- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
الحمد لله الأمة مازالت بخير ...لأنها تقبل على الكتاب والقراءة...وشعب يقرأ شعب لا يضم
الثلاثاء 27 سبتمبر 2011, 05:51
رغم أن الدورة السادسة عشر لصالون الجزائر الدولي للكتاب أفردت مساحة كبيرة للكتاب العلمي، إلا أن الكتب الخاصّة بالدين والتراث والمطبخ مازالت تحصد أرقاما قياسية في نسب المبيعات، حسبما وقفت عليه ''الخبر'' في عدد من دور النشر الجزائرية والعربية.
يشكّل الكتاب الديني، حسب عدد من الناشرين، المطلب الأوّل لمعظم زوّار صالون الكتاب؛ حيث تشهد دور النشر المتخصّصة في كتب التراث والدين إقبالا منقطع النظير، كما هو الحال في جناح دار ''صادر'' اللبنانية، التي عرضت سلسلة من المجلّدات الضخمة في مختلف علوم الدين بأسعار تصل في بعض الأحيان إلى 5000 دينار، لكن ذلك لم يمنع من تهافت الزوّار على شرائها.
هذا الوضع يؤكده لـ''الخبر'' مسؤول منشورات ''الملتقى''، التي تُشارك ضمن الجناح الخاص بوزارة الثقافة المغربية ''نسجّل طلبا مرتفعا في هذا المجال، لاسيما الكتب المتعلّقة بالدراسات حول المذهب المالكي، وكذا التصوّف''، مشيرا إلى نفاد ثُلثي ما عُرض في هذا المجال خلال يومين: ''ما بيع في اليوم الأوّل بالجزائر لا يُباع في شهرين بالمغرب''، وهو ما يفسّره بـ''اهتمام الجزائريين بهويّتهم وبحثهم عنها''. كما يعرف نفس الجناح إقبالا كبيرا، خاصّة على كتب الشعر الملحون والفكر والنقد والدراسات الجامعية في مجالات اللسانيات، التي يُعدّ المغرب رائدا فيها. وتُعتبر الأسعار المغرية بالمقارنة مع بقية الأجنحة، أحد أهم أسباب هذا الإقبال، حيث يوضّح بلكبير أن ''الكتاب في المغرب يحظى بدعم حكومي ولا يخضع للضريبة، وهو ما يجعله في متناول الجميع''.
من جهته، أشار مدير المبيعات بدار ''الشروق'' المصرية، حسن بدر، إلى أن الإقبال كبير جدا على كتب الفكر الإسلامي، لعدد من المفكّرين مثل سيد قطب، عبد الرحمان القرضاوي، عبد الرحمان الشرقاوي وعبد الوهاب المسيري الذي تحظى موسوعته حول الصهيونية بإقبال كبير، إضافة إلى كتب الطفل والأدب، خاصّة كتب نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم.
وتعرض الدار مجموعة من آخر إصداراتها، على غرار مذكرات زوجة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، تحية عبد الناصر، بعنوان ''ذكريات معه''، ''لماذا لا يثور المصريون؟'' لعلاء الأسواني، والذي يقول بدر إنه أحد الكتب التي ساهمت في ثورة الشعب المصري ضد نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك في جانفي الفائت، وكذا كتاب ''مصر والمصريون في عهد مبارك'' لجلال أمين. لكن المتحدّث أكّد أن ''الشروق'' لم تشارك بأي كتب عن ''ثورة 25 يناير'' لأنها ''لم تصدر كتبا بعد الثورة، حرصا منها على تجنّب الانطباعات، وبحثا عن الكتابات المستنيرة التي تتطلب بعضا من الوقت''.
الكتاب الأدبي يقاوم الزحف
ويجد الكتاب الأدبي دائما مكانته في أروقة الصالون، فمنشورات ''الاختلاف'' شاركت بمجموعة كبيرة من الكتب الأدبية، منها روايتان جزائريتان تؤثّثان الدخول الأدبي الفقير في الجزائر، هما ''حادي التيوس'' لأمين الزاوي و''في عشق امرأة عاقر'' لسمير قسيمي الذي يقول مسؤول الدار، بشير مفتي، إنه مطلوب بكثرة من القرّاء الذين سألوا عن روايته، وهو ما يرى فيه ''ظاهرة إيجابية في المشهد الأدبي الجزائري''.
أما منشورات ''الفارابي'' اللبنانية التي تشارك بـ250 عنوان جديد، فتعرض 13 كتابا لمؤلّفين جزائريين، منها الترجمة الحديثة لأعمال رشيد بوجدرة، وترجمات ياسمينة خضرا وبوعلام صنصال وجيلالي بسكري، إضافة لرواية ''سنابل وقنابل'' لبلعباس بالرحايل، ومجموعة قصصية بعنوان ''أحلام'' لسالمين القذافي، وهي إحدى قريبات الزعيم الليبي السابق، والتي تقول في غلافها: ''أنا رحلة من الإحساس المرهف والصدق''، قبل أن تقدّم نفسها بصفة ''عضو مؤسّس لجمعية واعتصموا الخيرية''.
وأوضح ممثّل الدار، قاسم عرفات، أنه سجّل إقبالا معتبرا على الكتاب الأدبي، قائلا: ''ثمّة قارئ دائما في الجزائر، وهو ما يجعل هذا الصالون أحد أهم معارض الكتاب بالنسبة لنا''، مضيفا أن دار ''الفارابي'' خصّت القارئ الجزائري بتخفيضات تصل إلى 40 بالمائة. فجناح دار ''عالم المعرفة''، مثلا، فضّل عرض كتب التاريخ والمعرفة في المؤخّرة، بينما وضع كتب الطبخ في الواجهة، مع يافطة إشهارية بالبنط العريض تدعو إلى شراء كتيّب بمائة دينار للحصول على الثاني مجّانا، وهو ما جعل الزوّار يتقاطرون على الجناح، مشكّلين طابورا طويلا من أجل اقتناء حصّتهم من العرض ''المغري''، دون أن يلتفت أحد إلى سلسلة كتب المؤرّخ أبو القاسم سعد الله حول تاريخ الجزائر والحركة الوطنية وغيرها.
وعلى ذكر الطبخ، أفرد القائمون على الصالون خيمة كبيرة لأحد الخواص، تقدم مختلف الوجبات، وعلى رأسها طبق ''الشخشوخة''. ويكاد زوّارها ينافسون أعداد المقبلين على شراء الكتب، رغم أن ثمن الطبق الواحد حُدّدت قيمته بـ900 دينار.
لقطات
- يشتكي الزائرون والعارضون على السواء من انعدام التكييف داخل خيمة العرض، واكتفاء المنظّمين بالتهوية الطبيعية. الطقس كان في صالح القائمين على الصالون؛ حيث سُجّل انخفاض محسوس في نسب الرطوبة، لكن ذلك لم يمنع من الرطوبة داخل الخيم، وهي المشكلة التي مازالت تعترض الخيمة، ولم تجد حلا بعد ثلاث سنوات من نقل الصالون إليها.
- تعرف الندوات واللقاءات الفكرية والأدبية عزوفا من الجمهور الذي لا يبدي أي اهتمام بها، رغم بريق بعض الأسماء العربية والأجنبية التي تنشّطها. المهتمّون انتقدوا البرنامج المكثّف الذي حال دون حضور لعدد كبير من هذه الندوات، بينما حرص آخرون على حضور أكبر قدر منها، في انتظار مواسم القحط التي ستحل بالساحة الثقافية بمجرد إسدال الستار على الصالون.
- النقطة السوداء في الدورة السادسة عشر هي غياب مركز إعلامي يسهّل عمل الصحفيين. أمزيان كان قد أكّد، في ندوته الصحفية، أن الصالون لرجال الإعلام وفّر مركزا ''يتوفّر على الأنترنت وآخر التقنيات الحديثة''، لكن الصحفيين تفاجأوا أن ذلك لم يكن سوى كلام ليس له أي وجود في الواقع.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى