مجرد رأي.................

لو يهتم الهاشمي جيار بمجموع الشباب الجزائري، كما يفعل منذ ما يقارب الثلاثة أشهر، مع 22 منهم فقط، ربما تراجعت نسبة قوارب الموت التي ترمي شبابا في عمر الزهور للحوت في البحر، ووراء القضبان في دول الضفة الجنوبية للمتوسط.
لم نسمع وزير الشباب والرياضة، منذ أن انتبهت السلطة أنها تستطيع أن تجني الأرباح من ''المغامرة الرياضية الظرفية'' التي يخوضها الفريق الوطني لكرة القدم في كأسي إفريقيا والعالم، يتحدث عن الفئة الواسعة والعريضة التي كلفه بوتفليقة بالاهتمام بها، والتي تمثل أكثـر من 70 في المائة من مجموع الجزائريين، وهي الفئة التي تقطع الطرقات بالمتاريس وتضرم النيران في العجلات المطاطية، ليسمع جيار وزملاؤه في الحكومة صرخاتهم.
جيار غير معني بهؤلاء الشبان، لأنهم عندما يخرجون إلى شوارع بابار، مقطع دوز، لعشاش، الرقاصة، آقبو وغيرها.. لا يمنحونه فرصة الظهور في التلفزيون ليقول إن ''المظاهرات تحققت بفضل برنامج فخامته''.
لقد تجوّل الهاشمي جيار في أوروبا وإفريقيا، ليوفر لـ22 شابا جزائريا ''ظروف العمل'' لأنهم يحترفون ''لعبة كرة القدم''، وهذا ربما أحد واجباته، وسافر إلى أنغولا وستطول إقامته فيها، حسب مدة إقامة الفريق الوطني هناك. كما سيتنقل إلى جنوب إفريقيا ويبقى فيها مع الجزائريين الـ 22، ويتكفل، هو وزير الجمهورية، بمأكل، نقل، نوم وعلاوات هؤلاء الشبان فقط من دون غيرهم من الجزائريين الذين يصغرونهم أو يكبرونهم سنا، والذين منهم من سيقاطع الدراسة لأن بلدته لا تتوفر على حافلة لنقلهم، وآخرون سيمتهنون السرقة ليجمعوا الأموال الكافية لشراء زورق ربما يغرق بهم في البحر. وسيضطر رياضيون إلى توقيف مشاوير واعدة في شتى التخصصات أو يرحلون إلى الخارج كما فعل أغلبية اللاعبين الذين يرافقهم جيار، ليثبتوا جدارتهم حيث يحترم الناس الكفاءة. وسيتحول رياضيون يمارسون: الملاكمة، الجيدو، الكاراتي، الكيك بوكسينغ وغيرها إلى حراس للملاهي الليلية والحانات، كما فعل الكثير منهم، وهم الذين لو اهتم بهم جيار وسابقوه في وزارة الشباب والرياضة لفعلوا كما فعلت صورية حداد وعمار بن يخلف في بكين أو أحسن.
ومع ذلك، فإن سلوك الهاشمي جيار ''مهم جدا''، ولا شك أن الشباب الجزائري فهمه جيد أيضا، ويعرف أنه لا محل له من اهتمامات المسؤولين.


يهتم ب 22 أفضل من أن يهتم ب 30 مليون و هذا لتتبقى الاموال و يستطيع سرقتها هو و من على شاكلته.