مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
فاروق
فاروق
مشرف منتدى الأخبار
مشرف منتدى الأخبار
عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة : إني صائم ......حمدي قنديل  110
البلد : إني صائم ......حمدي قنديل  Male_a11
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008

إني صائم ......حمدي قنديل  Empty إني صائم ......حمدي قنديل

الثلاثاء 07 سبتمبر 2010, 04:26
إني صائم ......حمدي قنديل  Hamdy-Andel-1

إنى صائم.. وأولى بنا فى حياتنا أن نكظم الغيظ ونلجم القلم ونحفظ اللسان..
إنى صائم.. فلن أكتب عن السلطان الجائر، ولا سلطة القمع الظالمة، ولا زوار الفجر والعصر.. لن أكتب عن دولة المخبرين والبصاصين، عن تلفيق التهم ونشر الرعب.. لن أكتب عن المعتقلين الذين لايزالون فى الأسر رغم التجميل الكاذب لقانون الطوارئ..

عن المحتجزين لأنهم ينادون بمطالب التغيير السبعة.. عن الصحفيين الذين يجرجرون إلى النيابات والمحاكم والمدونين الذين يلاحقون لأنهم يبدون رأيا فى الشأن العام.. وعن مجدى أحمد حسين الذى لم يشفع له رمضان فى أن يعامل كاللصوص والقتلة الذين يفرج عنهم بعد قضاء ثلثى مدة الحكم.

إنى صائم.. لذلك فلن أكتب عن الساجدين لصندوق النقد الدولى، الذين استمرأوا الاستدانة من الأجنبى، وفتحوا أبواب مصر على مصاريعها للشركات العالمية الكبرى القابضة على الأسواق والمصائر، وفرطوا فى دور الدولة القيادى والرقابى للاقتصاد..

عن الذين طرحوا مصر للبيع بسعر بخس وضمير ميت، وسلموا مصانعها، عرضها وقوت عيالها ومصدر منعتها واستقلال قرارها، لحفنة من السماسرة.. عن الذين تواطئوا بالصمت أو بالغفلة عن تشريد العمال وتخريد الآلات وبيع أراضى الشركات، وتغاضوا عن استنزاف المياه وتخريب البيئة وتلويث الأرض والجو وتصفية الخضرة بكتل الأسمنت..

إنى صائم.. لذلك لن أكتب عن التدليس والبرطلة وهشاشة الذمم وتضارب المصالح.. عن الذين فسدوا من أهل السلطة وأزلامهم وأفسدوا حتى وصل الفساد إلى الرقاب لا الركب.. عن الشريف الذى سرق فتركوه والضعيف الذى سرق فأقاموا عليه الحد.. عن «الرِشَا» بملايين فى عمولات المرسيدس والاحتيال بالمليارات فى صفقات أراضى الدولة التى كانت واعدة بالخير فإذا بها مترعة بالعفن..

عن مسئول سابق تعاقد على أرض لأسرته هو البائع لها والمشترى ومسئول لاحق باع أرضا لذوى القربى بسعر الأوكازيون.. عن التزوير فى حجج أراضى الأوقاف.. عن أراضٍ تحف الطرق الصحراوية تخصص للاستصلاح فإذا بها تكرس للمنتجعات ومدن السكن.. عن مدينتهم التى كانت مدينتى فى البلد الذى كان بلدى.

إنى صائم.. لذلك لن أكتب عن نادى العائلات المغلق الذى يدير نجومه وزارات، ويرسمون سياسات، ويسنون القوانين، ويخترقون الإعلام، هم الذين يستوردون وهم الذين يصدرون وهم الذين يسمسرون، هم الذين بيدهم الخروج الآمن والدخول الآمن وخريطة المسالك ودليل قنص الفرص..

لن أكتب عن سطوة رجال الأموال أصحاب الأمر والنهى فى مساق البلاد والعباد، فهذا قطب متنفذ فى الحزب الحاكم يقول مسئولون إنه يحصل على 17٪ من مجمل دعم الكهرباء فى مصر، وذاك وهبوه رخصة توريد الغاز لإسرائيل، وثالث ورابع رؤساء لجان فى المجلس التشريعى، ورهط من أنصار وأصهار وشماشرجية البلاط توزعت بينهم الغنائم.. لن أكتب عن الذين يتلمظون لالتهام الضبعة..

عن مافيات مستوردى الأغذية.. عن الذين يبيعون شقة المائة متر بمليون جنيه وشاليه الغرفتين بمليون دولار.. ولا عن 28 مليار جنيه مصوها من البنوك، لاتزال محل تفاوض وتنازل وجدولة وإعادة جدولة.

إنى صائم.. لذلك لن أكتب عن الذين يسكنون العشش والعشوائيات والمقابر، السائرين نياما وصحوا فى المذلة والهوان.. عن الذين دفعهم الطوى وأذلت أعناقهم الحاجة فاحتشدوا قطعانا تتلقف شنط رمضان.. عن الواقفين كأشباح موتى فى طوابير الخبز واللحم والسكر والبضاعة البائرة..

عن نحو ربع شباب مصر يقول جهاز التعبئة والإحصاء إنهم عاطلون عن العمل، ويقول رئيس تحرير «الجمهورية» إن جلهم عاطل برغبته.. عن العنوسة التى طالت لعنتها 13٪ من فتيات مصر و24٪ من فتيانها الذين فى سن الزواج.. عن المعتصمين والمحتجبين والمضربين، والمتظاهرين الذين رفعوا الملاعق والصحون بدلا من اللافتات وتقارير الفشل الكلوى بدلا من المنشورات..

عن الذين فرمهم الصعود الأكبر فى الأسعار فى ذات شهر يوليو الذى أضيفت فيه العلاوة على الأجور.. عن اليائسين فى قوارب الهجرة الغارقة.. عن خمسة ملايين مصرى شهدت الأمم المتحدة أنهم محرومون من الخدمات الأساسية.. عن التعليم الناقص والتطبيب البائس، وعن مياه الشرب التى إن وجدت فهى مخلوطة بالمخلفات والغذاء الذى إذا تيسر فهو مروى بالمجارى.

إنى صائم.. لذلك لن أكتب عن الدولة الكسيحة التى أودى بنا كهنتها إلى مهاوى اليأس والتطاحن والعنف من فداحة ما تردت إليه الأوضاع، اجتماعية واقتصادية وسياسية.. لن أكتب عن المجتمع الذى سار على هدى حكامه لا يعرف مودة ولا رحمة، يحسم أمره بالسيف لا بالحكمة..

من مجزرة فى الفيوم لقى فيها خمسة مزارعين مصرعهم عندما روعهم لصوص الأراضى، إلى مجزرة أوتوبيس المقاولون العرب التى أشعلها الجشع فى نهب الآثار، إلى فجيعة الضابط القطرى وشقيقيه، إلى المذيع الذى قتل زوجته، والموظف الذى ذبح صديقته فى البساتين، والفلاح الذى قتل شقيقته فى كوم حمادة، والابن الذى قتل والده فى بولاق الدكرور، والأم التى ذبحت ابنها الأكبر فى الزقازيق.. وآلاف من جرائم الاغتصاب والتحرش، ما غاب منها عن السجلات الرسمية أكثر مما حضر.. وجرائم بلطجة بالجملة لا تقع سوى فى دولة غائبة، تدير بقاياها مؤسسات سائبة.

إنى صائم.. لذلك لن أكتب عن كارثة القمح.. لن أسأل إذا ما كانت تهويمات الحشيش الأفغانى هى التى أوحت مرة ببدعة أن نزرع قمحنا فى أفغانستان وأخرى بصرعة أن نأكل بدلا من الخبز البطاطس.. لن أعود إلى أيام قرر فيها والى الزراعة أن تنبت الأرض فراولة وكانتالوب عسى أن نستورد بحاصل تصديرها القمح.. لن أسائل أحدا ــ وكيف لى أن أسائل ــ من ذا الذى قضى على محصول القمح بعد أن أجهز على محصول القطن؟!.. ولن أثير جدلا حول الغذاء والتبعية، وعلاقة العيش بالأمن القومى والسيادة.
إنى صائم.. رغم تسونامى المسلسلات والإعلانات.. لذلك لن أكتب عن إهدار مليار جنيه فى إنتاج أكثر من 60 مسلسلا منها قليل سمين وكثير غث.. ولا عن ديون التليفزيون التى بلغت 14 مليار جنيه وفقا لسيدة مهمة فى ماسبيرو تساءلت باستخفاف: «ما المشكلة، نحن لا نسعى للربح بل للريادة»..

لن أسأل أين الريادة إذا لم يمارس تليفزيون الدولة مسئوليته فى انتقاء ما هو أرقى وأنفع وأمتع، وفى إعلاء شأن الرسالة بدلا من شبق الحصول على الإعلان والرعاية.. لن آتى على ذكر الإعلانات التى تشيع السفه وتشعل حريق النهم لاستهلاك ما هو زائد على الحاجة.. ولا عن سخافات وتفاهات وبذاءات تبث بختم النسر، أو أسئلة لا تغوص داخل النفوس وإنما تخترق الملابس الداخلية.

إنى صائم.. لذلك لن أكتب عن مساخر الفصل الحاضر من مسرحية التوريث السيريالية، ما بين لجنة لدعم ترشيح الابن لرئاسة الجمهورية ولجنة عليا لتأييد الرئيس الوالد.. بين من يناشدون ولى العهد الاقتحام، ومن يؤكدون أن الأب باق لآخر العمر، ومن يضعون قدما هنا وقدما هناك.. بين قائل بأن طرح مرشح آخر فى حضور الرئيس قلة أدب أو قلة أصل أو ما شابه،

وقائل بأن «جمال مؤدب ولن يرشح نفسه أمام والده» بين التنصل من الدعوة للوريث فى العلن، والدفع به فى الخفاء.. بين ما نراه على خشبة المسرح وما يحاك فى الكواليس.. بين يومنا هذا الذى تتابع فيه الأمة الفصل قبل الأخير وهى مرتخية إلّا من بعض صيحات استنكار أو همهمات استحسان والغد الذى تتربص له قوى ظاهرة وأخرى خفية حتى تنقض عند فتح الستار على المشهد الأخير.

إنى صائم.. والصوم يثبت الصبر.. اللهم زدنا صبرا على البلاء، واجزنا عنه ما وعدت..
شارك بتعليقك
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى