- هواري عزالدينعضو نشيط
- عدد الرسائل : 152
البلد :
نقاط : 380
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 27/07/2010
موسى بن نصير
الإثنين 02 أغسطس 2010, 22:17
أبوعبد الرحمن موسى بن نصير بن عبد الرحمن زيد (640-716 م/19 هـ-97 هـ) نشأ في دمشق واصله من اليمن. ولاه معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما فتح البحر، ففتح قبرص، وبنى بها حصونًا، وخدم بني مروان ونبه شأنه، وولى لهم الأعمال، فكان على خراج زبي البصرة في عهد الحجاج [1].
لما تولي الوليد بن عبد الملك الخلافة قام بعزل حسان بن النعمان واستعمل موسى بن نصير بدلا منه وكان ذلك في عام 89 هـ وكان أن قامت ثورة للبربر في بلاد المغرب طمعا في البلاد بعد مسير حسان عنها فوجه موسى ابنه عبد الله ليخمد تلك الثورات فغزا كل بلاد المغرب واستسلم آخر خارج عن الدولة وأذعن للمسلمين. قام موسى بن نصير بإخلاء ما تبقى من قواعد للبيزنطيين على شواطئ تونس وكانت جهود موسى هذه في إخماد ثورة البربر وطرد البيزنطيين هي المرحلة الأخيرة من مراحل غزو بلاد المغرب العربي. لم يكتف موسى بذلك بل أرسل أساطيله البحرية لغزو جزر الباليار البيزنطية الثلاث مايوركا ومينورقة وإيبيزا وأدخلها تحت حكم الدولة الأموية [2].
بعد أن عمل موسى على توطيد حكم المسلمين في بلاد المغرب العربي، وكانت طموحات الدولة ألأموية تتجه إلى بلاد الأندلس بدأ يتطلع إلى غزو الأندلس التي كانت تحت حكم القوط الغربيين. قام موسى باستئذان الخليفة ألأموي الوليد بن عبد الملك في غزوها فأشار له الوليد ألا يخاطر بالمسلمين وأن يختبرها بالسرايا قبل أن يغزوها. بعد أن قام موسى بإرسال السرايا واختبار طبيعة الجزيرة الأيبيرية قام بتجهيز جيش بقيادة المسلم طارق بن زياد، وبمعاونة من يوليان حاكم سبتة دخل المسلمون الأندلس وانتصروا على القوط الغربيين انتصارا حاسما في معركة وادي لكة عام 712 م/92 هـ.
نســبه
كان والده نصير من بين أربعين غلاما سباهم خالد بن الوليد رضي الله عنه في كنيسة عين التمر على الشاطئ الفرات عام12 للهجره بعد أن ضرب أعناق أهل الحصن أجمعين .وكان على هؤلاء الغلمه ان باب مغلق فكسره عنهم ، واجابوه بأنهم رهائن لدى أهل عين التمر ، فاعتبرهم خالد رضي الله عنه من السبى وقسمهم على أهل البلاء من جنده . وكان منهم أيضا سيرين والد محمد بن سيرين،ويسار جد محمد بن اسحاق كاتب السيره (المغازى). أعتق بنو أميه نصيرا ، فعمل في شرطة معاويه رضي الله عنه وكان صاحب همه وعطاء حتى صار من قواد جيش معاويه رضي الله عنه وحرسه. ولما حصلت الفتنه بين على ومعاويه رضي الله عنهما رفض أن يقاتل عليا ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ،ولما استتب الامر لمعاويه رضي الله عنه عام الجماعه قال له يعاتبه لعدم مشاركته في قتال علي رضي الله عنه :ما منعك من الخروج معي ولي عندك يد لم تكافئني عليها؟، فقال له كلمة عظيمه معبره تدل على وعيه ورسوخ الايمان في قلبه :لم يمكن ان اشكرك بكفري من هو اولى بشكري منك . فقال له معاويه رضي الله عنه :من ه\ ال\ي هو أولى بالشكر منى؟وهو يرى انه صاحب الفضل عليه ،فاجابه نصير : الله سبحانه وتعالى، فاطرق معاويه رضي الله عنه رأسه ، وقال: استغفر الله ، وعفا عنه وسامحه ورضى عنه. وذكر أبن الكثير في كتابه البدايه والنهايه موسى بن نصيرأبو عبد الرحمن مولى امرأة من لخم(لهذا غلـب مسمى اللخمي على البلوي)، وقيل: إنه مولى لبني أمية، وأصله من عين التمر.هو من إراشة من بلي(بلي جمـع البلوي)، سبي أبوه من جبل الخليل من الشام في زمن أبي بكر، واسمه نصر، فصغر، وأعتقه بعض بني أمية، فرجع إلى الشام، وولد له موسى بقرية بني نعيم من قضاء الخليل في فلسطين.
ارتياح أهالي الأندلس للحكم الإسلامي
وقد شعر أهالي الأندلس مع امتداد الفتح الإسلامي طلائع المساواة، وخاصة في الضرائب، وهو أمر لم يألفوه منذ زمن طويل، هذا إلى احترام حرية العقيدة وإزالة الاضطهاد الديني، وردّد كثير من الباحثين في التاريخ الأوربي المظاهر الجديدة التي سادت الشطر العربي من أوروبا في بلاد أسبانيا عقب الفتح الإسلامي، وسجلت بهذا الدين مظاهر الحياة الجديدة التي نفحها في تلك البلاد، وذكروا أن الفتح العربي الأموي كان من بعض الوجوه نعمة لأسبانيا، فقد أحدث فيها ثورة اجتماعية هامة، وقضى على كثير من الأدواء التي كانت تعانيها البلاد منذ قرون، وتحطمت سلطة الأشراف والطبقات الممتازة أو كادت تمحى، ووزّعت الأراضي توزيعا عادلا؛ فكان ذلك حسنة سابغة وعاملا في ازدهار الزراعة إبان الحكم الإسلامي، ثم كان الفتح عاملا في تحسين أحوال الطبقات المستعبدة؛ إذ كان الإسلام أكثر معاضدة لتحرير الرقيق من النصرانية ، وكذلك تحسّنت أحوال أرقاء الضياع؛ إذ غدوا من الزرّاع وتمتعوا بشيء من الاستقلال والحرية.
وكان موسى بن نصير حريصا على أن يظلّ المسلمون العاملون تحت رايته - سواء من العرب أو البربر - مثلا أعلى أمام شعب أسبانيا؛ فلم يترفّع أولئك الغزاة المسلمون على أبناء البلاد، وإنما امتزجوا معهم وصاهروهم وشاركوهم أيضا في مباهج البلاد ومسرّاتها؛ يطلبون العيش في سلام جنبا إلى جنب مع أهلها، وكان شعب أسبانيا من العنصر الأيبيري المسالم المحبّ لحسن العشرة، ومن ثم أنس إلى الغزاة الجدد سواء من العرب أو البربر، وأقبل عليهم طواعية لا عن ضغط وإرهاب، ووجد فيهم محرّرين من بطش القوط وظلمهم الفاحش، ولم يحاول الغزاة إدخال أبناء الشعب قسرا في الدين الإسلامي، وإنما حرصوا أوّلا على بيان فضائل هذا الدين حتى يتنبّه الناس ويدخلوا في رحابه إيمانا بأركانه وقواعده
ثم إن موسى بن نصير عمد إلى تنظيم الأحوال المالية للبلاد حتى يجنبها الاضطرابات ويهيء لها أسباب الاستقرار، وقد طبق على أسبانيا القواعد التي اتبعها المسلمون في شتى الجهات التي استولوا عليها، فالأراضي التي غزت عنوة قسمت بين الغزاة بعد أخذ الخمس لبيت المال، أما الجهات التي غزت صلحا فتركت بيد أصحابها مقابل دفع العشر من نتاجها، ولا شكّ أن هذا التنظيم المالي لم يكن عملا هيّنا بالنسبة لموسى بن نصير، وبخاصة في تلك الجهات من غرب أوروبا التي لم تعرف منذ زمن بعيد لونا من ألوان الإدارة العادلة؛ فالمعروف أن القوط كانوا يستبيحون لأنفسهم ثروات البلاد ويعتبرون السكان أقنانا يعملون في الأرض، ولا همَّ لهم إلا إنتاج ما يحتاج إليه سادتهم من القوط، ولذا جاءت تنظيمات موسى بن نصير في أسبانيا وسيلة جيدة لخلق الامتزاج السليم بين الغزاة وأهل البلاد الأصليين؛ فالأراضي المنبسطة في الجنوب - أي جنوب الوادي الكبير - اعتبرها موسى ابن نصير أرضا مستولى عليها عنوة؛ فقد تم الاستيلاء عليها بعد معارك عنيفة ضد لوذريق، وقسم موسى أربعة أخماس هذه الأراضي إلى قطاعات بين الغزاة، على حين بقي الخمس ملكا للدولة، أما بقية أرض الأندلس فقد اعتبرت أرض صلح وهي الأراضي الواقعة شمال نهر الوادي الكبير من شبه جزيرة ايبريا، فأخذ كل ناحية لأنفسهم عهدا، وهذا العهد يقرر ما عليهم من مال للدولة، وبذلك سار الاستقرار في بلاد أسبانيا سريعا حيث سار موسى بن نصير، وبدأ العرب والبربر ينتشرون في شتى الجهات في طمأنينة وسلام، واستقر العرب دائما في المناطق المنبسطة والمنخفضات، أي في النواحي الدافئة قليلة المطر في الجنوب والشرق والغرب وفي ناحية سرقسطة، أما البربر فاختاروا المناطق الجبلية التي سبق أن ألفوا مثلها في وطنهم ببلاد المغرب، بينما نزل العرب في المناطق الواطئة بجنوب أسبانيا مثل شذونه واستجة، فضَّل البربر منطقة رنده الجبلية واختاروها سكنا لهم، ونزل بعض البربر في مناطق متفرّقة كذلك أو في بعض الهضاب حسبما راق لهم ذلك، واستطاع كل من العرب والبربر الامتزاج بأهالي البلاد الأصليين وارتبطوا معهم برباط الزواج، وكان للبربر خاصة أثر عظيم جدّا في انتشار الإسلام في الأندلس بسبب قرب مزاجهم وطباعهم من أولئك السكان، هذا إلى أن البربر بسبب حداثة عهدهم بالإسلام كانوا شديدي الحماسة للدين الجديد لأنه صار رمز سيادتهم وعزّهم، وحرص موسى بن نصير على ترك حاميات من جيشه في المدن التي غزاها، وهذا هو الأمر الذي جعل معظم أرجاء أسبانيا تعمر بالغزاة الجدد وتمهد أسبانيا في سرعة ويسر لاعتناق الدين الإسلامي.
واستطاعت الإدارة الإسلامية التي شيّدها موسى بن نصير أن تضع الحجر الأساسي لبناء الحضارة الإسلامية في أسبانيا، وجعلت من تلك البلاد أعظم مركز للإشعاع الحضاري في أوروبا في العصور الوسطي، ومن ثم أخذت أسبانيا تخطو سريعا في مضمار الازدهار العلمي وتدخل سجل التاريخ باعتبارها الشريان الذي نقل إلى أوروبا ثمار الحضارة الإسلامية ومعارفهم، وهيّأ لسكان غرب أوروبا السبيل للخروج من جهالة العصور الوسطي إلى نور الحضارة الإسلامية.
وقد استغرق الفتح الإسلامي لأسبانيا ثلاث سنوات وبضعة شهور؛ إذ بدأ الفتح الإسلامي لأسبانيا في رجب عام 92هـ وتم في ذي القعدة عام 95هـ. ويلاحظ أن العرب أطلقوا اسم الأندلس على المناطق التي كانوا يسيطرون عليها من شبه جزيرة أيبريا، ولا زال اسم الأندلس يطلق على الجزء الجنوبي منها.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى