قام بأخذ صور عن منشآت اقتصادية حساسة بميناء أرزيو :محكمة الجنايات تفتح قضية الجاسوس المصري

فتحت محكمة الجنايات بمجلس قضاء وهران، مؤخرا، ملف من أثقل القضايا التي طرحت على المحكمة، وتتعلق بقضية الخيانة والتجسس والمساس بالسيادة الوطنية التي تورط فيها رعية أجنبية من جنسية مصرية ومتهمة، أخرى من ولاية سطيف، إلى جانب قابض يعمل بإحدى الحافلات

الرابطة بين سطيف وولاية وهران·

قضية الحال تعود إلى تاريخ 21 أكتوبر من العام الفارط عندما قام أحد العاملين بميناء أرزيو بإيداع شكوى لدى مصالح الأمن بعد أن راودته شكوك حول تصرفات العامل المصري المدعو أحمد محمد محمد، الذي كان يشغل كغواص بإحدى الشركات البترولية، ويقوم بتصليح الأعطاب التي تصاب بها السفن الأجنبية، حيث قام المتهم بطلب خدمة من العامل (ب ح) الذي أودع شكوى تتمثل في استلام طرد قادم من خطيبته إلى مركز البريد بميناء أرزيو· واستنادا إلى قرار الإحالة، فإن مصالح الأمن وضعت الرعية المصرية تحت المجهر وراقبته إلى غاية أن قبضت عليه رفقة المدعو (ط. أ) وهو الشخص الوسيط بينه وبين خطيبته التي تنحدر من ولاية سطيف· وتعود تفاصيل القضية إلى شهر جويلية عندما التحق الرعية المصرية بعمله كغواص في إحدى الشركات البترولية التابعة لمؤسسة سوناطراك، وبعد ذلك ربطته علاقة مع إحدى الفتيات من ولاية سطيف، وتطورت العلاقة بينهم لتتحول إلى مشروع زواج بعد أن طلب منها أن تتصل بعائلته بمصر، وكذلك طلب منها مساعدة مالية لحل مشكل عائلي المتهمة في قضية الحال، قامت بإرسال طرد عبر البريد يتمثل في ألبسة نسائية موجهة لأخته، وكذلك ألبسة رجالية، هذا إلى جانب مبلغ مالي بقيمة ألف أورو، ووعدته بمبلغ آخر وأرسلته باسم محمد الاسكندراني الغواص، وبالمقابل أرسل لها هو قرص مضغوط وعليه صور شخصية، إلى جانب صور عن منشآت اقتصادية بميناء أرزيو· وحسب القانون الداخلي لمجمع سوناطراك، فإن هذه الصور محظورة وممنوع أن يستلمها أي أجنبي، وتولى مهمة نقل هذه الصور قابض حافلة وجهت له المحكمة تهمة التجسس والخيانة· هذا، وقد أنكر المتهمون التهم المنسوبة إليهم، حيث أكد الموظف المصري أن لا علاقة له بالتجسس، وأنه كان يريد ربط علاقة جدية مع المتهمة التي خدعته -حسب تصريحاته أثناء جلسة المحاكمة- لأنها أرسلت له صورة جميلة لفتاة تبلغ من العمر 23 سنة وتدرس بجامعة سطيف، لكن الواقع يكشف أن المتهم لا علاقة له بهذه المرأة.

المتهمة أيضا أنكرت التهم وأكدت أنها تربطها علاقة صداقة مع المتهم الذي لم تعرفه، لأنها لم تشاهده يوما، وكانت علاقتهما بالهاتف فقط، كما أن الصورة التي بعثتها له هي صورة لصديقتها متوفاة منذ فترة، كما أن تحريات الضبطية الفضائية كشفت أن المتهم الثالث في هذه القضية نقل القرض وكذلك القرص المضغوط دون أن يطالب المعنيين بأية معلومة حول ما في داخل هذه الأشياء.

من جهتها، النيابة العامة طالبت بتسليط أقصى العقوبة في حق المتهمين الثلاثة الذين توبعوا في إحدى أخطر القضايا التي تمس السيادة الوطنية.

ر· أماني