ــ يوميات أستاذ ( أستاذ متقاعد يحكي تجاربه التربوية)

أبو عادل كتب:السلام عليكم
أهلا ومرحبا بالأستاذ

وعليكم السلام
شكرا لك أخي على الترحيب

مرحبا بك سيدي و عودة ميمونة الى المنتدى

faysalzawali كتب:قصة طريفة حدثت أثناء فترة الامتحانات لأحد معلمي اللغة العربية و اسمه (بشير)

بعد انتهاء مادة البلاغة قام الأستاذ بشير بتصحيح أوراق الإجابة و كعادته ما أن يمسك الورقة حتى يبدأ بتصحيح إجابة السؤال الأول ومن ثم السؤال الثاني وهكذا و في بعض الأحيان يلحظ أن بعض الطلاب يترك سؤالا أو سؤالين بدون اجابة و هو أمر معتاد

إلا أن الذي أثار استغرابه و أبدى دهشته ورقة إجابة لأحد الطلاب تركها خالية و لم يجب فيها على أي سؤال ووضع بدل الإجابة القصيدة التالية التي نظمها خلال فترة الامتحان:

بشير قل لي ما العمل واليأس قد غلب الأمل
قيل امتحان بلاغة فحسبته حان الأجل
فزعت من صوت المراقب إن تنحنح أو سعل
و أخذ يجول بين صفوفنا و يصول صولات البطل
أبشيرمهلا يا أخي ما كل مسألة تحل
فمن البلاغة نافع ومن البلاغة ما قتل
قد كنت أبلد طالب و أنا و ربي لم أزل
فإذا أتتك إجابتي فيها السؤال بدون حل
دعها وصحح غيرها و الصفر ضعه على عجل

فما كان من الأستاذ بشير سوى إعطائه درجةالنجاح في مادة البلاغة لأن الهدف الذي يسعى لتحقيقه من خلال تدريسه لمادة البلاغةمتوفر في هذا الطالب الذي استطاع نظم هذه القصيدة الطريفة و البديعة
.......................
منقووووووووووول
.......................

كان تمرين في مادة الفلسفى اثناء امتحان "الباكلوريا" و الموضوع: كان "تعريف الشجاعة" " "
فاخذ كل تلميذ يكتب ما يعرفه عن الشجاعة و كل تلميذ ملأ اكثر من ورقة لأهمية الموضوع الا واحد كتب على الورقة هذه العبارة: "لدي الشجاعة لرد الورقة فارغة" " J'ai le courage de rendre la feuille blanche"
و قيل ان التلميذ نجح في الإمتحان.

خلال الحصة وأنا أناقش الدرس مع التلاميذ ورحت أشرح فكرة بتفصيل ممل وإذا بصمت ممل أيضا يخيم على الفصل وأرى في الخلف تلميذا يتثاءب فشعرت بأن الامر فيه إن كما يقال ، هناك مشكلة ! كل التلاميذ خارج مجال التغطية ! وفي الخلف تلميذ يتثاءب بشدة !! فماذا أفعل ؟ !

هناك خياران :

الخيار الأول : أتي من الخلف لأباغت التلميذ المتثائب بضربة على قفاه و أقوم بتأنيبه واصرخ في وجهه ( راك نعسان مارقدتش البارح بت سهران مع كاش فيلم ؟؟؟) وأكيل له كل عبارات الشتم والسخرية ليضحك عليه زملاؤه وأعاقبه بخصم نقطة ووو....حتى يصدم هذا التلميذ ويكون مشروعا سهلا للأفات الإجتماعية في المستقبل القريب !!!! لحسن الحظ لم أجرب هذا الخيار( لأنه مجرب كثيرا وأكل عليه الدهر وشرب ) .

الخيار الثاني : ( والذي جربته )

توقفت عن الكلام برهة حتى ينتبه التلاميذ وفعلا لم أصدق أن الصمت ملفت للإنتباه أكثر من الصراخ إلى هذه الدرجة وتذكرت أن الصمت حكمة ودون أن أطرح أي سؤال راح بعض التلاميذ يهتفون أستاذ أستاذ لكسر هذا الصمت الغير عادي ولكني قاطعتهم قائلا : أنا لم أطرح أي سؤال ! ولكن لدي لعبة في دقيقة من فضلكم ، فقال التلاميذ تفضل أستاذ وهم يضحكون ومتشوقين إلى اللعبة : فطلبت من الجميع أن يقف وقلت لهم عندما أدق على الطاولة مرة واحدة (دق)تجلسون وعندما أدق مرتين ( دق دق )تقفون ففرح التلاميذ باللعبة قائلين تفضل نحن مستعدين ، وبدأت أدق مرة دقة واحدة ومرة دقتين حتى أحدث حركات رياضية وأطرد النعاس اللئيم ،، ولزيادة الإثارة في اللعبة كنت بعض المرات أدق دقتين متتاليتين فيختلط الأمر على بعض التلاميذ فيضحك الجميع على ما يحدث ، كانت لعبة طريفة وممتعة ومنشطة جعلت النعاس والملل يرحلان عن الفصل بسرعة كبيرة ، حتى التلميذ الذي كان يتثاءب صار منشطا للفصل بتعليقاته ، والغريب انني لم أسمع صوته منذ شهور وأصبح في دقيقة خطيبا ماهرا في الفصل بين أقرانه وهكذا عادت الحيوية إلى الفصل بلعبة تبدو بسيطة جدا لكن أليس أفضل من عجزنا عن إبتكارأي شئ من أساليب جديدة في التدريس !! ؟

OstadOnLine

عندما يصل الأستاذ او المعلم بشكل عام الى بعض من المدة يكتسب تجربة و لكن كي لا تبقى هذه الأخيرة عملا "روتينيا" فاجتهاد المعلم بالمطالعة و البحوث يصل الى مرحلة اخرى و هي "الخبرة" قد يكتسب امورا عجيبة طيلة زمنه التربوي و "البيداغوجي" اي تصبح الخبرة هي التي تتكلم "Le métier qui parle" وهذا يعود الى الضمير المهني و حب المهنة التي لا يستطيع ابدا ان يفرط فها لأن وضيفته اصبحت صديقا له."Son métier est devenu un ami fidèle"
شكرا لك اخي.