وثائق مسربة من افغانستان تظهر 'جرائم حرب'.. وامريكا غطت على سقوط قتلى مدنيين
الثلاثاء 27 يوليو 2010, 08:03
مقتل 52 مدنيا بهجوم صاروخي للاطلسي... ومصرع جنديين للناتو بتحطم مروحية وثائق مسربة من افغانستان تظهر 'جرائم حرب'.. وامريكا غطت على سقوط قتلى مدنيين |
قال جوليان أسانج مؤسس موقع 'ويكيليكس' الذي يرصد تسريبات وثائق إن آلاف الأوراق العسكرية الأمريكية المسربة من افغانستان تحتوي على أدلة تشير إلى احتمال ارتكاب جرائم حرب وانه يجب التحقيق فيها بشكل عاجل. واتهم أسانج (الذي أسس الموقع لكشف ما يعتقد أنه تصرفات غير أخلاقية من جانب الحكومات والشركات) القوات الأمريكية بالتغطية على سقوط قتلى من المدنيين وقال إن أجزاء كبيرة من مجموعة ضخمة من الأوراق السرية المسربة تدعم هذه الاتهامات. ونشر موقعه 76 ألف تقرير عسكري يغطي الحرب في أفغانستان بين عامي 2004 و2010 ووعد بنشر آلاف أخرى في الأسابيع المقبلة. وانتقدت الحكومة الأمريكية نشر هذه المواد في واحدة من اكبر عمليات التسريب في تاريخ الجيش الأمريكي وقالت إنها قد تهدد الأمن القومي. وقال أسانج في مؤتمر صحافي في لندن 'الأمر يرجع للمحكمة لتقرر بوضوح ما إذا كان هناك جرائم وقعت'. وأضاف 'بعد قول ذلك يبدو للوهلة الأولى أن هناك أدلة على وقوع جرائم حرب حسبما ورد في هذه المواد'. وحجب الموقع 15 ألف وثيقة أخرى لحين اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان نشرها ستكون له تداعيات أمنية. واطلع صحافيون من صحيفة 'نيويورك تايمز' الامريكية وصحيفة 'غارديان' البريطانية و'دير شبيغل' الألمانية على الأوراق قبل أسابيع من نشرها على الإنترنت. ولم يذكر أسانج مصدر الوثائق المسربة. وتظهر الوثائق فيما يبدو تعاون باكستان مع طالبان في أفغانستان في الوقت الذي تتلقى فيه مساعدات أمريكية. وقال أسانج إن قوة هذه المواد تكمن في تراكم تفاصيل صغيرة لم تكن معروفة من قبل عن الحرب في أفغانستان وليس في الكشف عن حدث كبير بعينه. واظهرت الوثائق عملية تغطية امريكية متعمدة لمجريات الحرب في افغانستان ومقتل مئات المدنيين وعمل الوحدات الخاصة المتخصصة بملاحقة قادة طالبان عبر قتلهم او اختطافهم وضلوع باكستان وايران في دعم المقاومة الطالبانية وتفوق حركة طالبان في مجال القنابل المصنعة محليا والتي تودي يوميا بحياة العديد من جنود قوات الناتو او 'المعاونة الدولية' اضافة لزيادة في هجمات طالبان. كما تكشف التقارير ان القوات الخاصة زادت من جهودها بعد وصول اوباما للحكم، والاهم من ذلك ان الغارات الموجهة بالطائرات لا تقدم اداء مميزا على الرغم من التأكيد الرسمي على نجاعتها ففي احيان ترتطم بالارض واحيانا تتصادم مما يعني اجبار القوات الامريكية على القيام بمهام خطيرة لاستعادة الطائرة قبل ان تحصل عليها طالبان. كما كشفت التقارير عن توسيع الغارات في باكستان، وان الاستخبارات الامريكية منذ عام 2001 - 2008 تدير الاستخبارات الافغانية كوكالة تابعة لها وتدير عملياتها. وتشير ايضا الى ان واشنطن اخفت ادلة حصلت عليها عن قيام طالبان بالحصول على صواريخ 'ارض- جو' مضادة للطائرات. ودان البيت الابيض بشدة نشر مستندات عسكرية سرية توحي بتقديم اجهزة الاستخبارات الباكستانية مساعدة للمتمردين الافغان، مؤكدا ان تلك المعلومات غير مفاجئة. فيما قال متحدث باسم الرئيس الأفغاني حامد كرزاي امس ان كرزاي مصدوم من تسريب الوثائق لكنه لم يفاجأ بما ورد فيها. واعربت الحكومة البريطانية عن اسفها لنشر الاف المستندات السرية المتعلقة بالحرب في افغانستان. جاء ذلك فيما قال متحدث باسم الحكومة الأفغانية امس الاثنين ان 52 مدنيا أفغانيا على الأقل كثير منهم نساء وأطفال قتلوا في هجوم صاروخي شنته قوة المعاونة الأمنية الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي في اقليم هلمند جنوب افغانستان الأسبوع الماضي. واتهم الرئيس الافغاني حامد كرزاي الاثنين القوات الدولية بقصف القرية بصاروخ وقتل 52 'مدنيا بريئا' في ولاية هلمند. ووصفت قيادة الحلف الاطلسي في افغانستان مساء الاثنين الاتهامات بقتل 52 مدنيا في جنوب البلاد، بانه 'لا اساس لها'. ولقي جنديان تابعان لحلف شمال الاطلسى (الناتو) حتفهما إثر تحطم طائرة مروحية كانا يستقلانها في وقت مبكر من امس الاثنين في منطقة بشرق كابول. وقال جوزيف بلوتز المتحدث باسم قوات الناتو 'لقي جنديان حتفهما عندما تحطمت طائرة مروحية تابعة لقوة المساعدة الامنية الدولية (إيساف) بالقرب من أحد المعسكرات'. وقال شاهد عيان إن الطائرة المروحية اصطدمت بحائط قاعدة عسكرية أثناء محاولتها الهبوط. |
تحقيق أمريكي في تسريبات حرب أفغانستان
الثلاثاء 27 يوليو 2010, 08:05
تحقيق أمريكي في تسريبات حرب أفغانستان
بدأت الولايات المتحدة التحقيق في تسريب أكثر من 90 ألف وثيقة سرية تتعلق بالحرب على أفغانستان، خلال الأعوام من 2004 إلى 2009، ومن بينها وثائق تدين قوات الاحتلال بقتل مئات المدنيين الأفغان في حوادث لم يتم الإبلاغ عنها.
وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس، أن تحقيقًا بدأ الأسبوع الماضي قبل أن يسرب موقع "ويكي ليكس" المتخصص في نشر المعلومات والتقارير السرية تلك الوثائق مساء الأحد.
واعتبر أن تسريب الوثائق، التي جاءت في أكثر من 91 ألف صفحة، يمثل "خرقًا" للقانون الاتحادي، لكنه قلل من خطورة الكشف عن محتواها. فيما ذكرت صحيفة "الجارديان" التي اطلعت على الوثائق أنها تظهر "صورة مدمرة" لما وصف "بالحرب الفاشلة في أفغانستان".
الأمن القومي
وأعرب البيت الأبيض عن خشيته من أن يؤدي ما وصف بأنه واحدة من أكبر التسريبات بتاريخ الجيش الأمريكي إلى تهديد الأمن القومي وتعريض أرواح الأمريكيين وحلفائهم للخطر.
ودعت عضو مجلس الشيوخ الأميركي ديان فينشتاين وزارة الدفاع (البنتاجون) إلى فتح "تحقيق كبير" في تلك التسريبات. وكانت الوزارة قد قالت في وقت سابق إنها بدأت التحقيق بشأن تلك الوثائق.
وتظهر الوثائق أن باكستان- حليف الولايات المتحدة- تسمح لعناصر من مخابراتها بالتعاطي مباشرة مع حركة "طالبان" في أفغانستان ووصفت هذه الاتصالات بأنها "جلسات إستراتيجية سرية"، وأن الاستخبارات الباكستانية "تنظم شبكات لمجموعات مقاتلين يحاربون الجنود الأمريكيين في أفغانستان، حتى أنها تحضر مؤامرات تهدف إلى اغتيال قادة أفغان"، بحسب ما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز".
من جانبها، نفت باكستان ما ورد في الوثائق المسربة بشأن دعمها لحركة "طالبان"، وقالت على لسان مصدر استخباراتي مسئول فضل عدم الكشف عن هويته، إن ما نشر بهذا الصدد يمثل "ادعاءات تحريضية اعتمدت على تقرير غير رسمي هدفه الأساسي تشويه صورة المخابرات الباكستانية".
كما وصف سفير باكستان لدى الولايات المتحدة حسين حقاني تسريب التقارير من ساحة المعارك بأنه تصرف غير مسئول، وقال إنها تقارير لا تعكس سوى تعليقات وشائعات من مصدر واحد تنتشر في جانبي الحدود الباكستانية الأفغانية وغالبا يثبت أنها "خاطئة".
ردود فعل
وأثارت عملية تسريب الوثائق ردود فعل داخل الدول الحليفة للولايات المتحدة في الحرب على أفغانستان، وتراوحت بين مخاوف من تعريض أمن قواتها للخطر، والتعاطي بحذر مع تلك التسريبات.
وقال وزير الخارجية الكندي لورنس كانون إن الوثائق المسربة من شأنها أن تعرض القوات الكندية في أفغانستان للخطر.
وأكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إن التسريبات يجب ألا تصرف نظر المجتمع الدولي عن جهود إحلال الاستقرار هناك، فيما التزم وزير الخارجية الألمانى جيدو فيسترفيله الحذر تجاه التسريبات، وقال "يجب تقييم كل شيء, بالطبع لا تستطيع أن تقوم بذلك خلال بضع ساعات".
وفي تعليقها على تلك التسريبات دعت منظمة العفو الدولية (أمنستي) منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى توفير نظام واضح وموحد عن الضحايا المدنيين في أفغانستان.
وقتل المدنيين الأفغان جراء عمليات "الناتو" تكرر مرارًا منذ بداية الحرب على أفغانستان عام 2001، وآخرها تقارير تحدثت عن مقتل نحو 40 مدنيًا قتلوا في غارة شنتها قوات الاحتلال بمنطقة سانجين في إقليم هلمند بجنوبي أفغانستان يوم الجمعة.
ودافع موقع "ويكي ليكس" عن نشر تلك الوثائق، وقال مؤسسه جوليان أسانج إن تلك الوثائق تشير إلى أن آلاف جرائم الحرب قد تكون ارتكبت في أفغانستان ويتعين على القضاء أن يقول كلمته في الموضوع.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى