- فاطمة ليندةعضو خبير متطور
- عدد الرسائل : 3216
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 3912
السٌّمعَة : 29
تاريخ التسجيل : 08/07/2008
هل توافق قول الشاعر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الإثنين 23 مايو 2011, 11:10
هل توافق قول الشاعر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فصاحة حسّان وخط ابن مقـــــــــلة 00 وحكمة لقمان وزهد ابن أدهم
إذا اجتمعت في المرء والمرء مفلس 00 ونودي عليه لا يبــــاع بدرهم
هل فعلا الدراهم هي التي تحدد مكانة الإنسان في هذا الزمان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فصاحة حسّان وخط ابن مقـــــــــلة 00 وحكمة لقمان وزهد ابن أدهم
إذا اجتمعت في المرء والمرء مفلس 00 ونودي عليه لا يبــــاع بدرهم
هل فعلا الدراهم هي التي تحدد مكانة الإنسان في هذا الزمان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
رد: هل توافق قول الشاعر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الإثنين 23 مايو 2011, 16:05
ابن مقلة، وهو أبو علي محمد بن علي بن الحسين بن مقلة الشيرازي (ولد بفارس عام 272 هـ \ 886 م وتوفي بها 939 م \ 328هـ [1]) خطاط ایرانی، وكان من أشهر خطاطي العصر العباسي وأول من وضع أسس مكتوبة للخط العربي. يٌعتقد بأنه مخترع خط الثلث، لكن لم يبق أي من أعماله الأصلية.
من علمني حرفا صرت له عبدا ...
حسان بن ثابت الأنصاري شاعر عربي وصحابي من الأنصار، ينتمي إلى قبيلة الخزرج من أهل المدينة، كما كان شاعرًا معتبرًا يفد على ملوك آل غسان في الشام قبل إسلامه، ثم أسلم وصار شاعر الرسول بعد الهجرة. توفي أثناء خلافة علي بن أبي طالب بين عامي 35 و 40 هـ.
هذا الشاعر عاشر الرسول صلى الله عليه وسلم ،ووتبادل الحب في الله ،ياليتني كنت حب الرسول **ص**وكنت معاشره ...تعسا لعبد الدرهم والدينار...لحظة بجوار الحبيب خير من مال الدنيا بما رحبت ...وصدق الله العظيم وتحبون المال حبا جما ...
لقمان الحكيم كان عبدا حكيما ،ذُكر في القرآن واطلق اسمه على سورة لقمان ، وقد عاصر داود وعرف بالحكيم ، ولد وعاش في بلاد النوبة.
وصايا لقمان هي إحدى القصص القرآني التي تتكلم عن حكمة لقمان, وصايا لقمان تتمثل في الحكمة التي وهبها الله للقمان الحكيم. وصايا لقمان تعتبر لدى المسلمين من اروع الحكم والمواعظ ,إذ كانت حكمه تأتي في مواضعها. و يقال حسب كتب التفسير ان لقمان كان أهون مملوك على سيده، ولكن اللّه تعالى منّ عليه بالحكمة فغدا أفضلهم لديه.
لقمان يكفيه شرفا أنه مذكور في القرآن الكريم ليس لماله وإنما لحكمته ...وحسن تدبيره ...حكمه لاتقدر بثمن ...
إبراهيم بن أدهم
كان والده من أغنى أغنياء خراسان وأحد ملوكها، ولد (إبراهيم) بمكة حينما خرج أبوه وأمه إلى الحج عام 100 هـ أو قريبًا منها، وفتح عينيه على الحياة؛ ليجد الثراء يحيط به من كل جانب؛ فعاش حياة الترف والنعيم، يأكل ما يشاء من أطيب الطعام، ويركب أحسن الجياد، ويلبس أفخم الثياب.
وفي يوم من الأيام خرج ابراهيم ابن ادهم راكبًا فرسه، وكلبه معه، وأخذ يبحث عن فريسة يصطادها، وكان إبراهيم يحب الصيد، وبينما هو كذلك إذ سمع نداء من خلفه يقول له: (يا إبراهيم ليس لذا خلقت، ولا بذا أمرت) فوقف ينظر يمينه وشماله، ويبحث عن مصدر هذا الصوت فلم ير أحدًا، فأوقف فرسه ثم قال: والله لا عصيت الله بعد يومي ذا ما عصمني ربي.
ورجع إبراهيم بن أدهم إلى أهله، فترك حياة الترف والنعيم ورحل إلى بلاد الله الواسعة ليطلب العلم، وليعيش حياة الزهد والورع والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ولم يكن إبراهيم متواكلاً يتفرغ للعبادة والزهد فقط ويعيش عالة على غيره، بل كان يأكل من عمل يده، ويعمل أجيرًا عند أصحاب المزارع، يحصد لهم الزروع، ويقطف لهم الثمار ويطحن الغلال، ويحمل الأحمال على كتفيه، وكان نشيطًا في عمله، يحكي عنه أنه حصد في يوم من الأيام ما يحصده عشرة رجال، وفي أثناء حصاده كان ينشد قائلا: اتَّخِذِ اللَّه صاحبًا... ودَعِ النَّاسَ جانبا.
يروي بقية بن الوليد، يقول: دعاني إبراهيم بن أدهم إلى طعامه، فأتيته، فجلس ثم قال: كلوا باسم الله، فلما أكلنا، قلت لرفيقه: أخبرني عن أشد شيء مرَّ بك منذ صحبته.. قال: كنَّا صباحًا، فلم يكن عندنا ما نفطر عليه، فأصبحنا، فقلت: هل لك يا أبا إسحاق أن تأتي الرَّسْتن (بلدة بالشام كانت بين حماة وحمص) فنكري (فنؤجر) أنفسنا مع الحصَّادين؟ قال: نعم.. قال: فاكتراني رجل بدرهم، فقلت: وصاحبي؟ قال: لا حاجة لي فيه، أراه ضعيفًا.. فمازلت بالرجل حتى اكتراه بثلثي درهم، فلما انتهينا، اشتريت من أجرتي طعامي وحاجتي، وتصدقت بالباقي، ثم قربت الزاد، فبكى إبراهيم، وقال: أما نحن فاستوفينا أجورنا، فليت شعري أوفينا صاحبه حقه أم لا؟ فغضبت، فقال: أتضمن لي أنَّا وفيناه، فأخذت الطعام فتصدقت به.
وظل إبراهيم ينتقل من مكان إلى مكان، زاهدًا وعابدًا في حياته، فذهب إلى الشام وأقام في البصرة وقتًا طويلاً، حتى اشتهر بالتقوى والعبادة، في وقت كان الناس فيه لا يذكرون الله إلا قليلا، ولا يتعبدون إلا وهم كسالي، فجاءه أهل البصرة يومًا وقالوا له: يا إبراهيم.. إن الله تعالى يقول في كتابه: {ادعوني أستجب لكم} (غافر: 60) ونحن ندعو الله منذ وقت طويل فلا يستجيب لنا؟! فقال لهم إبراهيم بن أدهم: يا أهل البصرة، ماتت قلوبكم في عشرة أشياء:
أولها: عرفتم الله، ولم تؤدوا حقه .
الثاني: قرأتم كتاب الله، ولم تعملوا به .
الثالث: ادعيتم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتركتم سنته.
الرابع: ادعيتم عداوة الشيطان، ووافقتموه .
الخامس: قلتم : نحب الجنة، ولم تعملوا لها .
السادس: قلتم : نخاف النار، ورهنتم أنفسكم بها
السابع: قلتم: إن الموت حق، ولم تستعدوا له .
الثامن: اشتغلتم بعيوب إخوانكم، ونبذتم عيوبكم.
التاسع: أكلتم نعمة ربكم، ولم تشكروها .
العاشر: دفنتم موتاكم، ولم تعتبروا بها .
يارب أعن على نفسي التي بين جنبي ،وأعني على تروادني كل يوم ،فتلهيني على حبك وعبادتك ....
وكان إبراهيم كريمًا جوادًا، فالعسل والسمن غالبًا ما يكونان على مائدته يطعم من يأتيه، سمعه أحد أصحابه ذات مرة وهو يقول: (ذهب السخاء والكرم والجود والمواساة، من لم يواس الناس بماله وطعامه وشرابه فليواسهم ببسط الوجه والخلق الحسن.. إياكم أن تكون أموالكم سببًا في أن تتكبروا على فقرائكم، أو سببًا في أن لا تميلوا إلى ضعفائكم، وألا تبسطوا إلى مساكينكم).
وكان إبراهيم بن أدهم شديد التواضع، لا يحب الكبر، كان يقول: (إياكم والكبر والإعجاب بالأعمال، انظروا إلى من دونكم، ولا تنظروا إلى من فوقكم، من ذلل نفسه؛ رفعه مولاه، ومن خضع له أعزه،ومن اتقاه وقاه، ومن أطاعه أنجاه) ودخل إبراهيم بن أدهم المعركة مع الشيطان ومع نفسه مصممًا على الانتصار، وسهر الليالي متعبدا ضارعًا باكيًا إلى الله يرجو مغفرته ورحمته، وكان مستجاب الدعاء.
ذات يوم كان في سفينة مع أصحابه، فهاجت الرياح، واضطربت
السفينة، فبكوا، فقال إبراهيم : يا حي حين لا حي، ويا حي قبل كل حي، ويا حي بعد كل حي، يا حي، يا قيوم، يا محسن يا مُجْمل قد أريتنا قدرتك، فأرنا عفوك.. وبدأت السفينة تهدأ، وظل إبراهيم يدعو ربه ويكثر من الدعاء.
وكان أكثر دعائه: (اللهم انقلني من ذل معصيتك إلى عز طاعتك) وكان يقول:
(ما لنا نشكو فقرنا إلى مثلنا ولا نسأل كشفه من ربنا) وقال: (كل سلطان لا يكون عادلاً فهو واللص سواء، وكل عالم لا يكون تقيًّا فهو والذئب سواء، وكل من ذلَّ لغير الله، فهو والكلب سواء) وكان يقول لأصحابه إذا اجتمعوا: (ما على أحدكم إذا أصبح وإذا أمسى أن يقول: اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام، واحفظنا بركنك الذي لا يرام، وارحمنا بقدرتك علينا، ولا نهلك وأنت الرجاء).
وكان إبراهيم راضيًا بحالة الزهد القاسية، وظل يكثر من الصوم والصلاة ويعطف على الفقراء والمساكين إلى أن مات رضوان الله عليه سنة 162 هـ.
وقيل أيضاً:
من كان يملك درهمين تعلمت ** شفتاه أنواع الكلام فقالا
وتقدم الإخوان فاستمعوا له ** ورأيته بين الورى مختالا
لولا دراهمه التي يزهو بها ** لوجدته في الناس أسوأ حالا
إن الغني إذا تكلم بالخطا ** قالوا صدقت وما نطقت محالا
أما الفقير إذا تكلم صادقا ** قالوا كذبت وأبطلوا ما قالا
إن الدراهم في المواطن كلها ** تكسوا الرجال مهابة وجمالا
فـهـي اللسان لمن أراد فصاحة ***وهـي السلاح لـمـن أراد قـتالا
وقيل:
يمشي الفقير و كل شيءٍ ضده *** و الناس تغلق دونه أبوابها
وتراه ممقوتاً وليس بمـذنب *** ويرى العداوة لا يرى أسبابها
حتى الكلاب إذا رأت رجل الغنى *** حنت إليه و حركت أذنابها
وإذا رأت يوماً فقيراً ماشياً *** نبحت عليه وكشرت أنيابها
ان الدراهم كالمراهم __ تجبر العظم الكسيرا
لو نالهن ثعيلب __ فيصبحه اضحى اميرا
وقال اخر :
ان قل مالي فلا خل يصاحبني __ ان زاد مالي فكل الناس خلاني
فكم عدو لاجل المال صاحبني __ وكم صديق لفقد المال عاداني
وقال اخر :
فصاحة حسّان وخط ابن مقلة __ وحكمة لقمان وزهد ابن ادهم
اذاجتمعت في المرء والمرء مفلس __ ونودي عليه لايباع بدرهم
وقال اخر :في حب المال والدراهم
اظهروا للناس زهدا __ وعلى الدينار داروا
وله صاموا وصلوا __ وله حجوا وزاروا
لو يرى فوق الثريا __ ولهم ريش لطاروا
وقال اخر وأجاد :
ان الغني اذا تكلم بالخطا __ قالوا صدقت وما نطقت محالا
أما الفقيراذا تكلم صادقا __ قالوا كذبت وأبطلوا ماقالا
ان الدراهم بالمواطن كلها __ تكسوا الرجال مهابة وجمالا
فهي اللسان لمن أراد فصاحة __ وهي السلاح لمن أراد قتالا
ودمتم بخير .
ما ذا تجلب الحكمة والكلمة الطيبة على صاحبها ....؟
وماذا يجلب المال والثورة على صاحبه ...؟
شتان بينهما ...وخير الأمور أواسطها ...
من علمني حرفا صرت له عبدا ...
حسان بن ثابت الأنصاري شاعر عربي وصحابي من الأنصار، ينتمي إلى قبيلة الخزرج من أهل المدينة، كما كان شاعرًا معتبرًا يفد على ملوك آل غسان في الشام قبل إسلامه، ثم أسلم وصار شاعر الرسول بعد الهجرة. توفي أثناء خلافة علي بن أبي طالب بين عامي 35 و 40 هـ.
هذا الشاعر عاشر الرسول صلى الله عليه وسلم ،ووتبادل الحب في الله ،ياليتني كنت حب الرسول **ص**وكنت معاشره ...تعسا لعبد الدرهم والدينار...لحظة بجوار الحبيب خير من مال الدنيا بما رحبت ...وصدق الله العظيم وتحبون المال حبا جما ...
لقمان الحكيم كان عبدا حكيما ،ذُكر في القرآن واطلق اسمه على سورة لقمان ، وقد عاصر داود وعرف بالحكيم ، ولد وعاش في بلاد النوبة.
وصايا لقمان هي إحدى القصص القرآني التي تتكلم عن حكمة لقمان, وصايا لقمان تتمثل في الحكمة التي وهبها الله للقمان الحكيم. وصايا لقمان تعتبر لدى المسلمين من اروع الحكم والمواعظ ,إذ كانت حكمه تأتي في مواضعها. و يقال حسب كتب التفسير ان لقمان كان أهون مملوك على سيده، ولكن اللّه تعالى منّ عليه بالحكمة فغدا أفضلهم لديه.
لقمان يكفيه شرفا أنه مذكور في القرآن الكريم ليس لماله وإنما لحكمته ...وحسن تدبيره ...حكمه لاتقدر بثمن ...
إبراهيم بن أدهم
كان والده من أغنى أغنياء خراسان وأحد ملوكها، ولد (إبراهيم) بمكة حينما خرج أبوه وأمه إلى الحج عام 100 هـ أو قريبًا منها، وفتح عينيه على الحياة؛ ليجد الثراء يحيط به من كل جانب؛ فعاش حياة الترف والنعيم، يأكل ما يشاء من أطيب الطعام، ويركب أحسن الجياد، ويلبس أفخم الثياب.
وفي يوم من الأيام خرج ابراهيم ابن ادهم راكبًا فرسه، وكلبه معه، وأخذ يبحث عن فريسة يصطادها، وكان إبراهيم يحب الصيد، وبينما هو كذلك إذ سمع نداء من خلفه يقول له: (يا إبراهيم ليس لذا خلقت، ولا بذا أمرت) فوقف ينظر يمينه وشماله، ويبحث عن مصدر هذا الصوت فلم ير أحدًا، فأوقف فرسه ثم قال: والله لا عصيت الله بعد يومي ذا ما عصمني ربي.
ورجع إبراهيم بن أدهم إلى أهله، فترك حياة الترف والنعيم ورحل إلى بلاد الله الواسعة ليطلب العلم، وليعيش حياة الزهد والورع والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ولم يكن إبراهيم متواكلاً يتفرغ للعبادة والزهد فقط ويعيش عالة على غيره، بل كان يأكل من عمل يده، ويعمل أجيرًا عند أصحاب المزارع، يحصد لهم الزروع، ويقطف لهم الثمار ويطحن الغلال، ويحمل الأحمال على كتفيه، وكان نشيطًا في عمله، يحكي عنه أنه حصد في يوم من الأيام ما يحصده عشرة رجال، وفي أثناء حصاده كان ينشد قائلا: اتَّخِذِ اللَّه صاحبًا... ودَعِ النَّاسَ جانبا.
يروي بقية بن الوليد، يقول: دعاني إبراهيم بن أدهم إلى طعامه، فأتيته، فجلس ثم قال: كلوا باسم الله، فلما أكلنا، قلت لرفيقه: أخبرني عن أشد شيء مرَّ بك منذ صحبته.. قال: كنَّا صباحًا، فلم يكن عندنا ما نفطر عليه، فأصبحنا، فقلت: هل لك يا أبا إسحاق أن تأتي الرَّسْتن (بلدة بالشام كانت بين حماة وحمص) فنكري (فنؤجر) أنفسنا مع الحصَّادين؟ قال: نعم.. قال: فاكتراني رجل بدرهم، فقلت: وصاحبي؟ قال: لا حاجة لي فيه، أراه ضعيفًا.. فمازلت بالرجل حتى اكتراه بثلثي درهم، فلما انتهينا، اشتريت من أجرتي طعامي وحاجتي، وتصدقت بالباقي، ثم قربت الزاد، فبكى إبراهيم، وقال: أما نحن فاستوفينا أجورنا، فليت شعري أوفينا صاحبه حقه أم لا؟ فغضبت، فقال: أتضمن لي أنَّا وفيناه، فأخذت الطعام فتصدقت به.
وظل إبراهيم ينتقل من مكان إلى مكان، زاهدًا وعابدًا في حياته، فذهب إلى الشام وأقام في البصرة وقتًا طويلاً، حتى اشتهر بالتقوى والعبادة، في وقت كان الناس فيه لا يذكرون الله إلا قليلا، ولا يتعبدون إلا وهم كسالي، فجاءه أهل البصرة يومًا وقالوا له: يا إبراهيم.. إن الله تعالى يقول في كتابه: {ادعوني أستجب لكم} (غافر: 60) ونحن ندعو الله منذ وقت طويل فلا يستجيب لنا؟! فقال لهم إبراهيم بن أدهم: يا أهل البصرة، ماتت قلوبكم في عشرة أشياء:
أولها: عرفتم الله، ولم تؤدوا حقه .
الثاني: قرأتم كتاب الله، ولم تعملوا به .
الثالث: ادعيتم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتركتم سنته.
الرابع: ادعيتم عداوة الشيطان، ووافقتموه .
الخامس: قلتم : نحب الجنة، ولم تعملوا لها .
السادس: قلتم : نخاف النار، ورهنتم أنفسكم بها
السابع: قلتم: إن الموت حق، ولم تستعدوا له .
الثامن: اشتغلتم بعيوب إخوانكم، ونبذتم عيوبكم.
التاسع: أكلتم نعمة ربكم، ولم تشكروها .
العاشر: دفنتم موتاكم، ولم تعتبروا بها .
يارب أعن على نفسي التي بين جنبي ،وأعني على تروادني كل يوم ،فتلهيني على حبك وعبادتك ....
وكان إبراهيم كريمًا جوادًا، فالعسل والسمن غالبًا ما يكونان على مائدته يطعم من يأتيه، سمعه أحد أصحابه ذات مرة وهو يقول: (ذهب السخاء والكرم والجود والمواساة، من لم يواس الناس بماله وطعامه وشرابه فليواسهم ببسط الوجه والخلق الحسن.. إياكم أن تكون أموالكم سببًا في أن تتكبروا على فقرائكم، أو سببًا في أن لا تميلوا إلى ضعفائكم، وألا تبسطوا إلى مساكينكم).
وكان إبراهيم بن أدهم شديد التواضع، لا يحب الكبر، كان يقول: (إياكم والكبر والإعجاب بالأعمال، انظروا إلى من دونكم، ولا تنظروا إلى من فوقكم، من ذلل نفسه؛ رفعه مولاه، ومن خضع له أعزه،ومن اتقاه وقاه، ومن أطاعه أنجاه) ودخل إبراهيم بن أدهم المعركة مع الشيطان ومع نفسه مصممًا على الانتصار، وسهر الليالي متعبدا ضارعًا باكيًا إلى الله يرجو مغفرته ورحمته، وكان مستجاب الدعاء.
ذات يوم كان في سفينة مع أصحابه، فهاجت الرياح، واضطربت
السفينة، فبكوا، فقال إبراهيم : يا حي حين لا حي، ويا حي قبل كل حي، ويا حي بعد كل حي، يا حي، يا قيوم، يا محسن يا مُجْمل قد أريتنا قدرتك، فأرنا عفوك.. وبدأت السفينة تهدأ، وظل إبراهيم يدعو ربه ويكثر من الدعاء.
وكان أكثر دعائه: (اللهم انقلني من ذل معصيتك إلى عز طاعتك) وكان يقول:
(ما لنا نشكو فقرنا إلى مثلنا ولا نسأل كشفه من ربنا) وقال: (كل سلطان لا يكون عادلاً فهو واللص سواء، وكل عالم لا يكون تقيًّا فهو والذئب سواء، وكل من ذلَّ لغير الله، فهو والكلب سواء) وكان يقول لأصحابه إذا اجتمعوا: (ما على أحدكم إذا أصبح وإذا أمسى أن يقول: اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام، واحفظنا بركنك الذي لا يرام، وارحمنا بقدرتك علينا، ولا نهلك وأنت الرجاء).
وكان إبراهيم راضيًا بحالة الزهد القاسية، وظل يكثر من الصوم والصلاة ويعطف على الفقراء والمساكين إلى أن مات رضوان الله عليه سنة 162 هـ.
وقيل أيضاً:
من كان يملك درهمين تعلمت ** شفتاه أنواع الكلام فقالا
وتقدم الإخوان فاستمعوا له ** ورأيته بين الورى مختالا
لولا دراهمه التي يزهو بها ** لوجدته في الناس أسوأ حالا
إن الغني إذا تكلم بالخطا ** قالوا صدقت وما نطقت محالا
أما الفقير إذا تكلم صادقا ** قالوا كذبت وأبطلوا ما قالا
إن الدراهم في المواطن كلها ** تكسوا الرجال مهابة وجمالا
فـهـي اللسان لمن أراد فصاحة ***وهـي السلاح لـمـن أراد قـتالا
وقيل:
يمشي الفقير و كل شيءٍ ضده *** و الناس تغلق دونه أبوابها
وتراه ممقوتاً وليس بمـذنب *** ويرى العداوة لا يرى أسبابها
حتى الكلاب إذا رأت رجل الغنى *** حنت إليه و حركت أذنابها
وإذا رأت يوماً فقيراً ماشياً *** نبحت عليه وكشرت أنيابها
ان الدراهم كالمراهم __ تجبر العظم الكسيرا
لو نالهن ثعيلب __ فيصبحه اضحى اميرا
وقال اخر :
ان قل مالي فلا خل يصاحبني __ ان زاد مالي فكل الناس خلاني
فكم عدو لاجل المال صاحبني __ وكم صديق لفقد المال عاداني
وقال اخر :
فصاحة حسّان وخط ابن مقلة __ وحكمة لقمان وزهد ابن ادهم
اذاجتمعت في المرء والمرء مفلس __ ونودي عليه لايباع بدرهم
وقال اخر :في حب المال والدراهم
اظهروا للناس زهدا __ وعلى الدينار داروا
وله صاموا وصلوا __ وله حجوا وزاروا
لو يرى فوق الثريا __ ولهم ريش لطاروا
وقال اخر وأجاد :
ان الغني اذا تكلم بالخطا __ قالوا صدقت وما نطقت محالا
أما الفقيراذا تكلم صادقا __ قالوا كذبت وأبطلوا ماقالا
ان الدراهم بالمواطن كلها __ تكسوا الرجال مهابة وجمالا
فهي اللسان لمن أراد فصاحة __ وهي السلاح لمن أراد قتالا
ودمتم بخير .
ما ذا تجلب الحكمة والكلمة الطيبة على صاحبها ....؟
وماذا يجلب المال والثورة على صاحبه ...؟
شتان بينهما ...وخير الأمور أواسطها ...
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى