الاسلام والدوله المدنيه

هل جاء النبى محمد صلى الله عليه وسلم بدوله مدنيه ام دوله دينيه ؟
هل الشريعه الاسلاميه تطبق على اساس حكم دينى ام مدنى ؟
ما هى مقومات الدوله المدنيه التى تحكم فى اطار الشريعه الاسلاميه ؟


فى الايام الاخيره ذاد اللغط والكلام عن الدوله المدنيه والدوله الدينيه وكيف ان النبى محمد صلى الله عليه وسلم جاء بدوله مدنيه فى المدينه ولم يأت بدوله دينيه .
وهل الدوله التى قام بها سيدنا عمر كانت دوله مدنيه صرفه .

اولا يجب ان نعرف ما هى اسس الحكم فى الدنيا منذ خلق الله الانسان .

1- حكم مدنى (الدوله المدنيه )
وهو حكم فردى يقوم بحكمه فرد او مجموعه من الافراد على اسس و مرجعيات محدده .

(شيوعيه - علمانيه - ليبراليه - اشتراكيه - حزبيه - دينيه )

بمعنى (فهي التي تعبر عن المجتمع وتكون وكيلة له وتستند لقيمه، ويختار فيها المجتمع حكامه وممثليه ويعزلهم ويحاسبهم أو بتعبير آخر فهى الدولة التى يكون فيها السيادة فيها للشعب )

2- الحكم العسكري
وهو حكم عسكرى يقوم على اساس تولى العسكر او الجيش او الامن مقادير السلطه والحكم وعدم السماح لأحد بأحد من خارج المنظومه بتولى اى سلطه داخلها .

3- الحكم الدينى
وهو الحكم بالحق الالهى فى السلطه

بمعنى ( حكم لا يسمح بالافراد بمحاكمه الملوك بأى حجه ويجب على الرب فقط ان يحكم وان يعزل وان يحاسب وان اهل الارض لا يتدخلون فى تشريعات وحكم السماء للأرض ) . التفصيل فى موضوعى ( الطاغيه والتفويض المباشر من الرب )

نأتى للسؤال الاول

هل جاء النبى محمد صلى الله عليه وسلم بدوله مدنيه ام دوله دينيه ؟

لقد جاء النبى بدوله مدنيه على اساس وثيقة المدينة وهى بمثابة دستور مدنى لأول دولة مدنية مكون من 52 مادة وكانت المره الاولى فى التاريخ البشرى .

اذن ما هى الدوله الدينيه ؟

الدوله الدينيه بالمفهوم الحاضر الان تتمثل فى دولتين

الفاتيكان ايران الشيعيه الرافضه

الاولى يحكمها البابا المكلف من الرب والثانيه ولايه الفقيه المعصوم من الخطأ والزلل .

فى الماضى حكمت الدوله الدينيه عن طريق الكنيسه اوروبا بالحديد والنار على مدار قرون وتمت الاطاحه بها بعد مذابح محاكم التفتيش التى ضحت بملايين من المسلمين والالاف من اليهود وحتى اصحاب الملل الاخرى المسيحيه بتهمه الكثلكه وكانت معروفه بحكم الكنيسه او حكم الكهنوت وانتهت بقدوم نابليون بونابرت .

السؤال الثانى

هل الشريعه الاسلاميه تطبق على اساس حكم دينى ام مدنى ؟

تطبق على اساس مدنى ذو مرجعيه اسلاميه خالصه فقد قام النبى صلى الله عليه وسلم

بعد أن تمت البيعة طلب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم انتخاب اثني عشر زعيما يكونون نقباء على قومهم، يكفلون المسؤولية عنهم في تنفيذ بنود هذه البيعة، فقال للقوم، أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيباً ليكونوا على قومكم بما فيهم فتم انتخابهم في الحال، وكانوا تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس.

ولما تم انتخاب هؤلاء النقباء أخذ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ميثاقاً آخر بصفتهم رؤساء مسؤولين.
قال لهم أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى ابن مريم وأنا كفيل على قومي – يعني المسلمين قالوا نعم.

تأمل لهذا الانتخاب والذى يعد أول تمثيل نسبى لنظام نيابى فى العالم يشهده التاريخ الإنسانى

فى علم السياسة تتشكل الدولة من شعب وإقليم وسلطة بعد الهجرة المدينة تشكلت العناصر الثلاثة للدولة الإقليم هو المدينة والشعب أهل المدنية بجميع طوائفها ثم السلطة سلطة النبى صل الله عليه وسلم

الشيء للافت للنظر هو أن الرسول صل الله عليه وسلم جعل من بايعه وكانوا 72 رجلا وامرأتين ينتخبوا نواب لهم أو نقباء وكان هذا قبل الهجرة أى قبل تأسيس الدولة وهذا يعطى لنا معنى حديث لم يعرفه التاريخ البشرى إلا حديثا وهو سيادة الشعب والتى سبقت هنا تأسيس الدولة المدنيه حتى عندما هاجر النبى الى المدينه عقد تحالفات ومعاهدات مع كل اهل المدينه سواء من يهود او عرب او انصار وقام النبى بصهر المجتمع فى نسيج مدنى واحد .

السؤال الثالث

ما هى مقومات الدوله المدنيه التى تحكم فى اطار الشريعه الاسلاميه ؟

يجب على الدوله التى تحكم بشرع الله ان توفر لرعاياها خمسه بنود اساسيه

الزواج ام لم يكن متزوجا
مسكن ان لم يكن يملك
عملا ان لم يكن يعمل
وسيله ركوب ان لم يكن يملك
ان توفر لك خادم ان لم تكن تملك خادم

بالنسبه للجزيه

الجزيه تقع على الذمى الذى يتعايش وسط المجتمع الاسلامى وذلك من اجل انه لا يدفع الزكاه وانه لا يجاهد فى سبيل الله (اى بدل جنديه ) والجزيه لا تقع على المرأه او الصبى او العجوز او المريض بل تقع على الشاب القوى القادرفقط .

الاحكام

عندما جاء عام الرماده وجاع الناس وفشلت الدوله ا ان توفر الطعام للشعب واضطر الناس الى السرقه من اجل الاكل قام الخليفه عمر بن الخطاب برفع حد الزكاه لان الدوله لن تستطع ان تباشر حقوقها على الشعب .

من مظاهر النظم الديمقراطية ذات المرجعية الإسلامية التي يمارس فيها الشعب مظاهر السيادة بواسطة برلمان منتخب:

1- أن يقوم عدد من أفراد الشعب بوضع مشروع للقانون مجملا أو مفصلا، ثم يناقشه المجلس النيابي بحيث لا يخالف الشريعة الإسلامية اذ إن مرجعية الدولة ومصدر دستورها الذي تشتق منه الأحكام هو الإسلام، ويصوت عليه، وليس لرئيسها التعديل فيه إلا عن طريق أفراد شعبه، فما هو إلاأجير عندهم، كما كان هدي الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، وسن قوانين في الأمور المستحدثة، أو النازلة، وفي الشؤون التي لا يفصل فيها نص من القرآن أو السنة.

2- حق الاستفتاء الشعبي: بأن يعرض القانون بعد إقرار البرلمان إياه على الشعب ليقول كلمته فيه لتكون مجمعة عليه أيضًا ومسؤولة عنه.

3- حقُّ الاعتراض الشعبي: وهو حق لعدد من الناخبين يحدده الدستور للاعتراض فيه.

4- حقُّ اختيار مجلس شعبي كنوابٍ للشعب بعيد عن أي تزوير يتكون من أناسٍ على درجة من والعلم والفهم والوعي والأخلاق.

5- حق اختيار القوي الأمين، المؤهل للقيادة، الجامع لشروطها، يختاره بكل حرية: أهل الحل والعقد، كما تقوم على البيعة العامة من الأمة يقوم على مبدأ الشورى ووفق القوانين التي اختارها شعبه ولها محاسبته إن أخطأ بمعنى الإمام أو الحاكم في الإسلام مجرد فرد عادي من الناس، ليس له عصمه ولا قداسة وكما قال الخليفة الأول: (إني وليت عليكم ولست بخيركم، وكما قال عمر بن عبد العزيز: إنما أنا واحد منكم، غير أن الله تعالى جعلني أثقلكم حملاً).

6- يجب على الأمة الالتزام بدستورها وعدم الخروج على حاكمها، وما دام دستورها موافقا لشريعتها الإسلامية وأقرته الأمة فوجب عليها الاتّباع، وفي الحديث الصحيح المتفق عليه: ((السَّمع والطَّاعة حق على المرء المسلم فيما أحب وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أُمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة))، والقرآن الكريم حين ذكر بيعة النّساء للنّبي، وفيها طاعة النبي وعدم معصيته: قيَّد ذلك

بقوله تعالى {وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ}

واللله ولى التوفيق والسلام .