- faysalzawaliعضو خبير
- عدد الرسائل : 501
البلد :
نقاط : 623
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 16/03/2010
قراءة في إعلام مُنفلت.
السبت 05 نوفمبر 2011, 20:22
في ندوة بالكويت (أفريل 2011)، سألني أحدهم "ماذا قدّم الإعلام العربي؟"، فقلتُ "عليك أن تُكمل السؤال كالتالي: ماذا قدّم الإعلام العربي لنفسه وللمجتمع وللآخر؟. أما ماذا قدّم لنفسه، فإنّه قدّم قليلا من المهنيّة، وكثيرا من الالتفاف حولها أو ابتداع مهنيّة موجّهة، إمّا في الفضاءات السياسية التي يجعل من نفسه طرفا فيها، أو في القضايا الاجتماعية التي يدخلها ولا يخرج منها لعدم معرفته بالمداخل والمخارج، وفي القضايا الثقافية التي يزيدها تعقيدا. أما ماذا قدّم للمجتمع، فإنه قدّم كثيرا من الأسئلة وقليلا من الأجوبة، لأنه لا يرى حاجة إلى حلول إنما تعقيدات، فبعضه يعيش عليها كلّما عمّرت طويلا، متبنّيا مبدأ "ثقافة المؤامرة"، أي أن كلّ شيء خلفه شيء آخر، ويدٌ تحرّكه. وأما بالنسبة للآخر، فإن هذا الإعلام قدّم نفسه، وكأنه البديل الأوحد في مجتمعات لا تعرف الديمقراطية، ولم تخرج بعد من المرحلة القبلية والعشائرية، وأنّ الحداثة معنى لها إن لم تمر عبر قناة الجزيرة أو ما يشاكلها".
إنّ هناك ضرورة للتفريق بين الإعلام والاتصال، باعتبار أن الإعلام يبقى مرتبطا بالمفهوم التقليدي للدولة، أي أن اعتماد أساليب التبليغ والإيصال هي استخدام أدوات شاقولية، لتمرير خطاب عبر وسائل إعلامية، إذاعة وتلفزيون وصحف مكتوبة، ولا حاجة لمعرفة ردود الفعل أو مدى تأثير هذا الخطاب أو الخبر أو المعلومة، بينما يكون الاتصال نوعا من الإعلام التفاعلي، أي أنه يكون أفقيا وعموديا، ولم تعد ممارسة الفعل الإعلامي مقصورة على الوسائل التقليدية، بل برزت في المشهد الإعلامي وسائط جديدة قادرة على التعبئة والتجنيد أكثر من أيّ حزب سياسي، أهمها شبكة الأنترنيت التي ابتدعت أسلوب التفاعل الإجتماعي، من خلال الفايس بوك والتويتر، والرسائل النصية القصيرة في الهواتف المحمولة، ولم تعد صناعة الإعلام مقصورة على الوسيلة الإعلامية، بل صار المواطن قادرا على صناعة إعلامه التفاعلي. فالإعلام انتقل من ثقافة التبليغ الأحادي، إلى الاتصال التشاركي. وفي تصوّري، هناك خمسة أنواع من الإعلام الممارس في البلاد العربية، هي:
- إعلام تفاؤلي: ويعني أن هناك نوعا من الممارسة الإعلامية التي تهدف إلى تبييض الصورة، ولو كانت قاتمة، وإظهار الواقع على أنه، عادي، وكلّ شيء على ما يرام. ويطلق عليه إعلام لغة الخشب، وتمثله عادة وسائل الإعلام الرسمية جدّا.
- إعلام تفاعلي: وهو نوع من الممارسة، التي تتجاوز احتكار المهنيين للفعل الإعلامي، ويمكن للمواطن العادي، أن يشارك في أي فكرة، برأي أو موقف أو اقتراح، دون الحاجة إلى أن يكون منتسبا لأي جماعة أو حزب أو تنظيم ذي خصوصية وتوجهات.
- إعلام تواطؤي: ويتمثل في بعض الممارسات الإعلامية التي تقوم بها وسائل إعلام، موجّهة من قبل قوى خفية أو غامضة، أو لوبيات سياسية أو مالية، لضرب مصالح ثقافية أو اقتصادية أو سياسية أو دينية.. باستخدام أساليب التشهير، والإثارة، وتأليب الرأي العام، على نظام أو سلطة أو رموز معيّنة.
- إعلام منفلت: وهو استخدام بعض وسائل الإعلام لمبادئ "الحق في الإعلام والتعبير والاختلاف.." كمطيّة للانتقال من مجال "المساهمة في تشكيل الرأي العام" إلى "المشاركة في صناعة القرار السياسي"، وهو ما ظهر جليّا خلال حراك الشارع الذي شهدته بعض البلدان العربية، إذ تحوّلت بعض الفضائيات، بتجاوز الخطوط الحمراء، إلى أدوات تعبئة وتجييش للشارع، ونشر معلومات غير دقيقة، وتضخيم أخبار، واعتماد أساليب ليست مهنية كشاهد عيان، وبث صور يوتيوب غير دقيقة أو ملفّقة، والتركيز على كل ما هو معارض أو ما يدخل ضمن رؤيته. وهذا النوع من الاعلام هو صورة للانفلات الذي حدث في منظومة الإعلامي العربي، إن بإيعاز سياسي موجّه، أو بمزايدة على الإعلام السائد.
- إعلام مغشوش: ويتجلّى ذلك في بروز وسائل إعلام، ذات منطلقات فكرية، تروّج للشعوذة والدروشة والسحر والترفيه الساقط، والثقافة الهابطة، وتحقيق الربحية بأقصر الطرق، واستغباء الجمهور. ويتمثل هذا الإعلام، الفضائي خاصة، في انتشار "الأكشاك التلفزية" التي لا تتوفر على الشروط المهنية، ولا على شبكة برامجية تتناسب وطبيعة الخط الافتتاحي.
إنّ بعض وسائل الإعلام العربي قدّم نفسه على أنه "حامي الديمقراطية، وسادن حرّية التعبير"، في حين أنه "قدم كثيرا من الأسئلة ولم يأت سوى بقليل من الأجوبة"، أي أنه، إعلام يركّز على التابوهات السياسية والثقافية والاجتماعية في البلاد العربية، ويستثمر فيها لكسب جماهيرية أوسع، دون أن ينجح في طرح "البدائل المطلوبة، "فكثير من هذه الفضائيات العربية اعتقد أنه، هو من يحرّك الشارع العربي، وأنه أصل الثورات والاحتجاجات، والسبب المباشر في إسقاط أنظمة معيّنة"، بينما هو لا يعدو أن يكون عاملا مساعدا وليس سببا، لأنّ ما يحرّك الناس ويدعوها إلى الثورة والمطالبة بالتغيير، ليس وسائل الإعلام، إنما هناك حاجيات سياسية، كالحرية والمشاركة في القرار، وتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي، ومقاومة الفساد بكل أنواعه.. فلو صدّقنا أن هذه الفضائيات العربية هي التي دفعت بن علي إلى الهروب، ومبارك إلى التخلي عن الحكم، وعلي صالح إلى الوقوف بنديّة أمام مناوئيه، والقذافي إلى مواجهة الثائرين عليه، والأسد إلى التصدّي للخارجين عن طاعته، فكيف نفسّر خروج الناس إلى الشارع في بوركينا فاسو واليونان واسبانيا ولندن وول ستريت؟.
رابـط الموضـوع : http://www.echoroukonline.com/ara/aklam/86565.html
إســـــم الصحيفة: الشروق اليومي
كاتــــب المــقال: عزالدين ميهوبي
عـنوان المقــــال: قراءة في إعلام مُنفلت..
.........................................................
إنّ هناك ضرورة للتفريق بين الإعلام والاتصال، باعتبار أن الإعلام يبقى مرتبطا بالمفهوم التقليدي للدولة، أي أن اعتماد أساليب التبليغ والإيصال هي استخدام أدوات شاقولية، لتمرير خطاب عبر وسائل إعلامية، إذاعة وتلفزيون وصحف مكتوبة، ولا حاجة لمعرفة ردود الفعل أو مدى تأثير هذا الخطاب أو الخبر أو المعلومة، بينما يكون الاتصال نوعا من الإعلام التفاعلي، أي أنه يكون أفقيا وعموديا، ولم تعد ممارسة الفعل الإعلامي مقصورة على الوسائل التقليدية، بل برزت في المشهد الإعلامي وسائط جديدة قادرة على التعبئة والتجنيد أكثر من أيّ حزب سياسي، أهمها شبكة الأنترنيت التي ابتدعت أسلوب التفاعل الإجتماعي، من خلال الفايس بوك والتويتر، والرسائل النصية القصيرة في الهواتف المحمولة، ولم تعد صناعة الإعلام مقصورة على الوسيلة الإعلامية، بل صار المواطن قادرا على صناعة إعلامه التفاعلي. فالإعلام انتقل من ثقافة التبليغ الأحادي، إلى الاتصال التشاركي. وفي تصوّري، هناك خمسة أنواع من الإعلام الممارس في البلاد العربية، هي:
- إعلام تفاؤلي: ويعني أن هناك نوعا من الممارسة الإعلامية التي تهدف إلى تبييض الصورة، ولو كانت قاتمة، وإظهار الواقع على أنه، عادي، وكلّ شيء على ما يرام. ويطلق عليه إعلام لغة الخشب، وتمثله عادة وسائل الإعلام الرسمية جدّا.
- إعلام تفاعلي: وهو نوع من الممارسة، التي تتجاوز احتكار المهنيين للفعل الإعلامي، ويمكن للمواطن العادي، أن يشارك في أي فكرة، برأي أو موقف أو اقتراح، دون الحاجة إلى أن يكون منتسبا لأي جماعة أو حزب أو تنظيم ذي خصوصية وتوجهات.
- إعلام تواطؤي: ويتمثل في بعض الممارسات الإعلامية التي تقوم بها وسائل إعلام، موجّهة من قبل قوى خفية أو غامضة، أو لوبيات سياسية أو مالية، لضرب مصالح ثقافية أو اقتصادية أو سياسية أو دينية.. باستخدام أساليب التشهير، والإثارة، وتأليب الرأي العام، على نظام أو سلطة أو رموز معيّنة.
- إعلام منفلت: وهو استخدام بعض وسائل الإعلام لمبادئ "الحق في الإعلام والتعبير والاختلاف.." كمطيّة للانتقال من مجال "المساهمة في تشكيل الرأي العام" إلى "المشاركة في صناعة القرار السياسي"، وهو ما ظهر جليّا خلال حراك الشارع الذي شهدته بعض البلدان العربية، إذ تحوّلت بعض الفضائيات، بتجاوز الخطوط الحمراء، إلى أدوات تعبئة وتجييش للشارع، ونشر معلومات غير دقيقة، وتضخيم أخبار، واعتماد أساليب ليست مهنية كشاهد عيان، وبث صور يوتيوب غير دقيقة أو ملفّقة، والتركيز على كل ما هو معارض أو ما يدخل ضمن رؤيته. وهذا النوع من الاعلام هو صورة للانفلات الذي حدث في منظومة الإعلامي العربي، إن بإيعاز سياسي موجّه، أو بمزايدة على الإعلام السائد.
- إعلام مغشوش: ويتجلّى ذلك في بروز وسائل إعلام، ذات منطلقات فكرية، تروّج للشعوذة والدروشة والسحر والترفيه الساقط، والثقافة الهابطة، وتحقيق الربحية بأقصر الطرق، واستغباء الجمهور. ويتمثل هذا الإعلام، الفضائي خاصة، في انتشار "الأكشاك التلفزية" التي لا تتوفر على الشروط المهنية، ولا على شبكة برامجية تتناسب وطبيعة الخط الافتتاحي.
إنّ بعض وسائل الإعلام العربي قدّم نفسه على أنه "حامي الديمقراطية، وسادن حرّية التعبير"، في حين أنه "قدم كثيرا من الأسئلة ولم يأت سوى بقليل من الأجوبة"، أي أنه، إعلام يركّز على التابوهات السياسية والثقافية والاجتماعية في البلاد العربية، ويستثمر فيها لكسب جماهيرية أوسع، دون أن ينجح في طرح "البدائل المطلوبة، "فكثير من هذه الفضائيات العربية اعتقد أنه، هو من يحرّك الشارع العربي، وأنه أصل الثورات والاحتجاجات، والسبب المباشر في إسقاط أنظمة معيّنة"، بينما هو لا يعدو أن يكون عاملا مساعدا وليس سببا، لأنّ ما يحرّك الناس ويدعوها إلى الثورة والمطالبة بالتغيير، ليس وسائل الإعلام، إنما هناك حاجيات سياسية، كالحرية والمشاركة في القرار، وتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي، ومقاومة الفساد بكل أنواعه.. فلو صدّقنا أن هذه الفضائيات العربية هي التي دفعت بن علي إلى الهروب، ومبارك إلى التخلي عن الحكم، وعلي صالح إلى الوقوف بنديّة أمام مناوئيه، والقذافي إلى مواجهة الثائرين عليه، والأسد إلى التصدّي للخارجين عن طاعته، فكيف نفسّر خروج الناس إلى الشارع في بوركينا فاسو واليونان واسبانيا ولندن وول ستريت؟.
رابـط الموضـوع : http://www.echoroukonline.com/ara/aklam/86565.html
إســـــم الصحيفة: الشروق اليومي
كاتــــب المــقال: عزالدين ميهوبي
عـنوان المقــــال: قراءة في إعلام مُنفلت..
.........................................................
- المحترفمشرف منتدى أخبار و تاريخ مستغانم
- عدد الرسائل : 1490
نقاط : 2747
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 20/06/2008
رد: قراءة في إعلام مُنفلت.
الأحد 06 نوفمبر 2011, 15:46
هناك إعلام خبيث يحاول تغطية الشمس بالغربال و تنويم الشعب بأكمله و للأسف أنت واحد منه يا سعادة الوزير السابق ميهوبي أو الآن جئت تتكلم عن أنواع الإعلام و أنت كنت وزيرا للإعلام وللأسف أنت عضو في حزب التزوير الأرندي يا هذا فاقد الشيئ لا يعطيه .
و مقالك هذا أنت فيه تدور و تدور لتثبت أن الجزيرة هي من تروج للثورات، أي أن كتابتك لهذا المقال لهدف خبيث نوم الشعب و غير إتجاه فهمه فشكرا أخي فيصل على اختيارك لهذا المقال لكي نكشف فيه خبثاء الاعلام لأن جريدة الشروق للأسف لا تنشر تعليقا مثل هذا وهذا لأنها تروج للإعلام الخبيث.
و مقالك هذا أنت فيه تدور و تدور لتثبت أن الجزيرة هي من تروج للثورات، أي أن كتابتك لهذا المقال لهدف خبيث نوم الشعب و غير إتجاه فهمه فشكرا أخي فيصل على اختيارك لهذا المقال لكي نكشف فيه خبثاء الاعلام لأن جريدة الشروق للأسف لا تنشر تعليقا مثل هذا وهذا لأنها تروج للإعلام الخبيث.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى