سيدة سبعينية ستجلد اربعين جلدة وتسجن بتهمة 'خلوة محرمة' بالسعودية

أثارت قضية سيدة عجوز تبلغ من العمر 75 عاما، في السعودية، ردود فعل ما بين مستنكرة ومؤيدة، بعد أن صدر حكم شرعي بجلدها وسجنها بسبب 'خلوة غير شرعية'. وجاء في الحكم جلدها بأربعين جلدة والسجن أربعة أشهر. وامرت وزارة الداخلية السعودية بالتنفيذ الفوري للحكم على خميسة محمد سوادي (75 عاما) وعلى سعوديين اثنين اكتفت بتعريفهما باسمي فهد وهديان.
والمحكوم عليهم الثلاثة الذين كانوا معا لدى توقيفهم، أدينوا في اذار (مارس) الماضي بتهمة الخلوة غير الشرعية، وأكدت محكمة استئناف الحكم ورفض طعن قدم إلى المحكمة العليا. وحكم على خميسة التي تحمل الجنسية السورية وفهد بالجلد أربعين جلدة والسجن أربعة أشهر. أما هديان فحكم عليه بالجلد ستين جلدة والسجن ستة أشهر.
وعبر العديد من الحقوقيين والكتاب سواء السعوديين او الدوليين عن استيائهم من اصدار هذا الحكم، وقالت منظمة العفو الدولية ان المتهمين القي القبض عليهم من قبل عناصر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وكان فهد وهديان أكدا أثناء المحاكمة أنهما قدما لتسليم خبز لخميسة. وأضاف فهد انه يمكن أن يعد من أقارب العجوز لأنها كانت قد أرضعته صغيرا. وقال فيليب لوثر مساعد مدير منظمة العفو الدولية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا 'انه لأمر شنيع أن تكون سيدة طاعنة في السن مهددة بتلقي أربعين جلدة سوط. إن جلد أي شخص أمر فظيع وغير إنساني'، داعيا السلطات السعودية إلى 'منع تنفيذ هذه الأحكام'.
وقال مدير العلاقات العامة في إمارة منطقة حائل خالد الوجعان في بيان رسمي ان إمارة منطقة حائل تود إيضاح حقيقة ما تناقلته الصحف المحلية بخصوص قضية خلوة غير شرعية وقعت في الشملي وما أثير من لبس حول القضية، مضيفاً أن 'الجهة المختصة سبق أن تلقت بلاغات عن امرأة يتردد عليها في منزلها رجال غير محارم لها وتخرج معهم أحيانا إلى جهات غير معلومة وأنها متهمة في سلوكها'.
وأشار إلى أن 'الأنظمة أوجبت على الجهات المختصة قبول البلاغات عن الحوادث والجرائم، ومن ذلك المادة السابعة والعشرون من نظام الإجراءات الجزائية وأثناء قيام الدورية بعملها الميداني بتاريخ 14/4/1424 تلقت بلاغا عن قيام رجلين بالدخول إلى تلك المرأة في منزلها والخلوة بها وبالانتقال إلى الموقع شوهد الرجلان يخرجان من منزلها فتم استيقافهما للتحقق من الأمر ثم جرى تسليمهما لجهات التحقيق. وبناء عليه فقد تقدم مواطنان إلى الإمارة يتظلمان من القبض عليهما ونتيجة لتظلمهما جرى تكوين لجنة من أربع جهات حكومية مختصة للتحقيق فيما جرى لهما، وبالتحقيق في ذلك انتهت اللجنة إلى سلامة إجراءات القبض على المتهمين وتوجيه التهمة لهما وللمرأة بالخلوة المحرمة، وبإحالتهما إلى المحكمة المختصة صدر القرار الشرعي بإثبات إدانتهما بالاختلاء المحرم ومعاقبتهما'.
وكان الشيخ أحمد الغامدي، مدير هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة، قد أجاز الاختلاط في مقال نشر على حلقتين متتاليتين في صحيفة 'عكاظ' السعودية يومي الأربعاء والخميس الماضيين، على خلفية الجدل الذي أثير عقب افتتاح جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز التقنية، والسماح بالاختلاط فيها وفق ضوابط، معتبرا أن 'الاختلاط طبيعي في حياة الأمة، ومانعوه لم يتأملوا أدلة جوازه الصريحة'.
وانتهى إلى القول 'النصوص الصحيحة الصريحة كلها تفيد جواز نظر النساء إلى الرجال ونظر الرجال إلى النساء في غير فتنة، كما تفيد جواز الخلوة بالمرأة عند الناس ومصافحتها، والاختلاط بين الجنسين من لوازم ذلك قطعا، سواء كان في الأسواق والمحال للبيع والشراء أو العمل والدراسة، والمساجد والمصليات، والطرقات، وغيرها من الأماكن ولا نص لمن قال بتحريم شيء من ذلك دون شيء في غير تهمة أو مزاحمة'.