شبكات الجنس و"الزطلة" تستهدف أطفال الشوارع بالجزائر

أوصى الباحثون الأساتذة المختصون في علم الاجتماع المشاركون في فعاليات الملتقى الدولي حول أطفال الشوارع والذي احتضنته جامعة قالمة، بضرورة إنشاء مرصد وطني لمواجهة تنامي ظاهرة أطفال الشوارع في الجزائر، وكذا مراجعة قوانين حماية الطفولة، مع تشكيل هيئة استشارية تخوٌل لها صلاحيات متابعة الظاهرة والبحث عن الحلول اللازمة للتقليل من حدٌتها مع تفعيل دور الإعلام ومختلف منظمات المجتمع المدني للإهتمام أكثر بالعائلات الفقيرة التي تعتبر المصدر الرئيسي لهذه الفئة من المجتمع.

وقد أكد المتدخلون في الملتقى بأن ظاهرة أطفال الشوارع في الجزائر لم تصل بعد مرحلة الخطر مقارنة ببعض الدول العربية الأخرى، خاصة منها مصر والمغرب وهو ما لا يعني أبدا إهمال الظاهرة ومسبباتها، لأن المؤشرات الحالية تدعو بجدية للقلق وتنذر بعواقب مستقبلية وخيمة إذا ما استمرت الأوضاع على حالها في ظل الأوضاع الاجتماعية الخطيرة وانحلال الروابط العائلية، مما أفرز وجود أكثر من 134000 طفل تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و18 سنة تدفعهم الحاجة إلى دخول سوق العمل سنويا في الجزائر، عكس ما أعلنت عنه منظمة اليونيسيف سنة 2004 بوجود أكثر من 500000 طفل قاصر يعملون في الجزائر.

وقد أجمع الأساتذة المحاضرون في تدخلاتهم على أن الفقر والتفكك الأسري والتسرب المدرسي إضافة إلى تعقد مجالات الحياة المختلفة في المدن الكبرى من بين أكبر الأسباب المؤدية الى تزايد عدد أطفال الشوارع، مؤكدين في ذات السياق أن هؤلاء الذين لا يمكن تصنيفهم إلاٌ في خانة الأبرياء هم نتاج لتفاعلات إجتماعية وعائلية متعددة، مما يجعلهم هدفا سهلا لشبكات الجنس والمخدرات وعرضة حتى للتجنيد من طرف الجماعات المسلحٌة، كما أنهم يتعرضون في محيطهم لأبشع أنواع العنف والاستغلال. وأشار بعض الأساتذة إلى أن أطفال الشوارع يعانون باستمرار من عدٌة أمراض نفسية مزمنة ويتميزون بالعنف وتشتت الأفكار والخوف الدائم من الملاحقات والضرب والاعتداء الجنسي، ما يحوٌلهم مع تقدمهم في العمر إلى محترفين في مختلف أشكال الجرائم لرغبتهم الجامحة في الانتقام السائد بداخلهم والذي يلازمهم مدى الحياة.