- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
حتى هذه سنّة أيضا!؟
الأربعاء 17 نوفمبر 2010, 08:58
بعض تعليقات القراء أجد متعة في قراءتها خاصة تلك التي تنبهني إلى الهفوات والسقطات التي أرتكبها في عمودي من حين لآخر.. وأخبركم أنني أسترشد ببعض التعاليق التي تصوب اعوجاجي!
لكن هناك بعض التعاليق عندما أقرأها أزعف على الزميل الذي بيده عملية انتقاء التعاليق.. لأنه في بعض الأحيان ينشر تعاليق لا تستحق النشر.. ويصادر تعاليق جيدة تنتقد ما أكتبه بعمق وبمهارة!
ومن التعاليق التي كنت أتمنى أن لا تظهر للقراء تعليق الأخوين عمار من بسكرة وحلفاوي من المسيلة اللذين اتهماني ظلما بأنني حرّمت حلالا عندما أكتب على شيخ الإسلام تطبيق السنّة النبوية بالزواج من بنت جزائرية في سن ابنته!
والحقيقة أنني لم أحرّم مثل هذا الزواج.. بل فقط أعبت على الشيخ تطبيق السنة النبوية في الزواج بالصغيرة سنا.. ولم يطبقها في صورتها الأخرى الأجمل وهي الزواج بمن تكبره سنا بـ15 سنة! ماذا لو تزوج الشيخ المقصود بامرأة في سن أمه عوض أن يتزوج واحدة في سنة ابنته!؟ أليس في هذا تطبيق سنة نبوية شريفة ومحاكاة للرسول الأعظم الذي تزوج خديجة وهي تكبره بـ15 سنة؟! أم أن الشيخ لا يرى في هذا الزواج سنة كاملة ويرى في الزواج بمن هي في سن ابنته سنة مؤكدة ينبغي أن تتبع؟!
ولست في حاجة إلى القول بأن تطبيق السنة مع الكبيرة في الزواج قد يكون ثوابه عند اللّه أكبر من ثواب الزواج بمن هي في سن البنت! خاصة بعد الوضع الذي تعيشه الشعوب العربية في موضوع العنوسة والترمل! وحتى الطلاق!
أليس من الأفضل أن يكون الشيخ قدوة؟! قد يكون الشيخ يريد الثواب في الدنيا قبل الآخرة عندما فضل تطبيق السنة بالزواج بمن هي في سن ابنته على تطبيق نفس السنة بالزواج بمن هي في سن ابنته على تطبيق نفس السنة بالزواج بمن هي في سن أمه مثلا! ولكن الشيخ إنسان وخلق الإنسان عجولا؟!
ما رأيكم في الحراڤة الذين يذهبون إلى أوروبا ويتزوجون من كبيرات في السن من النساء الأوروبيات قصد الحصول على وثائق الإقامة؟! أليسوا في وضع يطبقون فيه السنة بصورة أفضل من الطريقة التي طبق بها هذا الشيخ السنة النبوية؟! فالحراڤة بفعل الحاجة أصبحوا أكثر فقها عمليا من شيخنا الجليل.. وأرجو أن تسلطوا ضوء عقولكم على هذا الأمر.. ولا ترجمونني بالباطل.. لأنني سمحت لنفسي بأن أرى الأمر بصورة أخرى على خلاف ما ترونه ويراه شيخ الإسلام!
سعد بوعقبة
أرى أن الشيخ يطبق نظرية عصرية وخصوصا في الجزائر بعد الاحصاء الأخير اكتشف أن عدد النساء أكثر من الرجال وأن الشبان عزفوا عن الزواج لأسباب إقتصداية ثقافية وإجتماعية وجنسية لذا هو وأمثاله الأغنياء أو تنعون في بحبوحة من المال ، يسعون في امتصاص الفائض فيتزوجون الصغيرات حتى يساهمون في التقليل من ذلك الفائض الخيالي الذي أمست عواقبه وخيمة على المجتمع بعدما أضحت المرأة عاملة مستقلة ،وزيادة على ذلك أن هناك أيادي مجرمة تستغلهن في الدعارة وأفلام الجنس ،وبذلك هذه الشريحة من الرجال يحمون البلاد من أخطر الموبيقات القاتلات للمجتمع الجزائري المحافظ ،أما الهجالة كما هو معروف عندنا فهي تقبض أجرة من زوجها المتوفى أو نفقة من المطلق أما العانسات فأولياؤهن لا يردن لهن الزواج ويفعلون كل ما وسعهم ليبقوهن في خدمة العائلة الكبيرة فيقمن بالطبخ والغسيل والكنس والتنظيف وهلم جرا من تلك الأعمال الشاقة الدائمة ...
لكن هناك بعض التعاليق عندما أقرأها أزعف على الزميل الذي بيده عملية انتقاء التعاليق.. لأنه في بعض الأحيان ينشر تعاليق لا تستحق النشر.. ويصادر تعاليق جيدة تنتقد ما أكتبه بعمق وبمهارة!
ومن التعاليق التي كنت أتمنى أن لا تظهر للقراء تعليق الأخوين عمار من بسكرة وحلفاوي من المسيلة اللذين اتهماني ظلما بأنني حرّمت حلالا عندما أكتب على شيخ الإسلام تطبيق السنّة النبوية بالزواج من بنت جزائرية في سن ابنته!
والحقيقة أنني لم أحرّم مثل هذا الزواج.. بل فقط أعبت على الشيخ تطبيق السنة النبوية في الزواج بالصغيرة سنا.. ولم يطبقها في صورتها الأخرى الأجمل وهي الزواج بمن تكبره سنا بـ15 سنة! ماذا لو تزوج الشيخ المقصود بامرأة في سن أمه عوض أن يتزوج واحدة في سنة ابنته!؟ أليس في هذا تطبيق سنة نبوية شريفة ومحاكاة للرسول الأعظم الذي تزوج خديجة وهي تكبره بـ15 سنة؟! أم أن الشيخ لا يرى في هذا الزواج سنة كاملة ويرى في الزواج بمن هي في سن ابنته سنة مؤكدة ينبغي أن تتبع؟!
ولست في حاجة إلى القول بأن تطبيق السنة مع الكبيرة في الزواج قد يكون ثوابه عند اللّه أكبر من ثواب الزواج بمن هي في سن البنت! خاصة بعد الوضع الذي تعيشه الشعوب العربية في موضوع العنوسة والترمل! وحتى الطلاق!
أليس من الأفضل أن يكون الشيخ قدوة؟! قد يكون الشيخ يريد الثواب في الدنيا قبل الآخرة عندما فضل تطبيق السنة بالزواج بمن هي في سن ابنته على تطبيق نفس السنة بالزواج بمن هي في سن ابنته على تطبيق نفس السنة بالزواج بمن هي في سن أمه مثلا! ولكن الشيخ إنسان وخلق الإنسان عجولا؟!
ما رأيكم في الحراڤة الذين يذهبون إلى أوروبا ويتزوجون من كبيرات في السن من النساء الأوروبيات قصد الحصول على وثائق الإقامة؟! أليسوا في وضع يطبقون فيه السنة بصورة أفضل من الطريقة التي طبق بها هذا الشيخ السنة النبوية؟! فالحراڤة بفعل الحاجة أصبحوا أكثر فقها عمليا من شيخنا الجليل.. وأرجو أن تسلطوا ضوء عقولكم على هذا الأمر.. ولا ترجمونني بالباطل.. لأنني سمحت لنفسي بأن أرى الأمر بصورة أخرى على خلاف ما ترونه ويراه شيخ الإسلام!
سعد بوعقبة
أرى أن الشيخ يطبق نظرية عصرية وخصوصا في الجزائر بعد الاحصاء الأخير اكتشف أن عدد النساء أكثر من الرجال وأن الشبان عزفوا عن الزواج لأسباب إقتصداية ثقافية وإجتماعية وجنسية لذا هو وأمثاله الأغنياء أو تنعون في بحبوحة من المال ، يسعون في امتصاص الفائض فيتزوجون الصغيرات حتى يساهمون في التقليل من ذلك الفائض الخيالي الذي أمست عواقبه وخيمة على المجتمع بعدما أضحت المرأة عاملة مستقلة ،وزيادة على ذلك أن هناك أيادي مجرمة تستغلهن في الدعارة وأفلام الجنس ،وبذلك هذه الشريحة من الرجال يحمون البلاد من أخطر الموبيقات القاتلات للمجتمع الجزائري المحافظ ،أما الهجالة كما هو معروف عندنا فهي تقبض أجرة من زوجها المتوفى أو نفقة من المطلق أما العانسات فأولياؤهن لا يردن لهن الزواج ويفعلون كل ما وسعهم ليبقوهن في خدمة العائلة الكبيرة فيقمن بالطبخ والغسيل والكنس والتنظيف وهلم جرا من تلك الأعمال الشاقة الدائمة ...
- آمال جزائري (pasa)عضو نشيط
- عدد الرسائل : 117
الموقع :
البلد :
نقاط : 166
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 27/07/2010
رد: حتى هذه سنّة أيضا!؟
الأربعاء 17 نوفمبر 2010, 11:11
ههههههه في الحقيقة لا أدري عن هذا الشيخ شيئا و لا ما هو الأمر و لكن أتفق معك في كل ما أدرجته و اخترت الفقرة بالذات لعمقها ، أرى أيضا أن المرأة تعمل منذ القديم فقط الإطار هو الذي تغيرو تحيا المرأة العاملة المستقلة.فاروق كتب:
أليس من الأفضل أن يكون الشيخ قدوة؟! قد يكون الشيخ يريد الثواب في الدنيا قبل الآخرة عندما فضل تطبيق السنة بالزواج بمن هي في سن ابنته على تطبيق نفس السنة بالزواج بمن هي في سن ابنته على تطبيق نفس السنة بالزواج بمن هي في سن أمه مثلا! ولكن الشيخ إنسان وخلق الإنسان عجولا؟!
...
- المحترفمشرف منتدى أخبار و تاريخ مستغانم
- عدد الرسائل : 1490
نقاط : 2747
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 20/06/2008
رد: حتى هذه سنّة أيضا!؟
الأربعاء 17 نوفمبر 2010, 19:09
مازال فاروق ينقل لنا كلام هذا المدعو صحفي , و الذي يتكلم عن الشيخ يوسف القرضاوي و الذي تزوج بسيدة من مستغانم و هي السيدة أسماء بن قادة .
وهاهي قصة زواجه بها :
قصة زواجي الثاني.. من عالم العقول إلى عالم القلوب
ا يتورّع الداعية الاسلامي الشيخ يوسف القرضاوي عن رواية قصة غرامه ومن ثم زواجه من شابة جزائرية أعجب بها بعد لقائهما في الجزائر في قصة حب من النظرة الأولى.
وذكرت صحيفة «نهضة مصر» التي تنشر مذكرات القرضاوي أمس، إن الداعية المصري أعجب بأسماء منذ لحظة لقائه بها في منتصف الثمانينات، عندما كانت لا تزال طالبة رياضيات في إحدى الجامعات الجزائرية.
وروت الصحيفة في فصل من كتاب «أوراق من مذكرات الشيخ القرضاوي» نشرته، أن القرضاوي أعجب بأسماء بعدما ألقت مداخلة في إحدى الندوات دفاعا عن الحجاب، فكان أن سعى للتعرّف عليها ومن ثم بث أشواقه في رسالة بعثها لها في عام 1989 بعد سنوات من ذلك اللقاء.
ويكتب القرضاوي في مذكراته التي من المتوقع ان تصدر عن دار الشروق، «لقد شاء الله أن يتطوّر الإعجاب الى عاطفة دافقة وحبّ عميق لا يدور حول الجسد والحسّ كما هو عند كثير من الناس بل يدور حول معان مركبة امتزج فيها العقل بالحسّ، والروح بالجسم، والمعنى بالمبنى، والقلب بالقلب وهذا لا يعرفه إلا من عاشه وعاناه».
ويشير القرضاوي الى أنه تردّد كثيرا خاصة بسبب فارق السن «إلا أنه سرعان ما انقشع سحاب التردد حيث أشرقت شمس الحب».
ويضيف «كان الحبّ أقوى من الخوف فكان ان ينتهي هذا الحب الطاهر الى ما شرعه الله ورسوله للمتحابين من زواج».
ويعترف الداعية الاسلامي أن والد أسماء كان معترضاً على الزواج في البداية بسبب فارق السنّ، إلا انه عاد ووافق على ذلك.
ويضيف في مذكراته «هكذا هو الحب جنون والجنون فنون والحياة شجون ولله في خلقه شؤون».
ويشير القرضاوي الى ان الكثيرين حسدوه على زواجه «من شابة جميلة ومثقفة ومتحدثة لبقة».
يخصص الدكتور يوسف القرضاوي هذا الجزء من مذكراته للكتابة عن زواجه الثاني الذي تم في الجزائر.
حديث عفوي بيني وبين أسماء بن قادة
كانت ليلة حافلة جياشة بالعواطف والمواقف. وقد ودعتني الطالبات بمثل ما
استقبلنني به من المودة والابتهاج، وكان في وداعي عدد منهن صحبنني إلى الباب،
وقد استرعى انتباهي إحداهن، وزميلاتها ينادينها باسمها: أسماء. فقلت لها:
هل أنت أسماء صاحبة الكلمة على المنصة؟ قالت نعم: أنا هي. فلما نظرت
إليها عن قرب قلت: سبحان الله! لقد جمع الله لك يا أسماء بين الجمال
الحسي، والجمال الأدبي، أعطاك الله الذكاء والبيان، وحضور الشخصية، والجمال
والقوام. بارك الله لك يا ابنتي فيما منحك من مواهب، وبارك لك في فصاحتك،
وبارك لك في شجاعتك، وبارك لك في ثقافتك. لقد أثلجت صدورنا بردك القوي
البليغ.
فقالت: لعل كلمتي حازت رضاك يا أستاذ!
قلت: أكثـر من الرضا، ولست وحدي، ولكن كل المدعوين من العلماء والدعاة
عبروا عن رضاهم وإعجابهم. زادك الله توفيقا.
قالت: ما أنا إلا تلميذة من تلميذاتك وتلامذتك الكثيرين هنا، لقد تتلمذنا على كتبك
من بعيد، ونتتلمذ عليك اليوم مباشرة من قريب. وقد رأيت وسمعت كيف يحبك
الجميع.
قلت: إذا كان تلاميذي على هذه الدرجة من نضج التفكير، وبلاغة التعبير، فقد
يغرّني هذا كأستاذ!
قالت: كتبك العلمية والفكرية ساعدتنا على أن نستكمل ثقافتنا الإسلامية،
وأسلوبك الأدبي والشعري ساعدنا على أن نقوِّم تعبيرنا العربي، وقد كنا نتدارس
كتبك في حلقاتنا التربوية.
قلت: وهل عرفتم شيئا عن شعري؟
قالت: نحفظ نشيد (مسلمون) وكنا نتغنى به في لقاءاتنا الإسلامية، وننشده
بصورة جماعية، فيثير فينا الحماس والاعتزاز.
كما نحفظ بعض الأبيات من قصيدتك (النونية).
قلت: في أي الكليات تدرسين؟ وفي أي التخصصات؟
قالت: في كلية العلوم والتكنولوجيا، وفي قسم الرياضيات.
قلت: يا سبحان الله! كنت أحسب أنك في كلية شرعية أو أدبية. أنت مثل
بناتي الأربع، كلهن في تخصصات علمية.
وعلى فكرة، ابنتي الصغرى أسمها أيضا أسماء، وأظنها في مثل سنك.
قالت: أرجو أن تبلغها تحياتي.
قصة زواجي الثاني
من عالم العقول إلى عالم القلوب
كان هذا هو الحديث العفوي الذي دار بين تلميذة وأستاذها، أو بين مريدة وشيخها،
أي بيني وبين الطالبة النابهة اللامعة أسماء بن قادة.ولم أكن أدري أن القدر
الأعلى الذي يخط مصاير البشر، قد خبأ لي شيئا لا أعلمه، فقد حجبه عني ضمير
الغيب. وأن هذا الحديث التلقائي بيني وبين أسماء -الذي لم يتم بعده لقاء بيننا
إلا بعد سنتين كاملتين1- كان بداية لعاطفة قوية، أدّت لعلاقة وثيقة، انتقلت من
عالم العقول إلى عالم القلوب، والقلوب لها قوانينها وسننها التي يستعصي فهمها
على كثير من البشر، وكثيرا ما يسأل الإنسان: ما الذي يحوّل الخليّ إلى
شجيّ؟ وما الذي يربط رجلا من قارة بامرأة من قارة أخرى؟ أو ما الذي يحرك
القلوب الساكنة، فتستحيل إلى جمرة ملتهبة؟ حتى ترى النسمة تتطور إلى
إعصار، والشرارة تتحول إلى نار! ولا يجد المرء جوابا لهذا إلا أنه من أسرار
عالم القلوب. ولا غرو أن كان من تسبيح المؤمنين: سبحان مقلب القلوب!
وقد قال الشاعر:
وما سُمِّيَ الإنسان إلا لنسيه
وما القلب إلا أنه يتقلب!
وفي الحديث: ''إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف
يشاء''2، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه ويسوي بينهن في
الأمور الظاهرة، ثم يقول: ''اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تؤاخذني فيما
تملك ولا أملك''3 يعني: أمر القلب! فقد شاء الله أن يتطور الإعجاب إلى
عاطفة دافقة، وحب عميق. لا يدور حول الجسد والحس كما هو عند كثير من
الناس، بل يدور حول معان مركبة، امتزج فيها العقل بالحس، والروح بالجسم،
والمعنى بالمبنى، والقلب بالقالب، وهذا أمر لا يعرفه إلا من عاشه وعاناه.
كما قال الحكيم: من ذاق عرف! وكما قال الشاعر:
لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها!
وقد يعذل العاذلون، ويلوم اللائمون، ويعنّف المعنفون، ويقول القائلون: لم؟
وكيف؟ كيف يحب الأستاذ تلميذته؟! أم كيف يحب الشيخ الكبير فتاة في عمر
بناته؟! وهل يجوز أن يكون لعالم الدين قلب يتحرك ويتحرق مثل قلوب البشر؟
ولا جواب عن ذلك إلا ما قاله شوقي في نهج البردة: يا لائمي في هواه والهوى
قدر
لو شفّك الوجد لم تعذل ولم تلم
على أن أساس هذا العذل واللوم هو أن كثيرا من الناس يهبطون بهذه العاطفة
النبيلة (عاطفة الحب) إلى أنها تعلق جسد بجسد، وهو تصور غير صحيح،
وتصوير غير صادق، وإن صدق في بعض الناس، فليس يصدق في الجميع. وقد
وصفت هذا الحب، فقلت:
حب أرواح تسامت عن سُعار واشتهاءْ
فليقل من شاء هذا الحب وهم وغباء
ليس في عالمنا حــب سوى حب البقاء
ليس في الدنيا سوى حـــب سباع لظباء
نحن في عصر الحواســيب وغزْوات الفضاء
فذرونا من جوى قيس وليلى والبكاء
فليكن عصركم ما شئتمو يا أذكياء
إن دنياكم بغير الحـــب قشر وغثاء
إنها مبنى بلا معــــنى ورسم في الهواء
إنها تمثال إنسا ن من الروح خواء
إن سر الكون في حرفــين: في حاء وباء!
أسماء بنت الصحوة
فقد كانت أسماء من بنات الصحوة الإسلامية، في الجزائر، ومن زهرات ملتقيات
الفكر الإسلامي، وكانت بعد كلمتها في ملتقى الصحوة بالعاصمة، معروفة لدى
رموز الملتقى وشيوخه الكبار، قريبة منهم، كالشيخ الغزالي، والدكتور البوطي
والفقير إليه تعالى. وكنت أقربهم إليها، وكانت تدهش الجميع بأسئلتها الواعية،
ومقترحاتها المفيدة. ولم تكن فتاة معقدة ولا مرتبكة، بل بدا لكل من اقترب منها
أنها فتاة مثقفة ثقافة متوازنة ومتكاملة، علمية وأدبية، دينية ودنيوية، شرعية
وعصرية، وأنها مع إتقانها للغة الفرنسية -التي يتقنها النخب من الجزائريين-
تتقن العربية بصورة تلفت الأنظار.
وأنها قارئة جيدة لتراث مالك بن نبي، كما قرأت لعدد من العلماء والمفكرين
الإسلاميين في المشرق العربي، وعلى رأسهم الشيخ الغزالي، والعبد الفقير، وكل
كبار الكتاب الإسلاميين على اختلاف مدارسهم وعروقهم وبلدانهم. بل قرأت
لغير الإسلاميين أيضا، ولكنها تقرأ قراءة من يفحص وينقد وينتقي.
وكان لها نشاطها الدعوي والثقافي في المساجد والأندية، وفي المعاهد والجامعات،
وفي الإذاعة والتلفزيون الجزائري، بل كانت هي أول فتاة جزائرية محجبة تظهر
على الشاشة الصغيرة، وتجتذب المشاهدين والمشاهدات.
ومع هذا لم تقبل أن تنتسب إلى أيٍّ من الجماعات أو المدارس الفكرية أو الدعوية
على الساحة الجزائرية. حاول من يسمونهم: دعاة (الجزأرة) أن يضموها
إليهم فاستعصت عليهم، وحاول دعاة الإخوان أن يجروها إلى جماعتهم؛ فأبت
عليهم أيضا، بل دعاها الأخوات (القبيسيات) المعروفات بالعمل الدعوي
والتربوي في سوريا إلى زيارتهن هناك، ونزلت ضيفة عليهن مدة من الزمن، وكن
يطمحن إلى أن يكسبنها لجماعتهن؛ فلم يمكنهن ذلك.
وكانت لأسماء صديقة تعد من داعيات جماعة الإخوان (جماعة الشيخ محفوظ
نحناح)، هي الأخت دليلة أو (هالة) تصحبها دائما إذا أرادت زيارتي. وقد
أرادت أختنا الفاضلة -حين لاحظت اهتمامي بأسماء- أن تنبهني إلى أنها ليست
عضوا في الجماعة! فقلت لها: أعرف ذلك، وقد أفضل أن تكون كذلك.
فمن الناس من الخير له أن لا يرتبط بعضوية جماعة من الجماعات، لا لآفة فيه،
ولكن لأن طبيعته ترفض القيود والالتزام برأي غير رأيه. وهذا لا يصلح
للجماعات ولا تصلح له الجماعات.
من أسرة الأمير عبد القادر
قلت لأسماء مرة: لماذا سموك (أسماء بن قادة) ولم يقولوا: (بنت
قادة)؟!
قالت: (بن قادة) هو لقب العائلة المتوارث والمعروف. ثم قالت: هل
تعرف الأمير عبد القادر؟
قلت: حق المعرفة. إنه أمير على ثلاثة مستويات: أمير في الجهاد، وأمير
في العلم، وأمير في السلوك والتصوف.
قالت: إن عائلتنا هي جزء من عائلة الأمير، رحمه الله.
قلت: أنعم وأكرم. وأنا أعرف أن الأمير ينتمي إلى سيدنا الحسن بن علي
رضي الله عنهما، فعائلته هاشمية حسنية.
قالت: هي كذلك. ولكن والدي يحذرنا أن نعتمد على النسب الحسني، ونفخر
بذلك، وندع العمل والجد.
قلت: نعم هذا التوجيه من أبيك. وهو موافق لما جاء به نبينا العظيم في
قوله: ''من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه''.4
وقد دعاني بعد ذلك والدها الأستاذ محمد بن قادة على العشاء في منزلهم بحي
الرستمية بمنطقة الأبيار، وهي من أرقى المناطق في العاصمة، فلم يسعني إلا أن
ألبي دعوته. وتعرفت على الوالد والوالدة، وعلى إخوتها، وهم ثلاثة، وعلى
أخواتها، وهن ستّ، ثلاث منهن يحملن الدكتوراه في الفلسفة وفي الاجتماع وفي
الجراحة.
ووالدها رجل معروف في المحيط الأكاديمي والتربوي: إنه (أبو الرياضيات)
في الجزائر. والجميع يعرف دوره المرموق والرئيسي في تعليم الرياضيات،
وفي تعريبب الرياضيات بعد الاستقلال، وكان يصدر مجلة تحمل اسم (
الخوارزمي).
وقد مضت سنوات، انتهت أسماء فيها من دراسة الرياضيات، وحصلت على شهادة
الباكالوريوس بامتياز. ثم انتقلت إلى تخصص آخر، في مجال آخر مغاير تماما،
هو العلوم السياسية. وفي هذه السنوات كنت أواري حبي، وأكتم عاطفتي في
نفسي لاعتبارات شتّى. ولكل إنسان منا طاقة في الكتمان والصبر، ثم تنفد طاقته
بحكم الضعف البشري. ولا بد أن يأتي يوم يبوح فيه الإنسان بما في أعماقه.
وجاء هذا اليوم لأبث أسماء ما بين جوانحي من مشاعر وأشواق، في رسالة كتبتها
إليها سنة 1989م، وأنا أقدم رجلاً وأؤخر أخرى. فلم يكن بالأمر العاديّ ولا
السهل أو الهين عليّ أن أصارحها بحبي وبيني وبينها عقود من السنين تفصل
بيننا. وكانت مفاجأة لها، فكرت فيها مليّا، وترددت كثيرا قبل أن تأخذ قرارها
الذي لم تقدم عليه إلا بعد استخارة واستشارة، فلا خاب من استخار، ولا ندم من
استشار. وقد كان ردها بردا وسلاما على قلبي، ولكم كانت فرحتي عندما
وجدتها تجاوبت معي، وأحسست بسعادة غامرة أشبه بالسعادة التي تحدث عنها
الصوفية حين قالوا: نحن نعيش في سعادة لو علم بها الملوك لجالدونا عليها
بالسيوف! فقد تلاقت روحانا، بعد أن تعارفنا في عالم ما قبل المادة. وفي
الحديث الصحيح: ''الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر
منها اختلف''.5
يتبع
1 - فلم يقدر لي أن أشارك في ملتقى صيف 1985م، حيث أجريت عملية
جراحية (انزلاق غضروفي) في ألمانيا، فلم أتمكن من الحضور.
2 - رواه مسلم (2654) عن عبد الله بن عمرو.
3 - رواه أبو داود (2134) عن عائشة.
4 - رواه مسلم (2699) عن أبي هريرة.
5 - متفق عليه: رواه البخاري (3336) عن عائشة، ومسلم
(2638) عن أبي هريرة.
منقول من جريدة الخبر الجزائرية - من عدد الخميس 23 أكتوبر 2008
وهاهي قصة زواجه بها :
قصة زواجي الثاني.. من عالم العقول إلى عالم القلوب
ا يتورّع الداعية الاسلامي الشيخ يوسف القرضاوي عن رواية قصة غرامه ومن ثم زواجه من شابة جزائرية أعجب بها بعد لقائهما في الجزائر في قصة حب من النظرة الأولى.
وذكرت صحيفة «نهضة مصر» التي تنشر مذكرات القرضاوي أمس، إن الداعية المصري أعجب بأسماء منذ لحظة لقائه بها في منتصف الثمانينات، عندما كانت لا تزال طالبة رياضيات في إحدى الجامعات الجزائرية.
وروت الصحيفة في فصل من كتاب «أوراق من مذكرات الشيخ القرضاوي» نشرته، أن القرضاوي أعجب بأسماء بعدما ألقت مداخلة في إحدى الندوات دفاعا عن الحجاب، فكان أن سعى للتعرّف عليها ومن ثم بث أشواقه في رسالة بعثها لها في عام 1989 بعد سنوات من ذلك اللقاء.
ويكتب القرضاوي في مذكراته التي من المتوقع ان تصدر عن دار الشروق، «لقد شاء الله أن يتطوّر الإعجاب الى عاطفة دافقة وحبّ عميق لا يدور حول الجسد والحسّ كما هو عند كثير من الناس بل يدور حول معان مركبة امتزج فيها العقل بالحسّ، والروح بالجسم، والمعنى بالمبنى، والقلب بالقلب وهذا لا يعرفه إلا من عاشه وعاناه».
ويشير القرضاوي الى أنه تردّد كثيرا خاصة بسبب فارق السن «إلا أنه سرعان ما انقشع سحاب التردد حيث أشرقت شمس الحب».
ويضيف «كان الحبّ أقوى من الخوف فكان ان ينتهي هذا الحب الطاهر الى ما شرعه الله ورسوله للمتحابين من زواج».
ويعترف الداعية الاسلامي أن والد أسماء كان معترضاً على الزواج في البداية بسبب فارق السنّ، إلا انه عاد ووافق على ذلك.
ويضيف في مذكراته «هكذا هو الحب جنون والجنون فنون والحياة شجون ولله في خلقه شؤون».
ويشير القرضاوي الى ان الكثيرين حسدوه على زواجه «من شابة جميلة ومثقفة ومتحدثة لبقة».
يخصص الدكتور يوسف القرضاوي هذا الجزء من مذكراته للكتابة عن زواجه الثاني الذي تم في الجزائر.
حديث عفوي بيني وبين أسماء بن قادة
كانت ليلة حافلة جياشة بالعواطف والمواقف. وقد ودعتني الطالبات بمثل ما
استقبلنني به من المودة والابتهاج، وكان في وداعي عدد منهن صحبنني إلى الباب،
وقد استرعى انتباهي إحداهن، وزميلاتها ينادينها باسمها: أسماء. فقلت لها:
هل أنت أسماء صاحبة الكلمة على المنصة؟ قالت نعم: أنا هي. فلما نظرت
إليها عن قرب قلت: سبحان الله! لقد جمع الله لك يا أسماء بين الجمال
الحسي، والجمال الأدبي، أعطاك الله الذكاء والبيان، وحضور الشخصية، والجمال
والقوام. بارك الله لك يا ابنتي فيما منحك من مواهب، وبارك لك في فصاحتك،
وبارك لك في شجاعتك، وبارك لك في ثقافتك. لقد أثلجت صدورنا بردك القوي
البليغ.
فقالت: لعل كلمتي حازت رضاك يا أستاذ!
قلت: أكثـر من الرضا، ولست وحدي، ولكن كل المدعوين من العلماء والدعاة
عبروا عن رضاهم وإعجابهم. زادك الله توفيقا.
قالت: ما أنا إلا تلميذة من تلميذاتك وتلامذتك الكثيرين هنا، لقد تتلمذنا على كتبك
من بعيد، ونتتلمذ عليك اليوم مباشرة من قريب. وقد رأيت وسمعت كيف يحبك
الجميع.
قلت: إذا كان تلاميذي على هذه الدرجة من نضج التفكير، وبلاغة التعبير، فقد
يغرّني هذا كأستاذ!
قالت: كتبك العلمية والفكرية ساعدتنا على أن نستكمل ثقافتنا الإسلامية،
وأسلوبك الأدبي والشعري ساعدنا على أن نقوِّم تعبيرنا العربي، وقد كنا نتدارس
كتبك في حلقاتنا التربوية.
قلت: وهل عرفتم شيئا عن شعري؟
قالت: نحفظ نشيد (مسلمون) وكنا نتغنى به في لقاءاتنا الإسلامية، وننشده
بصورة جماعية، فيثير فينا الحماس والاعتزاز.
كما نحفظ بعض الأبيات من قصيدتك (النونية).
قلت: في أي الكليات تدرسين؟ وفي أي التخصصات؟
قالت: في كلية العلوم والتكنولوجيا، وفي قسم الرياضيات.
قلت: يا سبحان الله! كنت أحسب أنك في كلية شرعية أو أدبية. أنت مثل
بناتي الأربع، كلهن في تخصصات علمية.
وعلى فكرة، ابنتي الصغرى أسمها أيضا أسماء، وأظنها في مثل سنك.
قالت: أرجو أن تبلغها تحياتي.
قصة زواجي الثاني
من عالم العقول إلى عالم القلوب
كان هذا هو الحديث العفوي الذي دار بين تلميذة وأستاذها، أو بين مريدة وشيخها،
أي بيني وبين الطالبة النابهة اللامعة أسماء بن قادة.ولم أكن أدري أن القدر
الأعلى الذي يخط مصاير البشر، قد خبأ لي شيئا لا أعلمه، فقد حجبه عني ضمير
الغيب. وأن هذا الحديث التلقائي بيني وبين أسماء -الذي لم يتم بعده لقاء بيننا
إلا بعد سنتين كاملتين1- كان بداية لعاطفة قوية، أدّت لعلاقة وثيقة، انتقلت من
عالم العقول إلى عالم القلوب، والقلوب لها قوانينها وسننها التي يستعصي فهمها
على كثير من البشر، وكثيرا ما يسأل الإنسان: ما الذي يحوّل الخليّ إلى
شجيّ؟ وما الذي يربط رجلا من قارة بامرأة من قارة أخرى؟ أو ما الذي يحرك
القلوب الساكنة، فتستحيل إلى جمرة ملتهبة؟ حتى ترى النسمة تتطور إلى
إعصار، والشرارة تتحول إلى نار! ولا يجد المرء جوابا لهذا إلا أنه من أسرار
عالم القلوب. ولا غرو أن كان من تسبيح المؤمنين: سبحان مقلب القلوب!
وقد قال الشاعر:
وما سُمِّيَ الإنسان إلا لنسيه
وما القلب إلا أنه يتقلب!
وفي الحديث: ''إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف
يشاء''2، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه ويسوي بينهن في
الأمور الظاهرة، ثم يقول: ''اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تؤاخذني فيما
تملك ولا أملك''3 يعني: أمر القلب! فقد شاء الله أن يتطور الإعجاب إلى
عاطفة دافقة، وحب عميق. لا يدور حول الجسد والحس كما هو عند كثير من
الناس، بل يدور حول معان مركبة، امتزج فيها العقل بالحس، والروح بالجسم،
والمعنى بالمبنى، والقلب بالقالب، وهذا أمر لا يعرفه إلا من عاشه وعاناه.
كما قال الحكيم: من ذاق عرف! وكما قال الشاعر:
لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها!
وقد يعذل العاذلون، ويلوم اللائمون، ويعنّف المعنفون، ويقول القائلون: لم؟
وكيف؟ كيف يحب الأستاذ تلميذته؟! أم كيف يحب الشيخ الكبير فتاة في عمر
بناته؟! وهل يجوز أن يكون لعالم الدين قلب يتحرك ويتحرق مثل قلوب البشر؟
ولا جواب عن ذلك إلا ما قاله شوقي في نهج البردة: يا لائمي في هواه والهوى
قدر
لو شفّك الوجد لم تعذل ولم تلم
على أن أساس هذا العذل واللوم هو أن كثيرا من الناس يهبطون بهذه العاطفة
النبيلة (عاطفة الحب) إلى أنها تعلق جسد بجسد، وهو تصور غير صحيح،
وتصوير غير صادق، وإن صدق في بعض الناس، فليس يصدق في الجميع. وقد
وصفت هذا الحب، فقلت:
حب أرواح تسامت عن سُعار واشتهاءْ
فليقل من شاء هذا الحب وهم وغباء
ليس في عالمنا حــب سوى حب البقاء
ليس في الدنيا سوى حـــب سباع لظباء
نحن في عصر الحواســيب وغزْوات الفضاء
فذرونا من جوى قيس وليلى والبكاء
فليكن عصركم ما شئتمو يا أذكياء
إن دنياكم بغير الحـــب قشر وغثاء
إنها مبنى بلا معــــنى ورسم في الهواء
إنها تمثال إنسا ن من الروح خواء
إن سر الكون في حرفــين: في حاء وباء!
أسماء بنت الصحوة
فقد كانت أسماء من بنات الصحوة الإسلامية، في الجزائر، ومن زهرات ملتقيات
الفكر الإسلامي، وكانت بعد كلمتها في ملتقى الصحوة بالعاصمة، معروفة لدى
رموز الملتقى وشيوخه الكبار، قريبة منهم، كالشيخ الغزالي، والدكتور البوطي
والفقير إليه تعالى. وكنت أقربهم إليها، وكانت تدهش الجميع بأسئلتها الواعية،
ومقترحاتها المفيدة. ولم تكن فتاة معقدة ولا مرتبكة، بل بدا لكل من اقترب منها
أنها فتاة مثقفة ثقافة متوازنة ومتكاملة، علمية وأدبية، دينية ودنيوية، شرعية
وعصرية، وأنها مع إتقانها للغة الفرنسية -التي يتقنها النخب من الجزائريين-
تتقن العربية بصورة تلفت الأنظار.
وأنها قارئة جيدة لتراث مالك بن نبي، كما قرأت لعدد من العلماء والمفكرين
الإسلاميين في المشرق العربي، وعلى رأسهم الشيخ الغزالي، والعبد الفقير، وكل
كبار الكتاب الإسلاميين على اختلاف مدارسهم وعروقهم وبلدانهم. بل قرأت
لغير الإسلاميين أيضا، ولكنها تقرأ قراءة من يفحص وينقد وينتقي.
وكان لها نشاطها الدعوي والثقافي في المساجد والأندية، وفي المعاهد والجامعات،
وفي الإذاعة والتلفزيون الجزائري، بل كانت هي أول فتاة جزائرية محجبة تظهر
على الشاشة الصغيرة، وتجتذب المشاهدين والمشاهدات.
ومع هذا لم تقبل أن تنتسب إلى أيٍّ من الجماعات أو المدارس الفكرية أو الدعوية
على الساحة الجزائرية. حاول من يسمونهم: دعاة (الجزأرة) أن يضموها
إليهم فاستعصت عليهم، وحاول دعاة الإخوان أن يجروها إلى جماعتهم؛ فأبت
عليهم أيضا، بل دعاها الأخوات (القبيسيات) المعروفات بالعمل الدعوي
والتربوي في سوريا إلى زيارتهن هناك، ونزلت ضيفة عليهن مدة من الزمن، وكن
يطمحن إلى أن يكسبنها لجماعتهن؛ فلم يمكنهن ذلك.
وكانت لأسماء صديقة تعد من داعيات جماعة الإخوان (جماعة الشيخ محفوظ
نحناح)، هي الأخت دليلة أو (هالة) تصحبها دائما إذا أرادت زيارتي. وقد
أرادت أختنا الفاضلة -حين لاحظت اهتمامي بأسماء- أن تنبهني إلى أنها ليست
عضوا في الجماعة! فقلت لها: أعرف ذلك، وقد أفضل أن تكون كذلك.
فمن الناس من الخير له أن لا يرتبط بعضوية جماعة من الجماعات، لا لآفة فيه،
ولكن لأن طبيعته ترفض القيود والالتزام برأي غير رأيه. وهذا لا يصلح
للجماعات ولا تصلح له الجماعات.
من أسرة الأمير عبد القادر
قلت لأسماء مرة: لماذا سموك (أسماء بن قادة) ولم يقولوا: (بنت
قادة)؟!
قالت: (بن قادة) هو لقب العائلة المتوارث والمعروف. ثم قالت: هل
تعرف الأمير عبد القادر؟
قلت: حق المعرفة. إنه أمير على ثلاثة مستويات: أمير في الجهاد، وأمير
في العلم، وأمير في السلوك والتصوف.
قالت: إن عائلتنا هي جزء من عائلة الأمير، رحمه الله.
قلت: أنعم وأكرم. وأنا أعرف أن الأمير ينتمي إلى سيدنا الحسن بن علي
رضي الله عنهما، فعائلته هاشمية حسنية.
قالت: هي كذلك. ولكن والدي يحذرنا أن نعتمد على النسب الحسني، ونفخر
بذلك، وندع العمل والجد.
قلت: نعم هذا التوجيه من أبيك. وهو موافق لما جاء به نبينا العظيم في
قوله: ''من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه''.4
وقد دعاني بعد ذلك والدها الأستاذ محمد بن قادة على العشاء في منزلهم بحي
الرستمية بمنطقة الأبيار، وهي من أرقى المناطق في العاصمة، فلم يسعني إلا أن
ألبي دعوته. وتعرفت على الوالد والوالدة، وعلى إخوتها، وهم ثلاثة، وعلى
أخواتها، وهن ستّ، ثلاث منهن يحملن الدكتوراه في الفلسفة وفي الاجتماع وفي
الجراحة.
ووالدها رجل معروف في المحيط الأكاديمي والتربوي: إنه (أبو الرياضيات)
في الجزائر. والجميع يعرف دوره المرموق والرئيسي في تعليم الرياضيات،
وفي تعريبب الرياضيات بعد الاستقلال، وكان يصدر مجلة تحمل اسم (
الخوارزمي).
وقد مضت سنوات، انتهت أسماء فيها من دراسة الرياضيات، وحصلت على شهادة
الباكالوريوس بامتياز. ثم انتقلت إلى تخصص آخر، في مجال آخر مغاير تماما،
هو العلوم السياسية. وفي هذه السنوات كنت أواري حبي، وأكتم عاطفتي في
نفسي لاعتبارات شتّى. ولكل إنسان منا طاقة في الكتمان والصبر، ثم تنفد طاقته
بحكم الضعف البشري. ولا بد أن يأتي يوم يبوح فيه الإنسان بما في أعماقه.
وجاء هذا اليوم لأبث أسماء ما بين جوانحي من مشاعر وأشواق، في رسالة كتبتها
إليها سنة 1989م، وأنا أقدم رجلاً وأؤخر أخرى. فلم يكن بالأمر العاديّ ولا
السهل أو الهين عليّ أن أصارحها بحبي وبيني وبينها عقود من السنين تفصل
بيننا. وكانت مفاجأة لها، فكرت فيها مليّا، وترددت كثيرا قبل أن تأخذ قرارها
الذي لم تقدم عليه إلا بعد استخارة واستشارة، فلا خاب من استخار، ولا ندم من
استشار. وقد كان ردها بردا وسلاما على قلبي، ولكم كانت فرحتي عندما
وجدتها تجاوبت معي، وأحسست بسعادة غامرة أشبه بالسعادة التي تحدث عنها
الصوفية حين قالوا: نحن نعيش في سعادة لو علم بها الملوك لجالدونا عليها
بالسيوف! فقد تلاقت روحانا، بعد أن تعارفنا في عالم ما قبل المادة. وفي
الحديث الصحيح: ''الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر
منها اختلف''.5
يتبع
1 - فلم يقدر لي أن أشارك في ملتقى صيف 1985م، حيث أجريت عملية
جراحية (انزلاق غضروفي) في ألمانيا، فلم أتمكن من الحضور.
2 - رواه مسلم (2654) عن عبد الله بن عمرو.
3 - رواه أبو داود (2134) عن عائشة.
4 - رواه مسلم (2699) عن أبي هريرة.
5 - متفق عليه: رواه البخاري (3336) عن عائشة، ومسلم
(2638) عن أبي هريرة.
منقول من جريدة الخبر الجزائرية - من عدد الخميس 23 أكتوبر 2008
- المحترفمشرف منتدى أخبار و تاريخ مستغانم
- عدد الرسائل : 1490
نقاط : 2747
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 20/06/2008
رد: حتى هذه سنّة أيضا!؟
الأربعاء 17 نوفمبر 2010, 19:12
حرم فضيلة الشيخ القرضاوي السيدة أسماء بن قادة في حوار خاص لـ''الخبر''
أعيش رفقة الشيخ نفس الأهداف ونتقاسم نفس الواجبات
الشيخ القرضاوي لا يستغني عن الأطباق الجزائرية وهي ضمن وجباته الأساسية
لفضيلة الشيخ القرضاوي في العالم العربي والإسلامي مكانة عظيمة·· هل كان لك كزوجة، دور في هذه المكانة، استنادا لمقولة وراء كل رجل عظيم امرأة؟
- أولا، أؤكد أن العلاقة الزوجية في أصلها تقوم على الشراكة، وعندما يعيش الطرفان علاقتهما على أسس متينة تتوفر فيها الضروريات لنجاحها، أي تتوفر
على كل أشكال الدعم من المشاركة في الواجبات، الأفكار والمهام· وعندما يعيش الطرفان كذلك نفس البعد الرسالي وتكون لهما نفس المرجعية، تكون لهما حياة سعيدة··
أنا أعيش رفقة الشيخ نفس الأهداف ونتقاسم نفس الواجبات، نعيش إستراتيجيتنا معا، ونعمل على تحقيقها·· ونحترق لأجلها معا· وبكل بساطة، إن كان الشيخ عاكفا على الكتابة، أعيش معه بكل قواي، أعيش معه الصفحات والكلمات لحظة بلحظة·· وإن كان بصدد إنشاء مؤسسة أعيش معه المشروع خطوة بخطوة·· وإن كان يستعد لإلقاء محاضرة أو كلمة نتذاكر في ذلك
ونتناقش المواضيع الحساسة وذات المصلحة، حيث لكل مقام مقال ولكل بلد لغة ولكل مسؤول مدخل·
ولا أنكر أنني تعلمت الكثير على يده·· من ملاحظاته وتوجيهاته القيّمة التي كان لها الأثر القوي في حياتي، الشيء الذي جعلني أعتلي مناصب عديدة وأن انضوي تحت راية تنظيمات كبيرة في العالم العربي الإسلامي، ومنها عضو في الشبكة وعضو مجلس أمناء النساء المسلمات،ومجلس أمناء الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين· وعلى أساس تخصصي في العلوم السياسية والعلاقات الدولية درجة دكتوراه، عملت في مركز الإمارات للدارسات والبحوث الإستراتيجية،
وأنا الآن أعمل كمنتجة برامج بقناة ''الجزيرة'' الفضائية·
هذا التراكم من الخبرة التي أنعم علي بها الله تعالى، منحتني مجالا واسعا لتناول القضايا الكبرى في العالم العربي الإسلامي بكل موضوعية وإستراتيجية، وبكثير من العقلانية والمنهجية·
ولا يمكن أن نمر على ثقافتي العربية الإسلامية مرور الكرام، حيث كان لها دور كبير في حياتي منذ بدايتها، هذه الثقافة التي رست قواعدها
على مصادر متعددة وكان لبلدي الجزائر دور كبير، لما وفرته لجيلنا من وسائل وفرص في عشرات الملتقيات للفكر الإسلامي التي كانت الدولة تعمل فيها على جلب العلماء من مختلف بقاع العالم، الشيء الذي فتح لنا المجال لننهل من كل المعارف··
إلى جانب هذا، هناك تخصصي الأكاديمي الذي دعمه في البداية والدي ثم زوجي الشيخ القرضاوي، وأعتقد أن كل ما قلته كان كله عبارة عن فرص لقيامي بدوري على كامل وجه سواء على المستوى الشخصي أو مع الشيخ· وفي الأخير ألخص وأقول ''عندما تكون العلاقة غير تقليدية تكون الحياة غير تقليدية''·
في رأيكم ما المطلوب من المرأة العربية لدعم قضية القدس الشريف؟-
قبل الحديث عن الدور المطلوب منها، لا بد من الحديث عن ما يجب توفيره لهذه المرأة قبل مطالبتها بلعب دور في أية قضية وليس فقط في قضية القدس الشريف··
المرأة قبل أن تعلب هذا الدور يجب أن تكون متمكّنة من جميع جوانبها الإنسانية والتي تقوم عليها شخصيتها، ولا يمكن أن تشارك في القضايا المصيرية دون أن تعيش إنسانيتها بشكل كامل· وللتوضيح أكثر، إذا أردنا أن تقوم المرأة بدورها النابع من عقيدتها وإنسانيتها، وأن تتطرق لأية قضية من نفس الاستشعارية للقضية بصفة متوازنة وليس بها أي نوع من الصراعات مع أي طرف آخر سواء حركة مشددة
أو كتلة غربية كانت أو شرقية، يجب أن يكون دورها نابعا من قناعتها الشخصية النابعة عن وعي وإدراك كاملين·
وعندما نعود إلى التاريخ وبعض الأمثلة في صدر الإسلام، نكتشف أن المرأة عندما اقتنعت بعقيدة هاجرت من مكة إلى المدينة تاركة وراءها زوجها، أبناءها وبيتها، لا لشيء إلا من أجل إشهار إسلامها بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم·
فأنا أوجه للجميع هنا سؤالا هل يمكن للمرأة اليوم أن تقوم بنفس التصرف، ولا أحصر هذا على الإسلام فقط؟ هل يمكن للمرأة اليوم أن تهاجر أو تسافر من أجل إعلان دعمها أو إيمانها أو نضالها أمام زعيمها الروحي أو قائدها إذا آمنت بعقيدة ما؟·
·
أقول صراحة إنهم يصفونها اليوم بالمرأة المتحررة، ولكن المرأة المسلمة قبل 14 قرن مكّنها دينها وعقيدتها من التحرر الحقيقي للقيام بدورها الحقيقي· فيجب على المرأة أن تتحرر من كل الرواسب المرتبطة بالفهم الخاطئ للإسلام، وتلك الزوائد الثقافية البعيدة عن تعاليم ديننا وحضارتنا·
ولا بد أن تبتعد الأحزاب الإسلامية وغيرها من الجمعيات على أخذ المرأة كرِهان تستعمله متى تشاء بعيدا عن الأخلاق والقيم·
وعندما تتوفر كل هذه الظروف يمكنها أن تقوم بدورها في خدمة قضايا العالم في أي مكان كان بعيدا عن العُقد والعوائق·
نعلم بأن هناك يهودا ومسيحيين إلى جانب المسلمين داخل مؤسسة القدس الدولية· هل ينطبق الأمر على العنصر النسوي؟-
بالنظر إلى أن المؤسسة اعتبرها الشيخ القرضاوي ميدانا للجهاد المدني، فهي تضم عددا من المنظمات غير الحكومية، ولكل واحدة منها خلفيات عقائدية، ويجمع بينها العمل، الخطاب، الآليات، البرامج والأهداف التي ترمي إليها المؤسسة بعيدا عن عقيدة كل طرف·
وللعمل تحت راية مؤسسة القدس غير مطلوب منك أن تتخلى عن عقيدتك، والأهم أن هناك مساحة للتقاطع شاسعة بها أهداف يجب رصدها وتوضيحها، وبها تداخل للقيم الإنسانية وحتى في العقائد، من ضروري استثمارها من أجل حماية المدينة المقدسة بتاريخها الإسلامي، المسيحي واليهودي وبرموزه الحضارية·
وبما أن المؤسسة تسعى إلى التحالف والاندماج مع مؤسسات المجتمع المدني الدولي
من أجل العمل على تحقيق ذات الأهداف المشتركة، فيجب إعداد خطاب جديد غير تقليدي يتماشى وطبيعة النظام الدولي الذي نعيشه والواقع السياسي الذي يفرض ميكانيزمات التكيّف لتحقيق أهدافنا·
ما هو العمل الذي تقوم به المؤسسة
تجاه الأوضاع المزرية التي تعيشها المرأة الفلسطينية بالأراضي المحتلة؟
إذا أردنا الحديث عن الأدوار داخل الأراضي المحتلة، يجب أن نشدد على أن الدولة غائبة في فلسطين، وبهذا تتولى الأسرة مهام هذه الأخيرة، وركيزة الأسرة هي المرأة، فكلما وعت المرأة دورها في هذا المرحلة من الاحتلال تصعب مهمتها·
ولدورها فعّالية كبيرة في المحافظة على الهوية والتراث وعلى الوطن بشكل عام· ومؤسسة القدس الدولية تعمل على إجراء دورات تدريبية وحملات توعية على مستوى مدينة القدس بشكل خاص، وشرعت في تأسيس مدارس للبنات وتوفير مناصب شغل
وإشراك المرأة المقدسية في الشبكة لتفعيل دورها للمحافظة على المدينة وتحقيق استمراريتها· وأشير إلى أن جانب المرأة يأخذ قسطا وافيا من الاهتمام داخل فروع المؤسسة ونشاطاتها وخاصة أهدافها، بالنظر إلى حساسية الموضوع·
وأؤكد بأن هذا نابع من قناعتنا بأن بصلاح المرأة نضمن صلاح المجتمع·
هل لنا معرفة الوصفة التي تتبعها حرم فضيلة الشيخ القرضاوي للتوفيق بين مهامها العائلية والعملية؟
التوفيق ليس بالمهمة السهلة··
صدقيني، ويحتاج إلى الكثير من العمل المستمر· ولكن عندما يؤمن الشخص بهدف يجعل لحياته معنى، وعندما يتحكم في حياتنا بعد رسالي مشترك نلتقي به في كل لحظة وزاوية، يجعل من توترنا الداخلي دافعا قويا للعطاء المستمر على أكثر من درجة· وكما قال مالك بن نبي ''أقصى حد للتوتر يؤدي إلى أقصى حد من الإنتاج''·· ولا يعني بأن الحياة الفكرية والعملية والنشاط الدائم والتنقلات الدورية تشكل عائقا بيني وبين الشيخ، فهذا لا يمنعني من القيام بدور أساسي على مستوى البيت، إلى درجة أن الشيخ لا يستغني عن الأطباق الجزائرية وهي ضمن وجباته الأساسية·
المصدر: حاورتها: زينب بن زيطة
2007-03-31
أعيش رفقة الشيخ نفس الأهداف ونتقاسم نفس الواجبات
الشيخ القرضاوي لا يستغني عن الأطباق الجزائرية وهي ضمن وجباته الأساسية
لفضيلة الشيخ القرضاوي في العالم العربي والإسلامي مكانة عظيمة·· هل كان لك كزوجة، دور في هذه المكانة، استنادا لمقولة وراء كل رجل عظيم امرأة؟
- أولا، أؤكد أن العلاقة الزوجية في أصلها تقوم على الشراكة، وعندما يعيش الطرفان علاقتهما على أسس متينة تتوفر فيها الضروريات لنجاحها، أي تتوفر
على كل أشكال الدعم من المشاركة في الواجبات، الأفكار والمهام· وعندما يعيش الطرفان كذلك نفس البعد الرسالي وتكون لهما نفس المرجعية، تكون لهما حياة سعيدة··
أنا أعيش رفقة الشيخ نفس الأهداف ونتقاسم نفس الواجبات، نعيش إستراتيجيتنا معا، ونعمل على تحقيقها·· ونحترق لأجلها معا· وبكل بساطة، إن كان الشيخ عاكفا على الكتابة، أعيش معه بكل قواي، أعيش معه الصفحات والكلمات لحظة بلحظة·· وإن كان بصدد إنشاء مؤسسة أعيش معه المشروع خطوة بخطوة·· وإن كان يستعد لإلقاء محاضرة أو كلمة نتذاكر في ذلك
ونتناقش المواضيع الحساسة وذات المصلحة، حيث لكل مقام مقال ولكل بلد لغة ولكل مسؤول مدخل·
ولا أنكر أنني تعلمت الكثير على يده·· من ملاحظاته وتوجيهاته القيّمة التي كان لها الأثر القوي في حياتي، الشيء الذي جعلني أعتلي مناصب عديدة وأن انضوي تحت راية تنظيمات كبيرة في العالم العربي الإسلامي، ومنها عضو في الشبكة وعضو مجلس أمناء النساء المسلمات،ومجلس أمناء الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين· وعلى أساس تخصصي في العلوم السياسية والعلاقات الدولية درجة دكتوراه، عملت في مركز الإمارات للدارسات والبحوث الإستراتيجية،
وأنا الآن أعمل كمنتجة برامج بقناة ''الجزيرة'' الفضائية·
هذا التراكم من الخبرة التي أنعم علي بها الله تعالى، منحتني مجالا واسعا لتناول القضايا الكبرى في العالم العربي الإسلامي بكل موضوعية وإستراتيجية، وبكثير من العقلانية والمنهجية·
ولا يمكن أن نمر على ثقافتي العربية الإسلامية مرور الكرام، حيث كان لها دور كبير في حياتي منذ بدايتها، هذه الثقافة التي رست قواعدها
على مصادر متعددة وكان لبلدي الجزائر دور كبير، لما وفرته لجيلنا من وسائل وفرص في عشرات الملتقيات للفكر الإسلامي التي كانت الدولة تعمل فيها على جلب العلماء من مختلف بقاع العالم، الشيء الذي فتح لنا المجال لننهل من كل المعارف··
إلى جانب هذا، هناك تخصصي الأكاديمي الذي دعمه في البداية والدي ثم زوجي الشيخ القرضاوي، وأعتقد أن كل ما قلته كان كله عبارة عن فرص لقيامي بدوري على كامل وجه سواء على المستوى الشخصي أو مع الشيخ· وفي الأخير ألخص وأقول ''عندما تكون العلاقة غير تقليدية تكون الحياة غير تقليدية''·
في رأيكم ما المطلوب من المرأة العربية لدعم قضية القدس الشريف؟-
قبل الحديث عن الدور المطلوب منها، لا بد من الحديث عن ما يجب توفيره لهذه المرأة قبل مطالبتها بلعب دور في أية قضية وليس فقط في قضية القدس الشريف··
المرأة قبل أن تعلب هذا الدور يجب أن تكون متمكّنة من جميع جوانبها الإنسانية والتي تقوم عليها شخصيتها، ولا يمكن أن تشارك في القضايا المصيرية دون أن تعيش إنسانيتها بشكل كامل· وللتوضيح أكثر، إذا أردنا أن تقوم المرأة بدورها النابع من عقيدتها وإنسانيتها، وأن تتطرق لأية قضية من نفس الاستشعارية للقضية بصفة متوازنة وليس بها أي نوع من الصراعات مع أي طرف آخر سواء حركة مشددة
أو كتلة غربية كانت أو شرقية، يجب أن يكون دورها نابعا من قناعتها الشخصية النابعة عن وعي وإدراك كاملين·
وعندما نعود إلى التاريخ وبعض الأمثلة في صدر الإسلام، نكتشف أن المرأة عندما اقتنعت بعقيدة هاجرت من مكة إلى المدينة تاركة وراءها زوجها، أبناءها وبيتها، لا لشيء إلا من أجل إشهار إسلامها بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم·
فأنا أوجه للجميع هنا سؤالا هل يمكن للمرأة اليوم أن تقوم بنفس التصرف، ولا أحصر هذا على الإسلام فقط؟ هل يمكن للمرأة اليوم أن تهاجر أو تسافر من أجل إعلان دعمها أو إيمانها أو نضالها أمام زعيمها الروحي أو قائدها إذا آمنت بعقيدة ما؟·
·
أقول صراحة إنهم يصفونها اليوم بالمرأة المتحررة، ولكن المرأة المسلمة قبل 14 قرن مكّنها دينها وعقيدتها من التحرر الحقيقي للقيام بدورها الحقيقي· فيجب على المرأة أن تتحرر من كل الرواسب المرتبطة بالفهم الخاطئ للإسلام، وتلك الزوائد الثقافية البعيدة عن تعاليم ديننا وحضارتنا·
ولا بد أن تبتعد الأحزاب الإسلامية وغيرها من الجمعيات على أخذ المرأة كرِهان تستعمله متى تشاء بعيدا عن الأخلاق والقيم·
وعندما تتوفر كل هذه الظروف يمكنها أن تقوم بدورها في خدمة قضايا العالم في أي مكان كان بعيدا عن العُقد والعوائق·
نعلم بأن هناك يهودا ومسيحيين إلى جانب المسلمين داخل مؤسسة القدس الدولية· هل ينطبق الأمر على العنصر النسوي؟-
بالنظر إلى أن المؤسسة اعتبرها الشيخ القرضاوي ميدانا للجهاد المدني، فهي تضم عددا من المنظمات غير الحكومية، ولكل واحدة منها خلفيات عقائدية، ويجمع بينها العمل، الخطاب، الآليات، البرامج والأهداف التي ترمي إليها المؤسسة بعيدا عن عقيدة كل طرف·
وللعمل تحت راية مؤسسة القدس غير مطلوب منك أن تتخلى عن عقيدتك، والأهم أن هناك مساحة للتقاطع شاسعة بها أهداف يجب رصدها وتوضيحها، وبها تداخل للقيم الإنسانية وحتى في العقائد، من ضروري استثمارها من أجل حماية المدينة المقدسة بتاريخها الإسلامي، المسيحي واليهودي وبرموزه الحضارية·
وبما أن المؤسسة تسعى إلى التحالف والاندماج مع مؤسسات المجتمع المدني الدولي
من أجل العمل على تحقيق ذات الأهداف المشتركة، فيجب إعداد خطاب جديد غير تقليدي يتماشى وطبيعة النظام الدولي الذي نعيشه والواقع السياسي الذي يفرض ميكانيزمات التكيّف لتحقيق أهدافنا·
ما هو العمل الذي تقوم به المؤسسة
تجاه الأوضاع المزرية التي تعيشها المرأة الفلسطينية بالأراضي المحتلة؟
إذا أردنا الحديث عن الأدوار داخل الأراضي المحتلة، يجب أن نشدد على أن الدولة غائبة في فلسطين، وبهذا تتولى الأسرة مهام هذه الأخيرة، وركيزة الأسرة هي المرأة، فكلما وعت المرأة دورها في هذا المرحلة من الاحتلال تصعب مهمتها·
ولدورها فعّالية كبيرة في المحافظة على الهوية والتراث وعلى الوطن بشكل عام· ومؤسسة القدس الدولية تعمل على إجراء دورات تدريبية وحملات توعية على مستوى مدينة القدس بشكل خاص، وشرعت في تأسيس مدارس للبنات وتوفير مناصب شغل
وإشراك المرأة المقدسية في الشبكة لتفعيل دورها للمحافظة على المدينة وتحقيق استمراريتها· وأشير إلى أن جانب المرأة يأخذ قسطا وافيا من الاهتمام داخل فروع المؤسسة ونشاطاتها وخاصة أهدافها، بالنظر إلى حساسية الموضوع·
وأؤكد بأن هذا نابع من قناعتنا بأن بصلاح المرأة نضمن صلاح المجتمع·
هل لنا معرفة الوصفة التي تتبعها حرم فضيلة الشيخ القرضاوي للتوفيق بين مهامها العائلية والعملية؟
التوفيق ليس بالمهمة السهلة··
صدقيني، ويحتاج إلى الكثير من العمل المستمر· ولكن عندما يؤمن الشخص بهدف يجعل لحياته معنى، وعندما يتحكم في حياتنا بعد رسالي مشترك نلتقي به في كل لحظة وزاوية، يجعل من توترنا الداخلي دافعا قويا للعطاء المستمر على أكثر من درجة· وكما قال مالك بن نبي ''أقصى حد للتوتر يؤدي إلى أقصى حد من الإنتاج''·· ولا يعني بأن الحياة الفكرية والعملية والنشاط الدائم والتنقلات الدورية تشكل عائقا بيني وبين الشيخ، فهذا لا يمنعني من القيام بدور أساسي على مستوى البيت، إلى درجة أن الشيخ لا يستغني عن الأطباق الجزائرية وهي ضمن وجباته الأساسية·
المصدر: حاورتها: زينب بن زيطة
2007-03-31
- المحترفمشرف منتدى أخبار و تاريخ مستغانم
- عدد الرسائل : 1490
نقاط : 2747
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 20/06/2008
رد: حتى هذه سنّة أيضا!؟
الأربعاء 17 نوفمبر 2010, 19:16
اقرأوا كلام السيدة أسماء و التي هي انسانة مثقفة وواعية و التي ذكرت بأنهما أي هي و الشيخ يعيشان لنفس الرسالة و الهدف و ليس كما يتوقع شيات أويحي سعد بوعقبة و الذي ألف أموال الرشوة من مال الحكومة و يرى الأمور بمنظار الهرقمة و النساء.
علما أن الشيخ قد توفيت زوجته و مرض و لم يستطع التحرك فهل يأتي بامرأة كبيرة ليزيد في معاناته , أو لم يعلم بأن الرسول صلى الله عليه و سلم تزوج بعائشة و هي طفلة ؟؟؟؟
من الأجدر أن تبقى مع أويحي و تألف مقالا جديدا عنه أفضل من أن تدخل نفسك في أمور ليست من مستواك.
علما أن الشيخ قد توفيت زوجته و مرض و لم يستطع التحرك فهل يأتي بامرأة كبيرة ليزيد في معاناته , أو لم يعلم بأن الرسول صلى الله عليه و سلم تزوج بعائشة و هي طفلة ؟؟؟؟
من الأجدر أن تبقى مع أويحي و تألف مقالا جديدا عنه أفضل من أن تدخل نفسك في أمور ليست من مستواك.
- tariksalama27000عضو نشيط
- عدد الرسائل : 365
العمر : 52
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 561
السٌّمعَة : 18
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
رد: حتى هذه سنّة أيضا!؟
الأربعاء 17 نوفمبر 2010, 20:36
الأمر واضح و لا داعي لمقارنة بعض أصجاب النزوات retour d'âge الذين يريدون زواج الصغيرات حتى و لو كانت زوجاتهم تقدرن على خدمتهم ، لا داعي لمقارنة هؤلاء مع الشيخ القرضاوي و زواج بنت 15 سنة جائز و زواج امرأة كبيرة جائز و لكن فاروق محق في أن النقاش دائر حول الصغيرات و لا يدور أبدا حول العوانس و الكبيرات و الشيخ نفسه يتعدى 70 سنة فلا يعقل أن يتزوج امرأة 85 سنة ههههه أظن أن الأخ فاروق يتحدث عن أمر عام
- gramoعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 2387
البلد :
نقاط : 4450
السٌّمعَة : 37
تاريخ التسجيل : 19/03/2009
رد: حتى هذه سنّة أيضا!؟
الأربعاء 17 نوفمبر 2010, 21:08
المحترف كتب:اقرأوا كلام السيدة أسماء و التي هي انسانة مثقفة وواعية و التي ذكرت بأنهما أي هي و الشيخ يعيشان لنفس الرسالة و الهدف و ليس كما يتوقع شيات أويحي سعد بوعقبة و الذي ألف أموال الرشوة من مال الحكومة و يرى الأمور بمنظار الهرقمة و النساء.
علما أن الشيخ قد توفيت زوجته و مرض و لم يستطع التحرك فهل يأتي بامرأة كبيرة ليزيد في معاناته , أو لم يعلم بأن الرسول صلى الله عليه و سلم تزوج بعائشة و هي طفلة ؟؟؟؟
من الأجدر أن تبقى مع أويحي و تألف مقالا جديدا عنه أفضل من أن تدخل نفسك في أمور ليست من مستواك.
اضف لك اخي المحترف السيدة "اسماء" اتى بها ليس لخدمته فحسب لكن لخدمة ثقافته و كتبه من بعده و اعتقد كما فعل سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم بزواجه من السيدة "عائشة" رضي الله عنها و هي تصغره سنا لحكمة يعلماها لتكون من بعده تفقه سنته و تعلمها للناس لأنها القريبة منه.
و قرأت مرة في جريدة في ما يخص هذا الموضوع بالذات على زواج القرضاوي: قيل ان هناك (من خارج الجزائر) من اعترضوا لهذا الزواج ليس من باب ما جاء به الصحفي و لكن قالوا حسب الجريدة: كيف سترثه و ترث ثقافته العلمية و الأدبية و الدينية امرأة جزائرية.
و قرأت مرة في جريدة في ما يخص هذا الموضوع بالذات على زواج القرضاوي: قيل ان هناك (من خارج الجزائر) من اعترضوا لهذا الزواج ليس من باب ما جاء به الصحفي و لكن قالوا حسب الجريدة: كيف سترثه و ترث ثقافته العلمية و الأدبية و الدينية امرأة جزائرية.
حوار الشروق مع زوجة الشيخ القرضاوي السيدة أسماء بن قادة
الأحد 21 نوفمبر 2010, 07:08
و كأن جريدة الشروق سمعت تحاور أعضاء منتدانا عن زواج الشيخ بأسماء بن قادة و أجرت حوارا معها في هذا الشأن ارتأيت نقله لكم و هذا لأن أهل مكة أدرى بشعابها :
أسماء بن قادة حصريا للشروق :هذه قصتي مع الشيخ القرضاوي قبل وبعد الزواج
2010.11.20 حاورها في الدوحة :ياسين بن لمنور
* لا أظن أن الشيخ سيحذف قصة زواجه من مذكراته لأن الجزء الذي حذفه ستالين من مذكرات لينين هو المشهور الآن أكثر من الكتاب نفسه .
* أول رسالة خطتها له يدي أخبرته أن الحب ليس سهما مفاجئا يُفجر نبع العواطف .
منذ أن ارتبطت السيدة أسماء بن قادة بفضيلة الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، لم يسبق لها وأن خاضت في تفاصيل تلك العلاقة الزوجية بينما سبقها الشيخ إلى كتابة أدق تفاصيل علاقته معها وزواجه بها في مذكراته التي نشرت العام 2008، لكن الشروق تمكنت من الوصول إلى الدكتورة الجزائرية أسماء بن قادة حفيدة الأمير عبد القادر وكريمة عالم الرياضيات محمد بن قادة في حوار حصري تروي من خلاله السيدة أسماء تفاصيل ذلك الزواج الزلزال بين عالم دين كبير وفتاة جزائرية تمثل العنفوان الجزائري في ذروته، ولأن الكثير من تفاصيل هذا الزواج قد سبق لفضيلة الشيخ أن تحدث عنه في مذكراته فإن ما تورده السيدة أسماء من هذا الحوار الشيق يزيد من احترامنا لفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي الذي أحب الجزائر وأحبته بغض النظر عن المحيط الموبوء أحيانا الذي عانت منه السيدة أسماء التي كانت حريصة هي الأخرى على إجلال العلماء وإكبارهم..ولعل حديث الشيخ بنفسه في مذكراته عن علاقات الحب والود التي جمعته مع السيدة أسماء ينم أيضا على روحه العالية و صدقه مع الله ومع نفسه وتقديمه لنموذج العالم القدوة الذي يفعل ماهو مقتنع به مادام حلالا وهو الذي يعتبر نموذج الوسطية والاعتدال في كل شيء لدى جيل الشباب سيما الجزائريين المتعلقين به.
أسماء بن قادة حصريا للشروق :هذه قصتي مع الشيخ القرضاوي قبل وبعد الزواج
2010.11.20 حاورها في الدوحة :ياسين بن لمنور
* لا أظن أن الشيخ سيحذف قصة زواجه من مذكراته لأن الجزء الذي حذفه ستالين من مذكرات لينين هو المشهور الآن أكثر من الكتاب نفسه .
* أول رسالة خطتها له يدي أخبرته أن الحب ليس سهما مفاجئا يُفجر نبع العواطف .
منذ أن ارتبطت السيدة أسماء بن قادة بفضيلة الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، لم يسبق لها وأن خاضت في تفاصيل تلك العلاقة الزوجية بينما سبقها الشيخ إلى كتابة أدق تفاصيل علاقته معها وزواجه بها في مذكراته التي نشرت العام 2008، لكن الشروق تمكنت من الوصول إلى الدكتورة الجزائرية أسماء بن قادة حفيدة الأمير عبد القادر وكريمة عالم الرياضيات محمد بن قادة في حوار حصري تروي من خلاله السيدة أسماء تفاصيل ذلك الزواج الزلزال بين عالم دين كبير وفتاة جزائرية تمثل العنفوان الجزائري في ذروته، ولأن الكثير من تفاصيل هذا الزواج قد سبق لفضيلة الشيخ أن تحدث عنه في مذكراته فإن ما تورده السيدة أسماء من هذا الحوار الشيق يزيد من احترامنا لفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي الذي أحب الجزائر وأحبته بغض النظر عن المحيط الموبوء أحيانا الذي عانت منه السيدة أسماء التي كانت حريصة هي الأخرى على إجلال العلماء وإكبارهم..ولعل حديث الشيخ بنفسه في مذكراته عن علاقات الحب والود التي جمعته مع السيدة أسماء ينم أيضا على روحه العالية و صدقه مع الله ومع نفسه وتقديمه لنموذج العالم القدوة الذي يفعل ماهو مقتنع به مادام حلالا وهو الذي يعتبر نموذج الوسطية والاعتدال في كل شيء لدى جيل الشباب سيما الجزائريين المتعلقين به.
- الشروق اليومي: الكثير من الناس في العالم العربي، ربما لا يعرفون أن الدكتورة أسماء بن قادة هي كريمة عالم الرياضيات الجزائري محمد بن قادة، أول من أسس المدرسة الجزائرية في الرياضيات وهو المعروف بأبو الرياضيات في الجزائر؟
-
- الدكتورة أسماء بن قادة: نعم والدي، رحمه الله، كان عالما في الرياضيات، تلقى دراسته في المدارس والجامعات الفرنسية، وحفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره، وتعلّم اللغة العربية على يد والده العالم بن قادة نجل القاضي عبد القادر بن قادة، وأشرف الوالد على تعريب الرياضيات في الجزائر، كما صاغ مناهج تدريسها، وكون الأساتذة والمفتشين، وألف معجم للرياضيات وأسس مجلة الخوارزمي في الرياضيات باللغتين العربية والفرنسية وألف في الإنشاءات الهندسية وابستمولوجيا العلوم، وأشرف على تكوين المشاركين في مسابقات الأولمبياد العالمية للرياضيات، وإلى أيام قليلة قبل وفاته، رحمه الله، كان يدرس في المدرسة العليا للأساتذة منهجية تدريس الرياضيات وهو في الثالثة والثمانين من العمر، وفي جوان 2006، ختم تاريخا من الجهاد والاجتهاد، من حزب الشعب الجزائري إلى حزب جبهة التحرير الوطني، إلى مرحلة البناء متقفّيا بذلك طريق أجداده الذين عرفوا دوما بالعلم والجهاد.
- * والدي هو من صنعني، وعاملني ككيان إنساني وفقدت مرجعيتي والشعور بالأمان بوفاته.
- دعينا نعرف الجوانب التي كان للوالد التأثير الأكبر فيها في شخصيتك؟
- باختصار والدي هو من صنعني، لقد كان يعامل جميع بناته كوجود وكذات، وكيان إنساني متعدد الأبعاد، أما التأثير فقد تعلمنا منه المنهجية في التفكير، والدقة والوضوح في التعبير، كما زرع فينا الثقة في النفس والشموخ والاعتزاز بالهوية والانتماء، ولقد اتّسعت مداركنا وثقافتنا من خلال ما وفّره لنا من مكتبات بكل فروع العلوم والآداب والفنون، لقد كان يصنع فينا الإنسان! وفي اليوم الذي يتقدم فيه أحدهم طالبا إحدى بناته يكون أتعس يوم في حياة والدي!
-
- وكيف عشت لحظة وفاة والدك رحمه الله؟
- يوم توفي والدي، شعرت بأني فقدت دليلي في الحياة، ولازلت لم أشفَ من فراقه إلى اليوم، وهو لايزال يعايشني في كل شيئ، كلما انتهيت من تأليف كتاب، أو كتابة مقال، أذكره، ماذا لو كان قرأه كيف كان سيكون رأيه؟ لازالت توجيهاته ووصاياه تنير طريقي وهي تقودني دوما إلى الخير.
-
- ولماذا لم يتبوّأ منصبا وزاريا أو سياسيا وهو العالم المعروف؟
- منذ الاستقلال، والمسؤولون الجزائريون يعرضون عليه مناصب وزارية وكان دائما يعتذر ويقول إن مهنتي العلم وليس الإدارة.
- * قبل الزواج راسلني القرضاوي كثيرا وهاتفني حيثما حلّ أو ارتحل.
- بصراحة، هل الجزائر أعطت الوالد حقه؟
- لقد كرّمته الجزائر خير تكريم في حياته وعند وفاته، لقد أرسل الرئيس الجزائري وفدا من الرئاسة قدم التعازي للأسرة، ورسالة عزاء خاصة جدا للعائلة وكان أول عشاء للمتوفى من طرف السيد الرئيس، كما هي عادات الجزائريين مع كبار الشخصيات. كما زارنا السيد رئيس الحكومة مرتين في منزلنا بالجزائر العاصمة لتقديم العزاء، وكذلك غالبية من الوزراء الحاليين والسابقين وأغلبهم من تلاميذه، كما زارنا رؤساء الأحزاب وشخصيات جزائرية كبيرة من داخل وخارج الوطن، وحضرت الطبقة السياسية والأحزاب ورموز الفكر والثقافة جنازته، كما أرسل السيد الرئيس أيضا برسالة عزاء مطولة ومعبّرة في وفاة الوالدة قبل الوالد، رحمهما الله، قديرا لعلاقات المودة والصداقة التي تربطه بالعائلة.
- * والدي قال لي إن ارتباطي بالشيخ القرضاوي مدمّر.
- على ذكر الرئيس بوتفليقة، كنت تسعين للقاء الشيخ بالرئيس؟
- نعم، أول ما زرنا الجزائر في ملتقى البشير الابراهيمي سعيت لتحقيق لقاء له مع الرئيس، بعد أربعة عشر عاما كان قد غاب فيها عن الجزائر.
-
- الآن نعرّج على أسماء بن قادة... كيف نشأت وكيف عاشت طفولتها؟
- لقد عشت طفولة سعيدة جدا ومنطلقة، فخلال السنة الدراسية يكون الجد والاجتهاد، ثم في عطلة الربيع نلتقي مع كل الأسرة في البيت الكبير عند جدي لأمي (عبد القادر بن عودة) أو الشوايخ بمعنى (الشيوخ) كما يلقبون، حيث الحقول والخيول والطبيعة الرائعة، أما في الصيف فهي بين البحر في شواطئ الميناء الصغير petit port حيث كنا نقضي في المنزل الصيفي هناك أغلبية أيام الإجازة، ورحلاتنا إلى خارج الجزائر حيث كان يصطحبنا إلى المتاحف والمراكز العلمية والمعالم السياحية، فضلا عن رحلاتنا إلى البقاع المقدسة في رمضان من كل سنة، لقد عشت طفولة سعيدة جدا مليئة بالانطلاق والفرح والبهجة، ثم عشت شبابا مفعما بالنشاط الفكري والعلمي والعملي، ليس هنا مجال تفصيله.
- الشيخ القرضاوي لم ييأس وواصل محاولاته لإقناع أبي بالزواج.
- من حياة الشباب إلى الارتباط بالعلامة الدكتور يوسف القرضاوي... بصراحة كيف تعرفت الدكتورة أسماء بن قادة على فضيلته إلى أن طلب يدك من والدك رحمه الله؟
- (تصمت مطوّلا... ثم تتنهد)، سأذكر لك باختصار، على اعتبار أن الشيخ قد سجل ذلك في مذكراته التي نشرها في جريدتي "الوطن" القطرية في رمضان (أكتوبر2008)، والتي باتت تعرف بالحلقة الثالثة والثلاثين من المذكرات، لقد عرفني الشيخ وأنا على منصة مؤتمر عام 1984، على إثر مداخلة قام خلالها حوالي 2000 شخص كانون مشاركين يصفّقون ويكبّرون، كما غطتها كل وسائل الإعلام ومنها جريدة الشعب التي عرضتها تحت عنوان: "قد تجد في النهر ما لاتجده في البحر" وكان الشيخ قد تقدم ليحيّيني ولكنه وجد وسائل الإعلام تحاصرني عند نزولي من المنصة فتراجع، إلى أن رآني في المساء في مقر إقامة الطالبات، فسألني إذا كنت أنا أسماء التي داخلت في الصباح فقلت نعم، فشكرني كثيرا وقال: "لقد أثلجت صدورنا بردّك الذي جاء قويا دون خوف أو وجل"، ومنذ ذلك الوقت بات يقرّبني جدا منه، ويحاول الحديث معي كلما واتته الفرصة، ويهديني كتبه، التي كان يسقط قصدا في بعضها كلمة ابنتي، ليكتب عليها "إلى الحبيبة أسماء"، وبقي على هذه الحال لمدة خمس سنوات، إلى غاية 1989 حيث حاول الاتصال بي بمجرد وصوله إلى الجزائر، وفي تبسة أثناء مشاركتنا في المؤتمر المنعقد هناك، طلب مني محاولة التعجيل بعودتي إلى العاصمة لكي يتمكّن من مقابلتي والحديث معي معلقا "وإلا سأسافر وفي قلبي حرقة!"، ولكن الظروف لم تساعد على ذلك التعجيل، فاتصل بي من العاصمة وأنا لازلت في تبسة، ليقول لي بأنه قد أجل عودته إلى الدوحة يومين حتى يتمكن من مقابلتي، فطلبت منه أن يؤجل ذلك لفرصة أخرى من منطلق ما عنده من واجبات ومسؤوليات وأنا غافلة تماما عما يريد أن يحدثني عنه، ولكن يبدو أن الشيخ تأكد بأن الأرضية ليست ممهدة بعد ليبثني ما في نفسه فعاد إلى الدوحة، ومنها أرسل إليّ برسالة مطولة وقصيدة من 75 بيتا يبثني فيها عواطفه وأشواقه التي كتمها خلال خمس سنوات منذ 1984 والتي من بين ماجاء فيها: "أترى أطمع أن ألمس من فيك الجوابا؟... أترى تصبح آهاتي ألحانا عذابا؟... أترى يغدو بعادي عنك وصلا واقترابا؟... آه ما أحلى الأماني وان كانت سرابا!... فدعيني في رؤى القرب وإن كانت كذابا!... وافتحي لي في سراديب الغد المجهول بابا!
-
- وكيف تعاملت مع هذا الوضع بعدها؟
- لقد كانت مفاجأة أقرب إلى الصدمة في البداية، فقد كنت أراه معجبا، ولكن كانت علاقتي كذلك مع جميع العلماء الذين حظيت عندهم بالكثير من التقدير والحب والاحترام، ولم يكن ذلك غريبا فقد كان يحدث مع أساتذتي وعلماء الجزائر وأصدقاء والدي، ولكن ومع فارق السن ووجود زوجة أولى وأولاد، حب بهذه القوة وبهذا العمق والعنف ومكتوما منذ خمس سنوات لم يخطر ببالي!
- * عرفني القرضاوي وأنا على منصة مؤتمر ومنذ ذلك الوقت وهو يُقربني منه.
- وكيف تعاملت مع الوضع، بمعنى وافقت مباشرة أم طرحت الأمر مع العائلة؟
- لقد تحولت المفاجأة بعد ذلك إلى شيئ من التشوش والحيرة، ولكن الشيخ لم يترك لي فرصة فقد كان يجاملني بالمكالمات والرسائل، ثم بدأ يطالبني بمعرفة مشاعري تجاهه، كما قال: "ياحبيبي جد بوصل دمت لي واجمع شتاتي... لا تعذبني كفاني ما مضى من سنوات... بت أشكو الوجد فيها شاربا من عبراتي"، إلى أن يقول أيضا: "ياحبيبي وطبيبي هل لدائي من دواء؟... لاتدعني بالهوى أشقى، أترضى لي الشقاء؟!... لاتدعني أبك فالدمع سلاح الضعفاء!... كيف يحلو لي عيش ومقامي عنك ناء؟!
- لا سلام لا كلام لا اتصال لا لقاء... أنا في الثرى وليلاي الثريا في السماء!!...الخ"، وطبعا كتمت الأمر تماما عن عائلتي في الأول، بسبب ما كنت أشعر به من حرج يعود إلى الظروف المحيطة بالشيخ.
-
- أنا أريد معرفة رد فعلك أنت؟
- والله، أول رسالة خطتها له يدي قلت له فيها بعد أن وصفت له حالة الحيرة التي أنا فيها: "إن الحب ليس سهما ينفذ إلى ذاتي فجأة فيفجر فيها نبع العواطف والمشاعر، إنه معنى يدركه العقل، ثم يفيض بعد ذلك على الوجدان، وإن المعنى مرتبط بجوهر الشخص، فهل تمثل أنت ذلك الجوهر، لا أدري"؟.
-
- هذه أول رسالة ترسلينها لفضيلة الشيخ؟
- نعم وأردفت على ذلك التساؤل: "أنا لا أعرف ما مصير هذه العلاقة إن أنا سمحت لها أن تمتد وتتطور"، كما سألته عن جوانب اهتمامه بشخصي، على الرغم من أنه قد فصل في رسائله الأولى ولكن كنت أريد أن أتأكد، إلى أيّ مدى هو حب متعدد الأبعاد تتداخل فيه المعاني الانسانية المختلفة بشكل متناغم.
-
- وبعد هذا المخطوط الأول، هل تواصلت الرسائل فيما بينكم؟
- نعم أعقب ذلك الكثير من الرسائل والمكالمات المطولة من كل أنحاء الدنيا حيث حل وارتحل، بل استمرت الرسائل والقصائد بعد الزواج أيضا، وكان ينظم القصائد أحيانا وهو في مصر وأنا في الجزائر عندما نفترق لبعض أيام الإجازة ويبعث بها إليّ، ومن بينها قصيدة عنوانها شوق كان مطلعها: "يا حبا زاد تدفقه فغدا طوفانا يغرقني..ياشوقا أوقد في قلبي جمرات توشك تحرقني..أيام الشوق تعذبني كم تجمعني وتفرقني..وليالي الشوق تطول علي تطير النوم تؤرقني"، إلى غاية قوله: "ما عدت بمحتمل بعدا عن روحي وهي تفارقني"، وأحيانا ونحن في الدوحة وهو في بيته الأول يكتب الرسالة ويبعث بها مع السائق على بعد خطوتين..وعودة إلى المرحلة الأولى، مرحلة إقامة الشيخ في الجزائر عام 1990 - 1991 لتحقيق هذا الزواج، والتي حصلت فيها ظروف كثيرة ليس هنا مجال تفصيلها، عاد الشيخ بعدها إلى الدوحة ولم يوفق في الوصول إلى مراده من تحقيق الزواج.
- * الشيخ طلب الوساطة من الشيخ شيبان لطلب يدي وتعهد له بأن لا يمسسني سوء أو مكروه.
- إلى هذا الحد، انتهى الفصل الأول من القصة، فكيف كانت النتيجة؟
- بعد مغادرة الشيخ للجزائر، انقطعت العلاقة تماما، لمدة خمس سنوات، ليتصل بي الشيخ بعدها من الدوحة، ويذكر لي بأنه لم ينسنِ لحظة وأني أعيش بداخله لم أفارقه أبدا وكما يقول في احدى رسائله "أنت معي في حركاتي وسكناتي وغدواتي وروحاتي، في سفري وفي إقامتي في البيت وفي المكتب، في الجامع وفي الجامعة وحدي ومع الناس، أكلم الناس وأنت معي وأكتب وأنت معي وأخطب وأنت معي وأصلي وأنت معي"، وقال بأنه يريد أن يرسل لأبي مجموعة من الوجهاء والوسطاء لعل أبي يوافق على زواجه مني.
-
- هل لنا أن نعرف من الذين توسّطوا للشيخ عند الوالد؟
- أول اتصال منه كان بفضيلة الشيخ عبد الرحمن شيبان، حفظه الله، صديق العائلة والوزير السابق للشؤون الدينية وقد سأل الشيخ هل لديك ضمانات بأنه لن يمسّها سوء، وهل تضمن ردود فعل أهلك، فأكد له بأن كل ذلك مضمون، ونقل الشيخ شيبان الرسالة، وكان موقف والدي الرفض المطلق والحاسم غير القابل لأي نقاش، ورد الشيخ شيبان على الشيخ عن طريق رسالة حملها له الدكتور عبد الحليم عويس إلى منزله في القاهرة.
* القرضاوي أجل عودته من الجزائر ليومين حتى يقابلني وطلب مني التعجيل في موعد اللقاء.- مع فشل الوساطات مع والدك كيف كان الفصل الثالث؟
- بعد أن فشلت كل المحاولات، كتب الشيخ رسالة إلى والدي يشرح له فيها أن القلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد تزوج من عائشة رغم فارق السن بينهما، مؤكدا له أنني سأكون في عينه وقلبه كما أعطاه كل الضمانات بأنه لن يصيبني مكروه أبدا وأنه سيعمل على إسعادي...الخ، ولكن والدي رد على الشيخ برسالة أخرى، يطلب منه فيها ترك هذا الموضوع للأبد وأنه لن يغير موقفه أبدا، وظل والدي مصرّا على رفضه، وكان يقول لي: "أطلبي أيّ شيئ في الدنيا أحققه لك، إلا هذا الزواج إنه مدمر لك!"
-
- لماذا برأيك هذا الإصرار من الوالد؟
- برأيي والدي، أن الشيخ حاول التأثير عليّ أولا وأنه قد سحرني برسائله ومكالماته واستغل خبرته وفارق السن الكبير جدا بيني وبينه من أجل تحقيق ذلك، في حين كان الأولى به أن يتقدم إليه مباشرة، بالإضافة إلى الفرق الكبير جدا في السن، والزوجة الأولى والأولاد، والغربة والتعدد الذي لا يمثل جزءا من الثقافة في الجزائر، كما أن والدي لم يكن يتصور بأن ابنته التي ظل يصنعها على عينه منتظرا متى تستلم دورها في الحراك العلمي والفكري للوطن، يمكن أن ترتبط برجل ترافقه هذه الظروف الصعبة ومع اختلاف البيئة والثقافة ونظام التفكير..الخ، هذا الكلام الذي كان يصرح به للوسطاء.
-
- قبل سنتين كتب الشيخ مذكراته ونشرت في "الوطن" القطرية و"الخبر" الجزائرية وأخذت زخما إعلاميا كبيرا، بعد أن ذكر فيها الشيخ كيف تعرف عليك، وتتطرق لجزء مما ذكرتِه، هل كنت تعرفين أن الشيخ سيذكر ذلك في مذكراته؟
- لقد واجه الشيخ ضغوطا كبيرة قبل كتابته للمذكرات، إذ طلب منه أولاده بالتحديد، كما أخبرني يومها، الاكتفاء بالأجزاء الثلاثة، وعدم كتابة الجزء الرابع، لأن فيه قصة الزواج، ولكنه أصرّ على الكتابة، وفعلا كتبها ونشرت في جريدة "الوطن" القطرية بإذن منه وموافقته في رمضان (أكتوبر 2008) وأصبحت معروفة بالحلقة الثالثة والثلاثين من المذكرات وقد تداولتها عشرات الجرائد ومئات المواقع الالكترونية..الخ، فالناس يحبّون دائما الاطلاع على الجانب الإنساني في حياة الشخصيات المعروفة.
* الشيخ واجه ضغوطا كبيرة قبل كتابته للمذكرات وهناك أشخاص طالبوه بحذف قصته معي.- ومع هذه المذكرات بدأت المشاكل؟
- لقد واجه ضغوطا رهيبة من طرف أولاده وحلفائهم في مصر، على الرغم من أن الأجزاء الأولى من المذكرات ذكر فيها الشيخ زواجه الأول بالتفاصيل المملة، كما تحدث عن كل أبنائه، ولكن يبدو أن المقصود من تلك الضغوط هو عدم توثيق القصة بحيث لا يسجل التاريخ أنه تزوج مرة ثانية ومن سيدة جزائرية ومن منطلق حبّ كبير وإعجاب شديد واستاءوا لأنه ذكر رفض والدي لطلبه عدة مرات..الخ، وعنائه الطويل من أجل تحقيق الزواج بدءاً من مجيئه للإقامة في الجزائر، وكان ينبغي أن يترك الزواج ليختفي من نفسه بعد غيابه عن الحياة مادام لم يتم توثيقه في المذكرات، ولكن الله قدر أمرا آخر بعيدا عن محاولتهم تكريس نوع من الزواج السري فعليا بعد أن فشلت محاولات التفريق بسبب تضحيات كبرى قدمتها في كل مراحل هذا الزواج لهدف واحد فقط يتمثل في تفادي ما يمكن أن يؤدي إليه إطلاع الناس على ما كان يجري من تجاوزات وما يمكن أن تتسبب فيه من صدمة للكثيرين، باعتبار أن الشيخ شخصية عامة ورمز، فكل الذي كان يحدث كان غريبا عن تعاليم الإسلام وأحكامه، بل إني لا أبالغ إذا قلت لك بأني وأسرتي لازلنا إلى حد الآن في حالة ذهول شديد واستغراب من كل الذي يحدث.
- وعودة إلى المذكرات، وعلى اعتبارها توثيقا لما حصل وتعبيرا عن عواطف إنسانية تعكس الجانب الأرقى من مركبات الكيان الانساني، ولكنهم عارضوا وتدخلوا وحلفاؤهم في مساحة لا تخصهم، واستمروا في محاولتهم سلبه إرادته من خلال التعبئة، ليس فقط في الكتابة ولكن في كل ما يخصني حتى ما هو متعلق بأحكام الشرع وعلى رأسها الحدود المرتبطة بالتعدد، لقد كنت أعتبر وأنا مقبلة على هذا الارتباط أن علاقتنا ستحددها قواعد الأحكام الواضحة في شريعتنا، وأن الشيخ وحده معني بذلك ومسؤول عنه أمام الله وإذا بي أجد بأن حياتي ومصيري بين أيد كثيرة وكثيرة جدا! إني فوجئت بواقع ومفارقات صارخة تتجاوز محددات المرجعية ليس هذا هو وقت ذكر تفاصيلها!
-
- وهل تواصلت المشاكل بعدها بسبب هذه المذكرات؟
- إن الضغوط بدأت منذ أول أيام الزواج، حيث تعرّض هذا الارتباط لهزات وأزمات كثيرة، كنت دائما ضحيتها الأولى وكبش فدائها في الأخير، من بيروت والأردن التي عشت في بداية إقامتي فيها أصعب أيام حياتي على الإطلاق بسبب ما حصل وكان ذلك في أفريل عام 1997، إلى أبو ظبي ثم إلى الدوحة، فوجئت بحياة مليئة بالتناقض والمتاعب، وهنا كانت الصدمة بين ما كان متوقعا وما بات واقعا أقاومه بتحكيم المرجعية الإسلامية، في حين يستسلم الطرف الآخر مراعاة لمصالح دنيوية تتناقض مع الحدود التي وضعها الإسلام. أما في الدوحة التي هي المستقر لجميع الأطراف، فإن المذكرات كانت قد سبقتها الكثير من المواقف التي يذهل لها عقل الانسان، بعضها خاص بالميراث وأبسط الحقوق وبعضها خاص بظهوري، حيث إنه وكلما ظهرت في الإعلام كان يواجه الضغوط بل المقاطعة من طرف أولاده، ولقد قاطعه ابنه لمدة تزيد عن عشر سنوات بسبب هذا الزواج، كما قال لي وكما هو معروف عند جميع الناس، والمشكلة أنه لم يكن حاسما في مواقفه، وإذا ما قرر الحسم يوما يكون ضدي، من منطلق أنه يرتكب أهون الشرّين وأخف الضررين، وكل ذلك بعيدا عن متطلبات الشرع. أذكر مرة كنت متوجهة إلى باريس تلبية لدعوة من "اليونيسكو" للمشاركة في احدى الندوات، فنشرت جريدة "الراية" خبرا حول مشاركتي مرفوقا بصورتي، وهنا قامت الدنيا ولم تقعد من طرف أولاده (لماذا يكتبون حرم القرضاوي؟!)، وفي مرة أخرى اتصل بي ابنه وطلب مني عدم ذكر إسمي كمنتجة لبرنامج للنساء فقط في قناة الجزيرة في نهاية الحلقة وكذلك في مؤتمر التلاميذ والأصحاب عام 2007، عندما ظهرت كلمتي على الجزيرة قاطعوه لفترة وهو في القاهرة، إن هذه الأشياء كانت تحاصرني وتخنقني، ولا أجد موقفا حاسما ينهي محاولات تجاوز الخطوط هذه، وذلك فضلا عن أمور أخرى ترتبط بكياني الاجتماعي كزوجة وبالعدل! ولقد وصلت الأمور أحيانا إلى ماهو أخطر متمثلا في التهديد المباشر!
* إرتباطي بالقرضاوي عرف هزّات وأزمات كثيرة، كنت دائما ضحيتها الأولى وكبش فدائها في الأخير.- أمام هذه الضغوطات، هل تظنين أن يحذف الشيخ بعضا من المذكرات أو يختصرها، أو يلغيها نتيجة للضغوط؟
- الكبار لا يفعلون ذلك، ثم إن ستالين لما حذف جزءا من مذكرات لينين، انتشر الجزء المحذوف أكثر مما انتشر الكتاب، ثم إن المذكرات وكما كتبها موجودة في كل مكان، وما كتب في المذكرات هو روح الحقيقة فقط، التجربة أثرى بكثير مما كتب، وهي موثقة خطا وصورة في أرشيف لا حدود له من الرسائل والقصائد والوثائق الرسمية وغير الرسمية! ثم تمثل العواطف الانسانية مشكلة في بيئة تعكس معاني الارتقاء الحضاري والانساني، إلا إذا كانت الزواج يقوم على خلفية جسدية حسية بحتة فذلك أمر آخر نرفضه أنا وعائلتي، وسنطالب بحذف كل شيئ يخصنا كاسم وأسرة من المذكرات في الكتاب، لأن في ذلك الوقت لامجال لاقتران الإسمين مع بعضهما مهما كان، وحينها سيكتمل الإدراك عندي ولو في وقت متأخر بأن والدي قد قرأ الأمور على حقيقتها وكان محقا تماما في رفضه لهذا الزواج، لاسيما وأنها ـ أي المذكرات ـ كانت السبب المباشر إلى جانب الميراث في تفجير كل التراكمات ووضح بما لا يجعل مجالا للشك، الأسباب الحقيقية لما يحصل حاليا، وأي تغيير فيها ولو بحرف واحد صياغة ومضمونا تكون أسبابه واضحة تماما، فضلا على أن تاريخ تسلسل الأحداث وحده كاف لتفسير ما كان يجري منذ سنتين إلى حد اليوم! وكل ذلك سيفقد المذكرات جميعها مصداقيتها!
-
- ربما لم يكن مقتنعا بما كتب وقتها؟
- لقد سألته عندما نقل إليّ رد الفعل الشديد لأولاده ليلتين قبل اختفائه يوم 09 - 11 - 2008، هل أنت مقتنع بما كتبت، قال نعم، فقلت: كيف ترى موقفهم هذا، قال
- تحيّز؟؟؟!
-
- وأنت هل فكرتِ في كتابة مذكراتك؟
- أنا أكتب منذ فترة طويلة، كل ما يحدث معي على شكل تأملات في الواقع والحياة، وعلى الرغم من أن حياتي لم تأخذ زمنيا ذلك المدى الطويل ولكنها كانت زاخرة بالأحداث التي أجد في تحليلها فائدة كبيرة للأجيال القادمة من النساء والرجال، وطبعا مسيرتي مع الشيخ من الجزائر إلى بيروت والأردن إلى أبو ظبي إلى الدوحة بوثائقها وصورها ووقائعها ومحطاتها، تمثل قصة مثيرة وغريبة قد تصلح بعجائب ما جرى فيها، لأن تكون موضوع فيلم أو مسلسل أو رواية، فهي تحكي قصة طرفين كلاهما من بلدين وثقافتين وجيلين مختلفين ولكن الذي ربط بينهما المرجعية الإسلامية، فإلى أي مدى تمكن كلاهما من الثبات على تلك المرجعية في التعامل مع حالة التعدد وهل تفسر ما آلت إليه الأمور الدافع الحقيقي لذلك الزواج وما هي الخلفيات الكامنة وراء تلك الهزات وذلك العجز عن الوفاء بالالتزام بالضمانات، وإلى أي مدى جسد ذلك الزواج الموقع الحقيقي للمرأة المسلمة كزوجة وشريك وعضو في المجتمع
- وكإنسان؟!.
-
- * لا أظن أن الشيخ سيحذف قصة زواجه من مذكراته لأن الجزء الذي حذفه ستالين من مذكرات لينين هو المشهور الآن أكثر من الكتاب نفسه.
- بعدها نشرت الصحف أنك تعرضتِ لحملة مصرية شرسة، وتم تهديدك عبر رسائل إيمايل وأساماس فاق عددها 150 إيميل، هل هذا صحيح؟
- طبعا، وكان الغرض منها تعبئة الشيخ وبرمجته بما يؤدي به إلى الطلاق، لقد كانت هناك غرفة عمليات بين مقربيه وحلفائهم، ولقد استخدموا في حملتهم تلك كل الوسائل اللاأخلاقية والدنيئة من شتائم وأكاذيب وتهديدات، تثير التقزز والغثيان وكانت الرسائل الالكترونية تصل إلى الزملاء في موقع الجزيرة وإسلام أون لاين بشكل صبياني وأحمق، وكان الهدف من إرسالها بكل غباء إلى الجزيرة هو التدمير النفسي والمهني، وقد غاب عن أذهان هؤلاء السذج، أن حركاتهم كانت أشبه بالألعاب النارية للصبيان، وعلى العموم كل ذلك كان محاولة لتعبئته والضغط عليه بشدة من أجل الوصول به إلى الطلاق وأدق تفاصيل ذلك يعرفها كلانا، وهي ليست أول مرة، لقد جرى مثل ذلك عام 1997 في الأردن وأمور أخرى تشيب لها الولدان! وإخوان الأردن شاهدون على كل الذي كان يجري في تلك المرحلة، بل هناك جرائد نشرت بعض الذي كان يجري في ماي وجوان 1997، من بينها جريدة الأهرام المصرية التي لازلت أحتفظ بنسخة مما جاء فيها!
-
- وهل كان الشيخ يعلم بهذه الحملة التي طالتكِ؟
- نعم كان يعلم جيدا، فلقد كان يجد يوميا على مكتبه في بيته الأول مقالا من مقالات الحملة، أربع وعشرين ساعة قبل أن يصدر في الجريدة، وقد كان ذلك جزءا من محاولة التأثير عليه وتعبئته إثر كتابته للمذكرات، ومن ثم لم تتردد مجموعة من الصحف المصرية في نشر سيل من المقالات مثل "في وهاد حب فيه تترى" و"الماء إذا بلغ قلتين لم ينجسه شيئ" في المصري اليوم، و"من وراء السنة والشيعة" ومن "يهدم القرضاوي" في اليوم السابع، و"المال والسلطة وروكسلانة" في البديل، بالإضافة إلى ما كتب في روز اليوسف وغيرها من بين تلك التي عنونت مقالاتها بالشيخ العاشق وعودة الشيخ إلى صباه، علما أن الشيخ كان قد قال في أول قصيدة نظمها عني عام 1989: "لست أخشى من غبي أو ذكي يتغابى..لست أخشى قول حسّادي شيخ يتصابى..كل ما أخشاه أن تنسي فؤادا فيك ذابا..فأرى الأزهار شوكا وأرى التبر ترابا..وأرى الأرقام أصفارا، ودنيانا يبابا..وأرى الناس سباعا وأرى العالم غابا".
* ارتباطي بالقرضاوي موثق خطّا وصورة في أرشيف لا حدود له من الرسائل والقصائد قبل وبعد الزواج! - لنبقى في التهديدات هل كانت مباشرة وكيف تعاملت معها؟
- نعم كانت بشكل مباشر وواضح، لكنهم لم يجدوا سوى الاستخفاف والصمود، فلم يحركني شيئ، يبدو أن تلك الأطراف لم تستوعب بعد تركيبة الانسان الجزائري والمرأة الأصيلة الحرة من فاطمة نسومر إلى جميلة بوحيرد وكل حرائر الجزائر، بل كل امرأة تحترم ذاتها وإنسانيتها، فكيف إذا تعلق الأمر بامرأة مسلمة لاتعرف للإذلال طريقا بعد أن كرمها الله عز وجل، فضلا عن ذلك الرصيد الممتد عبر تاريخ طويل من الجهاد والبطولات أسرة وشعبا وأرضا، إنه شموخ وثبات على الحق رضعناه مع الحليب، وهو يجري في دمائنا كما ورثناه في جيناتنا، يبدو أنهم غفلوا أني وليدة أرض كل ذرة تراب طاهرة فيها ممزوجة بقطرة دم مقدسة نزفتها أرواح شامخة أبية، لقد كانوا يتوقعون هم وغيرهم أن أتموقع في خانة "العشيقة الحلال"، مع تحفظي على ذكر هذه الكلمة ولكنها معبرة، أو ربما تصوروا بأني يمكن أن ألعب يوما دور الجارية في حياة الشيخ، أو أن أدخل في جلبابه أتلمس بركاته وأعيش في دائرة حريم بعض شيوخ الدين وفقا للمفهوم المكتسب للمشيخة الدينية المعاصرة وما تحاول حيازته وتكريسه من سلطات وفقا للمفهوم الثقافي المكتسب أيضا للأنوثة والجسد، إنه بعيد عن نموذج الإسلام والرسول عليه الصلاة والسلام، الذي استرشد برأي زوجته أم سلمة في أخطر أزمة واجهته مع أصحابه في صلح الحديبية ولم يجد أي حرج في ذكر ذلك، وبقي ذلك شاهدا في التاريخ لكي تسترشد به الأمة في تعاملها مع المرأة ولكن هيهات!، يبدو أنهم لم يراجعوا دروسهم جيدا، أو أنهم عاجزون أصلا عن التحليل والتفكيك وإعادة التركيب، لاسيما إذا كانوا ينتمون إلى مدارس الحفظ والتلقين، لقد كانت مؤامرات خسيسة تم حبكها على استعجال ولكن المحزن في كل ما جرى ما انتهيت إليه من نتائج يقينية تؤكد بأن بيننا وبين الإسلام مسافات ومسافات!
-
- يبدو أننا أمام فصل من فصول صراع الأجيال؟
- أكيد، فجيلي لم يتعامل مع الإسلام كشيئ موروث لقد كان الإسلام بالنسبة إلينا اختيارا حرا، ولذلك لم أنتمِ يوما إلى أحزاب إسلامية أو جماعات أو أشخاص ولم أحاصر الإسلام يوما بالإيديولوجيا والعصبيات الفارغة ولم أجرده من بعده الرسالي مقابل مصالح تحددها آليات صراع دنيوي بكل ما تحمله من خلفيات، ولم أربطه بأي شخصية دينية وأرفض تقديس الأشخاص تلك الموضة الجديدة التي سجنت العقل وفرضت عليه الوصاية وعطلت الاجتهاد، إن كياني العقلي والمعنوي راسخ في مرجعيتي قرآنا وسنة، ولكن بعيدا عن العمى المعرفي والجهل المقدس.
-
- بعد المذكرات والتهديدات ماذا حدث بعدها؟
* تهديدات مقربيه كان الغرض منها الطلاق واستعملوا معي كل الأساليب غير الأخلاقية. - لقد اتصل بي الشيخ ليلة الخميس 12 نوفمبر 2008 بعد عودتي من ندوة كنت أشارك فيها حول مستقبل اللغة العربية، فسألني عن الندوة وتحدثنا في أمور كثيرة كالعادة ثم قال عبارته المعهودة التي يودعني بها عندما يكون في بيته الأول "تصبحين على خير وحب وشوق وأنس"، وفي الصباح اتصل وطمأنني أنه قد تناول فطوره وأدويته وكنا قد أعددنا مع بعض ردا على إشاعة عنه كانت تدور حول تأييده لـ"ماكين" بدلا من "أوباما" في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فقال لي بأن جريدة الحياة قد نشرت الرد، ثم أكد لي بأنه ذاهب إلى المزرعة عند صديقه لكي يقضي اليوم هناك وسيعود في المساء، لكن في المساء اتصل بي سكريتيره ليقول لي بأن الشيخ سافر وستطول سفرته دون أن أعرف أين هو ولماذا سافر وما هو الهدف، وبقيت على هذا الشكل مروعة لا أعرف عنه شيئا، وقد كان عندي مؤتمران أحدهما في قبرص والثاني في سوريا، في نفس تلك الأيام، وتحاملت على نفسي وحضرت أوراقي وشاركت فيهما وأنا أعيش حالة من القلق والإرهاب النفسي نتيجة الترويع، بينما هو مختف لا أعرف عنه شيئا وقد أغلق كل وسائل الاتصال، ورسائل الإيميل تمطرني بأحط ما قرأت في حياتي من رذالة والمقالات كانت ترسل على إيميلي ليتأكدوا بأنها وصلتني، وبعد أسابيع تبيّن أنه كان في مصر، في الوقت الذي كنت فيه في أشد الحاجة إليه، وبدأت تظهر أشياء لم أكن أتخيل أو أتصور للحظة أنني سأتعرض لها في يوم من الأيام، إنها أشبه بأفلام الرعب من حيث تناقضها مع منظومة الإسلام بالكامل!.. تصور أن أولى الخطوات الاستراتيجية كانت توقيف نشر المذكرات على موقعه وموقع إسلام أونلاين الذي كان يترأس مجلس إدارته في ذلك الوقت، وهي خطوة جاءت مرافقة لاختفائه وللحملة الإعلامية، وقد حدث ذلك قبيل وصول الحلقة الخالدة الثالثة والثلاثين، ولازالت متوقفة إلى اليوم!
-
- والآن هل خفت هذه الحملة وهل تعيشين في راحة وهدوء وطمأنينة؟
- أنت طماع لماذا لا تترك الرد على هذا السؤال لموعد قريب إن القصة مليئة بالمفاجآت المريرة والمؤلمة.
-
- وماذا عن تدخلك في الصراع السني ـ الشيعي الذي أخذ بعدا إعلاميا ومنحى تصاعديا؟
- كلها مزاعم لا أساس لها من الصحة، لقد تفجر ذلك الصراع على إثر الحوار الذي أجراه مع صحيفة "المصري اليوم" في بيته المصري في مصر ومع زوجته وأولاده المصريين، ولقد كنت حينها في الجزائر، حيث اتصل بي يومها ليشكو لي مما يعانيه من إرهاق بسبب ما بذله من جهد، من بينه ذلك البوتفليقة داهية وعبقري ويمارس نظرية الألعاب بكل أشكالها بمهارات فائقة.حوار، وقد ذكر لي من الحوار موضوع التوريث ولم أعرف عن موضوع الشيعة إلا لما هوجم من طرف وكالة أنباء فارس، فقال لي بأن الموضوع له علاقة بالرد على ما جاء في جريدة المصري اليوم، وأنا لا أذكر هذا الكلام دفاعا ولكن من أجل الحقيقة فقط. أما بالنسبة لتدخلي في الصراع، فلست أدري ما مفهوم التدخل، أظن أنه من الغباء أو الاستغباء الاعتقاد بأن ما يخوضه الزوج من معارك فكرية، مهما كان موضوعها، لا ينبغي أن تشاركه فيها زوجته، لاسيما إذا كانت مفكرة ومثقفة، ولكن يبدو أن أولئك الفارغون قد غاب عنهم أن الشيخ رآني أول ما رآني وأنا أداخل على منصة مؤتمر وأنا دون العشرين وقد رآني على شاشة التلفزيون ألقي الحديث الديني وأشارك في البرامج الفكرية وأنا في بداية العشرينيات وقبل الزواج بسنوات، أما الصورة الذهنية التقليدية التي قد يرسمها بعضهم لزوجة عالم في الدين وفضل الكلام وسيّئه ومغالطاته فلا يهمني أمره، لا وقت لدي لذلك.
- * ليلة الخميس 12 نوفمبر 2008 ودّعني القرضاوي على أساس الجلوس في الحديقة ثم أخبروني أنه سافر وأغلق كل وسائل الاتصال.
- أيضا قيل في وسائل الإعلام وبالضبط في إحدى المجلات المصرية إن الشيخ هو من كان وراء دخولك مركز الدراسات الاستراتيجية في أبوظبي، وتوظيفك في الجزيرة؟
- وإن كنت لا أرغب في الرد على هذه الترّهات، ولكني أقول بأن الشيخ لم يعلم باتخاذي قرار العمل في كلتا المؤسستين إلا بعد توقيع العقد والمسألة لم تتجاوز الاستشارة كزوج له عليّ حق الاستئذان. وبالنسبة للمركز، كل شيئ جاء بالصدفة، إذ أنا نفسي لم أسع للعمل فيه، رغم أني إلى حد اليوم أعتبره أفضل مركز دراسات استراتيجية في العالم العربي، ولم أتقدم للوظيفة فيه لأني كنت أنتظر أن أستقر بضعة أشهر في بداية إقامتي في أبو ظبي قبل أن أفعل، ولكني بعد أن ناقشت رسالة الماجيستر في ذلك الوقت أهديت نسخة منها للمركز اعترافا بجميل استخدامي لمكتبته التي وجدتها من أفضل مكتبات العالم العربي في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وبمجرد ما قرأ المدير العنوان "التحول في مفهوم القوة وانعكاساته على بنية النظام الدولي"، وتصفح الرسالة، اقترح علي العمل في المركز وإعداد لجنة للمقابلة والاختبار، وبهذه الطريقة تم توظيفي في المركز، ولقد قضيت فترة عملي ولا أحد ربما في المركز يعرف بأني مرتبطة بالشيخ، وبعد أن منع من دخول الإمارات بفترة، سافرت إلى قطر في إجازة العيد لزيارة الشيخ، وهناك أجريت مقابلة وتمت الموافقة ووقعت العقد وأخبرت الشيخ بعدها بذلك، ولم تكن إدارة الجزيرة في الدوحة أصلا تعرف أثناء التعاقد وبعده بفترة أني زوجة الشيخ، فالأمور في الجزيرة تتم من منطلق مهني، ثم هل جرى توظيف كل من في الجزيرة أو المركز عن طريق الشيخ؟ إنها تفاهة تثير الغثيان ومن أي منطلق، سلطة الدين، يا له من عذر أقبح من ذنب؟!
-
* سألت القرضاوي عن اقتناعه بما كتبه عنّي في مذكراته وأجاب بالإيجاب ونعت من رفض ذلك بالمتحيّزين. - تُقيمين في قطر منذ أمد كيف وجدت هذا البلد؟
- لماذا بنت الحكومة المصرية جدارا فولاذيا مع غزة ؟
- افتتاح الجمعية العامة لاتحاد العلماء المسلمين بتركيا القرضاوي يعلن مشاركته في قافلتين لكسر الحصار عن غزة
- فعل الخير قد يقود إلى السجن أيضا شهود ''نية'' ضحية محتالين عابري السبيل
- المرأة أيضا.. لصّة
- الدرك يقبض على مخترق موقع وزارة البريد...تورط أيضا في اختراق موقع جامعة هواري بومدين ومركز للبحث
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى