- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
الدكتور سعدي يكشف وجود خلافات بين بوصوف والعقيد لطفي
الأربعاء 10 أغسطس 2011, 08:28
صدرت حديثـا الترجمة العربية لكتاب الدكتور سعيد سعدي ''عميروش.. حياة، موتتان، وصية''. وكان الكتاب قد أثـار جدلا واسعا حال صدوره السنة الماضية، لتناوله قضايا تندرج ضمن ''طابوهات'' الثـورة الجزائرية، وتتعلق بظروف استشهاد العقيد عميروش سنة .1959
يُعدّ كتاب الدكتور سعدي بمثـابة قراءة مغايرة لتاريخ حرب التحرير، حيث جعل من حدث استشهاد العقيدين عميروش والحواس بجبل ثـامر يوم 28 مارس 1959 لحظة انطلاق نحو تقديم قراءة مغايرة، تقوم على تفنيد القراءة الرسمية لتاريخ حرب التحرير وتجاوزها.
وذكر المؤلف في التنبيه الذي وضعه للكتاب، أن فكرة الكتابة عن مسار العقيد عميروش نشأت لديه منذ أكثـر من أربعين سنة، فجمع عشرات الشهادات، وتحدث إلى أقرب المقرّبين من قائد الولاية الثـالثـة، وكل الذين تتبعوا مسيرته، كما تحصل على وثـائق رسمية تنشر لأول مرة. واستفاض في تحليل الفكرة التي تحمّل عبد الحفيظ بوصوف مسؤولية عدة انحرافات وقعت خلال الثـورة، فتشعب كتابه واقترب من مسار العقيد لطفي، وتفاعلات ما يسمى بقضية النقيب زوبير التي عرفت إعدام عدد من مجاهدي الولاية الخامسة، وتذمر العقيد لطفي، مما أدى إلى بروز خلافات بينه وبين بوصوف، وصدور أوامر بإلقاء القبض عليه. لكن ذلك لم يحدث، فاستشهد لطفي خلال معركة مع الجيش الفرنسي يوم 27 مارس 1960 بجبل بشار.
ويظهر الدكتور سعدي في الكتاب الذي نقله للعربية موسى أشرشور ومحمد الحبيب وبسمة نهى الشاوش، مدافعا عن العقيد عميروش ومفنّدا محاولات تشويه صورته، بإلصاق أحداث دامية كان يقال إنه هو من ارتكبها، على غرار قضية ''لابلويت'' الشهيرة، وصولا إلى محاولات النظام عقب الاستقلال إدخاله في خانة النسيان، بتعمّد عدم نقل رفاته إلى مقبرة العالية، وبقاء الأمر على هذا الحال إلى غاية مجيء الرئيس الشاذلي بن جديد.
ويدافع الدكتور سعدي في كتابه عن وجود قطب ديمقراطي داخل الثـورة، يمثـله كل من العربي بن مهيدي، عبان رمضان، كريم بلقاسم والعقيد عميروش، تمخض من مؤتمر الصومام، وتصارع مع فكر متسلط كان يمثـله العقيدان عبد الحفيظ بوصوف وهواري بومدين. وقد استفاض سعدي في مناقشة هذه الفكرة، التي تظهر العقيد عميروش في صورة ضحية تعنت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في الاستماع لمطالب المجاهدين في الداخل.
وبواسطة الشهادات التي استقاها المؤلف من المجاهدين والفاعلين التاريخيين بالولاية الثـالثـة، على غرار جودي عتومي وحمو عميروش وعبد الحفيظ أمقران وعبد المجيد عزي وحمو عميروش، يظهر العقيد عميروش في صورة قائد إنساني عادل، فتزول الصورة العنيفة التي التصقت به طيلة السنوات التي أعقبت الاستقلال، والتي اختزلت نضاله في قضية ''لابلويت''.
ويكشف الكتاب أن عميروش ''كان عسكريا استراتيجيا، شديدا، لكنه محب لغيره، صارم، لكنه رزين، لم يتعلم في حياته كثـيرا، لكنه يقدس المعرفة، واتضح أن هذا العصامي الاستثـنائي كان في الحقيقة يتمتع بثـقافة سياسية حقيقية وبحس إداري راق''.
ولم يتوقف الدكتور سعدي في كتابه عند مسار العقيد عميروش فقط، بل تجاوزه وقدم قراءة لمسار حرب التحرير، متوقفا عند الأزمات التي نشبت بين صفوف القيادة والخلافات التي برزت بالأخص عقب انعقاد مؤتمر الصومام، وتنقل قائد الولاية الثـالثـة إلى الأوراس لإقناع المناهضين لأرضية الصومام بضرورة قبول فكرة أولوية السياسي على العسكري. ويحمّل المؤلف في كتابه العقيد عبد الحفيظ بوصوف ووزارة التسليح والعلاقات العامة مسؤولية الانحراف على وثـيقة الصومام، وعدم بروز التطلعات الديمقراطية للثـورة التي كبحتها، حسبه، نظرة شمولية.
الجزائر: حميد عبد القادر
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى