- فاروقمشرف منتدى الأخبار
- عدد الرسائل : 7766
العمر : 53
الأوسمة :
البلد :
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
الكاتب والمؤرخ كلود جوان لـ”الخبر” “الجنود الفرنسيون في الجزائر تعرضوا إلى غسيل مخ”
الخميس 20 يونيو 2013, 03:58
شارك كلود جوان في «حرب الجزائر» كجندي احتياطي بين 1957 و1958، واكتشف فظاعة الحرب على الجزائريين، وهو يشاهد جنودا يلجأون لممارسة التعذيب ويرتكبون تجاوزات غير إنسانية. نشر سنة 1960 كتابا بعنوان «الوحل»، استنكر فيه ما كان يجري في الجزائر. وقال في هذا الحوار الذي خص به «الخبر»، إن الدعاية الفرنسية نقلتهم إلى الجزائر وجعلتهم يتوهّمون أنهم بصدد إنجاز مهمة حضارية، وأوضح بأن كثيرا من هؤلاء الجنود انتحروا بعد عودتهم إلى الديار، بينما يعاني آخرون من آلام نفسية.
تتحدثون في كتابكم «جنود مارسوا التعذيب» عن وقوع جنود الاحتياط الفرنسيين تحت دعاية حوّلتهم إلى جنود مارسوا التعذيب، كيف وصلوا إلى هذا المستوى الوحشي؟
- بمجرد أن وصل جنود الاحتياط الفرنسيون إلى الجزائر، تعرضوا لعملية غسيل للدماغ من قبل الأجهزة النفسية التابعة للجيش الفرنسي. لقد كلفوا بمهمة «إعادة السلم»، بمعنى استتباب الأمن وحماية السكان من عمليات الثوار الجزائريين. فقد تسلم كل جندي دليلا عمليا لـ«إعادة السلم» أنجزه الجنرال راؤول صالون، لكي يقتدي بتعليماته. وقد اقتنع كثير من الجنود بنجاعة التعذيب بغية الوصول إلى انتزاع معلومات من المجاهدين، عقب إلقاء القبض عليهم، وذلك بغرض توقيف عمليات الثوار وكمائنهم، وهذا يعني أنهم كانوا ضحية سياسة فرنسية مضللة. لما وصلنا إلى الجزائر كجنود احتياطيين، كنا نجهل حقيقة الاستعمار وأوضاع الأهالي، وكنا نظن أننا مكلفون بمهمة واضحة هي «إعادة السلم» في أحد أجزاء الإمبراطورية الفرنسية. وعقب اعتراف الدولة الفرنسية سنة 1999 بأن ما وقع في الجزائر عبارة عن حرب، يجد كثير من هؤلاء الجنود الاحتياطيين القدامى أنفسهم أمام رغبة ملحة في الكلام والتعبير عن آلامهم. فالرأي العام الفرنسي يعترف بأن الجيش ارتكب تجاوزات في الجزائر بين 1954 و1962، في حق الأهالي، كما اكتشف أن عددا كبيرا من هؤلاء الجنود رفضوا تلك التجاوزات. لقد أدركنا، مثلما يقول ادغار موران، أنه يستحيل بلوغ عالم مليء بالنُبل بواسطة ممارسات فظيعة.
لكن بعض الجنود فضحوا هذه الممارسات، وأنت واحد من هؤلاء، كيف تكونت لديكم مثل هذه الأفكار؟
- إن مدى انتشار مسألة فضح التعذيب سنة 1957، ومدى معرفة الفرنسيين بذلك، كان محدودا في أوساط معينة. فالأعمال الدعائية الفرنسية، كانت تحول دون ذلك، إذ لا يجب أن ننسى عملية الرقابة التي كانت تمارس على الصحف لتشويه الحقائق. وكانت هذه الرقابة تطال يوميات مثل «لوموند، ليبيراسيون، لومانيتي، فرانس أوبسيرفاتور، وليكسبريس»، وكلها صحف كانت تنشر شهادات عن التعذيب، على خلاف يومية «فرانس سوار» التي لم تكن تنشر سوى أخبار عن الجنود الفرنسيين الذين قتلوا خلال المعارك والكمائن التي كان ينفذها المجاهدون. تلك الدعاية المضللة لم تكن تشير للحرب الكولونيالية. وعليه، نجد أن الأفكار المعادية للحرب كانت منتشرة لدى فئة قليلة من المثقفين اليساريين، ممن كانت لهم ثقافة عامة واسعة.
وما هو دور ضباط أمثال أوساريس، ماسو وبيجار؟
- هؤلاء القادة العسكريون لا يعرفهم الشباب الفرنسي اليوم، مقارنة باسم جان ماري لوبان الذي أصبح ماضيه الأسود في الجزائر معروفا لديهم. وكان هناك ضباط فرنسيون متأثرون بالأيدلوجية الاستعمارية، على غرار الجنرال ماسو، الرائد بول أوساريس، والعقيد بيجار وغيرهم. وكان مركز التكوين التابع للناحية العاشرة يُكوّن جنودا متخصصين في حرب العصابات المضادة والحرب النفسية وتعلم ممارسة التعذيب والاستنطاق. لكن لا يمكن أن نخلط بين هؤلاء الضباط المؤدلجين وبين جنود الاحتياط الشباب الذين تعرضوا لعملية غسل للدماغ، بفضل الدعاية الرهيبة التي كانوا ضحية لها.
قبل تأليف هذا الكتاب، سبق أن قمت بفضح تجاوزات الجيش الفرنسي بعد انتهائك من أداء الخدمة العسكرية، ما هي العلاقة بين الكتابين؟
- نعم، سبق لي أن قمت بفضح التعذيب الذي كان يمارس على الثوار الجزائريين في كتاب سابق صدر سنة 1960 بعنوان «الوحل»، وفي كتابي الجديد «جنود جلادون»، حاولت أن أفهم كيف انتقل شبان في مقتبل العمر، لم يكونوا مستعدين للعنف، إلى وضعية وحشية. لم أسع لتقديم مرافعة للدفاع عن هؤلاء الجنود، فأنا أرافع من أجل الحقيقة وأسعى للكشف عن التجاوزات اللاإنسانية التي وقعت فعلا، وفي حال ما إذا اعتقد القارئ أنني أسعى للحديث عن ظروف مخففة لهؤلاء الجنود الذين أقدموا على ممارسة التعذيب، فذلك ليس قصدي أبدا، قصدي هو فتح النقاش لا غير.
وما هو الغرض من إعادة نشر رسائل بعض الجنود الاحتياطيين؟
- تعبّر رسائل جنود الاحتياط الفرنسيين التي أوردتها في كتابي، عن رغبتهم في التعبير عن المسكوت عنه، في الوقت الذي فضلت الدولة الفرنسية سياسة الصمت المُطبق. وكانت تلك الشهادات التي نشرتها بعض الصحف الفرنسية في ذلك الوقت، تفضح ممارسة التعذيب بشكل جريء. وأردت من خلال إعادة نشرها، جعل القارئ يعيش الأجواء التي كانت سائدة خلال تلك المرحلة، حيث كانت الدعاية الرسمية تتهم هؤلاء الجنود بالخيانة. إن فضح تلك التجاوزات يعني أن الجندي كان بصدد استعادة كرامته وحريته، بالأخص في وضعية صعبة تجبره على الصمت. وكان هؤلاء الجنود وهم يفضحون تجاوزات المؤسسة العسكرية الفرنسية يستعيدون كرامتهم، ومن هنا نجدهم يحققون التماهي مع السكان الأصليين.
كيف تشكل لديك هذا الوعي؟
- وقع ذلك بمجرد أن أدركت أن مهمة الجندي المكلف بمهمة إعادة السلم كما رسمتها الدعاية الفرنسية وسياسة «إعادة السلم»، التي شرعت فيها حكومة غي مولي عقب الموافقة على سياسة «السلطات المطلقة» في مارس 1956، مرتبطة أساسا بمحاربة الثوار الجزائريين، بغية حماية مصالح المعمرين الكبار، وليس تأمين الأهالي وإعادة السلم. لقد حاولت أن أبرز كيف أن القيم المؤسسة للجمهورية الفرنسية تم الدوس عليها خلال «حرب الجزائر»، والتأكيد على أن مسألة «إعادة السلم» لا تخدم سوى مصالح المعمرين. كما أردت أن أوضح كيف وصل الجندي الاحتياطي إلى غاية قبول ممارسة التعذيب على الأبرياء، واستنتجت أن ذلك كان نابعا من إيمانه بأداء مهمة حضارية، تجد جذورها في تقاليد الإمبراطورية الفرنسية التي كانت تعبّر عن المهمة الحضارية للجيش الفرنسي. لم أنس ولم أرغب يوما في طيّ الصفحة، وقد قرّرت تـأليف هذا الكتاب بعد أن كنت شاهدا في فلسطين التي زرتها سنة ألفين واثنين للدفاع عن الشعب الفلسطيني وعن حقه في إقامة دولته، تلك الممارسات الفظيعة التي يمارسها الجنود الإسرائيليون في حق الشعب الفلسطيني، لقد تذكرت مباشرة ممارسات الجنود الفرنسيين في الجزائر خلال حرب الجزائر، فألّفت هذا الكتاب.
- الفرنسيون يضعون خطا أحمر لتعريب ثلاثة ميادين في الجزائر
- زيدان في الجزائر في 16 جوان
- قال إن مواجهة الجزائر وكوت ديفوار قمة الدورة والحكم كوجيا كان كارثيا، كلود لوروا: المنتخب المصري لا يستحق التتويج بالكأس الإفريقية
- قال إن مصر أمة استفحل فيها المرض :الكاتب الكبير أنيس منصور يدعو الجزائر ومصر إلى الترفع
- رجل القانون المصري الشهير منتصر الزيات لـ''الخبر'' ''حرق علم الجزائر موقف حقير صدر عن محامين من أتباع حزب مبارك''
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى