مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
المسلم
المسلم
عضو خبير
عضو خبير
عدد الرسائل : 687
العمر : 43
الموقع : بورسعيد
البلد :  الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Female31
نقاط : 1007
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 01/07/2010

 الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Empty الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد

الأربعاء 25 أغسطس 2010, 22:41
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الى اخى المدير
واخى الفاروق
واختى فاطمه لينده

الى اخوانى الاعضاء اعتذر عن عدم وفائى بوعد عدم الكتابه ولكن للضروره احكام
لقد قرات موضوع بعنوان
شاب من عين تادلس يقول ان الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى
وقام السيد المدير بكتابه موضوع ليرد عى ذلك الشاب المسلم الغيور على دينه الذى قابله فى السهره واخذ يعدد مناقب الامير وبطولاته وجهاده الكبير ضد المحتل الفرنسى وقد اسهب بكتابات رائعه بحق هذا المجاهد المناضل
الذى يعلم الله كم احبه واحترمه من دون تملق لكم او لغيركم وافهمنى يا فاروق لانى اقصدك انت بهذه الكلمه

وقام السيد الفاروق بارسال رد الى الموضوع وقام بالتقليل من كلام الشاب وقامت اختنا الفاضله فاطمه لينده التى لها الفضل بعد الله ان تكون سببا فى معرفتى بالمنتدى قامت بارسال موضوع شيق دافعت فيه عن الامير عبد القادر ولكن للاسف عندما يقوم المحققين بترجمه سيره احد الاعلام
فانهم يقراون كتبه ويقراون رواته وغير ذلك حتى يعرفوا منهجه وعلته وغير ذلك من الامور
ومن الواضح ان اخوانى الثلاثه لم يقروءا كتب هذا الامير البطل المجاهد التى قام هو بتاليفها ومن المعلوم ان الامير قام بتاليف عده كتب منها
ذكرى العاقل وتنبيه الغافل قام بتاليفه فى بروسه بالاناضول وهو ماكث هناك
وكتاب المواقف قام بتاليفه وهو السجن بفرنسا
اما بالنسبه لفكره الماسونيه التى اعنقدها الامير فقد قال فى كتاب ذكرى العاقل وتنبيه الغافل فى الفصل الثالث الذى عنونه بعنوان فضل العلم والعلماء بقوله
ان كل رجل لا يجاهر بالعقيده الماسونيه يعد رجلا ناقصا
وقد حقق هذا الكتاب اثنين من الكتاب الاول هو الكاتب د ممدوح حقى وذلك فى الستينات
والكاتب الثانى هو الاستاذ الدكتور المحقق عمار الطالبى سنه 2004
ويجب ان يعلم الاخوه الاحباب ان هذا الامير الجزائرى قال عنه الامام الالبانى رحمه الله فى السلسله الصحيحه ان هذا الرجل قام بحرق كتب شيخ الاسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم عندما كان ماكثا فى دمشق وقد اتهم ابنه بانه مؤسس المحفل الماسونى فى الشام وهذا الامير اسمه سعيد الجزائرى وان الامير عبد القادر الجزائرى عندما قام بتاليف كتاب المواقف هاجمه الكثير من اهل السنه وشبهوا هذا الكتاب بكتاب الفتوحات المكيه لابن عربى ذلك الضال الذى نادى بوحده الوجود والحلول وكثير من الافكار الضاله التى تكفر من يعتقدها
المهم ارجوا من الاخوه ان لا يغضبوا منى انا اعلم ان هذا الرجل رمز من رموز بلدكم وانا واحد من الناس كنت احبه كثيرا مثله مثلى البطل عبد الكريم الخطابى وعمر المختار وعز الدين القسام لانهم من قاد الامه ضد الاحتلال اللعين ورفعوا راس المسلمين والعرب ولهم منا كل حب وتقدير لان هؤلاء هم شرف الامه المجيده
وليعلم الاخوه ان هذا الرجل هو رمز لى ايضا ويحزنى مثل تلك الزلات له ولكن نحن اذا كنا نحبه فنحن نحب ديننا اكثر واذا كنا صدمنا بهذا الكلام فليست هذه نهايه العالم لقد صدمت انا فى كثير من رجال الدين من بلادى مثل جمال الدين الافغانى الذى علمت انه مؤسس محفل الشرق الماسونى فى بلادى وكان رئيسه
والامام محمد عبده ذلك الزنديق الذى نادى بوحده الوجود وانكار السنه وكان معتزلى الفكر وغيرهم كثير فيجب الا نصدم فى هؤلاء ويجب ان ندعوا الله ان يغفر لهم زلاتهم وان يظهر لنا الحق وان يرزقنا اتباعه
وكما قال الامام مالك كل ياخذ منه ويرد الا صاحب هذا المقام واشار الى قبر النبى
وسؤال بسيط الم يزل عبد الله بن عمر فى اخذ ما بعد القبضه من اللحيه
والم يزل الامام بن القيم فى فناء النار الم يزل الامام ابن الجوزى والامام الزهبى فى الاسماء والصفات
اذن لا تجعلوا كلامى مقصده التجريح فى اعلامكم بل كل المقصد هو اظهار الحق لاحبابى والمسلمين
وارجوا من الاخوه الاطلاع على الكتاب اولا ثم الرد حتى لا يتهمنى احد زورا بالكذب ويقع فى المعصيه
والسلام عليكم ورحمه الله
اخوكم احمد عبد النعم محمد




عدل سابقا من قبل احمد عبد المنعم محمد في الجمعة 27 أغسطس 2010, 04:41 عدل 1 مرات
قاسم
قاسم
عضو نشيط
عضو نشيط
عدد الرسائل : 133
البلد :  الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Male_a11
نقاط : 299
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 10/10/2008

 الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Empty رد: الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد

الخميس 26 أغسطس 2010, 05:28
أخي أحمد , العبرة بالاعمال و ما حققه المرء من نتائج لا بكلام وضع في كتاب لينسب إلى كاتبه , صلاح الدين اتهم بالانتساب إلى الماسونية فهل هذا صحيح , المشكلة أننا معشر العرب بلهاء نتلقف التهم و لا نتحقق من النتائج كيف لشخص مجاهد كان يرفع شعار ناصر الدين و درس و علم القرآن أن ينظم إلى الماسونية , رجاء ارجع إلى جهاد الامير و ادرسه بتروي و سترى العجب العجاب , فولله كلامك يذكرني بوضع افغانستان الحالي , طالبان تجاهد الامريكان و معشر العرب يخرجون لنا بخرجات غريبة ليقول الواحد فيهم أنهم ماتريديون العقيدة و خزعبلات لا أدري من أين أتوا بها , التاريخ يعيد نفسه فبدل الكلام علينا أن ننظر إلى هذا الشخص و ما حقق لنا لنعرف من هو, فلو كان ماسونيا كما خدعوك لعاون اليهود و الفرنسيس للبقاء في قرنسا و لأفرش لهم الورود.
ملاحظة : التاريخ يكتبه دائما المنتصر يا معشر المهزومين.
المسلم
المسلم
عضو خبير
عضو خبير
عدد الرسائل : 687
العمر : 43
الموقع : بورسعيد
البلد :  الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Female31
نقاط : 1007
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 01/07/2010

 الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Empty رد: الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد

الخميس 26 أغسطس 2010, 06:54
اخى الكريم قاسم
انا لا انكر فضل الرجل ابدا هو رمز لى فى الجهاد والنضال ضد المحتل الغاصب كما بينت لكم اخى
اما بالنسبه الى صلاح الدين والماسونيه فيجب ان تعلم حبيبى ان جمعيه البنائين الاحرار التى خرجت الماسونيه من عبائتها جائت بعد صلاح الدين بقرنين من الزمان فكيف يصح كلامك
لقد كنت اعلم ان هذا سوف يحدث لى وان الموضوع شائك بالنسبه لكم لقيمه الرجل لكم
ثالثا انا نقلت من كتاب قام هو بنفسه بتاليفه لا قام احد اخر بكتابته واذا اردت اخى ان تعرف فعليك بالقراءه والاطلاع واترك كتب المدرسه والتعليم الذى تعلمته منها مثل التاريخ الاسلامى وتعلم من جديد بكتب موثقه ومحققه واترك كل شىء خلف ظهرك لتعرف الحقيقه دون عاطفه عمياء لا معنى لها وارجوا ان تتروى وتبحث وتفهم وتعى جيدا
انا لم اكفر الرجل ولم اتهمه بالعماله ان اقول ان الرجل به عله فى عقيدته هل بهذا كفرت انا
انا اتكلم بالدليل ومن اراد ان يرد فليات بالدليل المقابل دون ثرثره فجه وعويل وصراخ ليس له قيمه ولن اسمح لنفسى بالدخول فى مهاترات مع احد ايا كان حتى لا نقع فى المحظور
انا لا انخدع يا اخى لانى احتمى بقران وسنه وسلف صالح واهل سنه وجماعه وكل ما دون ذلك من كلام وحكايات وحواديت وقصص فهى تحت حذائى وليس لها اى قيمه واعلم اخى الكريم ان جوهر دوداييف وشامل باسييف زعماء الجهاد الشيشانى لقوا حتفهم من اجل دوله تقام على الشريعه الاسلاميه فقط ولا غير على الرغم من ان موسكو عرضت عليهم الاستقلال بدوله مدنيه ولكنهم رفضوا الا دوله اسلاميه كامله فايهما البطل الحقيقى يا اخى المنفعل
الامير الذى تم استضافته فى قصر الفرساى وقدم رساله علميه وهى كتاب زكرى العاقل الى الشباب الفرنسى وتم منحه اوسمه شرفيه من هناك ام من مات ولم يعثر على جثته مثل جوهر اومن عاش فاقد لقدمه وظل يجاهد حتى استشهد مثل شامل نحن نحب الجميع ولكن يجب ان نضع كل انسان فى حجمه الطبيعى دون افتعال
ارجوا ان تتروى يا فتى ولا تنفعل بدون ادله حتى لا تصبح ضعيفا
وارجوا ولو قليلا من الاحترام فى الكلام حتى لا يصبح المنتدى حلبه تطاول ولغط لا طائل منه

وارجوا من جميع الاخوه الرد باحترام لانى استحق ذلك على الاقل منكم وكفى تطاول على العبد لله

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
قاسم
قاسم
عضو نشيط
عضو نشيط
عدد الرسائل : 133
البلد :  الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Male_a11
نقاط : 299
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 10/10/2008

 الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Empty رد: الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد

الخميس 26 أغسطس 2010, 08:21
أخي أحمد , أني أحترمتك في النقاش و لم أوجه لك سبا أو قدحا بل طلبت منك التحقق و فهم المقاصد و الكلام موجه لك ولي بصفتنا عرب مهزومون , آلينا على أنفسنا بإطفاء كل شمعة تضيئ و كأننا نحب فقط الظلام, و أظن هذا الكلام كلام متشائمين فبدل أن يرى الورود يرى الشوك و الكلام ليس كلامك فما أنت إلا ناقل له و تريد فتح النقاش , و اعلم بأني لست متعصبا و قد أحضرت لك مثالا من واقعنا عن جهاد الكفار في وقتنا لتربط و تقارن , و أذكرك بكلام بعض علماء العصر الذين رفضوا الجهاد لأسباب عقدية كما ذكرت فترك الرومي يسرح و يمرح في بلادنا و الاولى الدفاع عن الامة , أما عن الكتاب الذي ذكرت فأردت أن أنبهك بأن فرنسا هي من نشرت الكتاب و هي من كتبت التاريخ و المقولة المشهورة أظنك تعرفها عن من يكتب التاريخ , ما نعرفه عن الامير بأن كان يريد نصرة دين الله و رفض الانصياع للنصارى أتعرف بأن أباءنا الجزائريين حتى وقتنا الحالي لا يقولون بأنهم جاهدوا فرنسا بل يقولون كنا نقاتل النصارى , إذا القضية العقدية واضحة مسلمون و نصارى.
أما عن الماسونية فأردت أن أوضح لك بأن اليهود أذكياء يحاولون نسب إليهم كل عظيم , يا أخي العبرة بالنتائج كيف لمن يحارب أعداء الاسلام و حلفاء اليهود أن يتبنى أفكارهم , يا جماعة قليل من العقل فقط.
المسلم
المسلم
عضو خبير
عضو خبير
عدد الرسائل : 687
العمر : 43
الموقع : بورسعيد
البلد :  الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Female31
نقاط : 1007
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 01/07/2010

 الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Empty رد

الخميس 26 أغسطس 2010, 14:59
كلام انا شخصيا احترمه ولا غبار عليه وللعلم الكتاب طبع فى سوريا وانا احب الامير يا رجل ولا اطعن فيه
المدير
المدير
مؤسس المنتديات
مؤسس المنتديات
عدد الرسائل : 4124
نقاط : 5640
السٌّمعَة : 38
تاريخ التسجيل : 31/05/2008
http://mostaghanem.com

 الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Empty رد: الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد

الخميس 26 أغسطس 2010, 15:39
احمد عبد المنعم محمد كتب:كلام انا شخصيا احترمه ولا غبار عليه وللعلم الكتاب طبع فى سوريا وانا احب الامير يا رجل ولا اطعن فيه
أخي أحمد أرجو أن تكون موضوعيا و هذا لأنك قطعت بشيئ أظنك لست متأكدا منه فمن العنوان قد جزمت على أن الامير ماسوني النزعة و الاعتقاد , و الامر الذي تستطيع القطع به أن الامير مجاهد رفع شعارا عظيما ألا وهو الامير عبد القادر بن محي الدين ناصر الدين , و لم يقل ناصر الماسونية, أما حديثك عن كتاب جعلته دليلا تعتمد عليه فهذا الامر يحتاج إلى تحقيق و تمحيص.

أما حديثك عن الشاب فأنا أعرف لهذا الشاب منك و قد دخل في معمعة اشتداد الصراع بين سلفية و صوفية اليوم فالسلفيون حاولوا الانقاص من انجازات الامير فقط لأنه صوفي , و صوفية حاولوا الانتساب للامير نظير المكاسب المحققة في انشاء دولة حديثة تصنع السلاح و تقاوم النصارى لمدة تتجاوز 17 سنة , قلت و الامير بريئ منهم لأنه لم يجعل الشطحات و الرقص دينا له , أما عن الماسونية فكما أكد الاخ قاسم فهي تحاول احتواء كل عظيم , و لعلمك فجورجي زيدان هو من نسب صلاح الدين إلى الماسونية و للحديث بقية....
المسلم
المسلم
عضو خبير
عضو خبير
عدد الرسائل : 687
العمر : 43
الموقع : بورسعيد
البلد :  الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Female31
نقاط : 1007
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 01/07/2010

 الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Empty رد

الجمعة 27 أغسطس 2010, 00:01
السلام عليكم ورحمه الله
ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم
من قال فى مؤمن ما ليس فيه اسكنه الله ردغه الخبال حتى يخرج مما ينزع
اقسم بربى انى احب الامير ابو سعيد كحبى لكل مجاهد رفع رايه الاسلام
واقسم بربى ان احبه مثل محمد بن القاسم وقتيبه بن مسلم وسفيان بن عوف والفاتح وصلاح الدين وقطز والخطابى والمختار والقسام
يا اخى هؤلاء هم رمز العزه والشرف لنا
لماذا لا تفهمونى احبابى الكرام انا لا اطعن فى بطل من ابطالنا وسهما وسيفا سله الله على الكافرين
لماذا تعتبرونى اجرح فى رمز لكم من باب التشويه
يا احبابى ان كراهيه المجاهدين والمسلمين والطعن فيهم يخل باسلام المسلم ويجعله من المنافقين
يا احبابى كل ما فى الامر انا قرات كتاب من تاليف الامير المجاهد طبعه بيروت وهو كتاب قديم
ووجدت هذا الكلام هو بنفسه قاله ووجدت ايضا عندما اردت ان استيقن من عقيده الرجل ان كثير من اهل السنه قدحوا فيه وفى بعض معتقداته
فرايت ان اخبر اخوانى بما قرات لتقوموا بالرد والدفاع عن رمزى ورمزهم من خلال ادله قويه
اقسم بربى انا احبه ومنذ صغرى اعرفه لانه بطل اسلامى لماذا تعتبروننى اتحداكم فى بطلكم
وعندما تحدثت عن جوهر وعن شامل كان قصدى التفريق لا التقليل من شان ابو سعيد
يا اخوانى انا منكم وانتم منى الذى يحزنكم يحزنى والذى يسىء اليكم يسىء الى هل عرفتم ما اقصده
احبكم فى الله واتمنى ان يجمعنى الله به فى الاخره هل فهمتم قصدى الان ايضا
ملحوظه سيدى المدير بارك الله فيك كلامك صحيح بالنسبه لجورجى زيدان لانه من اعلام الماسونيه الحديثه وللاسف فان كثيرا من الكتاب المسلمين مثل على احمد باكثير وخالد محمد خالد وغيرهم قد نقلوا عنه الكثير من التاريخ الاسلامى الذى قام ذلك الصليبى اللعين بتحريفه وكتابته ليكون مرجع للكتاب الاسلاميين المنحرفين العجزه من كتابنا الذين لا يعرفون التفرقه بين روايه صحيحه وضعيفه ومكذوبه لانهم لا يفهموا قواعد التحقيق
وشكرا لردك سيدى الكبير وشكرا ايضا لاخى قاسم وارجوا ان لا يغضب احد منى لانى اقسم بربى احبكم مثل اخوتى تماما وارجوا ان يكون الشعور متبادل لانى صدمت من اخوه كثير فى المنتدى
خاصه اخى الكبير الفاروق الذى احبه واحترمه دون معلمه وبكويه وتملق ونفاق وكلام فارغ
avatar
العجيسي
عضو خبير متطور
عضو خبير متطور
عدد الرسائل : 1595
البلد :  الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Male_a11
نقاط : 1727
السٌّمعَة : 27
تاريخ التسجيل : 11/11/2009

 الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Empty رد: الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد

الجمعة 27 أغسطس 2010, 02:54
من كتب الامير عبد القادر..."دكرى العاقل وتنبيه الغافل"=وهو كتاب وجهه الاميرالى علماء فرنسا يدعوهم فيها الى الاسلام.
وكدلك له كتاب في الرد على الزنادقة والملحدين "المقراض الحاد لقطع لسان المنتقص الاسلام بالباطل والالحاد".
وكتاب"حسام الدين لقطع شبه المرتدين"
هل من يكتب مثل هده الكتب مشكوك في اتجاهه؟ وان الماسونية في زمن الاميركان خطابها انساني غير الماسونية في زمننا حيث صارت مرتبطة بالصهيونية .
كما اعتقد ان الامير كان مفكرا وفيلسوفا وفقيها متشبع بالفلسفة الافلاطونية والارسطية,ودرس موطأمالك وصحيح البخاري ومسلم والعقائد النسفية في التوحيد....وغيرها...
لى عودة لم انتهى بعد...يتبع



عدل سابقا من قبل العجيسي في الجمعة 27 أغسطس 2010, 15:21 عدل 1 مرات
المسلم
المسلم
عضو خبير
عضو خبير
عدد الرسائل : 687
العمر : 43
الموقع : بورسعيد
البلد :  الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Female31
نقاط : 1007
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 01/07/2010

 الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Empty رد

الجمعة 27 أغسطس 2010, 03:06
على الرغم من انى قد طلبت منك من قبل يا اخى العجيسى عدم قراءه مواضيعى او الرد عليها لانها كانت السبب فى ابتعادى عن الكتابه خلال عشرون يوما بارادتى الا انى الان اشكرك على الرد لان الموضوع اكبر من اى خلاف بين الاخوه العرب المسلمين اصحاب القضيه الواحده واصحاب الافكار والاتجاهات المختلفه ومره اخرى اتمنى ان تلتزم معى باالاحترام فى الكلام و الرد حتى لا نجعل الشيطان يدخل بيننا ويكون الحب والاحترام فى جانب موازى للاختلاف والتباين فى المنهج والفكر وشكرا لك وانتظر منك ردك الكامل حتى اقوم بالرد عليك فى النهايه
ولك احترامى سيدى
khalod
khalod
عضو نشيط
عضو نشيط
عدد الرسائل : 335
العمر : 113
البلد :  الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Female31
نقاط : 441
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 18/11/2009

 الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Empty رد: الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد

الجمعة 27 أغسطس 2010, 03:58
رجاء يا أستاذ أحمد
أولا شكرا على اهتمامك ب خالد " خلود "
لكن أرجو ان لا تتكلم بلسانى
معناها لا تذكر أن خالد يحب فلان أو يقدر فلان أو يدين بالفضل لفلان
فأنت لم تعرفنى بعد لكى تتكلم بلسانى ولا تعرف من أحب ومن أحترم
وهذا لا يعنى أنى أكره من ذكرت ...

شكرا
المسلم
المسلم
عضو خبير
عضو خبير
عدد الرسائل : 687
العمر : 43
الموقع : بورسعيد
البلد :  الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Female31
نقاط : 1007
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 01/07/2010

 الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Empty رد

الجمعة 27 أغسطس 2010, 04:24
انا اسف يا استاذ خالد وللعلم انا اقصد الخير وسوف اقوم بالتعديل لان هذا حقك
وارجوا منك الا تغضب
هل توعدنى
avatar
العجيسي
عضو خبير متطور
عضو خبير متطور
عدد الرسائل : 1595
البلد :  الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Male_a11
نقاط : 1727
السٌّمعَة : 27
تاريخ التسجيل : 11/11/2009

 الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Empty رد: الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد

الجمعة 27 أغسطس 2010, 16:38

ادا كانت الماسونية سيطرة...هل مشروع اسلمة اوروبا للعثمانيين هو ماسونية اسلامية؟

اعتقد ان الماسونية الحديثة حركة سياسية يهودية تهدف الى السيطرة على العالم ورجالاتها علماء كبار حيث تمارس طقوس ميثولوجية لأعطاء لنفسها الشرعية المعنوية التاريخية كأهتمامها بالمراحل التارىخية الابليسية او صراع الشر والخير قبل ظهور الاله العالمي التى تؤمن به الاديان الثلاث .
الماسونية ليست دينا بل تجسيد بريء لتاريخ الصراع بين الشر والخير "الشيطان والله"مرحلة السيطرة الابليسية القبلية"انكي" والانقلاب الابراهيمى البعدي وانتصار الهنا العظيم او الخير كما نعتقد فيه.
اي ان الماسونية سلوك رمزي يختزل المثولوجية بشطريها السلبي والايجابي في الراهينية او اللحظة وتوظيفها من اجل السيطرة.....واعلان جزئي عن مشارعها السرية. كما فعلوا في العراق على انهم جاؤا لتحرير الشعب العراقي من صدام الطاغوت ,لكن في الحقيقة جاؤا لتحرير انفسهم من قبضة التاريخ الدي يعارضهم.
اما عن عقيدة وحدة الوجود اعتقد لا علاقة لها بالماسونية عامة بل برجالات كبار الماسونية الصهيونية وكان ملهم هده العقيدة الفيلسوف سبينوزا صاحب اللاهوت والسياسة......وتطورت فيما بعد الى وحدة وجودية مادية اي القول بخلود المادة.

اما عن ماسونية الامير عبد القادر العالم الجليل والعارف بوحدة الوجود لابن عربي قبل مجيئ فيلسوفهم بقرون ,لهدا اعتقد انه لم يكن منتسبا او منخرطا في هده الحركة, ربما كانت علاقته بهؤلاء على مستوى سياسي بحكم خبرته السياسية والنضالية في مواجهة الغرب .
انا شخصيا لا ارى سببا يدفع الامير الى ممرسة طقوس ميثولوجية لا معنى لها بالنسبة له وهو العالم الصوفي والعارف بخبايا النفس والروح ,وتكفيه ممرسة الرمزية في الاسلام,,,,,,,,,,,
المسلم
المسلم
عضو خبير
عضو خبير
عدد الرسائل : 687
العمر : 43
الموقع : بورسعيد
البلد :  الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Female31
نقاط : 1007
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 01/07/2010

 الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Empty رد

السبت 28 أغسطس 2010, 00:07
اخى الفاضل ارجوا ان لا تشطح بنا بعيدا عن الموضوع
وكيف يكون كل مشروع للسيطره ماسونيه
هل معنى هذا ان كل حركات التحرير الاسلامى للشعوب وكل الفتوحات وكل الهيمنه الاسلاميه تعتبر فى رايك ماسونيه اسلاميه انت بهذا الكلام لا تختلف مع من يشبه الحركات الاسلاميه بلراديكاليه
ارجوا منك عدم جمع كل شىء فى الحياه والدين فى مفهوم فلسفى واحد لان هذا يسمى بلغتكم الفلسفيه اختزال
وارجوا منك اخى ان تقراء عن الماسونيه للكتاب المسلمين اهل السنه والجماعه وليس لكتاب الفلسفه المختلى العقول
ويجب ان تعلم حببيى ان الامام الغزالى الذى يعتبر اعظم فيلسوف مسلم والرجل الذى فند كل نظريات الفلسفه قال وهو على فراش الموت
لقد ضيعت ثلاثون عاما من عمرى فى كلام لا طائل منه ولو كان هذا الوقت قد اسثمرته فى دينى لنفعت المسلمين فى كل نواحى دينهم
فارجوا منك عدم الخوض اكثر من ذلك فى الفلسفه لانها كما قال محمد رشيد رضا رحمه الله
فقه العاجزين عن العمل ويجب ان تعلم ان معظمهم قد فقد عقله فى اخر حياته وانا اشفق واخاف عليك لانك مسلم مثلى وارجوا ان تكلمنى بدون فلسفه لانى اكرها
وكما كلمتك من كتاب رد على من كتاب ولا تاخذنى لقسم الفلسفه المختله وسوف اقول لك ما هى الماسونيه القديمه والحديثه يا اخى من وجهه النظر الاسلاميه فى موضوع ثانى
khalod
khalod
عضو نشيط
عضو نشيط
عدد الرسائل : 335
العمر : 113
البلد :  الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Female31
نقاط : 441
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 18/11/2009

 الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Empty رد: الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد

السبت 28 أغسطس 2010, 04:41
العجيسي كتب:
ادا كانت الماسونية سيطرة...هل مشروع اسلمة اوروبا للعثمانيين هو ماسونية اسلامية؟

اعتقد ان الماسونية الحديثة حركة سياسية يهودية تهدف الى السيطرة على العالم ورجالاتها علماء كبار حيث تمارس طقوس ميثولوجية لأعطاء لنفسها الشرعية المعنوية التاريخية كأهتمامها بالمراحل التارىخية الابليسية او صراع الشر والخير قبل ظهور الاله العالمي التى تؤمن به الاديان الثلاث .
الماسونية ليست دينا بل تجسيد بريء لتاريخ الصراع بين الشر والخير "الشيطان والله"مرحلة السيطرة الابليسية القبلية"انكي" والانقلاب الابراهيمى البعدي وانتصار الهنا العظيم او الخير كما نعتقد فيه.
اي ان الماسونية سلوك رمزي يختزل المثولوجية بشطريها السلبي والايجابي في الراهينية او اللحظة وتوظيفها من اجل السيطرة.....واعلان جزئي عن مشارعها السرية. كما فعلوا في العراق على انهم جاؤا لتحرير الشعب العراقي من صدام الطاغوت ,لكن في الحقيقة جاؤا لتحرير انفسهم من قبضة التاريخ الدي يعارضهم.
اما عن عقيدة وحدة الوجود اعتقد لا علاقة لها بالماسونية عامة بل برجالات كبار الماسونية الصهيونية وكان ملهم هده العقيدة الفيلسوف سبينوزا صاحب اللاهوت والسياسة......وتطورت فيما بعد الى وحدة وجودية مادية اي القول بخلود المادة.

اما عن ماسونية الامير عبد القادر العالم الجليل والعارف بوحدة الوجود لابن عربي قبل مجيئ فيلسوفهم بقرون ,لهدا اعتقد انه لم يكن منتسبا او منخرطا في هده الحركة, ربما كانت علاقته بهؤلاء على مستوى سياسي بحكم خبرته السياسية والنضالية في مواجهة الغرب .
انا شخصيا لا ارى سببا يدفع الامير الى ممرسة طقوس ميثولوجية لا معنى لها بالنسبة له وهو العالم الصوفي والعارف بخبايا النفس والروح ,وتكفيه ممرسة الرمزية في الاسلام,,,,,,,,,,,

وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ{
عن ابن عباس رضي الله عنهما : ( أن رجل قال للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ما شاء الله وشئت فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: له اجعلتني لله ندا ما شاء الله وحده)
يا عم أحمد انت وعجيسى ركزوا شوية فى الكلام المكتوب منكما
معناها ارجعوا لما فوق الخط باللون الأحمرفى الأعلى وسؤالى هل يصح المكتوب؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
المدير
المدير
مؤسس المنتديات
مؤسس المنتديات
عدد الرسائل : 4124
نقاط : 5640
السٌّمعَة : 38
تاريخ التسجيل : 31/05/2008
http://mostaghanem.com

 الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Empty رد الباحث خلدون مكي الحسني الجزائري عن شبهة انتماء الامير للماسونية

السبت 28 أغسطس 2010, 08:59
إلى الاخ أحمد هذا رد من الباحث خلدون مكي الحسني الجزائري و هو من أحفاد الامير عن شبهة انتمائه للماسونية :
من هنا حمل ملف ورد لرد خلدون مكي الحسني عن شبهة انتماء الامير للماسونية

إنّ الذين اتّهموا الأمير عبد القادر الجزائري بالماسونية ، لم يكن لديهم أي مستند صحيح! وإنما هي مجرّدُ تخرُّصات منشؤها إساءة الظن في فهم بعض الأحداث أو المواقف! ولقد مرَّ معنا سابقًا كيف استند بعضهم إلى حادثة 1860م ـ ومساهمة الأمير مع باقي أعيان دمشق في حماية المواطنين النصارى في دمشق من التقتيل ـ في جعلها دليلاً على ماسونية الأمير ، وقد بينتُ سقوط هذا التخرّص وبطلانه.
وكذلك استند بعضهم إلى الأوسمة والنياشين التي مُنحت للأمير ، وقد بيّنتُ قصّتها وبطلان هذا الافتراء . والبعض الآخر استند إلى كلام بعض الشخصيات الماسونية الحاقدةِ على الإسلام ورجاله، والمخرِّبَةِ لتاريخهم ، أمثال المدعو جرجي زيدان ، ومكاريوس! وقد بيّنتُ في الحلقة السابقة بطلان هذا المستند أيضًا.
وفي الفيلم المُغرض الذي تعرضه قناة "العربية"(1) من حين لآخر ـ وهو الذي اقتبس منه الأخ صاحب "فك الشيفرة" فيما يبدو بعض فقرات مقاله ـ وجَّه المُخَطِّطُ للفيلم سؤالاً إلى أستاذ فرنسي يُدعى "برونو إيتيان" وهو عضو في معهد فرنسة الجامعي ، عن علاقة الأمير بالماسونية؟
فأجابه الأستاذ الفرنسي قائلاً : ((إن الرسائل والإثباتات موجودة في الأرشيف الفرنسي.. ففي تلك الحقبة كان عبد القادر بحاجة إلى حلفاء في الغرب ، إذ كان يُفكر أنّ الغرب لديه التكنولوجيا ، والشرق لديه الروحانية . إذن كانت الكنيسة الكاثوليكية مع المسيو ديبوش أحد هذه العناصر الممكنة لهذا التبادل الذي يقوم على الحوار بين المسيحيين والمسلمين :هذه هي الماسونية)).انتهى بحروفه!
أرأيتم إلى هذا الخلط العجيب! الأستاذ الفرنسي عرّف الماسونية أنها تبادل بين الغرب والشرق ، الشرق الذي يملك الروحانيات (يعني التديّن) والغرب لديه التِّقَانة الصناعية ، فالذي ينقل التقانة من الغرب المسيحي إلى الشرق المسلم ، ويجادل المسيحيين بالتي هي أحسن يكون ماسونيًا برأي هذا الأستاذ!!
وبناءً على هذا التقرير الفريد يمكننا إلصاق صفة الماسونية بمعظم رجالات المسلمين في عصرنا هذا!
وكما يرى الجميع فهذه شبهة مردودة بداهةً ولا حاجة إلى التطويل في ردّها.

والعجيب من الأخ محمد مبارك صاحب "فك الشفرة" أنه رضي بكلام هذا الفرنسي على نكارته ، ولم يأخذ بكلام السيد الفاتح الحسني ابن سعيد حفيد الأمير عبد القادر الذي عُرِض في نفس الفيلم قبل كلام الأستاذ الفرنسي! والسيد الفاتح قال بكل وضوح وصراحة : ((أنّ والده الأمير سعيد كان ماسونيًا، ولكن جدّه الأمير عبد القادر لم يكن ماسونيًا قط ولديه إثباتات على ذلك!)).

كل هذه الشبهات ـ وغيرها مما سآتي عليه في هذه الحلقة ـ روّج لها بعض الكتّاب والصحفيين المشغولين بالشأن الماسوني إلى حدٍّ زائد! وعنهم وعن أمثالهم من الغربيين اقتبس واعتمد بعض الإخوة طلاب العلم ظنًا منهم أنّ ما كتبه هؤلاء صحيح أو ثابت! (كما جرى مع الأخ محمد المبارك صاحب "فك الشيفرة") ، ولكن القارئ لتلك الكتب والمقالات يدرك بوضوح أنها غير علمية ولا يمكن الاعتماد عليها أو وصفها بالمراجع! وهي أشبه ما تكون بالأسلوب الصحفي غير المسؤول! يعني جمع أوراق وقصاصات وكلام من هنا وكلام من هناك ، وتفاصيل كثيرة لا أساس لها ، ثم دمج الجميع في سياق تسيطر عليه أفكار سابقة وأوهام مطبِقَة ، وذلك إمّا رغبة في سَبْقٍ صحفي بخبر مدهش ، أو لمرض نفسي مُزْمِن . كما نسمع اليوم مثلاً:
1ـ نهر الفرات موجود في الجزيرة العربية وليس في الشام!
2ـ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لم يُهاجر!!
3ـ كلمة "النساء" في اللغة العربية تعني "الرجال"!!
4ـ القائد التركماني أورخان بن عثمان بن أرطغرل بن سليمان شاه بن قيا ألب ، عربي قرشي ومن المدينة!!
5ـ الخليفة الوليد بن عبد الملك استعمل الماسون لبناء المسجد الأقصى!!
6ـ القائد صلاح الدين الأيوبي ماسوني!!
ومن أمثال هذه الأخبار العجيبة السخيفة المخالفة للبدهيات.

في حين أنّ القارئ لكتب العِلْميين المحققين أهل التخصص ، يجد الفارق الكبير بينها وبين تلك الكتب الصحفيّة . وأضرب لكم مثالاً على ما أقول بعرضِ مقطعٍ من كلام الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري المتخصص في الشؤون اليهودية وتوابعها ، وذلك نقلاً من موسوعته الضخمة((موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية)) :
ففي المجلد الخامس : الباب الحادي عشر: العبادات الجديدة؛تحت عنوان: الماسونية : تاريخ وعقائد ،
يقول الأستاذ المسيري : ((ولكن الماسونية البريطانية لم تكن الماسونية الوحيدة التي انتشرت في المستعمرات، إذ إن الصراع الإمبريالي على العالم انعكس من خلال صراع بين الحركات والمحافل الماسونية، فكان كل محفل ماسوني يخدم مصلحة بلد ويمثله، تمامًا كما حدث صراع بين المبشرين البروتستانت والمبشرين الكاثوليك الذين كانوا يمثلون مصالح بلادهم. ويبدو أن بعض الشخصيات المهمة في العالم العربي أرادت أن تستفيد من هذا الصراع، وخصوصًا أن أعضاء هذه المحافل كانوا من الأجانب ذوي الحقوق والامتيازات الخاصة المقصورة عليهم. فكان الدعاة المحليون ينخرطون في هذه المحافل بغية توظيفها في خدمة أهدافهم، وحتى يتمتعوا بالمزايا الممنوحة لهم. وكان من بين هؤلاء الشيخ جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده والأمير عبد القادر الجزائري. ولعل هذه الشخصيات الدينية والوطنية حذت حذو ماتزيني وغاريبالدي وغيرهما ممن حاولوا الاستفادة من أية أطر تنظيمية قائمة. ولنا أن نلاحظ أن الأفغاني قد اكتشف حقيقة الماسونية في وقت مبكر، وتَوصَّل إلى الأسس العلمانية التي يقوم عليها خطابها الديني، ومِنْ ثَمَّ ناهض هذه الأفكار في كتابه الرد على الدهريين. أما عبد القادر الجزائري فلا توجد تفاصيل حول علاقته بالماسونية!! وإن كان قد حاول إيجاد أطر تنظيمية وتأسيسية لحركته مع الاستفادة من أسلوب التنظيمات الماسونية)).انتهى[موسوعة اليهود 5/385] {وليت الإخوة المهتمين بالموضوع يرجعون إلى بحث الماسونية في موسوعة المسيري فإنه بحث عميق ومفيد. أقول هذا بعد أن قرأت عشرة مراجع في موضوع الماسونية كان آخرها موسوعة المسيري ، فوجدت أنّه قد أحاط بالقضيّة وهضمها واستطاع عرضها على الوجه الصحيح إن شاء الله}
القارئ يرى بوضوح أنّ الدكتور المسيري مستوعبٌ للمسألة من جميع أطرافها ، ويضع الأشياء في نصابها. وهو يُحسن التعامل مع المعطيات ، فعندما وقف أمام مسألة انضمام الأفغاني إلى الماسونية أثبتها لأنّه استطاع أن يتيقَّنَ هذه المعلومةَ من معطيات علمية وتحقيق فيها ، ثم بعد ذلك عالج حقيقة هذا الانضمام ودوافعه ، وبعد ذلك نبّه على معارضة الأفغاني للأفكار العلمانية التي يقوم عليها الخطاب الديني الماسوني. في حين نجد الدكتور المسيري عندما وقف أمام مسألة انضمام الأمير عبد القادر إلى الماسونية لم يجزم بثبوتها وإنما أوْرَدَها على صورة خبر يحتاج إلى دليل وعبّر عن ذلك بقوله : ((أما عبد القادر الجزائري فلا توجد تفاصيل حول علاقته بالماسونية!!))

أليس عجيبًا أن إنسانًا مثل الدكتور عبد الوهاب المسيري ـ صاحب الموسوعة الكبيرة التي استغرق في تأليفها ووضعها عدة عقود من الزمن واستند فيها إلى كمٍّ هائل من المراجع والوثائق وهو الخبير في الشؤون الصهيونية ـ لم يجد أي تفاصيل عن علاقة الأمير بالماسونية ، في حين نجد أن بعض الكتاب والصحفيين وهواة الكتابة في الإنترنت يسردون عشرات التفاصيل عن هذه العلاقة؟! والدكتور المسيري رحمه الله، توفّي من قريب سنة 2008م ، فهو مُطَّلِعٌ على الكتب والمقالات التي صدرت في هذا الخصوص ، ولو أنّه رأى أنّ المعلومات التي فيها تصلح للنظر لَنَظَرَ فيها ، ولكنه كما هو ظاهر لم يرها ترقى لِيُنْظَر فيها أصلاً! وأظن أنّ الإخوة القرّاء الذين تابعوا معنا هذه الحلقات يشاركون الأستاذ المسيري رأيه ، لأنه صار من الواضح أن المعلومات التي أوردها أصحاب تلك الكتب مصدرها واحد، وهو مصدر ساقط الاعتبار. وإذا كان الدكتور المسيري قد اقتصر على بيان عدم وجود تفاصيل حول علاقة الأمير بالماسونية ، فأنا في هذه الحلقات أظن أنني أوضحت بجلاء تهافت جميع الشبه المتعلقة بذلك والتي عدَّها البعض ـ ويا للأسف ـ تفاصيل يُعتمد عليها! وسأتابع معكم إن شاء الله بيان سقوط باقي الشبه فيما يأتي.


عدل سابقا من قبل المدير في السبت 28 أغسطس 2010, 11:14 عدل 2 مرات
المدير
المدير
مؤسس المنتديات
مؤسس المنتديات
عدد الرسائل : 4124
نقاط : 5640
السٌّمعَة : 38
تاريخ التسجيل : 31/05/2008
http://mostaghanem.com

 الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Empty رد: الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد

السبت 28 أغسطس 2010, 10:35
فاليوم نحن أمام شبهة جديدة اعتمد عليها بعضهم في اتهامهم الأمير عبد القادر بالماسونية ؛ إنها الرسالة التي بَعَثَتْ بها (الجمعية الفرانماسونية بفرنسة) إلى الأمير عبد القادر تشكره فيها على موقفه المشرّف من أحداث 1860م. وإليكم نصّها: ((إلى الأمير الأجلّ عبد القادر في دمشق ، اعلم أيّها الأمير أنّ العالم المتمدِّن قد كلَّل هامَتَكم الشريفة المقدسة بإكليل الشرف والافتخار ونحن نقدّم إليكم فرحنا بكونكم تَسَمَّيْتُم : مِنَ المحكومِ لهم بحسن السيرة مِنْ أيّ فرقة كانوا أو دين ، الذين أظهروا أنفسهم بكمال الإنسانية، وأنتَ أظهرتَ نفسك إنسانًا قبل الكل ، ولم تسمع إلاّ إلى إلهامات ربّانية في قلبك أمَرَتك بمقاومة نار مشتعلة من الهيجان البربري والتعصب الجاهلي ؛ نعم إنّك النائب الوحيد للأمّة القوية العربية، التي أوربا مديونة لها بقسم عظيم من تمدنها وعلومها التي استنارت بها، ولقد أثبتَّ بأعمالك وبكريم شيمك أنّ هذا الجنس لم ينحطَّ اعتبارُه السابق ، وهو وإن كان الآن في سِنَةٍ من النوم فسَيَستيقظ للأعمال العظيمة باستدعاء نفسٍ قويّة نظير نفسِكَ . وانظر فرانسا التي كانت خصيمتك فإنها الآن عَرَفَت كيف تعتبرك وتبتهل بك ، وما ذلك إلاّ لكونك أعطيت للتمدّن حقّه ؛ أيها الأمير لك المجد والشكر تكرارًا ، فالإله الذي نسجد له جميعًا والذي عرشه داخل قلوبنا وقلوب كافّة الكرماء يُتمم عمله بكم في الخير ، أفلا يُنْظَر إلى العناية الإلهية، بعد تقلبات عديدة كيف أتت بكم إلى تلك البلاد لأجل تبديد ظلمات الجهل وإطفاء نار التعصب الجاهلي ، وإنقاذ تعيسيْ الحظ من يد الجهلة . واعلم أيها الأمير الأجلّ أننا واثقون بأن تقبلوا منا هذه الرسالة وإن كانت لا قيمة لها. حرر في باريس 2/10/1860م)).انتهى[انظر (تحفة الزائر) 2/101]

هذه الرسالة لم تكن مكتومة أو سريّة ، ولم يُخفها أحد من أسرة الأمير ، وأول من نشَرَها هو محمد باشا ابن الأمير عبد القادر في كتابه المذكور.
وكما يرى القارئ فمضمون الرسالة عبارة عن شكر وثناء وإعجاب أبدته هذه الجمعيّة لشخص الأمير ، وكيف لا تفعل ذلك وهي الجمعيّة التي تروّج لنفسها بأنها المعنيّة بحقوق الإنسان والأخوة الإنسانية والنجدة!! وليس في الرسالة أي شيء يشير إلى كون الأمير من أعضاء تلك الجمعية أو المنتسبين إليها ، بل ليس فيها ما يدل على أنّ الأمير كان يعرف تلك الجمعية أصلاً! وإن أسلوب الخطاب فيها هو أوضح دليل على أنّ الأمير لا صِلَة له بهذه الجمعيّة.
فهل مجرَّدُ وصول رسالة من جمعيّةٍ ما إلى أي شخصيّة مشهورة ، يُعدُّ دليلاً على صِلَة تلك الشخصية بتلك الجمعية؟
الجواب : طبعًا لا!
ولكي أزيد الموضوع وضوحًا أقول : تحدثتُ في حلقات مضت ، عن موقف الأمير عبد القادر من الأحداث التي جرت سنة 1860م في دمشق (فتنة النصارى) ، وكيف تلقى الأمير بعدها رسائل الشكر والتقدير والأوسمة من الخليفة والسلطان العثماني ، وكذلك من ملوك وقياصرة أوربة.
لم يكن هؤلاء وحدهم الذين أرسلوا إلى الأمير رسائل الشكر والتقدير ، وإنما شاركهم في ذلك الكثير من الأدباء والعلماء والوجهاء العرب ، المسلمين والمسيحيين ، الذين نظموا القصائد والمدائح وأهدوها إلى الأمير ، وألّفوا الكتب التي تدوّن وقائع تلك الحادثة وأهدوها إليه أيضًا ، وكذلك شاركت في ذلك بعض الجمعيات الخاصة والأهلية ، ومنها ما هو أوربي أو أمريكي ؛ فأرسلت إلى الأمير رسائل تشيد بمواقفه وأخلاقه وشرفه .
أذكر منها :
(جمعية عمل الخير وإعانة المصابين في البرّ والبحر) . وهذا نصُّ ما بعثت به إليه : ((إنّ جمعية المصابين المؤلّفة من أعيان الأمصار ووجوه المدن الشهيرة في فرنسة ، قد اتّفقت كلمتها على أن يكون الأمير عبد القادر رئيسَ شرفٍ لها ، وإنما فعلتْ هذا لتؤكد له عظيم اعتبارها لجنابه الشريف، وجزيل تشكراتها الفائقة لما أبداه من أعمال الخير الجسيمة في سورية سنة ستين وثمانمئة ، وبناءً على ذلك بعثت إليه هذا الرَّقيم كالشاهد على عقدها لِمَا اتّفقت عليه ، وذلك في باريس آخر يونيو (حزيران) سنة إحدى وستين)).انتهى [تحفة الزائر 2/111ـ112]
(الجمعية الشرقية) . وكانت الجمعية الأمريكية الشهيرة بالشرقية القائمة بتأليف تاريخ العالم ، سبقت (جمعية عمل الخير) إلى مثل ما فعلته ، وأرسلت إلى الأمير نسخةً من تقريرها؛ وصُورَتُه : ((بناءً على تقرير الجمعية الأميركانية الشرقية ، وعلى قرار المجلس قد أعلنت بتعيين الأمير السيد عبد القادر بن محيي الدين ، عضوَ شرفٍ لها تتشرف بذِكْرِه ، وبعثت إليه بهذه النسخة المطابقة للأصل إعلانًا بما قررته في باريس في الثاني عشر من (تموز) سنة ستين وثمانمئة وألف)).انتهى [تحفة الزائر 2/112]
ونلاحظ في خطاب هاتين الجمعيّتين أنّ أعضاءها قاموا بتسمية الأمير رئيسَ شرفٍ للجمعية الأولى، وعضوَ شرفٍ للثانية!! في حين أنّ خطاب الجمعية الماسونية ليس فيه شيء من ذلك!!
فلو أراد أحدُ هواة توجيه التُّهم أنْ يختلق تُهمة ويُلصقها بالأمير ، لكانت تلك التهمة هي انتساب الأمير إلى جمعية إعانة المصابين أو الجمعية الشرقية! لأنّه سيجد في نص رسالتيهما ما يُلبّس به على الجهلة من الناس! بخلاف رسالة الجمعية الماسونية التي لن يجد فيها العبارات التي تساعده على إلصاق تلك التهمة! ولكن العجيب أنّ الذي حصل هو العكس!!
ومع ذلك أقول : إنه حتى في نص الرسالتين الموجّهتين إلى الأمير من جمعية إعانة المصابين والجمعية الشرقية ، ليس هناك ما يدلّ على انتساب الأمير إليهما البتّة! وكل ما في الأمر أن أعضاء الجمعيّتين عيّنوه عضوَ شرفٍ فيهما من تلقاء أنفسهم ودون أي طلبٍ منه ، ولا شأن له هو في ذلك لا من قريب ولا من بعيد! وهذه جمعيات خيريّة وهي تشكره على صنيعه فلم يكن هناك أي ضرورة لرفض تصرفاتها تجاهه ، بل لو حدث شيء من ذلك لكان في غير مصلحة المسلمين!

ونعود إلى ذكر الذين أرسلوا إلى الأمير رسائل الشكر والثناء:
3ـ (جمعية حماية بني الوطن) ، وفي أيّام زيارته إلى مدينة "لوندرا" في بريطانيا ـ وذلك بعد زيارته لفرنسة سنة 1865م مُرْسَلاً من قِبَل السلطان للقاء نابليون الثالث ليطلب منه التوسط لدى قيصر روسيا لإطلاق سراح زعيم الجهاد الشيشاني ، الشيخ شامل الداغستاني ـ قدَّمَتْ إليه هذه الجمعية تحريرًا صوْرَتُه : ((إلى سمو الأمير عبد القادر أما بعد : فنحن الواضعون اسمنا في هذا التحرير عمدة جمعية حماية بني الوطن قد سررنا وابتهجنا عندما سمعنا بوصولك إلى عاصمتنا لأننا نحب شخصك ونحترمه نظرًا لِمَا نعرفه من حسن أخلاقك ، وصفاء طويّتك لسائر عباد الله ، ولا يخفى أنّ مبادئ هذه الجمعية التي نحن مرتبطون بها ، توجب علينا أن نحبّ ونحترم أبناء الشَّرَف ، وتلزمنا بمراعاة مصالحهم ؛ وقد رجَحَ ميلنا لنحوك لأنك مملوء بالشفقة والرحمة على عباده تعالى ، وبرهان ذلك ما أبديته مع ألوف من مسيحيي دمشق حين التجؤوا إليك ، فإنّك آويتهم وبالغت في الإحسان إليهم مع أنهم ليسوا من أبناء دينك! فنحن الآن بالنيابة عن نصارى هذه العاصمة نؤدي لك الشكر والثناء الجميل حيث أنك جبرت المنكسرين، ثم نخبرك أننا قد تمثّلنا بين يدي إمبراطور فرنسة وأدَّينا له ما يليق بعظمته من الشكر على إحسانه إلى سكّان الجزائر ، ونفرح الآن بكوننا نخاطبك أيها السيد المحترم ونسأل الله تعالى أن يديمك رحمةً للمساكين زمنًا طويلاً)).انتهى [تحفة الزائر 2/160]
4ـ جريدة (مندابلوسنمري) الفرنسية ، التي نشرت في عددها الصادر في 4/8/1860م تحت عنوان : "عبد القادر أمير (مْعسكر) سابقًا" ما نصّه : ((إنّ حوادث سورية المحزنة قد أظهرت للوجود اسمًا كان محجوبًا بغياهب الغربة ، وهو ذاك الاسم الذي طالما كررته ألْسِنَة الأمّة الفرنسوية بالرَّجفة والاضطراب ؛ هو ذلك الاسم المرسوم بأحرف دمويّة من شاطئ نهر (شْلف) إلى رمال الصحراء في الجزائر . وقد أبدت له قناصل الدول ونصارى دمشق الشكران الجميل في سورية ، وبذلك انكشف عن مزاياه الحجاب الذي كان ساترًا لها ، وغدونا جميعًا نتبارك باسم عبد القادر ؛ وهو الذي اقتحم الأخطار لأجل أولئك المساكين من أيدي سافكي الدماء ثمّ جمعهم في قصره وأفاض عليهم من سجال كرمه وبرّه ، وقام فرسان المغاربة الأمناء بمساعدته أحسنَ قيام فبذلوا وسعهم في انقاذ المسيحيين وحمايتهم من اعتداء سفهاء الشام والدروز ، هو ذلك الرَّجل الذي كان يلوح على وجهه أمارات الثبات ، وعلامات الحزم والفطنة ، مما يدل على شرفه واتّصال نسبه بالرسول! هو ذلك الرَّجل الذي أقام في منفاه سنين ولم يتغيّر عمّا كان عليه من المحافظة على الأوامر الشرعيّة!، وأداء الحقوق الثابتة للإنسانية ، هو ذلك الرجل الذي كان عدوًا لدولة فرنسة وأقام مدّة سبع عشرة سنة ينادي بالجهاد فيها ؛ ثمّ إنّ ما نَسَبَه إليه أعداؤه من الأفعال غير اللائقة كقتل الأسرى والحنث في اليمين إلى غير ذلك مما نسبوه إليه ، ويأباه طبعُه الكريم ، قد كذّبه تحريرُه الشهير الذي بعثه إلى لويس فليب ملك فرنسة الدّال على كرم أخلاقه ولطف جانبه...... وغاية الأمر فإنّ مزايا الأمير وأخلاقه الكريمة كانت دليلاً على شرف نفسه وتقدّمه في الجزائر كما هو الآن في سورية ، وبرهانًا قويًا على طهارة قلبه وإرادته الخير إلى سائر عباد الله ....الخ)).انتهى [انظر (تحفة الزائر) 2/112ـ113]
5ـ ونشرت جريدة فرنسية أخرى مقالاً فيه : ((الأمير عبد القادر هو ذلك الرجل الباسل الذي أبدى أمورًا وأعمالاً لم يكن أحدٌ يتصورها ولذلك كانت جديرة بأن تدوّن في أجمل تواريخ العالم ، وآخر ما نقول إنّ عدونا القديم في الجزائر قد جعله الله الآن سببًا لإنقاذ المسيحيين في الشام)).انتهى[تحفة الزائر 2/114]
6ـ ليس هذا فحسب ، ((ففي مدّة إقامة الأمير في الحجاز سنة1280هـ = 1864م ، توفّي ملك اليونان وانعقد مجلس نواب الأمة اليونانية في أثينا للنظر فيمن يولونه عليهم ملكًا ، فكتبوا اسم الأمير في المنتخبين لذلك ، ونادى كثيرٌ منهم باسمه ،
7ـ وكذلك أهل إسبانيا قد انتخبوه في جملة من انتخبوهم للمُلك عليهم حين وقوع الفتنة بينهم قبل أن يتولى ملكهم المتوفى أخيرًا. فتشكّر الأمير للأُمّتين على اعتبارهما لمقامه بما دلَّ على ما تكنّه صدورهم من احترامه وإعظامه)).انتهى [6و7 من تحفة الزائر 2/145](يذكرني هذا بما حدث في أيامنا هذه عندما طلب بعض النواب الإسلاميين في الأردن من (هوغو شافيز) رئيس فنزويلة أن يكون رئيسًا للجامعة العربية أو رئيسًا لمنظمة المؤتمر الإسلامي! وما ذلك إلاّ بسبب موقفه الشجاع والرجولي عندما طرد السفير الإسرائيلي من فنزويلة وقطع علاقات بلاده مع إسرائيل فور وقوع الهجوم اليهودي الهمجي على غزّة 1430هـ /2009م ، وزيادة على ذلك خطب عدة خُطَب هاجم فيها النظام الإسرائيلي ووبَّخه)
8ـ وكذلك كان معظم الشعب الفرنسي يحترم الأمير عبد القادر ويجلّه ، وقد تجلّى ذلك بداية في الاحتفالات التي أقاموها بمناسبة إطلاق سراحه من السجن ، وازدحام الناس بشدة في شوارع المدن الفرنسية التي كان يمرّ بها في طريقه من سجنه في "أمبواز" إلى العاصمة "باريس" ، وليس لتلك الحشود همٌّ إلاّ النظر إلى الأمير ومحاولة مصافحته أو إلقاء التحيّة عليه . وحتى بعد سفر الأمير من فرنسة متّجهًا إلى "بروسة" في تركيّا وبقائه فيها ثلاث سنوات ثمّ انتقاله إلى دمشق وبقائه فيها تسع سنوات، عاد الأمير فزار فرنسة ، بعد اثني عشر عامًا ، وذلك خلال رحلته السياسية المشهورة التي بدأها بزيارة الخليفة العثماني في الآستانة ؛ والتي كان من جملة أغراضها التوسط والشفاعة في أعيان دمشق الذين حكمت عليهم السلطات العثمانية بالنفي إلى "قبرص" و"روديس" إثر حادثة (فتنة النصارى) سنة1860م التي فصّلت الحديث عنها سابقًا ، وقد قَبِل الخليفة شفاعة الأمير وسرّح المنفيين وأعادهم إلى أوطانهم؛ ثم طلب الأمير من الخليفة التوسط لإطلاق سراح الشيخ شامل الداغستاني ، فأخبره الخليفة أنه مستعدّ لكفالته واستقباله في أراضي الدولة العثمانية ، ثم أرسَلَه إلى فرنسة ليُقابل الإمبراطور لويس نابليون ، ويطلب منه التوسط لدى قيصر روسيا لإطلاق سراح الشيخ شامل ؛ ((وعند وصول الأمير إلى مدينة "مرسيلية" استقبله حاكمها بالاحترام واهتزّت البلد بأهلها لقدومه ، فإذا خرج من محلّ نزوله تبعته زُمَرُ الأهالي ينظرون إليه احتفالاً به واحتفاءً ، وكانت جماعات كثيرة تجتمع في ساحة الدار النازل فيها ، ويصرخون : "فليعش الأمير عبد القادر". وكذلك الحال في مدينة ليون وباريس.
واستنفرت الجرائد والمجلاّت للحديث عن الأمير وعن لطفه وكماله وافتخار بلادهم بزيارته)).انتهى [انظر (تحفة الزائر) 2/157ـ158]

9ـ واحتفل الشعب الأمريكي بتسمية إحدى مدنه في ولاية (Iowa) باسم الأمير عبد القادر (وذلك بعد وفاته).وهذا الاسم باقٍ إلى اليوم.
المدير
المدير
مؤسس المنتديات
مؤسس المنتديات
عدد الرسائل : 4124
نقاط : 5640
السٌّمعَة : 38
تاريخ التسجيل : 31/05/2008
http://mostaghanem.com

 الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Empty رد: الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد

السبت 28 أغسطس 2010, 10:36
إذن الشعوب الغربية كانت تحترم الأمير وتُكن له التقدير والإعجاب ،
والسبب الأوّل
: هو موقفه الشجاع في الدفاع عن بلده وهو شاب عمره خمس وعشرون عامًا ، وإقامته للإمارة الإسلامية التي وقفت في وجه الاعتداء الفرنسي مدّة خمسة عشر عامًا ،

والسبب الثاني: هو ثباته على مواقفه وثوابته الدينية مدّة سجنه خمس سنوات ، على الرغم من التضييق عليه وصعوبة السجن وفقدانه لبعض أبنائه وأقاربه وأحبابه فيه.
والسبب الثالث: حزمُه في الدفاع عن دين الإسلام ورفضه لجميع المغريات والعروض الفرنسية التي تريد منه البقاء في فرنسة بصفة مواطن فرنسي!
والسبب الرابع: موقفه في الدفاع عن المواطنين النصارى العزّل في بلاد الشام عندما اعتدى عليهم الدروز وبعض أشقياء الشام . والغرب المسيحي كان يظن ويُوهَمُ أنّ جهاد الأمير وحربه على فرنسة إنما هو بسبب الحقد على المسيحيين ، فلمّا شاهدوا الأمير يبذل وسعه في مساعدة المسيحيين المنكوبين في الشام ، أدركوا أنه لا يضمر الكراهية أو الحقد للديانة المسيحية أو لمعتنقيها . وأنه ليس بالسفاح أو محب سفك الدماء ، وإنما هو رجلٌ منضبط بأوامر دينه الإسلامي، الذي يأمره بجهاد المعتدين ، وبالوفاء بذمّة الكتابيين النّازلين تحت الحكم الإسلامي!

والسؤال الموجه إلى الذين استندوا إلى رسالة الشكر الموجهة للأمير من الجمعية الفرانماسونية هو : هل سمعتم عن رجلٍ وُجِّهت إليه مثل كل تلك الرسائل والكتب والمقالات والأوسمة التي وُجِّهَت إلى الأمير عبد القادر؟!
وهل سمعتم عن رجلٍ يُرشَّح اسمُه ليكون رئيسًا لدولتين مثل اليونان وإسبانيا ، مع أنّه عربي ومسلم؟!
وهل سمعتم عن رجل عربي مسلم أحبّته شعوب الغرب فأطلقت اسمه على بعض مدنها ، وأعلنته رئيسَ شرفٍ لجمعيتها ، وهتفت باسمه؟!
وهل سمعتم عن رجل عربي مسلم قاتل دولةً مثل فرنسة ولم يبقَ فيها بيتٌ إلاّ وفيه فقيد أذهبته سيوفُ جنودِ ذلك الرجل ، ثم بعد ذلك تتعالى أصوات شعب تلك الدولة لإطلاق سراح ذلك الرجل ويتسابقون لمصافحته والتبرّك به؟!
وهل سمعتم عن رجلٍ تستنفر جرائد وصُحف الدولة ، التي كان يقاتلها ويُحمِّلها الخسائر الكبيرة في أموالها وأبنائها ، للدفاع عنه والانتصار له ، ليس هذا فحسب بل تهاجم حكومَتَها ومواقفها المخزية الرامية إلى تشويه سمعة ذلك الرجل؟!
وهل سمعتم عن رجلٍ عربي مسلم تثني عليه المجتمعات الأوربيّة فتحمد له تمسّكه بشريعة الإسلام ، وقيامه بفريضة الجهاد ، وتُعلن له تشرّفها به لأنّه من ذريّة نبي الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟؟(2)
إننا لم نسمع أن شيئًا مما سبق حدث لأحدٍ ـ من قرون سلفت إلى أيامنا هذه ـ إلاّ للأمير عبد القادر الجزائري ، فهل يُعقل عندكم أن تكون كل تلك المزايا التي حصل عليها دليلاً على ماسونيّته؟!
ألا يوجد ماسوني آخر على وجه الأرض؟ إذن فلماذا لا يُكرّم ويُحتفى به مثل الأمير عبد القادر؟
لقد عرف تاريخنا المعاصر رجالاً كثيرين أعلنوا انضمامهم إلى الماسونية وقدّموا لها خدمات كبيرة ومع ذلك لا نجدهم حصلوا على شيء مما حصل عليه الأمير من التكريم والاحترام العالمي!
إنّ الأمر واضحٌ لكل عاقل ومنصف ؛ فإنّ ما جرى للأمير عبد القادر الجزائري لم يكن له أي صلة بأي جمعية خاصة أو سريّة ، ولم يكن له أي صلة بعقائد مشبوهة أو انتماءات.
إن الذي جرى له ذو صلةٍ بشخصيّته الفذّة ومواقفه الحميدة المشهودة ، بدءًا من قيامه بالجهاد وتأسيسه للدولة الجزائريّة الحديثة بجميع أركانها، وإنشائه للعلاقات الدبلوماسية مع دول العالم ، مع أنه لم يتلقَّ أي تعليم عالٍ في الجامعات الأوربيّة المتخصصة بتلك العلوم!!، مرورًا بكريم أخلاقه وحسن تعامله مع خصومه وأعدائه وترفّعه عن الأحقاد والأضغان ، وانتهاءً بدوره الكبير في إطفاء نار الفتنة في بلاد الشام ، ومساعيه في استرداد دار الحديث الأشرفية وترميمها على نفقته ، وروايته لكتب الصحيح (البخاري ومسلم) وغيرها ، وعنايته بأهل العلم في الشام وغيرها ، وخدماته الجليلة للدولة العثمانية وتوطيده لحكم الخلافة الإسلامية وردّ المعتدين عليها والرامين لتمزيقها ، وسعيه الحثيث لإطلاق سراح المجاهد الكبير الشيخ شامل الداغستاني ، ورعايته لإخوانه المجاهدين في الجزائر ومتابعة أخبارهم وتقديم العون لهم ، إلى غير ذلك من الخصال وجميل الفِعال..

الأمير عبد القادر شخصيّةٌ محسودة ولها خصوم وأعداء ، فهو الشاب الحديث السِّن الذي بويع أميرًا على قبائل الجزائر، وكان هناك رجالٌ أكبر منه سنًّا ولهم في مجال الحكم والعسكرية سابقيّة ، فكَبُرَ عليهم أن ينزلوا تحت حكمه ويُبايعوه ، فانتصبوا له أعداءً ومخاصمين.
وكذلك هناك من أعلن الجهاد مثله ولكنه لم يستطع أن يصنع شيئًا مما صنعه هو ، ولم تكن له الآثار العظيمة كتلك التي تركها الأمير عبد القادر ، فثارت غيرته وامتلأ صدره غلاًّ وحسدًا على الأمير.
وفي بلاد الشام كان لحضور الأمير فيها أثرٌ كبير على بعض أعيانها ورجالاتها ، حيث انصرفت أنظار الناس عنهم، واتّجهت نحو الأمير منذ الأيّام الأولى لوصوله ، وما هي إلاّ أيّام قليلة ويصبح الأمير ملجأً للمحتاجين والمنكوبين وأصحاب الحاجات ، ويقصده الولاة والعلماء للتوسط عند السلطان ، لِما له عنده من منزلة رفيعة. وهو الذي شفع في بعض الوجهاء المعادين له! الذين كان يريد (الصدر الأعظم) فؤاد باشا أن يعدمهم ، فخفف العقوبة إلى النفي ، وبعد ذلك شفع فيهم الأمير عند السلطان لكي يرجعهم إلى بلادهم.
فماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة أنّ أصحاب تلك الشخصيات أو أبناءهم أو الموالين لهم أخذوا يحاولون تشويه صورة الأمير لكي يجمّلوا صورهم ويُنقذوا سُمعتهم!
فإذا ذُكِرَ الجهاد وتألّق الأمير في مجاله ؛ قال المتخاذلون عن الجهاد الذين لا يد لهم فيه ـ وبكل بلاهة وسفاهة ـ إنه صديق فرنسة وهي تُعينه!!
وإذا ذُكِرت الفتنة وتصدي الأمير لها وفقًا لأحكام الإسلام ؛ قال المتورّطون فيها والمخالفون لشريعة الإسلام إنّه ماسوني!!
وإذا ذُكِرَت النهضة العلمية والتبصرة الفكريّة والدروس الحديثيّة والتمسّك بالسنّة النبويّة ونبذ التقليد، قال المتحجّرون ، والمبتدعون ، إنّه فيلسوف وجودي وعلى قدم ابن عربي!!
وإذا ذُكِرَ التزامه بأحكام الشرع الإسلامي في حُسْن معاملته للأسرى ، ومحافظته على عهوده ، قال الغافلون عن أحكام الشرع وآدابه ، إنه مفتون بالحضارة الغربية!!
وإذا ذُكِرَت المواقف السياسية المتمسّكة بالمبادئ الإسلامية والمتحلّية ببعد النظر والحكمة والإخلاص، قال الفاقدون لهذه الصفات إنه يُنفذ المخططات الغربية!! (رمتني بدائها وانسلّت)
وإذا ذُكِرَ الكرم والسّخاء والبذل والعطاء واتّصاف الأمير بها ؛ قال المحتكرون والأَشِحّاء والقابضون إنّه يتلقى الأموال من فرنسة لأنه موظف عندها!!

وهذا حال كل ذي نعمة وقدر عظيم؛ يقول الله تعالى :[size=25]{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا}[/size][النساء:54]

فإذا كان الحُسّاد يرمون خصومهم بالتهم والأباطيل ، فهل يُعقل أن يَقْبل الدارسون للتاريخ والرجال ، أو القرّاء من العرب والمسلمين هذه التهم ويُصدِّقوها دون دليل أو برهان؟!

والأمر ليس مقصورًا على الحسّاد والخصوم من العرب والمسلمين ، وإنما دخل فيه أيضًا الكتّاب الغربيون الذين وجدوا أنفسهم مضطرين للاعتراف بسمو شخصية الأمير عبد القادر ـ العربي المسلم ـ وبعظيم مآثره! ولكنهم حاولوا أن يصبغوا حديثهم عنه ومديحهم له بشيء من تراثهم المُتَهَرِّئ ومدنيّتهم الزائفة!
فها هو الكولونيل تشرشل عندما يتحدث عن التزام الأمير عبد القادر الديني وقيامه بشعائره وسعيه الدائم لمزيد من القُربات والطاعات ، بخلاف حكّام الغرب وقادته العسكريين الذين لا هَمَّ لهم إلاّ الطغيان والزهو بجرائمهم الحربية وإسرافهم في الملاهي والملذات والفحش وصحبة العاهرات!
يقول : ((وطالما اشرأبّت نفس عبد القادر إلى تحقيق أملٍ ورغبة ، وهي أن يكون قادرًا عاجلاً أو آجلاً، على إكمال واجباته الدينية بتتويجها بعملٍ آخر من أعمال العبادة . ففي عين المسلم الحقيقي ليس هناك رتبة دنيوية أو تقدير يمكن أن يُقارن بذلك مثل الميزة العالية التي يُطلق على صاحبها (مجاور النبي) ، ولكي يحقق المرء هذه الميزة يجب عليه أن يُقيم باستمرار في مكّة أو في المدينة مدّة سنتين ، أو على كل حال أن يبقى في الحرمين الشريفين حتى تتعاقب عليه حجّتان ويغادر الحجيج بعدهما الحرمين المذكورين.
وعندما سُئل ذات مرّة كيف يستطيع أن يفصل نفسه في مثل سِنِّه (55سنة) عن عائلته كل تلك المدة؟ أجاب :"حقيقةً إن عائلتي عزيزةٌ عليّ ، ولكنّ الله أعزُّ منها".
ويُتابع تشرشل:...ووصل إلى مكّة في الموعد المحدد.... وقد أمر له شريف مكّة بغرفتين في فِناء الحرم توضعان تحت تصرفه . وتهاطل عليه الزوّار ، وبعد عشرة أيّام أعلن أن مدة الاستقبال قد انتهت . وسأل أن يُترك على انفراد وفي عزلة هادئة . وخلال الاثني عشر شهرًا الثانية لم يُغادر حجرته إلاّ للذهاب إلى الجامع الكبير (كذا) . فكل وقته قد كرّسه للدراسات الدينية والتعبد والصلاة ، وكان حماس فكره الديني قد استثير بأشد أنواع إنكار الذات ، فلم يسمح لنفسه بسوى أربع ساعات من النوم ، ولم يوقف صومه خلال الأربع والعشرين ساعة سوى مرة واحدة ، وحتى عندئذ فإنه كان لا يتناول سوى الخبز والزيتون ، وكان قد أَنهَك هذا التقشف القاسي الطويل قواه حتى ظهر على بدنه الحديدي.... (ثم تحدث كيف سافر إلى المدينة)...
... وقد بقي عبد القادر في المدينة أربعة أشهر ، مستأنفًا العمل الذي كان قد مارسه بينما كان في مكّة قرب قبر النبيّ!(3) ، وكان حارس الضريح النبوي يطلب منه دائمًا أن يفحص الأشياء الثمينة التي يحتوي عليها : نذور الماس والجواهر والأحجار الكريمة ، والذهب والفضة ، المرسلة من الملوك والأمراء ورجال الدين والأعيان من جميع أنحاء العالم الإسلامي . ولكن عبد القادر كان يرفض حتى النظر إلى هذه الأشياء. فقد كان ينظر إليها على أنها تبذيرٌ وبذخ لا فائدة منه وسوءُ تصَرُّفٍ مُذْنِب في الثروة التي كان يمكن استعمالها في أعمال الخير والمصلحة العامة...
وعندما حان وقت رحيله..... ووصل مكّة .. في الوقت الذي يجب عليه أن يكون حاضرًا لأداء شعائر وفرائض عيد الأضحى!! للمرة الثانية. وبذلك يكون قد حقق وعده وغرضه فالتفت الآن عائدًا نحو أهله ، وفي شهر يونيو سنة 1864 وصلَ إلى مدينة الإسكندريّة.
لقد نجح عبد القادر في تحقيق أعلى المراتب الدينية التي تعتبر أساسية وجليلة ، بعد عملٍ شاق وإنكارٍ طويل للذات . ومن جهة أخرى أصبح يحمل شعار جمعيّة تقوم على مبدأ الأخوّة العالميّة. إن الجمعيّة الماسونية في الإسكندرية قد سارعت للترحيب بالعضو الجديد الشهير . فقد دعا المحفل الماسوني ، المعروف بمحفل الأهرام ، للاجتماع خصيصًا لهذه المناسبة ، عشيّة الثامن عشر من يونيو. وأدخل عبد القادر في هذا النظام الصوفي الغامض. وقد أضيف إلى ميزة (مجاور النبي) ميزة (ماسوني حر ومقبول) ، وهي العبارة العرفية المستعملة في هذا المقام)).انتهى مختصرًا من[حياة الأمير عبد القادر ص291ـ294]

إذن تحدث تشرشل عن تديّن الأمير عبد القادر من قيامه بالحج والمجاورة في الحرمين والخلوة للتعبد والتقرب إلى الله . في حين أنّ تشرشل نفسه ـ وهو من كبار الضباط البريطانيين ومن النبلاء ـ وكثير من الحكام والملوك وكبار الضباط الأوربيين لم يكن لهم نشاط أو اهتمام ديني ، وإنما كانوا ينخرطون في سلك الماسون ويتبجّحون بعناوين عريضة ودعايات فارغة ، فما الحل حتى يتساوى الطرفان؟ لقد زعم تشرشل أن الأمير انضمّ ـ كسائر ملوك وحكام أوربة ـ إلى الماسونية . ثمّ أطلق على الماسونية وصفًا عجيبًا فقال : "هذا النظام الصوفي الغامض"!!
إذن على رأي تشرشل الماسونية طريقة صوفية يتبعها الأوربيون فلا مانع من انضمام الأمير العربي المسلم إليها! ومتى كان هذا الانضمام؟ لقد كان في رحلة العودة من الديار المقدسة من الحرمين الشريفين بعد مجاورة دامت أكثر من سنة!! أليس هذا من الأخبار الفجّة والمستهجنة والتي لا يمكن تصديقها إلاّ بدليل قاطع وبرهان ساطع.
ضمن أسطر قليلة نجد تناقضًا عجيبًا ، ففي البداية عرّف تشرشل الماسونية فقال:"جمعيّة تقوم على مبدأ الأخوّة العالميّة" ، وبعد سطرين وصفها فقال:"هذا النظام الصوفي الغامض" . ومرَّ معنا في الحلقة (14) تناقض الماسون أنفسهم في تعريف الماسونية ، ومرَّ معنا أيضًا تضارب مزاعمهم في تاريخ انضمام الأمير إليهم، وتبيّن لنا سقوط جميع دعاويهم ومزاعمهم! فيمكنكم الرجوع إلى تلك الحلقة لمراجعة الموضوع.
إنّ تشرشل قال في مقدمة كتابه أن المعلومات التي يوردها عن الأمير مصدرها اللقاءات التي جرت بينهما طيلة الخمسة أشهر التي تردد فيها تشرشل إلى الأمير في دمشق. وذَكَرَ لنا أنّه غادر دمشق في مطلع سنة 1860م!(قبل حادثة النصارى) إذن الأحداث التي جرت للأمير بعد ذلك التاريخ لم يكن تشرشل يُعاينها من قريب ، فضلاً عن تلقي تفاصيلها من الأمير . فمن أين إذن حصل تشرشل على هذه المعلومات؟ ولماذا لم يذكر مراجعه أو أدلّته على ما يقول؟
لقد اكتفى بالقول في مقدمته : ((ولم يكن يخطر على بالي وأنا أغادر دمشق في ربيع سنة 1860 أنّ فصلاً آخر كان يوشك أن يُضاف إلى تاريخه الغريب الكثير الوقائع ، أو أنّ نجمه المجيد الذي كان يبدو أنه سيظل ساطعًا إلى الأبد ، كان مقدّرًا له قريبًا أن يظهر فجأة من جديد بعظمةٍ أخرى ثاقبة. أمّا عن سلوكه الباهر النموذجي خلال المذبحة المخيفة التي تعرّض لها مسيحيو دمشق ، وسط تواطئ السلطات التركية المخزية القاسية ، فقد حصلتُ على تفاصيل على درجة كبيرة من الأهمية والصحة من مشاهدي العِيان . هذه هي إذن مادتي ، ولم يبق لي إلاّ أن أنسقها وأصوغها ، وقد فعلتُ ذلك . وإنني أدعو قرّائي ، بكل هيبة وتواضع ، أن يصدروا حكمهم على العمل نفسه)).انتهى[حياة الأمير عبد القادر ص37]
ولأنّ تشرشل يدعونا لإصدار الحكم على عمله ، أقول : إن الباحثين استفادوا من كتاب تشرشل المعلومات التي ذكرها عن الأمير سماعًا منه ، وهي في معظمها متّفقة مع ما ذكره عنه المؤرّخون العرب والمسلمون. ولكنه لم يغب عن ذهنهم أنّه أثناء كتابتِه عن الأمير وثنائه عليه كان يدسّ بعض المعلومات الكاذبة ليروّج للسياسة البريطانية المعادية للخلافة العثمانية بشدّة ، وكتابه من أوّله إلى آخره طافحٌ بالعبارات الممتلئة بغضًا وكرهًا للأتراك العثمانيين ، بل إنه كان يفتري عليهم ويزوّر تاريخهم إلى درجة مفتضحة . كما نرى في النص السابق!
وإذا كان مصدر معلوماته الأخيرة عن الماسونية والأمير ،كما صرّح هو ،"بأنه من مشاهدي عيان"، فلماذا لم يسمّهم لنا؟ لعلّهم من الماسون أنفسهم! وهم دون أدنى شك مستعدون لافتراء مثل هذه المزاعم بعد أن صدّهم الأمير حين دعوه للانضمام إليهم ، وذلك كي لا يظهروا أمام العالم بصورة تُضعِفُ دعايتهم بأنهم جمعيّة الكبار والعظماء!!
على كل حال يبقى هذا الخبر مرفوضًا من الناحية التوثيقية ولا يمكن الاعتماد عليه ولا الركون إليه.
وإذا كان البعض يرى أن القَبول بكلام تشرشل أو جرجي زيدان لا بأس فيه! فأقول لهم إنّ القبول بكلام من هو أصدق منهم أولى وألزم. لقد روى السيد بدر الدين بن أحمد الحسني كلامًا يردّ مزاعم تشرشل وجرجي!
المدير
المدير
مؤسس المنتديات
مؤسس المنتديات
عدد الرسائل : 4124
نقاط : 5640
السٌّمعَة : 38
تاريخ التسجيل : 31/05/2008
http://mostaghanem.com

 الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Empty رد: الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد

السبت 28 أغسطس 2010, 10:37
أقول : حدّثني ظافر بن أحمد مختار الحسني قال حدّثني جدّي بدر الدين بن أحمد الحسني قال سمعتُ عمّي الأمير عبد القادر يقول: ((عندما حضرت حفل افتتاح قناة السويس (سنة 1869م) أتاني بعض أعضاء الجمعية الماسونية يدعونني إلى الانضمام إليها ، فقلت لهم إلى أي شيء تدعون؟ قالوا ندعو إلى التضامن والتكافل فيما بيننا. فقال لهم الأمير : لا يجوز عندنا نحن المسلمين أن يتكافل البعض دون الكل. فانصرفوا)).انتهى
وبدر الدين هو ابن السيد أحمد شقيق الأمير الأصغر ، وهو أيضًا صهر الأمير زوجُ ابنته زهرة! وهو من المُعمَّرين عاش مئة سنة توفي في 1/12/1967م. وسأعرض شهادات أخرى لاحقًا.


وبعد انتشار إشاعة انضمام الأمير إلى الماسونية عَقِيْبَ وفاة الأمير ، وتداولها من قبل بعض الصحف والجرائد المشبوهة (وبخاصة تلك التي كان يصدرها جرجي زيدان وأمثاله) ، قامت بعض الجرائد والصحف المصرية واللبنانية بتكذيبه والاعتراض عليه ، ومن الأدلة التي كانت تلك الصحف تعتمد عليها في تكذيب هذا الخبر هو قولهم : "[size=25]إن الماسون يزعمون أن الأمير استقبل عضوًا في محفل الأهرام الماسوني بتاريخ 18/6/[size=25][size=25]1864م!!! الموافق 14/1/1281هـ في الإسكندرية. ومع العلم أن الأمير في هذا التاريخ كان لم يزل في الحجاز، وهو لم يصل إلى [/size][/size]الإسكندرية إلاّ بعد 14/5/1865م !! الموافق 19/12/1281هـ ؛ ووصل إلى دمشق بتاريخ 19/1/1282هـ الموافق 13/6/1865م!!!!".انتهى[/size][كنتُ نقلت هذه المعلومات من صحيفة لبنانية وأخرى مصرية. ورجعت إلى بعض الكتب التي أرّخت للأمير عبد القادر فوجدت أنّ التواريخ المذكورة في تلك الصحيفة موافقة لما ذكرته تلك الكتب ، وهي (تحفة الزائر 2/145) لمحمد باشا ، و(حلية البشر 2/899) لعبد الرزاق البيطار ، و(الأمير عبد القادر الجزائري ص26) لنزار أباظة].
والعجيب أنّ بعض المشتغلين بتلخيص كتب التراجم والتواريخ ، وهو الأستاذ نزار أباظة ، وضع كتابًا بعنوان (الأمير عبد القادر الجزائري العالمُ المجاهد) وقد جمعه من عدة مصادر أهمها (تحفة الزائر) و(حلية البشر) و(حياة الأمير) لتشرشل وكتاب جواد المرابط (التصوف والأمير عبد القادر)؛ وعندما تحدث فيه عن رحلة الحج وعودة الأمير منها ومروره بالإسكندرية أوردَ هذه المعلومة فقال: ((وفي الإسكندرية عرضَ عليه الماسونيون الدخول في جمعيّتهم(1) ثم توجّه إلى دمشق فوصلها في 19 المحرّم سنة 1282هـ = 13/6/1865م)).انتهى[الأمير عبد القادر ص26]
هذا كل ما قاله في هذا الخصوص ولم يزد عليه كلمة واحدة ، واكتفى بوضع حاشية في أسفل الصفحة قال فيها:{(1) انظر مجلة الثقافة 269، ومجلة الحقائق مج2،ح2، ص2 ،78}.انتهى
وترك القارئ يفهم من عبارته وحاشيته ما يشاء! والذي يتبادر إلى ذهن القارئ أنّ هذه المجلاّت التي ذكرها في الحاشية تثبت الخبر الذي أورده في المتن ، ثم يقرر القارئ من تلقاء نفسه : أقَبِلَ الأمير العرض أم لا!
راجعتُ مجلّة "الحقائق" لصاحبها السيد عبد القادر الإسكندراني، فوجدتُ أمرًا عجبا!!
أتدرون ماذا وجدت؟ لقد وجدت على الغلاف الخارجي للعدد المذكور نفسه إشارة إلى مقال في داخله ص77 بعنوان : (الأمير عبد القادر والجمعية الماسونية ـ وفيه تبرئة الأمير رحمه الله مما نُسِبَ إليه من دخوله في هذه الجمعيّة المجهولة الحقيقة والشروط) بقلم حفيد الأمير محمد سعيد الجزائري!
وإليكم نص المقال:

الأمير عبد القادر


والجمعية الماسونية

((في سنة ست وثمانين([size=25]1286هـ = 1869م) دُعيَ الأمير عبد القادر مع من دعي من ملوك أوربا ليحضر احتفال فتح ترعة السويس ، وبينما كان عائدًا لسورية عن طريق الإسكندرية اغتنمت الجمعيّة الماسونيّة فرصة وجوده في ذلك القطر فأوفدت إليه هيئة من أعضائها لتعرض عليه المبادئ الماسونية ، وعندما ذَكَرَ الوفدُ المشار إليه فضائلَ الماسون وخدمتها في الإنسانية ، شكرها الأمير على عملها الذي [size=25]ادَّعته شأنَ كلِّ رجل يدّعي له شخصٌ أنه يخدم الإنسانية ويسعى في سبيل خير البشر فيستحسن أعماله ويشكر مقاصده. فاتخذ بعض المنتمين للجمعية ذلك الاجتماع ذريعةً حسنة لِنِسبة دخول الأمير في جمعيّتهم[/size] ، وبدؤوا يترجمون سيرته ويشكرون عظيم خدماته في الإنسانية. بيد أنّ هذا الاجتماع وتلك الدعوى لا تثبت ولا تحقق دخول الأمير في الجمعيّة الماسونية ، لأنّ هذه الحجة ضعيفة تحتاج إلى أدلّة مؤدية ؛ ومن المعلوم أن لجمعية الماسون نظامًا كما لسائر باقي الجمعيات، تطبّق أعمالها بموجبه ، ومن جملة مواد نظام جمعيّة الماسون أنه لا بد لكل شخص يريد الدخول إلى هذه الجمعية أن يطلب الانخراط بها بموجب استدعاء يلتمس منها قبوله فإذا تمَّ له ذلك واستحسنت الجمعيّة إدخاله ، تكلّفه بوضع إمضائه في سجل أعمالها وعليه أن يكتب أنه دخل بإرادته واختياره ؛ هذا ما يدّعيه أيضًا بعض أفراد الجمعيّة الذين ينسبون دخول الأمير في هذه الجمعية بمجرّد القول! وحيث أنّ وجودَ مثل هذه المواثيق المادية هي أعظم دليل وأقوى برهان بيد كل من يريد أن يُثبت حجته ، فإنني أطالب كل من يدَّعي من أفراد هذه الجمعيّة انتظامَ الأمير بها ، بإبراز هذه الوثائق الراهنة مطبوعةً نُسَخُها على الحجر ؛ وما من أحدٍ يجهل خطَّ الأمير وإمضاءه ؛ هذا ما نطالب به من يفترون على الأمير والجمعيّة معًا الكذب والبهتان. وأمّا نحن فإننا نقول إنّ الأمير عبد القادر الذي اشتهر بالتُقى وبصلابة الدِّين سيما وأنّه كان يُقيم الحدود الشرعيّة في هذه البلاد السوريّة كما أقامها في وطنه ، لا يُخالف الآيات القرآنية والأحاديث النبويّة ويدخل في جمعيّة سريّة لا يعلم حقيقتها إلاّ من انخرط بين جماعتها . وإننا بصرف النظر عن كون مبادئ هذه الجمعيّة حسنة أم سيّئة ، [/size]فالشرع لا يسمح للمسلم أن يدخل بها قبل معرفته حقائقها ، وقد قال الله تعالى {يا أيّها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم}الآية ، وقوله جلَّ شأنه {لا تجدُ قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يُوادُّون مَنْ حادَّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم}الآية.
وقال رسوله عليه الصلاة والسلام (ليس منّا من عمل بسنّة غيرنا) رواه ابن عبّاس ، وقال (ليس منا من تشبّه بغيرنا) رواه ابن عمرو رضي الله عنه ، وأمثال هذه الآيات الكريمة والأحاديث النبوية كثيرة سيما وأنّ الجمعيّة الماسونية وأصلها (فران ماسون) أي البنائين مأخوذة عن الأمم الغربية والملل الأجنبيّة ؛ ولا جرم أنّ جمعية مبدؤها خدمة الإنسانية وخطتها تعميم الأخوة والمساواة والحرية لا ترضى بأن يفتري بعضُ أفرادِها عليها الكذب قصدَ إغراء بعض الناس بنسبة دخول زيد وعمرو بها!
[size=25]وخلاصة القول إن الجمعية التي هي على يقين من طهارة وجدانها لا تحتاج لترغيب لأنها ترتقي بسنّة طبيعيّة ؛ وعليه فإنّا نحذّر كل من يتشدَّقون بنسبة انتظام الأمير بسلك الجمعيّة الماسونية أن يرجِعوا عن غِيّهم أو أن يأتوا لنا ببرهان من البراهين الآنفة [/size]{قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}.
ابن الأمير
محمد سعيد)).انتهى

فسبحان الله العظيم ، الأستاذ أباظة أحال إلى مرجع فيه نصٌّ قاطع كتَبَه حفيد الأمير عبد القادر ، ينفي فيه بشدّة وتَحَدٍّ دعوى انتساب الأمير إلى الجمعيّة الماسونية ، وهذا المقال نُشِرَ بتاريخ رمضان 1329هـ أي بعد وفاة الأمير بتسع وعشرين سنة!!وقبل مئة سنة من يومنا هذا!!!
لقد تحدّاهم الأمير سعيد أن يبرزوا شيئًا من الأدلّة المادية ولكنّهم لم يفعلوا!
إذن عندما ادّعى بعض الماسون انضمام الأمير إلى جمعيتهم لكي يرغّبوا الآخرين بالانضمام إليها، في الوقت الذي لم تكن فيه الماسونية تُهمةً ، تصدى لهم حفيد الأمير ونفى مزاعمهم ، ونشرت المجلات هذا النفي في حينها. وانتهت القضيّة ، فلماذا نجد اليوم ـ وبعد مئة سنة من ذلك النفي ـ بعض الناس يعيدون الحديث في القضية بعدما انكشفت الماسونية وصارت تهمة؟!

وأرجو أن تلاحظوا معي التباين والاضطراب في قضيّة اجتماع الماسون بالأمير وعرضهم عليه الانضمام إليهم. فتارة يقولون إن ذلك حدث قبل 1860 ، وتارة يقولون إنه حدث سنة 1864 ، وتارة يقولون إنه حدث سنة 1869؛ وفي مقال الأمير سعيد أثبتَ أنّ ذلك حدث سنة 1869!! وكذلك الأمر فيما نقله السيد بدر الدين عن عمّه الأمير!
ومحلُّ تعجّبي من فعل الأستاذ أباظة أنّه أورد خبر لقاء الماسون بالأمير في متن كتابه ولم يُعلّق عليه بشيء مع أنه مطلعٌ على مقال الأمير سعيد . فما فائدة إيراد مثل هذا الخبر دون بيان قبول الأمير الانضمام أو لا؟!
على كل حال المهم أنه ظهر للجميع تهافت شبهات المروّجين لقصة انضمام الأمير إلى الماسونية .

ـ وبعد المقال الذي كتبه الأمير سعيد متحديًا فيه الذين يدّعون انتساب الأمير إلى الماسونية ، خمدت أصوات أولئك الأشخاص .
طبعًا الشعوب العربية المسلمة بعلمائها وعامّتها لم تكن تلتفت إلى تلك الدعاوى فسُمْعَةُ الأمير عبد القادر عندهم من أصفى ما يكون لا يُعكّر صفوها تشويش المشوّشين!

ولكن بعد نكبة العرب والمسلمين سنة 1948م بسلخ جزء كبير من فلسطين عن جسم الأمّة ، وبعد نكستهم سنة 1967م وخسارة ما تبقى من أرض فلسطين، وبعد توالي الهزائم وانحطاط الأمّة وضياع كرامتها ، بدأت تظهر في طائفة من أبنائها أعراضٌ لمرض نفسي خطير ، مرض يسبب لصاحبه الشلل ، إنه مرض الانهزام النفسي الكُلّي ، وبعد استحكام الشعور بالهزيمة عند المصاب بهذا المرض يلجأ إلى إيجاد الأعذار التي سيتّكئ عليها ، وبعد تراكم عدد كبير من تلك الأعذار عند أولئك المصابين تكوّنت لديهم نظرية صارت تُعرف فيما بعد بنظريّة المؤامرة! وأيّ مؤامرة؟ إنها بزعمهم مؤامرةٌ أحْكَمَ نسج خيوطها وحياكتها حكماءُ صهيون، وتقوم على تنفيذها الحكومة الخفيّة أو الجمعيّة الماسونيّة ، فكلّ ما يجري في العالم إنما هو بتدبيرهم وإرادتهم!!(زعموا) لأنّ كل رؤساء العالم ماسون وكل موظفي هيئة الأمم ماسون ، وكل من يعارضهم يكون مصيره الهلاك ، لأنّ الماسون يعرفون كل شيء ويهيمنون على كل شيء!
سبحان الله! لقد صار الماسون وحكماء صهيون عند أولئك الناس كأنّهم آلهة يشركونهم مع الله! والعياذ بالله.
وبدأت هذه النظرية تأخذ مكانها في كتابات بعض المعتقدين بها أو المروّجين لها ، ثمّ تكاثرت مقالاتهم وصارت تغزو الصحف والجرائد اليومية ، وكَثُرَ الحديث عن هذه المؤامرة ورجالاتها والمنخرطون في سلكها ، أو الذين استُخْدِموا لتمرير خططها ، وبدأت التُّهم تُلقى جزافًا ولا رقيب ولا حسيب!
وساهمت بعض الجهات في تغذية هذا التوجّه وتدعيمه ، لأنها ستستفيد من رواج هذا الفكر واستقراره . وصحيح أنّ بعض الصحفيين يكتب عن الماسون وعمالتهم ، من باب تأثّره بنظرية المؤامرة وبرتوكولات حكماء صهيون. إلاّ أنَّ البعض الآخر كان يكتب من باب استغلال تلك النظرية! والسبب أنّ البعض سيستفيد من هذا الأمر في درء الشبهات عن نفسه وتحييد خصومه ، وصرف الأنظار عنهم ، وإقناع الناس بالواقع المرير!(4)
ومما ساعد أصحاب هذا التوجّه على ترويج نظريتهم ، أنّ بعض رجالات العرب والمسلمين انتسبوا إلى الجمعيّة الماسونية في وقت مضى ـ قبل تلك النكبات والنكسات ـ وأعلنوا انتسابهم إليها، وذلك لأنّه لم يكن هناك شيء ظاهر يبعث على الريبة فيها ، بل على العكس كان يُنظر إلى تلك الجمعيّة على أنّها أمرٌ حسن ، فهي تُنادي بالقيم الإنسانيّة وتدعو إلى مساعدة الآخرين وإلى النهوض بالأمم والرقي بها . هكذا كانت تروِّج لنفسها . وقد انضمَّ إليها في السابق أشخاص لا يُشك في نزاهتهم وصدق نيّاتهم ، وهذا جعل المنتسبين الجدد يشعرون بالارتياح.
ولكن بعد مدّة من انتسابهم أحسّوا أنّ وراء تلك الجمعيّة أغراضًا خبيثة مخفيّة لا يُمكن أن يرضوا بها، وأدركوا أنّ تلك الجمعية ستستفيد من انضمامهم إليها لتمرير شيء من أغراضها ، فما كان منهم إلاّ أن انسحبوا منها وانقطعوا عنها. بل أخذوا يحذِّرون منها ، ويكتبون لفضحها.

ولعلّ كتابات الدكتور عبد الجليل التميمي عن الأمير عبد القادر والماسونية ، كانت المصدر الثاني للصحفيين والمفتونين بالشأن الماسوني ، بعد كتابات جرجي زيدان وشاهين مكاريوس!!
وعبد الجليل التميمي كان ينقل أشياء عن بعض الكتّاب الغربيين ولكنه يصبغها فيما بعد بنظرته السوداوية للأشخاص! ومرَّ معنا في حلقات سبقت اعتماد التميمي على رسائل مزوّرة ـ سمحت السلطات الفرنسية له ولغيره بالاطلاع عليها وتصويرها!! ـ في الطعن بالأمير وموقفه من الحركات الانتفاضية في الجزائر بعد خروجه منها . وبيّنتُ وقتها التزوير المفتضح لتلك الوثائق ، وكذلك جهل الدكتور التميمي بالوثائق الحقيقية التي تُثبت عكس ما ادّعاه.
وبعد ذلك اعتمد عبد الجليل التميمي على كلام ووثائق "زافيني ياكونو" في دعم نظريته القائلة بانضمام الأمير إلى الماسونية! والوثائق المزعومة هي ثلاث رسائل موجّهة إلى الماسون وُضِعَ في نهايتها اسم الأمير عبد القادر وختمه!!وزعموا أنها بخط الأمير!! [بحث التميمي هو :الأمير عبد القادر الجزائري في السنوات الأولى من إقامته بدمشق]
وكتابات التميمي بهذا الخصوص غير علمية وغير موثّقة وهي تعكس رأيه ونظرته ونفسيّته وقد ضمّنها مواقفه القَبْلِيَّة من الأشخاص والأحداث! وعن التميمي نقل الصحفيون وهواة الماسونية تلك الرسائل واستنتاجات التميمي وزافيني منها!!
وأقول : لو كان التميمي والناقلون عنه في كتبهم يتحرّون الحقيقة لأمكنهم بمجرّد إلقاء نظرة سريعة عليها أن يقطعوا بأن تلك الرسائل ليست بخط الأمير حتمًا ، ولو قرؤوها وقرؤوا ما فيها من ألفاظ عامّية وإملاء لا يصدر إلاّ عن شخص أعجمي حديث عهد بتعلّم العربية ؛ لأيقنوا أنها ليست للأمير الذي يحفظ كتاب الله تعالى ، ويروي حديث رسوله صلى الله عليه وسلم ، وينظم الشعر وكتاباته مشهورة ومعلومة!
وقد صدرت دراسات علميّة تُبيّن زيف وبطلان هذه الرسائل. ومن أهم تلك الدراسات والوثائق تقرير الخبرة الفنيّة الذي أعدَّه الخبير المحلّف الأستاذ هشام الغراوي بتاريخ (21/جمادى الأولى/1420هـ = 1/9/1999م) الخاص بدراسة إحدى تلك الرسائل وهي الرسالة الموجهة إلى محفل هنري الرابع ، ظهرت في زمن متأخر، مضمونها شكر وثناء على جمعية المحفل وعلى أغراضها ودعاء لها ولأعضاء المحفل ، وكاتب الرسالة يقول إنه مندرجٌ معهم في الأخوية المحبوبة!
وقد تناولها الأستاذ الغراوي بالدراسة الفنية وكانت النتيجة أنها مزوّرة بكل وضوح!
يقول الأستاذ هشام الغراوي ؛ الخبير المحلّف بشؤون الوثائق : ((الوثيقة 4 تَبيَّنَ بالدراسة الفنية الكاملة عليها أنها مزوّرة أيضًا بكل وضوح في أسطرِها التسعة وختمِها وإمضائِها:
فالنصُّ خالٍ من الحمد بالأعلى (خلافًا لعادة الأمير فيما عهدناه في رسائله الصحيحة)، وجاءت الكتابة بالخط "الرقعي/المشرقي" من العصر التركي ، وبعيدٌ كل البعد عن الخط المغربي للأمير بأدلة كثيرة جدًّا ظاهرة بالعين المجرّدة ولا تحتاج إلى تفصيل بعد الذي سبق لنا بيانه ، وعدد هذه الأدلة يتجاوز "التسعة" بكثير ، وفي مقدمتها التركيب الإنشائي المخالف تمامًا لأسلوب الأمير بكتاباته الصحيحة ، فضلاً عن عدم معقولية ما فيها من كلامٍ مرفوض لا يُصدّق صدوره عن الأمير من حيث الدعاء لرجال الماسونية بأن يبلّغهم الله أقصى مرادهم (الذي كان مجهولاً في ذلك العصر، حينما لم تكن الماسونية قد انكشفت عالميًا على حقيقتها السرية الرهيبة) ؛ وهي مؤرّخة في 10آب (آغسطوس 1864 وتحمل خاتمًا جديدًا لم نرَ مثله في الوثائق الصحيحة (الثابتة على ختم واحد) .. وكأنّ الأمير رحمه الله كان يملأ جيوبه بمجموعة من الأختام .. ثم يتعمّد أن يختم كل وثيقة بخاتم خاص بها! .. ويمتاز الخاتم المنسوب للأمير بهذه الوثيقة ([size=25]4) بأنه محاط بإطار شبه دائري ، وبمثابة (out line) منتظم لا نجد له مثيلاً بالأختام الأخرى المزوّرة .. ولا الصحيحة!.)).انتهى[من التقرير الفني ص7ـ8][/size]

طبعًا هذا الكلام ينطبق على الرسالتين الأخريين. وبهذا يتبيّن سقوط هذه الشبهة وهذه التهمة.
(والأستاذ هشام الغراوي خبير في الخطوط والوثائق والمخطوطات ، وهو الخبير المحلّف بشؤون الوثائق لدى وزارة العدل السورية مدّة 28 سنة ، من 1952 إلى 1979م . ويقيم في "أنقرة" بتركية ، متفرّغًا للبحث العلمي بشأن المخطوطات والكتب العربية الأثرية ، وهو مرجعٌ لكثير من الباحثين يساعدهم في قراءة المخطوطات وفكّ المستعصي فيها).

والآن مع شبهة جديدة : فبعدما تهاوت وسقطت جميع الحجج التي ساقها متَّهمو الأمير بالماسونية، اضطروا إلى اللّجوء لأشياء أخرى ولو كانت بعيدة ، ولكن يمكن بتضافرها أن تخلق شكوكًا عند بعض الناس وتدعم حججهم الأولى!
قال الأخ محمد مبارك في (فك الشيفرة) : ((كما لجأ إليه فردينان ديليسبس للتوسط من أجل إقناع العثمانيين بمشروعقناة السويس ـ والذي جلب الاستعمار الانجليزي فيما بعد ـ ، و لذلك فقد كان الأميرعبدالقادر في طليعة المدعوين في الحفل الأسطوري الذي صنعه الخديوي إسماعيل في عام1869 م احتفالا بافتتاح القناة)).انتهى

أقول : ما هو مصدر هذا الكلام العجيب المخالف لما هو ثابت في المراجع الكبيرة التي تحدَّثت عن قصّة شق قناة السويس؟
إنّ في هذا الكلام عدّة مغالطات! أوّلها الزعم أنّ فردينان دوليسبس لجأ إلى الأمير عبد القادر لإقناع العثمانيين بمشروع القناة.
وهذا طبعًا غير صحيح البتّة ولا دليل عليه . والحقيقة أنّ دوليسبس لجأ إلى الأمير سعيد باشا ابن محمد علي باشا حاكم مصر. والقصّة هي أنّ محمد علي باشا كان على صلة بالدبلوماسي ماتيو دوليسبس المقيم في مصر ، وكان ابنه الشاب فردينان صديقًا للأمير سعيد ومعلّمًا له. ودوليسبس له قرابة من الإمبراطورة أوجيني ، وكان يعمل في القنصلية الفرنسية وكان أبوه من قبله قنصلاً في القاهرة، فكان دوليسبس وهو صبي يختلط ببيت محمد علي وعرف معظم الأمراء الذين حكموا مصر بعد ذلك، وكان الأمير محمد سعيد الذي صار بعد ذلك واليًا على مصر من خاصة أصدقاء دوليسبس. وسبب اختصاصه به أنّ محمد علي غضب عليه فنفاه إلى باريس فلمّا قصدها وجد بيت دوليسبس أهلاً وسهلاً ، فكان يصحب دوليسبس ويرافقه أينما ذهب.[ عن مجلة الهلال . ملخصًا عن مقالة للمستر كرابيتس القاضي الأمريكي في المحاكم المختلطة نشرها في مجلة "آسيا"]
وسبق أن عرض الفرنسيون مشروع القناة على محمد علي فلم يقبل به (خشية طغيان الماء على البلاد) ، وبعد سقوط حكم نابليون وعودة أسرة دوليسبس إلى فرنسة عانت الفقر والضعف . وعندما وصل الأمير سعيد باشا إلى سدّة الحكم وصار خديوي مصر ، أسرع فردينان دوليسبس وسافر إلى مصر والتقى بصاحبه القديم الأمير سعيد وعرض عليه مشروع شق قناة سويس ، فما كان من الخديوي سعيد إلاّ أن وقّع وثيقة امتياز حفر القناة لدوليسبس وذلك سنة 1854م! (الأمير عبد القادر كان في ذلك الوقت مقيمًا في تركية بعد سنة من إطلاق سراحه). وبعد ذلك بسنوات أقرَّ السلطان العثماني الامتيازَ الممنوح لدوليسبس.
المدير
المدير
مؤسس المنتديات
مؤسس المنتديات
عدد الرسائل : 4124
نقاط : 5640
السٌّمعَة : 38
تاريخ التسجيل : 31/05/2008
http://mostaghanem.com

 الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Empty رد: الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد

السبت 28 أغسطس 2010, 10:38
وبكلامٍ جامع يقول المؤرّخ الكبير محمود شاكر : ((وما إن تولّى ـ محمد سعيد ـ حتى عرضَ عليه صديقه المهندس الفرنسي فرديناند دولسبس مشروع قناة السويس فأعطاه امتياز ذلك ، ودولسبس ابن قنصل فرنسة في الإسكندريّة وصديق محمد سعيد منذ الطفولة ، غير أن هذا المشروع قد لقيَ معارضةً واسعة من قِبل الدولة العثمانية على اعتبار أن مصر ولاية منها ، وشجّع على ذلك الرفض الإنكليز الذين يخشون من النفوذ الفرنسي في مصر ، على حين تريد فرنسة بحصولها على هذا الامتياز أن يزداد نفوذها وتصبح المشرفة على طريق الهند . إلاّ أنّ نابليون الثالث إمبراطور فرنسة قد أيّد هذا المشروع بصورة تامّة ، ومشى وراءه بكل إمكاناته ، وحصل في النهاية على موافقة الخليفة)).انتهى[التاريخ الإسلامي 8/498]

والعجيب في كلام الأخ صاحب (فك الشفرة) أنّه جعل مشروع شق القناة تهمةً لأنّه كان سببًا في رأيه للغزو الإنكليزي!!

مع العلم أنّ سبب التدخل الأجنبي في شؤون الحكم بمصر ، والذي تلاه فيما بعد الغزو البريطاني ،لم يكن بسبب القناة وإنّما كان سببه تبذير وضخامة الإنفاق من الخزينة ، الذي مارسه الخديوي إسماعيل، وبدأ بالاستدانة من البنوك الغربية بفوائد ربوية فاحشة ، واضطر إلى بيع أسهم مصر من القناة فاشترتها إنكلترا ، وأصبح لها النفوذ القوي في مصر وازدادت الديون على مصر ، وبدأت الدول الأوربيّة تطالب بديونها ، فبدأ التدخل الإنكليزي بشؤون الحكم في مصر إلى أن انتهى بالغزو والاحتلال. [راجع تفاصيل الموضوع في التاريخ الإسلامي الجزء الثامن من ص500 إلى ص507].

وبفَرْض أنّ الأمير عبد القادر توسّط عند السلطان للقَبول بهذا المشروع ، فلماذا يرى البعض أن ذلك أمرٌ قبيح أو تهمة؟!
مصر كانت ولاية عربية مسلمة يحكمها مسلمون تابعون للسلطان العثماني ، فما المانع من إقامة مشروع قناة سويس الذي سيحسّن أوضاع تلك البلاد ويدرّ عليها المال؟! وهل إذا طمع الأعداء فيها بسبب مزايا تلك القناة، يعني عدم صحّة الشروع بها؟! لقد غزت الجيوش الفرنسية مصر واحتلتها قبل شق تلك القناة ، ثم تحررت البلاد ورجعت إلى أهلها ، وبعد ذلك غزتها الجيوش البريطانية ، وعادت وتحررت ، ومن حينها إلى اليوم مصر تنعم بالوارد المالي الضخم الذي تدرّه عليها تلك القناة، وتتبوّأ مكانةً عالمية مميزة بسبب ذلك.
على كل حال إن أوّل من تحقق على يديه شق قناة تصل بين البحر المتوسط والبحر الأحمر هو سنوسرت الثالث أحد فراعنة السلالة الثانية عشر (2000ـ1800 قبل الميلاد) ، ولمّا حكم ملك الفرس داريوس مصرَ سنة 510 قبل الميلاد أدخل على تلك القناة تحسينات كبيرة ، وفي سنة 285 قبل الميلاد أعاد حفر القناة كلها بطلميوس الثاني، وفي سنة 98 قبل الميلاد أعاد الرومان استعمال القناة بعد أن أُهملَت في أواخر عهد البطالسة.[الموسوعة العربية 11/364]
وأمّا في عهد المسلمين فتذكر الموسوعة العربية أنه : ((لمّا فتح العرب المسلمون مصر ، ووُلِّي عليها عمرو بن العاص (641ـ644م) ، خطر له أن يحفر قناة تصل مباشرة بين البحرين المتوسط والأحمر، وتشقّ السهل المنبسط القليل الارتفاع ، الممتد جنوبي "فرما" ، وهي مدينة كانت قائمة على مقربة من موقع بور سعيد الحالي . ولكن الخليفة عمر بن الخطّاب عارض هذا المشروع ، إذ جاء من يُنبّهه إلى أنّ شق البرزخ يُعرّض مصر كلها لطغيان مياه البحر الأحمر ، فأمر الخليفة بالاكتفاء بإعادة قناة الرومان القديمة ، لكي يتسنّى للسفن السفر إلى الحجاز واليمن والهند ، وبذلك أعاد العرب قناة الرومان إلى الملاحة من الفسطاط إلى القلزم ، في أقل من ستة أشهر (القلزم هو اللفظ العربي لاسم السويس القديم كليسما).
وقد سمّيت هذه القناة بقناة أمير المؤمنين ، واستُخدمت زهاء 150سنة ، لتنشيط التبادل التجاري بين البلاد العربية وأنحاء المعمورة كافة ، وخاصة لنقل الحجاج إلى بيت الله الحرام ، على أن الخليفة العبّاسي أبا جعفر المنصور أمر بردمها في نهاية القرن الثامن ، كيلا تستخدم في نقل المؤن إلى أهل المدينة الذين تمرّدوا على سلطته ، فتعطّلت بذلك الصلة مع البحرين مدة أحد عشر قرنًا.
وفي أثناء إقامة الفرنسيين في مصر ، إثر الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت ، درس المهندسون الذين رافقوا الحملة العسكرية ، النيل والبحر الأحمر وبرزخ السويس ، وبحث علماء الآثار عن بقايا الأقنية القديمة. ولم يكن من السهل على "دوليسبس" إقناع المسؤولين بفكرة فتح القناة ، بسبب المخاوف القديمة من طغيان مياه البحر التي كانت تراود أفكار الناس . واستمر دوليسبس في بذل مساعيه مستفيدًا من صداقته للخديوي محمد سعيد ، الذي أصدر فرمانًا في تشرين الثاني من عام 1854 يُعطي امتياز فتح القناة إلى دوليسبس ، وصدَّق الباب العالي امتياز القناة في تشرين الثاني 1858 ، وكانت مدة الامتياز 99 سنة.
ومع العقبات الكثيرة التي واجهت هذا المشروع ، فقد أمكن تدشينها في تشرين الثاني من عام 1869، وحضر الحفلة عدد من ملوك أوربا ، ومنهم الإمبراطورة أوجين زوجة نابليون الثالث وامبراطور النمسا وأمير بروسيا {ألمانيا}.
وبقيت القناة التي تمر عبر أراضي مصر ، والتي حفرتها أَيْدٍ عربية ، ملكًا لشركة السويس العالمية ، ومركزها باريس إلى أن أممتها الحكومة المصرية في 26 تموز 1956 {يعني قبل نهاية الامتياز بـ 12سنة}، فغدت شركة مصرية (عربية) وطنية)).انتهى[الموسوعة العربية 11/365]

إذن هذه قصّة قناة سويس ؛ وألفت انتباه القارئ إلى أنّ بعض الكتّاب يذكرون في كتاباتهم أنّ دوليسبس صديقٌ للأمير عبد القادر! وهذا خطأ أيضًا ، ولعلّ السبب في ذلك أنهم أثناء قراءتهم لتاريخ مصر في عهد محمد علي وابنه الأمير سعيد ، يكثُرُ الحديث عن الأمير وصديقه دوليسبس! ثم يأتي الحديث عن قناة سويس وعن حضور الأمير عبد القادر. فينصرف ذهنهم إلى أنّ المقصود بصديق دوليسبس هو الأمير عبد القادر مع أنّ المقصود هو الأمير سعيد باشا كما هو ظاهر في جميع النقول التي سقتها.
والعجيب من أولئك الكتاب إطلاقهم هذا الوصف (صديق الأمير) على بعض الأشخاص! فهل كل من يراسله الأمير أو يتصل به لسبب أو لآخر يكون صديقًا له؟ وكلمة صديق يستعملها العرب لدلالة معيّنة بخلاف الدلالة التي يريدها الأوربيون!

ولمزيدٍ من البيان أقول : إنّ معرفة الأمير بدوليسبس كانت بعد قناة السويس ، فبعد افتتاح هذه القناة ونجاحها والثناء العالمي عليها ، تحمّست فرنسة لإنجاز مشروع "البحر الداخلي الإفريقي" الذي يشتمل على أجزاء كبيرة من الأراضي التونسية والجزائرية ، وذلك في عقد السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن التاسع عشر ، ويقع حوض هذا البحر في المنطقة المحصورة بين خليج فابس على الساحل التونسي شرقًا ، وجبال أولاد نايل وهضبة ميزاب غربًا ، وجبال الأوراس والنمامشة وتبسّة والظهر التونسي شمالاً ، وجبال مطمامة والهقّار جنوبًا . ولكن سكّان تلك الأراضي ترددوا في قبول هذا المشروع وعارضوه ، لأنّ البحر المفتوح سيغمر قراهم وأراضيهم ، فلجأ أصحاب هذا المشروع ، وعلى رأسهم دوليسبس ، إلى الأمير عبد القادر الجزائري وتَرَجَّوْهُ أن يكاتب أهالي وسكّان تلك المناطق ليقنعهم بفائدة المشروع. وليس ذلك لأن دوليسبس والحكومة الفرنسية أصدقاء للأمير كما يزعم البعض! وإنما لما يعلمه هؤلاء من المكانة العظيمة والمنزلة الرفيعة التي للأمير عند شعبه في الجزائر ومدى تأثيره فيه ، على الرغم من كل الحواجز التي وضعتها واختلقتها فرنسة بين الأمير وشعبه!.
فلمّا اقتنع الأمير بجدوى هذا المشروع وما سيجلبه لبلاده من الخيرات الكثيرة في مستقبله المنظور ـ لأنّ الاحتلال الفرنسي لبلاده لن يدوم بل سيزول ـ كتبَ رسالة وأرسلها إلى الجزائريين يحثّهم فيها على تأييد هذا المشروع، وأوضح لهم الأهميّة التي ستنجم عن إنجاز هذا البحر ، ودعَمَ آراءه بآيات من القرآن الكريم ، وبأحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
ولكن عندما اطلع بعض الناس (من أصحاب فكر الاتهام والتشكيك في سلف الأمّة) بعد قرابة قرنٍ من وفاة الأمير على رأيه في المشروع أسرعوا وأطلقوا أحكامهم المنتقدة للأمير على موقفه هذا.
وقد تأثّر بعض الباحثين بهذه الانتقادات وبما كانت تروّجه بعض الكتابات الفرنسية ، ولكنه سرعان ما استدرك الأمر وصدع بالحق.
وأقصد بهذا المؤرّخ الأستاذ الدكتور يحيى بو عزيز رحمه الله، الذي تعرّض لموضوع البحر الداخلي بالدراسة والبحث في عدّة رسائل ومحاضرات ثمّ جمع مضمونها في كتابه (مع تاريخ الجزائر في الملتقيات الوطنية والدُّولية) ومنه نقلتُ الموضوع ؛ يقول الدكتور يحيى بو عزيز معلّقًا على مراسلة الأمير للجزائريين بخصوص المشروع : ((.. وراسلهم وذلك مما يدل على بعد نظره وتفهّمه ، وإدراكه للأهمية الاقتصادية لهذا المشروع الضخم ، رغم أنه كان بعيدًا عن الميدان ، وليس صاحب اختصاص في الموضوع. وقد نشرنا عن هذا الموضوع دراسة وثائقيّة بمجلّة الأصاله انتقدنا فيها موقف الأمير ، ثمّ لمَّا تعمّقنا في الموضوع بالبحث والدراسة اكتشفنا أنه على حق ، فصححنا ذلك في الملتقى الثالث عشر للفكر الإسلامي بـ "تامنراست" عندما تناولنا هذا الموضوع بالبحث والدراسة من جديد)).انتهى[(مع تاريخ الجزائر) ص235]
رحِم الله الأستاذ بو عزيز ؛ وهذا الموقف منه يدلّ على حرصه وتمسّكه بالحق ، وسرعة رجوعه عن الخطأ بمجرّد ما لاح له الحق. وهذا هو دأب المنصفين والمتّقين من علماء المسلمين.
وقد أَسِفَ الدكتور يحيى بو عزيز على عدم إنجاز مشروع البحر الداخلي وتمنّى لو يُعاد النظر فيه اليوم ، فقال: ((إن مشروع هذا البحر الداخلي الإفريقي ، عظيم الأهمية ، كثير الفوائد والمزايا ويا حبّذا لو يُعاد التفكير في إنجازه مرة أخرى بعد أن تحررت شعوب المنطقة من الاستعمار الأوربي . فتسعى كلٌّ من تونس والجزائر ولربما ليبية ، لدراسته من جديد وفقًا للتطورات العلمية والتقنية الحديثة . وتعمل على إنجازه بواسطة الخبرة الدولية ، ورؤوس أموال الدول البترولية العربية الغنية التي تملك أرصدة ضخمة في البنوك الأجنبيّة الأوربيّة ، والأمريكية ، ولربما اليابانية كذلك.
إن هذا البحر ، رغم ما سيغمره من أراضٍ وقرى عمرانية كثيرة ، ستكون له آثار ونتائج إيجابيّة على مستقبل الصحراء وسكانها في الآماد البعيدة . لأنه سيقضي على الجفاف الحاد والعزلة الشديدة والتخلّف الفظيع . ويسمح للأساطيل البحرية أن تصل إلى أعماق الصحراء لإفراغ وشحن حمولاتها المختلفة ، وإيصال مرافق الحضارة إلى السكان العزّل بسهولة ، وييسر الاتصال بين أعماق الصحراء والعالم الخارجي.
وإذا ما أنجز هذا البحر الداخلي ، فإنه سيضاف إلى قائمة المنجزات العملاقة للجزائر ، وجيرانها من بلدان الشمال الإفريقي ، وسيقضي على خرافة التفوق الأوربي كذلك ، ويفتح المجال على مصراعيه للرأسمالية العربية لتستثمر في مشاريع التنمية الاقتصادية العربية الإسلامية ، بدلاً من استثمارها في مشاريع الأغنياء المترفين في أوربا وأمريكا ولربما اليابان)).انتهى[(مع تاريخ الجزائر) ص88]

فرحمة الله على الدكتور يحيى بو عزيز ، ورحمة الله على الأمير عبد القادر!

أمّا الشبهة قبل الأخيرة التي أثارها بعض الناس حديثًا حول الأمير فهي حقًا من أعجب الشُّبَه!!
ألا وهي النجمة السداسية الموجودة في شعار الختم الذي تُختم به بعض أوراق الأمير. وقد زعموا أنه ختم الأمير الخاص.
أقول : إنّ هذا الختم الذي يتحدّثون عنه ليس ختمًا خاصًّا بالأمير ، وإنما هو ختم الإمارة والدولة! وكانت الأوراق الرسمية (كالمعاهدات والمراسيم) تختم به في أعلاها ، وهو دائري الشكل مكتوب في محيطه البيت المشهور من قصيدة البردة للبوصيري :
((ومن تكن برسول الله نصرَتُه *** إنْ تَلْقه الأُسْد في آجامها تجِمِ)) وفي وسط الختم يوجد نجمة سداسية مرسومة بخطوط متقاطعة كتب في كل رأس من رؤوسها المثلّثة، على التسلسل ((الله ، محمد، أبو بكر ، عمر ، عثمان ، عليّ))؛ وفي وسط النجمة يرتسم الشكل المسدس المشهور لخلية النحل وكُتِب في وسطه : ((الواثق بالقوي المتين ، ناصر الدين ، عبد القادر بن محيي الدين))

وقد نصّ المؤرخون على كون هذا الختم خاصًّا بالإمارة الجزائرية [انظر على سبيل المثال كتاب (المقاومة الجزائرية تحت لواء الأمير عبد القادر) لإسماعيل العربي ص221].
وهذا الختم صنع سنة 1832م يعني قبل قيام إسرائيل بـ (116) سنة!
واليهود لم يتخذوا النجمة السداسية شعاراً لهم إلاّ بعد تأسيسهم لدولتهم المسخ!
وأمّا الماسون قبل الكيان الصهيوني فكان في شعاراتهم النجمة الخماسية وما زالت!
فكان على مثيري هذه الشبهة أن يتّهموا كل مَنْ في شعاره أو ختمه أو علم بلاده أو نقوشه ورسومه نجمة خماسية أنه ماسوني! لأنّها شعار للماسونية منذ نشأتها إلى اليوم بخلاف السداسية. وطبعًا هذا ضربٌ من الجنون أيضًا!
يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري : ((من رموز الماسونية: المثلث، والفرجار، والمسطرة، والمقص، والرافعة، والنجمة الخماسية، والأرقام 3 و5 و7)).انتهى[موسوعة اليهود 5/380] ؛ ولم يذكر النجمة السداسية.
والنجمة السداسية هي شكل هندسي مشهور وكان يُعدُّ شعارًا لشمال إفريقية ، ويمكن للناظر أن يجده منقوشًا أو مرسومًا في الكثير من الأبنية القديمة الباقية في الجزائر أو المغرب أو تونس ومصر...
وكذلك يمكن أن يراه في الأبنية العثمانية الموجودة في شمال إفريقية أو في المشرق أو في تركية.
وعندنا هنا في دمشق نرى النجمة السداسية موجودة في معظم الأبنية العثمانية كالمساجد أو التكايا، وهي ظاهرة بوضوح ولونها أسود . هذا عدا النجمات السداسية المتشكلة من الرسوم والنقوش الهندسية المعروفة بـ (خط النقش العربي) والتي تظهر بوضوح في قطع الأثاث المصنوع من "الموزاييك" وكذلك في الجدران والأسقف الخشبية التي تزين بها الأبنية الفخمة .
وأكثر من ذلك: فإن كل أحد يستطيع أن يرى النجمة السداسية المفردة بكل وضوح على مآذن الجامع الأموي بدمشق ؛ والذي بناه الأمويون قبل ثلاثة عشر قرنًا!!
وإنّ بعض ملوك وسلاطين المغرب وعلمائه أيضًا ، اتّخذوا لأنفسهم أختامًا شخصيّة شعارها النجمة السداسية ، وهذا قبل عصر الأمير عبد القادر. والناظر في كتب التراجم المصوّرة يقف على بعض هذه الأختام والشعارات. وأضرب لكم مثالاً على ذلك ، الختمَ الخاص لسلطان المغرب سليمان بن محمد ويمكن رؤيته في موسوعة "الأعلام" للزركلي. وإليكم ترجمة هذا السلطان:
قال الزركلي: ((المولى سليمان (1180- 1238 هـ = 1766- 1822م) سليمان بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل، أبو الربيع، الشريف العلوي: من سلاطين دولة الأشراف العلويين في مراكش.
بويع بفاس سنة 1206هـ ، بعد وفاة أخيه المولى يزيد. وامتنعت عليه مراكش، فزحف إليها سنة 1211هـ ، فبايعه أهلها.وأقام فيها مدة ثم استوبأها، فانتقل إلى مكناسة، وتوفي بمراكش.
كانت أيامه كلها أيام ثورات وفتن وحروب، انتهت باستقرار الملك له، في المغرب الأقصى.
وكان عاقلاً باسلاً، محبًا للعلم والعلماء، له آثار في عمران فاس وغيرها، قال الكتاني: كان من نوادر ملوك البيت العلوي في الاشتغال بالعلم وإيثار أهله بالاعتبار. له حواش وتعاليق على الموطأ والمواهب)).انتهى
وقال عبد الحيّ الكتاني في "فهرس الفهارس" مترجمًا له: (( الفقيه البياني النحرير الناسك، له حواش وتعاليق على الموطأ وشرحها للزرقاني والمواهب وغيرها، وحاشية عليّ الخرشي في مجلدين، حلاّه أبو التوفيق الدمنتي في فهرسته بـ "السلطان الجليل، العلامة النبيل، الشريف الأفضل، الحجة الأكمل".... وقال القاضي ابن الحاج في "الأشراف" : " كان لا يجالس إلا الفقهاء، ولا يبرم أمراً من أمور مملكته إلا بعد مشاورتهم ولا يقبل منهم إلا النص الصريح، ويبالغ في الثناء عليهم وتعظيمهم وصلتهم ومودتهم وتفقد أحوالهم وأحوال كل من له صلة بهم"اهـ. وكان له اشتغال بقراءة التفسير والحديث غريب، انقطع لذلك وعكف عليه)).انتهى

ولم يكن أحد في السابق ينفر من هذه النجمة أو يستهجن وجودها قبل قيام دولة إسرائيل وجعلهم تلك النجمة شعارًا لهم . ومع ذلك فإنّ اليهود يرسمون شعارهم على شكل مثلثين متداخلين غير متحدين فيظهر الشكل يشبه النجمة السداسية .
وأمّا الماسون فهم لا يتخذون من النجمة السداسية شعارًا لهم وإنما شعارهم الفرجار والزاوية القائمة، وهم يرسمونه بحيث تتداخل الزاوية القائمة مع الفرجار فيظهر بشكل يشبه النجمة السداسية، وذلك لأنهم يرمزون بهذا الشكل إلى زعيمهم الذي يدعونه بـ "مهندس الكون الأعظم"
فليس من المقبول عقلاً أن يُقال إن دولة الأمير اتخذت رسم النجمة السداسية ضمن خاتمها الرسمي تشبّهًا باليهود أو تقليدًا لهم . واليهود لم يتخذوا ذلك الشعار إلاّ بعد أكثر من قرن من تصميم ختم الإمارة الجزائرية. ليس ذلك فحسب بل إن قائل ذلك لا يتهم الأمير وإنما يتهم كل الدولة الجزائرية في ذلك الوقت : القواد العسكريين والوزراء والخلفاء والشيوخ والشعب عامّة.
وكل ما في الأمر أنه رسم هندسي لا علاقة له بأي جهة لا من قريب ولا من بعيد .
أمّا الأمير عبد القادر فاتخذ لنفسه خاتمًا شخصيًا يختم به رسائله أو إجازاته . وهو ختم دائري صغير مكتوبٌ فيه : (عبد القادر بن محيي الدين) وكان يختم به الرسالة في نهايتها آخر الصفحة ، بخلاف ختم الإمارة الذي يوضع في رأس الصفحة . وختم الأمير الخاص لا يوضع إلا في نهاية الرسائل أو الإجازات.

وأمّا آخر شُبهة وقفتُ عليها في اتهام الأمير، فهي ما ذكره الأخ صاحب"فك الشفرة" بقوله : ((كما قام بإنشاء مصرف دولي كان يموّل الطريق التي تربط ما بين دمشق وبيروت، ومن خلاله قام باستقبال أسرة آل روتشيلد اليهودية العالمية المُريبة "صانعة الملوك")).انتهى

أقول : هذا الكلام باطلٌ جملةً وتفصيلاً! وأنا لم أقف عليه في أي مرجع ولم أسمعه من أي شخص عارف مطلع ، وأوّل مرّة سمعت به كان على لسان الفرنسي"برونو إيتيان" في الفيلم المُغرض الذي بثّته وتبثّه القناة المشبوهة "العربية"! ويبدو أنّ الأخ محمد مبارك اعتمد عليه كسائر الأقوال التي اقتبسها من هذا الفيلم! وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وكل معطيات هذا الكلام مردودة بالوقائع الثابتة!
إنّ مهمّة إنشاء الطرق بين المدن والولايات والإنفاق عليها هي من صلاحيات الحاكم أو الوالي وبموافقة الباب العالي، ويُرصد لها ميزانيّة كبيرة ؛ فكيف يُنسب هذا المشروع ـ شق الطريق بين دمشق وبيروت ـ إلى الأمير عبد القادر الذي لا يحمل أي صفة رسمية في الدولة؟ ومن أين للأمير أن يموّل مثل هذا المشروع وهو يحصل على مرتب شهري من الحكومة الفرنسية ، وعطاءات من السلطان العثماني؟
وحقيقة الأمر أنّ الذي قام على مشروع الطريق بين دمشق وبيروت إنما هو "رشدي شرواني باشا" والي دمشق العثماني (من 1277 إلى 1280هـ تقريبًا) وفتحُ هذا الطريق يُعدُّ من منجزاته وآثاره. هذا ما تذكره المراجع التاريخية المتخصصة في هذا الشأن : قال أديب تقي الدين في "منتخبات التواريخ لدمشق" : ((ثم جاء رشدي شرواني باشا ، وهو من المطلعين على حقائق هذه البلاد ، لأنه كان في معيّة فؤاد باشا بعمامة بيضاء سالكًا سلوك العلماء ، وهو من أعضاء مجلس فوق العادة ، ومن المريدين لهذه البلاد الإصلاح والسعادة ، فانتفع به الوطن وحَمِدَ الناسُ أيّامَ ولايته ، وأبقى من الآثار الحسنة ما يستوجب عليه الثناء لأنه كان فخر الأمراء وعين العلماء . وكان متقلدًا لمنصب الصدارة ، وفي زمنه صار تشكيل الولايات ، وطريق "الشوسة" بين بيروت ودمشق)).انتهى [منتخبات التواريخ 1/269] ؛ و"الشوسة" اسم الشركة التي شقت الطريق.
المدير
المدير
مؤسس المنتديات
مؤسس المنتديات
عدد الرسائل : 4124
نقاط : 5640
السٌّمعَة : 38
تاريخ التسجيل : 31/05/2008
http://mostaghanem.com

 الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Empty رد: الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد

السبت 28 أغسطس 2010, 10:39
والقارئ لتراجم وسِيَر الولاة العثمانيين على مدينة دمشق يرى أنّ شق الطرق وإصلاحها وبناء المدارس ومدّ الأسلاك البرقية وبناء الجسور وغير ذلك إنما هو من مهامهم ، وتمويله يكون من خزينة الولاية! والدولة العثمانية كانت تستعين بشركات أجنبية إيطالية وألمانية وغيرها لإنجاز كثير من تلك المشاريع. (من بين تلك المشاريع إنشاء شبكة للاتصالات البرقية بين دمشق والمدينة المنورة).

ولكن الأمر العجيب الذي لا أدري كيف استساغه الأخ محمد مبارك أو غيره ممن خاض في هذا الموضوع ، هو زعمه أنّ الأمير أنشأ مصرفًا دوليًا للتمويل ومن خلاله استقبل آل روتشيلد!!


فإمّا أنه غاب عنه معنى مصرف دولي أو أنه غاب عنه ما معنى آل روتشيلد!
الأمير عبد القادر كان ميسور الحال ، هذا صحيح ، ولكن هذا لا يعني أنّه كان من عمالقة الرأسماليين بل ولا من صغارهم. فدخله الشهري يكاد لا يبقى منه شيء آخر الشهر فهو يخصص منه مرتبات ثابتة لعشرات العلماء ولأبنائهم وكذلك لأُسَر الفقراء وللأعمال الخيرية ، وطبعًا لأسرته وعائلته ، وتحدّثنا بشيء من التفصيل عن وضعه المالي في حلقات سبقت فيمكن الرجوع إليها.
كانت تأتيه السندات المالية (الكمبيالات) بمرتبه الشهري، ويقوم ببيعها إلى صرّاف في بيروت وكانت قيمة السند تساوي (12,375) فرنك فرنسي!!
فرجل هذا هو دخله الشهري ، كيف يمكن له أن يؤسس مصرفًا دوليًا أو يموّل مشروعًا بملايين الفرنكات؟! (وللفائدة فإن تَرِكَة الأمير المالية ليس فيها مصارف ولا بنوك ولا أموال نقدية كبيرة ، وإنما هي دُوْرُه وأراضيه)

أمّا آل روتشيلد : ((فهم عائلة من رجال المال ويهود البلاط الأوربي الذين تحوَّلوا بالتدريج إلى رأسماليين من أعضاء الجماعات اليهودية. واكتسب نيثان ماير روتشيلد مكانة مرموقة في عالم المال أثناء الحروب النابليونية حيث ساهم في تمويل إنفاق الحكومة الإنجليزية على جيشها في أوربا، واستعان في ذلك بأخيه جيمس روتشيلد المقيم في فرنسة، كما ساهم في تمويل التحويلات البريطانية إلى حلفائها في أوربا. وقد استطاعت عائلة روتشيلد، خلال تلك الفترة، تدبير ما يقرب من 100 مليون جنيه إسترليني للحكومات الأوربية. وبعد الحرب، كانت هذه العائلة هي الأداة الرئيسية في تحويل التعويضات الفرنسية إلى الحلفاء وفي تمويل القروض والسندات الحكومية المخصصة لعمليات إعادة البناء. وأكسبته هذه المعاملات المالية مكانة متميِّزة في جميع أنحاء أوربا ودعمت مركز مؤسسته كواحدة من أبرز المؤسسات المالية الأوربية في تلك الفترة.
ولـ "ليونيل روتشيلد" أعمال مالية شهيرة : من بينها تدبير قرض قيمته 16 مليون جنيه لتمويل حرب القرم (التي خاضتها الدولة العثمانية مع حلفائها بريطانيا وفرنسة لمواجهة روسيا). كما قدم ليونيل التمويل اللازم لدزرائيلي رئيس وزراء بريطانيا، الذي كانت تربطه به صداقة وثيقة، لشراء نصيب مصر في أسهم قناة السويس عام 1875، وهي عملية تمت في كتمان وسرية تامة بعيداً عن الخزانة البريطانية، ولم يُبلَّغ البرلمان البريطاني بها إلا بعد إتمامها. ولا شك في أن مساهمة بيت روتشيلد في تقديم القروض للخديوي إسماعيل ولأعيان مصر، وما تبع ذلك من تَضخُّم المديونية المالية لمصر، ثم ما جر ذلك وراءه من امتيازات أجنبية ثم تَدخُّل بريطاني في آخر الأمر بحجة الثورة العرابية، كل ذلك تم في إطار المصالح الإمبريالية الرأسمالية التي كانت تسعى لفصل أهم أجزاء الإمبراطورية العثمانية عنها تمهيداً لتحطيمها وتقسيمها.
وقد اشترك ليونيل روتشيلد أيضاً في إقامة السكك الحديدية في فرنسة والنمسا ....
وأما جيمس ماير دي روتشيلد فكان مقرباً لملك فرنسة لويس فيليب حيث تولى إدارة استثماراته المالية الخاصة، كما قدَّم قروضاً عديدة للدولة. كما شارك مدة طويلة من عمره في رسم السياسة الخارجية الفرنسية. وفي أعقاب ثورة 1848، استمر بيت روتشيلد في تقديم خدماته المالية وقام بتدبير القروض لنابليون الثالث....
وشارك بيت روتشيلد في تمويل الجيوش والحروب، وفي تسوية التعويضات والديون، وفي تمويل مشاريع إعادة بناء ما دمرته الحروب وفي تقديم القروض للعديد من الملوك والزعماء، وفي تمويل المشاريع والمخططات الاستعمارية والتي كان المشروع الصهيوني في فلسطين في نهاية الأمر يشكل جزءاً منها)).انتهى[باختصار من موسوعة اليهود للمسيري 3/88]

إذن فآل روتشيلد كانوا يموّلون الحروب والجيوش والمشاريع الضخمة في أوربة ، وكانت الدول العظمى كبريطانية وفرنسة تقترض من بنوك آل روتشيلد عشرات الملايين من الجنيهات ، وبلغت بعض القروض الممنوحة لعدة حكومات أوربية مئة مليون جنيه إسترليني ، وكانت مصر ترزح تحت وطأة ديونها العائدة لمؤسسات روتشيلد ، بل إن الدولة العثمانية ترتبت عليها ديون كبيرة لبنوك آل روتشيلد! فكيف صدّق الأخ صاحب "فك الشفرة" بأن الأمير يمكن أن يؤسس مصرفًا دوليًا، يستقبل من خلاله أسرة آل روتشيلد؟! والأمير كان يحصل على مرتبه من نابليون الثالث الذي كان يقترض لدولته من مؤسسة آل روتشيلد!!!
وللفائدة أذكره بأنّ توجهات أسرة آل روتشيلد في حياة الأمير عبد القادر لم تكن صهيونية!
يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري : ((ومن الجدير بالذكر أن عائلة روتشيلد، مثلها مثل غيرها من عائلات أثرياء اليهود المندمجين في المجتمع البريطاني، كانت في البداية رافضة لصهيونية هرتزل السياسية بسبب تَخوُّفهم مما قد تثيره من ازدواج في الولاء، وهو ما يشكل تهديداً لمكانتهم ووضعهم الاجتماعي. وقد ساهمت العائلة في تأسيس "عصبة يهود بريطانيا المناهضة للصهيونية". لكن هذا الموقف تبدَّل فيما بعد حيث تبيَّن أن وجود كيان صهيوني استيطاني في المشرق العربي يخدم مصالح الإمبراطورية البريطانية، وذلك إلى جانب أن الصهيونية كان يتم تقديمها في ذلك الوقت كحل عملي لتحويل هجرة يهود شرق أوربا إلى فلسطين بعيداً عن إنجلترا وغرب أوربا)).انتهى[موسوعة اليهود 3/89 ـ90] ؛ توفّي الأمير ، وهرتزل عمره عشرون سنة!

وختامًا أقول: أرجو أن أكون قد وفّقت في رد الشبهات المثارة حول شخص الأمير عبد القادر الجزائري ، تلك الشبهات التي ما كان لها أن تجد مجالاً للقَبول أو الانتشار لو أنّ المتلقّين لها كانوا على شيء من الاطلاع أو المعرفة بتاريخ تلك الحقبة ، فضلاً على تاريخ الأمير عبد القادر وسيرته ، أو أنّهم تريّثوا وتبيّنوا قبل أن يقبلوها ويروّجوا لها.
وللَّذين يريدون معرفة سيرة الأمير عبد القادر الجزائري أقول: إنّ هذه الحلقات ليست السبيل إلى ذلك ، فأنا في هذه الحلقات كنتُ معنيًّا ببحث الشبهات والتهم ثم معالجتها وردّها . ولم أتطرّق إلى سيرة الأمير إلاّ عَرَضًا ولضرورات البحث. وإنما السبيل إلى ذلك هي قراءة الكتب والمراجع المتخصصة في هذا الشأن. وليس من ترجمة وسيرة الأمير التي تنشر في الإنترنت ويتناقلها الجميع وينشرونها في منتديات ومواقع كثيرة ، وهي ترجمة غير دقيقة بل فيها الكثير من الخلل ، ومع ذلك فهي لا تتعرض لتفاصيل سلوك وأخلاق ومبادئ الأمير. ولعلّي في القريب إن شاء الله أضع لكم ترجمة عن حياة هذا الرجل من المراجع الموثوقة تُبيّن بوضوح خصاله وشمائله.
وكنت أود أن أتطرّق إلى كشف حقيقة بعض الكتب التي تعرّضت للحديث عن الماسونية والتحذير منها وأورَدَت أسماء بعض رجالات العرب والمسلمين ضمن المنتسبين إليها في محاولة للتشهير بهم! ولكن أرجأت هذا إلى وقت آخر خشية التطويل.
بقي أمر وهو أنني سأنهي قريبًا بحثي في كتاب "المواقف" وديوان الأمير ، وسيأتيكم في رسالة مستقلة في أقرب فرصة إن شاء الله.
والحمد لله أولاً و آخرًا ، وأشهد ألا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله ، وأستغفر الله العظيم من كل خلل أو زلل. {ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم}
المسلم
المسلم
عضو خبير
عضو خبير
عدد الرسائل : 687
العمر : 43
الموقع : بورسعيد
البلد :  الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Female31
نقاط : 1007
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 01/07/2010

 الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Empty رد

السبت 28 أغسطس 2010, 13:40
بارك الله فيك اخى المدير
ولينعم ذلك الاميرالمجاهد فى قبره لقد وجد بعد مماته من ابناء وطنه من يدفع عنه الشبهه وقد اطمان قلبى الان على منهج الامير وعقيدته
فبارك الله لنا فيك
ونفع الله بالمسلمين علمك
وشكرا للجميع قاسم والعجيسى والمدير على مرورهم الكريم
وللعلم اقسم لك انا لا اخذ العلم ولا المعلومه الا من الكتب المحققه لا من الانترنت لانى اود ان اتعلم لا اضل نفسى وسبق ان اخبرت الجميع انا احب الامير منذ صغرى واكاد اجزم ان من بين الشباب الجزائرى من يجهل قيمه الامير او لم يعرفه الا عندما كبر وللعلم انا مسكت الكتاب بيدى وكان من تاليفه والله يشهد على
والحمد لله انا مستريح الان لكل ما جئت سيدى المدير به

javascript:emoticonp(' الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  535929')javascript:emoticonp(' الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  976642')
وجزاك الله خيرا
avatar
عثمان ياسين
عضو جديد
عضو جديد
عدد الرسائل : 1
العمر : 70
البلد :  الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Female56
نقاط : 1
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/01/2011

 الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد  Empty رد: الامير عبد القادر الجزائرى ماسونى النزعه و الاعتقاد

الأربعاء 26 يناير 2011, 14:56
أخي الفاضل المدير
كم أسعدني ما تفضلتم به عن سيرة الأمير, و الذي قادني بحثي عن الامير الى معرفة موقعكم الكريم, و هذه من مآثره رحمه الله . و اسمحوا لي ان اقتبس كلمة من مقدمة كتاب (العواصم من القواصم - ابن العربي الاندلسي ) تحقيق محب الدين الخطيب :-
و نحن المسلمين لا نعتقد العصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم , و كل من إدعى العصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو كاذب. فلإنسان إنسان, يصدر عنه ما يصدر عن الإنسان, فيكون منه الحق و الخير, و يكون منه الباطل و الشر. و قد يكون الحق و الخير في إنسان بنطاق واسع فيعد من أهل الحق و الخير و لا يمنع هذا من أن تكون له هفوات. و قد يكون الباطل و الشر في إنسان آخر بنطاق واسع, فيعد من أهل الباطل و الشر, و لا يمنع هذا من أن تبدر منه بوادر صالحات في بعض الاوقات.
نسأل الله ان نكون و إياكم من أهل الحق و الخير
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى