- المسلمعضو خبير
- عدد الرسائل : 687
العمر : 43
الموقع : بورسعيد
البلد :
نقاط : 1007
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
يوم من ايام الله موقعه ملاذكرد
الخميس 16 سبتمبر 2010, 01:10
ربما يجهل كثير من ابناء المسلمين كثيرا من احداث تاريخهم الاسلامى العظيم
وربما يجهل كثيرا منهم معركه اعتبرها المؤرخون قديما انها المعركه التى كانت سببا فى حفظ بيضه الاسلام من الزوال فى وقت كانت الخلافه الاسلاميه اسما فقط لا تملك اى قوه سياسيه او عسكريه لحمايه اى غزو صليبى او شيعى رافضى على امه الاسلام
كانت الخلافه الاسلاميه العباسيه فى اسوء مراحل تاريخها العظيم
كانت الخلافه عباره عن خليفه لا معنى له ولا سلطان كل ما يملكه ان الخطباء يدعون له فى صلاه الجمعه من على المنابر وهذا كل ما يستطيع ان يحصل عليه فى هذا الوقت الحساس من عمر امه الاسلام
كانت هناك مملكه فى شمال الخلافه العباسيه تقع فى بلاد الترك حتى خراسان جنوبا وتسمى بدوله السلاجقه الاتراك
واختصارا لكم
اسس تلك الدوله رجل تركى اسمه سلجوق واستطاع ان يمد نفوذه على بلاد الترك والديلم وخراسان واستطاع ان ياخذ مباركه الخليفه العباسى طوعا وكرها فى هذا الوقت لانه الرجل الوحيد الذى كان له جيش يستطيع من خلاله ان يحمى بيضه الاسلام وان يكون عونا قويا للخلافه فى مواجهه اعداء الاسلام وكان الرجل لا يبغى اكثر من ان يكون الملك الفعلى لدوله الاسلام الحديثه فى ظل مباركه شرعيه من الخلافه التى يخضع لها كل المسلمين فى انحاء الدنيا راضيه ان تكون اسما او رمزا فقط
ما اصل السلاجقه
ينتسب السلاجقة إلى جدهم دقاق الذي كان وأفراد قبيلته في خدمة أحد ملوك الترك الذي كان يعرف باسم بيغو وكان دقاق في هذه المرحلة من تاريخ السلاجقة، مقدم الأتراك الغُز؛ مرجعهم إليه، لا يخالفون له قولاً، ولا يتعدون له أمراً وكان سلجوق بن دقاق في خدمة بيغو كما كان والده من قبل، حيث كان يشغل وظيفة عسكرية مهمة تعني مقدم الجيش وفي هذا الوقت تذكر المصادر أن مظاهر التقدم وعلامات القيادة بدت واضحة عليه حتى إن زوجة الملك أخذت تثير مخاوف زوجها منه لما رأت من حب الناس له وانصياعهم إليه، إلى الحد الذي أغرته بقتله وما إن عرف سلجوق بذلك حتى أخذ أتباعه ومن أطاعه وتوجه إلى دار الإسلام وأقام بنواحي جند قريباً من نهر سيحون، وفيها أعلن سلجوق إسلامه وأخذ يشن غاراته على الكفار الترك جهوداً كبيرة في حماية السكان المسلمين الآمنين من غاراتهم فازدادت قوتهم وتوسعت أراضيهم وقد أكسبهم ذلك كله احترام الحكام المسلمين المجاورين لهم فقد غزا ميكائيل بن سلجوق بعض بلاد الكفار من الترك فقاتل حتى استشهد في سبيل الله وبعد وفاة سلجوق في جند، خلف عدداً من الأولاد ساروا على سياسة والدهم في شن الغارات على الترك الوثنيين وبذلوا جهوداً كبيرة في حماية السكان المسلمين الآمنين من غاراتهم فازدادت قوتهم وتوسعت أراضيهم وقد أكسبهم ذلك كله احترام الحكام المسلمين المجاورين لهم فقد غزا ميكائيل بن سلجوق بعض بلاد الكفار من الترك فقاتل حتى استشهد في سبيل الله
يعد عام 429هـ البداية الفعلية لقيام السلطنة السلجوقية في خراسان، لأن طغرل بك باشر، منُذ ذلك التاريخ, مهامه السياسية والقيادية والإدارية. وأما اعتراف الخليفة العباسي به سلطاناً, والذي جاء متأخراً، في عام 432هـ، فلم يغير من الواقع فاعتراف الخليفة هو بمثابة اعتراف بالأمر الواقع، كما أنه شكلي فقط لإضفاء الشرعية على السلطنة الناشئة حتى يرضى عنها الناس ويقبلوا بحكمها، لأن الخلافة لم تكن تملك قوة مادية تسمح بالتدخل والمساهمة في الأحداث السياسية، وكان الخليفة يعترف عادة بالسلطان المنتصر والدولة المنتصرة
كان لقيام السلطنة السلجوقية أثر كبير في تاريخ المشرق الإسلامي وغربي آسيا بشكل خاص والتاريخ الإسلامي بعامة ذلك أن السلطنة قد أسهمت في توجيه الأحداث السياسية في المشرق الإسلامي بشكل بارز، وفي رسم سياسة توسعية باتجاه العالم النصراني، لنشر العقيدة الإسلامية
إن ما حققه طغرل بك من نجاح أغراه بالتمدد نحو العراق، قلب العالم الإسلامي للسيطرة على الخلافة العباسية وإقامة دولة سلجوقية مترامية الأطراف، يُعد هذا التوجه طبيعيا فكل من سبقوه في السيطرة على خراسان تطلَّعوا إلى التمدد نحو الغرب للسيطرة على بغداد والتحكم بمقدرات الخلافة أضف إلى ذلك، فقد هدف طغرل بك إلى إنقاذ الخلافة، والمذهب السنيَّ من السيطرة البويهية الشيعية
من هو البطل القائد فى هذه المعركه
ألب أرسلان (محمد) الأسد الشجاع
هو السلطان الكبير، الملك العادل، عضد الدولة، أبو شجاع ألب أرسلان، محمد بن السلطان جغري بك داود ميكائيل بن سلجوق بن تُقاق بن سلجوق التركماني، الغزى من عظماء ملوك الإسلام وأبطالهم ملك بعد عمه طغرل بك وكان عادلا سار في الناس سيرة حسنة كريما رحيما شفوقا على الرعية رفيقا على الفقراء بارا بأهله وأصحابه ومماليكه كثير الدعاء بدوام ما أنعم به عليه، كثير الصدقات يتصدق في كل رمضان بخمسة عشر ألف دينار ولا يعرف في زمانه جناية ولا مصادره بل يقنع من الرعايا بالخراج في قسطين رفقا بهم
أولاً: اجتماع الكلمة عليه: اعتمد ألب أرسلان في الوزارة على نظام الملك، وكان وزير صدق، يكرم العلماء والفقراء، ولما عصى الملك شهاب الدولة وخرج عن الطاعة، وطمع في أخذ الملك من ألب أرسلان وكان من بني عم طغرل بك، فجمع وحشد واحتفل له ألب أرسلان فقال له الوزير أيها الملكزلا تخف فإني قد استخدمت لك جنداً ليلياً يدعون لك وينصرونك بالتوجه في صلواتهم وخلواتهم، وهم العلماء والصلحاء فطابت نفسه بذلك، فحين التقى مع قتلمش لم ينظره أن كسره وقتل خلقاً من جنوده وقُتل قتلمش في المعركة واجتمعت الكلمة على ألب أرسلان وعظم أمره وخطب له على منابر العراق والعجم وخراسان ودانت له الأمم
ثانيا سماحه للسيدة زوجة طغرل بك وابنة الخليفة بالرجوع إلى بغداد: ففي سنة 456هـ أذن ألب أرسلان للسيدة ابنة الخليفة في الرجوع إلى بغداد وأرسل معها بعض القضاة والأمراء، فدخلت بغداد في تجمل عظيم وخرج الناس للنظر إليها، فدخلت ليلاً في أبهة عظيمة، ففرح الخليفة وأهلها بذلك وأمر الخليفة بالدعاء للملك ألب أرسلان على المنابر في الخطب فقيل في الدعاء اللهم وأصلح السلطان المعظم عَضُدَ الدولة وتاج الملة ألب أرسلان أبا شجاع محمد بن داود. وجلس الخليفة للناس جلوساً عاماً وبايعهم للملك ألب أرسلان
ثالثاً: جهاده في سبيل الله: كان ألب أرسلان - كعمه طغرل بك قائداً ماهراً مقداما وقد اتخذ سياسة خاصة تعتمد على تثبيت أركان حكمه في البلاد الخاضعة لنفوذ السلاجقة، قبل التطلع إلى إخضاع أقاليم جديدة، وضمها إلى دولته،كما كان متلهفاً للجهاد في سبيل الله، ونشر دعوة الإسلام في داخل الدولة المسيحية المجاورة له، كبلاد الأرمن وبلاد الروم، وكانت روح الجهاد الإسلامي هي المحركة لحركات الفتوحات التي قام بها ألب أرسلان وأكسبتها صبغة دينية، وأصبح قائد السلاجقة زعيماً للجهاد، وحريصاً على نصرة الإسلام ونشره في تلك الديار، ورفع راية الإسلام خفاقة على مناطق كثيرة من بقاع الاسلام وأراضي الدولة البيزنطية لقد بقي سبع سنوات يتفقد أجزاء دولته المترامية الأطراف، قبل أن يقوم بأي توسع خارجي، وعندما أطمأن على استتباب الأمن وتمكن حكم السلاجقة في جميع الأقاليم والبلدان الخاضعة له، أخذ يخطط لتحقيق أهدافه البعيدة، وهي فتح البلاد المسيحية المجاورة لدولته، وإسقاط الخلافة الفاطمية العبيدية في مصر وتوحيد العالم الإسلامي تحت راية الخلافة العباسية السنية ونفوذ السلاجقة، فأعد جيشاً كبيراً اتجه به نحو بلاد الأرمن وجورجيا فافتتحها وضمها إلى مملكته، كما عمل على نشر الإسلام في تلك المناطق وأغار ألب أرسلان على شمال الشام وحاصر الدولة المرداسية في حلب، والتي أسسها صالح بن مرداس على المذهب الشيعي سنة 414هـ وأجبر أميرها محمود بن صالح بن مرداس على إقامة الدعوة للخليفة العباسي بدلاً من الخليفة الفاطمي العبيدي سنة 462هـ ثم أرسل قائد الترك أتسنسر بن أوق الخوارزمي في حملة إلى جنوب الشام فانتزع الرملة وبيت المقدس بدلاً من الفاطميين العبيديين، ولم يستطيع الاستيلاء على عسقلان التي تعتبر بوابة الدخول إلى مصر، وبذلك أضحى السلاجقة على مقربة من قاعدة الخليفة العباسي والسلطان السلجوقي داخل بيت المقدس وفي سنة 462هـ ورد رسول صاحب مكة محمد بن أبي هاشم إلى السلطان يخبره بإقامة الخطبة للخليفة القائم وللسلطان وإسقاط خطبة حاكم مصر العبيدي، وترك الأذان بـ«حي على خير العمل» فأعطاه السلطان ثلاثين ألف دينار وقال له: إذا فعل أمير المدينة كذلك أعطيناه عشرين ألف دينار وكان حريصاً على إقامة العدل في رعاياه وحفظ أموالهم وأعراضهم، بلغه أن غلاماً من غلمانه أخذ إزاراً لبعض التجار فصلبه فارتدع سائر المماليك به، خوفاً من سطوته، وكتب إليه بعض السُّعاة في نظام الملك، فاستدعاه وقال له: إن كان هذا صحيحاً فهذَّب أخلاقك، وأصلح أحوالك، وإن لم يكن صحيحاً فاغفر لهم زلتهم بمُهمَّ يشغلهم عن السعاية بالناس وكان كثيراً ما يقرأ عليه تواريخ الملوك وآدابهم، وأحكام الشريعة، ولما اشتهر بين الملوك بحُسن سيرته، ومحافظته على عهوده أذعنوا له بالطاعة والموافقة بعد الامتناع وحضروا عنده من أقاصي ما وراء النهر إلى أقاصي الشام
ومن الدروس مما مضى، أهمية دراسة التاريخ للقادة السياسيين وزعماء الأمة، فمن خلاله يتعرفون على سنن الله وعوامل نهوض الدول وأسباب سقوطها، فقد كان ألب أرسلان مهتما بدراسة تاريخ الأمم
بدايه الاشتباك واسبابه
نهض الإمبراطور البيزنطي رومانوس الرابع ديوجينوس ليوقف تقدم المغيرين، ومنعهم من التوغل أكثر في عمق الأراضي البيزنطية، وقاد حملتين عسكريتين ضد الأجزاء الشمالية لبلاد الشام بين عامي 461هـ و462هـ فهاجم منطقة حلب، عقدة المواصلات التجارية والعسكرية بين العراق وأرمينية والأناضول وبلاد الشام، واصطدمت قواته بقوات محمود بن نصر المرداسي وبني كلاب، وابن حسان الطائي ومن معهم من جموع العرب وانتصر عليهم إلا أن الإمبراطور انسحب من المنطقة على عجل دون أن يستثمر انتصاره، بعد ورود أخبار عن توغل قوات تركية بقيادة الأفشين في عمق الأراضي البيزنطية، وفتحها مدينة عمورية، وأنها بصدد التوجه نحو القسطنطينية، كما أن نفاد المؤن كان سبباً آخر دفعه إلى العودة إلى بلاده وكان السلطان ألب أرسلان ينتظر فرصة سانحة ليحقق حلمه بضم بلاد الشام ومصر إلى الأملاك السلجوقية، وأتاح له النزاع الذي حصل بين أركان الحكم في مصر من أجل السيطرة والتسلط على المستنصر الفاطمي هذه الفرصة، كان ناصر الدولة الحسين بن الحسن الحمداني أحد أبرز القادة في القاهرة، وقد انتصر على تحالف ضم الوزير ابن أبي كدية وألدكوز قائد عسكر الأتراك وذلك في عام 462هـ، وتمادى في تخطيطه وقرّر القضاء على الدولة الفاطمية وإقامة الدعوة العباسية، فأرسل أبا جعفر محمد بن البخاري قاضي حلب، إلى السلطان السلجوقي يطلب منه أن يرسل جيشاً إلى مصر، يساعده في تحقيق هدفه وفور تسلمه الدعوة، جهَّز ألب أرسلان جيشاً كبيراً وخرج على رأسه من خراسان متوجهاً إلى بلاد الشام لإخضاعها لسيطرة السلاجقة، ومن ثمَّ متابعة زحفه إلى مصر لإسقاط الدولة الفاطمية وضمَّ هذا البلد إلى السلطنة السلجوقية، لكن تحركه كان بطيئاً بسبب ما صادفه من عقبات كانت أولاها في الرها الواقعة تحت الحكم البيزنطي، فحاصرها في عام 463هـ وقاوم الرهاويون الحصار ببسالة بقيادة باسيل بن أسار الذي عيَّنه الإمبراطور البيزنطي رومانوس الرابع ديوجينوس حاكماً على المدينة، وقطع السلاجقة أشجار الحدائق وطمروا الخنادق بجانب الأسوار الشرقية كي يعبروا عليها، وقذفوا المدينة بالمجانيق، وشرع النقابون في حفر فجوات في السور، ولكن دون جدوى، واستعصت المدينة على السلطان ألب أرسلان واضطر إلى التفاهم مع سكانها بعد نيف وثلاثين يوماً من الحصار المتواصل ثم تابع طريقه إلى حلب لضمها حتى يمنع أي محاولة التفاف من جانب البيزنطيين من جهة الجنوب، غير أن قسماً من جيشه تقاعس عن المضي معه بسبب تأخير أرزاقهم، فاضطر أن يتابع زحفه بمن بقي معه من الجيش وعددهم أربعة آلاف مقاتل، فعبر نهرالفرات 463هـ ودخل أراضي الإمارة وقدم له جميع أمراء الجزيرة الولاء أمثال شرف الدولة مسلم بن قريش العقيلي أمير الموصل، ونصر بن مروان أمير ميافارقين، وابن وثاب أمير حرّان، بالإضافة إلى أمراء الترك والديلم
موقعة ملاذ كرد سنة 463
قام ألب أرسلان بحملة كبيرة ضد الأقاليم النصرانية المجاورة لحدود دولته، وقاد جيشه نحو جنوب أذربيجان واتجه غرباً لفتح بلاد الكُرج والمناطق المطلة على بلاد البيزنطيين وكان سكان الكرج يكثرون من الغارة على أذربيجان فأصبحوا مصدر قلق لسكان المنطقة، وانضم إليه وهو في مدينة مرند في أذربيجان أحد أمراء التركمان ويدعى طغتكين، وكان دائم الغارة على تلك المنطقة، عارفا بمسالكها, واجتاز الجيش السلجوقي نهر الرس في طريقه إلى بلاد الكرج، وفصل ألب أرسلان أثناء زحفه، قوة عسكرية بقيادة ابنه ملكشاه ووزيره نظام الملك هاجمت حصوناً ومدنا بيزنطية منها حصن سرماري ومدينة مريم نشين الحصينة وفتحها واستمرت فتوحاته الكبيرة في الأراضي الأرميني ويبدو أن ملك الكُرج هاله التوغل السلجوقي في عمق المناطق الأرمينية فهادن ألب أرسلان وصالحه على دفع الجزية, ونتيجة لهذا التوغل السلجوقي أضحى الطريق مفتوحاً أمام السلاجقة للعبور إلى الأناضول بعد أن سيطروا على قلب أرمينية فأغاروا على المناطق الحدودية واستولوا على دروب الأمانوس في عام 459هـ وهاجموا قيصرية حاضرة كبادوكية في العام التالي جرى كل ذلك ولم يبذل الإمبراطور البيزنطي جهداً كبيراً لمقاومة هذه الغارات، مما شجعهم على التوغل في عمق الأناضول فوصلوا إلى نيكسار وعموريه في عام 461هـ وإلى قونية في العام التالي، وإلى خونية القريبة من ساحل بحر إيجه في عام 463هـ، شكل فتح السلاجقة لبلاد الكرج والقسم الأكبر من أرمينية، تحدياً لبيزنطة وبخاصة بعد أن أدرك الإمبراطور البيزنطي، أن ألب أرسلان يصبغ غزوه للبلاد بصبغة الجهاد الديني، وهو يطبع المناطق المفتوحة بالطابع الإسلامي، مما جعل نشوب الحرب بين المسلمين والبيزنطيين أمرا لا مفر منه
1- تآمر ملك الروم على الإسلام
خرج ملك الروم رومانوس في جمع كبير من الروم والروس والكرج والفرنجة وغيرهم من الشعوب النصرانية، حتى قدر ذلك الجمع بثلاثمائة ألف جندي
ويقول العلامه المؤرخ الحافظ ابن كثير فى كتابه العظيم البدايه والنهايه
أقبل ملك الروم أرمانوس في جحافل أمثال الجبال من الروم والكرخ والفرنج وعدد عظيم وعدد ومعه خمسة وثلاثون ألفا من البطارقة بالاضافه الى مائتا ألف فارس ومعه من الفرنج خمسة وثلاثون ألفا ومن الغزاة الذين يسكنون القسطنطينية خمسة عشر ألفا ومعه مائة ألف نقاب وحفار والف روز جاري ومعه أربعمائة عجلة تحمل النعال والمسامير والفا عجلة تحمل السلاح والسروج والغردات والمناجيق منها منجنيق عدة ألف ومائتا رحل وأهله ومن عزمه قبحه الله أن يبيد الاسلام وقد أقطع بطارقته البلاد حتى بغداد واستوصى نائبها بالخليفة خيرا فقال له ارفق بذلك الشيخ فإنه صاحبنا ثم إذا استوثقت ممالك العراق وخراسان لهم مالوا على الشام وأهله ميلة واحدة فاستعادوه من أيدي المسلمين والقدر يقول لعمرك إنهم في سكرتهم يعمهون
بدايه موفقه
ارسل ارمانوس قوات الطلائع البيزنطيه وكان قوامها عشرون الفا من الفرسان الرومانيه ولكن القائد الب ارسلان اعد لهم كمينا بين جبلين فابادهم عن اخرهم ولم ينج منهم احد واستطاع ان يمهد ارض المعركه المناسبه لخططه
اندلاع المعركة وانتصار المسلمين: أعد المسلمون العدة للمعركة الفاصلة واجتمع الجيشان يوم الخميس الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة 463هـ، فلما كان وقت الصلاة من يوم الجمعة صلى السلطان بالعسكر ودعا الله تعالى وابتهل وبكى وتضرع وقال لهم: نحن مع القوم تحت الناقص وأريد أن أطرح نفسي عليهم في هذه الساعة التي يُدعى فيها لنا وللمسلمين على المنابر، فإما أن أبلغ الغرض وإما أن أمضي شهيداً إلى الجنة، فمن أحب أن يتبعني منكم فليتبعني، ومن أحب أن ينصرف فليمض مصاحباً فما هاهنا سلطان بأمر ولا عسكر يؤمر فإنما أنا اليوم واحد منكم، وغاز معكم، فمن تبعني، ووهب نفسه لله ومن مضى حقت عليه النار والفضيحة. فقالوا: مهما فعلت تبعناك فيه وأعناك عليه فبادر ولبس البياض وتحنط استعداداً للموت
عرض السلطان ألب أرسلان المصالحة على ملك الروم ثم أرسل السلطان ألب أرسلان من قبله وفداً إلى إمبراطور الروم وعرض عليه المصالحة ولكنه تكبر وطغى ولم يقبل العرض
وقال: هيهات لا هدنة ولا رجوع إلا بعد أن أفعل ببلاد الإسلام مثل ما فُعل ببلاد الروم وجاء في رواية: لا هدنة إلا ببذل الري، فحمى السلطان وشاط
فقال إمامه أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري الحنفي
إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره وإظهاره على سائر الأديان، وأرجو أن يكون الله قد كتب باسمك هذا الفتح فالقهم يوم الجمعة في الساعة التي يكون الخطباء على المنابر، فإنهم يدعون للمجاهدين
تعالى فله الجنة أو الغنيمة, وقال: إن قتلت فهذا كفني ثم وقع الزحف بين الطرفين ونزل السلطان ألب أرسلان عن فرسه ومرغ وجهه بالتراب وأظهر الخضوع والبكاء لله تعالى وأكثر من الدعاء ثم ركب وحمل على الأعداء، وصدق المسلمون القتال وصبروا وصابروا حتى زلزل الله الأعداء وقذف الرعب في قلوبهم، ونصر الله المسلمين عليهم، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وأسروا منهم جموعاً كبيرة، كان على رأسهم ملك الروم نفسه الذي أسره أحد غلمان المسلمين فأحضر ذليلاً إلى السلطان فقّنعه بالمِقرعة،
وقال ويلك ألم أبعث أطلب منك الهدنة؟
قال:
دعني من التوبيخ.
قال
ما كان عزمك لو ظفرت بي؟
قال
كل قبيح,
قال:
فما تؤمَّلُ وتظُن بي؟
القتل أو تشهرني في بلادك، والثالثة بعيدة: العفو وقبول الفداء قال ما عزمت على غيرها، فاشترى نفسه بألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار، وإطلاق كل أسير في بلاده، فخلع عليه، وبعث معه عدة وأعطاه نفقة توصله. وأما الروم فبادروا وملَّكوا آخر، فلما قرب أرمانوس شعر بزوال ملكه، فلبس الصوف، وترهب، ثم جمع ما وصلت يده إليه نحو ثلاثمائة ألف دينار، وبعث بها، واعتذر وقيل إنه غلب على ثغور الأرمن
-نتائج ملاذكرد 463هـ
تعتبر معركة ملاذكرد من المعارك الفاصلة في التاريخ ويسميها بعض المؤرخين باسم الملحمة الكبرى وتعد أكبر نكسة في تاريخ الإمبراطورية البيزنطية وأصبحت الأراضي البيزنطية تحت رحمة السلاجقة, وبذلك يكون السلاجقه قد تابعوا الجهاد الذي قام به المسلمون ضد الروم
لم يكن هذا الانتصار انتصاراً عسكرياً فقط بل كان انتصاراً دعوياً للإسلام، إذ انتشر السلاجقة في آسيا الصغرى عقب معركة ملاذكرد وضموا إلى ديار الإسلام مساحة تزيد على 400 ألف كم، عم الإسلام تلك الجهات منذ ذلك الوقت ولم يكن دخلها أبداً من قبل فإن هذه المرحلة من تاريخ الإسلام كانت مرحلة امتداد وتوسع أيضاً ولم تكن مرحلة جمود وتوقف كما يتصور كثير من الناس ممن يقرأون التاريخ الإسلامي على عجالة ويتوقفون عند نهاية العصر العباسي الأول ويجملون العصر الثاني بكلمات تدل على الضعف والتفكك والتوقف وخصوصاً إذا ذهبنا إلى المغرب والأندلس حيث دولة المرابطين السنية التابعة للخلافة العباسية، فبعد ست سنوات من معركة ملاذكرد, أي في عام 469هـ, استطاع المرابطون في المغرب أن يفتحوا عاصمة إمبراطورية غانا «كومبي صالح» وأن يفرضوا الإسلام على جميع البلاد, وقد وافق ملك غانا «تنكامنين» على الدخول في الإسلام والخضوع لسلطان المرابطين، وقد دخل كثير من الشعب في الإسلام أيضاً، وبذا تكون ديار الإسلام قد امتدت في إفريقيا على مساحة جديدة تقرب من نصف مليون كيلو متر مربع وفي الوقت نفسه فقد اتسعت ديار الإسلام في الجنوب الشرقي في الهند وفتحت مساحات واسعة من شمال تلك البلاد
تعتبر هزيمة البيزنطيين في ملاذكرد نقطة تحول في التاريخ الإسلامي البيزنطي فلأول مرة يقع الإمبراطور نفسه أسيراً في أيدي المسلمين فهي لا تقل أهمية عن اليرموك ونتائجها، فإذا كانت هذه الأخيرة قررت مصير بلاد الشام، فإن الأولى قد قررت مصير آسيا الصغرى، التي نجح الأتراك السلاجقة في فتحها والتوغل فيها، وكانت بذلك لبنة اجتثت من بناء الدولة البيزنطية فمهدت لسقوطها، فعندما فقدت الإمبراطورية ولاياتها الغنية في آسيا الصغرى، أصبحت القسطنطينية رأساً حُرم من الجسد الذي يسنده, وبذلك غدت آسيا الصغرى برمتها مكشوفة أمام السلاجقة، وهكذا بضربة واحدة دفعت الحدود التقليدية التي طالما فصلت بين الإسلام والمسيحية 400 ميل إلى الغرب, ولأول مرة استطاع الأتراك السلاجقة أن يحرزوا مكاناً ثابتاً في تلك البقاع ومنُذ ذلك الحين فقد الرؤساء والجنود شجاعتهم، ولم تحرز الإمبراطورية نصراً على الإطلاق
ومن نتائج ملاذكرد أن قضى السلاجقة على التحالف البيزنطي الفاطمي، واضطرت بيزنطة إلى مصالحتهم، أما أرمينية فقد زالت منها الإدارة البيزنطية هجرها سكانها وخضعت المدن الأرمينية للسلاجقة كما انهار نظام الدفاع البيزنطي الذي تولاه أمراء التخوم، وبذلك تعرض نظام الثغور لضربة قاسية لاسيما أن بيزنطة لجأت بعد المعركة إلى إنزال حاميات من الجند المرتزقة في أرمينية، ولم تحاول الاستعانة بالسكان الأصليين
تُعد معركة ملاذكرد أشد ما وقع في التاريخ البيزنطي من كوارث، بل إنها أكبر كارثة حلت بالإمبراطورية البيزنطية حتى نهاية القرن الخامس الهجري، وجاءت دليلاً على نهاية دور الدولة البيزنطية في حماية النصرانية من ضغط الإسلام, وفي حراسة الباب الشرقي لأوربا من غزو المسلمين، وتراءى للصليبيين فيما بعد أن البيزنطيين فقدوا على أرض المعركة ما اتخذوه من لقب حماة العالم النصراني، وبررت هذه المعركة ما جرى من تدخل الغرب الأوربي، لأن بيزنطة لم يعد بوسعها حماية العالم النصراني في الشرق وأصبحت عاجزة عن أن تُلقي بجيش في المعركة لأعوام عديدة كما أن هذه المعركة مهدت الطريق ويسرت السبل للقضاء على سيطرة البيزنطيين على أكثر أجزاء منطقة آسيا الصغرى، مما ساعد على القضاء على الدولة البيزنطية نفسها، بعد ذلك على أيدي الأتراك العثمانيين
يعد الأتراك أكثر العناصر العسكرية الأجنبية إفادة من الأوضاع المضطربة التي سادت المجتمع البيزنطي والوضع السياسي بعد معركة ملاذكرد. فقد حاولت الأطراف المتنازعة في بيزنطة أن تستعين بالقوات التركية ضد بعضها البعض مما أتاح للسلاجقة، التوغل في صميم الحياة البيزنطية
أقدمت السلطات البيزنطية في القسطنطينية على عزل الإمبراطور رومانوس الرابع وأجلست مكانه ميخائيل السابع بن قسطنطين العاشر دوقاس، وحاول رومانوس في غمرة هذا الصراع أن يستعين بالقوات التركية، غير أن الهزيمة لحقت به وتقرر إلقاء القبض عليه وسمل عينيه.
انتهج معظم الأباطرة البيزنطيين بعد رومانوس الرابع نهجه في الاستعانة بالأتراك كلما واجهتهم محنة، فعندما أعلن روبيل بايليل قائد قوات الفرنج المرتزقة العصيان على الدولة البيزنطية استعان ميخائيل السابع بالقوات التركية لقمع حركته، كما استعان بالأخوين منصور وسليمان، من أقارب السلطان ألب أرسلان، للقضاء على ثورة نقفور بوتانياتسى على أن الأخوين لم يلبثا أن تخليا عن الإمبراطور ودخلا في خدمة بوتانياتس، فأنزلهما في مدينة نيقية وعلى هذا النحو استولى الأتراك على مقاطعتي جالايتا في وسط بلاد الأناضول وفريجيا المجاورة.
ط- لقد حقَّق ألب أرسلان هدفه، إذ كفل الحماية لجناح جيشه، وأزال خطر التقارب بين بيزنطة والفاطميين، وانصرف بعد ذلك لمواصلة القتال في إقليم ما وراء النهر حيث قضى نحبه عام 465هـ ولم ينفذ ابنه وخليفته في الحكم، ملكشاه, إلى آسيا الصغرى، غير أن رعاياه من الأتراك اتخذوا من سهول وسط آسيا الصغرى، مراعى تنتجعها الأغنام، وعهد إلى ابن عمه سليمان بن قُتلمش بأن يستولي على هذا الإقليم لصالح الأقوام التركية
دروس وعبر وفوائد: تظهر مجموعة من الفوائد والدروس والعبر من معركة ملاذكرد منها:
أهمية الإخلاص لله والاستعداد للموت في سبيله واللجوء إليه في تحقيق انتصارات المسلمين في معاركهم الكبرى.
دور العلماء في تثبيت القادة والجنود وتذكيرهم بالله واليوم الآخر وأثر الوعظ والتذكير في شجاعة الجنود واندفاعهم وخصوصاً عندما يكون العلماء في ميادين النزال وساحات المعارك.
- من أسباب النصر وجود القائد الخبير المحنك والجيش القوى المنظم.
- أهمية الصبر عند مواجهة الأعداء في المعارك, تلك الصفة الربانية التي أمر الله بها: +يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" فالجيوش الإسلامية التي تتحلى بهذه الصفة يحالفها نصر الله تعالى.
ويقول الفريق الركن محمود شيت خطاب
ان الرماه السلاجقه فى هذه المعركه كانو افضل فرقه عسكريه فى تاريخ الصراع الحربى البشرى
لان هؤلاء الرماه البالغ عددهم نصف الجيش تقريبا اى حوالى ثمانيه الالاف لم يمكنوا الفرسان الرومانيه من المشاركه فى المعركه بحرفيه او باى نوع من التكتيك المعهود اليهم لقد سحقت السهام السلجوقيه كل الفرق الفرسانيه الرومانيه من عن طريق الاجناب اذا قام القائد الب ارسلان بتوزيعهم على هيئه خطين متوازيين على جانبى الممر الذى يسمى بالزهوه وهو طريق ضيق اضطر الب ارسلان الرومان الى عبوره للدخول فى المعركه ولكنه بحنكته العسكريه سبقهم اليه بفرقته الراميه القويه فقاموا بتحييد الفرسان فى المعركه عن طريق امطارهم بالسهام طيله الوقت ولما اراد الرومان ان يكبسوا الروماه من الاجناب قام الب ارسلان بانسحاب تكتيكى الى مفارز الطريق فمنعهم من التقهقر عندما ارادوا الفرار من وابل السهام الساحقه التى تم امطارهم بها على حين غره من الفرسان الراكبه ومن مشاته السريعين جدا
ويضيف الفريق الركن قائلا
ان المعركه كانت مستحيله على الجيش الاسلامى تماما ولكن بسبب حرفيه القائد المسلم استطاع ان يجعل الرومان فى مكان ضيق يسهل له ان يبيدهم وقتما شاء وان يفعل ما يريد ما دامت الارض لم تمكن الرومان من الحركه السريعه والتكتيكيه
وقال ايضا ان الغرور الشديد للامبراطور البيزنطى نظرا لفارق العدد الرهيب الذى يبلغ من 1-75 هو من جعل الب يضطر الى الابتكار فى الخطه التى لم يسبقه اليها احد من قبله والله ولى التوفيق
وغدا ان شاء الله
موقعه الزلاقه
وربما يجهل كثيرا منهم معركه اعتبرها المؤرخون قديما انها المعركه التى كانت سببا فى حفظ بيضه الاسلام من الزوال فى وقت كانت الخلافه الاسلاميه اسما فقط لا تملك اى قوه سياسيه او عسكريه لحمايه اى غزو صليبى او شيعى رافضى على امه الاسلام
كانت الخلافه الاسلاميه العباسيه فى اسوء مراحل تاريخها العظيم
كانت الخلافه عباره عن خليفه لا معنى له ولا سلطان كل ما يملكه ان الخطباء يدعون له فى صلاه الجمعه من على المنابر وهذا كل ما يستطيع ان يحصل عليه فى هذا الوقت الحساس من عمر امه الاسلام
كانت هناك مملكه فى شمال الخلافه العباسيه تقع فى بلاد الترك حتى خراسان جنوبا وتسمى بدوله السلاجقه الاتراك
واختصارا لكم
اسس تلك الدوله رجل تركى اسمه سلجوق واستطاع ان يمد نفوذه على بلاد الترك والديلم وخراسان واستطاع ان ياخذ مباركه الخليفه العباسى طوعا وكرها فى هذا الوقت لانه الرجل الوحيد الذى كان له جيش يستطيع من خلاله ان يحمى بيضه الاسلام وان يكون عونا قويا للخلافه فى مواجهه اعداء الاسلام وكان الرجل لا يبغى اكثر من ان يكون الملك الفعلى لدوله الاسلام الحديثه فى ظل مباركه شرعيه من الخلافه التى يخضع لها كل المسلمين فى انحاء الدنيا راضيه ان تكون اسما او رمزا فقط
ما اصل السلاجقه
ينتسب السلاجقة إلى جدهم دقاق الذي كان وأفراد قبيلته في خدمة أحد ملوك الترك الذي كان يعرف باسم بيغو وكان دقاق في هذه المرحلة من تاريخ السلاجقة، مقدم الأتراك الغُز؛ مرجعهم إليه، لا يخالفون له قولاً، ولا يتعدون له أمراً وكان سلجوق بن دقاق في خدمة بيغو كما كان والده من قبل، حيث كان يشغل وظيفة عسكرية مهمة تعني مقدم الجيش وفي هذا الوقت تذكر المصادر أن مظاهر التقدم وعلامات القيادة بدت واضحة عليه حتى إن زوجة الملك أخذت تثير مخاوف زوجها منه لما رأت من حب الناس له وانصياعهم إليه، إلى الحد الذي أغرته بقتله وما إن عرف سلجوق بذلك حتى أخذ أتباعه ومن أطاعه وتوجه إلى دار الإسلام وأقام بنواحي جند قريباً من نهر سيحون، وفيها أعلن سلجوق إسلامه وأخذ يشن غاراته على الكفار الترك جهوداً كبيرة في حماية السكان المسلمين الآمنين من غاراتهم فازدادت قوتهم وتوسعت أراضيهم وقد أكسبهم ذلك كله احترام الحكام المسلمين المجاورين لهم فقد غزا ميكائيل بن سلجوق بعض بلاد الكفار من الترك فقاتل حتى استشهد في سبيل الله وبعد وفاة سلجوق في جند، خلف عدداً من الأولاد ساروا على سياسة والدهم في شن الغارات على الترك الوثنيين وبذلوا جهوداً كبيرة في حماية السكان المسلمين الآمنين من غاراتهم فازدادت قوتهم وتوسعت أراضيهم وقد أكسبهم ذلك كله احترام الحكام المسلمين المجاورين لهم فقد غزا ميكائيل بن سلجوق بعض بلاد الكفار من الترك فقاتل حتى استشهد في سبيل الله
يعد عام 429هـ البداية الفعلية لقيام السلطنة السلجوقية في خراسان، لأن طغرل بك باشر، منُذ ذلك التاريخ, مهامه السياسية والقيادية والإدارية. وأما اعتراف الخليفة العباسي به سلطاناً, والذي جاء متأخراً، في عام 432هـ، فلم يغير من الواقع فاعتراف الخليفة هو بمثابة اعتراف بالأمر الواقع، كما أنه شكلي فقط لإضفاء الشرعية على السلطنة الناشئة حتى يرضى عنها الناس ويقبلوا بحكمها، لأن الخلافة لم تكن تملك قوة مادية تسمح بالتدخل والمساهمة في الأحداث السياسية، وكان الخليفة يعترف عادة بالسلطان المنتصر والدولة المنتصرة
كان لقيام السلطنة السلجوقية أثر كبير في تاريخ المشرق الإسلامي وغربي آسيا بشكل خاص والتاريخ الإسلامي بعامة ذلك أن السلطنة قد أسهمت في توجيه الأحداث السياسية في المشرق الإسلامي بشكل بارز، وفي رسم سياسة توسعية باتجاه العالم النصراني، لنشر العقيدة الإسلامية
إن ما حققه طغرل بك من نجاح أغراه بالتمدد نحو العراق، قلب العالم الإسلامي للسيطرة على الخلافة العباسية وإقامة دولة سلجوقية مترامية الأطراف، يُعد هذا التوجه طبيعيا فكل من سبقوه في السيطرة على خراسان تطلَّعوا إلى التمدد نحو الغرب للسيطرة على بغداد والتحكم بمقدرات الخلافة أضف إلى ذلك، فقد هدف طغرل بك إلى إنقاذ الخلافة، والمذهب السنيَّ من السيطرة البويهية الشيعية
من هو البطل القائد فى هذه المعركه
ألب أرسلان (محمد) الأسد الشجاع
هو السلطان الكبير، الملك العادل، عضد الدولة، أبو شجاع ألب أرسلان، محمد بن السلطان جغري بك داود ميكائيل بن سلجوق بن تُقاق بن سلجوق التركماني، الغزى من عظماء ملوك الإسلام وأبطالهم ملك بعد عمه طغرل بك وكان عادلا سار في الناس سيرة حسنة كريما رحيما شفوقا على الرعية رفيقا على الفقراء بارا بأهله وأصحابه ومماليكه كثير الدعاء بدوام ما أنعم به عليه، كثير الصدقات يتصدق في كل رمضان بخمسة عشر ألف دينار ولا يعرف في زمانه جناية ولا مصادره بل يقنع من الرعايا بالخراج في قسطين رفقا بهم
أولاً: اجتماع الكلمة عليه: اعتمد ألب أرسلان في الوزارة على نظام الملك، وكان وزير صدق، يكرم العلماء والفقراء، ولما عصى الملك شهاب الدولة وخرج عن الطاعة، وطمع في أخذ الملك من ألب أرسلان وكان من بني عم طغرل بك، فجمع وحشد واحتفل له ألب أرسلان فقال له الوزير أيها الملكزلا تخف فإني قد استخدمت لك جنداً ليلياً يدعون لك وينصرونك بالتوجه في صلواتهم وخلواتهم، وهم العلماء والصلحاء فطابت نفسه بذلك، فحين التقى مع قتلمش لم ينظره أن كسره وقتل خلقاً من جنوده وقُتل قتلمش في المعركة واجتمعت الكلمة على ألب أرسلان وعظم أمره وخطب له على منابر العراق والعجم وخراسان ودانت له الأمم
ثانيا سماحه للسيدة زوجة طغرل بك وابنة الخليفة بالرجوع إلى بغداد: ففي سنة 456هـ أذن ألب أرسلان للسيدة ابنة الخليفة في الرجوع إلى بغداد وأرسل معها بعض القضاة والأمراء، فدخلت بغداد في تجمل عظيم وخرج الناس للنظر إليها، فدخلت ليلاً في أبهة عظيمة، ففرح الخليفة وأهلها بذلك وأمر الخليفة بالدعاء للملك ألب أرسلان على المنابر في الخطب فقيل في الدعاء اللهم وأصلح السلطان المعظم عَضُدَ الدولة وتاج الملة ألب أرسلان أبا شجاع محمد بن داود. وجلس الخليفة للناس جلوساً عاماً وبايعهم للملك ألب أرسلان
ثالثاً: جهاده في سبيل الله: كان ألب أرسلان - كعمه طغرل بك قائداً ماهراً مقداما وقد اتخذ سياسة خاصة تعتمد على تثبيت أركان حكمه في البلاد الخاضعة لنفوذ السلاجقة، قبل التطلع إلى إخضاع أقاليم جديدة، وضمها إلى دولته،كما كان متلهفاً للجهاد في سبيل الله، ونشر دعوة الإسلام في داخل الدولة المسيحية المجاورة له، كبلاد الأرمن وبلاد الروم، وكانت روح الجهاد الإسلامي هي المحركة لحركات الفتوحات التي قام بها ألب أرسلان وأكسبتها صبغة دينية، وأصبح قائد السلاجقة زعيماً للجهاد، وحريصاً على نصرة الإسلام ونشره في تلك الديار، ورفع راية الإسلام خفاقة على مناطق كثيرة من بقاع الاسلام وأراضي الدولة البيزنطية لقد بقي سبع سنوات يتفقد أجزاء دولته المترامية الأطراف، قبل أن يقوم بأي توسع خارجي، وعندما أطمأن على استتباب الأمن وتمكن حكم السلاجقة في جميع الأقاليم والبلدان الخاضعة له، أخذ يخطط لتحقيق أهدافه البعيدة، وهي فتح البلاد المسيحية المجاورة لدولته، وإسقاط الخلافة الفاطمية العبيدية في مصر وتوحيد العالم الإسلامي تحت راية الخلافة العباسية السنية ونفوذ السلاجقة، فأعد جيشاً كبيراً اتجه به نحو بلاد الأرمن وجورجيا فافتتحها وضمها إلى مملكته، كما عمل على نشر الإسلام في تلك المناطق وأغار ألب أرسلان على شمال الشام وحاصر الدولة المرداسية في حلب، والتي أسسها صالح بن مرداس على المذهب الشيعي سنة 414هـ وأجبر أميرها محمود بن صالح بن مرداس على إقامة الدعوة للخليفة العباسي بدلاً من الخليفة الفاطمي العبيدي سنة 462هـ ثم أرسل قائد الترك أتسنسر بن أوق الخوارزمي في حملة إلى جنوب الشام فانتزع الرملة وبيت المقدس بدلاً من الفاطميين العبيديين، ولم يستطيع الاستيلاء على عسقلان التي تعتبر بوابة الدخول إلى مصر، وبذلك أضحى السلاجقة على مقربة من قاعدة الخليفة العباسي والسلطان السلجوقي داخل بيت المقدس وفي سنة 462هـ ورد رسول صاحب مكة محمد بن أبي هاشم إلى السلطان يخبره بإقامة الخطبة للخليفة القائم وللسلطان وإسقاط خطبة حاكم مصر العبيدي، وترك الأذان بـ«حي على خير العمل» فأعطاه السلطان ثلاثين ألف دينار وقال له: إذا فعل أمير المدينة كذلك أعطيناه عشرين ألف دينار وكان حريصاً على إقامة العدل في رعاياه وحفظ أموالهم وأعراضهم، بلغه أن غلاماً من غلمانه أخذ إزاراً لبعض التجار فصلبه فارتدع سائر المماليك به، خوفاً من سطوته، وكتب إليه بعض السُّعاة في نظام الملك، فاستدعاه وقال له: إن كان هذا صحيحاً فهذَّب أخلاقك، وأصلح أحوالك، وإن لم يكن صحيحاً فاغفر لهم زلتهم بمُهمَّ يشغلهم عن السعاية بالناس وكان كثيراً ما يقرأ عليه تواريخ الملوك وآدابهم، وأحكام الشريعة، ولما اشتهر بين الملوك بحُسن سيرته، ومحافظته على عهوده أذعنوا له بالطاعة والموافقة بعد الامتناع وحضروا عنده من أقاصي ما وراء النهر إلى أقاصي الشام
ومن الدروس مما مضى، أهمية دراسة التاريخ للقادة السياسيين وزعماء الأمة، فمن خلاله يتعرفون على سنن الله وعوامل نهوض الدول وأسباب سقوطها، فقد كان ألب أرسلان مهتما بدراسة تاريخ الأمم
بدايه الاشتباك واسبابه
نهض الإمبراطور البيزنطي رومانوس الرابع ديوجينوس ليوقف تقدم المغيرين، ومنعهم من التوغل أكثر في عمق الأراضي البيزنطية، وقاد حملتين عسكريتين ضد الأجزاء الشمالية لبلاد الشام بين عامي 461هـ و462هـ فهاجم منطقة حلب، عقدة المواصلات التجارية والعسكرية بين العراق وأرمينية والأناضول وبلاد الشام، واصطدمت قواته بقوات محمود بن نصر المرداسي وبني كلاب، وابن حسان الطائي ومن معهم من جموع العرب وانتصر عليهم إلا أن الإمبراطور انسحب من المنطقة على عجل دون أن يستثمر انتصاره، بعد ورود أخبار عن توغل قوات تركية بقيادة الأفشين في عمق الأراضي البيزنطية، وفتحها مدينة عمورية، وأنها بصدد التوجه نحو القسطنطينية، كما أن نفاد المؤن كان سبباً آخر دفعه إلى العودة إلى بلاده وكان السلطان ألب أرسلان ينتظر فرصة سانحة ليحقق حلمه بضم بلاد الشام ومصر إلى الأملاك السلجوقية، وأتاح له النزاع الذي حصل بين أركان الحكم في مصر من أجل السيطرة والتسلط على المستنصر الفاطمي هذه الفرصة، كان ناصر الدولة الحسين بن الحسن الحمداني أحد أبرز القادة في القاهرة، وقد انتصر على تحالف ضم الوزير ابن أبي كدية وألدكوز قائد عسكر الأتراك وذلك في عام 462هـ، وتمادى في تخطيطه وقرّر القضاء على الدولة الفاطمية وإقامة الدعوة العباسية، فأرسل أبا جعفر محمد بن البخاري قاضي حلب، إلى السلطان السلجوقي يطلب منه أن يرسل جيشاً إلى مصر، يساعده في تحقيق هدفه وفور تسلمه الدعوة، جهَّز ألب أرسلان جيشاً كبيراً وخرج على رأسه من خراسان متوجهاً إلى بلاد الشام لإخضاعها لسيطرة السلاجقة، ومن ثمَّ متابعة زحفه إلى مصر لإسقاط الدولة الفاطمية وضمَّ هذا البلد إلى السلطنة السلجوقية، لكن تحركه كان بطيئاً بسبب ما صادفه من عقبات كانت أولاها في الرها الواقعة تحت الحكم البيزنطي، فحاصرها في عام 463هـ وقاوم الرهاويون الحصار ببسالة بقيادة باسيل بن أسار الذي عيَّنه الإمبراطور البيزنطي رومانوس الرابع ديوجينوس حاكماً على المدينة، وقطع السلاجقة أشجار الحدائق وطمروا الخنادق بجانب الأسوار الشرقية كي يعبروا عليها، وقذفوا المدينة بالمجانيق، وشرع النقابون في حفر فجوات في السور، ولكن دون جدوى، واستعصت المدينة على السلطان ألب أرسلان واضطر إلى التفاهم مع سكانها بعد نيف وثلاثين يوماً من الحصار المتواصل ثم تابع طريقه إلى حلب لضمها حتى يمنع أي محاولة التفاف من جانب البيزنطيين من جهة الجنوب، غير أن قسماً من جيشه تقاعس عن المضي معه بسبب تأخير أرزاقهم، فاضطر أن يتابع زحفه بمن بقي معه من الجيش وعددهم أربعة آلاف مقاتل، فعبر نهرالفرات 463هـ ودخل أراضي الإمارة وقدم له جميع أمراء الجزيرة الولاء أمثال شرف الدولة مسلم بن قريش العقيلي أمير الموصل، ونصر بن مروان أمير ميافارقين، وابن وثاب أمير حرّان، بالإضافة إلى أمراء الترك والديلم
موقعة ملاذ كرد سنة 463
قام ألب أرسلان بحملة كبيرة ضد الأقاليم النصرانية المجاورة لحدود دولته، وقاد جيشه نحو جنوب أذربيجان واتجه غرباً لفتح بلاد الكُرج والمناطق المطلة على بلاد البيزنطيين وكان سكان الكرج يكثرون من الغارة على أذربيجان فأصبحوا مصدر قلق لسكان المنطقة، وانضم إليه وهو في مدينة مرند في أذربيجان أحد أمراء التركمان ويدعى طغتكين، وكان دائم الغارة على تلك المنطقة، عارفا بمسالكها, واجتاز الجيش السلجوقي نهر الرس في طريقه إلى بلاد الكرج، وفصل ألب أرسلان أثناء زحفه، قوة عسكرية بقيادة ابنه ملكشاه ووزيره نظام الملك هاجمت حصوناً ومدنا بيزنطية منها حصن سرماري ومدينة مريم نشين الحصينة وفتحها واستمرت فتوحاته الكبيرة في الأراضي الأرميني ويبدو أن ملك الكُرج هاله التوغل السلجوقي في عمق المناطق الأرمينية فهادن ألب أرسلان وصالحه على دفع الجزية, ونتيجة لهذا التوغل السلجوقي أضحى الطريق مفتوحاً أمام السلاجقة للعبور إلى الأناضول بعد أن سيطروا على قلب أرمينية فأغاروا على المناطق الحدودية واستولوا على دروب الأمانوس في عام 459هـ وهاجموا قيصرية حاضرة كبادوكية في العام التالي جرى كل ذلك ولم يبذل الإمبراطور البيزنطي جهداً كبيراً لمقاومة هذه الغارات، مما شجعهم على التوغل في عمق الأناضول فوصلوا إلى نيكسار وعموريه في عام 461هـ وإلى قونية في العام التالي، وإلى خونية القريبة من ساحل بحر إيجه في عام 463هـ، شكل فتح السلاجقة لبلاد الكرج والقسم الأكبر من أرمينية، تحدياً لبيزنطة وبخاصة بعد أن أدرك الإمبراطور البيزنطي، أن ألب أرسلان يصبغ غزوه للبلاد بصبغة الجهاد الديني، وهو يطبع المناطق المفتوحة بالطابع الإسلامي، مما جعل نشوب الحرب بين المسلمين والبيزنطيين أمرا لا مفر منه
1- تآمر ملك الروم على الإسلام
خرج ملك الروم رومانوس في جمع كبير من الروم والروس والكرج والفرنجة وغيرهم من الشعوب النصرانية، حتى قدر ذلك الجمع بثلاثمائة ألف جندي
ويقول العلامه المؤرخ الحافظ ابن كثير فى كتابه العظيم البدايه والنهايه
أقبل ملك الروم أرمانوس في جحافل أمثال الجبال من الروم والكرخ والفرنج وعدد عظيم وعدد ومعه خمسة وثلاثون ألفا من البطارقة بالاضافه الى مائتا ألف فارس ومعه من الفرنج خمسة وثلاثون ألفا ومن الغزاة الذين يسكنون القسطنطينية خمسة عشر ألفا ومعه مائة ألف نقاب وحفار والف روز جاري ومعه أربعمائة عجلة تحمل النعال والمسامير والفا عجلة تحمل السلاح والسروج والغردات والمناجيق منها منجنيق عدة ألف ومائتا رحل وأهله ومن عزمه قبحه الله أن يبيد الاسلام وقد أقطع بطارقته البلاد حتى بغداد واستوصى نائبها بالخليفة خيرا فقال له ارفق بذلك الشيخ فإنه صاحبنا ثم إذا استوثقت ممالك العراق وخراسان لهم مالوا على الشام وأهله ميلة واحدة فاستعادوه من أيدي المسلمين والقدر يقول لعمرك إنهم في سكرتهم يعمهون
بدايه موفقه
ارسل ارمانوس قوات الطلائع البيزنطيه وكان قوامها عشرون الفا من الفرسان الرومانيه ولكن القائد الب ارسلان اعد لهم كمينا بين جبلين فابادهم عن اخرهم ولم ينج منهم احد واستطاع ان يمهد ارض المعركه المناسبه لخططه
اندلاع المعركة وانتصار المسلمين: أعد المسلمون العدة للمعركة الفاصلة واجتمع الجيشان يوم الخميس الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة 463هـ، فلما كان وقت الصلاة من يوم الجمعة صلى السلطان بالعسكر ودعا الله تعالى وابتهل وبكى وتضرع وقال لهم: نحن مع القوم تحت الناقص وأريد أن أطرح نفسي عليهم في هذه الساعة التي يُدعى فيها لنا وللمسلمين على المنابر، فإما أن أبلغ الغرض وإما أن أمضي شهيداً إلى الجنة، فمن أحب أن يتبعني منكم فليتبعني، ومن أحب أن ينصرف فليمض مصاحباً فما هاهنا سلطان بأمر ولا عسكر يؤمر فإنما أنا اليوم واحد منكم، وغاز معكم، فمن تبعني، ووهب نفسه لله ومن مضى حقت عليه النار والفضيحة. فقالوا: مهما فعلت تبعناك فيه وأعناك عليه فبادر ولبس البياض وتحنط استعداداً للموت
عرض السلطان ألب أرسلان المصالحة على ملك الروم ثم أرسل السلطان ألب أرسلان من قبله وفداً إلى إمبراطور الروم وعرض عليه المصالحة ولكنه تكبر وطغى ولم يقبل العرض
وقال: هيهات لا هدنة ولا رجوع إلا بعد أن أفعل ببلاد الإسلام مثل ما فُعل ببلاد الروم وجاء في رواية: لا هدنة إلا ببذل الري، فحمى السلطان وشاط
فقال إمامه أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري الحنفي
إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره وإظهاره على سائر الأديان، وأرجو أن يكون الله قد كتب باسمك هذا الفتح فالقهم يوم الجمعة في الساعة التي يكون الخطباء على المنابر، فإنهم يدعون للمجاهدين
تعالى فله الجنة أو الغنيمة, وقال: إن قتلت فهذا كفني ثم وقع الزحف بين الطرفين ونزل السلطان ألب أرسلان عن فرسه ومرغ وجهه بالتراب وأظهر الخضوع والبكاء لله تعالى وأكثر من الدعاء ثم ركب وحمل على الأعداء، وصدق المسلمون القتال وصبروا وصابروا حتى زلزل الله الأعداء وقذف الرعب في قلوبهم، ونصر الله المسلمين عليهم، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وأسروا منهم جموعاً كبيرة، كان على رأسهم ملك الروم نفسه الذي أسره أحد غلمان المسلمين فأحضر ذليلاً إلى السلطان فقّنعه بالمِقرعة،
وقال ويلك ألم أبعث أطلب منك الهدنة؟
قال:
دعني من التوبيخ.
قال
ما كان عزمك لو ظفرت بي؟
قال
كل قبيح,
قال:
فما تؤمَّلُ وتظُن بي؟
القتل أو تشهرني في بلادك، والثالثة بعيدة: العفو وقبول الفداء قال ما عزمت على غيرها، فاشترى نفسه بألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار، وإطلاق كل أسير في بلاده، فخلع عليه، وبعث معه عدة وأعطاه نفقة توصله. وأما الروم فبادروا وملَّكوا آخر، فلما قرب أرمانوس شعر بزوال ملكه، فلبس الصوف، وترهب، ثم جمع ما وصلت يده إليه نحو ثلاثمائة ألف دينار، وبعث بها، واعتذر وقيل إنه غلب على ثغور الأرمن
-نتائج ملاذكرد 463هـ
تعتبر معركة ملاذكرد من المعارك الفاصلة في التاريخ ويسميها بعض المؤرخين باسم الملحمة الكبرى وتعد أكبر نكسة في تاريخ الإمبراطورية البيزنطية وأصبحت الأراضي البيزنطية تحت رحمة السلاجقة, وبذلك يكون السلاجقه قد تابعوا الجهاد الذي قام به المسلمون ضد الروم
لم يكن هذا الانتصار انتصاراً عسكرياً فقط بل كان انتصاراً دعوياً للإسلام، إذ انتشر السلاجقة في آسيا الصغرى عقب معركة ملاذكرد وضموا إلى ديار الإسلام مساحة تزيد على 400 ألف كم، عم الإسلام تلك الجهات منذ ذلك الوقت ولم يكن دخلها أبداً من قبل فإن هذه المرحلة من تاريخ الإسلام كانت مرحلة امتداد وتوسع أيضاً ولم تكن مرحلة جمود وتوقف كما يتصور كثير من الناس ممن يقرأون التاريخ الإسلامي على عجالة ويتوقفون عند نهاية العصر العباسي الأول ويجملون العصر الثاني بكلمات تدل على الضعف والتفكك والتوقف وخصوصاً إذا ذهبنا إلى المغرب والأندلس حيث دولة المرابطين السنية التابعة للخلافة العباسية، فبعد ست سنوات من معركة ملاذكرد, أي في عام 469هـ, استطاع المرابطون في المغرب أن يفتحوا عاصمة إمبراطورية غانا «كومبي صالح» وأن يفرضوا الإسلام على جميع البلاد, وقد وافق ملك غانا «تنكامنين» على الدخول في الإسلام والخضوع لسلطان المرابطين، وقد دخل كثير من الشعب في الإسلام أيضاً، وبذا تكون ديار الإسلام قد امتدت في إفريقيا على مساحة جديدة تقرب من نصف مليون كيلو متر مربع وفي الوقت نفسه فقد اتسعت ديار الإسلام في الجنوب الشرقي في الهند وفتحت مساحات واسعة من شمال تلك البلاد
تعتبر هزيمة البيزنطيين في ملاذكرد نقطة تحول في التاريخ الإسلامي البيزنطي فلأول مرة يقع الإمبراطور نفسه أسيراً في أيدي المسلمين فهي لا تقل أهمية عن اليرموك ونتائجها، فإذا كانت هذه الأخيرة قررت مصير بلاد الشام، فإن الأولى قد قررت مصير آسيا الصغرى، التي نجح الأتراك السلاجقة في فتحها والتوغل فيها، وكانت بذلك لبنة اجتثت من بناء الدولة البيزنطية فمهدت لسقوطها، فعندما فقدت الإمبراطورية ولاياتها الغنية في آسيا الصغرى، أصبحت القسطنطينية رأساً حُرم من الجسد الذي يسنده, وبذلك غدت آسيا الصغرى برمتها مكشوفة أمام السلاجقة، وهكذا بضربة واحدة دفعت الحدود التقليدية التي طالما فصلت بين الإسلام والمسيحية 400 ميل إلى الغرب, ولأول مرة استطاع الأتراك السلاجقة أن يحرزوا مكاناً ثابتاً في تلك البقاع ومنُذ ذلك الحين فقد الرؤساء والجنود شجاعتهم، ولم تحرز الإمبراطورية نصراً على الإطلاق
ومن نتائج ملاذكرد أن قضى السلاجقة على التحالف البيزنطي الفاطمي، واضطرت بيزنطة إلى مصالحتهم، أما أرمينية فقد زالت منها الإدارة البيزنطية هجرها سكانها وخضعت المدن الأرمينية للسلاجقة كما انهار نظام الدفاع البيزنطي الذي تولاه أمراء التخوم، وبذلك تعرض نظام الثغور لضربة قاسية لاسيما أن بيزنطة لجأت بعد المعركة إلى إنزال حاميات من الجند المرتزقة في أرمينية، ولم تحاول الاستعانة بالسكان الأصليين
تُعد معركة ملاذكرد أشد ما وقع في التاريخ البيزنطي من كوارث، بل إنها أكبر كارثة حلت بالإمبراطورية البيزنطية حتى نهاية القرن الخامس الهجري، وجاءت دليلاً على نهاية دور الدولة البيزنطية في حماية النصرانية من ضغط الإسلام, وفي حراسة الباب الشرقي لأوربا من غزو المسلمين، وتراءى للصليبيين فيما بعد أن البيزنطيين فقدوا على أرض المعركة ما اتخذوه من لقب حماة العالم النصراني، وبررت هذه المعركة ما جرى من تدخل الغرب الأوربي، لأن بيزنطة لم يعد بوسعها حماية العالم النصراني في الشرق وأصبحت عاجزة عن أن تُلقي بجيش في المعركة لأعوام عديدة كما أن هذه المعركة مهدت الطريق ويسرت السبل للقضاء على سيطرة البيزنطيين على أكثر أجزاء منطقة آسيا الصغرى، مما ساعد على القضاء على الدولة البيزنطية نفسها، بعد ذلك على أيدي الأتراك العثمانيين
يعد الأتراك أكثر العناصر العسكرية الأجنبية إفادة من الأوضاع المضطربة التي سادت المجتمع البيزنطي والوضع السياسي بعد معركة ملاذكرد. فقد حاولت الأطراف المتنازعة في بيزنطة أن تستعين بالقوات التركية ضد بعضها البعض مما أتاح للسلاجقة، التوغل في صميم الحياة البيزنطية
أقدمت السلطات البيزنطية في القسطنطينية على عزل الإمبراطور رومانوس الرابع وأجلست مكانه ميخائيل السابع بن قسطنطين العاشر دوقاس، وحاول رومانوس في غمرة هذا الصراع أن يستعين بالقوات التركية، غير أن الهزيمة لحقت به وتقرر إلقاء القبض عليه وسمل عينيه.
انتهج معظم الأباطرة البيزنطيين بعد رومانوس الرابع نهجه في الاستعانة بالأتراك كلما واجهتهم محنة، فعندما أعلن روبيل بايليل قائد قوات الفرنج المرتزقة العصيان على الدولة البيزنطية استعان ميخائيل السابع بالقوات التركية لقمع حركته، كما استعان بالأخوين منصور وسليمان، من أقارب السلطان ألب أرسلان، للقضاء على ثورة نقفور بوتانياتسى على أن الأخوين لم يلبثا أن تخليا عن الإمبراطور ودخلا في خدمة بوتانياتس، فأنزلهما في مدينة نيقية وعلى هذا النحو استولى الأتراك على مقاطعتي جالايتا في وسط بلاد الأناضول وفريجيا المجاورة.
ط- لقد حقَّق ألب أرسلان هدفه، إذ كفل الحماية لجناح جيشه، وأزال خطر التقارب بين بيزنطة والفاطميين، وانصرف بعد ذلك لمواصلة القتال في إقليم ما وراء النهر حيث قضى نحبه عام 465هـ ولم ينفذ ابنه وخليفته في الحكم، ملكشاه, إلى آسيا الصغرى، غير أن رعاياه من الأتراك اتخذوا من سهول وسط آسيا الصغرى، مراعى تنتجعها الأغنام، وعهد إلى ابن عمه سليمان بن قُتلمش بأن يستولي على هذا الإقليم لصالح الأقوام التركية
دروس وعبر وفوائد: تظهر مجموعة من الفوائد والدروس والعبر من معركة ملاذكرد منها:
أهمية الإخلاص لله والاستعداد للموت في سبيله واللجوء إليه في تحقيق انتصارات المسلمين في معاركهم الكبرى.
دور العلماء في تثبيت القادة والجنود وتذكيرهم بالله واليوم الآخر وأثر الوعظ والتذكير في شجاعة الجنود واندفاعهم وخصوصاً عندما يكون العلماء في ميادين النزال وساحات المعارك.
- من أسباب النصر وجود القائد الخبير المحنك والجيش القوى المنظم.
- أهمية الصبر عند مواجهة الأعداء في المعارك, تلك الصفة الربانية التي أمر الله بها: +يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" فالجيوش الإسلامية التي تتحلى بهذه الصفة يحالفها نصر الله تعالى.
ويقول الفريق الركن محمود شيت خطاب
ان الرماه السلاجقه فى هذه المعركه كانو افضل فرقه عسكريه فى تاريخ الصراع الحربى البشرى
لان هؤلاء الرماه البالغ عددهم نصف الجيش تقريبا اى حوالى ثمانيه الالاف لم يمكنوا الفرسان الرومانيه من المشاركه فى المعركه بحرفيه او باى نوع من التكتيك المعهود اليهم لقد سحقت السهام السلجوقيه كل الفرق الفرسانيه الرومانيه من عن طريق الاجناب اذا قام القائد الب ارسلان بتوزيعهم على هيئه خطين متوازيين على جانبى الممر الذى يسمى بالزهوه وهو طريق ضيق اضطر الب ارسلان الرومان الى عبوره للدخول فى المعركه ولكنه بحنكته العسكريه سبقهم اليه بفرقته الراميه القويه فقاموا بتحييد الفرسان فى المعركه عن طريق امطارهم بالسهام طيله الوقت ولما اراد الرومان ان يكبسوا الروماه من الاجناب قام الب ارسلان بانسحاب تكتيكى الى مفارز الطريق فمنعهم من التقهقر عندما ارادوا الفرار من وابل السهام الساحقه التى تم امطارهم بها على حين غره من الفرسان الراكبه ومن مشاته السريعين جدا
ويضيف الفريق الركن قائلا
ان المعركه كانت مستحيله على الجيش الاسلامى تماما ولكن بسبب حرفيه القائد المسلم استطاع ان يجعل الرومان فى مكان ضيق يسهل له ان يبيدهم وقتما شاء وان يفعل ما يريد ما دامت الارض لم تمكن الرومان من الحركه السريعه والتكتيكيه
وقال ايضا ان الغرور الشديد للامبراطور البيزنطى نظرا لفارق العدد الرهيب الذى يبلغ من 1-75 هو من جعل الب يضطر الى الابتكار فى الخطه التى لم يسبقه اليها احد من قبله والله ولى التوفيق
وغدا ان شاء الله
موقعه الزلاقه
- الجمانةعضو خبير
- عدد الرسائل : 748
العمر : 30
الموقع : فلسطين
البلد :
نقاط : 1012
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 18/06/2010
رد: يوم من ايام الله موقعه ملاذكرد
الجمعة 17 سبتمبر 2010, 13:26
شكرا لك اخي احمد ولكن العنوان لم يكن واضحا ليعطي فكرة الموضوع ولكن ان الموضوع في رائع ويحتل القمة
وهذا ما نلاحظه دوما على ما تقدم اخي احمد
مشكووووووووور
وهذا ما نلاحظه دوما على ما تقدم اخي احمد
مشكووووووووور
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى