قراءة سريعة في خطاب اوباما...

مما لا شك فيه أن شعوب المنطقة العربية التي تشهد موجة تغيّرات جذرية كانت بانتظار ما سيقوله الرئيس الاميركي باراك اوباما، وما سيضمّن خطابه أمس، واللافت أن الرئيس الاميركي أتى على سرد كامل للتغيّرات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، موضحاً بالتالي سياسة بلده تجاه المنطقة، ولعل أبرز ما جاء في كلمته:

أولاً: إن دعم أميركا للتغيير في الشرق الأوسط ليس مصلحة ثانوية للولايات المتحدة بل يشكل أولوية يجب أن تنعكس في إجراءات متنوّعة عبر الديبلوماسية والوسائل والإمكانات الأميركية الأخرى، كذلك دعم الدول التي لم يصل إليها التغيير حتى الآن.

ثانياً: تم تبرير التدخل العسكري في ليبيا حرصاً على ألا يلقى آلاف الليبيين حتفهم على يد القذافي.

ثالثاً: في تطرّقه الى الملف السوري اعتبر أن النظام في سورية اختار القتل والاعتقال بالجملة، والولايات المتحدة أدانت هذه الإجراءات وقامت بتعزيز العقوبات على النظام، ودعت الى بدء حوار حقيقي للتحوّل الى الديموقراطية أو رحيل النظام.

رابعاً: ولعلّه الأهم، إذ تحدّث عن الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، مؤكداً أن له تكلفة كبيرة على الشرق الأوسط، معتبراً أن السلام بين الطرفين بات أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى في ظل التغيّرات التي تشهدها المنطقة، مشدداً على أن الفلسطينيين لن يحققوا استقلالهم بإنكار حق اسرائيل في الوجود، موضحاً أن على اسرائيل السعي لتحقيق السلام لأن الوضع الحالي غير قابل للاستمرار.

خامساً: واستتباعاً للموضوع الفلسطيني - الاسرائيلي، قال اوباما إن التكنولوجيا ستجعل من الصعب على إسرائيل الدفاع عن نفسها، والحلم بدولة يهودية ديموقراطية لن يتحقق عبر الاحتلال، معتقداً أن الحدود الدائمة ينبغي أن تستند الى حدود عام 1967 مع تبادل للأراضي بين الجانبين، مع ضمان أمن اسرائيل.

وهكذا يكون الرئيس الاميركي قد وضع رسماً بيانياً للسياسة الاميركية تجاه المنطقة، مع عناوين ستكون أكثر وضوحاً في القريب العاجل.