اسماء خالدة........الشهيدة زوبيدة ولد قابلية ( صليحــة )

الشــهيدة زوبيــدة
ولــد قــابليـة ( صليحــة )
بقلم الاستاذ فاضل عبد القادر

زوبيدة ولد قابلية الملقبة بصليحة المولودة بطنجة في 10/07/1934 والدها الجيلالى
و أمها حدة فاطمة سكنت مدينة معسكر و ترعرعت في وسط أسرة محافظة متشبثة بأصالتها (
العروبة و الإسلام) دخلت المدرسة الابتدائية و تأثرت ببطولات أبناء الشعب الجزائري
و رجال المقاومة منهم الأمير عبد القادر الجزائري مما أدى إلى تكوين شخصيتها
النضالية ، انتقلت إلى التعليم الثانوي و نظرا لتفوقها العلمي على الكثير من أبناء
المعمرين انتزعت شهادة البكالوريا لتسجل بجامعة الجزائر في معهد الطب سنة
1954-1955 تخصص جراحة الأسنان، نظرا لتشبعها بالأفكار الحرة و احتكاكها بالفئات
المناضلة من أجل الحرية انخرطت في صفوف جمعية الطلبة المسلمين الجزائريين لتتحول
إلى عنصر فاعل ضمن خلايا النشاط السري في خضم الثورة و احتكت بواضعات القنابل ، و
عقب إضراب الطلبة ماي 1956 استجابت لنداء ح-ت و لتقرر العودة إلى معسكر لتلتحق بعد
ذلك بمعاقل الثورة بنفس المنطقة بداية جانفي 1957 .

نضالها السياسي:كانت صليحة ولد قابلية من
أبرز العناصر النشيطة في صفوف ج.ت.و و من النساء الرائدات اللواتي شكلنا خطورة على
العدو و أصبحت محل متابعة و ملاحقة من قبل مصالح استعلامات الأمن القضائي بالجزائر
العاصمة بحجة دعمها لعناصر إرهابية منتمية لجبهة التحرير الوطني حسب زعم السلطات
الفرنسية العسكرية و المدنية ( القضائية ) ، ترعرعت زوبيدة ولد قابلية الملقبة (
صليحة ) في أحضان أسرة متواضعة متكونة من ثلاثة إخوة كلهم من أفراد جيش التحرير
الوطني محمد الأخ الأصغر ، دحو عزوان ثم نور الدين الشبل ، ونظرا لإلمامها بالجانب
العلمي و المعرفي في ميدان الصحة و ذكائها الخارق و مهارتها ، عينت مسؤولة مصلحة
التمريض بالصحة العسكرية لجيش التحرير، كما تجلى دورها في قيادة نشاط سياسي لتعبئة
سكان المنطقة نظرا لتأثيرها الاجتماعي بفضل رابطتها القبلية بالأهالي.

مهامها : زيادة على إشرافها على مصلحة الصحة العسكرية في المعقل تقلدت مسؤوليات
صعبة كلفتها التضحية بالنفس في جبهات القتال لإسعاف الجرحى، وكل ذلك من اجل القضية
الوطنية. شاركت الشهيدة زوبيدة ولد قابلية ( صليحة) إلى جانب أخواتها من المجاهدات
في الكفاح البطولي أمثال مريم مخطاري، مريم بوعتورة، مليكة قايد ، مسعودة باج ، بوجمعة
ربيعة ، كلوديت بيدات ، حمادوش الزهرة، و القائمة طولية.

زيادة على مهمتها الصعبة المتمثلة
في إنقاذ أرواح أفراد جيش التحرير الجرحى و المعطوبين، حيث كانت أنشط المساعدات
للحكيم دمارجي رحمه الله ، وسعت نشاطها لتتكفل بتكوين الممرضات و استطاعت في ظرف
وجيز تعبئتهن خدمة للثورة و للسكان المحرومين في شتى قرى المنطقة التي عانت من
القهر الاستعماري. لقد كانت زوبيدة ولد قابلية ( صليحة ) سعيدة رفقة الكثير من
الممرضات بصمودهن رغم قلة الإمدادات الطبية و اللوجيستية عامة حيث كانت تستعمل ماء
الكلور ( جافيل ) و شفرات الحلاقة و الشمعة للقيام بعمليات جراحية و إنقاذ عدد
كبير من رفقائها المصابين في الاشتباكات.

بنات الجزائر المجاهدات الشهيدات
فضلنا الشهادة في ريعان شبابهن أكثرهن بين 17و 24 ربيعا أمثال زوبيدة ولد قابلية
التي سقطت شهيدة في ميدان الشرف سلاحها في يدها على بعد 7 كلم شمال غرب معسكر
عندما رفضت الاستسلام و قاومت ببسالة، زوبيدة ولد قابلية الملقبة (صليحة) من
الجامعيات الأوائل تسقط في ميدان الشرف و سلاحها في يدها.

المجـد و الخلـود لـشهدائنـا الأبـرار
* الأستاذ عبد القادر فاضل *