا بشر بن الوليد القاضي عن أبي يوسف القاضي (يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الكوفي صاحب أبي حنيفة المتوفى سنة 182ه) أنه قال: ليس التوحيد بالقياس، ألم تسمع إلى قول الله عز وجل في الآيات التي يصف بها نفسه أنه عالم قادر، مالك، ولم يقل: إني عالم قادر، لعلة كذا أقدر، بسبب كذا أعلم، وبهذا المعنى أملك، فلذلك لا يجوز القياس في التوحيد، ولا يعرف إلا بأسمائه، ولا يوصف إلا بصفاته، وقد قال الله تعالى في كتابه: يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الآية، وقال: أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء، وقال: إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر الآية.
قال أبو يوسف: لم يقل الله: انظر كيف أنا... وكيف أنا القادر وكيف أنا الخالق، ولكن قال: انظر كيف خلقت، ثم قال: والله خلقكم ثم يتوفاكم، وقال: وفي أنفسكم أفلا تبصرون أي تعلم هذه الأشياء، لها رب يقلّبها ويبديها ويعيدها،... مُكوَّنٌ ولك مَن كونك، وإنما دلَّ الله عز وجل خلقه بخلقه ليعرفوا أن لهم ربا يعبدونه ويطيعونه ويوحدونه، ليعلموا أنه مكونهم، لا هم كانوا، ثم تسمَّى، فقال: أنا الرحمن، وأنا الرحيم وأنا الخالق وأنا القادر وأنا المالك،... هذا الذي كونكم يُسمى المالك القادر الله الرحمن الرحيم، بها يوصف.
ثم قال أبو يوسف: يُعرف الله بآياته وبخلقه، يُوصف بصفاته، ويُسمى بأسمائه كما وصف في كتابه، وبما أدَّى إلى الخلق رسوله.
ثم قال أبو يوسف: إن الله عز وجل خلقك وجعل فيك آلات وجوارح، عجز بعض جوارحك عن بعض، وهو ينقلك من حال إلى حال، لتعرف أن لك ربا، وجعل فيك نفسك عليك حجة بمعرفته تعرف بخلقه، ثم وصف نفسه فقال: أنا الرب وأنا الرحمن، وأنا الله وأنا القادر، وأنا المالك، فهو يوصف بصفاته ويُسمى بأسمائه، قال الله تعالى: قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى، وقال: ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه، وقال: ((لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ << ، فقد أمر الله أن نوحده، وليس التوحيد بالقياس ؛ لأن القياس يكون في شيء له شبه ومثل، فالله تعالى وتقدس لا شبه له ولا مثيل له تبارك الله أحسن الخالقين.
ثم قال: وكيف يُدرك التوحيد بالقياس، وهو خالق الخلق بخلاف الخلق، ليس كمثله شيء تبارك وتعالى وقد أمرك الله عز وجل أن تؤمن بكل ما أتى به نبيه صلى الله عليه وسلم ، فقال: قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون، فقد أمرك الله عز وجل بأن تكون تابعًا سامعًا مطيعًا، ولو يوسَّع على الأمة التماس التوحيد وابتغاء الإيمان برأيهم وقياسهم وأهوائهم إذًا لضلوا، ألم تسمع إلى قول الله عز وجل: ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن، فافهم ما فسر به ذلك.
ورواه أيضًا الإمام الحافظ قوام السنة أبو القاسم إسماعيل التيمي الأصبهاني المتوفى سنة 535ه في كتابه "الحجة في بيان المحجة وشرح التوحيد ومذهب أهل السنة"، ولأهميته عنده خصَّه بفصل مستقل فقال: "فصل في النهي عن طلب كيفية صفات الله عز وجل"، وذكره بإسناده من طريق السرخسي به.
(وأثر أبي يوسف) هذا الذي رواه هذان الإمامان عظيما القدر، مشتمل على أقسام التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.
قال شيخنا الدكتور علي فقيهي في التعليق على هذا الأثر: وقد ذكر أبو يوسف كلامًا نفيسًا في باب التوحيد، هو ظاهر في توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، فذكر أنَّ التوحيد لا يكون بالقياس، مبينًا أن القياس لا يكون إلا إذا وُجدت علة، حيث قال: ألم تسمع إلى قول الله عز وجل في الآيات التي يصف بها نفسه أنه عالم قادر قوي ولم يقل إني قادر عالم لعلة كذا، أو أقدر بسبب كذا، قال: ولذلك لا يجوز القياس في التوحيد، ولا يُعرف الله إلا بأسمائه، ولا يوصف إلا بصفاته، ثم ذكر أدلة ذلك، ثم قال: لم يقل الله انظر كيف أنا العالم وكيف أنا القادر، وإنما قال: انظر كيف خلقت... إلخ. إن ما ذكره رحمه الله لا يحتاج لبيان، فراجعه تجد فيه الردِّ على الملحدين في الربوبية وفي الأسماء والصفات مستدلاً بذلك على توحيد العبادة والطاعة لله وحده.
3- قال ابن جرير الطبري المتوفى سنة 310ه في تفسير قوله تعالى: فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك: "فاعلم يا محمد أنه لا معبود تنبغي أو تصلح له الألوهية، ويجوز لك وللخلق عبادته إلا الله الذي هو خالق الخلق، ومالك كلّ شيء يدين له بالربوبية كلّ ما دونه".
4- قال الإمام أبو جعفر الطحاوي المتوفى سنة 321ه في مقدمة متنه في العقيدة المشهور بالطحاوية: "نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله: إن الله واحد لا شريك له، ولا شيء مثله، ولا شيء يعجزه، ولا إله غيره".
فقوله: "إن الله واحد لا شريك له" شامل لأقسام التوحيد الثلاثة، فهو سبحانه واحد لا شريك له في ربوبيته، وواحد لا شريك له في ألوهيته، وواحد لا شريك له في أسمائه وصفاته.
وقوله: "ولا شيء مثله"، هذا من توحيد الأسماء والصفات.
وقوله: "ولا شيء يعجزه" هذا من توحيد الربوبية.
والحمد لله رب العالمين
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى