شكرا للرجال!! شكرا لمحاربي الصحراء....

شكرا لأفناك الفريق الوطني، شكرا لرابح سعدان، شكرا لروراوة، شكرا لهم على الفرجة وعلى الفرحة التي منحونا إياها ليلة أول أمس، ليس لنا فقط، فكل التعاليق في المواقع العربية هنأت الفريق الوطني وشكرت ''الخضر'' على اللعب الراقي وعلى المتعة التي منحوها للمتفرجين·· الكثير من المعلقين المصريين هنأوا وباركوا وافتخروا بالفريق الجزائري، وقال مواطن مصري ''لو لم أكن مصريا لكنت اخترت الجزائر وطنا''، ولماذا لا تكون هذه المقابلة التي تعيد رأب الصدع الذي وقع بين الشعبين، فقد اعترف الجميع لرفاق بوفرة بالتفوق والقوة·
شكرا لسعدان الذي عاد بالفريق مرة أخرى من بعيد، إن لم أقل إنه منح الجزائر فريقا في ظرف أقل من سنة، وقد تمكن من رفع التحدي وقارع العمالقة·· وكان الاعتقاد أنه لم يكن من السهل الفوز على ''دروغبا''، ها قد استعاد طاقم الفريق الوطني لياقته، ومكانته، وأتت استراتيجية رابح سعدان بثمارها، فلتصمت الأصوات التي كانت تسعى إلى ضرب هذا الإنجاز، ولتتكسر الأقلام التي حاولت أيضا المتاجرة، والصحف التي سعت إلى رفع السحب بافتعال خلاف داخل صفوف الفريق·
لكن مرحبا بالانتقادات البناءة، وعلى سعدان أو روراوة أن يرياها من باب الغيرة على الفريق الوطني، فشخصية مثل فندوز التي حملت الراية الجزائرية، ودافعت عن الألوان الوطنية لا يمكن أن نتهمها بالخيانة، ربما جاءت تصريحاته في غير أوانها وفي غير مكانها، وحاول من حوله استغلالها للتأثير على الفريق، لكن الأكيد أن فندوز لا يمكن أن يرضى بضرر أو انهزام الألوان الوطنية، حتى وإن اختلف مع سعدان في السابق، مثلما تدعي بعض الأصوات·
لا أريد الخوض في التحليل الرياضي الذي هو أقرب إلى الشتم منه إلى التحليل الرياضي، لكن لابد من الاعتراف بالمجهود الذي بذله هؤلاء، فريقا وطاقما وتأطيرا، من أجل رفع التحدي، وإعادة الجزائر إلى المكانة التي تستحقها ليس في عالم الرياضة فحسب، بل في كل الميادين، وكل المجالات، تسير جنبا إلى جنب، وليس أحسن من الرياضة ورفع الألوان الوطنية في سماء المنافسات الدولية لرفع معنويات الجزائريين التي عانت طوال فترة الإرهاب، وانتكست لسنوات غابت فيها الجزائر عن المنافسات الدولية!
شخصيا لم أقو على مشاهدة المقابلة، لكنني عشتها لحظة بلحظة على وقع أعصاب مدينة كانت تهتز، وتتعالى الصيحات والتصفيقات في كل الأحياء وتحولت المدينة إلى سمفونية كبيرة، بل تحولت الجزائر كلها إلى سمفونية كبيرة بقيادة سعدان·
والحمد لله، لم تخيب آمال الشباب، وها هي فرصة أخرى للمحبة والفرح والأمل في الغد··
شكرا للفريق شكرا لروراوة، وشكرا لسعدان، شكرا للجزائر التي تفوقت على الجراح· وشكرا للأشقاء المصريين الذين فرحوا لفرحنا·

حدة حزام