مـــــــــــــــــــن واقع الحياة

أنا مش لاقى كلام يعبر عن جمال هذا الموضوع ..... ممتاز ماشاء الله عليك

أنا شخصيا عندي شراء ساعة أفضل من التفكير في شراء الزمن,لأن التفكير في شراء الزمن حالة نفسية لها جذور مرضية.
في هذه الأقوال أعلاه..يبدوهذا الكائن ذو جذور معرفية بدئية و لاواقعية ,أراه يمارس نوع من العنف على الواقع ويحمّله المستحيل واللاممكن لأجل تفكيكه وتجريده من أي مصلحة والرجوع به الى البدء والدخول به لا شعوريا الى الذات الى الداخل بوصف "الواقع"جزء من الأنا...ما يوحي بالحنين ورغبة لاواعية للنوم والموت والعودة الى الرحم..حيث يقيم الفردوس.

نقطة ..يمكنك شراء أفخم منازل,ولكن لايمكنك شراء عائلة.
تصور معي عائلة تقيم في براكة...المشكلة ليست في المنزل الفخم,واٍنما في طبيعة التفكير "نحن نكره الأغنياء"وثقافتنا تقول الفقير يدخل الى الجنة قبل الغني.وهذا من أجل الدفاع عن ذواتنا.
-لماذا لا نقول مثالا ..
شراء أفخم منازل يمكّنك من تكوين عائلة....ومن يشتري منزل فخم هو في الغالب اٍنسان ناجح وقادر على تكوين أسرة.....وفي المقابل أغاني الفقراء تحتاج الى كثير من الحذروالحيطة.

إنك تفضل الواقعية العقلية على الواقعية العاطفية ..و نسيت تماما أن الثانية قد سبقت الأولى بأشواط كثيرة ...بدء من رحم المرأة إلى ثديها ..و أنها باقية ما بقي الأنسان حيا يرزق .....
و الكائن الذي أشرت اليه أعلاه ذو جذور عاطفية متمكنة و ليست جدور معرفية بدائية كما قلت...فالعاطفة التي تزين مواضيعه لم يتحصل عليها بالمعرفة بقدر ما تحصل عليها من أحضان أمه و زفراتها ...فالذات مركب محير من الأحاسيس و الافكار و العواطف التي قد لا نفهمها في كثير من الأحوال بالرغم من أن مصدرها هو نحن...أو الأنا الذي لا تنفك تشير إليه دائما...
و ما أشار إليه ليس عنف على الواقع بل هو تشريح صحيح له ..و ليس كرها للأغنياء بقدر ما هو تمجيد لذواتنا التي لا يمكن أن نختصرها فقط في الملذات و الشهوات ( ساعات ، منازل ، أسرة ..)
بل يجب أن نسمو بها إلى الشكل الملائكي العاطفي المتحرر من الملموس و المادي الآيل للزوال..
و هذه هي الواقعية العاطفية التي لا يقل شانها عن الواقعية العقلية المفكرة...

bien dit