بعد منعهن في التلفزيون والطيران والأمن شركات أجنبية في الجزائر ترفض توظيف المحجبات

نوارة جعفر:أستغرب القبول بالحجاب في أوروبا ومنعه في الجزائر

بعد منع المرأة المحجبة في الجزائر من الظهور في التلفزيون كصحفية ومذيعة والعمل في مجال الطيران والفندقة... ، ترفض العديد من المؤسسات الأجنبية توظيف المحجبات بل تحرمهن حتى من إجراء التربص وامتحانات القبول، وبالنسبة للعاملات اللواتي يرغبن ارتداء الحجاب في هذه المؤسسات فالشرط الوحيد هو تقديم الاستقالة.

بعد الجدل الكبير الذي خلفه ظهور المرأة بالحجاب في الوثائق البيومترية، وقبله إشكالية منع المنقبات من الانتخاب خوفا من التزوير، يعود الحجاب للواجهة من جديد بعدما زادت نسبة البطالة لدى المحجبات اللواتي حرمن من حقهن في الالتحاق بمناصب شغل في العديد من المؤسسات العمومية التابعة للدولة التي تدين في دستورها بالإسلام، فالمحجبة عندنا ممنوعة من الظهور في التلفزيون كصحفية ومذيعة وممنوعة من العمل في أسلاك الأمن الوطني وممنوعة من التوظيف كمراقبة في الجمارك ومضيفة طيران أومستقبلة في فندقة ....، وما زاد الطين بلة هو رفض العديد من المؤسسات الأجنبية الناشطة في الجزائر تشغيل المحجبات بحجة أن الفتيات يكنّ على علاقة مباشرة بالزبائن، ولا بد أن يرتدين بدلة عمل معينة، وبالرغم من أنه لاتوجد تعليمة رسمية من طرف الدولة بمنع تشغيل المحجبات في القطاعين العام والخاص، إلا أن الكثير من مدراء المؤسسات يفضلن الفتيات بالزي المكشوف لأسباب إيديولوجية وعملية، فعلى سبيل المثال خلفت تعليمة شفهية في سلك الجمارك تلزم النساء على عدم ارتداء الحجاب جدلا كبيرا وسط العاملات مما دفع بالإدارة إلى التراجع عن هذه التعليمة مؤقة.
الحجاب ممنوع لأنه يعيق التواصل مع الزبائن
ترفض غالبية المؤسسات الأجنبية الناشطة في مجال تسويق السيارات الأوروبية والآسيوية تشغيل المحجبات في الأقسام التجارية، بحجة أن الحجاب يعيق التواصل المباشر مع الزبائن، وفي هذا الإطار اضطرت زميلة تعمل معنا حاليا في الشروق إلى التوقف عن العمل في إحدى الشركات الفرنسية المعروفة والتي منعتها من ارتداء الحجاب داخل العمل، مما دفع بزميلتنا إلى مغادرة المؤسسة، وفي حادثة أخرى توجهت فتاة متخرجة حديثا من الجامعة إلى إحدى المؤسسات اليابانية قصد العمل في إحدى وكالاتها التجارية بالعاصمة، وبما أن هذه الفتاة ترتدي الحجاب وهي فائقة الجمال إضطر مدير الولاكة التجارية إلى محاولة إقناعها مرارا بضرورة نزع الحجاب عارضا عليها ضعف الأجرة الشهرية بما يفوق ثمانية ملايين سنتيم، وهذا ما دفع الفتاة في الأخير إلى التخلي عن حجابها خاصة بعد تعرض والدها لمرض عضال، مؤسسة فرنسية أخرى تنشط في مجال تسويق مواد التجميل ترفض تشغيل المحجبات التي تعتبره يتناقض مع الموضة مما دفع بالكثير من الفتيات إلى التخلي عن الحجاب طلبا للرزق، خاصة في ظل أزمة التوظيف وغلاء المعيشة، وبالنسبة لطلبات العمل على الانترنت تشترط بعض المؤسسات وضع الصورة في السيرة الذاتية، وهذا ما يجعل الشكل أهم عامل للتوظيف لدى هذه المؤسسات، كما ترفض بعض البنوك الأجنبية توظيف المحجبات في أجنحتها التجارية التي تتميز بالتواصل المباشر مع الزبائن، وهذا ما يدعوا إلى الكثير من التساؤلات حول خلفية منع المحجبات من العمل في هذه المؤسسات التي تنشط في بلد مسلم، وعلى غرار الكثير من المؤسسات الأجنبية ترفض غالبية المؤسسات العمومية والخاصة في الجزائر تشغيل المحجبات في دوائرها الإتصالية، وهذا ما يتناقض مع حرية المرأة وحقوقها.
العمل بالحجاب مسموح به في أوروبا وممنوع في الجزائر
أكدت رئيسة المرصد الجزائري للمراة السيدة نوارة جعفر أنها زارت العديد من الدول الأوروبية أين وجدت نساء محجبات يعملن في أرقى المؤسسات والمتاجر، بينما يمنع الحجاب في الكثير من المؤسسات الأجنبية الناشطة في الجزائر لأسباب إيديولوجية، وبحجة أنه يعيق في التواصل مع الزبائن، وأضافت أن المرأة المحجبة يجب أن تفرض نفسها ومن حقها العمل في المجال الذي تخصصت فيه، ومن جهتها انتقدت رئيسة المنتدى الجزائري لسيدات الأعمال السيدة خديجة بلهادي المؤسسات التي تحرم على المرأة التوظيف بسبب الحجاب، مؤكدة أن هذه الظاهرة تتعارض مع حقوق وحرية المرأة، وقالت إن الدولة من واجبها أن تفرض على هذه المؤسسات تشغيل المحجبات بما أنها تنشط في بلد مسلم تزيد نسبة المحجبات فيه عن 70 بالمائة من النساء.