- yasmine27عضو خبير
- عدد الرسائل : 785
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 1706
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 09/03/2010
مدارس العلم والقران بالغرب الجزائري
الخميس 29 يوليو 2010, 18:17
حواضر العلم بالغرب
الجزائري
الجزائري
كانت
المؤسسات التعليمية
من العوامل الهامة التي أثرت في الحياة العلمية في
الغرب الإسلامي، ولكن دور هذه
المؤسسات اختلف من فترة إلى أخرى ، ويمكن
تقسيم المؤسسات التعليمية إلى أربعة
أنواع:
المؤسسات التعليمية
من العوامل الهامة التي أثرت في الحياة العلمية في
الغرب الإسلامي، ولكن دور هذه
المؤسسات اختلف من فترة إلى أخرى ، ويمكن
تقسيم المؤسسات التعليمية إلى أربعة
أنواع:
1.مؤسسات تعبدية...واستخدمت
للتعليم، وتتمثل في المساجد، وهي أقدم أماكن للتعلم الإسلامي بالغرب
الإسلامي.
للتعليم، وتتمثل في المساجد، وهي أقدم أماكن للتعلم الإسلامي بالغرب
الإسلامي.
2.مؤسسات أوقفت على التعليم
وحده متصلة بالمسجد حينًا، ومنفصلة عنه حينًا آخر(وهي
الكتاتيب).
وحده متصلة بالمسجد حينًا، ومنفصلة عنه حينًا آخر(وهي
الكتاتيب).
3.مؤسسات تعبدية
جهادية...مثل الأربطة أو الرباطات، والزوايا ولكنها استخدمت للتعليم، وحفظ الشعائر
ونشر القرآن الكريم خاصة.
جهادية...مثل الأربطة أو الرباطات، والزوايا ولكنها استخدمت للتعليم، وحفظ الشعائر
ونشر القرآن الكريم خاصة.
4.التعلم في المنازل...وهو
إما خاص أو عام...فالأول في منازل المؤدبين ، والثاني في منازل
العلماء.
إما خاص أو عام...فالأول في منازل المؤدبين ، والثاني في منازل
العلماء.
ولا
يهمنا كثيرا الحديث
عن هذه المؤسسات ، فقد تكلف بها المؤرخون في دراسات
تفصيلية لمن أراد أن يراجعها
في مظانها، بقدر ما نهتم بطرق التربية
والتعليم السائدة في حواضر الغرب الجزائر
الجزائري انطلاقًا من المنهج
المتبع في تحديد تاريخية المؤسسات القائمة على نشر
وبث المعرفة وعلوم
الإسلام عامة.
يهمنا كثيرا الحديث
عن هذه المؤسسات ، فقد تكلف بها المؤرخون في دراسات
تفصيلية لمن أراد أن يراجعها
في مظانها، بقدر ما نهتم بطرق التربية
والتعليم السائدة في حواضر الغرب الجزائر
الجزائري انطلاقًا من المنهج
المتبع في تحديد تاريخية المؤسسات القائمة على نشر
وبث المعرفة وعلوم
الإسلام عامة.
ومن أعلام المنطقة حفظة
العلم والقرآن الكريم نذكر:
العلم والقرآن الكريم نذكر:
أبو
زكرياء يحيى بن موسى
(أبي عمران) ابن عيسى بن يحيى أبو زكريا المغيلي
المازوني ، وهو فقيه مالكي من
أهل مازونة من أعمال وهران، ولي قضاء بلده،
توفي بتلمسان سنة 883هـ/1478م ، له
الدرر المكنونة في نوازل مازونة ، وهي
فتاوى ضخمة في ديوانين في فتاوى معاصريه
من أهل تونس وبجاية والجزائر
وتلمسان وغيرهم ، ومنه استمد الونشريسي مع نوازل
البرزلي وغيرها ، رحل إلى
تلمسان حاضرة بني زيان، فأصبح أحد أبرز وجوهها العلمية
في الفقه المالكي ..
زكرياء يحيى بن موسى
(أبي عمران) ابن عيسى بن يحيى أبو زكريا المغيلي
المازوني ، وهو فقيه مالكي من
أهل مازونة من أعمال وهران، ولي قضاء بلده،
توفي بتلمسان سنة 883هـ/1478م ، له
الدرر المكنونة في نوازل مازونة ، وهي
فتاوى ضخمة في ديوانين في فتاوى معاصريه
من أهل تونس وبجاية والجزائر
وتلمسان وغيرهم ، ومنه استمد الونشريسي مع نوازل
البرزلي وغيرها ، رحل إلى
تلمسان حاضرة بني زيان، فأصبح أحد أبرز وجوهها العلمية
في الفقه المالكي ..
تتلمذ المازوني على جملة من
العلماء وهم:
العلماء وهم:
والده
موسى بن يحيي بن
عيسى الفقيه الأجل والمدرس المحقق والقاضي المحقق صاحب
كتاب"ديباجة الافتخار"
كما أخذ المازوني العلم عن ابن مرزوق
الحفيد(842هـ/1438م)، وقاسم بن سعيد
العقباني(854هـ/1450م)، وأبي العباس
أحمد بن زاغو
المغراوي(845هـ/1441م)(1)، وأبو عبد الله القاضي الشريف المدعو حمو
الشريف(833هـ/1429م).
موسى بن يحيي بن
عيسى الفقيه الأجل والمدرس المحقق والقاضي المحقق صاحب
كتاب"ديباجة الافتخار"
كما أخذ المازوني العلم عن ابن مرزوق
الحفيد(842هـ/1438م)، وقاسم بن سعيد
العقباني(854هـ/1450م)، وأبي العباس
أحمد بن زاغو
المغراوي(845هـ/1441م)(1)، وأبو عبد الله القاضي الشريف المدعو حمو
الشريف(833هـ/1429م).
قال
أحمد بن يحيى
الونشريسي صاحب المعيار تلميذ المازوني :"الصدر الأوحد
العلامة العلم الفضال ذي
الخلال السنية، سني الخصال شيخنا ومفيدنا وملاذنا
وسيدنا، ومولانا وبركة بلادنا
أبي زكريا سيدي يحيى ، وهو من العلماء
الكبار الذين تناولوا الفتوى، وأصبحوا
مرجعية فقهية، ولم يتوظف بعلمه عند
السلطة ، وكانت فتاوى المعيار والمازوني
دائرة على فقه مالك بن أنس، لأنه
المذهب الذي كان يتبعه جميع السكان باستثناء
أتباع المذهب الإباضي(2).
أحمد بن يحيى
الونشريسي صاحب المعيار تلميذ المازوني :"الصدر الأوحد
العلامة العلم الفضال ذي
الخلال السنية، سني الخصال شيخنا ومفيدنا وملاذنا
وسيدنا، ومولانا وبركة بلادنا
أبي زكريا سيدي يحيى ، وهو من العلماء
الكبار الذين تناولوا الفتوى، وأصبحوا
مرجعية فقهية، ولم يتوظف بعلمه عند
السلطة ، وكانت فتاوى المعيار والمازوني
دائرة على فقه مالك بن أنس، لأنه
المذهب الذي كان يتبعه جميع السكان باستثناء
أتباع المذهب الإباضي(2).
وهكذا
أصبح العلماء
والقضاة، حسب نوازل المازوني، هم الذين يقومون بالسهر على
تنفيذ القانون، وأنَّى
لهم ذلك في مجتمع يسوده الفساد
والاضطراب(3).
أصبح العلماء
والقضاة، حسب نوازل المازوني، هم الذين يقومون بالسهر على
تنفيذ القانون، وأنَّى
لهم ذلك في مجتمع يسوده الفساد
والاضطراب(3).
وعرفت
مازونة بعدد من
الفقهاء ، أمثال موسى بن عيسى صاحب "ديباجة الافتخار في
مناقب أولياء الله
الأخيار"، و"حلية المسافر وآدابه وشروط المسافر في
ذهابه وإيابه"وهي من المجامع
الفقهية الكبيرة المفقودة، وابنه يحيى صاحب
الدرر المكنونة في النوازل المذكور
أعلاه، أما مدينة الجزائر، فقد اشتهرت
بزاهدها وعالمها عبد الرحمن الثعالبي،
وتلميذه أحمد بن عبد الله الجزائري
الزواوي (ت.884هـ/1480م)صاحب اللامية
المشهورة في العقائد التي شرحها
الشيخ السنوسي(865هـ/1456م)، كما اشتهرت وهران
بالعالمين المتصوفين محمد
الهواري وتلميذه إبراهيم التازي وأبي العباس أحمد بن
أبي جمعة المغراوي
الوهراني(920هـ/1514م) صاحب الفتوى الشهيرة إلى الموريسكيين
من أهلنا
بالأندلس و"جامع جوامع الاختصار في البيان فيما يعرض للمعلمين
وآباء
الصبيان" في تربية الأولاد وتعليمهم وولده أبي عبد الله محمد بن
أحمد
المغراوي الوهراني المعروف بشقرون الوهراني، صاحب "الجيش الكمين لقتال
من
كفر عامة المسلمين" وصاحب منظومة في القراءات التي نظمها حسب
المحقق
البوعبدلي عام 899هـ/1494م.
مازونة بعدد من
الفقهاء ، أمثال موسى بن عيسى صاحب "ديباجة الافتخار في
مناقب أولياء الله
الأخيار"، و"حلية المسافر وآدابه وشروط المسافر في
ذهابه وإيابه"وهي من المجامع
الفقهية الكبيرة المفقودة، وابنه يحيى صاحب
الدرر المكنونة في النوازل المذكور
أعلاه، أما مدينة الجزائر، فقد اشتهرت
بزاهدها وعالمها عبد الرحمن الثعالبي،
وتلميذه أحمد بن عبد الله الجزائري
الزواوي (ت.884هـ/1480م)صاحب اللامية
المشهورة في العقائد التي شرحها
الشيخ السنوسي(865هـ/1456م)، كما اشتهرت وهران
بالعالمين المتصوفين محمد
الهواري وتلميذه إبراهيم التازي وأبي العباس أحمد بن
أبي جمعة المغراوي
الوهراني(920هـ/1514م) صاحب الفتوى الشهيرة إلى الموريسكيين
من أهلنا
بالأندلس و"جامع جوامع الاختصار في البيان فيما يعرض للمعلمين
وآباء
الصبيان" في تربية الأولاد وتعليمهم وولده أبي عبد الله محمد بن
أحمد
المغراوي الوهراني المعروف بشقرون الوهراني، صاحب "الجيش الكمين لقتال
من
كفر عامة المسلمين" وصاحب منظومة في القراءات التي نظمها حسب
المحقق
البوعبدلي عام 899هـ/1494م.
مدارس العلم والقرآن الكريم
بالغرب الجزائري :
بالغرب الجزائري :
لقد
ترك العصر بصماته على
شخصية الفقيه النوازلي المازوني ؛ مما أفادنا فائدة
كبيرة عن حالة الريف
والمدينة بما فيها أقاليم أخرى في شرق البلاد، كبجاية
وريف الصومام ، مبرزًا
عادات وتقاليد العلماء والرعية والمتصوفة
والمرابطين الذين انحرفوا عن رسالة
المتصوفة ، فقد سجل عليهم انحرافهم عن
الشرع وأحكامه ، وأورد في هذا فتوى عبد
الرحمن الوغليسي، الذي سئل عن
مرابطين يتقدمون على أصحابهم فيحددون ما يجب عليهم
من الزكاة أو قطيع
الأرض للرجل المذكور أو شبهه ، إما ثلاثين ذهبًا أو أربعين أو
أقل أو أكثر
ويترك لهم...فهل تجوز لهم التمسك بذلك، أجاب الوغليسي بعدم الجواز
لأجل
الفقه والجاه، والضعفاء والمرضى أولى بزكاة
هؤلاء(4).
ترك العصر بصماته على
شخصية الفقيه النوازلي المازوني ؛ مما أفادنا فائدة
كبيرة عن حالة الريف
والمدينة بما فيها أقاليم أخرى في شرق البلاد، كبجاية
وريف الصومام ، مبرزًا
عادات وتقاليد العلماء والرعية والمتصوفة
والمرابطين الذين انحرفوا عن رسالة
المتصوفة ، فقد سجل عليهم انحرافهم عن
الشرع وأحكامه ، وأورد في هذا فتوى عبد
الرحمن الوغليسي، الذي سئل عن
مرابطين يتقدمون على أصحابهم فيحددون ما يجب عليهم
من الزكاة أو قطيع
الأرض للرجل المذكور أو شبهه ، إما ثلاثين ذهبًا أو أربعين أو
أقل أو أكثر
ويترك لهم...فهل تجوز لهم التمسك بذلك، أجاب الوغليسي بعدم الجواز
لأجل
الفقه والجاه، والضعفاء والمرضى أولى بزكاة
هؤلاء(4).
لقد
كان لعلماء مازونة
وصلحاء سهل الشلف والريف الغربي عامة الدور الكبير في
المحافظة على تماسك
المجتمع ووحدته في مواجهة أهل الزيف والانحراف، وقد
عاصر وتتلمذ على يد المازوني
النوازلي كبار فقهاء القرن العاشر الهجري من
أمثال العلامة أحمد بن يحيى
الونشريسي صاحب المعيار الذي ترك سيرة حسنة
وعلمًا ينتفع به إلى
اليوم.
كان لعلماء مازونة
وصلحاء سهل الشلف والريف الغربي عامة الدور الكبير في
المحافظة على تماسك
المجتمع ووحدته في مواجهة أهل الزيف والانحراف، وقد
عاصر وتتلمذ على يد المازوني
النوازلي كبار فقهاء القرن العاشر الهجري من
أمثال العلامة أحمد بن يحيى
الونشريسي صاحب المعيار الذي ترك سيرة حسنة
وعلمًا ينتفع به إلى
اليوم.
يرجع
الفضل في بروز مدينة مازونة إلى الوجود كحاضرة
علمية إلى الهجرة الأندلسية
التي استقرت بها فأسست بها هذه الجالية الموريسكية
زراعة وصناعة، فأصبحت
شبيهة بقراهم ومدنهم الأندلسية ، وكنا قد أشرنا في عمل
سابق لنا أن كل
مدينة تظهر بالمغرب الأوسط ناتجة عن استقرار الأندلسيين الفارين
بدينهم من
أسبانيا ومحاكم التفتيش، وعلى سبيل التمثيل لا الحصر نذكر
الهجرة
الموريسكية إلى مازونة، فبها ظهرت مدرسة مدينة مازونة التي أقامها
الشيخ
محمد بن الشريف البولداوي، وهي نموذج من نماذج مدارس الجهة الغربية
من
المغرب الأوسط(5).
الفضل في بروز مدينة مازونة إلى الوجود كحاضرة
علمية إلى الهجرة الأندلسية
التي استقرت بها فأسست بها هذه الجالية الموريسكية
زراعة وصناعة، فأصبحت
شبيهة بقراهم ومدنهم الأندلسية ، وكنا قد أشرنا في عمل
سابق لنا أن كل
مدينة تظهر بالمغرب الأوسط ناتجة عن استقرار الأندلسيين الفارين
بدينهم من
أسبانيا ومحاكم التفتيش، وعلى سبيل التمثيل لا الحصر نذكر
الهجرة
الموريسكية إلى مازونة، فبها ظهرت مدرسة مدينة مازونة التي أقامها
الشيخ
محمد بن الشريف البولداوي، وهي نموذج من نماذج مدارس الجهة الغربية
من
المغرب الأوسط(5).
ثم
أسس الفقيه العارف محمد بن علي
الشارف المازوني مدرسة تربوية بمازونة في
بداية القرن الحادي عشر الهجري، وقام
بالتدريس فيها إلى أن لقي ربه، ثم
تجدد ازدهار المدرسة على يد الشيخ أبو طالب
محمد بن علي، في بداية القرن
الثاني عشر الهجري، وخلفه على المدرسة أخوان من
أبرز تلامذة المدرسة هما:
الشيخ محمد بن هني وشقيقه الشيخ عبد الرحمن بن
هني(6).
أسس الفقيه العارف محمد بن علي
الشارف المازوني مدرسة تربوية بمازونة في
بداية القرن الحادي عشر الهجري، وقام
بالتدريس فيها إلى أن لقي ربه، ثم
تجدد ازدهار المدرسة على يد الشيخ أبو طالب
محمد بن علي، في بداية القرن
الثاني عشر الهجري، وخلفه على المدرسة أخوان من
أبرز تلامذة المدرسة هما:
الشيخ محمد بن هني وشقيقه الشيخ عبد الرحمن بن
هني(6).
أما
أشهر طلبة هذه
المدرسة فهو الفقيه العالم محمد أبوراس الناصر المعسكري
المولود عام
1150هـ/1737م بقلعة بني راشد قرب معسكر، استوعب علوم عصره
وكان من طلبة مازونة
النجباء، توفي عام 1238هـ/17 أبريل 1823م.ترك ثروة
فقهية وعلمية كبيرة وسلسلة
طويلة البعض مفقود والبعض مخطوط، فقد خلف وراءه
مائة وستة وثلاثين مخطوطة بين
قصيرة وطويلة، ولم يطبع منها إلا اثنان(7).
أشهر طلبة هذه
المدرسة فهو الفقيه العالم محمد أبوراس الناصر المعسكري
المولود عام
1150هـ/1737م بقلعة بني راشد قرب معسكر، استوعب علوم عصره
وكان من طلبة مازونة
النجباء، توفي عام 1238هـ/17 أبريل 1823م.ترك ثروة
فقهية وعلمية كبيرة وسلسلة
طويلة البعض مفقود والبعض مخطوط، فقد خلف وراءه
مائة وستة وثلاثين مخطوطة بين
قصيرة وطويلة، ولم يطبع منها إلا اثنان(7).
الأول:
فتح الإله ومنته
في التحدث بفضل ربي ونعمته أو حياة أبي راس الذاتية
والعلمية، نشره محمد بن عبد
الكريم الجزائري رحمه الله بالجزائر عام 1990م
والسيرة في حوالي 185 صفحة من
الحجم الكبير، وهي سيرة مميزة تدخل في باب
السيرة العلمية، وهي تجربة غنية صادقة
عن حواضر وأعلام الجزائر في عصر أبي
راس الناصر المعسكري، وهو الذي عاصر قرني
المصاعب والكوارث خلال القرنين
الثامن عشر وعقدين من القرن التاسع عشر، والكتاب
الثاني/عجائب الأسفار ،
وقد طبع مترجمًا إلى الفرنسية من طرف السيد أرنو، نشر
كاملا عام 1885م،
بعد أن نشره على حلقات في المجلة الإفريقية.
فتح الإله ومنته
في التحدث بفضل ربي ونعمته أو حياة أبي راس الذاتية
والعلمية، نشره محمد بن عبد
الكريم الجزائري رحمه الله بالجزائر عام 1990م
والسيرة في حوالي 185 صفحة من
الحجم الكبير، وهي سيرة مميزة تدخل في باب
السيرة العلمية، وهي تجربة غنية صادقة
عن حواضر وأعلام الجزائر في عصر أبي
راس الناصر المعسكري، وهو الذي عاصر قرني
المصاعب والكوارث خلال القرنين
الثامن عشر وعقدين من القرن التاسع عشر، والكتاب
الثاني/عجائب الأسفار ،
وقد طبع مترجمًا إلى الفرنسية من طرف السيد أرنو، نشر
كاملا عام 1885م،
بعد أن نشره على حلقات في المجلة الإفريقية.
ومما
يبرهن عن أهمية
مدرسة مازونة الفقهية ما جاء على لسان أبي راس الناصر قال
: سألني الشيخ محمد بن
لبنة عن وجهتي، فقلت له : ذاهب إلى مازونة، قال :
لمَ ؟ قلت: لقراءة الفقه،
فقال: والقرآن؟ فقلت له: نعرفه بأحكامه وأنصاصه
وما يتعلق به، فحفظت في مازونة
مختصر خليل وفهمته معنى ولفظًا في عامي
الأول، ثم قرأت للطلبة الفرائض، وتتلمذ
على الشيخ العلامة الناصح محمد بن
القندوز المستغانمي الذي
تتلمذ عليه محمد بن علي السنوسي
المستغانمي بعد أن حفظ قدرًا من الكتاب والفقه
على يد كفيلته العالمة
الفاضلة عمته فاطمة في بوقيرات، وكان هذا العالم الفذ
سيدي محمد بن
القندوز قوالا للحق فقتله الباي حسن، مما أدى إلى هجرة السيد
السنوسي
الكبير الفقيه مجدد سيرة محمد بن عبد الوهاب بالغرب، في ليبيا
والجزائر
وتشاد والصحراء الكبرى.
يبرهن عن أهمية
مدرسة مازونة الفقهية ما جاء على لسان أبي راس الناصر قال
: سألني الشيخ محمد بن
لبنة عن وجهتي، فقلت له : ذاهب إلى مازونة، قال :
لمَ ؟ قلت: لقراءة الفقه،
فقال: والقرآن؟ فقلت له: نعرفه بأحكامه وأنصاصه
وما يتعلق به، فحفظت في مازونة
مختصر خليل وفهمته معنى ولفظًا في عامي
الأول، ثم قرأت للطلبة الفرائض، وتتلمذ
على الشيخ العلامة الناصح محمد بن
القندوز المستغانمي الذي
تتلمذ عليه محمد بن علي السنوسي
المستغانمي بعد أن حفظ قدرًا من الكتاب والفقه
على يد كفيلته العالمة
الفاضلة عمته فاطمة في بوقيرات، وكان هذا العالم الفذ
سيدي محمد بن
القندوز قوالا للحق فقتله الباي حسن، مما أدى إلى هجرة السيد
السنوسي
الكبير الفقيه مجدد سيرة محمد بن عبد الوهاب بالغرب، في ليبيا
والجزائر
وتشاد والصحراء الكبرى.
وممن
درس وتخرج في مدرسة
مازونة الشيخ عدة بن غلام الله مجدد الطريقة الشاذلية
ومؤسس الزاوية في جبل
محنون بضواحي تيارت، منهم محمد بن العالم قاضي منطقة
بركان، والمأمون بن العالم
باش عدل وجدة، بالمغرب الأقصى.
درس وتخرج في مدرسة
مازونة الشيخ عدة بن غلام الله مجدد الطريقة الشاذلية
ومؤسس الزاوية في جبل
محنون بضواحي تيارت، منهم محمد بن العالم قاضي منطقة
بركان، والمأمون بن العالم
باش عدل وجدة، بالمغرب الأقصى.
أبو
راس الناصر شخصية
علمية محترمة صال وجال مشرقًا ومغربًا، ومحمد أبو راس
الراشدي
المعسكري(1165-1238هـ/1751-1823م) وما يعنينا أنه ممن اتهم
بانتمائه إلى ثورة
درقاوة على السلطة العثمانية عام 1217هـ/1802م وهو من
وجهاء وأعيان الجزائر في
عصره ، وقد كتب(درء الشقاوة في حروب درقاوة) وهي
الحروب التي عرفت أيام ولاية
مصطفى باشا على الجزائر ، وأشار إلى ثورة
درقاوة، وهي ثورة عنيفة كادت تعصف
بالسلطة العثمانية، وقد تكون الثورة
بإيعاز من سلاطين المغرب، وقد ألف فيها أبو
راس كتابًا هو في حكم
المفقود(9).
راس الناصر شخصية
علمية محترمة صال وجال مشرقًا ومغربًا، ومحمد أبو راس
الراشدي
المعسكري(1165-1238هـ/1751-1823م) وما يعنينا أنه ممن اتهم
بانتمائه إلى ثورة
درقاوة على السلطة العثمانية عام 1217هـ/1802م وهو من
وجهاء وأعيان الجزائر في
عصره ، وقد كتب(درء الشقاوة في حروب درقاوة) وهي
الحروب التي عرفت أيام ولاية
مصطفى باشا على الجزائر ، وأشار إلى ثورة
درقاوة، وهي ثورة عنيفة كادت تعصف
بالسلطة العثمانية، وقد تكون الثورة
بإيعاز من سلاطين المغرب، وقد ألف فيها أبو
راس كتابًا هو في حكم
المفقود(9).
إن
الاختلاف الواقع بين
الباحثين حول مصطلح مدرسة، يرجع بالضرورة إلى المناهج
المعتمدة في فهم ما يمكن
أن نعرف من المصطلح، وقد اتفق أهل الفقه مثلا أن
المدرسة المالكية تتكون من
الشيوخ والعلماء والفقهاء الذين كونوا الميراث
الفقهي للمذهب المالكي ، وهم
مدرسة الأثر من الصحابة من عمر وابنه وعلماء
المدينة السبعة من التابعين إلى
إمام دار الهجرة مالك بن أنس الأصبحي
(ت.179هـ/) ثم المدرسة المصرية عبد الرحمن
بن القاسم وأضرابه ، ومن أخذ
عنه أقاويل مالك بن أنس إلى تأسيس المرجعية الفقهية
الممثلة في المدونة.
الاختلاف الواقع بين
الباحثين حول مصطلح مدرسة، يرجع بالضرورة إلى المناهج
المعتمدة في فهم ما يمكن
أن نعرف من المصطلح، وقد اتفق أهل الفقه مثلا أن
المدرسة المالكية تتكون من
الشيوخ والعلماء والفقهاء الذين كونوا الميراث
الفقهي للمذهب المالكي ، وهم
مدرسة الأثر من الصحابة من عمر وابنه وعلماء
المدينة السبعة من التابعين إلى
إمام دار الهجرة مالك بن أنس الأصبحي
(ت.179هـ/) ثم المدرسة المصرية عبد الرحمن
بن القاسم وأضرابه ، ومن أخذ
عنه أقاويل مالك بن أنس إلى تأسيس المرجعية الفقهية
الممثلة في المدونة.
المدرسة
المغربية ممثلة
في أسد بن الفرات وعلي بن زياد وابن حبيب وغيرهم من علماء
إفريقية والأندلس،
وهؤلاء جميعًا، يمثلون مصادر المالكية ومرجعيتهم
الفقهية مع ما تميز به كل تيار
وبلد في نقلهم وشرحم واجتهاداتهم داخل
مصادر المالكية
عامة(10).
المغربية ممثلة
في أسد بن الفرات وعلي بن زياد وابن حبيب وغيرهم من علماء
إفريقية والأندلس،
وهؤلاء جميعًا، يمثلون مصادر المالكية ومرجعيتهم
الفقهية مع ما تميز به كل تيار
وبلد في نقلهم وشرحم واجتهاداتهم داخل
مصادر المالكية
عامة(10).
لقد
كانت مازونة مدرسة
وحاضرة فقهية، ولا نعدم البحث في تراث هذه الحاضرة التي
كانت في يوم ما عاصمة
بايلك الغرب الجزائري فنعثر على مصادر دفينة تمكننا
من سد فجوات كبيرة في
ميراثنا الفقهي خاصة والعلمي عامة.
كانت مازونة مدرسة
وحاضرة فقهية، ولا نعدم البحث في تراث هذه الحاضرة التي
كانت في يوم ما عاصمة
بايلك الغرب الجزائري فنعثر على مصادر دفينة تمكننا
من سد فجوات كبيرة في
ميراثنا الفقهي خاصة والعلمي عامة.
لقد
كان لزوايا العلم
والمعرفة المكانة الكبيرة في الحفاظ على القرآن والسنة
النبوية، فلا تخلو حاضرة
أو قرية أو تجمع ريفي بالغرب الجزائري إلا وفيه
للعلم والمعرفة زاوية مشهورة أو
شيخ رباني قعد للتدريس وتهذيب الناشئة،
راجيا من الله التوفيق
والسداد.
كان لزوايا العلم
والمعرفة المكانة الكبيرة في الحفاظ على القرآن والسنة
النبوية، فلا تخلو حاضرة
أو قرية أو تجمع ريفي بالغرب الجزائري إلا وفيه
للعلم والمعرفة زاوية مشهورة أو
شيخ رباني قعد للتدريس وتهذيب الناشئة،
راجيا من الله التوفيق
والسداد.
اكتشاف حركة إصلاحية نموذجية
(السنوسية ومنبتها الأصلي بوقيارت(مستغانم) بالغرب
الجزائري):
(السنوسية ومنبتها الأصلي بوقيارت(مستغانم) بالغرب
الجزائري):
تُنْسَبُ
هذه الحركة
السياسية والدينية إلى السيد: محمد بن علي بن السنوسي بن
العربي الأطرش بن محمد
بن عبد القادر بن أحمد شهيدة ، ويرجع في نسبه إلى
الفرع الإدريسي (من خلال إدريس
الأزهر(الأصغر )باني فاس ابن الإمام إدريس
الأكبر أول ملوك
الأدارسة.
هذه الحركة
السياسية والدينية إلى السيد: محمد بن علي بن السنوسي بن
العربي الأطرش بن محمد
بن عبد القادر بن أحمد شهيدة ، ويرجع في نسبه إلى
الفرع الإدريسي (من خلال إدريس
الأزهر(الأصغر )باني فاس ابن الإمام إدريس
الأكبر أول ملوك
الأدارسة.
وكانت
السنوسية دعوة من
الدعوات الصالحات التي أعادت للمسلمين في إفريقيا
والصحراء الكبرى مكانتها
التاريخية ، حيث كانت طريقة تمتاز بوضوح مناهجها
في الدعوة والإصلاح، حيث دعت
إلى إحياء الدين الإسلامي ومحاربة الجمود
ونبذ البدع ، ومؤسسها أصيل محلة
الواسطة على ضفتي وادي شلف ، وأسرته من
قبيلة مجاهر التي ينضوي تحتها ما يزيد عن
سبعين ألف نفس ، ولا تزال
مستغانم مقرًّا لهذه الأسرة، وقد أسس ابن السنوسي
الحركة المنسوبة إلى جده
السنوسي.
السنوسية دعوة من
الدعوات الصالحات التي أعادت للمسلمين في إفريقيا
والصحراء الكبرى مكانتها
التاريخية ، حيث كانت طريقة تمتاز بوضوح مناهجها
في الدعوة والإصلاح، حيث دعت
إلى إحياء الدين الإسلامي ومحاربة الجمود
ونبذ البدع ، ومؤسسها أصيل محلة
الواسطة على ضفتي وادي شلف ، وأسرته من
قبيلة مجاهر التي ينضوي تحتها ما يزيد عن
سبعين ألف نفس ، ولا تزال
مستغانم مقرًّا لهذه الأسرة، وقد أسس ابن السنوسي
الحركة المنسوبة إلى جده
السنوسي.
السنوسية النشأة والمسار
الفكري والتاريخي :
الفكري والتاريخي :
أسس
محمد بن علي بن
السنوسي حركته على تقوى من الله، فقد ولد ببوقيرات بضواحي
مستغانم سنة
1202هـ/1787م في أسرة شريفة ينتهي نسبها إلى الحسن بن علي رضي
الله عنهما
وأرضاهما، وينتهي إلى قبيلة بني سنوس التابعة لمقاطعة تلمسان،
وإليها نسب، كما
نسب إليها طريقته الإصلاحية، تخرج في مدرسة مازونة
الشهيرة، ودرس بفاس ومصر ومكة
المكرمة بعد هجرته من الجزائر أثناء الحصار
العسكري والاقتصادي الفرنسي للجزائر
حوالي عام 1824م
محمد بن علي بن
السنوسي حركته على تقوى من الله، فقد ولد ببوقيرات بضواحي
مستغانم سنة
1202هـ/1787م في أسرة شريفة ينتهي نسبها إلى الحسن بن علي رضي
الله عنهما
وأرضاهما، وينتهي إلى قبيلة بني سنوس التابعة لمقاطعة تلمسان،
وإليها نسب، كما
نسب إليها طريقته الإصلاحية، تخرج في مدرسة مازونة
الشهيرة، ودرس بفاس ومصر ومكة
المكرمة بعد هجرته من الجزائر أثناء الحصار
العسكري والاقتصادي الفرنسي للجزائر
حوالي عام 1824م
نال
ابن السنوسي حظًّا
وافرًا من التربية والتعليم عن طريق عمته فاطمة المرأة
الشريفة العالمة التي
كانت تجيز العلماء بما تملك من مرويات عالية السند
في الفقه والحديث وعلوم
القرآن الكريم، وكان عمدته في التصوف أبو العباس
أحمد بن إدريس، وإليه ينتسب
أيضًا.
ابن السنوسي حظًّا
وافرًا من التربية والتعليم عن طريق عمته فاطمة المرأة
الشريفة العالمة التي
كانت تجيز العلماء بما تملك من مرويات عالية السند
في الفقه والحديث وعلوم
القرآن الكريم، وكان عمدته في التصوف أبو العباس
أحمد بن إدريس، وإليه ينتسب
أيضًا.
وقبل
هجرته إلى المشرق
كما كان يفعل علماء السلف من أهل المغرب الإسلامي، عاد
إلى مستغانم وتزوج من
إحدى بنات عمومته ، ثم نشب بينه وبين أقاربه الأدنين
خلاف حول أملاكه ، واحتكم
للقضاء فحكم له بالأملاك والريع ، وبالسجن
لأقاربه ، فتنازل عن الريع ، وطلب
إخلاء سبيلهم فكان له ذلك، ثم إنه بعد
أن صفَّى أملاكه انتقل إلى عرب أولاد نايل
، وأسس زاوية بمسعد وتزوج من
كريمة من كريمات القبيلة، ومارس الوعظ والإرشاد
والتعليم مدة ، ثم غادر
أولاد نايل في طريقه إلى
مصر.
هجرته إلى المشرق
كما كان يفعل علماء السلف من أهل المغرب الإسلامي، عاد
إلى مستغانم وتزوج من
إحدى بنات عمومته ، ثم نشب بينه وبين أقاربه الأدنين
خلاف حول أملاكه ، واحتكم
للقضاء فحكم له بالأملاك والريع ، وبالسجن
لأقاربه ، فتنازل عن الريع ، وطلب
إخلاء سبيلهم فكان له ذلك، ثم إنه بعد
أن صفَّى أملاكه انتقل إلى عرب أولاد نايل
، وأسس زاوية بمسعد وتزوج من
كريمة من كريمات القبيلة، ومارس الوعظ والإرشاد
والتعليم مدة ، ثم غادر
أولاد نايل في طريقه إلى
مصر.
غادر
ابن السنوسي مسعد
والجزائر عامة بعد أن طلق زوجته التي رفضت الانتقال معه
لمشقة الطريق ولصعوبة
المهمة التي ينوي القيام بها الداعية المصلح ، فولدت
له ولدًا توفي وهو صغير ،
ثم ماتت أمه بعد ذلك في حياة زوجها ابن السنوسي،
ودخل ابن السنوسي تونس وقابس
وجامع الزيتونة ، واستفاد من شيوخها ، وأفاد
طلاب العلم بالتدريس والوعظ ، ثم
واصل سيره ودخل طرابلس الغرب ، وكان ذلك
في حكم يوسف القرمانلي الذي كان مستقلا
عن الدولة العثمانية، فأكرم نزوله
، ومكث في مدينة طرابلس مدة ، ثم انتقل إلى
القاهرة ، وبقي بها مدة ثم
غادرها إلى الحجاز.
ابن السنوسي مسعد
والجزائر عامة بعد أن طلق زوجته التي رفضت الانتقال معه
لمشقة الطريق ولصعوبة
المهمة التي ينوي القيام بها الداعية المصلح ، فولدت
له ولدًا توفي وهو صغير ،
ثم ماتت أمه بعد ذلك في حياة زوجها ابن السنوسي،
ودخل ابن السنوسي تونس وقابس
وجامع الزيتونة ، واستفاد من شيوخها ، وأفاد
طلاب العلم بالتدريس والوعظ ، ثم
واصل سيره ودخل طرابلس الغرب ، وكان ذلك
في حكم يوسف القرمانلي الذي كان مستقلا
عن الدولة العثمانية، فأكرم نزوله
، ومكث في مدينة طرابلس مدة ، ثم انتقل إلى
القاهرة ، وبقي بها مدة ثم
غادرها إلى الحجاز.
نزل
ابن السنوسي مكة
حوالي 1242هـ/1827م،وكانت لهذه الرحالة مكانة كبرى في
حياته العلمية والسياسية
والإصلاحية ، حيث ساعدته جملة من العوامل:
ابن السنوسي مكة
حوالي 1242هـ/1827م،وكانت لهذه الرحالة مكانة كبرى في
حياته العلمية والسياسية
والإصلاحية ، حيث ساعدته جملة من العوامل:
1.استطاع محمد بن علي
السنوسي الحصول على أنباء عظيمة الفائدة عن حال المسلمين في مشارق الأرض
ومغاربها.
السنوسي الحصول على أنباء عظيمة الفائدة عن حال المسلمين في مشارق الأرض
ومغاربها.
2.أُتيحت له فرصة عظيمة
للاحتكاك بالعلماء في مكة ، وتبادل معهم الآراء حول التغيير والإصلاح مما نفعه في
حياته المستقبلية.
للاحتكاك بالعلماء في مكة ، وتبادل معهم الآراء حول التغيير والإصلاح مما نفعه في
حياته المستقبلية.
3.كانت
مكة منبرًا للدعوة
، ولذلك اشتغل السنوسي بنشر العلوم وتحصيلها والمناظرة
فيها، واجتهد في دراسة
المذاهب الإسلامية ، حتى حذق مخاطبة جميع
العالم
الإسلامي.
مكة منبرًا للدعوة
، ولذلك اشتغل السنوسي بنشر العلوم وتحصيلها والمناظرة
فيها، واجتهد في دراسة
المذاهب الإسلامية ، حتى حذق مخاطبة جميع
العالم
الإسلامي.
4.أتيحت
له دراية بحركة
الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن قرب ، وعاشر أتباع الدعوة
السلفية ومريديها ،
وتتلمذ على علمائها وشيوخها ، ودرس الحركة السلفية
التي أقامها الشيخ دراسة
واعية في مواقفها السياسية واجتهاداتها العملية.
له دراية بحركة
الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن قرب ، وعاشر أتباع الدعوة
السلفية ومريديها ،
وتتلمذ على علمائها وشيوخها ، ودرس الحركة السلفية
التي أقامها الشيخ دراسة
واعية في مواقفها السياسية واجتهاداتها العملية.
ولا
يعرف قيمة المصلح
والعالم إلا بقيمة التحصيل والنباهة والإدراك الذي شكل
شخصيته ، وكان علماء مكة
الذين تخرج على أيديهم بعد علماء مازونة ومستغانم
، نذكر جملة من الشيوخ الذين
كان لهم الأثر الطيب في تكوينه وتأهيله
للتغيير والإصلاح
وهم:
يعرف قيمة المصلح
والعالم إلا بقيمة التحصيل والنباهة والإدراك الذي شكل
شخصيته ، وكان علماء مكة
الذين تخرج على أيديهم بعد علماء مازونة ومستغانم
، نذكر جملة من الشيوخ الذين
كان لهم الأثر الطيب في تكوينه وتأهيله
للتغيير والإصلاح
وهم:
·
أحمد بن إدريس من أفضل شيوخ محمد بن علي السنوسي
الكبير، وقد تأثر به
تأثرًا كبيرًا ، وقد أخذ عنه عددًا من الطرق الصوفية ، ودرس
عليه الحديث
والسنة، وابن إدريس من مواليد 1173هـ بميسورة وأصله من المغرب
الأقصى،ولما
دخل سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود الحجاز عام 1221هـ/1806م
لم
يتعرضوا للشيخ العالم أحمد بن إدريس بأذى ، وقد وصف ابن إدريس بأنه
ذو
ميول سلفية.
أحمد بن إدريس من أفضل شيوخ محمد بن علي السنوسي
الكبير، وقد تأثر به
تأثرًا كبيرًا ، وقد أخذ عنه عددًا من الطرق الصوفية ، ودرس
عليه الحديث
والسنة، وابن إدريس من مواليد 1173هـ بميسورة وأصله من المغرب
الأقصى،ولما
دخل سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود الحجاز عام 1221هـ/1806م
لم
يتعرضوا للشيخ العالم أحمد بن إدريس بأذى ، وقد وصف ابن إدريس بأنه
ذو
ميول سلفية.
· أحمد الدجاني: أخذ عنه
محمد بن علي السنوسي عددًا من الأوراد الخاصة بالطرق
الصوفية.
محمد بن علي السنوسي عددًا من الأوراد الخاصة بالطرق
الصوفية.
· أبو حفص عمر بن عبد الرسول
العطار.
العطار.
· أبو سليمان عبد الحفيظ
العجمي مفتي مكة وقاضيها.
العجمي مفتي مكة وقاضيها.
وتظافرت
جملة من الأسباب
أدت إلى مغادرة محمد بن علي السنوسي مكة فتوجه أولا إلى"
صبيا العسير" وهي من
أملاك الحركة السلفية الوهابية ، ثم قرر الرحيل إلى
الغرب والجزائر تحديدًا ،
وهذه الأسباب والعوامل هي:
جملة من الأسباب
أدت إلى مغادرة محمد بن علي السنوسي مكة فتوجه أولا إلى"
صبيا العسير" وهي من
أملاك الحركة السلفية الوهابية ، ثم قرر الرحيل إلى
الغرب والجزائر تحديدًا ،
وهذه الأسباب والعوامل هي:
1.
وفاة أستاذه أحمد بن
إدريس الذي كان يرعاه ويقدر علمه ومكانته في ذلك
العصر ، كما ساعده في تلقين
الناس الأوراد ودعوتهم إلى الخير.
وفاة أستاذه أحمد بن
إدريس الذي كان يرعاه ويقدر علمه ومكانته في ذلك
العصر ، كما ساعده في تلقين
الناس الأوراد ودعوتهم إلى الخير.
2.
عداوة شيوخ مكة له
نظرًا لأفكاره الجديدة التي يبثها بين أتباعه وهي دعوة
تقلق الشيوخ التقليديين
والحكومة العثمانية لاتهامه بأنه داعية من دعاة
السلفية
الوهابية.
عداوة شيوخ مكة له
نظرًا لأفكاره الجديدة التي يبثها بين أتباعه وهي دعوة
تقلق الشيوخ التقليديين
والحكومة العثمانية لاتهامه بأنه داعية من دعاة
السلفية
الوهابية.
3.
ذكر عبد القادر بن علي
أحد الباحثين في الشؤون السنوسية رغبة محمد بن علي
السنوسي الكبير في العودة إلى
الجزائر للجهاد في سبيل الله ، وهو صاحب
القول المشهور وهو يودع الحاج محيي
الدين وابنه الشاب عبد القادر الذي
سيكون له الدور المحوري في جهاد الغزاة
الفرنسيين بالجزائر منذ عام
1832م:"إن الدين الإسلامي يحتم على كل مسلم أن يدافع
عنه بقدر استطاعته ،
ويحرم على المسلمين الاستسلام للعدو الغاصب المعتدي
والمنتهك لحرمات الدين
الإسلامي والمعطل لأحكام الله، وإني استوصيك بولدنا عبد
القادر هذا خيرًا
فإنه ممن يذود عن حرمات الإسلام ، ويرفع راية
الجهاد".
ذكر عبد القادر بن علي
أحد الباحثين في الشؤون السنوسية رغبة محمد بن علي
السنوسي الكبير في العودة إلى
الجزائر للجهاد في سبيل الله ، وهو صاحب
القول المشهور وهو يودع الحاج محيي
الدين وابنه الشاب عبد القادر الذي
سيكون له الدور المحوري في جهاد الغزاة
الفرنسيين بالجزائر منذ عام
1832م:"إن الدين الإسلامي يحتم على كل مسلم أن يدافع
عنه بقدر استطاعته ،
ويحرم على المسلمين الاستسلام للعدو الغاصب المعتدي
والمنتهك لحرمات الدين
الإسلامي والمعطل لأحكام الله، وإني استوصيك بولدنا عبد
القادر هذا خيرًا
فإنه ممن يذود عن حرمات الإسلام ، ويرفع راية
الجهاد".
4.
فكر محمد بن علي
السنوسي في الانتقال بالدعوة إلى مكان آمن يستطيع فيه نشر
أفكاره بعيدًا عن أعين
الرقباء والعيون الساهرة على
النوم
العام(الاستعمار).
فكر محمد بن علي
السنوسي في الانتقال بالدعوة إلى مكان آمن يستطيع فيه نشر
أفكاره بعيدًا عن أعين
الرقباء والعيون الساهرة على
النوم
العام(الاستعمار).
استقرار محمد بن علي السنوسي
بليبيا وتأسيس زوايا المعرفة والعلم:
بليبيا وتأسيس زوايا المعرفة والعلم:
استقر
محمد بن علي
السنوسي في ليبيا الشمالية مدة سنتين ، أسس فيها الزاوية
البيضاء المشهورة ، وهي
الزاوية الأم في إفريقيا كلها ، وكان ابن السنوسي
قبل هذا على اتصال بجهاد
الجزائريين حتى وفاته عام 1859م ، وواصل من بعده
أتباعه مساعدة جهاد الجزائريين
في ورقلة والغرب الجزائري ، كما هو مسجل في
وثائق
العصر.
محمد بن علي
السنوسي في ليبيا الشمالية مدة سنتين ، أسس فيها الزاوية
البيضاء المشهورة ، وهي
الزاوية الأم في إفريقيا كلها ، وكان ابن السنوسي
قبل هذا على اتصال بجهاد
الجزائريين حتى وفاته عام 1859م ، وواصل من بعده
أتباعه مساعدة جهاد الجزائريين
في ورقلة والغرب الجزائري ، كما هو مسجل في
وثائق
العصر.
وبعد
سنتين من استقراره
في برقة والجبل الأخضر عند حلفائه العواقير(قبيلة عربية
ليبية) وانتقل إلى مكان
يسمى ماسة ، وتقدم من ماسة إلى محل يسمى دنقلة ،
حيث مكان الزاوية البيضاء
بالقرب من ضريح الصحابي الجليل رويفع بن ثابت
الأنصاري رضي الله عنه ، وقد شرع
الإخوان السنوسيون في تأسيسها قبل مجيء
ابن السنوسي.
سنتين من استقراره
في برقة والجبل الأخضر عند حلفائه العواقير(قبيلة عربية
ليبية) وانتقل إلى مكان
يسمى ماسة ، وتقدم من ماسة إلى محل يسمى دنقلة ،
حيث مكان الزاوية البيضاء
بالقرب من ضريح الصحابي الجليل رويفع بن ثابت
الأنصاري رضي الله عنه ، وقد شرع
الإخوان السنوسيون في تأسيسها قبل مجيء
ابن السنوسي.
ويكفي
أن نعرف رواد الجيل
الجديد الذي تكون على يديه محمد المهدي ، وهم العالم
الفذ عمران بن بركة، أحمد
الريفي، علي بن عبد المولى، ومحمد المدني
التلمساني، محمد بن حسن البسكري، عبد
المتعال الإدريسي، أحمد أبو القاسم
التواتي، أبو القاسم العيساوي، عمر الأشهب،
محمد بن عبد الشفيع، محمد
السكوري، مصطفى المحجوب، عبد الرحيم المحجوب، عمر
الفضيل، محمد بن الصادق
الطائفي، أبو سيف مقرب، فالح الظاهري، عبد الله التنسي،
محمد بن إبراهيم
الغماري، المرتضى فركاش، حسين الغرياني. وكون معظم هؤلاء الرواد
المجلس
الأعلى للحركة السنوسية فقد كون محمد المهدي السنوسي المجلس الأعلى
من
كبار الإخوان، يتكون من:
أن نعرف رواد الجيل
الجديد الذي تكون على يديه محمد المهدي ، وهم العالم
الفذ عمران بن بركة، أحمد
الريفي، علي بن عبد المولى، ومحمد المدني
التلمساني، محمد بن حسن البسكري، عبد
المتعال الإدريسي، أحمد أبو القاسم
التواتي، أبو القاسم العيساوي، عمر الأشهب،
محمد بن عبد الشفيع، محمد
السكوري، مصطفى المحجوب، عبد الرحيم المحجوب، عمر
الفضيل، محمد بن الصادق
الطائفي، أبو سيف مقرب، فالح الظاهري، عبد الله التنسي،
محمد بن إبراهيم
الغماري، المرتضى فركاش، حسين الغرياني. وكون معظم هؤلاء الرواد
المجلس
الأعلى للحركة السنوسية فقد كون محمد المهدي السنوسي المجلس الأعلى
من
كبار الإخوان، يتكون من:
1. العلامة عمران بن
بركة(رئيس مجلس الشيوخ).
بركة(رئيس مجلس الشيوخ).
2. أحمد الريفي(رئيس مجلس
الوزراء).
الوزراء).
3. على عبد المولى(حاكم
الجغبوب) ووزير المالية والداخلية، إلى جانب نظارة الخاصة الإمامية، النظر في شؤون
عائلة المهدي).
الجغبوب) ووزير المالية والداخلية، إلى جانب نظارة الخاصة الإمامية، النظر في شؤون
عائلة المهدي).
4. فالح
الظاهري.
الظاهري.
5. وعبد الرحيم المحجوب.
6. محمد المدني
لتلمساني(وزير الشؤون الاجتماعية).
لتلمساني(وزير الشؤون الاجتماعية).
7. محمد بن الحسن البسكري.
8. أبو سيف مقرب.
9. محمد الشريف(وزير
المعارف، إلى جانب نيابته عن الإمام المهدي).
المعارف، إلى جانب نيابته عن الإمام المهدي).
10.رؤساء الزوايا(حكام وولاة
المناطق والأقاليم، نواب الأمة أمام المجلس الأعلى للحركة
السنوسية).
المناطق والأقاليم، نواب الأمة أمام المجلس الأعلى للحركة
السنوسية).
وكان
هذا المجلس يمثل قمة
الهرم الذي قاعدته الزوايا، وكان يضم كبار رؤساء
الزوايا في برقة وطرابلس ومصر
والحجاز والسودان وشمال إفريقيا ، وكان
يجتمع سنويا في الجغبوب للنظر في أهم
أمور الحركة، وكان يرأسه محمد الشريف
السنوسي ، ثم تعرض قراراته على الإمام
المهدي السنوسي للموافقه عليها، أو
تعديلها بما يبدو
له.
هذا المجلس يمثل قمة
الهرم الذي قاعدته الزوايا، وكان يضم كبار رؤساء
الزوايا في برقة وطرابلس ومصر
والحجاز والسودان وشمال إفريقيا ، وكان
يجتمع سنويا في الجغبوب للنظر في أهم
أمور الحركة، وكان يرأسه محمد الشريف
السنوسي ، ثم تعرض قراراته على الإمام
المهدي السنوسي للموافقه عليها، أو
تعديلها بما يبدو
له.
وبالنظر
إلى القضية عن
قرب كما ذهب إلى ذلك أحد الباحثين تبرز لنا خصوصية هامة
اتسمت بها هذه الطرق
الثلاث القادرية(الجزائر) المهدوية
(السودان)
السنوسية(ليبيا)(11).
إلى القضية عن
قرب كما ذهب إلى ذلك أحد الباحثين تبرز لنا خصوصية هامة
اتسمت بها هذه الطرق
الثلاث القادرية(الجزائر) المهدوية
(السودان)
السنوسية(ليبيا)(11).
وتمثلت
في اعتماد كل منها
فكريا على نوع من الإيديولوجية الإسلامية القريبة
بطريقة أو أخرى من الحركة
التجديدية في الحجاز ، وهي الوهابية التي
استطاعت عبر هذه التجارب السياسية
والدينية بفعل صبغتها السياسية المركزية
أن تفرض من فوق نوعا من اللحمة ، لم يكن
تحقيقها في فضاء شعبي بسيط
التكوين ، وتسوده علاقات الفوضى التي فرضها التفكك
القبلي الذي عرفته
الجزائر في القرن التاسع عشر من جهة ، والسيطرة الاستعمارية
من جهة أخرى.
في اعتماد كل منها
فكريا على نوع من الإيديولوجية الإسلامية القريبة
بطريقة أو أخرى من الحركة
التجديدية في الحجاز ، وهي الوهابية التي
استطاعت عبر هذه التجارب السياسية
والدينية بفعل صبغتها السياسية المركزية
أن تفرض من فوق نوعا من اللحمة ، لم يكن
تحقيقها في فضاء شعبي بسيط
التكوين ، وتسوده علاقات الفوضى التي فرضها التفكك
القبلي الذي عرفته
الجزائر في القرن التاسع عشر من جهة ، والسيطرة الاستعمارية
من جهة أخرى.
وقد
كانت الإجراءات
المتخذة أيام جيل كومبون ضد الطرق الصوفية تتمثل في
تفتيتها وإضعافها والاستفادة
منها، دون القضاء عليها أو مواجهتها ، وسيكون
لهذه السياسة عواقبها خلال
العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين ،
وكأن هذه الطرق قد اسنتفذت طاقتها ،
وأدت دورها ، وكان عليها أن تترك
المجال لموجة جديدة من "حماة الدين" وهم رجال
الحركة الإصلاحية، ثم بعد
ذلك الدور الفعال الذي قامت به الحركة الوطنية
الاستقلالية التي دخلت في
معركة جديدة مع الإدارة الاستعمارية وأعوانها بأساليب
جديدة(12).
كانت الإجراءات
المتخذة أيام جيل كومبون ضد الطرق الصوفية تتمثل في
تفتيتها وإضعافها والاستفادة
منها، دون القضاء عليها أو مواجهتها ، وسيكون
لهذه السياسة عواقبها خلال
العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين ،
وكأن هذه الطرق قد اسنتفذت طاقتها ،
وأدت دورها ، وكان عليها أن تترك
المجال لموجة جديدة من "حماة الدين" وهم رجال
الحركة الإصلاحية، ثم بعد
ذلك الدور الفعال الذي قامت به الحركة الوطنية
الاستقلالية التي دخلت في
معركة جديدة مع الإدارة الاستعمارية وأعوانها بأساليب
جديدة(12).
وكانت
فرنسا الاستعمارية
لا تزال تراهن على هذه الطرق الصوفية التي استنفذت
طاقتها، التي تجددت أيام
الحركة الإصلاحية بزعامة جمعية العلماء المسلمين
الجزائريين بفعل المساعدات
والتوجيه التي تقوم بها مصلحة شؤون
الأهالي(13).
فرنسا الاستعمارية
لا تزال تراهن على هذه الطرق الصوفية التي استنفذت
طاقتها، التي تجددت أيام
الحركة الإصلاحية بزعامة جمعية العلماء المسلمين
الجزائريين بفعل المساعدات
والتوجيه التي تقوم بها مصلحة شؤون
الأهالي(13).
وقبل
أن نختم هذا المدخل
الخاص بالطريقة السنوسية أحببنا أن نقول : إن السنوسية
ومؤسسها محمد بن علي
السنوسي شخصية امتازت بالطموح والهيبة ، وكان من
العلماء الذين تركوا سمعة كبيرة
في حياة أتباعه الذين كانوا من المخلصين؛
كما كان محاطًا بفريق من الكوادر
العلمية والأدبية ؛ مما أهله وأهل ابنه
محمد المهدي فيما بعد إلى تكوين حركة كان
لها الدور الكبير في مواجهة
المصالح الاستعمارية في المنطقة،وما يمكن أن ننوه به
هنا أن فرنسا
الاستعمارية في أيام السفاح بوجو أرسلت الجاسوس الشهير ليون روش
بصحبة
مقدمي الطريقة التجانية والطيبية إلى القيروان والمغرب الأقصى
والأزهر
الشريف ومكة المكرمة من أجل استصدار فتوى ـ وهذا عام 1842م ـ
لاستسلام
المسلمين إلى واقعهم ، ولما اجتمع مجلس أعيان وعلماء مكة المكرمة بطلب
من
الشريف غالب حاكم مكة؛ رفض محمد بن علي السنوسي الكبير التوقيع
على
استسلام أبناء المسلمين المجاهدين في الجزائر ، وهو ما ذكره ليون روش
نفسه
في كتابه" اثنان وثلاثون سنة في
الإسلام"(14).
أن نختم هذا المدخل
الخاص بالطريقة السنوسية أحببنا أن نقول : إن السنوسية
ومؤسسها محمد بن علي
السنوسي شخصية امتازت بالطموح والهيبة ، وكان من
العلماء الذين تركوا سمعة كبيرة
في حياة أتباعه الذين كانوا من المخلصين؛
كما كان محاطًا بفريق من الكوادر
العلمية والأدبية ؛ مما أهله وأهل ابنه
محمد المهدي فيما بعد إلى تكوين حركة كان
لها الدور الكبير في مواجهة
المصالح الاستعمارية في المنطقة،وما يمكن أن ننوه به
هنا أن فرنسا
الاستعمارية في أيام السفاح بوجو أرسلت الجاسوس الشهير ليون روش
بصحبة
مقدمي الطريقة التجانية والطيبية إلى القيروان والمغرب الأقصى
والأزهر
الشريف ومكة المكرمة من أجل استصدار فتوى ـ وهذا عام 1842م ـ
لاستسلام
المسلمين إلى واقعهم ، ولما اجتمع مجلس أعيان وعلماء مكة المكرمة بطلب
من
الشريف غالب حاكم مكة؛ رفض محمد بن علي السنوسي الكبير التوقيع
على
استسلام أبناء المسلمين المجاهدين في الجزائر ، وهو ما ذكره ليون روش
نفسه
في كتابه" اثنان وثلاثون سنة في
الإسلام"(14).
والشيء
الذي يحسب لهذا
العالم المجدد أنه من بين العلماء الأعلام في عصره الذين
شهدت لهم الدراسات
والوثائق الأجنبية قبل الكتابات الوطنية بالسمو والفهم
العميق لأزمة التخلف التي
صاحبت ظروف المجتمع خلال القرن العصيب ، حيث
جمعت الحركة السنوسية بين أعمال
القلب وأعمال المادة، إذْ حققت أكبر
التصرفات الإسلامية دلالة على وحدة العمل
كان توحيد بين الأعمال الروحية
وبين الأعمال المادية ، وهو ما بدا جليًّا في
ظاهرة الزهد الإسلامي
القويم، فعلى خلاف حضارات أخرى ناقضت أعمال الروح وأعمال
المادة، فمالت
إلى أحد الطرفين على حساب الآخر، نجد الزهد الإسلامي الذي تمثلته
الحركة
السنوسية قد نشأ جمعًا بين أمرين: أعمال لتصفية الروح، وأعمال
للتعمير
المادي، وذلك ما كان متجليًّا في حركة الرباطات والمحارس التي أقيمت
على
سواحل إفريقية منذ أواسط القرن الثاني، ثم امتدت من أقصى المغرب
إلى
الإسكندرية ، وفي هذه الرباطات كانت تتناسق أعمال تغذي الروح على منهج
من
المرابطة الجهادية وأعمال من الوصال الاجتماعي بمباشرة التعليم
والتربية
لعامة المسلمين،وأعمال النشاط الاقتصادي بمباشرة الزراعة وتعمير الأرض
من
قبل المرابطين لما حولهم من الأرض(15) حتى أصبح الرباط
بهذا
العمل التوحيدي" عاملا من العوامل الثقافية في تكوين الروح
الثقافية
بالمغرب واتساعها وترسيخ آثارها في النفسية الشعبية، ووصل ما بين
العناصر
الاجتماعية بسببها، وهذا المنهج التوحيدي هو الذي امتدت به
الرباطات
والزوايا في سلسلة صحراوية طويلة توازي السلسلة
الساحلية(16) ،
فقامت الحركة السنوسية في النصف الأول من القرن
التاسع عشر توحد في فعالية
عجيبة بين أعمال في الزهد روحانية، وأعمال جهادية
تربوية، وأعمال تعميرية
اقتصادية زراعية وصناعية(17) فكانت مظهرًا
بديعًا للتوحيد في
العمل ، يمثل بحق فقهًا متميزًا في التحضر الإسلامي من شأنه
أن يفضي إلى
ترقية منهجية في نطاق الخلافة في الأرض(18) وهذا ما دعا
أحد الباحثين المعاصرين إلى القول أن السنوسية دين
ودولة(19).
الذي يحسب لهذا
العالم المجدد أنه من بين العلماء الأعلام في عصره الذين
شهدت لهم الدراسات
والوثائق الأجنبية قبل الكتابات الوطنية بالسمو والفهم
العميق لأزمة التخلف التي
صاحبت ظروف المجتمع خلال القرن العصيب ، حيث
جمعت الحركة السنوسية بين أعمال
القلب وأعمال المادة، إذْ حققت أكبر
التصرفات الإسلامية دلالة على وحدة العمل
كان توحيد بين الأعمال الروحية
وبين الأعمال المادية ، وهو ما بدا جليًّا في
ظاهرة الزهد الإسلامي
القويم، فعلى خلاف حضارات أخرى ناقضت أعمال الروح وأعمال
المادة، فمالت
إلى أحد الطرفين على حساب الآخر، نجد الزهد الإسلامي الذي تمثلته
الحركة
السنوسية قد نشأ جمعًا بين أمرين: أعمال لتصفية الروح، وأعمال
للتعمير
المادي، وذلك ما كان متجليًّا في حركة الرباطات والمحارس التي أقيمت
على
سواحل إفريقية منذ أواسط القرن الثاني، ثم امتدت من أقصى المغرب
إلى
الإسكندرية ، وفي هذه الرباطات كانت تتناسق أعمال تغذي الروح على منهج
من
المرابطة الجهادية وأعمال من الوصال الاجتماعي بمباشرة التعليم
والتربية
لعامة المسلمين،وأعمال النشاط الاقتصادي بمباشرة الزراعة وتعمير الأرض
من
قبل المرابطين لما حولهم من الأرض(15) حتى أصبح الرباط
بهذا
العمل التوحيدي" عاملا من العوامل الثقافية في تكوين الروح
الثقافية
بالمغرب واتساعها وترسيخ آثارها في النفسية الشعبية، ووصل ما بين
العناصر
الاجتماعية بسببها، وهذا المنهج التوحيدي هو الذي امتدت به
الرباطات
والزوايا في سلسلة صحراوية طويلة توازي السلسلة
الساحلية(16) ،
فقامت الحركة السنوسية في النصف الأول من القرن
التاسع عشر توحد في فعالية
عجيبة بين أعمال في الزهد روحانية، وأعمال جهادية
تربوية، وأعمال تعميرية
اقتصادية زراعية وصناعية(17) فكانت مظهرًا
بديعًا للتوحيد في
العمل ، يمثل بحق فقهًا متميزًا في التحضر الإسلامي من شأنه
أن يفضي إلى
ترقية منهجية في نطاق الخلافة في الأرض(18) وهذا ما دعا
أحد الباحثين المعاصرين إلى القول أن السنوسية دين
ودولة(19).
هذه
الحركة الإصلاحية هي
التي بثت زوايا المعرفة والعلم في كامل إفريقيا، وعلى
الخصوص ليبيا وتشاد
والجزائر، ولا تزال آثار هذه الحركة حاضرة من خلال
أعمال وآثار محمد بن علي
السنوسي الكبير خريج بوقيرات وجامعة فاس العامرة
ومدرسة مازونة، ولهذا فأفضال
مدارس وزوايا المعرفة والعلم بالريف وحواضر
وسهل الشلف دالة على مكانة الجهة
الغربية في حفظ الشعار الإسلامية ،
وركنها الركين الحفاظ على القرآن الكريم ببثه
في صدور الرجال والنساء من
مختلف الشراع الاجتماعية، ولا تكفي هذه الوريقات
لتغطية هذا العنوان الذي
يحتاج إلى توثيق جيد ، واطلاع واع على العلماء الأعلام
من الغرب الجزائري
الدكتور محمد الامين بلغيث
الحركة الإصلاحية هي
التي بثت زوايا المعرفة والعلم في كامل إفريقيا، وعلى
الخصوص ليبيا وتشاد
والجزائر، ولا تزال آثار هذه الحركة حاضرة من خلال
أعمال وآثار محمد بن علي
السنوسي الكبير خريج بوقيرات وجامعة فاس العامرة
ومدرسة مازونة، ولهذا فأفضال
مدارس وزوايا المعرفة والعلم بالريف وحواضر
وسهل الشلف دالة على مكانة الجهة
الغربية في حفظ الشعار الإسلامية ،
وركنها الركين الحفاظ على القرآن الكريم ببثه
في صدور الرجال والنساء من
مختلف الشراع الاجتماعية، ولا تكفي هذه الوريقات
لتغطية هذا العنوان الذي
يحتاج إلى توثيق جيد ، واطلاع واع على العلماء الأعلام
من الغرب الجزائري
الدكتور محمد الامين بلغيث
- أحمد بن مبروكعضو جديد
- عدد الرسائل : 5
العمر : 41
الموقع : الواحة الحمراء
البلد :
نقاط : 5
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 22/07/2010
رد: مدارس العلم والقران بالغرب الجزائري
الجمعة 30 يوليو 2010, 08:26
الدكتور محمد الأمين بلغيث أستاذي وهو قمة في العلم والتواضع وهو سليل جمعية العلماء المسلمين وله فكر ثاقب,وأنت مشكورة يا ياسمين,أتمنى أن تسلطي الضوء أيضا على الشيخ البشير الإبراهيمي الشريف نسبا وعلى آرئه ومواقفه المشرفة لآل البيت,شكرا شكرا يا أختي ياسمين
- yasmine27عضو خبير
- عدد الرسائل : 785
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 1706
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 09/03/2010
رد: مدارس العلم والقران بالغرب الجزائري
الأحد 01 أغسطس 2010, 22:48
الى رئيسة جمعية السلامة الاطفال
هذا الموضوع يهمكي راقبيه
تحية حارة
هذا الموضوع يهمكي راقبيه
تحية حارة
- العجيسيعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 1595
البلد :
نقاط : 1727
السٌّمعَة : 27
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
رد: مدارس العلم والقران بالغرب الجزائري
الإثنين 02 أغسطس 2010, 12:51
متابع.......في أنتظار المزيد سيدتي
- yasmine27عضو خبير
- عدد الرسائل : 785
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 1706
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 09/03/2010
رد: مدارس العلم والقران بالغرب الجزائري
الإثنين 02 أغسطس 2010, 18:08
السلام عليكم اخي العجيسي
اين انت لماذا هذا الغياب فانت المحرك الاساسي للمنتدى وليس من مصلحة المنتدى ان تغيب
شكرا على المرور احتراماتي
اين انت لماذا هذا الغياب فانت المحرك الاساسي للمنتدى وليس من مصلحة المنتدى ان تغيب
شكرا على المرور احتراماتي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى