مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
المدير
المدير
مؤسس المنتديات
مؤسس المنتديات
عدد الرسائل : 4124
نقاط : 5640
السٌّمعَة : 38
تاريخ التسجيل : 31/05/2008
http://mostaghanem.com

أوهام الرئيس اليمني لن تنقذَه من الإعصار Empty أوهام الرئيس اليمني لن تنقذَه من الإعصار

السبت 12 مارس 2011, 20:41
أوهام الرئيس اليمني لن تنقذَه من الإعصار 1_2010522_12329


السيد أبو داود

الشارع اليمني في حالة حراك أوجَدَه احتقان سياسي شديد منذ عدة سنوات، لكن هذا الحراك وقف عند سقف معيَّن لم يتجاوزْه، ولذلك فلم يشكل خطورة على الرئيس علي عبد الله صالح، لكن بعد نجاح ثورتي تونس ومصر اكتسب الشارع اليمني زخمًا كبيرًا وقوَّة دفع لم يشهدْها من قبل، واتسع نطاق المظاهرات لتعم المدن اليمنية الرئيسيَّة، وأصبح الشباب اليمني هو الذي يقود حركة الشارع، فأضاف إليها أبعادًا وتصميمًا لم يكن معروفًا من قبل.

وبالتالي فإن ما يحدث في اليمن ليس حالة خاصة تستعصي على قانون الثورات التي تعمّ العالم العربي، فالظروف متشابهة إلى حدٍّ كبير، فالفساد والاستبداد كانا هما الدافع الرئيسي للشعبين التونسي والمصري للخروج عليهما وتفكيكهما، فالرئيس التونسي المخلوع بلغ فساده حدًا يكشفه ما اكتنزه من أموال ومجوهرات في قصوره بطريقة لم تحدث في التاريخ المعاصر على الأقل، أما استبداده فمعلوم من خلال رعايته لمؤسسة واحدة فقط يُحكم بها التونسيون وهي مؤسسة الأمن القمعية وتعطيل باقي المؤسسات الأخرى، وهو نفس ما فعله الرئيس المصري البائد.

الرئيس اليمني الحالي لا يختلف في قليلٍ أو كثير عن زميليه المخلوعين، بل هو يفوقهما في سنوات استمراره في الحكم، فإذا كان بن علي قد حكم 23 عامًا، وإذا كان مبارك قد حكم 30 عامًا، فإن صالحًا مستمر في الحكم منذ 33 عامًا، والرئيس اليمني لديه مشروع لتوريث ابنه وهو يرعى هذا المشروع منذ سنوات طويلة مع ما يقود إليه ذلك من مزيدٍ من الفساد والاستبداد، وعلي صالح أبشع من زميليه المخلوعين في الفساد السياسي.. فهو قد حول اليمن إلى إقطاعيَّة له ولعائلته من خلال سيطرتهم على الحكم والثروة في البلاد، وعلي صالح حول الجيش اليمني من مؤسسة وطنية إلى مؤسسة أسرية يسيطر عليها أبناؤه وأقاربه، أما ثروة اليمن فقد وزَّعها على أهله وأصدقائه وبطانته.

نتيجة لهذا كله، ونتيجة لمحدودية موارد اليمن، فقد توقفت تقريبًا حركة التنمية في هذا البلد، فحركة التنمية تحتاج إلى إرادة سياسيَّة ورغبة في الإصلاح، وتحتاج إلى عزيمة وتخطيط وحسن توزيع، وتحتاج إلى خبرات وطنية شريفة ونزيهة تُشرف عليها وترعاها، وهذا كله لم يكن موجودًا في نظام علي صالح، فالذي يدير البلاد بمنطق الإقطاعيَّة والشلة والقبيلة غير مؤهَّل لقيادة دولة كبيرة لها تحدياتها ومشكلاتها التي تحتاج إلى روح وطنية وجهد دءوب وكفاءة وخبرة وتأهيل سياسي وفكري، وهو يفتقد إلى كل هذه الأمور مجتمعة.

فساد واستبداد نظام علي صالح أدى إلى تفاقم مشكلات اليمن بطريقة غير مسبوقة، فالبطالة في أعلى مستوياتها بين الشباب، والفقر منتشرٌ على نطاق واسع، والخدمات الصحية والتعليميَّة في أدنى مستوياتها، والعدالة الاجتماعيَّة منعدمة، والمبالغ القليلة الموجَّهة للتنمية تهملُ محافظات معينة مما أدى إلى تذمُّرها على نطاق واسع.

وفوق ذلك كله أدرك اليمنيون أن تردي الأوضاع الاقتصاديَّة وتواضع مختلف الخدمات وانحسار برامج التنمية، إنما كان ناتجًا عن انسداد أفق الإصلاح السياسي في المجتمع، فالانتخابات مزوَّرة والحزب الحاكم يسيطر على مقاليد الأمور في البلاد، ولا يسمح بتداول السلطة ولا بمنافسة سياسيَّة حقيقيَّة، وهذا كله أغلق الأمل في وجوه الشباب اليمني المفعم بالطاقة والأمل والراغب في المشاركة في صنع يمن جديد حديث، وعندما تُغلَق الأبواب في وجوه الشباب فلا يكون هناك أمل إلا في ثورة سلميَّة عارمة تشارك فيها كل قطاعات الشعب اليمني لتفكيك النظام الحالي وإسقاطه وإقامة نظام حرّ ديمقراطي مفتوح يستجيب لمطالب اليمنيين المشروعة.

الشارع اليمني ثائرٌ على نظام علي صالح لأنه يعلم أنه السبب الرئيسي في كل مشكلات اليمن السياسيَّة، فالجنوب الثائر اندلعت ثورته بسبب سوء إدارة هذا النظام وفشل برامجه وخططه، ووقف النظام البائس سنوات طويلة يتفرَّج على تفاقم المشكلة وتناميها حتى وصلت إلى المطالبة بالانفصال، والملف الحوثي يتضخَّم منذ أكثر من عشر سنوات ولا ينجز فيه النظام إلا الفشل المتراكم، مما أوجد مشكلةً كبرى تهدِّد وحدة وأمن البلاد، هشاشة مؤسسات البلاد بسبب أنانية النظام وانعدام كفاءته أوجدت مشكلة لا تقلُّ خطورةً وهي ما يشكله وجود تنظيم "القاعدة" وما يشكله من تهديدات.

كان النظام اليمني فاشلًا في التصدي لكلّ هذه الملفات، وهذه سمة النظم الاستبداديَّة الفاسدة والفاشلة بشكلٍ عام، وكان الملمح الأبرز هو التفريط في السيادة الوطنية أمام الأمريكان الذين اخترقوا اليمن بطائراتهم وصواريخهم وعناصرهم الأمنية وخبرائهم بذريعة التصدي لعناصر "القاعدة"، ودفع كثير من اليمنيين حياتهم وهدمت بيوت الكثيرين بسبب غارات الطائرات الأمريكيَّة التي انطلقت بموافقة وتأييد ومباركة نظام علي صالح.

رفضًا لكل ذلك، ورغبة في التغيير واستعادة المبادرة ورد الأمر إلى صاحبه الحقيقي وهو الشعب اليمني، وتأثرًا بما حققته الثورتان الكبيرتان في تونس ومصر، خرج الشباب اليمني وقاد حركة الشارع، ولأول مرة يسبق الشباب أحزاب المعارضة في حركتهم ومبادرتهم، ويثبتون أنهم امتداد للشباب العربي الثائر والمنتفض حاليًا، هذا الشباب الذي فقد الثقة في الجميع يريد أن يقيم بنيانًا جديدًا من الحريات والعيش الكريم يحرسه نظام سياسي حقيقي خالٍ من التزوير والاستبداد.

صعّد الشباب اليمني الثائر من مطالبهم ودعوا إلى تنازل الرئيس علي عبد الله صالح عن السلطة مع نهاية العام الجاري، تمهيدًا للدخول في مرحلة انتقاليَّة يتمُّ التخلص فيها من بقايا العهد البائد ويتم انتخاب رئيس جديد ووضع دستور جديد للبلاد.. إلخ مما يعقب كل ثورة ناجحة، ولم يكن غريبًا أن يحاول الديكتاتور اليمني (كما فعل زميلاه المخلوعان في تونس ومصر) أن يلتفَّ على مطالب الثورة ويعلن عدم سعيه للتمديد وترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة المقبلة في سبتمبر 2013م، وكذا عدم توريث منصب الرئاسة إلى نجله.

حاول علماء اليمن القيام بمبادرة لحل الأزمة السياسيَّة الحالية، وتضمَّنت المبادرة خمس نقاط أهمها: ضرورة النقل السلس للسلطة اليمنيَّة خلال فترة انتقالية تنتهي مع نهاية العام الجاري، على أن يقوم صالح بإجراء التعديلات والإصلاحات المطلوبة خلال هذه الفترة.. وهو ما يعني إنهاء فترة رئاسة صالح مع نهاية الفترة الانتقاليَّة.

وكما هو منتظر فقد رفض علي صالح هذه المطالب واعتبرها انقلابًا على الشرعيَّة والدستوريَّة، التي تتيح له حق استكمال فترة رئاسته الحالية حتى سبتمبر 2013م، وفقًا لنتائج الانتخابات الرئاسيَّة الأخيرة، كما اعتبرها تهديدًا لأمن وسلامة الوطن.

ومن أعجب العجاب أن نجد ديكتاتورًا مثل علي صالح يدافع عن الشرعيَّة وعن الدستور، في الوقت الذي يعلم جميع اليمنيين حجم الجهود الذي بذلها هو وحزبه وأجهزته من أجل تعديل الدستور للسماح له بالتوريث وبالبقاء مدى الحياة في السلطة ولمنع اليمنيين من حقوقهم السياسيَّة، إنه يدافع عن الدستور فقط من أجل أن يستكمل فترته الرئاسيَّة، أي أن يبقى في السلطة عامين آخرين، وهي أمنية لن يمكنه منها اليمنيون بأي شكل من الأشكال، ولهم العبرة مما حدث في الثورة المصرية حينما أراد مبارك الالتفاف عليها لتمكينه من البقاء لحين انتهاء مدته الرئاسية (التي كان لا يزال متبقيًا منها ثمانية أشهر فقط) وهو وقتٌ غير طويل، ولكن المصريين لم يمكنوه من ذلك وأصرّوا على إسقاطه لأنهم كانوا على يقين أنه فور انصراف المتظاهرين إلى بيوتهم وهدوء الشارع كان النظام سيعود أكثر شراسةً، وكان لن يُجري أي تعديل مما وعد به وإنما كان سيلتفّ على كل المطالب، لأنه لا يعرف إلا الفساد والتزوير والالتفاف.

واليمنيون يدركون أن بقاء صالح في السلطة عامين آخرين معناه أن ما سيحدث خلال هذه الفترة إنما هي أمور التفافية لخداع الناس والتمكين لديكتاتورية جديدة.

نظام علي صالح الذي طالما فرَّط في السيادة الوطنية لليمن يتحدث الآن عن أن تنازل صالح الفوري عن السلطة إنما هو تهديد لأمن وسلامة البلاد، ويتحدث الموالون للنظام والمستفيدون منه عن المخاطر المحدقة باليمن إذا رحل الديكتاتور، ويتحدثون عن أن اليمن أفغاني الهوى والهيئة، وأنه استنسخ الصورة الأفغانيَّة في سطوة الجماعات الإسلاميَّة والطبيعة الجبلية الصعبة والمعقدة وضعف السلطة المركزيَّة، ويقولون: إن الشعب اليمني مسلح، وتحكمه الأعراف القبليَّة، وجنوبه يتحين الفرصة لاستعادة وضعه السابق، والتحرر من سلطة صنعاء، والحوثيون فشلوا في ست حروب سابقة، وهم بانتظار فرصة جديدة وحاسمة، وفلول "القاعدة" تبحث عن ملاذ آمن وأرض تدير منها المعارك، وإيران جاهزة لصبّ الزيت على نار اليمن، ناهيك عن تجار القرصنة والمخدرات والسلاح وتهريب البشر.

ونحن نقول لهم كفى وصاية على اليمن واليمنيين، فالشعب كله توحّد تحت راية واحدة وهدف واحد هو التغيير وإسقاط النظام، واليمنيون متوحدون لتحقيق هذا المطلب الأسمى، واليمنيون أكثر وعيًا بمصالحهم وأمنهم القومي، وكثير من الجنوبيين الذين كانوا يريدون الانفصال انخرطوا في صفوف الثورة ويقولون إنه متى تم إسقاط هذا النظام ومتى قام نظام جديد على أسس جديدة من العدالة والحقوق السياسيَّة ومتى سقط الفساد والاستبداد فإنهم لن يرفعوا راية الانفصال بعد ذلك.

وهذا يعني أن رحيل هذا النظام الفاشل سيؤدي إلى وجود أوضاع جديدة وفكر جديد وروح جديدة تسهم في حلّ مشكلات الحراك الجنوبي والحوثيين، تمامًا مثلما أكَّدت الوثائق المضبوطة في مصر من مخلَّفات جهاز مباحث أمن الدولة أن نظام مبارك البائد كان هو الذي يدبِّر الأحداث الطائفية وتفجيرات الكنائس، لأنه لم يكن يستطيع العمل إلا من خلال إيجاد التناقض بين مكونات المجتمع.

وكعادة أي ديكتاتور فإنه يملأ رأسه بالأوهام ويحاول كل يوم البحث عن مخرج من كل مأزق تضعه الثورة فيه، فمثلًا فإن علي صالح يواجه الاحتجاجات المتنامية بسلسلة من التدابير الأمنية والخطابات المرتجلة التي تحفِّز بدورها كوامن الثورة لدى شرائح وفئات يمنيَّة جديدة.

علي صالح يعتقد أن إقالة 5 محافظين منتخبين من مجالس محلية، سيسهم في الالتفاف على الثورة، وليته يُقيل الفاسدين وإنما يقيل محافظًا رفض في وقت سابق استخدام "البلطجة" ضد احتجاجات سلمية في الحديدة.

يعتقد أركان نظام علي صالح أن الحلّ يكمن في منافسة المتظاهرين على الساحات العامَّة، وفي مقدمتها ميدان التحرير في قلب العاصمة صنعاء، فحينما حاول المتظاهرون تنظيم مظاهراتهم فيه أسوة بما جرى في القاهرة، سارع أتباع حزب المؤتمر الحاكم باحتلال الميدان حتى يومنا هذا والإقامة فيه على الدوام، وحينما خافوا من تأثير حشد المتظاهرين في يوم الجمعة سارعوا هم أيضًا بحشد أنصارهم في أيام الجمع أيضًا.

الثورة اليمنية تكتسب زخمًا يومًا بعد يوم، ويعكس ذلك استقالة عدد لا يستهان به من أعضاء مجلس النواب, وأعضاء في الحزب الحاكم, وتجميد البعض عضويته تجاوبًا مع مطالب الثوار في مظاهراتهم الاحتجاجيَّة التي طالبت -وما زالت- بإزالة كل عناصر النظام من السلطة, وانضمام قبيلتي حاشد وبكيل كبرى قبائل اليمن وتخليهما عن نظام صالح, وانضمام عسكريين من ضباط وجنود إلى ميادين الاحتجاج, يؤكد أن الثورة في طريقها للنجاح.

فهل يعي علي صالح دروس الثورات العربيَّة ويتحلى بالتفكير العملي المنطقي ويتخلى طوعًا عن السلطة؟ أم أنه يأبى إلا أن يبلغ نهايته من الاستبداد ليكون خلعه بطريقة مذلَّة على يد ثورة ستنجح –إن شاء الله– لأن سنن الله في كونه أن ثورات الشعوب دائمًا تنجح وأن الحكام المستبدين الفاسدين دائمًا يسقطون تحت أقدام الثوار.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى