- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
الرائد عمر ملاح للشروق: دبرت محاولة اغتيال بومدين لأنه كان يحمي ضباط فرنسا
الإثنين 10 أكتوبر 2011, 07:28
حركتنا كانت انقلابا عسكريا وبومدين هدّدني إن لم أخلف شعباني في منصبه
شدد الرائد عمار ملاح، نائب قائد الأركان في 1967، على أن حركة 14 ديسمبر 1967 التي قادها العقيد الطاهر زبيري ضد العقيد هواري بومدين كانت انقلابا عسكريا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وأن الهدف من هذه العملية التي كان قائدها الميداني تحت إشراف العقيد زبيري، كانت تهدف بكل وضوح إلى تنحية العقيد هواري بومدين من السلطة دون تفاوض.
ورفض الرائد عمار ملاح، في اتصال هاتفي مع الشروق، ما جاء في مذكرات العقيد زبيري بأن حركة 14 ديسمبر كانت تهدف لإجبار بومدين على التنازل عن جزء من صلاحياته لمجلس الثورة، مؤكدا أن ما كان متداولا بين قادة حركة 14 ديسمبر وعلى رأسهم العقيد زبيري هو "تنحية بومدين"، وقال مستهجنا، "بومدين يستحيل أن يقبل أن يأتي إلى زبيري للتفاوض معه حول السلطة"
بومدين هدّدني إن لم أتولّ مكان شعباني
وبالنسبة لقضية العقيد محمد شعباني، قائد الولاية السادسة التاريخية (الصحراء) والذي عيّن نائبا لقائد الأركان دون أن يلتحق بمنصبه الجديد، ذكر عمار ملاح أنه في أفريل 1964 عيّنه بومدين قائدا للناحية العسكرية الرابعة (ورقلة) التي كان شعباني ممسكا بزمامها، كما عيّن الشاذلي بن جديد مكانه (ملاح) في قيادة الناحية العسكرية الخامسة (قسنطينة).
وأشار الرائد عمار ملاح أن العقيد بومدين استدعاه إلى مكتبه بعدما لم يلتحق بقيادة الناحية العسكرية الرابعة وسأله باستنكار، "عيّنت في ورقلة لماذا لم تمش؟"، فرد عليه الرائد ملاح "حلّوا مشكل شعباني"، ملمّحا إلى أنه لا يريد أن يصطدم مع العقيد محمد شعباني، فقال له بومدين متوعدا: "أعطيتك أمرا... يطبّق".
وأضاف ملاح، أنه ذهب رفقة الرائد عبد الرحمان بن سالم (نائب قائد الأركان ورئيس الحرس الجمهوري) إلى العقيد شعباني وطلبا منه الصعود إلى العاصمة (الالتحاق بمنصبه في قيادة الأركان) لكن شعباني رفض، فأسرّ له ملاح منفردا "سيهجمون عليك".
وتساءل عمار ملاح عن السبب الذي جعل العقيد زبيري لا يذكر في مذكراته اللقاء الذي جمعه بالعقيد شعباني في بلدة القنطرة (بسكرة بالقرب من باتنة) بحضوره شخصيا، بالإضافة إلى إبراهيم زروال، واجتمعوا واقفين وحاول العقيد الطاهر زبيري إقناع العقيد شعباني للصعود إلى العاصمة ولكن بدون جدوى.
وشدد الرائد ملاح على أن مخطط العملية العسكرية ضد العقيد شعباني انطلقت من محورين، الأول من بوسعادة والجلفة بقيادة الرائد سعيد عبيد قائد الناحية العسكرية الأولى والرائد أحمد عبد الغني، أما المحور الثاني قسنطينة باتنة بسكرة بقيادة الرائد الشاذلي بن جديد ومحمد عطايلية، ودخلت هذه القوة مقر قيادة شعباني في بسكرة وخطب عطايلية أمام أعيان بسكرة وقال ما قال.
العقيد زبيري رفض تلقي الأوامر من الرائد شابو
على صعيد آخر أوضح الرائد عمار ملاح، الذي يعد حاليا عضوا في مجلس الأمة عن الثلث الرئاسي، أن العقيد الطاهر زبيري لم تكن له صلاحيات واضحة منذ تعيينه قائدا للأركان في 1963، وأضاف أن "كافة القادة العسكريين كانوا يتلقون الأوامر من الرائد عبد القادر شابو الأمين العام لوزارة الدفاع بأمر من بومدين".
وبرر ملاح سبب تهميش بومدين للعقيد زبيري "لأنه لن ينسى أن العقيد زبيري عيّنه بن بله قائدا للأركان عندما كان بومدين في روسيا"، وأضاف ملاح: "قلنا للزبيري: مادام عيّنك بن بله إذهب إلى العاصمة، وكان حينها في باتنة فرد علينا: عينوني حتى ندخل في بعضنا البعض".
وأضاف أنه في اجتماع لقادة الجيش في أفريل 1967 تساءل العقيد زبيري مستهجنا "كيف يتلقى عقيد أوامره من رائد؟"، وكان يقصد الرائد عبد القادر شابو الذي كانت صلاحياته تفوق صلاحيات قائد الأركان، رغم أنه أعلى منه رتبة. وبحسب عمار ملاح، فإن قادة النواحي العسكرية اتفقوا على ضرورة تحديد صلاحيات قائد الأركان، باستثناء العقيد أحمد بن شريف، الذي قال إنه "لم يحن بعد تحديد صلاحيات قيادة الأركان".
في هذا الخصوص، أكد عمار ملاح أن العقيد الطاهر زبيري لم يمارس صلاحياته كقائد أركان فعلي إلى غاية أزمة 1967، مستدركا أنه عندما عاد من دورة تكوينية من الاتحاد السوفياتي عيّن نائبا لقائد الأركان مكلف بالتنظيم. أما الرائد محمد زرقيني فعيّن نائبا لقائد الأركان مكلف بالعمليات وفي هذه المرحلة بدأت صلاحيات قيادة الأركان تتوضح أكثر.
بومدين كان يحمي ضباط فرنسا
وأشار ملاح إلى أن الضباط الفارين من الجيش الفرنسي كانوا أحد الأسباب التي أدت إلى الانقلاب العسكري على بومدين لأنه كان يوفر لهم الحماية. وأضاف، "أن بومدين في أحد لقاءاته بمجموعة من الضباط، كان من بينهم عبد المجيد شريف (كان قائدا للناحية العسكرية الأولى برتبة جنرال) والنقيب محمد علاق والملازم الأول اليمين زروال والمتحدث وآخرون، أثار أمامه عبد المجيد شريف ما كان يُعرف بيننا بضباط فرنسا، فردّ عليه بومدين "لو أسمع واحدا يتكلم عن ضباط فرنسا سأرمي حجرة في فمه".
وعن السر وراء عداء قدماء ضباط جيش التحرير والضباط المتخرجين من الأكاديميات العسكرية في المشرق العربي للضباط الفارين من الجيش الفرنسي، قال عمار ملاح "هناك من الضباط الفارين في الجيش الفرنسي من ارتكبوا جرائم في حق الشعب الجزائري إبان حرب التحرير ولم يلحقوا بالثورة إلا في السنوات الأخيرة قبل الاستقلال"، وأشار إلى أن "مدير المخابرات قاصدي مرباح كان يعرفهم بالاسم منهم الرائد بورجل وبوشنافة".
ونفى ملاح ما قاله العقيد زبيري عن الضباط الفارين من الجيش الفرنسي بأنهم كانوا أكثر كفاءة من قدماء ضباط جيش التحرير، وقال "الضباط الفارين من الجيش الفرنسي لم يتخرّجوا من معاهد عسكرية فرنسية بل جلهم ذوي رتب بسيطة".
وأعطى ملاح مثالا عن الدورة التدريبية في الاتحاد السوفياتي التي كان على رأسها ملاح ونائبه آيت مسعودان (قائد القوات الجوية) رفقة 34 ضابطا ساميا أغلبهم من الضباط الفارين من الجيش الفرنسي مثل بوزادة وسليم سعدي وخليل وعبد المجيد علاهم وعبد الحميد لطرش وشقيق عبد القادر شابو وأنه عندما قدم لهم في روسيا تمرين حول كتيبة الدفاع، سأل ملاح عبد المجيد علاهم حول هذه المسألة فنفى معرفته بالحل، ونقل ملاح هذا الكلام لبومدين وأضاف "الضباط الفارين من الجيش الفرنسي لم يكونوا أحسن منّا مستوى".
ثلاثة فيالق تحركت والفيلق الرابع استجاب لأوامر سعيد عبيد
وبالنسبة لمعركة العفرون قال الرائد عمار ملاح إن العقيد بومدين استدعاه بصفته نائبا لقائد الأركان رفقة الرائد محمد زرقيني نائب قائد الأركان في أواخر نوفمبر 1967 وقال لهم "ابتداء من اليوم كل الأوامر تصدر من عندي وتحسّبوا للتشويش الذي يقوم به كمال الورتي (نقيب في قيادة الأركان) وشريف مهدي (الكاتب العام لهيئة الأركان)"، فردّ عليه زرقيني "حضرة العقيد لا يوجد"، ولكن بومدين كان واثقا مما يقول، وكان محقا لأن الورتي وشريف مهدي كانا من أنصار زبيري وكانا يتحركان في هذا السياق، وفهمت من كلام بومدين أن العقيد زبيري لم يعد قائدا للأركان، خاصة عندما قال: "ابتداء من اليوم...".
وفي تلك الفترة أكد الرائد عمار ملاح أن العقيد زبيري قال لهم "نحيو بومدين"، مشددا على أن زبيري حينها لم يتحدث أبدا عن التفاوض مع بومدين، وأن تنحية بومدين بالقوة هو الكلام المتداول بين الضباط الموالين للعقيد زبيري، وقال "بومدين كان ديكتاتورا حقيقيا لكن مشكلتنا كانت مع ضباط فرنسا وبومدين هو من كان يحميهم ويسيرهم وفي مؤتمر الحزب في 1964 قال لنا: إذا خيّرت بين المتعاونين الأجانب وضباط فرنسا سأختار ضباط فرنسا".
اتصل العقيد زبيري بالرائد عمار ملاح (يوم 12 ديمسبر 1967) وأمره بتحريك الفيالق إلى قيادة الناحية العسكرية الأولى في البليدة، لكن ملاح، بحسب قوله، طلب منه مزيدا من الوقت، لأن تحريك الفيالق يتطلب تحضيرات تستغرق وقتا، وكانت هناك أربعة فيالق معنية بهذا التحرك واحد مشاة في المدية والثاني ميكانيكي بمليانة (عين الدفلى) واثنان في الشلف أحدهما مدرع والثاني مشاة.
ذهب عمار ملاح لتبليغ الأوامر إلى العياشي حواسنية قائد الفيلق المدرع في الشلف وإلى قائد فيلق المشاة أيضا، فاستجاب العياشي حواسنية وأراد إخبار سليمان لكحل فرفض ملاح وقال له "هذا خان شعباني فكيف لا يخوننا"، لكن العياشي كان يثق فيه وأخبر لكحل على 10:30 فأسرع لكحل إلى بومدين وأخبره بخطة تحرك الفيالق.
أمر سعيد عبيد قائد الناحية العسكرية الأولى الفيالق الأربعة بعدم التحرك، فاستجاب فيلق المشاة بالشلف لهذا الأمر، ورفض التحرك فانتقل ملاح إلى مليانة فوجد عبد السلام مباركية قائد الفيلق الميكانيكي مترددا بعدما جاءه أمر سعيد عبيد بعدم التحرك، فقال له ملاح لماذا لا تتحرك، فقد كانت مليانة قريبة من البليدة؟، فقال له جاءتني أوامر من سعيد عبيد بعدم التحرك، فلن أتحرك. لكن عندما تحدث ملاح إلى جنود الفيلق استجابوا له، كما أن مباركية عندما علم أن فيلق المدية بقيادة معمر قارة تحرك هو الآخر قرر المضي معنا إلى البليدة.
وعبر عمار ملاح عن عدم معرفته الأسباب التي جعلت سعيد عبيد لا يقف معهم في عملية الانقلاب على بومدين، ملمحا إلى أن تفاصيل هذه المسألة يعرفها العقيد زبيري ويحياوي وبن سالم والعقيد عباس وسعيد عبيد، على أساس أن هؤلاء الضباط الخمسة هم الذين كانوا معنيين بأيّ عملية ضد العقيد بومدين ولكن تفاصيل حدثت بينهم قال ملاح إنه يجهلها.
معركة العفرون
ويروي الرائد عمار ملاح مجريات معركة العفرون كما عاشها وقال "الفيلق المدرع بقيادة العياشي حواسنية كان أول الواصلين إلى العفرون، رغم أنه كان أبعد فيلق عن العاصمة والدبابات تحمل على شاحنات إلى ميدان المعركة ولا تجري في الطريق، وعندما وجدنا جسر بورومي مغلقا سرنا على السكة الحديدية وقتلنا 4 جنود موالين لبومدين وبدأت الاشتباكات".
وأشار ملاح إلى أن قوات بومدين لم تكن كثيفة في البداية ولكن بدأ يصلهم المدد من عدة جهات، وأضاف "من الصباح إلى المساء ونحن نقصف بالدبابات والمدافع والطائرات ثم وصلت قوات المظليين وتم إنزالها جوا على جبل عفرون، كما وصلت قوات الشاذلي بن جديد من الغرب (الناحية العسكرية الثانية وهران) وتم تطويقنا".
في تلك الليلة جاء العقيد زبيري لتفقد قواته وقدم له ملاح تقريرا حول المعركة وقال له "إبقَ معنا لأن الدعوة فشلت"، فرد عليه العقيد زبيري "تراجعوا إلى حمام ريغة وسأنظر ماذا فعل العقيد عباس والرائد يحياوي".
وأوضح عمار ملاح، أنه طلب من القوات التي بقيت معهم بعد انسحاب فيلق المدية التحصّن بالجبال وعدم تدمير الدبابات والمدرعات التي بين أيديهم.
القدر أفشل محاولة اغتيال بومدين
اعترف الرائد عمار ملاح أنه من كان وراء التخطيط وتنفيذ محاولة اغتيال العقيد هواري بومدين رئيس مجلس الثورة والتي نجا منها بأعجوبة. وكشف أن رئيس الحرس الجمهوري والشرطة، أحمد دراية، ومحافظ الشرطة، كمال حمودي، كانا مؤيدين لفكرة تنحية بومدين دون أن يكون هذا الأخير على علم بذلك.
وعندما دخل عمار ملاح إلى العاصمة بعد معركة العفرون، اتفق مع ضابط من عين ياغوت بباتنة يدعى زروال (ليس اليمين زروال) بتدبير عملية لاغتيال بومدين، وكان مع زروال جماعة من الأوراس من بينهم بورزان من عين البيضاء (أم البواقي) من الحرس الجمهوري.
وحتى إذا وقع الاشتباك مع الحرس الجمهوري قام زروال بقلب الرصاص داخل رشاشاتهم باستثناء رصاصتين ركبتا بشكل صحيح، وبدل أن يأخذ بورزان الرشاش السليم أخذ أحد الرشاشات مقلوبة الرصاص، وعندما حان وقت التنفيذ أطلق بورزان رصاصتين على بومدين الأولى أصابت شاربه والثانية أصابت سائقه "الطيب" في الكتف وبعدها تعطل الرشاش ولم يتمكن من إفراغ ذخيرته على السيارة التي كانت تقل بومدين. أما الرجل الثاني المكلف بالعملية، فقد اشتبك مع الحرس الجمهوري وقتل في الحين.
كنت أخشى أن يقتلني دراية في السجن ليدفن سرّه
استطاعت قوات بومدين أن تكتشف مخبأ عمار ملاح وتعتقله، لكن عمار ملاح يؤكد أن الأمن العسكري بحث معه ولم يعذبه، لكنه تعرّض لتعذيب شديد على يد أحمد دراية قائد الحرس الجمهوري والشرطة، وقال "كنت واثقا أن بومدين لن يقتلني (رغم علمه بتورطه في محاولة اغتياله) ولكني كنت أخشى أن يقتلني دراية في إحدى الزنزانات حتى لا تنكشف حقيقة علاقته بحركة 14 ديسمبر 1967 لبومدين".
وتحدث ملاح عن التعذيب الشديد الذي تعرّض له في السجن والظروف اللاّإنسانية التي عاشها، وقال بتأثر "طلبت من القاضي العسكري محمد تواتي أن يسمح بإعطائي ملعقة حتى لا آكل مثل الحيوان فرفض، خوفا من أن أستعملها في محاولة الهرب من السجن، فقلت له إذن أعطوني ملعقة من البلاستيك لكنهم رفضوا، فاتخذت من "قابصة شمة" ملعقة للأكل".
الرائد عمار ملاح نائب قائد الأركان السابق
كان مجاهدا في الولاية الأولى الأوراس بالمنطقة الثانية في جبل شيلية تحت قيادة محمد الصالح يحياوي، ورُقي إلى رتبة رائد في جيش التحرير وعضو قيادة الولاية الأولى الأوراس تحت قيادة العقيد الطاهر زبيري.
بعد الاستقلال أصبح قائدا للناحية العسكرية الخامسة (قسنطينة) بعد أن رقي العقيد زبيري قائدا للأركان، ثم عيّن قائدا للناحية العسكرية الرابعة (ورقلة) خلال عملية القبض على العقيد محمد شعباني في 1964.
كان على رأس دفعة متكونة من 34 ضابطا ساميا ذهبوا إلى الاتحاد السوفياتي لتلقي دورة تكوينية، ولما عاد إلى أرض الوطن عيّن نائبا لقائد الأركان مكلفا بالتنظيم.
كان من المفروض أن يقود الدفعة الثانية من القوات الجزائرية المتجهة إلى الجبهة المصرية للمشاركة في حرب الاستنزاف ضد اليهود، لكن اندلاع أزمة زبيري مع بومدين جعلته ينحاز إلى صف زبيري، وبعد فشل عملية الانقلاب على بومدين دبّر عملية فاشلة لاغتياله.
ألقي عليه القبض في 1968 وحكم عليه بالإعدام، وبعد وفاة بومدين وصعود الشاذلي إلى الحكم في 1980 أصدر قرارا بالعفو عنه بعد نحو 12 سنة قضاها في السجن. عيّنه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عضوا في مجلس الأمة عن الثلث الرئاسي.
تجدر الإشارة، إلى أن عمار ملاح من المجاهدين القلائل الذين لهم عدة إصدارات وكتب عن الثورة وما بعد الثورة أبرزها كتاب "حركة 14 ديسمبر 1967"
شدد الرائد عمار ملاح، نائب قائد الأركان في 1967، على أن حركة 14 ديسمبر 1967 التي قادها العقيد الطاهر زبيري ضد العقيد هواري بومدين كانت انقلابا عسكريا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وأن الهدف من هذه العملية التي كان قائدها الميداني تحت إشراف العقيد زبيري، كانت تهدف بكل وضوح إلى تنحية العقيد هواري بومدين من السلطة دون تفاوض.
ورفض الرائد عمار ملاح، في اتصال هاتفي مع الشروق، ما جاء في مذكرات العقيد زبيري بأن حركة 14 ديسمبر كانت تهدف لإجبار بومدين على التنازل عن جزء من صلاحياته لمجلس الثورة، مؤكدا أن ما كان متداولا بين قادة حركة 14 ديسمبر وعلى رأسهم العقيد زبيري هو "تنحية بومدين"، وقال مستهجنا، "بومدين يستحيل أن يقبل أن يأتي إلى زبيري للتفاوض معه حول السلطة"
بومدين هدّدني إن لم أتولّ مكان شعباني
وبالنسبة لقضية العقيد محمد شعباني، قائد الولاية السادسة التاريخية (الصحراء) والذي عيّن نائبا لقائد الأركان دون أن يلتحق بمنصبه الجديد، ذكر عمار ملاح أنه في أفريل 1964 عيّنه بومدين قائدا للناحية العسكرية الرابعة (ورقلة) التي كان شعباني ممسكا بزمامها، كما عيّن الشاذلي بن جديد مكانه (ملاح) في قيادة الناحية العسكرية الخامسة (قسنطينة).
وأشار الرائد عمار ملاح أن العقيد بومدين استدعاه إلى مكتبه بعدما لم يلتحق بقيادة الناحية العسكرية الرابعة وسأله باستنكار، "عيّنت في ورقلة لماذا لم تمش؟"، فرد عليه الرائد ملاح "حلّوا مشكل شعباني"، ملمّحا إلى أنه لا يريد أن يصطدم مع العقيد محمد شعباني، فقال له بومدين متوعدا: "أعطيتك أمرا... يطبّق".
وأضاف ملاح، أنه ذهب رفقة الرائد عبد الرحمان بن سالم (نائب قائد الأركان ورئيس الحرس الجمهوري) إلى العقيد شعباني وطلبا منه الصعود إلى العاصمة (الالتحاق بمنصبه في قيادة الأركان) لكن شعباني رفض، فأسرّ له ملاح منفردا "سيهجمون عليك".
وتساءل عمار ملاح عن السبب الذي جعل العقيد زبيري لا يذكر في مذكراته اللقاء الذي جمعه بالعقيد شعباني في بلدة القنطرة (بسكرة بالقرب من باتنة) بحضوره شخصيا، بالإضافة إلى إبراهيم زروال، واجتمعوا واقفين وحاول العقيد الطاهر زبيري إقناع العقيد شعباني للصعود إلى العاصمة ولكن بدون جدوى.
وشدد الرائد ملاح على أن مخطط العملية العسكرية ضد العقيد شعباني انطلقت من محورين، الأول من بوسعادة والجلفة بقيادة الرائد سعيد عبيد قائد الناحية العسكرية الأولى والرائد أحمد عبد الغني، أما المحور الثاني قسنطينة باتنة بسكرة بقيادة الرائد الشاذلي بن جديد ومحمد عطايلية، ودخلت هذه القوة مقر قيادة شعباني في بسكرة وخطب عطايلية أمام أعيان بسكرة وقال ما قال.
العقيد زبيري رفض تلقي الأوامر من الرائد شابو
على صعيد آخر أوضح الرائد عمار ملاح، الذي يعد حاليا عضوا في مجلس الأمة عن الثلث الرئاسي، أن العقيد الطاهر زبيري لم تكن له صلاحيات واضحة منذ تعيينه قائدا للأركان في 1963، وأضاف أن "كافة القادة العسكريين كانوا يتلقون الأوامر من الرائد عبد القادر شابو الأمين العام لوزارة الدفاع بأمر من بومدين".
وبرر ملاح سبب تهميش بومدين للعقيد زبيري "لأنه لن ينسى أن العقيد زبيري عيّنه بن بله قائدا للأركان عندما كان بومدين في روسيا"، وأضاف ملاح: "قلنا للزبيري: مادام عيّنك بن بله إذهب إلى العاصمة، وكان حينها في باتنة فرد علينا: عينوني حتى ندخل في بعضنا البعض".
وأضاف أنه في اجتماع لقادة الجيش في أفريل 1967 تساءل العقيد زبيري مستهجنا "كيف يتلقى عقيد أوامره من رائد؟"، وكان يقصد الرائد عبد القادر شابو الذي كانت صلاحياته تفوق صلاحيات قائد الأركان، رغم أنه أعلى منه رتبة. وبحسب عمار ملاح، فإن قادة النواحي العسكرية اتفقوا على ضرورة تحديد صلاحيات قائد الأركان، باستثناء العقيد أحمد بن شريف، الذي قال إنه "لم يحن بعد تحديد صلاحيات قيادة الأركان".
في هذا الخصوص، أكد عمار ملاح أن العقيد الطاهر زبيري لم يمارس صلاحياته كقائد أركان فعلي إلى غاية أزمة 1967، مستدركا أنه عندما عاد من دورة تكوينية من الاتحاد السوفياتي عيّن نائبا لقائد الأركان مكلف بالتنظيم. أما الرائد محمد زرقيني فعيّن نائبا لقائد الأركان مكلف بالعمليات وفي هذه المرحلة بدأت صلاحيات قيادة الأركان تتوضح أكثر.
بومدين كان يحمي ضباط فرنسا
وأشار ملاح إلى أن الضباط الفارين من الجيش الفرنسي كانوا أحد الأسباب التي أدت إلى الانقلاب العسكري على بومدين لأنه كان يوفر لهم الحماية. وأضاف، "أن بومدين في أحد لقاءاته بمجموعة من الضباط، كان من بينهم عبد المجيد شريف (كان قائدا للناحية العسكرية الأولى برتبة جنرال) والنقيب محمد علاق والملازم الأول اليمين زروال والمتحدث وآخرون، أثار أمامه عبد المجيد شريف ما كان يُعرف بيننا بضباط فرنسا، فردّ عليه بومدين "لو أسمع واحدا يتكلم عن ضباط فرنسا سأرمي حجرة في فمه".
وعن السر وراء عداء قدماء ضباط جيش التحرير والضباط المتخرجين من الأكاديميات العسكرية في المشرق العربي للضباط الفارين من الجيش الفرنسي، قال عمار ملاح "هناك من الضباط الفارين في الجيش الفرنسي من ارتكبوا جرائم في حق الشعب الجزائري إبان حرب التحرير ولم يلحقوا بالثورة إلا في السنوات الأخيرة قبل الاستقلال"، وأشار إلى أن "مدير المخابرات قاصدي مرباح كان يعرفهم بالاسم منهم الرائد بورجل وبوشنافة".
ونفى ملاح ما قاله العقيد زبيري عن الضباط الفارين من الجيش الفرنسي بأنهم كانوا أكثر كفاءة من قدماء ضباط جيش التحرير، وقال "الضباط الفارين من الجيش الفرنسي لم يتخرّجوا من معاهد عسكرية فرنسية بل جلهم ذوي رتب بسيطة".
وأعطى ملاح مثالا عن الدورة التدريبية في الاتحاد السوفياتي التي كان على رأسها ملاح ونائبه آيت مسعودان (قائد القوات الجوية) رفقة 34 ضابطا ساميا أغلبهم من الضباط الفارين من الجيش الفرنسي مثل بوزادة وسليم سعدي وخليل وعبد المجيد علاهم وعبد الحميد لطرش وشقيق عبد القادر شابو وأنه عندما قدم لهم في روسيا تمرين حول كتيبة الدفاع، سأل ملاح عبد المجيد علاهم حول هذه المسألة فنفى معرفته بالحل، ونقل ملاح هذا الكلام لبومدين وأضاف "الضباط الفارين من الجيش الفرنسي لم يكونوا أحسن منّا مستوى".
ثلاثة فيالق تحركت والفيلق الرابع استجاب لأوامر سعيد عبيد
وبالنسبة لمعركة العفرون قال الرائد عمار ملاح إن العقيد بومدين استدعاه بصفته نائبا لقائد الأركان رفقة الرائد محمد زرقيني نائب قائد الأركان في أواخر نوفمبر 1967 وقال لهم "ابتداء من اليوم كل الأوامر تصدر من عندي وتحسّبوا للتشويش الذي يقوم به كمال الورتي (نقيب في قيادة الأركان) وشريف مهدي (الكاتب العام لهيئة الأركان)"، فردّ عليه زرقيني "حضرة العقيد لا يوجد"، ولكن بومدين كان واثقا مما يقول، وكان محقا لأن الورتي وشريف مهدي كانا من أنصار زبيري وكانا يتحركان في هذا السياق، وفهمت من كلام بومدين أن العقيد زبيري لم يعد قائدا للأركان، خاصة عندما قال: "ابتداء من اليوم...".
وفي تلك الفترة أكد الرائد عمار ملاح أن العقيد زبيري قال لهم "نحيو بومدين"، مشددا على أن زبيري حينها لم يتحدث أبدا عن التفاوض مع بومدين، وأن تنحية بومدين بالقوة هو الكلام المتداول بين الضباط الموالين للعقيد زبيري، وقال "بومدين كان ديكتاتورا حقيقيا لكن مشكلتنا كانت مع ضباط فرنسا وبومدين هو من كان يحميهم ويسيرهم وفي مؤتمر الحزب في 1964 قال لنا: إذا خيّرت بين المتعاونين الأجانب وضباط فرنسا سأختار ضباط فرنسا".
اتصل العقيد زبيري بالرائد عمار ملاح (يوم 12 ديمسبر 1967) وأمره بتحريك الفيالق إلى قيادة الناحية العسكرية الأولى في البليدة، لكن ملاح، بحسب قوله، طلب منه مزيدا من الوقت، لأن تحريك الفيالق يتطلب تحضيرات تستغرق وقتا، وكانت هناك أربعة فيالق معنية بهذا التحرك واحد مشاة في المدية والثاني ميكانيكي بمليانة (عين الدفلى) واثنان في الشلف أحدهما مدرع والثاني مشاة.
ذهب عمار ملاح لتبليغ الأوامر إلى العياشي حواسنية قائد الفيلق المدرع في الشلف وإلى قائد فيلق المشاة أيضا، فاستجاب العياشي حواسنية وأراد إخبار سليمان لكحل فرفض ملاح وقال له "هذا خان شعباني فكيف لا يخوننا"، لكن العياشي كان يثق فيه وأخبر لكحل على 10:30 فأسرع لكحل إلى بومدين وأخبره بخطة تحرك الفيالق.
أمر سعيد عبيد قائد الناحية العسكرية الأولى الفيالق الأربعة بعدم التحرك، فاستجاب فيلق المشاة بالشلف لهذا الأمر، ورفض التحرك فانتقل ملاح إلى مليانة فوجد عبد السلام مباركية قائد الفيلق الميكانيكي مترددا بعدما جاءه أمر سعيد عبيد بعدم التحرك، فقال له ملاح لماذا لا تتحرك، فقد كانت مليانة قريبة من البليدة؟، فقال له جاءتني أوامر من سعيد عبيد بعدم التحرك، فلن أتحرك. لكن عندما تحدث ملاح إلى جنود الفيلق استجابوا له، كما أن مباركية عندما علم أن فيلق المدية بقيادة معمر قارة تحرك هو الآخر قرر المضي معنا إلى البليدة.
وعبر عمار ملاح عن عدم معرفته الأسباب التي جعلت سعيد عبيد لا يقف معهم في عملية الانقلاب على بومدين، ملمحا إلى أن تفاصيل هذه المسألة يعرفها العقيد زبيري ويحياوي وبن سالم والعقيد عباس وسعيد عبيد، على أساس أن هؤلاء الضباط الخمسة هم الذين كانوا معنيين بأيّ عملية ضد العقيد بومدين ولكن تفاصيل حدثت بينهم قال ملاح إنه يجهلها.
معركة العفرون
ويروي الرائد عمار ملاح مجريات معركة العفرون كما عاشها وقال "الفيلق المدرع بقيادة العياشي حواسنية كان أول الواصلين إلى العفرون، رغم أنه كان أبعد فيلق عن العاصمة والدبابات تحمل على شاحنات إلى ميدان المعركة ولا تجري في الطريق، وعندما وجدنا جسر بورومي مغلقا سرنا على السكة الحديدية وقتلنا 4 جنود موالين لبومدين وبدأت الاشتباكات".
وأشار ملاح إلى أن قوات بومدين لم تكن كثيفة في البداية ولكن بدأ يصلهم المدد من عدة جهات، وأضاف "من الصباح إلى المساء ونحن نقصف بالدبابات والمدافع والطائرات ثم وصلت قوات المظليين وتم إنزالها جوا على جبل عفرون، كما وصلت قوات الشاذلي بن جديد من الغرب (الناحية العسكرية الثانية وهران) وتم تطويقنا".
في تلك الليلة جاء العقيد زبيري لتفقد قواته وقدم له ملاح تقريرا حول المعركة وقال له "إبقَ معنا لأن الدعوة فشلت"، فرد عليه العقيد زبيري "تراجعوا إلى حمام ريغة وسأنظر ماذا فعل العقيد عباس والرائد يحياوي".
وأوضح عمار ملاح، أنه طلب من القوات التي بقيت معهم بعد انسحاب فيلق المدية التحصّن بالجبال وعدم تدمير الدبابات والمدرعات التي بين أيديهم.
القدر أفشل محاولة اغتيال بومدين
اعترف الرائد عمار ملاح أنه من كان وراء التخطيط وتنفيذ محاولة اغتيال العقيد هواري بومدين رئيس مجلس الثورة والتي نجا منها بأعجوبة. وكشف أن رئيس الحرس الجمهوري والشرطة، أحمد دراية، ومحافظ الشرطة، كمال حمودي، كانا مؤيدين لفكرة تنحية بومدين دون أن يكون هذا الأخير على علم بذلك.
وعندما دخل عمار ملاح إلى العاصمة بعد معركة العفرون، اتفق مع ضابط من عين ياغوت بباتنة يدعى زروال (ليس اليمين زروال) بتدبير عملية لاغتيال بومدين، وكان مع زروال جماعة من الأوراس من بينهم بورزان من عين البيضاء (أم البواقي) من الحرس الجمهوري.
وحتى إذا وقع الاشتباك مع الحرس الجمهوري قام زروال بقلب الرصاص داخل رشاشاتهم باستثناء رصاصتين ركبتا بشكل صحيح، وبدل أن يأخذ بورزان الرشاش السليم أخذ أحد الرشاشات مقلوبة الرصاص، وعندما حان وقت التنفيذ أطلق بورزان رصاصتين على بومدين الأولى أصابت شاربه والثانية أصابت سائقه "الطيب" في الكتف وبعدها تعطل الرشاش ولم يتمكن من إفراغ ذخيرته على السيارة التي كانت تقل بومدين. أما الرجل الثاني المكلف بالعملية، فقد اشتبك مع الحرس الجمهوري وقتل في الحين.
كنت أخشى أن يقتلني دراية في السجن ليدفن سرّه
استطاعت قوات بومدين أن تكتشف مخبأ عمار ملاح وتعتقله، لكن عمار ملاح يؤكد أن الأمن العسكري بحث معه ولم يعذبه، لكنه تعرّض لتعذيب شديد على يد أحمد دراية قائد الحرس الجمهوري والشرطة، وقال "كنت واثقا أن بومدين لن يقتلني (رغم علمه بتورطه في محاولة اغتياله) ولكني كنت أخشى أن يقتلني دراية في إحدى الزنزانات حتى لا تنكشف حقيقة علاقته بحركة 14 ديسمبر 1967 لبومدين".
وتحدث ملاح عن التعذيب الشديد الذي تعرّض له في السجن والظروف اللاّإنسانية التي عاشها، وقال بتأثر "طلبت من القاضي العسكري محمد تواتي أن يسمح بإعطائي ملعقة حتى لا آكل مثل الحيوان فرفض، خوفا من أن أستعملها في محاولة الهرب من السجن، فقلت له إذن أعطوني ملعقة من البلاستيك لكنهم رفضوا، فاتخذت من "قابصة شمة" ملعقة للأكل".
الرائد عمار ملاح نائب قائد الأركان السابق
كان مجاهدا في الولاية الأولى الأوراس بالمنطقة الثانية في جبل شيلية تحت قيادة محمد الصالح يحياوي، ورُقي إلى رتبة رائد في جيش التحرير وعضو قيادة الولاية الأولى الأوراس تحت قيادة العقيد الطاهر زبيري.
بعد الاستقلال أصبح قائدا للناحية العسكرية الخامسة (قسنطينة) بعد أن رقي العقيد زبيري قائدا للأركان، ثم عيّن قائدا للناحية العسكرية الرابعة (ورقلة) خلال عملية القبض على العقيد محمد شعباني في 1964.
كان على رأس دفعة متكونة من 34 ضابطا ساميا ذهبوا إلى الاتحاد السوفياتي لتلقي دورة تكوينية، ولما عاد إلى أرض الوطن عيّن نائبا لقائد الأركان مكلفا بالتنظيم.
كان من المفروض أن يقود الدفعة الثانية من القوات الجزائرية المتجهة إلى الجبهة المصرية للمشاركة في حرب الاستنزاف ضد اليهود، لكن اندلاع أزمة زبيري مع بومدين جعلته ينحاز إلى صف زبيري، وبعد فشل عملية الانقلاب على بومدين دبّر عملية فاشلة لاغتياله.
ألقي عليه القبض في 1968 وحكم عليه بالإعدام، وبعد وفاة بومدين وصعود الشاذلي إلى الحكم في 1980 أصدر قرارا بالعفو عنه بعد نحو 12 سنة قضاها في السجن. عيّنه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عضوا في مجلس الأمة عن الثلث الرئاسي.
تجدر الإشارة، إلى أن عمار ملاح من المجاهدين القلائل الذين لهم عدة إصدارات وكتب عن الثورة وما بعد الثورة أبرزها كتاب "حركة 14 ديسمبر 1967"
- من طلب الاعتذار إلى محاولة توريط الجيش في اغتيال رهبان تيبحيرين ..فرنسا تريد ''الأكل'' لوحدها في الجزائر بعيدا عن زحمة الصينيين
- شاهد على اغتيال الثورة..مذكرات الرائد سى لخضر بورقعة
- الأسد ينجو من محاولة اغتيال
- تفاصيل الانقلاب على بومدين وحرب الرمال وأسرار اغتيال شعباني
- حرمه أنيسة حصريا للشروق:الحقرة قادتني إلى أول لقاء مع الرئيس بومدين
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى