- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
دولة ''تتفرع بالدراهم'' وشعب ''مزلوط''
الجمعة 09 أكتوبر 2009, 05:56
قال وزير المالية كريم جودي إن دعوة صندوق النقد الدولي للجزائر للمشاركة في تمويل خزائنه يؤشر على رضا الهيئة المالية الدولية على الوضع المالي للجزائر.
ولم يكتف الوزير بهذه التصريحات التي جعلت الجزائر تلميذا نجيبا طبعا بمقاييس الأفامي وليس بالمفهوم الشعبي لدى الجزائريين، الذين يعانون من أكثر من مشكلة، بل ذهب سي كريم جودي في حديثه، على هامش دورة إسطنبول، إلى حد القول أن ''الواقع اليوم هو أن الجزائر معترف بها على أنها بلد مقرض صاف لبعض الدول ولمؤسسات متعددة الأطراف نظرا لفائضها من الموارد المالية''. وبعبارة بسيطة يفهم من كلام وزير المالية أن خزينة الجزائر ''راهي تتفرع بالدراهم''، لا تكفي فحسب لتغطية احتياجات البلد ولكن بإمكانها أيضا أن تقدم قروضا ليس إلى الدول الفقيرة وإنما حتى إلى صندوق النقد الدولي، وهو ما يعني أن الجزائر قد دخلت، من حيث لا ندري، إلى نادي الدول الـ8 الكبار والأغنى في العالم، وودعت السنوات العجاف التي لازمتها وجرتها إلى نادي باريس لإعادة الجدولة.
لكن إذا كانت الجزائر مثلما يقول وزير المالية لها موارد مالية لتقديم القروض حتى إلى صندوق النقد الدولي الذي يواجه تداعيات الأزمة المالية العالمية، وهو المتسبب فيها، فلماذا كل يوم تطل الحكومة على الجزائريين بترسانة من القوانين والتعليمات تطلب منهم '' شد الحزام.. شد الحزام...''؟ لا يمكن للمواطن الجزائري فهم كلام الوزير إلا من زاوية واحدة، وهي أن الجزائر تملك حقا موارد مالية فائضة، ولم يكن السيد كريم جودي مخطئا بتاتا فيما اعترف به، لكن مع فارق جوهري أن تلك الأموال ''حرام'' على الجزائريين التمتع بها لأنها غير موجودة في الجزائر أصلا، ويتمتع بها الآخرون بعنوان ''دراهم المشحاح يأكلهم المرتاح''.
ثم كيف لدولة تتوفر على كل هذه الموارد المالية الفائضة، وتصدر قانون مالية تكميلي يصلح تطبيقه في حالة الحرب أو في أوقات أزمة خانقة بعد ما تم بموجبه منع البنوك من منح القروض الاستهلاكية لفائدة المواطنين، ورفض الزيادة في الأجور وتأجيل مراجعة المنح والعلاوات لفائدة موظفي قطاع الوظيف العمومي، في حين هي مستعدة لمنح القروض إلى صندوق النقد الدولي؟ إن الدولة التي ''يأكلها قلبها'' على حال صندوق النقد الدولي ولا يلين على المعاناة التي يقاسيها الجزائريون، خصوصا في الجزائر العميقة، حيث لم تنفع الاحتجاجات وقطع الطرقات وحتى الانتحارات الفردية والجماعية من إسماع أصواتهم لمسؤوليها ووزرائها وولاتها وأميارها، هي دولة بكل المقاييس لا تستحق الاحترام حتى لا نقول شيئا آخر.
ولم يكتف الوزير بهذه التصريحات التي جعلت الجزائر تلميذا نجيبا طبعا بمقاييس الأفامي وليس بالمفهوم الشعبي لدى الجزائريين، الذين يعانون من أكثر من مشكلة، بل ذهب سي كريم جودي في حديثه، على هامش دورة إسطنبول، إلى حد القول أن ''الواقع اليوم هو أن الجزائر معترف بها على أنها بلد مقرض صاف لبعض الدول ولمؤسسات متعددة الأطراف نظرا لفائضها من الموارد المالية''. وبعبارة بسيطة يفهم من كلام وزير المالية أن خزينة الجزائر ''راهي تتفرع بالدراهم''، لا تكفي فحسب لتغطية احتياجات البلد ولكن بإمكانها أيضا أن تقدم قروضا ليس إلى الدول الفقيرة وإنما حتى إلى صندوق النقد الدولي، وهو ما يعني أن الجزائر قد دخلت، من حيث لا ندري، إلى نادي الدول الـ8 الكبار والأغنى في العالم، وودعت السنوات العجاف التي لازمتها وجرتها إلى نادي باريس لإعادة الجدولة.
لكن إذا كانت الجزائر مثلما يقول وزير المالية لها موارد مالية لتقديم القروض حتى إلى صندوق النقد الدولي الذي يواجه تداعيات الأزمة المالية العالمية، وهو المتسبب فيها، فلماذا كل يوم تطل الحكومة على الجزائريين بترسانة من القوانين والتعليمات تطلب منهم '' شد الحزام.. شد الحزام...''؟ لا يمكن للمواطن الجزائري فهم كلام الوزير إلا من زاوية واحدة، وهي أن الجزائر تملك حقا موارد مالية فائضة، ولم يكن السيد كريم جودي مخطئا بتاتا فيما اعترف به، لكن مع فارق جوهري أن تلك الأموال ''حرام'' على الجزائريين التمتع بها لأنها غير موجودة في الجزائر أصلا، ويتمتع بها الآخرون بعنوان ''دراهم المشحاح يأكلهم المرتاح''.
ثم كيف لدولة تتوفر على كل هذه الموارد المالية الفائضة، وتصدر قانون مالية تكميلي يصلح تطبيقه في حالة الحرب أو في أوقات أزمة خانقة بعد ما تم بموجبه منع البنوك من منح القروض الاستهلاكية لفائدة المواطنين، ورفض الزيادة في الأجور وتأجيل مراجعة المنح والعلاوات لفائدة موظفي قطاع الوظيف العمومي، في حين هي مستعدة لمنح القروض إلى صندوق النقد الدولي؟ إن الدولة التي ''يأكلها قلبها'' على حال صندوق النقد الدولي ولا يلين على المعاناة التي يقاسيها الجزائريون، خصوصا في الجزائر العميقة، حيث لم تنفع الاحتجاجات وقطع الطرقات وحتى الانتحارات الفردية والجماعية من إسماع أصواتهم لمسؤوليها ووزرائها وولاتها وأميارها، هي دولة بكل المقاييس لا تستحق الاحترام حتى لا نقول شيئا آخر.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى