من جريدة الجمهورية المصرية من غير ليه دماء...ورهائن

ونحن نشكو ونبكي مما فعلته جماهير كرة القدم المجنونة. وننسب بعض ما جري لتفريطنا في حقوقنا التي يصفها البعض بقلة القيمة. وليس لما خلقنا عليه من تسامح.
يذكرون قبل أحداث "الخرطوم" القبيحة وما جري للمصريين في الجزائر بسبب "ماتش كورة". ان حالنا مع ليبيا الشقيقة أيضا والتي تتوسط للصلح والصفح. لا يسر. فطالما عاني أبناؤنا هناك من التعسف والمعاملة السيئة وإغلاق الحدود وفرض القيود. ثم ينالهم الرضا الذي لا يدوم. ليعود الحال إلي ما هو عليه.
ويذكرون حكايات "الكفيل" في دول الخليج جميعها. وجلد المصريين دون السماح بمعرفة السبب. وسجنهم في قبو بغير تهمة أو دليل.
ويذكرون ما يجري في كل مناسبة. وبدون مناسبة. عند المعابر من وإلي "غزة". وما نلقاه من هجوم وسباب وأحيانا تآمر وضرب نار.
عينة مما يقع في الجمهورية المصرية ...
ويذكرون السودان التي يهددها انفصال الجنوب وما يجري في "دارفور" فلم تجد أمامها إلا أن تفتح من جديد ملف حلايب وشلاتين علي حدودها معنا في الجنوب علي شاطيء البحر الأحمر.
هذا وكلهم أشقاء وأصدقاء. نقبل بعضنا البعض عند كل لقاء!
هل البداية غير السياسة ما يقال ويفعل من إهانة لأنفسنا بأيدينا في مجالات شتي حيث الإنسان المصري لا قيمة له في بلده. وما أسهل أن تنتهك حرماته!!
في أسبوع واحد. وهناك أحداث سابقة وتحقيقات متعددة وإدانات وأحكام قضائية. غير المبالغات احتجزت أربع سيدات من قرية "ديمشلت" مركز "دكرنس" دقهلية لإجبار أحد أقربائهن علي تسليم نفسه وهو هارب من اتهام بارتكاب جريمة قتل.
السيدات "ثناء" وشقيقتها وابنتاها محتجزات منذ 28 أكتوبر الماضي في غرفة واحدة مع الرجال بقسم الشرطة خرقاً للقوانين.. وعندما ذهب ابنها يسأل عنها. ألقوا القبض عليه. ليشهد بعينيه سوء المعاملة لأمه دون رعاية للسن أو المرض.. وهو ما نشرته "غادة عبدالحافظ" مراسلة "المصري اليوم" في الدقهلية التي تتابع مثل هذه التجاوزات بشجاعة مهنية.
ولقد أمر مدير أمن الدقهلية بالتحقيق في واقعة احتجاز السيدات كرهائن!
وحصلت "الشروق" علي تسجيل فيديو لأحد الضباط ومعاونيه يقيدون مواطنا وهو شبه عار تسيل الدماء من جسده ويصرخ بكلمات غير مفهومة.
تقول مديرية أمن القاهرة ان المواطن المذكور شقي خطر بلطجي صدر قرار باعتقاله بعد أن ضبط وبحيازته أقراص مخدرة وحشيش فأمرت النيابة بحبسه علي ذمة التحقيق. وان الحكاية انه خبط رأسه في لوح زجاج فحاول الضابط الذي تظهر صورته في الفيديو أن يساعده ويأخذه إلي مستشفي "بولاق العام" لإسعافه. ويرجح ان أحد العاملين بالمستشفي قام بتصوير المشهد خلسة!
ما يجري في أماكن كثيرة أشهرها أقسام الشرطة من إذلال للمصريين. هل هو أحد العوامل التي شجعت أشقاءنا "!!" علي إنتهاك حرماتنا؟!
هذا ما يقع في جمهورية مصر العربية