"حافلات قتل المسافرين"..حياة الجزائري أرخص من 10 دينارا
الإثنين 18 أكتوبر 2010, 07:29
جشع السائقين يتسبب في ألف حادث خلال تسعة أشهر
أكثر من 1000 حادث مرور تسبب فيها سائقو الحافلات الخاصة منذ بداية السنة، ذهب ضحيتها العشرات من الأبرياء الذين لا ذنب لهم إلا أنهم اختاروا ركوب الحافلة، التي تحوّلت في الجزائر إلى وسيلة لقتل المسافرين، وليس لنقلهم المسافرين، وسط غياب تام للرقابة والضمير الحي، فالكثير من السائقين لا يرون في المواطن أكثر من تذكرة سفر قيمتها لا تتعدى أكثر من بضع دنانير.
جابت "الشروق" عدد من محطات النقل الحضري بالعاصمة وتنقلت على متن العديد من الحافلات، حيث شهدت العديد من المواقف الطريفة التي يضحك قليلها ويبكي كثيرها في زمن صار فيه الدينار أغلى من المواطن، هذا ما يفسر التعاملات اللاإنسانية من طرف عدد من الشباب الذين بات ربح مزيد من المال همهم الأوحد، وهو ما تسبب في عدد كبير من الحوادث التي إنجر عنها حصد أرواح الأبرياء مثلما حدث للحافلة التي كانت تقل أكثر من طاقتها، فانتهى بها المطاف إلى السقوط في البحر من ارتفاع يزيد عن 50 مترا في باب الواد بالعاصمة على الساعة السادسة صباحا فلقي معظم الركاب حتفهم.
"اللي ماعجبوش الحال يركب طاكسي"
هي عبارة طالما سمعها المواطن البسيط الذي يجرأ على الحديث مع السائق أو "الروسوفور" جراء بعض التجاوزات التي يرتكبونها على غرار مكوث حافلة النقل مدة طويلة في المحطات الفرعية بهدف استقطاب عدد إضافي من الركاب، مما يكلف المواطن التخلف عن مواعيده، قبل أن يدخل في مشادات كلامية قد تنتهي بما لا يحمد عقباه، وهذا ما عايناه في إحدى الحافلات المتجهة من بئر خادم إلى بن عكنون، حيث نزل أزيد من نصف الركاب في موقف "سعيد حمدين" مما دفع بصاحب الحافلة إلى التوقف قرابة العشرين دقيقة، جعلت أحد الركاب يخرج عن صمته ليتفجر غضبا ويتهم السائق بالطمع، مما أدى بالمتهم إلى إطلاق وابل من الشتائم والسب للراكب فتحوّل المكان إلى حلبة للمصارعة الكلامية تلاها شجار تسبب في إصابة عجوز على مستوى الرأس ففقدت وعيها، ولولا رجال الشرطة المارين بالمكان لحدث ما لا يحمد عقباه.
عندما يتحوّل الراكبون إلى قطيع للغنم
"واش حسبتنا كباش".. هي جملة يواجه بها الراكب طمع أصحاب الحافلات الذين يتعاملون مع الزبائن من منطلق الربح والخسارة، فتجدهم يدكسون الحافلة فوق طاقتها، وهو ما يجر في كثير من الأحيان الركاب وأصحاب الحافلات إلى الوقوع في مشادات كلامية قد تنتهي بحوادث وجرائم مثلما حدث للسائق الذي انهال عليه أحد الركاب ضربا في الخط الرابط بين العاصمة والبليدة، ولحسن الحظ فإنه كان يسوق بسرعة منخفضة وإلا تسبب في حادث أليم، والسبب هو إساءته معاملة زبائنه.
وقد شهدنا في هذا الإطار حادثا لسائق دخل بالركاب إلى محطة البنزين والحافلة ممتلئة عن آخرها، فعارض الركاب هذا التصرف غير القانوني قبل أن يرد عليهم السائق بالسب والكلام الجارح لرجال مرفوقين بزوجاتهم، مما جعلهم يشتكون للشرطة الذين كانوا في حاجز أمني خارج محطة البنزين في بئر مراد رايس فما كان من الشرطي إلى نزع وثائق السائق الذي راح يبكي ويعتذر للركاب.
تحرشات جنسية وعويل في الطرقات
كثيرة هي التجاوزات التي رصدناها من طرف العديد من القابضين في الحافلات والذين ينتمي جلهم إلى صنف الشباب المتهور الذي لا يفكر في عواقب ما يفعل من تجاوزات أخلاقية تمس بشكل خاص الفتيات، اللواتي يتعرضن يوميا إلى مضايقات وتحرشات كلامية من طرف "الروسوفور" أو السائق، فتجدهن تارة يغادرن الحافلة وتارة يخرجن عن صمتهن، وحتى اللواتي أهن برفقة أمهاتهن لا يسلكن من هذه التجاوزات حسب ما أكدته لنا السيدة "ن.و" التي تسببت في إدخال أحد أصحاب الحافلات المستشفى بعدما تحرش بابنتها الصغيرة التي لا يتجاوز سنها الـ 17 سنة، مما جعلها تهتف لابنها الكبير لتخبره بالأمر، والذي بدوره تحوّل إلى وحش أشبع صاحب الحافلة ضربا مبرحا كسرت على إثره يده ..، ومن التصرفات غير قانونية واللاأخلاقية هو الصراخ الذي يميز "الروسوفور" في محطات النقل والطرقات والتي عادة ما تتحوّل إلى مصدر إزعاج للمواطنين..
1000 حادث مرور منذ بداية السنة جراء التهور والجشع
كثيرا ما يقدم سائقو الحافلات على التسابق نحو المحطات للضفر بالأسبقية في نقل المسافرين وربح المزيد من المال، مما يتسبب في العديد من الحوادث، هذا ما أكدته مصالح الحماية المدنية التي كشفت عن أزيد من 1000 حادثة مست الحافلات الخاصة منذ مطلع السنة الجارية، وسجلت أغلب الحوادث بكل من العاصمة ووهران وقسنطينة وعنابة وبجاية وسطيف والبويرة، وسمحت عملية المراقبة التقنية الإجبارية لأكثر من 12 ألف مركبة نقل جماعي وحافلة، خلال السنة الماضية، بتحرير 1336 محضر منع فوري عن السير، »نظرا لما تشكله من خطورة على حياة المسافرين ومستعملي الطريق، بسبب العطب التقني المسجل على مستوى الفرامل، كما منعت خلال شهر جانفي من السنة الجارية 97 حافلة من السير الفوري، على إثر فحص 11 ألف مركبة مستعملة في النقل الجماعي، ويقدر عدد الحافلات التي يزيد عمرها عن 20 سنة، حسب الديوان الوطني للإحصائيات، 21 ألفا.
توقيف3181 حافلة خرقت القانون خلال 3 أشهر
أوقفت مصالح الأمن الوطني خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية 1223 حافلة للنقل الحضري جراء الحمولة الزائدة التي أدت في كثير من الأحيان إلى حوادث مرور بسبب تعطل الكوابح جراء الثقل الزائد مخلفة جرحى وقتلى، كما تم توقيف 1474 حافلة بسبب توقفها في نقاط غير مسموحة، عادة ما تكون لإصعاد المواطنين بهدف الحصول على المزيد من المال، مما يتسبب في عرقلة حركة المرور، وأوقفت مصالح الأمن أيضا 376 حافلة جراء عدم احترامها لقوانين المرور على غرار السرعة الزائدة وتجاوز إشارات التوقف الاضطراري، وفيما يخص عدم احترام قواعد النظافة تم توقيف 108 حافلة معظمها من الطراز القديم.
مديرية النقل: "الناقلون لا يطبقون القانون وعلى المواطن التبليغ" أكدت مصالح مديرية النقل بالعاصمة على أن عددا كبيرا من أصحاب الحافلات يتعرضون شهريا لسحب وثائقهم جراء التجاوزات غير القانونية، على غرار عدم تسليم التذاكر التي تعد ضرورية لتأمين الراكب في حالة وقوع حادث، وإثبات قانونية صاحب الحافلة، بالإضافة إلى الحمولة الزائدة، والوقوف في النقاط غير المسموحة أو المكوث طويلا في المحطات الفرعية، هذا كله يعرض السائق للسحب الفوري للوثائق أو غرامة مالية تصل إلى 9 ملايين سنتيم في الشهر إذا دخلت الحافلة المحشر. وأضافت مصادرنا بأن المواطن الجزائري لا يملك ثقافة التبليغ عن التجاوزات مما سمح لأصحاب الحافلات بالتمادي في أخطائهم.
- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
رد: "حافلات قتل المسافرين"..حياة الجزائري أرخص من 10 دينارا
الإثنين 18 أكتوبر 2010, 11:59
تسعيرة التنقل من مستغانم إلى وهران تغيرت وأضحت 100دج للعين ...حسب أحد القابضين أنها قانونية باتفاق مديرية النقل لولاية مستغانم ونقابة الناقلين للمسافرين ...والاشعار معلق بداخل الحافلة شاهدة على ذلك بختم مديرية النقل ولكن الأغرب بلا إمضاء رسمي من مديرها ...هذا ما جعلنا نستفسره وننقاشه في التسعيرة ....
رد: "حافلات قتل المسافرين"..حياة الجزائري أرخص من 10 دينارا
الإثنين 18 أكتوبر 2010, 17:57
فاروق كتب:تسعيرة التنقل من مستغانم إلى وهران تغيرت وأضحت 100دج للعين ...حسب أحد القابضين أنها قانونية باتفاق مديرية النقل لولاية مستغانم ونقابة الناقلين للمسافرين ...والاشعار معلق بداخل الحافلة شاهدة على ذلك بختم مديرية النقل ولكن الأغرب بلا إمضاء رسمي من مديرها ...هذا ما جعلنا نستفسره وننقاشه في التسعيرة ....
ليكن في علمك التسعيرة غير مؤشر عليها من طرف مدير النقل بل من طرف النقابة, إلا أن القانون المنظم لهذا النشاط يحرر الاسعار بالنسبة للنقل الذي مسافته أكثر من 30 كلم بشرط تعليق الاسعار إضافة إلى تطابق الاسعار المعلقة للركاب مع الاسعار المدونة بالتذاكر , علما أن مديرية النقل تدخلت بالنسبة للخط عين تادلس - مستغانم و هذا لأن المسافة أقل من 30 كلم و فرضت على الناقلين الرجوع إلى التسعيرة القديمة.
- علبة سوداء في حافلات المسافرين والشاحنات لقياس السرعة
- قابضو حافلات الخواص لنقل المسافرين في قفص الاتهام: مواطنون تحت رحمة ''الروسوفور''••!
- النقل بالعاصمة...المواطن الجزائري ينقل في حافلات كالاغنام وهو يساوي ثمن تذكرة
- اللغة والشخصية في حياة الامم..بقلم المفكر الجزائري الكبير مولود قاسم
- "حافلات الموت".. 12 شرطا جديدا لوقف "القتل الجماعي"...وزارة النقل تصدر مخططا لتصفية حافلات الموت .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى